| 
                        
                        بشرى للأحباب المهديين .الذين يعرفون أفضال الله .. ولا تنصرف قلوبهم إلى غير ما أعطاهم الرازق المنان .
 ذهب رجل إلى يونس بن عبيد يشكو فقره وحاجته .
 فسأله : أيسرك أن يذهب بصرك وتُعطى مائة ألف ؟
 فقال الرجل : لا .
 فسأله : أيسرك أن يذهب سمعك وتُعطى مائة ألف ؟
 فقال الرجل : لا .
 فسأله : أيسرك أن تذهب يداك ورجلاك وتُعطى مائة ألف ؟
 فقال الرجل : لا .
 فسأله : أيسرك أن يذهب عقلك ولسانك وتُعطى مائة ألف ؟
 فقال الرجل : لا .
 فقال له يونس : انظر ـ إذن ـ كم معك من مئات الألوف وأنت تشكو الحاجة !!!
 فبشرى لمن أنعم المولى ـ تبارك وتعالى ـ عليه بالعافية وإن ضاقت يده .. لمن عرف أنه قادر بعزيمته وبما وهبه الخالق إياه أن يقهر الصعاب ، ويفتت الصخور ، ويجاوز السدود ، ويرتقى بهمته وإرادته إلى عنان السماء .. لمن أدرك أن كل منّة مما امتن الله بها عليه ، بابٌ لكثير من المنجزات يطوعها وينالها .. فإننا إنْ نعد نعم الله لا نحصيها ، وهو ـ سبحانه وتعالى ـ الرزاق الوهاب الكريم .
 قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومًا لأصحابه :
 « إن سبعين ألفًا من أمتى سيدخلون الجنة بغير حساب . فقالوا : من هم يا رسول الله ـ قال الذين لا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون » .
 
 فما من دابة على الأرض إلاَّ والقادر المقتدر آخذ بناصيتها ، يوفر لها رزقها ، وهو ـ سبحانه وتعالى ـ لا ينسى عباده ، ويكفى بعزته وقدرته من يهرع إليه ويتوكل عليه .
 يقول ـ عز من قائل :
 « وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا » .
 ( سورة الطلاق الآية : 3 )
 فبشرى لمن تغلغل الإيمان فى قلبه واستضاءت به بصيرته ولبه ، لمن قوى فى الحق ـ تبارك وتعالى ـ يقينه ، وفى المستقبل ثقته .. لمن تفتحت نفسه بنسمات البشر والتفاؤل وعرف أن الله يكلأ بعنايته ورعايته من يستعين به ويتوكل عليه من عباده .. فهو ـ تبارك وتعالى ـ يحب المتوكلين ، ومن أحبه وضع له القبول فى الأرض .
 عن المصطفى ـ عليه الصلاة والسلام :
 « إذا أحب الله ـ تعالى ـ العبد نادى جبريل إن الله ـ تعالى ـ يحب فلانًا فأحبه ، فيحبه جبريل . فينادى فى أهل السماء : إن الله ـ تعالى ـ يحب فلانًا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول فى الأرض » .
 بشرى لأحباب الله ، الذين وهبهم محبة الناس ، ووضع لهم القبول وأثابهم بخير ما يجزى به الأبرار القانعين العاملين .
 
 من صفحة المستشار رجائى عطية
 _________________
 
 
 
 مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
 اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
 
 
 
 
 
 |