[center][table=width:70%;][cell=filter:;][I][align=right] ***( سيدنا محمد يحذر أمته مزالق الشيطان )***
[color=#FF0066]بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلِّ اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب. لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما.. فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فأقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!! هو علي عهد...فأما بعد : الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين
عن أم المؤمنين صفية بنت حيى رضى الله عنها قالت : كان النبي صلَّ الله عليه و سلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ، ثم قمت لأنقلب ، فقام معي ليقلبني فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله صلَّ الله عليه و سلم أسرعا ، فقال النبي صلَّ الله عليه و سلم : على رسلكما ، إنها صفية بنت حيى .. فقالا : سبحان الله ، يا رسول الله ، فقال (( إن الشيطان يجرى من ابن آدم جري الدم ، و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا ، أو قال شيئا )) .
( و هذا الحديث رواه الشيخان ، و أحمد ، و أبو داود ، و غيرهما )
كان رسول الله صلَّ الله عليه و سلم المثل الأعلى في الكمال الإنساني جعله الله للناس إماماً يقودهم إلى الخير ، و يدفعهم عن الشر ، و يهديهم إلى صراط الله المستقيم ؛ و كان رفيقاً بأمته يتحسس لهم مواطن الخير فيدفعهم إليها و ينأى بتصرفاتهم أن تشوبها ريبة ، أو تقرب منها شبهة ، فلم يترك للشيطان منفذاً إلا أغلقه ، لأن الشيطان عدو حذرنا الله منه فقال تبارك و تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) و كيف لا يكون عدواً و هو الذي كاد لأبوينا آدم و حواء و غرهما حتى أخرجهما من الجنة ، و من هنا كان تحذير الله سبحانه لبني آدم من الافتتان به فقال في سورة الأعراف : ( يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) . و كما كاد لأصلنا فهو لا يترك فرصة سانحة إلا كاد لبني الإنسان ، فهو يأتي لابن آدم من كل جهة : من بين يديه و من خلفه ، و عن يمينه و عن شماله ، و من تحته ، و لا يأتيه من فوق لأن رحمة الله تنزل من فوق ، و يقعد الشيطان للإنسان كل مرصد .
و روى الإمام أحمد و النسائي و ابن حبان : عن ابن الفاكه قال : سمعت رسول الله صلَّ الله عليه و سلم يقول : (( إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، قعد بطريق الإسلام فقال : أتسلم و تذر دينك و دين آبائك ؟ قال : فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : أتهاجر و تذر أرضك و سمائك .. قال : فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : هو جهاد النفس و المال فتقاتل و تقتل فتنكح المرأة و يقسم المال ؟ قال : فعصاه فجاهد )) ...
و الشيطان لا ييأس من إلقاء الوسوسة لبني آدم و من أجل ذلك أمرنا الله أن نستعيذ بالله من الشيطان ، و كثر في القرآن الأمر بالاستعاذة منه كما قال عز من قائل في سورة الأعراف : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) . و المتقون يفزعون إلى الله و يلوذون به من وساوس الشيطان الذي لا يفتأ يزين السوء سوءا و يغرى بالشهوات و لهذا يشتد اللجوء إلى الله كما قال الله في سورة فصلت : ( و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) . و كم أغري الشيطان بنى الإنسان فأقبل أكثرهم على إرضاء الهوى و إتباع الملذات و الجري و راء الشهوات .
و حديثنا هذا يذكر واقعة حذر فيها النبي صلَّ الله عليه و سلم أمته من مواقف الريب ، و دعا إلى إحكام الرقابة على الأفعال التي يجد الشيطان فيها سبيلاً إلى الفتنة و الإغواء ، فقد كان عليه الصلاة و السلام معتكفاً منصرفاً عن مشاغل الحياة ، متفرغاً للطاعة فجاءته زوجته أم المؤمنين السيدة صفيه بنت حيى رضى الله عنها تزوره ليلاً ، فحدثته ثم همت بالرجوع إلى بيتها فقام النبي صلَّ الله عليه و سلم معها ليوصلها إلى المنزل فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا رسول الله صلَّ الله عليه و سلم أسرعا في مشيهما حياء منه صلَّ الله عليه وسلم و أدباً معه و مهابة له ، فناداهما أمراً بالتمهل في المسير : (( على رسلكما )) فليس في الأمر ما تكرهان و ليس هناك ما يدعو إلى الحرج .
ثم أراد صلَّ الله عليه و سلم أن يصون صاحبيه : أسيد بن حضير ، و عباد بن بشر ،،، من وساوس الشيطان ، حتى لا يقذف في قلبيهما ما يكون سبباً في هلاكهما فإن من ظن بالنبي سوء يكفر ، و هو عليه الصلاة و السلام حريص على أمته من مخاطر الشيطان . قائلاً : إنها صفيه بنت حيى و ليس في المشي معها ما يدعوا إلى الحرج ، و إنه عليه الصلاة و السلام يبلغ عن ربه ، و هو معصوم من الخطأ محفوظ من الشيطان .
و الصحابيان يعرفان هذا ، و لذلك قد تعجبا من بيان الرسول صلَّ الله عليه و سلم لهما و قالا : سبحان الله ، يا رسول الله ، و هل يظن بك إلا خيرا .. كما جاء في رواية أخري . صلوات ربي و سلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله ، فأنت الأمين الذي جاء بالهدى ، و ليس لمؤمن أن يظن بك إلا خيرا .
و قد كان صلَّ الله عليه و سلم يعلم من صاحبيه قوة الإيمان و رسوخ العقيدة ، و لكنه خشي عليهما وسوسة الشيطان . كما أراد أن يعلم الأمة في شخصهما أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم في العروق لشده وسوسته ، و عظم خطرة ، و له قوة على ذلك بكثرة أعوانه ؛ و لذا وجبت الاستعاذة من هذا الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس . و أن يسد عليه المسالك و ألا يترك له منفذاً إلى قلبه ، فهو شديد التسلط عليه إلا من أخلص لله الطاعة و أصبح مشمولاً برعاية الله و عنايته فهو سبحانه القائل : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) .
لقد أراد الرسول صلَّ الله عليه و سلم أيضاً أن يعلم الأمة أن على المؤمن ألا يعين على نفسه بالقيام بعمل فيه شبهة دون أن يبين للناس ما يدفع الشبهة عنه ، و يبرر ما فعله . إن النبي صلَّ الله عليه وسلم قد حسم مادة الشر ، حين بيَّن للناس و هو أبعد ما يكون عن ظن السوء به قد نفى عن نفسه التهمة بالبيان الناصع أن التي تقف معه زوجه صفيه رضى الله عنها . فإذا كان الرسول صلَّ الله عليه و سلم و هو من هو في سمو المكانة ، و ارتفاع المنزلة و البعد عن التهمة قد فعل هذا ، فإن على كل مؤمن أن ينأى بنفسه عن مواطن الشبه ، و أن يبين عند الحاجة إلى البيان ما يدفع عن قاله السوء ؛ صيانة للدين و العرض و السمعة .
فعلينا أن نقف بالمرصاد لهذا الشيطان اللعين نستعيذ بالله من شره و من همزه و لمزه . روى الإمام الترمذي بسند صحيح عن معقل بن يسار عن النبي صلَّ الله عليه و سلم أنه قال : (( من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الآيات الثلاث من آخر سورة الحشر [color=#0000CC]( يعني الآيات من 22 إلي 24 ) وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، و عن مات ذلك اليوم مات شهيدا ، و من قال ذلك حين يمسي كان بتلك المنزلة )) [/color]... صدق رسول الله صلَّ الله عليه و سلم . و تلك فضيلة لهذه الآيات .
و روى الإمام البخاري أيضاً بسنده إلى سيدنا أبي هريرة رضى الله عنه قال ، قال رسول الله صلَّ الله عليه و سلم : (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله و لينته )) . و لقد أمرنا الرسول صلَّ الله عليه و سلم بالوضوء عند الغضب ليطفئ الماء جمرة هذا الشيطان و لنستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
أحبتي في الله : فهذه نصيحتي... ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، و أعانتني على شقوتي ... فيا رب تقبل مني هذا العمل ، وأهد قارئه لترك العلل و التمسك بالسنن ، فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!
قال تعالى : { إن تعذِّبهمْ فإنَّهُم عبادُكَ وإن تغفر لَهُمْ فإنكَ أَنتَ العزيز الحكيم } ... صدق الله العظيم والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات ... سبحانه المُـتعالي ... يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات ...
أخوكم في الله : هاني ضوه [/align][/B][/COLOR][/cell][/table][/center]
_________________ بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي
***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***
|