تخميس قصيدة البردة للعلامة الفيومي من كتاب الكواكب الدرية تخميس وتسبيع البردة البوصيرية في مدح خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم (ص:5-6)

ما بال قلبك لاينفك ذا ألم مذ بان أهل الحمى والبان والعلم
وانهل مدمعك القاني بمنسجم
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أم زاد دمعك فيضاً لوم لائمه أم نوحُ ورقٍ على لأغصان قائمة
أم شوقُ نفسٍ إلى الأحباب هائمةٍ
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم

إن قلت إنك تسلو عنهم فمتى والصبر عنك تناءى والغرام أتى
وقلت أقلبك عنهم راح ملتفتاً
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم

دمع المحب بما في قلبه علمٌ وحرُّ أنفاسه للوجد ملتزم
فليس يخفى من به لمم
أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم

كم وقفةٍ لك بين الأرسُم المُثلِ تبكي لِمَا فات من أيامها الأُول
حتى سقيتَ الثرى من دمعك الهطل
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل ولا أرقت لذكر البان والعلم

آثارُ وَجدِكَ بين العالمين بدت ونار شوقك في أحشائك اتقدت
والعين عبرى وطول الليل قد سهدت
فكيف تنكر حباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقم

يا غافلاً ذاهلاً منه الحِمَامُ دنا بادر وقدِّم مَتاباً كي تنال هنا
فالعمر قد ضاع في الأهوا وَفَرْط عَنَا
وأثبت الوجد خطي عبرة وضنى مثل البهار على خديك والعنم

ولائمٍ بأليم السوء أقلقني يلحي على طيب نومي كيف فارقني
فقلتُ والدمع من عينيَّ أغرقني
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألم