موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 46 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: [b]عاشوراء بين أسرار المغفرة وأسرار التوسعة[/b]
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 01, 2004 2:16 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553
ما هو السر بين صيام عاشوراء وتكفير سنة ماضية ؟
ما هى العلاقة بين التوسعة فى يوم عاشوراء وبين توسعة الله على العبد سائر السنة ؟

اعلم أخى الحبيب أن عاشوراء هو يوم من أيام الله

وقبل أن نخوض فى أسراره نذكركم بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومه فى مكة وكانت قريش تعظمه .. ففى صحيح البخاري ( 2 / 578 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه ".

ثم لما هاجر النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وجد اليهود يصومون هذا اليوم . روى الإمام البخاري ( 3 / 1244 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه .

وكون النبى صلى الله عليه وآله وسلم سألهم عنه فليس ذلك معناه أنه لا يعرف … بدليل حديث السيدة عائشة السابق ذكره وهو فى صحيح البخارى . كذلك فى حديث جبريل سأله عن الإسلام ، والإيمان ، والإحسان وليس فى ذلك دلالة على عدم علم الأمين جبريل . إذا علمت ذلك تعلم أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يريد أن يعلم مدى علم اليهود وليس مدى علمه هو صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن يشهد اليهود على أنفسهم بعظيم فضل الله عليهم .

وتعلم من ذلك أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ليلة الإسراء عندما كان يسأل جبريل " ما هذا يا أخى يا جبريل ؟ " ليس فيه دلالة على أنه لم يكن يعلم وأنه منتظر التعلم ، كما تقول لأحد وهو يفعل شىء تراه " ماذا تفعل ؟ " ويريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلم مدى العلوم الخاصة بسيدنا جبريل مقارنة بالعلوم المستودعة فى كيانه صلى الله عليه وآله وسلم . وقد كان العبد الصالح سيدنا الخضر صاحب علما لدنيا فما بالنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذى قال حين سئل " متى وجبت لك النبوة " قال : " وآدم بين الروح والجسد " ( راجع المسألة فى كتاب أخطاء ابن تيمية ) .

المهم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم هذا اليوم فى مكة ثم فى المدينة ، وكان يرغب فيه . فقد روى الإمام مسلم فى صحيحه ( 2 / 819 ) عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال وسئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية . بل قد ورد عن الربيع بنت معوذ أنها قالت " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون الإفطار " ( رواه البخاري 2 / 692 ومسلم 2 / 798 ) .

السر فى صوم عاشوراء ومغفرة سنة ، وبين صوم عاشوراء والتوسعة فيه وبين توسعة الله على العبد ( الحديث عندنا حسن على الأقل بمجموع طرقه كما سنبينه بعد قليل ) .

نقول وبالله التوفيق

اعلم يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن كل أمة لها أيام فاليوم الذى نجا الله فيه سيدنا موسى هو يوم من أيام الله " وذكرهم بأيام الله " (سورة إبراهيم /الآية 5)

هذه اللحظات التى نجا الله فيه سيدنا موسى من فرعون كانت بمثابة الخروج من الضيق إلى السعة من ذل فرعون إلى عبودية رب الأرباب ، أما فعل الشيطان فكان إعادة سيدنا موسى من السعة إلى الضيق فوسوس لفرعون أن يدرك موسى فانقلب الوضع على إبليس وعلى فرعون فأصبح يوما من أيام الله

منهج إبليس فى أيام الله واضح .. قال تعالى فى سورة البقرة: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " ( الآية 268 )

فانظر إلى بديع صنع الله .. الشيطان يعد بشيئين على الترتيب :
(1) يعدكم الفقر
(2) ويأمركم بالفحشاء

الله عز وجل علمنا الاهتمام بالأولويات وأن الآخرة هى دار القرار وأن ما عنده يبقى وما عندنا فانٍ . فكان الترتيب عكس ترتيب الشيطان الذى يذكر الناس بالدنيا ويلهيهم عن عاقبة الأمور.
(1) والله يعدكم مغفرة منه
(2) وفضلا
(3) والله واسع عليم .. وما أجمل الوسع الإلهى إما بالمغفرة أو بنفى الفقر أو تحمله أو بكل ذلك .

ولما كان يوم عاشوراء يوما من أيام الله كان صيامه منحة من الله بتكفير السنة الماضية . فما أعظم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وما أعظم أمته ببركته صلى الله عليه وآله وسلم . فصيام عرفة عندنا يكفر سنتين الماضية والمقبلة فهل رأيتم مثل ذلك يا أمة أحب خلق الله إليه ، والسر معروف وجود الحضرة المحمدية ..

قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخارى فى صحيحه ( 4 / 1917 ) " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم قالوا لا قال فذاك فضلي أوتيه من شئت . "

فنحن يومنا بيومين بفضل الله . ليس ذلك فقط ولكن انظروا إلى " سنة ماضية ، وسنة مقبلة " فى صيام يوم عرفة ، وليس يومنا بسنتين ماضيتين .

فالمغفرة ويوم واحد بعام كامل هو الرد على الشيطان الرجيم فى " ويأمركم بالفحشاء " لضعف ابن آدم . وصوم النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر أمته بصيامه ( استحبابا ) فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم سلب من اليهود هذه الخاصية التى فيها تكفير ذنوب سنة ماضية كاملة .

أما الرد على الشيطان فى " يعدكم الفقر " فهو " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " فهذه منحة إلهية لا تتردد فإن فضل الله عظيم ولا تنس قول الله عز وجل " والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " . فلا تضيق الواسع ، وفى هذه الجزئية سنشرحها شرحا وافيا فى الكلام على ليلة النصف من شعبان ورزق عاشوراء منها ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

لذلك قلنا أن حديث التوسعة وعمل السلف به موافق للأصول وهو موافق للشريعة وموافق للحقيقة ولمن أراد أن يعرف جزئية مدى صحة حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " نقول

ألف الحافظ العراقى جزءا فيه يصحح فيه هذا الحديث ويرد على ابن تيمية بردود قاسية على ادعائه وضع هذا الحديث ، ولذلك ترى أتباع ابن تيمية يتشددون فى هذا الحديث بالذات ، وهذا دأبهم فى كل من يرد عليهم . حديث " من وسع على عياله " وفى رواية " أهله " أخرجه البيهقي عن جابر وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ومن قول محمد بن المنتشر وابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري وله طريق عن جابر أخرجها ابن عبد البر في الاستذكار وورد أيضا من حديث ابن عمر أخرجه الدارقطني في الأفراد موقوفا على عمر

المهم الحديث صححه الحافظ ابن ناصر الدين شيخ ابن الجوزى ، والحافظ العراقى ، والحافظ السيوطى . وبعدما ساق البيهقى عدة أسانيد فى شعب الإيمان ( 3 / 366 ) قال : " هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها الى بعض أخذت قوة والله اعلم " . وقد رد ابن حجر على ابن الجوزى دعواه فى وضع الحديث ، وابن الجوزى نفسه ذكر هذا الحديث فى كتاب النور فى فضائل الأيام والشهور ، وذكر عن ابن ناصر شيخه أنه قال " حديث صحيح وإسناده على شرط الصحيح " . واعترف بذلك ابن تيمية فى منهاجه ( 8 / 149 ـ 150 ) إلا أنه قال : " فالصواب ما ذكره في الموضوعات وهو آخر الأمرين منه " يعنى أن ابن الجوزى مرة صححه ومرة قال إنه موضوع ، والأخير هو آخر الأمرين فى نظر ابن تيمية والله أعلم .

وساق الحافظ العراقى أقول من استحب من أئمة الإسلام توسيع النفقة على الأهل يوم عاشوراء بعدما فند كلام ابن تيمية .

وانظر إلى قول الحافظ العراقى ـ وتهكمه على منهج ابن تيمية ـ " ولقد تعجبت من وقوع هذا الكلام من هذا الإمام الذى يقول أصحابه إنه أحاط بالسنة علما وخبرة "

وعلق السيوطى ونقل المناوى فى فيض القدير ( 6 / 236 ) من قول ابن حبيب أحد أئمة المالكية ( عبد الملك بن حبيب 238 هـ ) بعد نقل قول جابر بن عبد الله الصحابي " جربناه فوجدناه صحيحا " وقول ابن عيينة " جربناه خمسين أو ستين سنة "

لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا واذكره لا زلت في الأخيار مذكورا قال الرسول صلاة الله تشمله قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب فديتك فيما رغبنا خير الـورى كلهـم حـيا ومقبــورا

قال الإمام السيوطى وهذا من الإمام الجليل دليل على صحة الحديث واللّه أعلم

وأخيرا وفقنا الله وإياكم فى الصيام والقيام ببركة النبى العدنان صلى الله عليه وآله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 02, 2004 2:21 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 10:56 pm
مشاركات: 1245
مكان: يا رب مع الحبيب و آله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وصحبه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد

:D الاخوة الاحباب لي تعليق على هذا الامر وهو عبارة عن الاول تساؤل واما الثاني فهو شكر :
1. والله لا اعلم لماذا هذا الاصرار العجيب من هولاء القوم ولماذا الانكار مع اتضاح الرؤيه :?:
2. اقسم بالله باني لم ارى او اسمع من احد من قبل تعليق فيه اتضاح وعدم لف و دوران كهذا الايضاح فجزاك الله كل خير يا سيدي واسال الله عز وجل ان يسقيك من حوض حبيبك وحبيبنا صلى الله عليه واله وصحبه وسلم شربةً هنيئا لا تظمأ بعدها ابداً

والسلام عليكم ورخمة الله وبركاته
:!: :!: :!: :!: :!:


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 04, 2004 7:42 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 04, 2004 7:22 am
مشاركات: 3
لكن كيف ننسى ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء؟
والذي بكاء النبي محمد ص اليست هذه سنه نحتذي بها ايضا؟


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 04, 2004 8:55 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553
السيد الهاشمي بارك الله فيه

من يا أخى ينسى استشهاد مولانا الحسين وفلذات أكباده

أمابكاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم فتعجز الألفاظ عن وصفه

ومن لا يبكى سيد الشهداء

لا تجدد علينا الأحزان

من يستطع أن يأتى النساء أو يأكل أو يشرب عند مرور الخاطر فكيف التذكر

لما سئل مولانا زين العابدين عن سبب اتصال حزنه قال ما معناه ابيضت عينا نبي الله يعقوب لما

فقد ابنه فما بالكم بمن قتل أمام عينه أباه و 16 من أهل بيته

كان لابد أن تسير الحياة وأن يبذل مولانا زين العابدين أقصى ما يمكن حتى يزيد عدد أهل البيت

ولا تستأصل شأفتهم

فكان من أهم المطلوبات الحفاظ على النسل النبوى الشريف

فالحزن والبكاء دون أن يرى أحد دمعتك وبكائك من تمكين الله للعبد

وانظر كيف تمر الأعياد على أهل البيت

هم مع الناس باللطف والإبتسام والتهانى

والقلب مجروح والفؤاد دامي والبدن منجمع

والنفس باكية والوجه منفرج للخلق مع عمق شديد

فالله يحب كل قلب حزين

لايشعر بذلك إلا أهل البيت علي نبيهم وأبوهم وطبيبهم وعليهم الصلاة والسلام

فلا تجدد علينا الأحزان فهى في باطننا وفى إخفائها قوة حتى لا يشمت أعداؤنا

ولما بكي النبي صلي الله عليه وسلم كان مرة واحدة ( فيما ورد والله أعلم )

فالنبي صلي الله عليه وسلم يعلمنا الثبات والشموخ

فالطريق طويـــــل طويــــل

والأعداء متربصون متلونون

وغدا من أحب حسينا شرب من كفه

وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آلة وسلم

محمود صبيح


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 19, 2005 7:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 5:42 am
مشاركات: 1411
[fot] يقول مولانا الشريف حفظه الله
اعلم أخى الحبيب أن عاشوراء هو يوم من أيام الله
[/fot]

[marq=right]اعلم أخى الحبيب أن عاشوراء هو يوم من أيام الله[/marq][fot]السيد الهاشمي بارك الله فيه

من يا أخى ينسى استشهاد مولانا الحسين وفلذات أكباده

أمابكاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم فتعجز الألفاظ عن وصفه

ومن لا يبكى سيد الشهداء

لا تجدد علينا الأحزان

من يستطع أن يأتى النساء أو يأكل أو يشرب عند مرور الخاطر فكيف التذكر

لما سئل مولانا زين العابدين عن سبب اتصال حزنه قال ما معناه ابيضت عينا نبي الله يعقوب لما

فقد ابنه فما بالكم بمن قتل أمام عينه أباه و 16 من أهل بيته

كان لابد أن تسير الحياة وأن يبذل مولانا زين العابدين أقصى ما يمكن حتى يزيد عدد أهل البيت

ولا تستأصل شأفتهم

فكان من أهم المطلوبات الحفاظ على النسل النبوى الشريف

فالحزن والبكاء دون أن يرى أحد دمعتك وبكائك من تمكين الله للعبد

وانظر كيف تمر الأعياد على أهل البيت

هم مع الناس باللطف والإبتسام والتهانى

والقلب مجروح والفؤاد دامي والبدن منجمع

والنفس باكية والوجه منفرج للخلق مع عمق شديد

فالله يحب كل قلب حزين

لايشعر بذلك إلا أهل البيت علي نبيهم وأبوهم وطبيبهم وعليهم الصلاة والسلام

فلا تجدد علينا الأحزان فهى في باطننا وفى إخفائها قوة حتى لا يشمت أعداؤنا

ولما بكي النبي صلي الله عليه وسلم كان مرة واحدة ( فيما ورد والله أعلم )

فالنبي صلي الله عليه وسلم يعلمنا الثبات والشموخ

فالطريق طويـــــل طويــــل

والأعداء متربصون متلونون

وغدا من أحب حسينا شرب من كفه

وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آلة وسلم

محمود صبيح[/fot]


[fot]لم أجد كلمة أعبر بها عن أحتفالنا بيوم عاشوراء ( وأوؤكد يأحتفالنا )
أجّل وأعظم وأنفع من كلمة مولانا وشيخنا سيدنا الدكتور محمود حفظه الله تعالي للاسلام وأكرمه وآله وأحبابه أجمعين ببركة جده صلي الله عليه وسلم وآله الطاهرين أجمعين
اللهم آمين
[/fot]

[fot][align=center]قال حفظه الله وأكرمة ويقول :[/align][/fot]
[align=center]ما هو السر بين صيام عاشوراء وتكفير سنة ماضية ؟
ما هى العلاقة بين التوسعة فى يوم عاشوراء وبين توسعة الله على العبد سائر السنة ؟

اعلم أخى الحبيب أن عاشوراء هو يوم من أيام الله

وقبل أن نخوض فى أسراره نذكركم بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومه فى مكة وكانت قريش تعظمه .. ففى صحيح البخاري ( 2 / 578 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه ".

ثم لما هاجر النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وجد اليهود يصومون هذا اليوم . روى الإمام البخاري ( 3 / 1244 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه .

وكون النبى صلى الله عليه وآله وسلم سألهم عنه فليس ذلك معناه أنه لا يعرف … بدليل حديث السيدة عائشة السابق ذكره وهو فى صحيح البخارى . كذلك فى حديث جبريل سأله عن الإسلام ، والإيمان ، والإحسان وليس فى ذلك دلالة على عدم علم الأمين جبريل . إذا علمت ذلك تعلم أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يريد أن يعلم مدى علم اليهود وليس مدى علمه هو صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن يشهد اليهود على أنفسهم بعظيم فضل الله عليهم .

وتعلم من ذلك أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ليلة الإسراء عندما كان يسأل جبريل " ما هذا يا أخى يا جبريل ؟ " ليس فيه دلالة على أنه لم يكن يعلم وأنه منتظر التعلم ، كما تقول لأحد وهو يفعل شىء تراه " ماذا تفعل ؟ " ويريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلم مدى العلوم الخاصة بسيدنا جبريل مقارنة بالعلوم المستودعة فى كيانه صلى الله عليه وآله وسلم . وقد كان العبد الصالح سيدنا الخضر صاحب علما لدنيا فما بالنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذى قال حين سئل " متى وجبت لك النبوة " قال : " وآدم بين الروح والجسد " ( راجع المسألة فى كتاب أخطاء ابن تيمية ) .

المهم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم هذا اليوم فى مكة ثم فى المدينة ، وكان يرغب فيه . فقد روى الإمام مسلم فى صحيحه ( 2 / 819 ) عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال وسئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية . بل قد ورد عن الربيع بنت معوذ أنها قالت " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون الإفطار " ( رواه البخاري 2 / 692 ومسلم 2 / 798 ) .

السر فى صوم عاشوراء ومغفرة سنة ، وبين صوم عاشوراء والتوسعة فيه وبين توسعة الله على العبد ( الحديث عندنا حسن على الأقل بمجموع طرقه كما سنبينه بعد قليل ) .

نقول وبالله التوفيق

اعلم يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن كل أمة لها أيام فاليوم الذى نجا الله فيه سيدنا موسى هو يوم من أيام الله " وذكرهم بأيام الله " (سورة إبراهيم /الآية 5)

هذه اللحظات التى نجا الله فيه سيدنا موسى من فرعون كانت بمثابة الخروج من الضيق إلى السعة من ذل فرعون إلى عبودية رب الأرباب ، أما فعل الشيطان فكان إعادة سيدنا موسى من السعة إلى الضيق فوسوس لفرعون أن يدرك موسى فانقلب الوضع على إبليس وعلى فرعون فأصبح يوما من أيام الله

منهج إبليس فى أيام الله واضح .. قال تعالى فى سورة البقرة: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " ( الآية 268 )

فانظر إلى بديع صنع الله .. الشيطان يعد بشيئين على الترتيب :
(1) يعدكم الفقر
(2) ويأمركم بالفحشاء

الله عز وجل علمنا الاهتمام بالأولويات وأن الآخرة هى دار القرار وأن ما عنده يبقى وما عندنا فانٍ . فكان الترتيب عكس ترتيب الشيطان الذى يذكر الناس بالدنيا ويلهيهم عن عاقبة الأمور.
(1) والله يعدكم مغفرة منه
(2) وفضلا
(3) والله واسع عليم .. وما أجمل الوسع الإلهى إما بالمغفرة أو بنفى الفقر أو تحمله أو بكل ذلك .

ولما كان يوم عاشوراء يوما من أيام الله كان صيامه منحة من الله بتكفير السنة الماضية . فما أعظم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وما أعظم أمته ببركته صلى الله عليه وآله وسلم . فصيام عرفة عندنا يكفر سنتين الماضية والمقبلة فهل رأيتم مثل ذلك يا أمة أحب خلق الله إليه ، والسر معروف وجود الحضرة المحمدية ..

قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخارى فى صحيحه ( 4 / 1917 ) " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم قالوا لا قال فذاك فضلي أوتيه من شئت . "

فنحن يومنا بيومين بفضل الله . ليس ذلك فقط ولكن انظروا إلى " سنة ماضية ، وسنة مقبلة " فى صيام يوم عرفة ، وليس يومنا بسنتين ماضيتين .

فالمغفرة ويوم واحد بعام كامل هو الرد على الشيطان الرجيم فى " ويأمركم بالفحشاء " لضعف ابن آدم . وصوم النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر أمته بصيامه ( استحبابا ) فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم سلب من اليهود هذه الخاصية التى فيها تكفير ذنوب سنة ماضية كاملة .

أما الرد على الشيطان فى " يعدكم الفقر " فهو " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " فهذه منحة إلهية لا تتردد فإن فضل الله عظيم ولا تنس قول الله عز وجل " والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " . فلا تضيق الواسع ، وفى هذه الجزئية سنشرحها شرحا وافيا فى الكلام على ليلة النصف من شعبان ورزق عاشوراء منها ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

لذلك قلنا أن حديث التوسعة وعمل السلف به موافق للأصول وهو موافق للشريعة وموافق للحقيقة ولمن أراد أن يعرف جزئية مدى صحة حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " نقول

ألف الحافظ العراقى جزءا فيه يصحح فيه هذا الحديث ويرد على ابن تيمية بردود قاسية على ادعائه وضع هذا الحديث ، ولذلك ترى أتباع ابن تيمية يتشددون فى هذا الحديث بالذات ، وهذا دأبهم فى كل من يرد عليهم . حديث " من وسع على عياله " وفى رواية " أهله " أخرجه البيهقي عن جابر وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ومن قول محمد بن المنتشر وابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري وله طريق عن جابر أخرجها ابن عبد البر في الاستذكار وورد أيضا من حديث ابن عمر أخرجه الدارقطني في الأفراد موقوفا على عمر

المهم الحديث صححه الحافظ ابن ناصر الدين شيخ ابن الجوزى ، والحافظ العراقى ، والحافظ السيوطى . وبعدما ساق البيهقى عدة أسانيد فى شعب الإيمان ( 3 / 366 ) قال : " هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها الى بعض أخذت قوة والله اعلم " . وقد رد ابن حجر على ابن الجوزى دعواه فى وضع الحديث ، وابن الجوزى نفسه ذكر هذا الحديث فى كتاب النور فى فضائل الأيام والشهور ، وذكر عن ابن ناصر شيخه أنه قال " حديث صحيح وإسناده على شرط الصحيح " . واعترف بذلك ابن تيمية فى منهاجه ( 8 / 149 ـ 150 ) إلا أنه قال : " فالصواب ما ذكره في الموضوعات وهو آخر الأمرين منه " يعنى أن ابن الجوزى مرة صححه ومرة قال إنه موضوع ، والأخير هو آخر الأمرين فى نظر ابن تيمية والله أعلم .

وساق الحافظ العراقى أقول من استحب من أئمة الإسلام توسيع النفقة على الأهل يوم عاشوراء بعدما فند كلام ابن تيمية .

وانظر إلى قول الحافظ العراقى ـ وتهكمه على منهج ابن تيمية ـ " ولقد تعجبت من وقوع هذا الكلام من هذا الإمام الذى يقول أصحابه إنه أحاط بالسنة علما وخبرة "

وعلق السيوطى ونقل المناوى فى فيض القدير ( 6 / 236 ) من قول ابن حبيب أحد أئمة المالكية ( عبد الملك بن حبيب 238 هـ ) بعد نقل قول جابر بن عبد الله الصحابي " جربناه فوجدناه صحيحا " وقول ابن عيينة " جربناه خمسين أو ستين سنة "

لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا واذكره لا زلت في الأخيار مذكورا قال الرسول صلاة الله تشمله قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب فديتك فيما رغبنا خير الـورى كلهـم حـيا ومقبــورا

قال الإمام السيوطى وهذا من الإمام الجليل دليل على صحة الحديث واللّه أعلم

وأخيرا وفقنا الله وإياكم فى الصيام والقيام ببركة النبى العدنان صلى الله عليه وآله وسلم [/align]



B][fot]أقتباس من مريد الحق :
أهدية اليكم في ..
عاشوراء الأخلاص .. عاشوراء الحق .. عاشوراء الاسلام
[/fot]
[/B][align=center] ارسل: الاحد ابريل 25, 2004 1:58 pm موضوع الرسالة: الكلمة الأسبوعية .. مقام التسليم .. الحلقة الأخيرة .

--------------------------------------------------------------------------------

فى ذكرى السبط المبارك سيدنا الحسين عليه السلام

اسمحوا لى أن أذكر لكم نبذة يسيرة عن السيد السبط المبارك سيدنا ومولانا الحسين رضى الله عنه وعليه السلام .

هو العلم المعروف والسيد المبارك سبط وريحانة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن سيدنا على بن أبى طالب , وأمه سيدة نساء العالمين الطاهرة المباركة الزهراء السيدة فاطمة بنت سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. [/align]


[align=center]مناقبه :
قال فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( حسين منى وأنا من حسين .اللهم أحب من أحب حسينا . حسين سبط من الأسباط )
وقال ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة – وفى لفظ : سيد شباب أهل الجنة – فلينظر إلى الحسين بن على )
وغير ذلك كثير . [/align]


[fot][align=center]مولده :
ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع .وكان بين سيدنا الحسن والحسين طهر واحد. [/align]
[/fot]


[align=center]هيئته وشبهه :
وعن شبهه قال سفيان بن عيينة : قلت لعبيد الله بن أبي يزيد رأيت حسين بن علي ؟
قال : نعم أسود الرأس واللحية إلا شعيرات ها هنا في مقدم لحيته
فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم
أو لم يكن شاب ذلك . [/align]


[align=center]وقال إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه عن جدته زينب بنت أبي رافع :
أتت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في شكوه الذي توفي فيه فقالت : [/align]

[fot]يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا.
قال ( أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي وأما حسين فإن له جرأتي وجودي ).
[/fot]


[align=center]وكان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم من وجهه إلى سرته
وكان الحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسفل من ذلك . [/align]

[align=center]
ذريته الطاهرة :
وأما أولاده رضى الله عنهم فستة وهم :
1- على بن الحسين الأصغر – لقبه زين العابدين ( ومنه العقب الشريف ) – أمه شاه زنان بنت كسرى أنو شروان .
2- على بن الحسين الأكبر – استشهد مع أبيه – أمه ليلى بنت مرة بن عروة بن مسعود الثقفى .
3- جعفر بن الحسين – مات فى حياة أبيه ولا نسل له – أمه قضاعة .
4- عبد الله بن الحسين – استشهد مع أبيه جاءه سهم وهو بكربلاء فقتله .
5- سكينة بنت الحسين – أمها الرباب بنت امرئ القيس الكلبية .
6- فاطمة بنت الحسين – أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية . [/align]


[align=center]خاتمه :
كان نقش خاتمه عليه السلام ( لكل أجل كتاب ) . [/align]


[fot]من أقواله المضيئة :
حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم , فلا تملوا النعم فتعود نقما .
[/fot]


[align=center]ومن شعره :
إذا استنصر المرء امرأ لأذية *** فناصره والخاذلون سواء
أنا ابن الذى قد تعلمون مكانه*** وليس على الحق المبين طحاء
أليس رسول الله جدى ووالدى *** أنا البدر إن حل النجوم خفاء
ألم ينزل القرآن خلف بيوتنا *** صباحا ومن بعد الصباح مساء
ينازعنى والله بينى وبينه *** يزيد وليس الأمر حيث يشاء
فيا نصحاء الله أنتم ولاته *** وأنتم على أديانه أمناء
بأى كتاب أم بأية سنة *** تناولها عن أهلها البعداء [/align]


[fot]وصل اللهم يا ربنا على سيد العالمين
ورحمتك إلى الخلق أجمعين
وعلى آله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا يليق بمقامك إلى يوم الدين .
[/fot]

[fot]فيا نصحاء الله أنتم ولاته *** وأنتم على أديانه أمناء[/fot]
[marq=right]فيا نصحاء الله أنتم ولاته *** وأنتم على أديانه أمناء[/marq]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: هل اليهود تصوم يوم عاشوراء؟
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أغسطس 19, 2005 10:01 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أغسطس 13, 2005 3:29 pm
مشاركات: 13
[align=center] هل اليهود تصوم يوم عاشوراء؟[/align]

ان المستفاد من مراجعة التاريخ و كلمات اللغو يين و الفقهاء و المحققين و غيرهم ان مدار السنة عند اليهود ليست قمرية بل شمسية و لم يكن صومهم فى عاشوراء و لا فى محرم كما ان اليوم الذى غرق فيه فرعون لم يتقيد بكونه دائماً هو عاشوراء المحرم. و انما هو فى اليوم العاشر من شهر هم الاول: تشرى، و يسمونه يوم كيپور «kipur» - اى الكافرة و هو اليوم الذى تلقى فيه الاسرائيليون اللوح الثانى من الشريعة.

ثم على الفرض - البعيد انه اتفق ذلك اليوم مع قدوم النبى(صلى الله عليه وآله)الكريم المدينة و عاشوراء المحرم فهو محض اتفاق.

اضف الى ذلك ان كيفية الصوم عندهم ايضا تختلف عن الصوم عندنا فانهم يصومون من غروب الشمس الى غروبها فى اليوم التالى.

و عليه فلا وجه و لا اساس لما نسب فى المرويات الى النبى(صلى الله عليه وآله) من ان صوم عاشوراء كان ذا اصل يهودى و انهم كانوا يصومونه فى هذا اليوم.
و لنعرض بعض الاقوال فى هذا الشأن:

1- قال الدكتور جواد على : «و يقصدون بصوم اليهود يوم عاشوراء ما يقال له«يوم الكفارة» و هو يوم صوم و انقطاع و يقع قبل عيد المظال بخمسة ايام اى فى يوم عشرة تشري و هو يوم الكبور «kipur» و يكون الصوم فيه من غروب الشمس الى غروبها فى اليوم التالى و له حرمة كحرمة السبت و فيه يدخل الكاهن الاعظم قدس الاقداس لاداء الفروض الدينية المفروضة فى ذلك اليوم.»

(المفصل فى تاريخ العرب 6:339. دارالملايين - انظر كتاب المقدس 2:2660.)


2- و قال السقاف: «فى واقعنا الحاضر لانجد اى يهودى يصوم فى العاشر من محرم او يعده عيداًو لم يوجد فى السجلات التاريخيه ما يشير الى انهم صاموا فى العاشر من محرم او عدوه عيداً بل اليهود يصومون يوم العاشر من شهر تشرين و هو الشهر الاول من سنتهم فى تقويمهم و تاريخهم الا انهم لا يسمونه يوم عاشوراء بل يوم او عيد كيپور.»

(مجلة الهادى 7 ع 2:37.)



3- و قال محمود باشا الفلكى فى تقويم العرب قبل الاسلام: «يظهر ان اليهود من العرب كانوا يسمون ايضا عاشوراء و عاشور اليوم العاشر من شهر تشرى الذى هو اول شهور سنتهم المدنية و سابع شهور السنة الدينية عندهم.

و السنة عند اليهود شمسية لا قمرية فيوم عاشوراء الذى كان فيه غرق فرعون لا يتقيد بكونه عاشر المحرم بل اتفق و قوعه يوم قدوم النبى.»

(دائرة المعارف البستانى 11:446.)



4- قال السقاف ايضا:«ان لليهود تقويماًخاصاًبهم يختلف عن تقويمنا العربى الاسلامى اختلافاًبيناً و يبتدى بشهر (تشرى)ثم (حشران) و ينتهى بشهر (ايلول) و هو الشهر الثانى عشر، و فى كل سنة الكبيسة يضاف اليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة ثلاثة عشر شهراً و هو شهر (آذار الثانى) الذى يتخلل بين آذار الشهر السادس و بين نيسان الشهر الثامن و يكون (آذار الثانى) الشهر السابع و عدد ايام السنة فى السنوات العادية 353 او 354، او 355 يوما و فى الكبيسة 383 او 384 او 385 يوماًو التقويم اليهودى المستعمل الان شهور قمرية و سنواته شمسية.»

(مجلة الهادى 7 ع2: 36.)



5- و قال ابو ريحان * : «تشرين و هو ثلاثون يوماً... و فى اليوم العاشر منه صوم الكبور و يدعى العاشوراء و هو الصوم المفروض من بين سائر الصيام فانها نوافل و يصام هذا الكبور من قبل غروب الشمس من اليوم التاسع بنصف ساعة الى ما بعد غروبها فى اليوم العاشر بنصف ساعة تمام خمس و عشرين ساعة.... و صومه كفارة لكل ذنب على وجه الغلط.و يجب على من لم يصمه من اليهود القتل عندهم و فيه يصلى خمس صلوات و يسجد فيها.»

(الاثار الباقية: 277.)


* أبوا ريحان : هو محمد بن احمد الخوارزمى الحكيم الرياضى الطبيب المنجم المعروف كان فيلسوفا عالماً بالفسلفة اليونانية و فروعها و فلسفة الهنود و برع فى علم الرياضيات و الفلك بل قيل انه اشهر علماء النجوم و الرياضيات من المسلمين كان معاصراً لابن سينا و بينهما مراسلات و ابحاث كان اصله من بيرون بلد فى السند و سافر الى بلاد الهند اربعين سنة اطلع فيها على علوم الهنود. و اقام مدة فى خوارزم و اكثر اشتغاله فى النجوم و الرياضيات و التاريخ و خلف مؤلفات نفيسة منها الاثار الباقية عن القرون الخالية الفه لشمس المعالى قابوس. حكى انه كان مكباًعلى تحصيل العلوم متفنناً على التصنيف لا يكاد يفارق يده العلم و عينه النظر و قلبه الفكر و كان مشتغلاًفى تمام ايام السنة الا يوم النيروز و يوم المهرجان....» الكنى والالقاب 1:78.



6- و قال العلامة الشعرانى : «اعلم ان يوم عاشوراء كان يوم صوم اليهود و لا يزالون يصومون الى الان و هو الصوم الكبير (لعل الصحيح: كبور) و وقته اليوم العاشر من الشهر الاول من السنة و لما قدم رسول الله المدينة كان اول اليهود مطابقاً لاول المحرم و كذلك بعده الى ان حرم النسيىء و ترك فى الاسلام و بقي عليه اليهود الى زماننا هذا فتخلف اول سنة المسلمين عن اول سنتهم و افترق يوم عاشوراء عن يوم صومهم و ذلك لانهم ينسئون الى زماننا فيجعلون فى كل ثلاث سنين سنة واحدة ثلاثة عشر اشهراًكما كان يفعله العرب فى الجاهلية فصام رسول الله و المسلمين يوم عاشورا كما كانوا يصومون و قال نحن اولى بموسى... الى ان نسخ وجوب صومه بصوم رمضان و بقى الجواز...»

(الوافى (الهامش 2:114)).



اقول: قدوم النبى(صلى الله عليه وآله) و هجرته الى المدينة المنورة كانت فى ربيع الاول * لا فى محرم و معه كيف يطابق سنة اليهود لقدوم النبى(صلى الله عليه وآله)و لمحرم؟؟

* كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول : تاريخ الطبرى 2:ص3 - الكامل فى التاريخ 2:518 ( لاثنى عشرة ليلة خلت من ربيع الاول يوم الاثنين) بحارالانوار 19: 104 - فتح البارى 4:289.


ثانياً المعروف ان النبي(صلى الله عليه وآله)لم يصم عاشوراء الّا سنة واحدة كما سيأتى الاشارة الى ذلك و معه كيف يقول السيد الشعرانى:« و كذلك بعده الى ان حرم النسيىء...»

ثالثاً يبدو من كلامه ان صومه كان واجباً الى ان نسخ بصوم رمضان، مع ان الامر مختلف فيه عندنا و عند العامة ايضاً كما مَّر فالظاهر ان العلامة الشعرانى تبنى جانباًمن دون ارائة اى مستند و دليل .



للإستفادة أكثر حول هذا الموضوع راجع كتاب

صوم عاشورا بين السنة النبوية و البدعة الأموية

للشيخ نجم الدين الطبسي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 12, 2008 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4026
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:90%;background-color:black;background-image:url();][cell=filter:;][I][align=right]يوم عاشوراء يواكب الهجرة الشريفة وفى نفس اليوم يواكب هجرة سيدنا موسي عليه السلام والمسلمين من بنى اسرائيل ومن امن معه من بطش كفر فرعون ... فاتسائل هل هى علاقة تصل بنا الى فهم اعمق ليوم عاشوراء والربط بينهما بين هجرة موسي عليه السلام من ارض الكفر الى ارض ليعبد فيها الله كما حدث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من مكه بعد ان ضاق عليه الكفار الى ارض الله لنشر الدعوه فى امن من ايدي الكفار ..

ثم ياتى ذكرى استشهاد الامام الحسين فى يوم عاشوراء ليصبغ هذا اليوم بدمائه الذكيه وروحه الطاهرة ويالها من مصادفات عجيبة ان يتواكب ثلاث ذكريات قاسمة لامه اسلامية ، ياتي مشهد سيدنا الحسين فى صورة هذا اليوم الفارق بين الحق والباطل والنور والظلمات بين الخير والشر الى هذا اليوم فلابد له مكانة الكبري التى لا يتصوره عقل بل يتصوره القلوب المؤمنة المحبة ..

سيدي الشريف احباب رسول الله لماذا هذا اليوم وماهى خصوصيته واسرارة [/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 04, 2009 2:46 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4026
مكان: الديار المحروسة
يوم عاشوراء يواكب الهجرة الشريفة وفى نفس اليوم يواكب هجرة سيدنا موسي عليه السلام والمسلمين من بنى اسرائيل ومن امن معه من بطش كفر فرعون ... فاتسائل هل هى علاقة تصل بنا الى فهم اعمق ليوم عاشوراء والربط بينهما بين هجرة موسي عليه السلام من ارض الكفر الى ارض ليعبد فيها الله كما حدث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من مكه بعد ان ضاق عليه الكفار الى ارض الله لنشر الدعوه فى امن من ايدي الكفار ..

ثم ياتى ذكرى استشهاد الامام الحسين فى يوم عاشوراء ليصبغ هذا اليوم بدمائه الذكيه وروحه الطاهرة ويالها من مصادفات عجيبة ان يتواكب ثلاث ذكريات قاسمة لامه اسلامية ، ياتي مشهد سيدنا الحسين فى صورة هذا اليوم الفارق بين الحق والباطل والنور والظلمات بين الخير والشر الى هذا اليوم فلابد له مكانة الكبري التى لا يتصوره عقل بل يتصوره القلوب المؤمنة المحبة ..

سيدي الشريف احباب رسول الله لماذا هذا اليوم وماهى خصوصيته واسرارة

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 06, 2009 8:23 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
[font=Arial]
لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا واذكره لا زلت في الأخيار مذكورا
قال الرسول صلاة الله تشمله قولا وجدنا عليه الحق والنورا
من بات في ليل عاشوراء ذا سعة يكن بعيشته في الحول مجبورا
فارغب فديتك فيما رغبنا خير الـورى كلهـم حـيا ومقبــورا
[/font]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 06, 2009 9:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 13, 2007 11:01 pm
مشاركات: 736
مكان: CAIRO
اللهم صل علي سيدنا محمد الفاتح لما اغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق الهادي الي صراطك المستقيم و علي اله وسلم بحق قدره و مقداره العظيم

مدد يا سيدي و مولايا الحسين بن علي بن ابي طالب

مدد يا ابن رسول الله

مدد يا سيد شباب اهل الجنة

السلام عليك و علي من احبك يا حبيب رسول الله

_________________
MAN LA ADAB LAHOW LA 3ELM 3ENDHOW.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: يوم عاشورا
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 09, 2009 6:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6111
هذا اليوم - يوم عاشورا أنعم الله فيه على موسى والمؤمنين معه بالنجاة وأغرق فرعون وجنوده بعد أن ضرب موسى بعصاه البحر فانفلق ( فصار كل فرق كالطود العظيم ) كذلك نجى فيه إيراهيم من نار النمرود ( وقيل يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ) ولقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشورا فقال ما هذا ؟ قالوا هذا اليوم نجى الله بنى اسرائيل من عدوكم فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه تعظيما له : فقال أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه . وغير ذلك من الآثار التى وردت فى تعظيمه والاحتفاء به لأن الله أنعم فيه على كثير من المصطفين الأخيار من عباده ، فمن السنة صومه شكرا لله على نعمة وتعرضا لنفحاته وفضله وتخليدا لذكرى هذا اليوم الفضيل ، وكذلك يوسع فيه المسلم على أولاده ويحسن على الفقراء والمعوزين مما حباه الله من آلائه عسى أن يناله شئ من الفيوضات التى يغدقها الله فى مثل هذا اليوم الميمون ،
هذا ولقد نزع الناس فى هذا اليوم وأمثاله غلى عوائد لا مبرر لها ، وليس فى الشريعة أثارة تؤذن يصحتها كالتفنن فى الاطعمة والأشربة وتجشم ما فوق الطاقة فهذا كله مما تنهى عنه الحنيفية السمحة ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) وللناس عوائد يفعلونها فى عذا اليوم كلها نابية عن حدود الشرع نمسك القلم عن ذكرها : فان الحلال بين والحرام بين :-


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 26, 2009 1:16 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
كل عام وأنتم بخير
في ذكرى عاشوراء كتب ا.د محمود صبيح

اقتباس:
عاشوراء بين أسرار المغفرة وأسرار التوسعة

ما هو السر بين صيام عاشوراء وتكفير سنة ماضية ؟
ما هى العلاقة بين التوسعة فى يوم عاشوراء وبين توسعة الله على العبد سائر السنة ؟

اعلم أخى الحبيب أن عاشوراء هو يوم من أيام الله

وقبل أن نخوض فى أسراره نذكركم بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومه فى مكة وكانت قريش تعظمه .. ففى صحيح البخاري ( 2 / 578 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت " كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يصومه فليصمه ومن شاء أن يتركه فليتركه ".

ثم لما هاجر النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة وجد اليهود يصومون هذا اليوم . روى الإمام البخاري ( 3 / 1244 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله فقال أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه .

وكون النبى صلى الله عليه وآله وسلم سألهم عنه فليس ذلك معناه أنه لا يعرف … بدليل حديث السيدة عائشة السابق ذكره وهو فى صحيح البخارى . كذلك فى حديث جبريل سأله عن الإسلام ، والإيمان ، والإحسان وليس فى ذلك دلالة على عدم علم الأمين جبريل . إذا علمت ذلك تعلم أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يريد أن يعلم مدى علم اليهود وليس مدى علمه هو صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن يشهد اليهود على أنفسهم بعظيم فضل الله عليهم .

وتعلم من ذلك أيضا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى ليلة الإسراء عندما كان يسأل جبريل " ما هذا يا أخى يا جبريل ؟ " ليس فيه دلالة على أنه لم يكن يعلم وأنه منتظر التعلم ، كما تقول لأحد وهو يفعل شىء تراه " ماذا تفعل ؟ " ويريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلم مدى العلوم الخاصة بسيدنا جبريل مقارنة بالعلوم المستودعة فى كيانه صلى الله عليه وآله وسلم . وقد كان العبد الصالح سيدنا الخضر صاحب علما لدنيا فما بالنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذى قال حين سئل " متى وجبت لك النبوة " قال : " وآدم بين الروح والجسد " ( راجع المسألة فى كتاب أخطاء ابن تيمية ) .

المهم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم هذا اليوم فى مكة ثم فى المدينة ، وكان يرغب فيه . فقد روى الإمام مسلم فى صحيحه ( 2 / 819 ) عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال وسئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية . بل قد ورد عن الربيع بنت معوذ أنها قالت " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون الإفطار " ( رواه البخاري 2 / 692 ومسلم 2 / 798 ) .

السر فى صوم عاشوراء ومغفرة سنة ، وبين صوم عاشوراء والتوسعة فيه وبين توسعة الله على العبد ( الحديث عندنا حسن على الأقل بمجموع طرقه كما سنبينه بعد قليل ) .

نقول وبالله التوفيق

اعلم يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن كل أمة لها أيام فاليوم الذى نجا الله فيه سيدنا موسى هو يوم من أيام الله " وذكرهم بأيام الله " (سورة إبراهيم /الآية 5)

هذه اللحظات التى نجا الله فيه سيدنا موسى من فرعون كانت بمثابة الخروج من الضيق إلى السعة من ذل فرعون إلى عبودية رب الأرباب ، أما فعل الشيطان فكان إعادة سيدنا موسى من السعة إلى الضيق فوسوس لفرعون أن يدرك موسى فانقلب الوضع على إبليس وعلى فرعون فأصبح يوما من أيام الله

منهج إبليس فى أيام الله واضح .. قال تعالى فى سورة البقرة: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " ( الآية 268 )

فانظر إلى بديع صنع الله .. الشيطان يعد بشيئين على الترتيب :
(1) يعدكم الفقر
(2) ويأمركم بالفحشاء

الله عز وجل علمنا الاهتمام بالأولويات وأن الآخرة هى دار القرار وأن ما عنده يبقى وما عندنا فانٍ . فكان الترتيب عكس ترتيب الشيطان الذى يذكر الناس بالدنيا ويلهيهم عن عاقبة الأمور.
(1) والله يعدكم مغفرة منه
(2) وفضلا
(3) والله واسع عليم .. وما أجمل الوسع الإلهى إما بالمغفرة أو بنفى الفقر أو تحمله أو بكل ذلك .

ولما كان يوم عاشوراء يوما من أيام الله كان صيامه منحة من الله بتكفير السنة الماضية . فما أعظم النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وما أعظم أمته ببركته صلى الله عليه وآله وسلم . فصيام عرفة عندنا يكفر سنتين الماضية والمقبلة فهل رأيتم مثل ذلك يا أمة أحب خلق الله إليه ، والسر معروف وجود الحضرة المحمدية ..

قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخارى فى صحيحه ( 4 / 1917 ) " إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين قالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم قالوا لا قال فذاك فضلي أوتيه من شئت . "

فنحن يومنا بيومين بفضل الله . ليس ذلك فقط ولكن انظروا إلى " سنة ماضية ، وسنة مقبلة " فى صيام يوم عرفة ، وليس يومنا بسنتين ماضيتين .

فالمغفرة ويوم واحد بعام كامل هو الرد على الشيطان الرجيم فى " ويأمركم بالفحشاء " لضعف ابن آدم . وصوم النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر أمته بصيامه ( استحبابا ) فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم سلب من اليهود هذه الخاصية التى فيها تكفير ذنوب سنة ماضية كاملة .

أما الرد على الشيطان فى " يعدكم الفقر " فهو " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " فهذه منحة إلهية لا تتردد فإن فضل الله عظيم ولا تنس قول الله عز وجل " والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " . فلا تضيق الواسع ، وفى هذه الجزئية سنشرحها شرحا وافيا فى الكلام على ليلة النصف من شعبان ورزق عاشوراء منها ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

لذلك قلنا أن حديث التوسعة وعمل السلف به موافق للأصول وهو موافق للشريعة وموافق للحقيقة ولمن أراد أن يعرف جزئية مدى صحة حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته " نقول

ألف الحافظ العراقى جزءا فيه يصحح فيه هذا الحديث ويرد على ابن تيمية بردود قاسية على ادعائه وضع هذا الحديث ، ولذلك ترى أتباع ابن تيمية يتشددون فى هذا الحديث بالذات ، وهذا دأبهم فى كل من يرد عليهم . حديث " من وسع على عياله " وفى رواية " أهله " أخرجه البيهقي عن جابر وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ومن قول محمد بن المنتشر وابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري وله طريق عن جابر أخرجها ابن عبد البر في الاستذكار وورد أيضا من حديث ابن عمر أخرجه الدارقطني في الأفراد موقوفا على عمر

المهم الحديث صححه الحافظ ابن ناصر الدين شيخ ابن الجوزى ، والحافظ العراقى ، والحافظ السيوطى . وبعدما ساق البيهقى عدة أسانيد فى شعب الإيمان ( 3 / 366 ) قال : " هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها الى بعض أخذت قوة والله اعلم " . وقد رد ابن حجر على ابن الجوزى دعواه فى وضع الحديث ، وابن الجوزى نفسه ذكر هذا الحديث فى كتاب النور فى فضائل الأيام والشهور ، وذكر عن ابن ناصر شيخه أنه قال " حديث صحيح وإسناده على شرط الصحيح " . واعترف بذلك ابن تيمية فى منهاجه ( 8 / 149 ـ 150 ) إلا أنه قال : " فالصواب ما ذكره في الموضوعات وهو آخر الأمرين منه " يعنى أن ابن الجوزى مرة صححه ومرة قال إنه موضوع ، والأخير هو آخر الأمرين فى نظر ابن تيمية والله أعلم .

وساق الحافظ العراقى أقول من استحب من أئمة الإسلام توسيع النفقة على الأهل يوم عاشوراء بعدما فند كلام ابن تيمية .

وانظر إلى قول الحافظ العراقى ـ وتهكمه على منهج ابن تيمية ـ " ولقد تعجبت من وقوع هذا الكلام من هذا الإمام الذى يقول أصحابه إنه أحاط بالسنة علما وخبرة "

وعلق السيوطى ونقل المناوى فى فيض القدير ( 6 / 236 ) من قول ابن حبيب أحد أئمة المالكية ( عبد الملك بن حبيب 238 هـ ) بعد نقل قول جابر بن عبد الله الصحابي " جربناه فوجدناه صحيحا " وقول ابن عيينة " جربناه خمسين أو ستين سنة "

لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا واذكره لا زلت في الأخيار مذكورا قال الرسول صلاة الله تشمله قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب فديتك فيما رغبنا خير الـورى كلهـم حـيا ومقبــورا

قال الإمام السيوطى وهذا من الإمام الجليل دليل على صحة الحديث واللّه أعلم

وأخيرا وفقنا الله وإياكم فى الصيام والقيام ببركة النبى العدنان صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 26, 2009 8:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 13, 2007 11:01 pm
مشاركات: 736
مكان: CAIRO
السلام عليكم و رحمة الله

كل عام و فضيلة مولانا بخير

مش عارف ايه اللي امفروض يتقال في الايام ديه


الحمد لله علي كل شيء و الحمد لله علي ما في هذه المشاركة من كلام مبارك من مولانا فضيلة الدكتور محمود

السلام عليكم و رحمة الله

_________________
MAN LA ADAB LAHOW LA 3ELM 3ENDHOW.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 27, 2009 9:27 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مارس 29, 2004 4:05 pm
مشاركات: 7388
[center][table=width:60%;][cell=filter:;][I][align=center]
كل عام وسيدنا الشريف الدكتور محمود صبيح بخير وعافية ....[/align][/B]
[/cell][/table][/center][img][img]http://up.bentvip.com/up/20091227102609.jpg[/img][/IMG]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 27, 2009 11:26 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 31, 2009 9:04 pm
مشاركات: 878
مكان: الاسكندرية
كل سنة وحضرة سيدى الدكتور محمود صبيح بكل الخير وادام الله تعالى علينا ببركة الحبيب المصطفى هذا النور الذي يتلالاعلى المنتدى وكلمات من نور على لسان صاحب المنتدى الراقى الصافى والله يااخوتى احنا فى نعمة والحمد لله اللهم اغفر لنا ووسع لنا ارزاقنا من الفهم والعلم ومن كل خير ببركة ال البيت سبب الخير والنصر لامة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم المعاندين والمتنطعين وكل عام وانتم جميعا بخير

_________________
وصل اللهم على من أشرقت الأنوار الإلهية عليه فأصبح وجهه كالقمر إذا سر استنار وعلى آله وسلم كما تحب وترضى
وصل اللهم على من قال "انا أول العابدين" وعلى آله وسلم
(رب توفني مسلما وألحقني بالصالحين)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 46 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط