موقع د. محمود صبيح

هو من الصالحين الورعين والزاهدين والصفوة الممتازة الذين حفظوا كتاب الله وسنة رسولنا الكريم - وقد تكلم عنه كثير من العلماء والأئمة والصالحين - وسيدنا أبو يزيد البسطامى رضى الله عنه له مسجد وشهد صغير بمنيل الروضة بمقياس النيل وهو رجل صوفى صفا فلبه من كثرة ذكر الله عز وجل - وسيدى أبو يزيد البسطامى له طريقة تدعى الطريقة الطيفورية وهى الطريقة التى أسسها فى القرن الثالث الهجرى وتسمى ايضا البسطامية وهى السكر بحب الله سبحانه وتعالى ويتلخص مذهب البسطامى فى التصوف فى السكر وهو يخالف مذهب الجنيد البغدادى فيقول الجنيد ( إن السكر هو محل للأفة لانه مشوش للآحوال مضيع لزمام النفس وفى هذا الصدد يقول صلى الله عليه وسلم ( اللهم أرنا الأشياء كما هى ) وهذه الجملة لا تتحقق إلا فى حالة الصحو وأهل السكر ليست لهم أى معرفة بهذا المعنى وكان أتباع البسطامى يتجنبون مخالطة الناس وصحبتهم على الأغلب ويفضلون الخلوة والعزلة .
وفى الطبقات الكبرى للإمام عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه قال : إنه توفى عام 261 هـ - وسئل رضى الله عن السنة والفريضة فقال : السنة ترك الدينا بأسرها والفريضة الصحبة مع الله تعالى وذلك لأن السنة كلها تدل على ترك الدنيا والكتاب كله كما يدل على صحبة المولى لأن كلامه صفة من صفاته تعالى - وكان يقول رأيت رب العزة فى النوم فقلت يارب كيف أجدك فقال : فارق نفسك وتعالى إلى - وكتب يحى بن معاذ إلى ابى يزيد إننى سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته فكتب إليه أبى يزيد إننى سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته فكتب إاليه أبى يزيد : غيرك شرب من بحور السماوات والأرض وما روى بعد ولسانه خارج يقول هل من مزيد .
وسئل أحد العارفين عن أبى يزيد فقال : إنه قام من الليل وسمع صوتا يقول له : يا أبا يزيد ألبس زى الرهبا وتوجه إلى دير سمعان - وجلس بين القساوسة - ولكن سماحة وجهه تدل عليه - ولذلك عندما حضر كبير القساوسة لإلقاء الدرس فى الدير قال : يوجد رجل على دين محمد ... فليظهر .. فظهر أبو يزيد يزى الرهبان - فقموا النصارى لقتله - ولكن الراهب رفض ذلك العمل فإن البينة تسأله عدة أسئلة - إن أجاب عليها - عفونا عنه - وإن لم يجب عليها وجب قتله - فوقف أبو يزيد - وقال الراهب : ما الواحد الذى لا ثانى له ؟
أبو يزيد : الواحد الذى لا ثانى له ..( قل هو الله أحد )
الراهب : ما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟
أبو يزيد : الليل والنهار ( وجعلنا الليل والنهار آيتين )
الراهب : ما الثلاثة التى لا رابع لهما ؟
أبا يزيد : العرش والكرسى واللوح وفى رواية أخرى ( خرق السفينة وقتل الغلام وإقام الجدار
الراهب : ما الأربعة التى لا خامس لهما ؟
أبو يزيد : التوراة والأنجيل واللزيور والفرقان
الراهب : وما الخمسة التى لا سادس لهما ؟
أبو يزيد : الصلوات الخمس
وما الستة التى لا سابع لها ؟
أبو يزيد : خلق السموات والأرض فى ستة أيام
الراهب : السبعة ؟
أبو يزيد : الأيام التى خلق الله فيها السماوات والأرض
الراهب : وعن ثمانية ؟
أبو يزيد : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية
الراهب وعن تاسعة ؟
أبو يزيد : ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات
الراهب : وعن عشرة كاملة ؟
أبو يزيد : فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم
الراهب : وعن إحدى عشر ؟
أبو يزيد : وإذا قال يوسف لأبيه يا أبتى إنى رأيت إحدى عشر كوكبا
الراهب : وعن اثنى عشر ؟
أبو يزيد : إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا
الراهب : وعن ثلاثة عشر ؟
أبو يزيد : إنى رأيت أحدى عشر كوكبا والشمس والقمر لى ساجدين
الراهب : وعن شئ تنفس لا روح ولا من الانس ولا من الجن ؟
أبو يزيد : والصبح إذا تنفس
الراهب : وعن قبر صار بصاحبه ؟
أبو يزيد : حوت نبى الله سيدنا يونسى عليه السلام
وفى هذه البنود قد استدل رضى الله عنه بالقرآن الكريم
أبو يزيد للراهب : سأسلك سؤالا واحدا
مــــــا هــــو مفتــــــاح الجنــــــة ؟
سكت الراهب واعترض الرهبا وكان عددهم ما يزيد على أربعة آلاف راهب
فقال لهم الراهب : تتبعــــــونى ........؟ قالوا : نعم
مفتاح الجنة ( لا اله إلا الله محمد رسول الله )
وقد تكلم عنه الإمام الغزالى فقال : فى كتاب المحبة والشوق فى إحياء علوم الدين :
المحب لا يحب الدينا والأخرى ، وانما يحب من مولاه مولا
وقال أبو يزيد فى كتاب ذم الكبر : كا دام العبد يظن أن فى الخلق من هو شر منه فهو متكبر - فقيل له فمتى يكون متواضعا ؟ - قال إذا لم ير نفسه مقاما ولا حولا وتواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه عز وجل ومعرفته بنفسه - قيل حدثنا عن مشاهداتك من الله ؟ - فصاح ثم ال : ويلكم لا يصح لكم أن تعلموا ذلك - قيل : حدثنا بأشد مجاهداتك لنفسك فى الله تعالى ؟ فقال : أيضا لا يجوز أن أطلعكم عليه ... قيل : فحدثنا عن رياضة نفسك فى بدايتك ؟ فقال : دعوت نفسى إلى الله فجمحت على - فعزمت عليها أن لا أشرب الماء سنة ولاأذوق النوم سنة فوفت لى بذلك - === وأبو يزيد طيفور بن عيس بن شروسان البسطامى وأحيانا يلقب بالبسطامى الأكبر يميزا له من أبى يزيد طيفور بن عيس بن أدم عيس بن على البسطامى ويلقب بالبسطامى الاصغر منسوبا إلى بسطام بلدة مشهورة مات سنة 261هـ وقيل 234هـ وهو صوفى فارسى ومن أقواله
1- للخلق أحوال ولا حال للعارف لانه محيت رسومه وفنيت هويته يهوية غيره وغيبت آثاره بآثار غيره ( الرسالة القيشرية )
2- غبت عن الله ثلاثين سنة وكانت غيبتى عنه ذكرى إياه فلما خنست عنه وجدته فى كل حال حتى كأنه أنا
3- لما شئل أبو يزيد البسطامى عن عمره قال : أربعة أعوام فقالوا وكيف ذلك ؟
قال : حجبتنى هذه العاجلة سبعين عاما عن الله فما رأيته إلا خلال الأعوام الأربعة الأخيرة وما حجبته من عمرك ، لا تحسبه فى حياتك .
4- إذا أحب الله عبدا أسبغ عليه صفات ثلاث - دليلا على حبه ( سخاء كسخاء البحر - وإحسان كإحسان الشمس - وتواضعا كتواضع الأرض - والمحب الصادق لا يستعظم بلية ولا يستكثر عبادة لفراسته وايمانا خالصا
5- توهمت أنى أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه ، فما أنتهيت رأيت ذكره سبق ذكرى ومعرفته سبقت معرفتى ومحبته أقدم من محبتى وطلبه لى أولا حتى طلبته 0 حلية الأولياء )
الشريف على محمود حفيد حسن قاسم