استحلاء العبادة : للإمارة : من دسائس النفس الأمارة : ـــــــــــــــــــــــــــــ : ( ثم اعلم أن دسائس النفس لا تعد ولا تحصى لنكارتها، وخفائها، ولا يعرفها إلا العباد المخلصون وأصحاب الكشف العارفون الكاملون. - فمن دسائسها: استحلاؤها بالعبادة لموافقة تلك العبادة لها، أو لملاحظة الوصول بها إلى غرض من أغراضها كالرئاسة، والشهرة، والثناء عليها بسبب تلك العبادة، وهذه الدسيسة أخفى دسائس النفس، وأضرها لأن أكثر العابدين لا يطلعون عليها ويعبدون الله مع هذه الدسيسة، ويتعبون في عبادتهم ويبعدون بها عن الله تعالى . قال صلى الله عليه وآله وسلم : " تعس عبد الهوى " فالعابد بهذه الدسيسة يداوم على عبادته طول عمره ويحسب أن استحلاءه بالعبادة من كمال الإخلاص، ولو راجع نفسه في ذلك تقول له : أنت مخلص في عبادتك، فلو لم تكن مخلصا بها مادمت على إقامتك عليها طول عمرك وهو يصدقها في ذلك، ويثبت في عبادته بسرور قلبه ويضيع عمره في عبادة هواه، ولا يكون له في عبادته شيء من الثواب، وإنما يكون له فيها الإثم والعذاب فهذه الدسيسة تلبس على ضعفاء العباد من أهل الحظوظ والأغراض، ولا يعرفها إلا الزاهدون عن الدنيا والآخرة ولا يطلع عليها إلا العارفون بسر الإخلاص فلا بد لمن لا يعرف كيفية الإخلاص أن يحترز عن العبادة التي تستحليها نفسه لكي يخلص من عبادة هواه لأن الهوى أقبح ما عبد من دون الله . وأبغض الآلهة عند الله. قال أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره : " أقبح الذنوب : تعلق النفس بالعبادات واسحلاؤها . ) ــــــــــــــــــــــــــــ من كتاب: الروض الأنيق في وصول الطالبين إلى مقام التحقيق (مطبوع ظمن رسائل صوفية مخطوطة) المؤلف: محمد بن محمود بن علي الشافعي الداموني البكري الخلوتي النقشبندي (المتوفى: 1208 هـ) ــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|