موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 874 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 55, 56, 57, 58, 59  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 15, 2016 12:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4527
هذه القصة مختلفة عما تعودت كتابته في هذا الموضوع لكني استغربت لها وأحببتها فأردت أن أعرفها لكم.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أحن خلق الله
صلى الله عليه وآله وسلم


وَفْدُ تُجِيبَ
وَقَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ تُجِيبَ، وَهُمْ مِنَ السّكُونِ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، قَدْ سَاقُوا مَعَهُمْ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمُ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ، وَأَكْرَمَ مَنْزِلَهُمْ
وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سُقْنَا إِلَيْكَ حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُدُّوهَا فَاقْسِمُوهَا عَلَى فُقَرَائِكُمْ»
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قَدِمْنَا عَلَيْكَ إِلَّا بِمَا فَضُلَ عَنْ فُقَرَائِنَا
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَفَدَ عَلَيْنَا وَفْدٌ مِنَ الْعَرَبِ مِثْلَ مَا وَفَدَ بِهِ هَذَا الْحَيُّ مِنْ تُجِيبَ.
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الْهُدَى بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرًا شَرَحَ صَدْرَهُ لِلإِيمَانِ»
وَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْيَاءَ، فَكتب لَهُمْ بِهَا، وَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ، فَازْدَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ رَغْبَةً، وَأَمَرَ بِلالا أَنْ يُحْسِنَ ضِيَافَتَهُمْ
فَأَقَامُوا أَيَّامًا وَلَمْ يَطْلُبُوا اللُّبْثَ
فَقِيلَ لَهُمْ: مَا يُعْجِلُكُمْ
فَقَالُوا: نَرْجِعُ إِلَى مَنْ وَرَاءَنَا فَنُخْبِرُهُمْ بِرُؤْيَتِنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلامِنَا إِيَّاهُ وَمَا رَدَّ عَلَيْنَا.
ثُمَّ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُونَهُ
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ بِلالا، فَأَجَازَهُمْ بِأَرْفَعَ مَا كَانَ يُجِيزُ بِهِ الْوُفُودَ
قَالَ، «هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ» ؟
قَالُوا: غُلامٌ خَلَّفْنَاهُ عَلَى رِحَالِنَا هُوَ أَحْدَثُنَا سِنًّا
قَالَ: «فَأَرْسِلُوهُ إِلَيْنَا»
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى رِحَالِهِمْ قَالُوا لِلْغُلامِ: انْطَلِقْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَاقْضِ حَاجَتَكَ مِنْهُ، فَإِنَّا قَدْ قَضَيْنَا حَوَائِجَنَا مِنْهُ وَوَدَّعْنَاهُ
فَأَقْبَلَ الْغُلامُ حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرِؤٌ مِنْ بَنِي أَبْذَى.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هُوَ أَبْذَى بْنُ عَدِيٍّ، وَأُمُّ عَدِيٍّ تُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَذْحِجَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ
يَقُولُ الْغُلامُ: مِنَ الرَّهْطِ الَّذِينَ أَتَوْكَ آنِفًا فَقَضَيْتَ حَوَائِجَهُمْ، فَاقْضِ حَاجَتِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «وَمَا حَاجَتُكَ» ؟
قَالَ: إِنَّ حَاجَتِي لَيْسَتْ كَحَاجَةِ أَصْحَابِي، وَإِنْ كَانُوا قَدِمُوا رَاغِبِينَ فِي الإِسْلامِ وَسَاقُوا مَا سَاقُوا من صدقاتهم، وإني والله ما أعلمني مِنْ بِلادِي إِلَّا أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَأَنْ يَرْحَمَنِي، وَأَنْ يَجْعَلَ غِنَايَ فِي قَلْبِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَ إِلَى الْغُلامِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاجْعَلْ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ» .
ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَمَرَ بِهِ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
فانطلقوا راجعين إلى أهليهم
ثُمَّ وَافَوْا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْسِمِ بِمِنًى سَنَةَ عَشْرٍ
فَقَالُوا: نَحْنُ بَنُو أَبْذَى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ الْغُلامُ الَّذِي أَتَانِي مَعَكُمْ»
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ قَطُّ، وَلا حُدِّثْنَا بِأَقْنَعَ مِنْهُ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ اقْتَسَمُوا الدُّنْيَا مَا نَظَرَ نَحْوَهَا وَلا الْتَفَتَ إِلَيْهَا. ف
َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَمُوتَ جميعا»
فقال رجل منهم: أو ليس يَمُوتُ الرَّجُلُ جَمِيعًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تشعب أَهْوَاؤُهُ وَهُمُومُهُ فِي أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا، فَلَعَلَّ أَجَلَهُ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَوْدِيَةِ، فَلا يُبَالِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّهَا هَلَكَ»
قَالُوا: فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فِينَا عَلَى أَفْضَلِ حَالٍ، وَأَزْهَدِهِ فِي الدُّنْيَا، وَأَقْنَعِهِ بِمَا رُزِقَ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَنِ الإِسْلامِ قَامَ فِي قَوْمِهِ فَذَكَّرَهُمُ اللَّهَ وَالإِسْلامَ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
وَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَذْكُرُهُ وَيَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى بَلَغَهُ حَالُهُ وَمَا قَامَ بِهِ، فَكتب إِلَى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ يُوصِيهِ بِهِ خيرا.

(من كتاب "عيون الأثر ")

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 13, 2016 2:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5344

جاء فى الأثر أن داود الطائى جاء إلى سيدنا جعفر الصادق ، وقال :

" يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )! ، انصحنى ، فقد أظلم

قلبى ! فأجابه سيدنا جعفر : يا أبا سليمان ! أنت شيخ عصرك ، فما لك

بنصيحتى حاجة . فأجابه : يا ابن الرسول ! أنت من بيت علو على سائر

البشر ، وعليك أن تسدى النصح للجميع . فصاح جعفر : يا أبا سليمان ! ،

إنى أخشى أن يجىء جدى يوم الحساب ويمسك بى ويقول : لماذا لم

تف العهد ، وتترسم خطاى ؟ ليس هذا أمر يقوم على القربى لمحمد ،

بل على السلوك الطيب فى حضرة الحق ، فأجهش داود الطائى بالبكاء

وقال : يا إلهى ، إذا خامر الشك شخصاً عجنت طينته بماء النبوة ، وجده

رسول الله وأمه فاطمة البتول ، فمن أنا حتى تسرنى أعمالى ؟ ".



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 05, 2017 12:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5344

يروى أن هشام بن عبد الملك بن مروان حج ذات سنة ، وأخذ يطوف بالبيت ، حتى يقبل الحجر الأسـود ، ولم يجد لذلك سبيلاً من شدة الزحام فصعد إلى المنبر ، وألقى خطبة ، وحينذاك دخل زين العابدين علىّ بن الحسين رضى الله عنه إلى المسجد ، بوجه أقمر ، وخد منور ، وثوب معطر ، وبدأ الطواف ، وحينما اقترب من الحجر أخلى له الناس الطريق ، تعظيماً له حتى قبله ، وحينما رأى رجل من أهل الشام ما حدث قال لهشام : " يا أمير المؤمنين ، إنهم لم يفسحوا لك الطريق وأنت أمير ، فمن هذا الشاب حسن الوجه ، الذى أتى فتخلى كل الناس عن الحجر ، وأخلوا له المكان ؟. فقال هشام : لا أدرى ، وكان هدفه ألا يعرفه أهل الشام ، ولا ينضموا إليه ، أو يرغبوا فى إمارته ، وكان الفرزدق الشاعر واقفاً قال : أنا أعرفه ، فقالوا : ومن هو يا أبا فراس ؟، أخبرنا ، فقد رأينا شاباً ذا مهابة . فقال لهم : انصتوا حتى أصفه لكم ارتجالاً وقال :-

هذا الذى تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خـير عـباد الله كلهم *** هذا التقى النقى الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة الزهراء ويحكم *** وابن الرضى على خيركم قدم

إذا رأتـه قـريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهى الكـرم

ينمى إلى ذروة العز التى قصرت***عن نيلها عرب الإسلام والعجم

من جـده أفضل الأنبيـاء ومن *** فضل أمته دانت له الأمم

ينشق نور الدجى عن نور طلعته**كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم

يكاد يمسكه عرفـان راحتـه *** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضى حياء ويغضى من مهابته*** فما يكلم إلا حـين يبتسـم

فى كفه خيزران ريحها عبق *** من كف أروع فى عرنينه شمم

مشتقة من رسـول الله نبعته *** طابت عناصره والخيم والشيم

كلتا يديه غـياث عم نفعهما *** يستو كفان ولا يعروهما العدم

عم البرية بالإحسان فانقشعت*** عنها الغيابة والإملاق والظلم

لا يستطيع جواد دَرْك غايتهم *** ولا يدانيهم قوم وأن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت *** والأسد أسد الشرى والبأس يحتدم

من معشر حبهم دين وبغضهم كفر**وقربهم منجا ومعتصم

أن عد أهل التقى كانوا أئمتهم *** أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم .

وعلى هذا النسق مدحه ، وأهل بيت الرسول ؛ فغضب عليه هشام ، وأمر أن يلقى فى سجن عسفان وهو مكان بين مكة والمدينة ، ونقل الخبر كما هو إلى علىّ زين العابدين فأمر بأن يحملوا إليـه اثنى عشر ألف درهم وقال : " قولوا له يا أبا فراس نستمحيك العذر ، فنحن قوم مبتلون ، وليس فى حوزتنا أكثر من هذا نرسله إليك ، فرد الفرزدق هذه العطية وقال : لقد كذبت فى كثير من الأشعار ، شعرى فيك كفارة لبعضها ، لوجه الله وحب الرسول وأبنائه ". وحينما حملت هذه الرسالة إلى زين العابدين قال : ارجعوا وردوا إليه هذه العطية وقولوا : " يا أبا فراس إذا كنت تحبنا فلا ترضى أن نرجع فيما أعطينا ، وما خرج من ذمتنا ". وحينذاك أخذ الفرزدق العطية .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 07, 2017 10:39 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4527
عن سعيد بن المسيب قال : قال لقمان عليه السلام لابنه : يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا ‏جعلت في الضمير منك ان ذلك خير لك ‏
قال : هذه فلا أقدر أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت ‏
قال : يا بني فان الله قد بعث نبيا ، هلم حتى تأتيه فصدقة ‏
‏ قال : اذهب يا أبت ‏
فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها ‏فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد واستبطآ حماريهما فنزلا فجعلا ‏يشتدان على سوقهما
فبينما هما كذلك اذ نظر لقمان أمامه فاذا هم بسواد ودخان فقال في نفسه : السواد : الشجر.‏
والدخان : العمران والناس ‏
فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطى ء ابن لقمان على عظم في الطريق فخر مغشيا عليه ‏
فوثب اليه لقمان عليه السلام فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه ثم نظر اليه فذرفت عيناه ‏
فقال : يا أبت أنت تبكي وأنت تقول : هذا خير لي كيف يكون هذا خير لي وقد نفذ الطعام والماء ‏وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فان ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت وان أقمت معي ‏متنا جميعا
فقال : يا بني ، أما بكائي فرقة الوالدين وأما ما قلت كيف يكون هذا خير لي فلعل ما صرف عنك أعظم ‏مما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ‏
ثم نظر لقمان أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد ، واذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض ‏وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا قتوارى عنه ‏
ثم صاح به : أنت لقمان ‏
قال : نعم ‏
‏ قال : أنت الحكيم ‏
قال : كذلك ‏
‏ فقال : ما قال لك ابنك ‏
قال : يا عبد الله من أنت اسمع كلامك ولا أرى وجهك
‏ قال : أنا جبريل ، أمرني ربي بخسف هذه المدينة ومن فيها فاخبرت انكما تريدانها فدعوت ربي أن
يحبسكما عنها بما شاء فحبسكما بما ابتلى به ابنك ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت
‏ ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائمان ومسح يده على الذي كان فيه الطعام ‏فامتلأ طعاما وعلى الذين كان فيه الماء فامتلأ ماء ثم حملها وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير فاذا هما ‏في الدار الذي خرجا بعد أيام وليال‎.‎


( من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي )

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 15, 2019 4:32 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 31, 2022 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

خرج سيدى الشيخ عبدالقادر الجيلاني "قدس الله سره"من منزله ومعه تلامذته ؛ ومروا على رجل نائم فى الأرض قد غلب عليه الخمر. فوقف الشيخ عند راسه والسكران ينظر إليه .
_فقال السكير : ياشيخ عبدالقادر.. أليس الله بقادر ؟
فابتسم الشيخ .وقال : نعم قادر .!
_فقال السكير : ياشيخ عبدالقادر.. أليس الله بقادر ؟
فابتسم الشيخ وقال : نعم قادر .
_فقال السكير : ياعبدالقادر أليس الله بقادر ؟
فبكى الشيخ عبد القادر وقال : نعم قادر
وارتعد الشيخ وسقط على الأرض مغشيا عليه
والمريدون لايفقهون شيئا ؛ وبعد ان استفاق الشيخ
سأله مريدوه على ماحدث بينه وبين السكير
فقال لهم رضى الله عنه :
سألني في الأولى وكان يعني فى باطنه
هل يقبل الله توبته ؟ فقلت نعم قادر
وفى الثانية كان يعني هل يمكن أن يجعلني الله مثلك ؟
فقلت له : نعم قادر ..
والثالثة كان يعني هل يمكن ان يجعلك الله مثلي ؟
فخفت من مكر الله سبحانه وتعالى وسوء الخاتمة فسقطت على الأرض ..!

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 01, 2022 4:56 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

قيل لأبي يزيد البسطامي أيعصي العارف ؟
فقال : وكان أمر اللّه قدرا مقدورا ، فلم يقل : لا يعصي ولا أنه يعصي أدبا مع اللّه تعالى ، ومعنى : وكان أمر اللّه قدرا مقدورا أي :
أن معصية أهل اللّه تعالى بحكم القدر النافذ فيهم لا غير ولا يصح في حقهم أن يقعوا في المعاصي قط بشهوتها كما يقع فيها غيرهم ؛
لأن في ذلك انتهاكا لحرمات اللّه تعالى .
وأهل اللّه تعالى محفوظون من شهوة المعاصي والتلذذ بها فإن الإيمان المكتوب في قلوبهم يمنعهم من ذلك .
قال سيدي علي الخواص رحمه اللّه تعالى : « ومن حكمة وقوع العبد في المخالفة للأوامر وقوعه في مقام الإدلال بالطاعات وعجبه بها » .
فإن توالي الطاعات الصرف ليلا ونهارا تورث غالب الناس الزهو والعجب وشهود أنهم خير من كثير من الناس ، وهذا غاية البعد من حضرة اللّه عزّ وجلّ ،
وما جعل اللّه تعالى التكاليف إلا ليذل بها النفوس بين يديه ولا يرى بها المكلف شرف نفسه على أحد من خلق اللّه تعالى
فإن ذلك ذنب إبليس الذي أخرج به من حضرة اللّه عز وجل وكل من ادّعى مقام القرب مع عدم الإذلال فهو كاذب .
الإمام الشعراني رضي الله تعالى عنه


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 07, 2022 2:07 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ‏( ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ‏) :
ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺭﻣﺖ ﻗﺪﻣﺎﻱ , ﻭﺗﻤﺰﻕ ﺛﻮﺑﻲ , ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺃﻟﻮﺫ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ , ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ , ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﺭﺟﻞ ﺃﺷﻬﺐ , ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﺷﺮﺍﻕ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺣﺰﻥ , ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻄﻴﺮ , ﻓﺄﻟﻘﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﻤﻌﻲ , ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻠﻴﺘﻪ ﺍﻋﺮﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻤﻠﺔ , ﻭﻣﻦ ﺍﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﺍﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﺍﻗﺒﻞ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻴﻪ ‏) . ﻓﻮﻗﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ . ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻲ , ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻱ ﻭﻋﻼﻧﻴﺘﻲ , ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻲ , ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻄﻊ ﻛﻼﻣﻪ , ﻭﻳﺼﻤﺖ ﻟﺤﻈﺔ , ﺛﻢ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺼﻮﺕ ﻓﻴﻪ ﺭﻋﺪﻩ , ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ؟؟
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻜﺘﺴﺢ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻭﺗﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ , ﺛﻢ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺇﻟﻲ ﻭﺣﻤﻠﺘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ , ﻓﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ
ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻫﻼ ﺑﺎﻟﻬﺎﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻻﻩ , ﺃﻫﻼ ﺑﻤﻦ ﺗﺤﺒﻪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ : ﻛﺄﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ . ﻓﺒﻜﻴﺖ ,
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺗﺒﻜﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ .. ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ؟؟
ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺬﻧﻲ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻪ , ﻓﻘﻠﺖ ﻧﻌﻢ , ﻗﺎﻝ : ﺍﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﻚ ﻣﺠﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ , ﻓﺪﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻗﺪ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ !!
وكان دعاء معروف الكرخي رضي الله عنه، الذي لا يفتر لسانه عن ذكره، والذي أجمع الصالحون على أنه من الكلمات التي لا ترد، ومن الإبتهالات التي تفتح لها السبع الطباق:
(حسبي الله لدنياي.. حسبي الله لديني.. حسبي الله الكريم لما أهمني.. حسبي الله الحكيم القوي لمن بغى علي.. حسبي الله الشديد لمن كادني بسوء.. حسبي الله الرحيم عند الموت.. حسبي الله الرؤوف عند المسألة في القبر.. حسبي الله الكريم عند الحساب.. حسبي الله اللطيف عند الميزان.. حسبي الله القدير عند الصراط.. حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت
وهو رب العرش العظيم)

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 11, 2022 2:33 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 12, 2022 2:10 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723


جاء في كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى(11/ 230) :
" قالت فاطمة بنت إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل:
وقع الحريق في بيت أخي صالح، وكان قد تزوج بفتاة، فحملوا إليه جهازا شبيها بأربعة آلاف دينار، فأكلته النار،
فجعل صالح يقول:
ما غمّني ما ذهب إلا ثوب لأبي كان يصلي فيه أتبرك به، وأصلي فيه.
قالت:
فطُفئ الحريق، ودخلوا، فوجدوا الثوب على سريرٍ قد أكلت النارُ ما حوله، وسَلِمَ


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 15, 2022 2:17 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
سيدنا ومولانا حضرة السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره في بغداد:

سأل رجل الإمام الشافعي فقال: يا أبا عبدالله , أيّما أفضل للرجل , أن يمكَّن له , أو يُبتلى؟ فقال الشافعي رحمه الله: لا يمكّن للرجل حتى يبتلى…
دخل الشيخ عبدالقادر قدس الله سره بغداد سنة 488. ومعه أربعون دينارا, وماذا يفعل بهذه الدنانير في بغداد؟! وبغداد كانت حاضرة الدنيا في ذلك الزمان , وهذا يعني الغلاء وارتفاع الأسعار.
قال الشاعر:
بغداد دار مشرقة تضيق فيها النفقة...
قارون لو حل بهاجازت عليه الصدقة....
فسرعان ما نفذت الدنانير واضطرّ الشيخ أن يعمل ليعيش, فكان يأكل من عمل يده. وماذا يعمل وهو لا يحسن سوى الفلاحة والزراعة , وهي ليس لها سوق في بغداد, لذلك فليس أمامه سوى حمل الأثقال وخدمة الناس ليكسب قوت يومه, وذاق الجوع والحرمان, حتى كان يقتات أحيانا بخرنوب الشوك وورق الخس الذي ينبت بجانب النهر , وما كان يمدّ يده إلى أحد أو يسأل أحدا.
وهو يحكي قصة معاناته في بغداد:
بلغتْ بِي الضَّائِقَةُ في الغلاء إِلى أَن بقِيتُ أَيَّاماً لا آكلُ طعاماً، بل أَتَّبَّعُ المنبوذات، فخرجتُ يوماً إِلى الشَّط، فوجدتُ قد سبقني الفقراءُ، فضعُفتُ وعجزتُ عن التَّماسك، فدخلتُ مسجدا، وقعدتُ، وكدتُ أُصافحُ الموتَ، ودخل شابٌّ أَعجميٌّ ومعه خُبزٌ وشِوَاءٌ، وجلسَ يَأْكُلُ، فكُنتُ أَكادُ كُلَّما رفع لُقمةً أَن أَفتحَ فَمِي، فَالتَفَتَ فَرَآنِي، فقال: باسمِ الله.
فَأَبَيتُ، فَأَقسم عَليَّ، فَأَكلتُ مُقصِّراً، وأَخذ يَسأَلني: ما شُغلكَ؟ ومن أَينَ أَنتَ؟
فقلتُ: متفقّهٌ مِن جيلان.
قال: وأَنا من جيلان، فهل تعرف لي شابّاً جيلانيّاً اسمه عبد القادر، يُعرفُ بسبط أَبي عبد الله الصَّومعيِّ الزَّاهد؟
فقلْتُ: أَنا هو.
فاضطربَ لذلك، وتغيَّرَ وجهُهُ، وقال: والله يا أَخي! لقد وصلتُ إِلى بغداد، ومعي بقيَّةُ نَفَقَةٍ لي، فسأَلتُ عنك، فلم يُرشدنِي أَحدٌ إِلى أَن نفذت نفقتي، وبقيتُ بعدها ثلاثة أَيَّامٍ لا أَجد ثمن قوتي إِلاَّ من مالك، فلمَّا كان هذا اليوم الرَّابع، قلتُ: قد تجاوزتْني ثلاثُ أَيَّام، وحلَّتْ لي الميتةُ، فأَخذتُ مِن ودِيعَتِكَ ثمنَ هذا الخبزِ والشِّواءِ، فُكُلْ طَيِّباً، فَإِنَّما هو لك، وأَنا ضَيفُكَ الآن.
فقلتُ: وما ذاك؟
قال: أُمُّكَ وَجَّهَتْ معي ثمانية دنانيرَ، والله ما خنتُكَ فِيها إِلى اليوم.
فسكَّنْتُهُ، وطَيَّبْتُ نفسَهُ، ودفعتُ إِليهِ شَيئاً منها.
ولحِقَنِي الجُنُونُ مرَّةً، وحُمِلتُ إِلى المارستان، فطَرقَتْنِي الأَحوالُ حَتَّى حسِبُوا أَنِّي مُتُّ، وجاؤُوا بالكفن، وجعلوني على المغتَسَل، ثمَّ سُرِّيَ عنِّي، وقُمتُ، ثُمَّ وقع في نفسي أَن أَخرج من بغداد لكثرة الفتَن، فخرجتُ إِلى باب الحلَبةِ، فقال لي قائلٌ: إِلى أَين تَمشي؟
ودفعني دفعةً خررتُ منها، وقال: ارجِعْ، فَإِنَّ للنَّاس فيك منفعةً.
قلتُ: أُرِيدُ سلامة ديني.
قال: لك ذاكَ.
ولَم أَر شَخصَه، ثمَّ بعد ذلك طرقتْني الأَحوال، فكنتُ أَتمنَّى مَن يكشفُها لي، فاجتزتُ بِالظَّفريَّة، ففتح رجل دارَه، وقال: يا عبد القادر، أَيشٍ طلبتَ البَارحة؟
فنسيتُ، فسكتّ، فاغتاظَ، ودفع الباب في وجهي دفعةً عظيمةً، فلمّا مشيتُ ذكرتُ، فرجعتُ أَطلبُ الباب، فلم أَجده.
قال: وكان حمَّاداً الدَّبَّاسَ، ثُمّ عرفتُه بعد، وكشفَ لي جميع ما كان يُشكِلُ عليَّ، وكنتُ إِذا غبتُ عَنهُ لطلب العلمِ، وجِئتُ يقول: أَيشٍ جاء بك إِلينا؟ أَنت فقِيهٌ، مُرَّ إِلى الفقهاء، وأَنا أَسكتُ.
فلمّا كان يوم جُمُعةٍ، خَرجتُ مع الجماعةِ في شدَّة البرد، فدفعنِي أَلقَانِي فِي الماء، فقلتُ: غُسلُ الجُمُعَةِ، بِاسمِ اللهِ.
وكان عليَّ جُبَّةٌ صُوف، وفي كُمِّي أَجزاءٌ، فرفعتُ كُمِّي لِئَلاَّ تَهلِكَ الأَجزَاءُ، وخلَّونِي ومشوا، فعصَرتُ الجُبَّةَ وتبعتُهُم، وتأَذَّيتُ بالبرد كثيراً، وكان الشَّيخُ يُؤذيني ويضربُني، وإِذا جِئتُ يقول: جاءنا اليومَ الخُبزُ الكثير والفالوذج، وأَكلنا وما خَبَّأْنا لك وحشةً عليكَ.
فطمِعَ فِيَّ أَصحابُه، وقالوا: أَنتَ فقِيهٌ، أَيش تعمل معنا؟
فلمّا رآهم يُؤذونني، غار لي، وقال: يا كلابُ! لمَ تُؤْذونهُ؟ والله ما فيكم مثله، وإِنّما أُوذيه لأَمتحنه فأَراه جبلاً لا يتحرَّك.

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 15, 2022 5:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
بارك الله فبكم اخى الطارق

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 18, 2022 4:00 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
حامد الديب كتب:
بارك الله فيكم اخى الطارق


حبيبي يا دكتور بارك الله فيكم

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 18, 2022 4:11 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
قصة الشيخ الشعراوى والريال الفضة وسيدى أحمد البدوى

صورة


هذه حكاية للشيخ الشعراوى قد أوردها فى كتاب " أنا من سلالة أهل البيت " الكتاب الذى أثار ضجة كبيرة فى مصر أثناء نشره ، يقول :
حدثت هذه الحكاية سنة 1948
كنت فى بلدنا دقادوس .....
وكان والدى قد أعطانى " ريال فضة " أخذته وأنا فى طريقى للسفر إلى القاهرة .
ونزلت فى محطة بنها ..لآخذ القطار إلى القاهرة .
وفى المحطة وضعت يدى فى جيبى فلم أجد " الريال الفضة " !
وأحسست بالضيق ..فلم يكن معى غيره .
ووقفت حزيناً ..ماذا أفعل ؟
كانت معى "قفة " بها "زوادة " الطعام ..
ووضعتها إلى جانبى ..ووقفت أتلفت حولى فى ضيق وقلق بحثاً عن إنقاذ ..
ولمحت رجلاً "بعمامة حمراء " وهو قادم من بعيد..
وفقلت لنفسى ..لعل هذا الرجل الأحمدى ينقذنى !
فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية .. طريقة سيدى أحمد البدوى.
وأنا من المحبين لسيدى احمد البدوى وتاريخ سيدى أحمد البدوى .. تاريخ طويل ومجيد .
كنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته .. عندما يتطلع إلىّ ويرى حالى ..
لكنه مر من أمامى ولم يلتفت لى
وازداد ضيقى وقلقى وحزني ..
ووجدتنى أقول لنفسى : " إيه يا سيدى أحمد ! أنا كنت باحسب انك باعت لى نجدة ! "
وقبل أن أتمها لمحت على الأرض فى وسط الطريق " ريال فضة " ! فأسرعت وأخذته وفرحت كثيراً ..
واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة .
ويمضى الشيخ فى روايته فيقول : ونسيت هذه المسألة بعد ذلك . ومرت الأيام ..
وبعد سنتين من هذه الحكاية سافرت للعمل فى مكة الكرمة أستاذاً بكلية الشريعة ..
سافرت سنة 1950
وفى نهاية السنة الدراسية جئت لأقضى الإجازة فى مصر ..
كانت معى أمى فى السعودية .. وجاءت معى فى الإجازة ..ووصلنا مصر ..
وركبنا كما هى العادة إلى بنها .. على أن نأخذ مواصلة من بنها إلى بلدنا دقادوس ..
وفى محطة بنها .. وقفت مع أمى نستريح قليلاً .
وفجأة لمحت الرجل الأحمدى صاحب العمامة الحمراء .. وتذكرت حكاية " الريال الفضة " ..
كان الرجل يقف بعيداً ..
واستأذنت من أمى وأسرعت إليه .. وكان قد بدأ يبتعد وأخذت يده لأقبّلها وهو مشغول عنى ..
ووضعت يدى فى جيبى أخرجت عشرة جنيهات .. وهى مبلغ كبير فى ذلك الوقت ، وقدمتها له .
وفوجئت به يبعد يدى عنه دون أن ينظر إلىّ ويقول :
أنا عايز " الريال الفضة " بتاعى !
وانصرف ..
واندهشت !
ويضحك الشيخ الشعراوى من قلبه وهو يقول معلقاً بطريقته وكأن الرجل لا يزال أمامه :
يخرب عقلك .. هو انت بتاع " الريال الفضة " !
ويضيف فى دهشة :
حاجات عجيبة !
وقال الشيخ الشعراوى : هناك أمور يقف العقل العادى منها موقف الإنكار .. لكن حين ينتقل صاحب هذا العقل إلى شئ أعلى من العقل وهو " المواجيد " فهو يقرها ..
وأضاف الشيخ : إن الإنسان العادى إذا ما نشأ فى طاعة الله ، وعاش فى منهج الله ، واستجاب لندائه كلما قيل " الله أكبر " ووقف خاشعاً بين يديه حينما ينوى الصلاة . خاضعاً لعزته فى الركوع وفى السجود ..وعاش فترة من زمنه فى صفاء لا تشغله فيه أمور الدنيا .. إذا ما فعل ذلك فلابد أن يجد فى مواجيده الدينية ما يجعله يقر هذه المسائل ويبصم عليها بالعشرة !
وأضاف الشيخ ..لكن إنساناً لم يرتض هذه الرياضة .. ولم يعش هذه المعيشة ..فهو أن تحدثت عنها ينكرها .. وياليته يقف عند حد الإنكار بل يتمادى إلى أن يتهم من يقول بها بأنه أبله ومجنون ودرويش ومجذوب وغير ذلك من هذا الكلام .
ومثل هذا الإنسان معذور لأنه لم يذق ! والذى لم ير لا حجة له عند نقد من يرى .
رحم الله شيخنا الجليل وأجمعنا به الله فى الجنة .

ــــــــــــــــ
منقول

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من حكايات الصالحين .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 22, 2022 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
يقول الإمام ابن النحوي : حضرت مجلس سيدي إبن عطاءالله السكندري ذات يوم وهو يومئذٍ كبير الصوفية في عصره ، فنظرت إليه متعجباً من علومه ، فقلت فى نفسي :
يا ترى الشيخ فى أيِّ مقام من المقامات هو ؟
فنظر إليِّ الشيخ و قطع حديثه و قال : فى مقام المذنبين العاصين يا بن النحوي!
فعجبت من ذلك ، و لَزِمتُ الصمت من هيبته، ثم سلّمتُ عليه و انصرفت
فرأيت في تلك الليلة رسول الله علىٰ مرتبة عالية ، و الصحابة الكرام حوله والناس مجتمعون
فقال رسول الله :
أين تاج الدين بن عطاء الله ؟
فقال : نعم يا رسول الله"
فقال رسول الله : تكلم فإن الله يحب كلامك!
فتكلم و النبي ينصت إليه، فإستيقظت فجئت لسيدي ابن عطاء اللَّهٰ
فسمعته يتكلم بما سمعته في الرؤيا أمام رسول الله فقلت فى نفسي و اللّٰه هذا هو المقام
فنظر لي سيدي ابن عطاء اللَّهٰ السكندري و قـال : وما خفي عنك أعظم يا بن النحوي !

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 874 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 55, 56, 57, 58, 59  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 66 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط