الأربعينيات *

تعد فكرة تأليف "الأربعينيات" من أشهر أصناف الكتب الحديثية ، وأكثرها تأليفًا وتنوعًا ، وهي تُبرز فيما تُبرز تفنن الأئمة المحدثين ، وبراعتهم في تجديد عرض مادتهم العلمية ، وتقريبها إلى عموم المسلمين.

كما تظهر مدى حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم الشديد على تطبيق سنته وتبليغها ، وبيانها للأمة.

وأعتقد أن من أهم دوافع إقبال العلماء على كتابة "الأربعينيات" هو تعظيمهم وإجلالهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وفي رواية :"بعثه الله فقيهًا عالمًا" ، وفي رواية أخرى : "وكنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا". وفي رواية أخرى أيضًا : قيل له "ادخل من أي أبواب الجنة شئت" ، وفي رواية أخرى "كُتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء".

ومع اتفاق السادة الحفاظ على أن هذا الحديث حديث ضعيف وإن كثرت طرقه ، إلا أنهم عملوا به ؛ لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق ، وذلك بالشروط المعتبرة عند السادة المحدثين.

فدل ذلك على تعظيمهم وإجلالهم لكلام سيد الخلق صل الله عليه وسلم وإن لم تثبت صحته ، فالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ومكام الأخلاق هو عمل علماء الأمة سلفًا وخلفًا.

ولا يلتفت إلى النابتة الذين قالوا : بعدم العمل بالحديث الضعيف مطلقًا ، ولعلهم قالوا بذلك لأنهم يجعلون الحديث الضعيف في مرتبة "الموضوع" فشتان بين هذا وذاك.

فلما كانت فكرة "الأربعينيات" من الأهمية بمكان كَتَبتُ هذا التمهيد لأمثالي من المبتدئين في دراسة علوم الشريعة والدين ؛ ليكون لهم نبراسًا يهتدون به عند قراءتهم "للأربعينيات".

وقد اشتمل هذا التهميد على ستة مباحث :

المبحث الأول : تعريف الأربعينيات.

المبحث الثاني : نشأة التأليف في الأربعينيات وتطوره.

المبحث الثالث : الباعث على تأليف كتب الأربعينيات.

المبحث الرابع : أهمية الأربعينيات.

المبحث الخامس : مناهج العلماء في تأليف الأربعينيات.

المبحث السادس : التعريف بشهر ذي الحجة وفضائله.

فأسأل الله التوفيق والسداد والعون والإمداد ، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مادة الموضوع منقولة عن الشيخ مصطفى رضا الأزهري من تقديمه لكتاب الأربعون في فضائل ذي الحجة.

أعزكم الله يا مولانا الحبيب فضيلة الدكتور محمود وبارك فيكم وجزاكم الله عنا كل الخير.

ولا حرم الله الفقير من مروركم الكريم ومتابعتكم العطرة دائمًا أبدًا.

الأخ الفاضل (أحمد ماهرالبدوي) :

الأخ الافضل د (حامد الديب) :

الأخت الفاضلة (ملهمة) :

أكرمكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خيرًا ويسعدني دائمًا مروركم الكريم.

الأخ الفاضل (لطيف) :

أكرمكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خيرًا ويسعدني دائمًا مروركم الكريم.