اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6438
|
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هشام رضى الله عنهما جميعا ومن المعروف شرعا أنه إذا ذكر الصحابى قلنا رضى الله عنه ... وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه وقد شرح صدره للإسلام قبل والده وكان اسمه العاص ولما دخل فى الإسلام غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وقد أسند إليه كثير من الأحاديث الشريفة وكان معروفا بشدة تقواه وكثير عبادته فهو ورع فكان يحفظ القرآن وأحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كلما قرأ آية من آيات الله تعالى كان يطبقها عملا وفعلا كما كان يقضى نهاره صائما وليله قائما للصلاة ، فكان من العلماء الزاهدين والأئمة المعتمدين والصفوة الممتازة والسابقين للإسلام من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين ذكاهم القرآن الكريم فى سورة الحشر بقوله تعالى ( والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) . إن سيدنا عبد الله كان يصوم نهاره ويقوم ليله فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدوام صيامه وقيامه قال له : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) وقال صلى الله عليه وسلم ( بحسبك يا عبد الله أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام وهى الأيام البيض وقيل سميت بالبيض لبياض القمر ليلة البدر ) . فقال عبد الله : إنى أضيق أكثر من ذلك . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صم من كل جمعة يومين الاثنين والخميس ) فقال عبد الله : إنى أضيق أكثر من ذلك . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن أفضل الصيام صيام داوود فكان يصوم يوما ويفطر يوما ) - وروى الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن لجسدك عليك حقا ولعينيك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ) ونستفيد من هذا الحديث الشريف ما يلى :-
1- النهى عن التشدد فى العبادات حفاظا على الحقوق .
2- تأكيد حق الجسم .
3- تأكيد حق الضيف .
4- تأكيد حق الجار.
5- تأكيد حق الزوج والأولاد .
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يستخلص رجلا من أمتى إلى رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل منها مد البصر ثم يقول أتنكر هذا ؟ يقول : لا يارب ، فيقول أظلمك كتبنى الحافظون ؟ فيقول : لا يارب ، فيقول أفلك عذر ؟ فيقول : لا يارب ، فيقول الله سبحانه وتعالى : بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة صغيرة قدر الأنملة ( أى طرف الأصبع ) فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فيقول يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم اليوم ، قال : فتوضع البطاشقة فى كفة والسجلات سفى كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فإنه لا يثقل مع أسم الله شئ ) رواه بن ماجة والترمذى وقال حديث حسن . وشئل عبد الله بن عمرو عن أرواح المؤمنين إذا ماتوا أين تذهب قال فى حواصل طير بيض فى ظل العرش وأرواح الكافرين فى الأرض السابعة . وقبر عبد الله ذكر فى كثير من مراجع أنه دفن بمصر وبعضهم عين قبره بمنزله الصغير ومن المعروف أن منزله قد دخل فى زيادة الجامع فى العصر العباسى سنة 132هـ ولكنه لم يكن من المعهود ولا المقبول فى ذلك العصر دفن الموتى داخل المساجد ولا إقامة القباب عليها ولذلك فقد ظل القبر مجهول الاسم والمعالم حتى كان العصر العثمانى وأعاد الأمير مراد بناء الجامع فلعله اراد إحياء وجود قبر عبد الله داخل المسجد فبنى المقصورة وأقام عليها قبة ويذكر على باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية أنه يوجد فى الزاوية الشرقية قبر عبد الله فإنه توفى سنة 73هـ ودفن الصاحبى الجليل عمرو بن العاص تحت سفح المقطم بالقرب من قبر سيدى عقبة بن عامر وقد أندثر القبران وأنكر البعض وجود قبورهم فى هذه المنطقة - هذا هو الصاحبى عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه .
أما أبوه عمرو بن العاص فقد دخل الإسلام بعد ولده فقدم الرسول صلى الله عليه وسلم يده الشريفة لعمرو بن العاص ليبايعه على الإسلام فشد عمرو يده وقال : أريد أن أشترط يا رسول الله . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم بماذا تشترط ؟ فسقال : عمرو بن العاص أشترط أن يغفر لى الله ما قبل الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تعرف يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله والحج يغفر ما قبله والصلاة تغفر ما بينهما ، فدخل عمرو بن العاص فى الإسلام وبنى مسجده وهو أول مسجد بنى فى مصر عام 21 هـ وتوفى عمرو بن العاص يوم الفطر فى خلافة معاوية عام 43 هـ وقد تولى عمرو حكم مصر سفى عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 640 م وأسس مدينة الفسطاط عام 645م ثم ولى على مصر عام 659م ( 39 هـ ) إلى سنة 664م (43هـ) فى العهد الأموى فى خلاسفة معاوية بن أبى سفيان .
وجامع عمرو بن العاص أول مسجد بنى فى الإسلام بعد فتح الإسكندرية ويعرف بتاج الجوامع - والجامع العتيق وكان وقت ذلك يشرف على النيل ورحم الله بن دقهاق المؤرخ حيث وصفه بقوله
( إمام المساجد ومقد العابد ) وقد ذكره المقريزى فى فى كتاب المواعظ والاعتبار بخط يده فى الجزء الرابع صفحة 244،245بذكر الخطط والآثار لتقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845 هـ وقد ذكر المقريزى فى كتابه الحديث الذى دار بين عمرو بن العاص وبين المقوقس حاكم مصر وذل على شراء جبل المقطم وقد ذكرتها فى النبذة التى كتبتها فيما قبل عن جبل المقطم . ويذكر المؤرخون أن جامع عمرو بن العاص من الأماكن المباركة التى يستجيب فيها الدعاء فطوبى لمن حافظ على الصلوات فيه وواظب على القيام بنواحية وتقرب من صدر المحراب وخر إليه راكعا وأناب وكانت مساحة الجامع يوم إنشائه 50 فى 30 ذراعا وجدرانه عارية من البياض وله بابان فى غربيه وبابان يقابلان دار عمرو واتخذ له منبرا فكتب إليه عمر بن الخطاب يأمره بكسره قائلا ( أما يكفيك أن تقوم قائما والمسلمون جلوس تحت عقبيك ) فكسره ويقال إنه أعاد بناءه بعد وفاة عمر وظل المسجد على حالته حتى تولى مسلمة بن مخلد الأنصارى حكم مصر سنة 53 هـ ( 672 م ) فزاد فى مساحته وزخرف جدرانه وسقوفه وأنشأ اربع صوامع للمؤذنين ونقش اسمه عليه وفى 79 هـ أزال والى مصر عبد العزيز بن مروان جدرانه ووسعه من جوانبه - وفى سنة 93هـ هدمه الأمير قرة بن شريك العبسى والى مصر بأمر الخليفة الوليد بن عبد الملك وزاد فى مساحته وعمل محرابا مجوفا ووضع به منبرا من الخشب عام 133هـ وزاد فى مساحته صالح بن على والى مصر من قبل الدولة العباسية وفى عام 175هـ تم تجديد الجامع من قبل هارون الرشيدى وظل المسجد فى التجديد حتى وقتنا هذا تم توسيعه ولازالت المقصورة الخشبية موجودة وينكر بعض المتشددين وجود قبر سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص فى هذا المكان . بقلم الشريف على محمود محمد على حفيد حسن قاسم
|
|