موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قال بعضهم: وهذه صِفَةُ علماء زَمَانِنَا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 01, 2025 1:34 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8029
قال بعضهم: وهذه صِفَةُ علماء زَمَانِنَا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وفي شرح «الجامع الصغير» للمُنَاوِيِّ :

قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: «علم الباطن لا يعرفه إلا من عرف علم الظاهر، فمتى عُلِمَ علم الظاهر وعمل به؛ فتح الله عليه علم الباطن، ولا يكون ذلك إلا مع فتح قلبه وتنويره»،
وقال:
«ليس العلم بكثرة الرواية إنما العلم نور يقذفه الله في القلب» يشير إلى علم الباطن.
وقال التونسي:
اجتمع العارف علي وفا رحمه الله تعالى والإمام البُلْقِينِيُّ فتكلم علي قدس الله سره معه بعلوم بهرَتْ عقله،
فقال البُلْقِينِيُّ: من أين لك هذا يا علي؟
قال: من قوله تعالى {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ} [البقرة:282].
وفي موضع آخر من الشرح المذكور
قال أبو طالب المكي رحمه الله تعالى:
علم الباطن وعلم الظاهر أصلانِ لا يستغني أحدهُمَا عن صاحبه، بمنزلة الإسلام والإيمان مرتبط كل منهما بالآخر كالجسم والقلب لا يَنْفَكُّ أحدهما عن صاحبه. وقيل: علم الباطن يخرج من القلب، وعلم الظاهر يخرج من اللسان فلا يجاوز الآذان، وهذا لا ينصرف إليه اسم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء؛
إذ هم العلماء العاملون الأبرار المتَّقُون الذين آلَ إليهم العلمُ الموروثُ بالصِّفَةِ الَّتِي كان عليها عند المورِّث لا من علمه حجة عليه، وقد منعه سوء ما لديه من خبث نيته وسوء طَوِيَّتِه واتِّبَاع شهوته أنْ يلِجَ نورُ العلم قلبَه ويخالط لُبَّه، فأوْرَدَهُ النارَ وبئس الورد المورود، قال بعضهم:
وهذه صِفَةُ علماء زَمَانِنَا،
تجدُهم يجتهدون في تحسين الهيئة والثياب الفاخرة والمراكب السَّنِيَّة، فإذا نظرت إلى باطن أحدهم وجدت خوف الرزق على قلبه كالجبال يكاد يموت من هَمِّه، وخوف الخلق، وخوف سقوط المنزلة من قلوبهم، والفرح بمدحِهِم، والثناء عليه وحب الرياسة وطلب العلو، والتبصبص للظَّلَمَةِ والأغنياء،
واحتقار الفقراء والأنفة من الفقرِ، والاستكبار في موضع الحقِّ والحقْدِ على أخيهِ المسلم والعداوة والبغضاء، وترك الحقِّ مخافة الذُّلِّ، والقول بالهوى والحَمِيَّة، والرغبة في الدنيا والحرص عليها والشح والبخل وطول الأمل والأشر والبطر والغل والغش، والمباهاة والرياء والسمعة والاشتغال بعيوب الخلق، والمداهنة والإعجاب بالنفس والتزيُّن للمخلوق، والصَّلَف والتجبُّر وعزَّة النَّفْسِ والقسوة والفظاظة والغلظة، وسوء الخلق وضيق الصدر، والفرح بالدنيا والحزن على فوتِهَا
وترك القنع، والمرا والجفا، والطيش والعجلة والحدة وقلة الرحمة، والاتِّكَال على الطاعة وأمن سلب ما أعطي، وفضول الكلام والشهوة الخَفِيَّة،
وطلب العِزِّ والجاهِ،
واتِّخَاذ الإخوانِ في العلانية على عداوة في السِّرِّ، والغضب إذا رُدَّ عليه قولُه، والتماسُ المُغَالَبَة لغيرِ اللهِ تعالَى،
والانتصار للنفسِ والأُنس بالخلق والوحشة من الحق، والغِيبة والحسد والنميمة، والجور والعدوان.
فهَذِهِ كُلُّهَا مَزَابِلُ
قد انْضَمَّتْ عليها طَوِيَّةُ صُدُورِهِم،
وظاهرهم صوم وصلاة وزهد وأنواع أعمالِ البر،
فإذا انكشفَ الغطاء بين يَدَيِ الله تعالى عن هذه الأمور كان كمزبلة فيها أنواع الأقذار غشيت بالذبائح فأنتنت،
فهذا عالم مراءٍ مداهِنٌ يَتَصَنَّعُ عندَ شهوَاتِه فلم يقدر أن يخلص عمله، ونفسُه مقيَّدَةٌ بنارِ الشهوة، وقلبه مشحونٌ بهوى نفسِهِ،
وهَذِهِ كُلُّهَا عيوب
والعبد إذا كثرت عيوبه : انحطَّت قيمته،
انتهى كلام أبي طالب المكي رحمه الله تعالى. )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
العقود اللؤلؤية : في طريق السادة المولويهْ
لمولانا الشيخ عبد الغني النابلسي قدس الله سره
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط