موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ومن عرف الله تعالى : أفسد عليه باب الانتصار لنفسه؛ فكيف ينتص
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 02, 2023 9:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
ومن عرف الله تعالى : أفسد عليه باب الانتصار لنفسه؛ فكيف ينتصر من الخلق :مَنْ يرى الله تعالى فعالًا فيهم!
ـــــــــــــــــــــ
( واعلم أنَّ شأن الولاية والولي عظيم، والخطب فيهما جسيم،
ويكفيك في ذلك ما حدثنا به الشيخ السيد الجليل شهاب الدين أبو المعالي،...............
عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
«إنَّ الله عز وجل قال:
من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه،
وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها،
ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه» ،
وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»،
وقد روي هذا الحديث من طريق آخر:
«فإذا أحببته كنت له سمعًا وبصرًا ولسانًا وقلبًا وعقلًا ويدًا ومؤيدًا»،
فأصغ رحمك الله تعالى
إلى ما تضمنه هذا الحديث من غزارة قدر الولي وفخامة رتبته،
حتى ينزله الحق سبحانه وتعالى هذه المنزلة، ويحله هذه الرتبة،
فقوله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله:
«من عادى لي وليًّا فقد آذنني بالحرب»؛
لأن الولي قد خرج عن تدبيره إلى تدبير الله عز وجل، وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار الله عز وجل،
وعن حوله وقوته بصدق التوكل على الله تعالى.
وقد قال الله سبحانه وتعالى: { ... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ... } ، وقال عز وجل: { ... وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ}
وكان ذلك لهم لأنهم جعلوه مكان همومهم، فدفع عنهم الأغيار، وقام لهم بوجود الانتصار.
وأخبرني الشيخ شهاب الدين الأَبْرِقُوهِيُّ، قال: دخلت على الشيخ أبي الحسن الشاذلي، فسمعته يقول:
يقول الله عز وجل:
«عبدي، اجعلني مكان همك أكفك همك،
عبدي، ما كنتَ بك فأنت في محل البعد، وما كنت بي فأنت في محل القرب،
واختر لنفسك».
وقد جاء في الحديث: «من شغله ذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين»،
فإذا كان الحق سبحانه وتعالى قد رضي لهم أن يشغلهم ذكره عن مسألته،
فكيف لا يرضى لهم أن يشغلهم ذكره والثناء عليه عن الانتصار لنفوسهم!
ومن عرف الله تعالى أفسد عليه باب الانتصار لنفسه؛
إذ العارف قد اقتضت له معرفته ألَّا يشهد فعلًا لغير معروفه؛
فكيف ينتصر من الخلق مَنْ يرى الله تعالى فعالًا فيهم!
فكيف يدع أولياءه من نصرته، وهم قد ألقَوْا نفوسهم بين يديه سلمًا، واستسلموا لما يرد عنه حكمًا؛ فهم في معاقل عزه، تحت سرادقات مجده، يصونهم من كل شيء إلا من ذكره، ويقطعهم عن كل شيء إلا عن حبه، ويختارهم من كل شيء إلا من وجود قربه، ألسنتهم بذكره لَهِجهْ، وقلوبهم بأنواره بَهِجهْ، وطَّنَ لهم وطنًا بين يديه، فقلوبهم حائمة في حضرته، وأسرارهم محققة لشهود أحديته.
ولقد سمعت شيخنا أبا العباس يقول:
«ولي الله تعالى مع الله تعالى
كولد اللبوة في جحرها،
أتراها تاركة ولدها لمن أراد اغتياله!».
وقد جاء في الحديث أنه كان في بعض غزواته، وامرأة تطوف على ولدها رضيع، فلما وجدته حنت عليه وألقمته الثدي، فنظر الصحابة إليها متعجبين،
فقال : «الله أرحم بعبده المؤمن من هذه بولدها»،
ومن هذه الرحمة برز انتصار الحق لهم ومحاربته لأعدائهم؛ إذ هم حُمَّالُ أسراره ومعادن أنواره،
وقد قال الله سبحانه وتعالى: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا ... }

وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ... } . )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطائف المنن لسيدي ابن عطاء الله رضي الله عنهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 56 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط