موقع د. محمود صبيح

بسم الله الرحمن الرحيم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) صدق الله العظيم
هى من العابدات القانتات الحافظات لكتاب الله وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم - شديدة الحب لله عز وجل - تناجى ربها ليلا ونهارا - كثيرة البكاء والخوف من الله - تقوم الليل وتصوم النهار - إذا سمعت ذكر النار غشى عليها زمانا - وكانت تقول استغفارنا يحتاج إلى إستغفار - وكان كفنها موضع سجودها فكانت موضع سجودها كهيئة الماء من كثرة البكاء - وهى تنتمى إلى الجيل الأول من الصوفية .== ويقول ابن خلكان فى وفيات الأعيان : إن رابعة العدوية هى أم الخير رابعة بنت إسماعيل البصرية ، مولاة آل عتيك الصالحة المشهورة . ويؤكد الحافظ فيقول :إن رابعة العدوية مولاة لآل عتيك بنو عدوة ولهذا تسمر العدوية وإسمها أيضا بالقيسية - أما كنيتها فأم الخير - وهى بنت إسماعيل - وقد عاشت ما يقرب من ثمانين عاما أو يزيد - وإنها ولدت فى أوائل القرن الثانى الهجرى وبذلك تكون عاشت سنواتها الأولى فى العصر الأموى وبقية حياتها فى العصر العباسى . ويقول ابن الجوزى : أتت رابعة إلى الدنيا ولم يكن فى بيتها شئ لأن والدها كان فقيرا وكان لرابعة ثلاثة أخوات فسميت برابعة لأنها رابعتهن - وكانت تتهجد وتقوم الليل كله فى خلوتها وجمعت رابعة حولها كثيرا من المريدين والأصحاب الذين وفدوا إلى مجلسها وكان بينهم ( مالك بن دينار - والزاهد رياح - وسفيان الثورى - وشقيق البلخى ) ووهبت رابعة نفسها إلى المحب الأسمى لا تفكر فى الزواج لأنه على الأقل سيصرفها عن كثرة الانشغال بالله . ومن كرامات رابعة إن المناوى يروى : إنها زرعت فوقع عليه الجراد فقالت : إلهى رزقى تكفلت به فإن شئت أطعمه لأعدائك أو لأوليائك - فطار الجراد كانه لم يكن .
ويروى أيضا : أنها حجت على بعير لها فمات قبل بلوغها منزلها فسألت الله أن يحيه - فركبت حتى وصلت غلى دارها فخر ميتا . ويروى نفس الخبر العطار فيقول : إن من معها قالوا لها نحمل عنك متاعك فقالت لهم : ما كان اعتمادى عليكم حينما أتيت بل ثقتى بالله تعالى فارحلوا إذن00000 ثم ينهض الحمار مليئا بالحيوية فتلحق بالقافلة - وسمعت رضى الله عنها سفيان يقول واحزاناه فقالت : له : واقلة حزناه ولو كنت حزينا ما هناك العيش .
وقالت خادمة لها : من يدلنا على حبيبنا ؟ فقالت رابعة : حبيبنا معنا ولكن الدنيا قطعتنا عنه .
وقال الثورى لرابعة : ما حقيقة إيمانك ؟ فقالت : ما عبدته خوفا من ناره ولا حبا لجنته فأكون كالأجير السؤ بل عبدته حبا له وشوقا إليه . وكانت تقول : اللهم إنى أعوذ بك من كل ما يشغلنى عنك ... وفى كل حائل يحول بينى وبينك . اللهم اجعل الجنة لأحبائك .. والنار لأعدائك .. وأما أنا فحسبى أنت . ومن أجمل الأبيات الشعرية لها :
أحبك حبين .... حب الهوى ... وحب لأنك أهل لذاك ... فأمى الذى هو حب الهوى ... فشغلى بذكرك عمن سواكا .. وأما الذى أنت أهل له .. فكشفك للحجب حتى أراك ... فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى ... ولكن لك الحمد ... فى ذا وذاك .
وكانت إذا صلت العشاء تتهجد وتقوم الليل وتقول إلهى غارت النجوم ونامت العيون وغلقت الملوك أبوابها وخلا كل حبيب بحبيبه ولهذا مقامى بين يديك ثم تقبل على صلاتها فإذا كان وقت السحر وطلع الفجر قالت : هذا الليل قد أدبر وهذا النهار ق أسفر فليت شعرى أقبلت منى ليلتى فاهنأ أم رددتها على فاعزى - فوعزتك هذا دأبى ما أحييتنى وأعنتنى وعزتك لو طردتنى عن بابك ما برحت عنه لما وقع فى قلبى من محبتك . - وبالغم من إيمان رابعة ظلت باكية خائفة .
ويروى إنها : لما حضرتها الوفاة قالت لأصحابها انهضوا واخرجوا ودعوا الطريق مفتوح لرسل الله تعالى - فنهضوا جميعا وخرجوا فلما أغلقوا الباب سمعوا صوت رابعة وهى تقول الشهادة - وقد توفيت رابعة شهيدة الحب والعشق الألهى عام خمسة وثمانون من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام- ولم تدفن رابعة العدوية بمصر بل بالعراق وأما المدفن والمشهد الموجود بشارع سيدى عقبة بن عامر خلف الإمام الليث بن سعد رضى الله عنه فهذا مشهد لا أساس له من الصحة وقد وضع بحوار مشهد لذى النون المصرى وسيدى محمد بن الحنفية
وهذا المشهد من إفتراء عامة الناس . وقد أفترا عليها بعض الكتاب والممثلين فى دور السينما والتليفزيون بظهور واحدة من أولياء الله والصالحين بهذا المنظر فليتقوا الله . ( بقلم الشريف على محمود محمد )