موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 55 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2023 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةً فَقَالَ : " أَلَا تُصَلِّيَانِ ؟ " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ : " { وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } ".
---
قوله: ( طرقه وفاطمة ) بالنصب عطفا على الضمير، والطروق: الإتيان بالليل، وعلى هذا فقوله: ليلة؛ للتأكيد. وحكى ابن فارس أن معنى " طرق " أتى، فعلى هذا يكون قوله " ليلة " لبيان وقت المجيء. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: ليلة؛ أي مرة واحدة. قوله: ( ألا تصليان ) قال ابن بطال: فيه فضيلة صلاة الليل، وإيقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك. ووقع في رواية حكيم بن حكيم المذكورة ( ودخل النبي صلى الله عليه وسلم علي وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة، ثم رجع إلى بيته، فصلى هويا من الليل، فلم يسمع لنا حسا، فرجع إلينا فأيقظنا ) الحديث. قال الطبري: لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته، وابن عمه في وقت جعله الله لخلقه سكنا، لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون، امتثالا لقوله تعالى: { وأمر أهلك بالصلاة } الآية. قوله: ( أنفسنا بيد الله ) اقتبس علي ذلك من قوله تعالى: { الله يتوفى الأنفس حين موتها } الآية. ووقع في رواية حكيم المذكورة، " قال علي: فجلست وأنا أعرك عيني، وأنا أقول: والله ما نصلي إلا ما كتب الله لنا، إنما أنفسنا بيد الله " وفيه إثبات المشيئة لله، وأن العبد لا يفعل شيئا إلا بإرادة الله. قوله: ( بعثنا ) بالمثلثة؛ أي أيقظنا، وأصله إثارة الشيء من موضعه. قوله: ( حين قلت ) في رواية كريمة " حين قلنا ". قوله: ( ولم يرجع ) بفتح أوله؛ أي لم يجبني، وفيه أن السكوت يكون جوابا، والإعراض عن القول الذي لا يطابق المراد، وإن كان حقا في نفسه. قوله: ( يضرب فخذه ) فيه جواز ضرب الفخذ عند التأسف، وقال ابن التين: كره احتجاجه بالآية المذكورة، وأراد منه أن ينسب التقصير إلى نفسه. وفيه جواز الانتزاع من القرآن، وترجيح قول من قال: إن اللام في قوله: ( وكان الإنسان ) للعموم لا لخصوص الكفار. وفيه منقبة لـ علي حيث لم يكتم ما فيه عليه أدنى غضاضة، فقدم مصلحة نشر العلم وتبليغه على كتمه. ونقل ابن بطال، عن المهلب قال: فيه أنه ليس للإمام أن يشدد في النوافل حيث قنع صلى الله عليه وسلم بقول علي رضي الله عنه " أنفسنا بيد الله " لأنه كلام صحيح في العذر عن التنفل، ولو كان فرضا ما عذره. قال: وأما ضربه فخذه وقراءته الآية فدال على أنه ظن أنه أحرجهم، فندم على إنباههم، كذا قال، وأقره ابن بطال، وليس بواضح، وما تقدم أولى. وقال النووي: المختار أنه ضرب فخذه تعجبا من سرعة جوابه، وعدم موافقته له على الاعتذار بما اعتذر به، والله أعلم. (فتح الباري )
---
تخريج الحديث:
سنن النسائي
حديث رقم (1611)حديث رقم (1612)
صحيح مسلم :حديث رقم (775)
صحيح البخاري:
حديث رقم (4724)حديث رقم (7347)حديث رقم (7465)
مسند أحمد :
حديث رقم (571) حديث رقم (575)حديث رقم (705)حديث رقم (900)



_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 24, 2023 2:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ : وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } ، قَالَ : هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ ؛ حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيْدَةُ، أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.
---
الحديث الخامس والسادس : حديث علي وأبي ذر في المبارزة، أورده من طرق. و ( أبو مجلز ) بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعدها زاي هو لاحق بن حميد، تابعي وكذا شيخه والراوي عنه - و ( قيس بن عباد ) بضم المهملة وتخفيف الموحدة تقدم في مناقب عبد الله بن سلام، وليس له في البخاري سوى ذلك الحديث وحديث الباب مع الاختلاف عليه هل هو عن علي أو أبي ذر، والذي يظهر أنه سمعه من كل منهما، ويدل عليه اختلاف السياقين. قوله: ( من يجثو ) بالجيم والمثلثة أي يقعد على ركبتيه مخاصما، والمراد بهذه الأولية تقييده بالمجاهدين من هذه الأمة؛ لأن المبارزة المذكورة أول مبارزة وقعت في الإسلام. قوله: ( وقال قيس ) هو ابن عباد المذكور، وهو موصول بالإسناد المذكور. قوله: ( وفيهم أنزلت ) هكذا وقع في رواية معتمر بن سليمان عن أبيه مرسلا، ووقع في رواية يوسف بن يعقوب بعدها عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس قال: " قال علي: فينا نزلت " وسيأتي في تفسير الحج أن منصورا رواه عن أبي هاشم عن أبي مجلز فوقفه عليه.
---
صحيح البخاري
حديث رقم (3965)

حديث رقم (3967)

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 25, 2023 11:50 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْحَسَنِ - ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ - عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ أَكْلِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ .
-----
الحديث الخامس عشر حديث علي: قوله: ( ابني محمد ) أي ابن علي بن أبي طالب. قوله: ( عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية ) في رواية أبي ذر عن السرخسي والمستملي " حمر الإنسية " بغير ألف ولام في الحمر، قيل: إن في الحديث تقديما وتأخيرا والصواب: نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الإنسية وعن متعة النساء ، وليس يوم خيبر ظرفا لمتعة النساء؛ لأنه لم يقع في غزوة خيبر تمتع بالنساء، وسيأتي بسط ذلك في مكانه من كتاب النكاح - إن شاء الله تعالى -."فتح الباري "
----
سنن النسائي
حديث رقم (3365)حديث رقم (3366)حديث رقم (3367)حديث رقم (4334)حديث رقم (4335)
سنن ابن ماجه
حديث رقم (1961)
سنن الترمذي
حديث رقم (1121)حديث رقم (1794)
صحيح مسلم
حديث رقم (1407)حديث رقم (1407)حديث رقم (1407)حديث رقم (1407)حديث رقم (1407)
صحيح البخاري
حديث رقم (5115)حديث رقم (5523)حديث رقم (6961)
سنن الدارمي
حديث رقم (2033)حديث رقم (2243)
موطأ مالك
حديث رقم (1560)
مسند أحمد
حديث رقم (592)حديث رقم (812)حديث رقم (1204)حديث رقم (1254)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 25, 2023 9:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى : حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ، فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ، فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تُوَافِقْهُ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ : " عَلَى مَكَانِكُمَا ". حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ : " أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ ؛ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ ".
-----
قوله : ( عن الحكم ) هو ابن عتيبة بمثناة وموحدة مصغر فقيه الكوفة . وقوله: ( عن ابن أبي ليلى ) هو عبد الرحمن. وقوله : ( عن علي ) قد وقع في " النفقات " عن بدل بن المحبر عن شعبة أخبرني الحكم سمعت عبد الرحمن ابن أبي ليلى أنبأنا علي " . قوله : ( إن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى ) زاد بدل في روايته " مما تطحن " وفي رواية القاسم مولى معاوية عن علي عند الطبراني " وأرته أثرا في يدها من الرحى " وفي زوائد عبد الله بن أحمد في مسند أبيه وصححه ابن حبان من طريق محمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي " اشتكت فاطمة مجل يدها " وهو بفتح الميم وسكون الجيم بعدها لام معناه التقطيع وقال الطبري: المراد به غلظ اليد وكل من عمل عملا بكفه فغلظ جلدها قيل مجلت كفه وعند أحمد من رواية هبيرة بن يريم عن علي: " قلت لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألتيه خادما فقد أجهدك الطحن والعمل " وعنده وعند ابن سعد من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن علي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة " فذكر الحديث وفيه " فقال علي لفاطمة ذات يوم : والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، فقالت : وأنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي " . وقوله : ( سنوت ) بفتح المهملة والنون أي استقيت من البئر فكنت مكان السانية وهي الناقة وعند أبي داود من طريق أبي الورد بن ثمامة عن علي بن أعبد عن علي قال: " كانت عندي فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت في عنقها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها " وفي رواية له " وخبزت حتى تغير وجهها " . قوله : ( فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما ) أي جارية تخدمها ويطلق أيضا على الذكر وفي رواية السائب " وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي إليه فاستخدميه " أي اسأليه خادما وزاد في رواية يحيى القطان عن شعبة كما تقدم في النفقات " وبلغها أنه جاءه رقيق " وفي رواية بدل " وبلغها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بسبي " . قوله : ( فلم تجده ) في رواية القطان " فلم تصادفه " وفي رواية بدل فلم توافقه وهي بمعنى تصادفه وفي رواية أبي الورد " فأتته فوجدت عنده حداثا " بضم المهملة وتشديد الدال وبعد الألف مثلثة أي جماعة يتحدثون " فاستحيت فرجعت " فيحمل على أن المراد أنها لم تجده في المنزل بل في مكان آخر كالمسجد وعنده من يتحدث معه . قوله : ( فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته ) في رواية القطان " أخبرته عائشة " زاد غندر عن شعبة في المناقب " بمجيء فاطمة " وفي رواية بدل " فذكرت ذلك عائشة له " وفي رواية مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عند جعفر الفريابي في " الذكر " والدارقطني في " العلل " وأصله في مسلم " حتى أتت منزل النبي صلى الله عليه وسلم فلم توافقه فذكرت ذلك له أم سلمة بعد أن رجعت فاطمة " ويجمع بأن فاطمة التمسته في بيتي أمي المؤمنين وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها أخرجها الطبري في تهذيبه من طريق شهر بن حوشب عنها قالت : " جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليه الخدمة " فذكرت الحديث مختصرا. وفي رواية السائب " فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله ورجعت فقلت : ما فعلت ؟ قالت : استحييت ". قلت : وهذا مخالف لما في الصحيح ويمكن الجمع بأن تكون لم تذكر حاجتها أولا على ما في هذه الرواية ثم ذكرتها ثانيا لعائشة لما لم تجده، ثم جاءت هي وعلي على ما في رواية السائب فذكر بعض الرواة ما لم يذكر بعض. وقد اختصره بعضهم ففي رواية مجاهد الماضية في النفقات أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال : ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ وفي رواية هبيرة " فقالت : انطلق معي فانطلقت معها فسألناه فقال : ألا أدلكما " الحديث ووقع عند مسلم من حديث أبي هريرة " أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وشكت العمل فقال : ما ألفيته عندنا " وهو بالفاء أي ما وجدته ويحمل على أن المراد ما وجدته عندنا فاضلا عن حاجتنا إليه لما ذكر من إنفاق أثمان السبي على أهل الصفة . قوله : ( فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ) زاد في رواية السائب " فأتيناه جميعا فقلت : بأبي يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة: لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم " وقد أشار المصنف إلى هذه الزيادة في فرض الخمس وتكلمت على شرحها هناك ووقع في رواية عبيدة بن عمرو عن علي عند ابن حبان من الزيادة " فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها رءوسنا وأقدامنا " وفي رواية السائب " فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفة لهما إذا غطيا رءوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رءوسهما " . قوله : ( فذهبت أقوم ) وافقه غندر وفي رواية القطان " فذهبنا نقوم " وفي رواية بدل " لنقوم " وفي رواية السائب " فقاما " . قوله : ( فقال : مكانك ) وفي رواية غندر " مكانكما " وهو بالنصب أي الزما مكانكما وفي رواية القطان وبدل " فقال : " على مكانكما " أي استمرا على ما أنتما عليه . قوله : ( فجلس بيننا ) في رواية غندر " فقعد " بدل " جلس " وفي رواية القطان " فقعد بيني وبينها " وفي رواية عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عند النسائي " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع قدمه بيني وبين فاطمة " . قوله: (حتى وجدت برد قدميه ) هكذا هنا بالتثنية وكذا في رواية غندر وعند مسلم أيضا وفي رواية القطان بالإفراد وفي رواية بدل كذلك بالإفراد للكشميهني وفي رواية للطبري " فسخنتهما " وفي رواية عطاء عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عند جعفر في الذكر وأصله في مسلم من الزيادة " فخرج حتى أتى منزل فاطمة وقد دخلت هي وعلي في اللحاف فلما استأذن هما أن يلبسا فقال : كما أنتما إني أخبرت أنك جئت تطلبين فما حاجتك ؟ قالت : بلغني أنه قدم عليك خدم فأحببت أن تعطيني خادما يكفيني الخبز والعجن فإنه قد شق علي قال: فما جئت تطلبين أحب إليك أو ما هو خير منه ؟ قال علي: فغمزتها فقلت : قولي ما هو خير منه أحب إلي، قال : فإذا كنتما على مثل حالكما الذي أنتما عليه فذكر التسبيح وفي رواية علي بن أعبد " فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها في اللفاع حياء من أبيها " ويحمل على أنه فعل ذلك أولا فلما تآنست به دخل معهما في الفراش مبالغة منه في التأنيس وزاد في رواية علي بن أعبد " فقال : ما كان حاجتك أمس ؟ فسكتت مرتين، فقلت : أنا والله أحدثك يا رسول الله فذكرته له " ويجمع بين الروايتين بأنها أولا : استحيت فتكلم علي عنها فأنشطت للكلام فأكملت القصة. واتفق غالب الرواة على أنه صلى الله عليه وسلم جاء إليهما ووقع في رواية شبث وهو بفتح المعجمة والموحدة بعدها مثلثة ابن ربعي عن علي عند أبي داود وجعفر في الذكر والسياق له " قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلق علي وفاطمة حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما أتى بكما ؟ قال علي: شق علينا العمل. فقال : ألا أدلكما " وفي لفظ جعفر " فقال علي لفاطمة: ائت أباك فاسأليه أن يخدمك فأتت أباها حين أمست فقال : ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت أسلم عليك. واستحيت حتى إذا كانت القابلة قال : ائت أباك " فذكر مثله " حتى إذا كانت الليلة الثالثة قال لها علي: امشي فخرجا معا " الحديث وفيه " ألا أدلكما على خير لكما من حمر النعم " وفي مرسل علي بن الحسين عند جعفر أيضا " إن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وبيدها أثر الطحن من قطب الرحى فقال : إذا أويت إلى فراشك " الحديث فيحتمل أن تكون قصة أخرى فقد أخرج أبو داود من طريق أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي ابن عبد المطلب قالت: " أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم نشكو إليه ما نحن فيه وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي فقال : سبقكن يتامى بدر " فذكر قصة التسبيح إثر كل صلاة ولم يذكر قصة التسبيح عند النوم فلعله علم فاطمة في كل مرة أحد الذكرين وقد وقع في تهذيب الطبري من طريق أبي أمامة عن علي في قصة فاطمة من الزيادة " فقال : اصبري يا فاطمة إن خير النساء التي نفعت أهلها " . قوله : ( فقال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ ) في رواية بدل " خير مما سألتماه " وفي رواية غندر " مما سألتماني " وللقطان نحوه وفي رواية السائب " ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا بلى. فقال كلمات علمنيهن جبريل " . قوله: ( إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما ) هذا شك من سليمان بن حرب وكذا في رواية القطان وجزم بدل وغندر بقوله: " إذا أخذتما مضاجعكما " ولمسلم من رواية معاذ عن شعبة " إذا أخذتما مضاجعكما من الليل " وجزم في رواية السائب بقوله: " إذا أويتما إلى فراشكما " وزاد في رواية: " تسبحان دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا " وهذه الزيادة ثابتة في رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أصحاب السنن الأربعة في حديث أوله " خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة " وصححه الترمذي وابن حبان وفيه ذكر ما يقال عند النوم أيضا ويحتمل إن كان حديث السائب عن علي محفوظا أن يكون على ذكر القصتين اللتين أشرت إليهما قريبا معا ثم وجدت الحديث في " تهذيب الآثار " للطبري فساقه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء كما ذكرت ثم ساقه من طريق شعبة عن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا وفاطمة إذا أخذا مضاجعهما بالتسبيح والتحميد والتكبير " ، فساق الحديث فظهر أن الحديث في قصة علي وفاطمة وأن من لم يذكرهما من الرواة اختصر الحديث وأن رواية السائب إنما هي عن عبد الله بن عمرو وأن قول من قال فيه عن علي لم يرد الرواية عن علي وإنما معناه عن قصة علي وفاطمة كما في نظائره . قوله : ( فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ) كذا هنا بصيغة الأمر والجزم بأربع في التكبير وفي رواية بدل مثله ولفظه " فكبرا الله " ومثله للقطان لكن قدم التسبيح وأخر التكبير ولم يذكر الجلالة وفي رواية عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى وفي رواية السائب كلاهما مثله وكذا في رواية هبيرة عن علي وزاد في آخره فتلك مائة باللسان وألف في الميزان وهذه الزيادة ثبتت أيضا في رواية هبيرة وعمارة بن عبد معا عن علي عند الطبراني. وفي رواية السائب كما مضى وفي حديث أبي هريرة عند مسلم كالأول لكن قال : " تسبحين " بصيغة المضارع وفي رواية عبيدة بن عمرو " فأمرنا عند منامنا بثلاث وثلاثين وثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين من تسبيح وتحميد وتكبير " وفي رواية غندر للكشميهني مثل الأول وعن غير الكشميهني " تكبران " بصيغة المضارع وثبوت النون وحذفت في نسخة وهي إما على أن " إذا " تعمل عمل الشرط وإما حذفت تخفيفا. وفي رواية مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في النفقات بلفظ " تسبحين الله عند منامك " وقال في الجميع : " ثلاثا وثلاثين " ثم قال في آخره : قال سفيان : رواية إحداهن " أربع " وفي رواية النسائي عن قتيبة عن سفيان " لا أدري أيها أربع وثلاثون " وفي رواية الطبري من طريق أبي أمامة الباهلي عن علي في الجميع " ثلاثا وثلاثين واختماها بلا إله إلا الله " وله من طريق محمد ابن الحنفية عن علي " وكبراه وهللاه أربعا وثلاثين " وله من طريق أبي مريم عن علي " احمدا أربعا وثلاثين " وكذا له في حديث أم سلمة وله من طريق هبيرة أن التهليل أربع وثلاثون ولم يذكر التحميد. وقد أخرجه أحمد من طريق هبيرة كالجماعة وما عدا ذلك شاذ وفي رواية عطاء عن مجاهد عند جعفر وأصله عند مسلم " أشك أيها أربع وثلاثون غير أني أظنه التكبير " وزاد في آخره " قال علي : فما تركتها بعد فقالوا له : ولا ليلة صفين ؟ فقال : ولا ليلة صفين " وفي رواية القاسم مولى معاوية عن علي " فقيل لي " وفي رواية عمرو بن مرة " فقال له رجل : " وكذا في رواية هبيرة ولمسلم في رواية من طريق مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى " قلت لا ليلة صفين ". وفي رواية جعفر الفريابي في الذكر من هذا الوجه " قال عبد الرحمن: قلت : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين " وكذا أخرجه مطين في مسند علي من هذا الوجه وأخرجه أيضا من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق " حدثني هبيرة وهانئ بن هانئ وعمارة بن عبد أنهم سمعوا عليا يقول " فذكر الحديث وفي آخره: " فقال له رجل: قال زهير : أراه الأشعث بن قيس: ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين " وفي رواية السائب " فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين ؟ فقال : قاتلكم الله يا أهل العراق نعم ولا ليلة صفين . ، وللبزار من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب " فقال له عبد الله بن الكواء : " والكواء بفتح الكاف وتشديد الواو مع المد وكان من أصحاب علي لكنه كان كثير التعنت في السؤال وقد وقع في رواية زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بسند حديث الباب " فقال ابن الكواء: ولا ليلة صفين ؟ فقال : ويحك ما أكثر ما تعنتني لقد أدركتها من السحر " . وفي رواية علي بن أعبد " ما تركتهن منذ سمعتهن إلا ليلة صفين فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها " وفي رواية له وهي عند جعفر أيضا في الذكر: " إلا ليلة صفين فإني أنسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل " وفي رواية شبث بن ربعي مثله وزاد " فقلتها " ولا اختلاف فإنه نفى أن يكون قالها أول الليل وأثبت أنه قالها في آخره وأما الاختلاف في تسمية السائل فلا يؤثر ؛ لأنه محمول على التعدد بدليل قوله: في الرواية الأخرى " فقالوا " وفي هذه تعقب على الكرماني حيث فهم من قول علي : " ولا ليلة صفين " أنه قالها من الليل فقال : مراده أنه لم يشتغل مع ما كان فيه من الشغل بالحرب عن قول الذكر المشار إليه فإن في قول علي : " فأنسيتها " التصريح بأنه نسيها أول الليل وقالها في آخره. والمراد بليلة صفين الحرب التي كانت بين علي ومعاوية بصفين وهي بلد معروف بين العراق والشام وأقام الفريقان بها عدة أشهر وكانت بينهم وقعات كثيرة لكن لم يقاتلوا في الليل إلا مرة واحدة وهي ليلة الهرير بوزن عظيم سميت بذلك لكثرة ما كان الفرسان يهرون فيها وقتل بين الفريقين تلك الليلة عدة آلاف وأصبحوا وقد أشرف علي وأصحابه على النصر فرفع معاوية وأصحابه المصاحف فكان ما كان من الاتفاق على التحكيم وانصراف كل منهم إلى بلاده واستفدنا من هذه الزيادة أن تحديث علي بذلك كان بعد وقعة صفين بمدة وكانت صفين سنة سبع وثلاثين وخرج الخوارج على علي عقب التحكيم في أول سنة ثمان وثلاثين وقتلهم بالنهروان وكل ذلك مشهور مبسوط في تاريخ الطبري وغيره ( فائدة ) زاد أبو هريرة في هذه القصة مع الذكر المأثور دعاء آخر ولفظه عند الطبري في تهذيبه من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه " جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال : ألا أدلك على ما هو خير من خادم ؟ تسبحين " فذكره وزاد " وتقولين : اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين وأغنني من الفقر " وقد أخرجه مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه لكن فرقه حديثين وأخرجه الترمذي من طريق الأعمش لكن اقتصر على الذكر الثاني ولم يذكر التسبيح وما معه . قوله : ( وعن شعبة عن خالد ) هو الحذاء ( عن ابن سيرين ) هو محمد ( قال : التسبيح أربع وثلاثون ) هذا موقوف على ابن سيرين وهو موصول بسند حديث الباب وظن بعضهم أنه من رواية ابن سيرين بسنده إلى علي وأنه ليس من كلامه وذلك أن الترمذي والنسائي وابن حبان أخرجوا الحديث المذكور من طريق ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي لكن الذي ظهر لي أنه من قول ابن سيرين موقوف عليه إذ لم يتعرض المصنف لطريق ابن سيرين عن عبيدة وأيضا فإنه ليس في روايته عن عبيدة تعيين عدد التسبيح. وقد أخرجه القاضي يوسف في كتاب الذكر عن سليمان بن حرب شيخ البخاري فيه بسنده هذا إلى ابن سيرين من قوله فثبت ما قلته ولله الحمد ووقع في مرسل عروة عند جعفر أن التحميد أربع واتفاق الرواة على أن الأربع للتكبير أرجح قال ابن بطال: هذا نوع من الذكر عند النوم ويمكن أن يكون صلى الله عليه وسلم كان يقول جميع ذلك عند النوم وأشار لأمته بالاكتفاء ببعضها إعلاما منه أن معناه الحض والندب لا الوجوب وقال عياض: جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار عند النوم مختلفة بحسب الأحوال والأشخاص والأوقات وفي كل فضل قال ابن بطال: وفي هذا الحديث حجة لمن فضل الفقر على الغنى لقوله: " ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم " فعلمهما الذكر، فلو كان الغنى أفضل من الفقر لأعطاهما الخادم وعلمهما الذكر فلما منعهما الخادم وقصرهما على الذكر علم أنه إنما اختار لهما الأفضل عند الله. قلت : وهذا إنما يتم أن لو كان عنده صلى الله عليه وسلم من الخدام فضلة وقد صرح في الخبر أنه كان محتاجا إلى بيع ذلك الرقيق لنفقته على أهل الصفة، ومن ثم قال عياض: لا وجه لمن استدل به على أن الفقير أفضل من الغني وقد اختلف في معنى الخيرية في الخبر فقال عياض: ظاهره أنه أراد أن يعلمهما أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا على كل حال وإنما اقتصر على ذلك لما لم يمكنه إعطاء الخادم، ثم علمهما إذ فاتهما ما طلباه ذكرا يحصل لهما أجرا أفضل مما سألاه. وقال القرطبي: إنما أحالهما على الذكر ليكون عوضا عن الدعاء عند الحاجة أو لكونه أحب لابنته ما أحب لنفسه من إيثار الفقر وتحمل شدته بالصبر عليه تعظيما لأجرها وقال المهلب: علم صلى الله عليه وسلم ابنته من الذكر ما هو أكثر نفعا لها في الآخرة وآثر أهل الصفة ؛ لأنهم كانوا وقفوا أنفسهم لسماع العلم وضبط السنة على شبع بطونهم لا يرغبون في كسب مال ولا في عيال ولكنهم اشتروا أنفسهم من الله بالقوت ويؤخذ منه تقديم طلبة العلم على غيرهم في الخمس وفيه ما كان عليه السلف الصالح من شظف العيش وقلة الشيء وشدة الحال وأن الله حماهم الدنيا مع إمكان ذلك صيانة لهم من تبعاتها وتلك سنة أكثر الأنبياء والأولياء. وقال إسماعيل القاضي: في هذا الحديث أن للإمام أن يقسم الخمس حيث رأى لأن السبي لا يكون إلا من الخمس وأما الأربعة أخماس فهو حق الغانمين انتهى وهو قول مالك وجماعة وذهب الشافعي وجماعة إلى أن لآل البيت سهما من الخمس وقد تقدم بسط ذلك في فرض الخمس في أواخر الجهاد ثم وجدت في تهذيب الطبري من وجه آخر ما لعله يعكر علي ذلك فساق من طريق أبي أمامة الباهلي عن علي قال: " أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أهداهم له بعض ملوك الأعاجم فقلت لفاطمة: ائت أباك فاستخدميه " فلو صح هذا لأزال الإشكال من أصله؛ لأنه حينئذ لا يكون للغانمين فيه شيء وإنما هو من مال المصالح يصرفه الإمام حيث يراه وقال المهلب : فيه حمل الإنسان أهله على ما يحمل عليه نفسه من إيثار الآخرة على الدنيا إذا كانت لهم قدرة على ذلك قال : وفيه جواز دخول الرجل على ابنته وزوجها بغير استئذان وجلوسه بينهما في فراشهما ومباشرة قدميه بعض جسدهما. قلت : وفي قوله : بغير استئذان نظر؛ لأنه ثبت في بعض طرقه أنه استأذن كما قدمته من رواية عطاء عن مجاهد في الذكر لجعفر وأصله عند مسلم، وهو في " العلل " للدارقطني أيضا بطوله وأخرج الطبري في تهذيبه من طريق أبي مريم " سمعت عليا يقول إن فاطمة كانت تدق الدرمك بين حجرين حتى مجلت يداها " فذكر الحديث وفيه " فأتانا وقد دخلنا فراشنا فلما استأذن علينا تخششنا لنلبس علينا ثيابنا فلما سمع ذلك قال كما أنتما في لحافكما " . ودفع بعضهم الاستدلال المذكور لعصمته صلى الله عليه وسلم فلا يلحق به غيره ممن ليس بمعصوم. وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة - عليهما السلام. وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة اضطجاعهما وبالغ حتى أدخل رجله بينهما ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضا عما طلباه من الخادم فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذانا بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد والصبر على مشاق الدنيا والتجافي عن دار الغرور. وقال الطيبي: فيه دلالة على مكانة أم المؤمنين من النبي صلى الله عليه وسلم حيث خصتها فاطمة بالسفارة بينها وبين أبيها دون سائر الأزواج ، قلت : ويحتمل أنها لم ترد التخصيص بل الظاهر أنها قصدت أباها في يوم عائشة في بيتها فلما لم تجده ذكرت حاجتها لعائشة ولو اتفق أنه كان يوم غيرها من الأزواج لذكرت لها ذلك وقد تقدم أن في بعض طرقه أن أم سلمة ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك أيضا فيحتمل أن فاطمة لما لم تجده في بيت عائشة مرت على بيت أم سلمة فذكرت لها ذلك ويحتمل أن يكون تخصيص هاتين من الأزواج لكون باقيهن كن حزبين كل حزب يتبع واحدة من هاتين كما تقدم صريحا في كتاب الهبة وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء التسبيح ؛ لأن فاطمة شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك كذا أفاده ابن تيمية، وفيه نظر ولا يتعين رفع التعب بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب والله أعلم.
-----
سنن الترمذي
حديث رقم (3408)
حديث رقم (3409)
صحيح مسلم
حديث رقم (2727)
سنن أبي داود
حديث رقم (2988)
حديث رقم (5062)
صحيح البخاري
حديث رقم (3113)حديث رقم (3705)حديث رقم (5361)حديث رقم (5362)
سنن الدارمي
حديث رقم (2727)
مسند أحمد
حديث رقم (604)حديث رقم (740)حديث رقم (838)حديث رقم (996)حديث رقم (1141)حديث رقم (1144)حديث رقم (1229)حديث رقم (1250)حديث رقم (1313)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 26, 2023 12:16 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبِيدَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ : " مَلَأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ".
----
قوله: ( حدثني عبد الله بن محمد ) هو الجعفي ، و ( يزيد ) هو ابن هارون ، و ( هشام ) هو ابن حسان ، و ( محمد ) هو ابن سيرين ، و ( عبيدة ) بفتح العين هو ابن عمرو، و ( عبد الرحمن ) في الطريق الثانية هو ابن بشر بن الحكم ، و ( يحيى ) بن سعيد هو القطان. قوله: ( حبسونا عن صلاة الوسطى ) أي منعونا عن الصلاة الوسطى أي عن إيقاعها، زاد مسلم من طريق شتير بن شكل عن علي " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر وزاد في آخره ثم صلاها بين المغرب والعشاء " ولمسلم عن ابن مسعود نحو حديث علي، وللترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش عن علي مثله، ولمسلم أيضا من طريق أبي حسان الأعرج عن عبيدة السلماني عن علي فذكر الحديث بلفظ " كما حبسونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس " يعني العصر، وروى أحمد والترمذي من حديث سمرة رفعه قال " صلاة الوسطى صلاة العصر " وروى ابن جرير من حديث أبي هريرة رفعه " الصلاة الوسطى صلاة العصر " ومن طريق كهيل بن حرملة " سئل أبو هريرة عن الصلاة الوسطى فقال: اختلفنا فيها ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفينا أبو هاشم بن عتبة فقال: أنا أعلم لكم، فقام فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاة العصر " ومن طريق عبد العزيز بن مروان أنه " أرسل إلى رجل فقال: أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الوسطى ؟ فقال أرسلني أبو بكر وعمر أسأله وأنا غلام صغير فقال: هي العصر " ، ومن حديث أبي مالك الأشعري رفعه " الصلاة الوسطى صلاة العصر " وروى الترمذي وابن حبان من حديث ابن مسعود مثله، وروى ابن جرير من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال: كان في مصحف عائشة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر " وروى ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس " قال: شغل الأحزاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فقال: شغلونا عن الصلاة الوسطى " وأخرج أحمد من حديث أم سلمة وأبي أيوب وأبي سعيد وزيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس من قولهم : إنها صلاة العصر، وقد اختلف السلف في المراد بالصلاة الوسطى، وجمع الدمياطي في ذلك جزءا مشهورا سماه " كشف الغطا عن الصلاة الوسطى ". فبلغ تسعة عشر قولا: أحدها الصبح أو الظهر أو العصر أو المغرب أو جميع الصلوات. فالأول : قول أبي أمامة وأنس وجابر وأبي العالية وعبيد بن عمير وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم نقله ابن أبي حاتم عنهم وهو أحد قولي ابن عمر وابن عباس ونقله مالك والترمذي عنهما ونقله مالك بلاغا عن علي والمعروف عنه خلافه، وروى ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي قال " صليت خلف ابن عباس الصبح فقنت فيها ورفع يديه ثم قال: هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين " وأخرجه أيضا من وجه آخر عنه وعن ابن عمرو من طريق أبي العالية " صليت خلف عبد الله بن قيس بالبصرة في زمن عمر صلاة الغداة فقلت لهم: ما الصلاة الوسطى ؟ قالوا : هي هذه الصلاة. وهو قول مالك والشافعي فيما نص عليه في " الأم " واحتجوا له بأن فيها القنوت، وقد قال الله تعالى : { وقوموا لله قانتين } وبأنها لا تقصر في السفر، وبأنها بين صلاتي جهر وصلاتي سر. والثاني : قول زيد بن ثابت أخرجه أبو داود من حديثه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت: { حافظوا على الصلوات } ، الآية " . وجاء عن أبي سعيد وعائشة القول بأنها الظهر أخرجه ابن المنذر وغيره، وروى مالك في " الموطأ " عن زيد بن ثابت الجزم بأنها الظهر وبه قال أبو حنيفة في رواية، وروى الطيالسي من طريق زهرة بن معبد قال " كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر " ورواه أحمد من وجه آخر وزاد " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم، فنزلت " . والثالث : قول علي بن أبي طالب فقد روى الترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش قال " قلنا لعبيدة سل عليا عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها الصبح، حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر " انتهى. وهذه الرواية تدفع دعوى من زعم أن قوله " صلاة العصر " مدرج من تفسير بعض الرواة وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأن شبهة من قال إنها الصبح قوية، لكن كونها العصر هو المعتمد، وبه قال ابن مسعود وأبو هريرة، وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة وقول أحمد والذي صار إليه معظم الشافعية لصحة الحديث فيه، قال الترمذي: هو قول أكثر علماء الصحابة. وقال الماوردي: هو قول جمهور التابعين. قال ابن عبد البر: هو قول أكثر أهل الأثر، وبه قال من المالكية ابن حبيب وابن العربي وابن عطية، ويؤيده أيضا ما روى مسلم عن البراء بن عازب " نزل حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخت فنزلت { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } ، فقال رجل: فهي إذن صلاة العصر، فقال: أخبرتك كيف نزلت ". والرابع : نقله ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس قال " صلاة الوسطى هي المغرب " ، وبه قال قبيصة بن ذؤيب أخرجه أبو جرير، وحجتهم أنها معتدلة في عدد الركعات وأنها لا تقصر في الأسفار وأن العمل مضى على المبادرة إليها والتعجيل لها في أول ما تغرب الشمس وأن قبلها صلاتا سر وبعدها صلاتا جهر. والخامس : وهو آخر ما صححه ابن أبي حاتم أخرجه أيضا بإسناد حسن عن نافع قال " سئل ابن عمر فقال: هي كلهن، فحافظوا عليهن " وبه قال معاذ بن جبل، واحتج له بأن قوله: { حافظوا على الصلوات } يتناول الفرائض والنوافل، فعطف عليه الوسطى وأريد بها كل الفرائض تأكيدا لها، واختار هذا القول ابن عبد البر. وأما بقية الأقوال فالسادس : أنها الجمعة، ذكره ابن حبيب من المالكية واحتج بما اختصت به من الاجتماع والخطبة، وصححه القاضي حسين في صلاة الخوف من تعليقه، ورجحه أبو شامة. السابع : الظهر في الأيام والجمعة يوم الجمعة. الثامن : العشاء نقله ابن التين والقرطبي واحتج له بأنها بين صلاتين لا تقصران ولأنها تقع عند النوم فلذلك أمر بالمحافظة عليها واختاره الواحدي. التاسع : الصبح والعشاء للحديث الصحيح في أنهما أثقل الصلاة على المنافقين، وبه قال الأبهري من المالكية. العاشر : الصبح والعصر لقوة الأدلة في أن كلا منهما قيل إنه الوسطى، فظاهر القرآن الصبح ونص السنة العصر. الحادي عشر : صلاة الجماعة. الثاني عشر : الوتر وصنف فيه علم الدين السخاوي جزءا ورجحه القاضي تقي الدين الأخنائي واحتج له في جزء رأيته بخطه. الثالث عشر : صلاة الخوف. الرابع عشر : صلاة عيد الأضحى. الخامس عشر : صلاة عيد الفطر. السادس عشر : صلاة الضحى. السابع عشر : واحدة من الخمس غير معينة قاله الربيع بن خثيم وسعيد بن جبير وشريح القاضي وهو اختيار إمام الحرمين من الشافعية ذكره في النهاية قال كما أخفيت ليلة القدر. الثامن عشر : أنها الصبح أو العصر على الترديد وهو غير القول المتقدم الجازم بأن كلا منهما يقال له الصلاة الوسطى. التاسع عشر : التوقف فقد روى ابن جرير بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلفين في الصلاة الوسطى هكذا وشبك بين أصابعه. العشرون : صلاة الليل وجدته عندي وذهلت الآن عن معرفة قائله. وأقوى شبهة لمن زعم أنها غير العصر مع صحة الحديث حديث البراء الذي ذكرته عند مسلم فإنه يشعر بأنها أبهمت بعدما عينت كذا قاله القرطبي، قال : وصار إلى أنها أبهمت جماعة من العلماء المتأخرين، قال: وهو الصحيح لتعارض الأدلة وعسر الترجيح. وفي دعوى أنها أبهمت ثم عينت من حديث البراء نظر، بل فيه أنها عينت ثم وصفت، ولهذا قال الرجل فهي إذن العصر ولم ينكر عليه البراء، نعم جواب البراء يشعر بالتوقف لما نظر فيه من الاحتمال، وهذا لا يدفع التصريح بها في حديث علي، ومن حجتهم أيضا ما روى مسلم وأحمد من طريق أبي يونس عن عائشة أنها أمرته أن يكتب لها مصحفا، فلما بلغت { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } قال فأملت علي " وصلاة العصر " قالت : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى مالك عن عمرو بن رافع قال : كنت أكتب مصحفا لحفصة فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، فأملت علي " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " وأخرجه ابن جرير من وجه آخر حسن عن عمرو بن رافع، وروى ابن المنذر من طريق عبيد الله بن رافع " أمرتني أم سلمة أن أكتب لها مصحفا " فذكر مثل حديث عمرو بن رافع سواء، ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب لها مصحفا ... نحوه ومن طريق نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا ... فذكر مثله وزاد " كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها " قال نافع فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو فتمسك قوم بأن العطف يقتضي المغايرة فتكون صلاة العصر غير الوسطى. وأجيب بأن حديث علي ومن وافقه أصح إسنادا وأصرح وبأن حديث عائشة قد عورض برواية عروة أنه كان في مصحفها " وهي العصر " فيحتمل أن تكون الواو زائدة، ويؤيده ما رواه أبو عبيد بإسناد صحيح عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر " بغير واو أو هي عاطفة لكن عطف صفة لا عطف ذات، وبأن قوله : والصلاة الوسطى والعصر لم يقرأ بها أحد، ولعل أصل ذلك ما في حديث البراء أنها نزلت أولا " والعصر " ثم نزلت ثانيا بدلها { والصلاة الوسطى } ، فجمع الراوي بينهما، ومع وجود الاحتمال لا ينهض الاستدلال، فكيف يكون مقدما على النص الصريح بأنها صلاة العصر، قال شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين العلائي: حاصل أدلة من قال : إنها غير العصر يرجع إلى ثلاثة أنواع: أحدها تنصيص بعض الصحابة وهو معارض بمثله ممن قال منهم إنها العصر، ويترجح قول العصر بالنص الصريح المرفوع، وإذا اختلف الصحابة لم يكن قول بعضهم حجة على غيره فتبقى حجة المرفوع قائمة. ثانيها : معارضة المرفوع بورود التأكيد على فعل غيرها كالحث على المواظبة على الصبح والعشاء وقد تقدم في كتاب الصلاة، وهو معارض بما هو أقوى منه وهو الوعيد الشديد الوارد في ترك صلاة العصر، وقد تقدم أيضا. ثالثها : ما جاء عن عائشة وحفصة من قراءة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " فإن العطف يقتضي المغايرة، وهذا يرد عليه إثبات القرآن بخبر الآحاد وهو ممتنع، وكونه ينزل منزلة خبر الواحد مختلف فيه، سلمنا لكن لا يصلح معارضا للمنصوص صريحا، وأيضا فليس العطف صريحا في اقتضاء المغايرة لوروده في نسق الصفات كقوله تعالى : { الأول والآخر والظاهر والباطن } انتهى ملخصا. وقد تقدم شرح أحوال يوم الخندق في المغازي وما يتعلق بقضاء الفائتة في المواقيت من كتاب الصلاة. قوله: ( ملأ الله قبورهم وبيوتهم - أو أجوافهم - نارا شك يحيى ) هو القطان راوي الحديث، وأشعر هذا بأنه ساق المتن على لفظه، وأما لفظ يزيد بن هارون فأخرجه أحمد عنه بلفظ " ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا " ولم يشك، وهو لفظ روح بن عبادة كما مضى في المغازي وعيسى بن يونس كما مضى في الجهاد، ولمسلم مثله عن أبي أسامة عن هشام، وكذا له في رواية أبي حسان الأعرج عن عبيدة بن عمرو، ومن طريق شتير بن شكل عن علي مثله، وله من رواية يحيى بن الجزار عن علي " قبورهم وبيوتهم - أو قال - قبورهم وبطونهم " ومن حديث ابن مسعود " ملأ الله أجوافهم - أو قبورهم - نارا " أو " حشا الله أجوافهم وقبورهم نارا " ولابن حبان من حديث حذيفة " ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا . أو قلوبهم " وهذه الروايات التي وقع فيها الشك مرجوحة بالنسبة إلى التي لا شك فيها. وفي هذا الحديث : جواز الدعاء على المشركين بمثل ذلك. قال ابن دقيق العيد: تردد الراوي في قوله : " ملأ الله " أو " حشا " يشعر بأن شرط الرواية بالمعنى أن يتفق المعنى في اللفظين، " وملأ " ليس مرادفا " لحشا " ، فإن " حشا " يقتضي التراكم وكثرة أجزاء المحشو بخلاف " ملأ " ، فلا يكون في ذلك متمسك لمن منع الرواية بالمعنى، وقد استشكل هذا الحديث بأنه تضمن دعاء صدر من النبي صلى الله عليه وسلم على من يستحقه وهو من مات منهم مشركا، ولم يقع أحد الشقين وهو البيوت أما القبور فوقع في حق من مات منهم مشركا لا محالة. ويجاب بأن يحمل على سكانها وبه يتبين رجحان الرواية بلفظ قلوبهم أو أجوافهم.
---
سنن النسائي
حديث رقم (473)
سنن ابن ماجه
حديث رقم (684)
سنن الترمذي
حديث رقم (2984)
صحيح مسلم
حديث رقم (627)
حديث رقم (627)
حديث رقم (627)
حديث رقم (627)
سنن أبي داود
حديث رقم (409)
صحيح البخاري
حديث رقم (2931)
حديث رقم (4111)
حديث رقم (6396)
سنن الدارمي
حديث رقم (1268)
مسند أحمد
حديث رقم (591)
حديث رقم (617)
حديث رقم (911)
حديث رقم (994)
حديث رقم (1036)
حديث رقم (1132)
حديث رقم (1134)
حديث رقم (1150)
حديث رقم (1151)
حديث رقم (1221)
حديث رقم (1246)
حديث رقم (1288)
حديث رقم (1299)
حديث رقم (1306)
حديث رقم (1308)
حديث رقم (1314)
حديث رقم (1327)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 27, 2023 1:12 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ ، سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ سَعِيدٍ النَّخَعِيَّ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا كُنْتُ لِأُقِيمَ حَدًّا عَلَى أَحَدٍ فَيَمُوتَ فَأَجِدَ فِي نَفْسِي، إِلَّا صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّهُ.
---
قوله : ( عن أبي حصين عن عمير بن سعيد عن علي - رضي الله عنه - قال : ما كنت أقيم على أحد حدا فيموت فيه ، فأجد منه في نفسي ، إلا صاحب الخمر ؛ لأنه إن مات وديته ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسنه ) ‏‏أما " أبو حصين " هذا فهو بحاء مفتوحة وصاد مكسورة ، واسمه : عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي ، وأما " عمير بن سعيد " فهكذا هو في جميع نسخ مسلم " عمير بن سعيد " بالياء في " عمير " وفي " سعيد " ، وهكذا هو في صحيح البخاري وجميع كتب الحديث والأسماء ، ولا خلاف فيه ، ووقع في الجمع بين الصحيحين " عمير بن سعد " بحذف الياء من " سعيد " وهو غلط وتصحيف ، إما من الحميدي ، وإما من بعض الناقلين عنه ، ووقع في المهذب من كتب أصحابنا في المذهب في باب التعزير " عمر بن سعد " بحذف الياء من الاثنين وهو غلط فاحش ، والصواب إثبات الياء فيهما كما سبق . ‏ ‏وأما قوله : " إن مات وديته " فهو بتخفيف الدال أي غرمت ديته ، قال بعض العلماء : وجه الكلام أن يقال : " فإنه إن مات وديته " بالفاء لا باللام ، وهكذا هو في رواية البخاري بالفاء . ‏ ‏وقوله : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسنه " معناه لم يقدر فيه حدا مضبوطا ، وقد أجمع العلماء على أن من وجب عليه الحد فجلده الإمام أو جلاده الحد الشرعي فمات فلا دية فيه ولا كفارة ، لا على الإمام ، ولا على جلاده ولا في بيت المال ، وأما من مات من التعزير فمذهبنا وجوب ضمانه بالدية والكفارة ، وفي محل ضمانه قولان للشافعي : أصحهما : تجب ديته على عاقلة الإمام ، والكفارة في مال الإمام . والثاني : تجب الدية في بيت المال . وفي الكفارة على هذا وجهان لأصحابنا : أحدهما : في بيت المال أيضا ، والثاني : في مال الإمام ، هذا مذهبنا ، وقال جماهير العلماء : لا ضمان فيه لا على الإمام ولا على عاقلته ولا في بيت المال . والله أعلم ."النووي"
---
سنن ابن ماجه
حديث رقم (2569)
صحيح مسلم
حديث رقم (1707)
مسند أحمد
حديث رقم (1024)
حديث رقم (1084)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 27, 2023 1:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ ، وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ.
---
رواية علي رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس القسي والمعصفر " ، هذا الإسناد الذي ذكرناه فيه أربعة تابعيون يروي بعضهم عن بعض ، وهم يحيى بن سعيد الأنصاري ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، وخالد بن معدان ، وجبير بن نفير ، واختلف العلماء في الثياب المعصفرة ، وهي المصبوغة بعصفر ، فأباحها جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، وبه قال الشافعي وأبو حنيفة ، ومالك لكنه قال : غيرها أفضل منها ، وفي رواية عنه أنه أجاز لبسها في البيوت وأفنية الدور ، وكرهه في المحافل والأسواق ونحوها ، وقال جماعة من العلماء : هو مكروه كراهة تنزيه ، وحملوا النهي على هذا ؛ لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس حلة حمراء ، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة " ، وقال الخطابي : النهي منصرف إلى ما صبغ من الثياب بعد النسج ، فأما ما صبغ غزله ثم نسج ، فليس بداخل في النهي ، وحمل بعض العلماء النهي هنا على المحرم بالحج أو العمرة ليكون موافقا لحديث ابن عمر رضي الله عنه : " نهي المحرم أن يلبس ثوبا مسه ورس أو زعفران " ، وأما البيهقي رضي الله عنه فأتقن المسألة ، فقال في كتابه " معرفة السنن " : نهى الشافعي الرجل عن المزعفر ، وأباح المعصفر ، قال الشافعي : وإنما رخصت في المعصفر لأني لم أجد أحدا يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه ، إلا ما قال علي رضي الله عنه : " نهاني ، ولا أقول : نهاكم " ، قال البيهقي : وقد جاءت أحاديث تدل على النهي على العموم ، ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هذا الذي ذكره مسلم ، ثم أحاديث أخر ، ثم قال : ولو بلغت هذه الأحاديث الشافعي لقال بها إن شاء الله ، ثم ذكر بإسناده ما صح عن الشافعي أنه قال : إذا كان حديث النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فاعملوا بالحديث ودعوا قولي ، وفي رواية : فهو مذهبي . قال البيهقي : قال الشافعي : وأنهى الرجل الحلال بكل حال أن يتزعفر ، قال : وآمره إذا تزعفر أن يغسله . قال البيهقي : فتبع السنة في المزعفر ، فمتابعتها في المعصفر أولى . قال : وقد كره المعصفر بعض السلف ، وبه قال أبو عبد الله الحليمي من أصحابنا ، ورخص فيه جماعة ، والسنة أولى بالاتباع ، والله أعلم .
---
سنن النسائي
حديث رقم (1040)
حديث رقم (1041)
حديث رقم (1042)
حديث رقم (1043)
حديث رقم (1044)
حديث رقم (1118)
حديث رقم (1119)
حديث رقم (5144)
حديث رقم (5145)
حديث رقم (5146)
حديث رقم (5147)
حديث رقم (5165)
حديث رقم (5166)
حديث رقم (5167)
حديث رقم (5168)
حديث رقم (5169)
حديث رقم (5170)
حديث رقم (5171)
حديث رقم (5172)
حديث رقم (5173)
حديث رقم (5174)
حديث رقم (5175)
حديث رقم (5176)
حديث رقم (5177)
حديث رقم (5178)
حديث رقم (5179)
حديث رقم (5180)
حديث رقم (5181)
حديث رقم (5183)
حديث رقم (5184)
حديث رقم (5267)
حديث رقم (5268)
حديث رقم (5269)
حديث رقم (5270)
حديث رقم (5271)
حديث رقم (5272)
حديث رقم (5318)
حديث رقم (5611)
سنن ابن ماجه
حديث رقم (3595)
حديث رقم (3602)
حديث رقم (3642)
حديث رقم (3654)
سنن الترمذي
حديث رقم (264)
حديث رقم (1725)
حديث رقم (1737)
حديث رقم (1786)
حديث رقم (2808)
صحيح مسلم
حديث رقم (480)
حديث رقم (480)
حديث رقم (480)
حديث رقم (480)
حديث رقم (2078)
حديث رقم (2078)
حديث رقم (2078)
سنن أبي داود
حديث رقم (4044)
حديث رقم (4051)
حديث رقم (4057)
موطأ مالك
حديث رقم (212)
مسند أحمد
حديث رقم (517)
حديث رقم (601)
حديث رقم (611)
حديث رقم (619)
حديث رقم (722)
حديث رقم (750)
حديث رقم (816)
حديث رقم (829)
حديث رقم (831)
حديث رقم (924)
حديث رقم (935)
حديث رقم (939)
حديث رقم (963)
حديث رقم (981)
حديث رقم (1004)
حديث رقم (1043)
حديث رقم (1044)
حديث رقم (1049)
حديث رقم (1098)
حديث رقم (1102)
حديث رقم (1113)
حديث رقم (1159)
حديث رقم (1162)
حديث رقم (1244)
حديث رقم (1337)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 27, 2023 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَهُشَيْمٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى - وَيُكْنَى أَبَا يَعْلَى - عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً ، وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ : " يَغْسِلُ ذَكَرَهُ، وَيَتَوَضَّأُ ".
----
فيه : " محمد ابن الحنفية عن علي رضي الله عنه قال : كنت رجلا مذاء ، فكنت أستحيي أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته ، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال : يغسل ذكره ويتوضأ " وفي الرواية الأخرى : " منه الوضوء " ، وفي الرواية الأخرى : " توضأ وانضح فرجك " . في المذي لغات : مذي بفتح الميم وإسكان الذال . ومذي بكسر الذال وتشديد الياء . ومذي بكسر الذال وتخفيف الياء . فالأوليان مشهورتان ، أولاهما أفصحهما وأشهرهما ، والثالثة حكاها أبو عمرو الزاهد ، عن ابن الأعرابي ويقال : مذى وأمذى ومذى الثالثة بالتشديد . والمذي : ماء أبيض رقيق لزج ، يخرج عند شهوة ، لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور ، وربما لا يحس بخروجه ، ويكون ذلك للرجل والمرأة ، وهو في النساء أكثر منه في الرجال . والله أعلم . ‏ قوله : ( كنت رجلا مذاء ) أي كثير المذي ، وهو بفتح الميم وتشديد الذال وبالمد . وأما حكم خروج المذي : فقد أجمع العلماء على أنه لا يوجب الغسل . قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد والجماهير : يوجب الوضوء لهذا الحديث ، وفي الحديث من الفوائد : أنه لا يوجب الغسل ، وأنه يوجب الوضوء ، وأنه نجس ، ولهذا أوجب صلى الله عليه وسلم غسل الذكر ، والمراد به عند الشافعي والجماهير غسل ما أصابه المذي لا غسل جميع الذكر ، وحكي عن مالك وأحمد في رواية عنهما إيجاب غسل جميع الذكر ، وفيه أن الاستنجاء بالحجر ، إنما يجوز الاقتصار عليه في النجاسة المعتادة وهي البول والغائط ، أما النادر كالدم والمذي وغيرهما فلا بد فيه من الماء ، وهذا أصح القولين في مذهبنا . والقائل الآخر بجواز الاقتصار فيه على الحجر قياسا على المعتاد ، أن يجيب عن هذا الحديث بأنه خرج على الغالب فيمن هو في بلد أن يستنجي بالماء أو يحمله على الاستحباب ، وفيه جواز الاستنابة في الاستفتاء ، وأنه يجوز الاعتماد على الخبر المظنون مع القدرة على المقطوع به ؛ لكون علي اقتصر على قول المقداد مع تمكنه من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذا قد ينازع فيه ، ويقال : فلعل عليا كان حاضرا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت السؤال وإنما استحيا أن يكون السؤال منه بنفسه . وفيه استحباب حسن العشرة مع الأصهار ، وأن الزوج يستحب له أن لا يذكر ما يتعلق بجماع النساء والاستمتاع بهن بحضرة أبيها وأخيها وابنها ، وغيرهم من أقاربها ، ولهذا قال علي رضي الله عنه : فكنت أستحيي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته . معناه أن المذي يكون - غالبا - عند ملاعبة الزوجة وقبلتها ، ونحو ذلك من أنواع الاستمتاع . والله أعلم . ‏ ‏"النووي"
---
قوله: ( حدثنا أبو الوليد ) هو الطيالسي. قوله: ( عن أبي عبد الرحمن ) هو السلمي. قوله: ( مذاء ) صيغة مبالغة من المذي، يقال: مذى يمذي مثل مضى يمضي، ثلاثيا، ويقال أيضا: أمذى يمذي، بوزن أعطى يعطي، رباعيا. قوله: ( فأمرت رجلا ) هو المقداد بن الأسود كما تقدم في باب الوضوء من المخرجين من وجه آخر وزاد فيه: " فاستحييت أن أسأل ". قوله: ( لمكان ابنته ) في رواية مسلم من طريق ابن الحنفية عن علي " من أجل فاطمة " رضي الله عنهما. قوله: ( توضأ ) هذا الأمر بلفظ الإفراد يشعر بأن المقداد سأل لنفسه، ويحتمل أن يكون سأل لمبهم أو لعلي، فوجه النبي -صلى الله عليه وسلم-الخطاب إليه. والظاهر أن عليا كان حاضر السؤال فقد أطبق أصحاب المسانيد والأطراف على إيراد هذا الحديث في مسند علي، ولو حملوه على أنه لم يحضر لأوردوه في مسند المقداد، ويؤيده ما في رواية النسائي من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين في هذا الحديث، عن علي قال: " فقلت لرجل جالس إلى جنبي: سله، فسأله " ووقع في رواية مسلم: " فقال: يغسل ذكره ويتوضأ " بلفظ الغائب، فيحتمل أن يكون سؤال المقداد وقع على الإبهام، وهو الأظهر؛ ففي مسلم أيضا: " فسأله عن المذي يخرج من الإنسان " وفي الموطأ نحوه، ووقع في رواية لأبي داود والنسائي وابن خزيمة ذكر سبب ذلك من طريق حصين بن قبيصة عن علي قال: " كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل منه في الشتاء حتى تشقق ظهري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تفعل " ولأبي داود وابن خزيمة من حديث سهل بن حنيف أنه وقع له نحو ذلك، وأنه سأل عن ذلك بنفسه، ووقع في رواية للنسائي أن عليا قال: " أمرت عمارا أن يسأل " وفي رواية لابن حبان والإسماعيلي أن عليا قال: " سألت ". وجمع ابن حبان بين هذا الاختلاف بأن عليا أمر عمارا أن يسأل، ثم أمر المقداد بذلك، ثم سأل بنفسه، وهو جمع جيد إلا بالنسبة إلى آخره؛ لكونه مغايرا لقوله: إنه استحيى من السؤال بنفسه لأجل فاطمة، فيتعين حمله على المجاز بأن بعض الرواة أطلق أنه سأل؛ لكونه الآمر بذلك، وبهذا جزم الإسماعيلي، ثم النووي ويؤيد أنه أمر كلا من المقداد وعمار بالسؤال عن ذلك ما رواه عبد الرزاق من طريق عائش بن أنس قال: " تذاكر علي والمقداد وعمار المذي فقال علي: إنني رجل مذاء، فاسألا عن ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-فسأله أحد الرجلين " وصحح ابن بشكوال أن الذي تولى السؤال عن ذلك هو المقداد، وعلى هذا فنسبة عمار إلى أنه سأل عن ذلك محمولة على المجاز أيضا؛ لكونه قصده لكن تولى المقداد الخطاب دونه، والله أعلم. واستدل بقوله -صلى الله عليه وسلم-: " توضأ " على أن الغسل لا يجب بخروج المذي، وصرح بذلك في رواية لأبي داود وغيره وهو إجماع، وعلى أن الأمر بالوضوء منه كالأمر بالوضوء من البول، كما تقدم استدلال المصنف به في باب: من لم ير الوضوء إلا من المخرجين، وحكى الطحاوي عن قوم أنهم قالوا بوجوب الوضوء بمجرد خروجه، ثم رد عليهم بما رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال: " سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-عن المذي فقال: فيه الوضوء، وفي المني الغسل " فعرف بهذا أن حكم المذي حكم البول وغيره من نواقض الوضوء لا أنه يوجب الوضوء بمجرده. قوله: ( واغسل ذكرك ) هكذا وقع في البخاري تقديم الأمر بالوضوء على غسله، ووقع في العمدة نسبة ذلك إلى البخاري بالعكس، لكن الواو لا ترتب فالمعنى واحد وهي رواية الإسماعيلي، فيجوز تقديم غسله على الوضوء وهو أولى، ويجوز تقديم الوضوء على غسله لكن من يقول بنقض الوضوء بمسه يشترط أن يكون ذلك بحائل، واستدل به ابن دقيق العيد على تعين الماء فيه دون الأحجار ونحوها؛ لأن ظاهره يعين الغسل، والمعين لا يقع الامتثال إلا به، وهذا ما صححه النووي في شرح مسلم، وصحح في باقي كتبه جواز الاقتصار إلحاقا له بالبول، وحملا للأمر بغسله على الاستحباب، أو على أنه خرج مخرج الغالب، وهذا المعروف في المذهب، واستدل به بعض المالكية والحنابلة على إيجاب استيعابه بالغسل عملا بالحقيقة، لكن الجمهور نظروا إلى المعنى ،فإن الموجب لغسله إنما هو خروج الخارج فلا تجب المجاوزة إلى غير محله، ويؤيده ما عند الإسماعيلي في رواية: "فقال: توضأ واغسله " فأعاد الضمير على المذي، ونظير هذا قوله: " من مس ذكره فليتوضأ " فإن النقض لا يتوقف على مس جميعه، واختلف القائلون بوجوب غسل جميعه: هل هو معقول المعنى أو للتعبد ؟ فعلى الثاني: تجب النية فيه، قال الطحاوي: لم يكن الأمر بغسله لوجوب غسله كله بل ليتقلص فيبطل خروجه كما في الضرع إذا غسل بالماء البارد يتفرق لبنه إلى داخل الضرع فينقطع بخروجه، واستدل به أيضا على نجاسة المذي وهو ظاهر. وخرج ابن عقيل الحنبلي من قول بعضهم: إن المذي من أجزاء المني رواية بطهارته، وتعقب بأنه لو كان منيا لوجب الغسل منه، واستدل به على وجوب الوضوء على من به سلس المذي؛ للأمر بالوضوء مع الوصف بصيغة المبالغة الدالة على الكثرة، وتعقبه ابن دقيق العيد بأن الكثرة هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد بخلاف صاحب السلس فإنه ينشأ عن علة في الجسد، ويمكن أن يقال: أمر الشارع بالوضوء منه ولم يستفصل فدل على عموم الحكم، واستدل به على قبول خبر الواحد، وعلى جواز الاعتماد على الخبر المظنون مع القدرة على المقطوع، وفيهما نظر؛ لما قدمناه من أن السؤال كان بحضرة علي، ثم لو صح أن السؤال كان في غيبته لم يكن دليلا على المدعي لاحتمال وجود القرائن التي تحف الخبر فترقيه عن الظن إلى القطع. قاله القاضي عياض. وقال ابن دقيق العيد: المراد بالاستدلال به على قبول خبر الواحد مع كونه خبر واحد أنه صورة من الصور التي تدل وهي كثيرة تقوم الحجة بجملتها لا بفرد معين منها. وفيه جواز الاستنابة في الاستفتاء وقد يؤخذ منه جواز دعوى الوكيل بحضرة موكله، وفيه ما كان الصحابة عليه من حرمة النبي -صلى الله عليه وسلم-وتوقيره، وفيه استعمال الأدب في ترك المواجهة بما يستحيى منه عرفا، وحسن المعاشرة مع الأصهار، وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها، وقد تقدم استدلال المصنف به في العلم لمن استحيى فأمر غيره بالسؤال؛ لأن فيه جمعا بين المصلحتين: استعمال الحياء وعدم التفريط في معرفة الحكم."فتح الباري"
---
سنن النسائي
حديث رقم (152)
حديث رقم (153)
حديث رقم (154)
حديث رقم (157)
حديث رقم (193)
حديث رقم (194)
حديث رقم (435)
حديث رقم (436)
حديث رقم (437)
حديث رقم (438)
حديث رقم (439)
سنن الترمذي
حديث رقم (114)
صحيح مسلم
حديث رقم (303)
حديث رقم (303)
حديث رقم (303)
سنن أبي داود
حديث رقم (206)
حديث رقم (207)
صحيح البخاري
حديث رقم (132)
حديث رقم (178)
مسند أحمد
حديث رقم (606)
حديث رقم (618)
حديث رقم (662)
حديث رقم (811)
حديث رقم (823)
حديث رقم (856)
حديث رقم (868)
حديث رقم (869)
حديث رقم (870)
حديث رقم (890)
حديث رقم (893)
حديث رقم (977)
حديث رقم (1009)
حديث رقم (1026)
حديث رقم (1028)
حديث رقم (1035)
حديث رقم (1071)
حديث رقم (1182)
حديث رقم (1238)
حديث رقم (18892)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 28, 2023 2:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ ، وَحَرْمَلَةُ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا.
----
‏قوله: ( قال أبو بكر: حدثنا سفيان، عن سليمان )، ‏هذا من ورع مسلم وباهر علمه؛ لأن في رواية اثنين عن سفيان بن عيينة أنه قال: " أخبرني سليمان بن سحيم "، وسفيان معروف بالتدليس، وفي رواية أبي بكر: عن سفيان عن سليمان، فنبه مسلم على اختلاف الرواة في عبارة سفيان. ‏ ‏قوله: ( كشف الستارة ) ‏هي بكسر السين، وهي الستر الذي يكون على باب البيت والدار. ‏قوله صلى الله عليه وسلم: ( نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم )، ‏وفي حديث علي رضي الله عنه: " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ راكعا أو ساجدا "، فيه النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وإنما وظيفة الركوع التسبيح، ووظيفة السجود التسبيح والدعاء، فلو قرأ في ركوع أو سجود غير الفاتحة كره ولم تبطل صلاته، وإن قرأ الفاتحة ففيه وجهان لأصحابنا؛ أصحهما: أنه كغير الفاتحة فيكره، ولا تبطل صلاته، والثاني: يحرم وتبطل صلاته، هذا إذا كان عمدا، فإن قرأ سهوا لم يكره، وسواء قرأ عمدا أو سهوا يسجد للسهو عند الشافعي رحمه الله تعالى. وقوله صلى الله عليه وسلم: " فأما الركوع فعظموا فيه الرب "، أي: سبحوه ونزهوه ومجدوه، وقد ذكر مسلم بعد هذا الأذكار التي تقال في الركوع والسجود، واستحب الشافعي رحمه الله تعالى وغيره من العلماء أن يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، ويكرر كل واحدة منهما ثلاث مرات، ويضم إليه ما جاء في حديث علي رضي الله عنه ذكره مسلم بعد هذا: اللهم لك ركعت، اللهم لك سجدت ... إلى آخره، وإنما يستحب الجمع بينهما لغير الإمام، وللإمام الذي يعلم أن المأمومين يؤثرون التطويل، فإن شك لم يزد على التسبيح، ولو اقتصر الإمام والمنفرد على تسبيحة واحدة فقال: سبحان الله، حصل أصل سنة التسبيح، لكن ترك كمالها وأفضلها، ‏ ‏واعلم أن التسبيح في الركوع والسجود سنة غير واجب، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي رحمهم الله تعالى والجمهور، وأوجبه أحمد رحمه الله تعالى وطائفة من أئمة الحديث لظاهر الحديث في الأمر به، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي "، وهو في صحيح البخاري، وأجاب الجمهور بأنه محمول على الاستحباب، واحتجوا بحديث المسيء صلاته؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره به، ولو وجب لأمره له. فإن قيل: فلم يأمره بالنية والتشهد والسلام فقد سبق جوابه عن شرحه. قوله صلى الله عليه وسلم: ( فقمن ) هو بفتح القاف وفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان، فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع، ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع، وفيه لغة ثالثة " قمين " - بزيادة ياء وفتح القاف وكسر الميم - ومعناه: حقيق وجدير، وفيه الحث على الدعاء في السجود، فيستحب أن يجمع في سجوده بين الدعاء والتسبيح، وستأتي الأحاديث فيه. ‏قوله: ( ورأسه معصوب )، ‏فيه عصب الرأس عند وجعه."النووي"
---
سنن النسائي
حديث رقم (1040)
حديث رقم (1041)
حديث رقم (1042)
حديث رقم (1043)
حديث رقم (1044)
حديث رقم (1118)
حديث رقم (1119)
حديث رقم (5165)
حديث رقم (5166)
حديث رقم (5167)
حديث رقم (5168)
حديث رقم (5169)
حديث رقم (5170)
حديث رقم (5172)
حديث رقم (5173)
حديث رقم (5174)
حديث رقم (5175)
حديث رقم (5176)
حديث رقم (5177)
حديث رقم (5178)
حديث رقم (5179)
حديث رقم (5180)
حديث رقم (5181)
حديث رقم (5183)
حديث رقم (5184)
حديث رقم (5267)
حديث رقم (5268)
حديث رقم (5269)
حديث رقم (5270)
حديث رقم (5271)
حديث رقم (5272)
حديث رقم (5318)
حديث رقم (5611)
سنن الترمذي
حديث رقم (264)
حديث رقم (1725)
حديث رقم (1737)
حديث رقم (1786)
حديث رقم (2808)
صحيح مسلم
حديث رقم (480)
حديث رقم (480)
حديث رقم (480)
حديث رقم (2078)
حديث رقم (2078)
حديث رقم (2078)
حديث رقم (2078)
سنن أبي داود
حديث رقم (4044)
حديث رقم (4051)
موطأ مالك
حديث رقم (212)
مسند أحمد
حديث رقم (601)
حديث رقم (611)
حديث رقم (619)
حديث رقم (722)
حديث رقم (816)
حديث رقم (829)
حديث رقم (831)
حديث رقم (924)
حديث رقم (939)
حديث رقم (963)
حديث رقم (981)
حديث رقم (1004)
حديث رقم (1043)
حديث رقم (1044)
حديث رقم (1049)
حديث رقم (1102)
حديث رقم (1113)
حديث رقم (1159)
حديث رقم (1162)
حديث رقم (1244)
حديث رقم (1337)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 29, 2023 10:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ؛ فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ". وَإِذَا رَكَعَ. قَالَ : " اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي ". وَإِذَا رَفَعَ قَالَ : " اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ". وَإِذَا سَجَدَ قَالَ : " اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ". ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ؛ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ".
771 ( 202 ) : وَحَدَّثَنَاهُ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَقَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ. ثُمَّ قَالَ : " وَجَّهْتُ وَجْهِي ". وَقَالَ : " وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ". وَقَالَ : وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. قَالَ : " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ". وَقَالَ : " وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ ". وَقَالَ : وَإِذَا سَلَّمَ. قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ. وَلَمْ يَقُلْ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ.
----
‏قوله: ( حدثنا يوسف الماجشون ) ‏هو بكسر الجيم وضم الشين المعجمة، وهو أبيض الوجه مورده؛ لفظ أعجمي. ‏ ‏قوله: ( وجهت وجهي ) ‏أي: قصدت بعبادتي ‏( للذي فطر السماوات والأرض ) أي: ابتدأ خلقهما. قوله: ( حنيفا ) قال الأكثرون: معناه: مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام، وأصل الحنف: الميل، ويكون في الخير والشر، ويتصرف إلى ما تقتضيه القرينة، وقيل: المراد بالحنيف هنا: المستقيم، قاله الأزهري وآخرون، وقال أبو عبيد: الحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وانتصب " حنيفا " على الحال، أي: وجهت وجهي في حال حنيفيتي. ‏وقوله: ( وما أنا من المشركين ) ‏بيان للحنيف وإيضاح لمعناه، والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم، ويهودي ونصراني، ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم. ‏قوله: ( إن صلاتي ونسكي ) ‏قال أهل اللغة: النسك: العبادة، وأصله من النسيكة وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط، والنسيكة أيضا كل ما يتقرب به إلى الله تعالى. ‏ ‏قوله: ( ومحياي ومماتي ) ‏أي: حياتي وموتي، ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانها، والأكثرون على فتح ياء " محياي " وإسكان " مماتي ". قوله: ( لله )، قال العلماء: هذه لام الإضافة ولها معنيان: الملك والاختصاص، وكلاهما مراد. ‏قوله: ( رب العالمين )، ‏في معنى " رب " أربعة أقوال حكاها الماوردي وغيره: المالك، والسيد والمدبر، والمربي، فإن وصف الله تعالى برب لأنه مالك أو سيد فهو من صفات الذات، وإن وصف لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله، ومتى دخلته الألف واللام فقيل: " الرب " اختص بالله تعالى، وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره، فيقال: رب المال، ورب الدار، ونحو ذلك، و " العالمون " جمع عالم، وليس للعالم واحد من لفظه، واختلف العلماء في حقيقته؛ فقال المتكلمون من أصحابنا وغيرهم وجماعة من المفسرين وغيرهم: العالم كل المخلوقات، وقال جماعة: هم الملائكة والجن والإنس. وزاد أبو عبيدة والفراء: الشياطين، وقيل: بنو آدم خاصة، قاله الحسين بن الفضل وأبو معاذ النحوي، وقال الآخرون: هو الدنيا وما فيها. ثم قيل: هو مشتق من العلامة؛ لأن كل مخلوق علامة على وجود صانعه، وقيل: من العلم، فعلى هذا يختص بالعقلاء. ‏قوله: ( اللهم أنت الملك ) أي: القادر على كل شيء، المالك الحقيقي لجميع المخلوقات. ‏ ‏قوله: ( وأنا عبدك ) أي: معترف بأنك مالكي ومدبري، وحكمك نافذ في. ‏ ‏قوله: ( ظلمت نفسي ) أي: اعترفت بالتقصير، قدمه على سؤال المغفرة أدبا، كما قال آدم وحواء: { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }. ‏قوله: ( اهدني لأحسن الأخلاق ) ‏أي: أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به. ‏قوله: ( واصرف عني سيئها ) ‏أي: قبيحها. ‏قوله: ( لبيك ) قال العلماء: معناه: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، يقال: لب بالمكان لبا، وألب إلبابا أي: أقام به، وأصل " لبيك ": لبين، فحذفت النون للإضافة. ‏قوله: ( وسعديك ) ‏قال الأزهري وغيره: معناه: مساعدة لأمرك بعد مساعدة، ومتابعة لدينك بعد متابعة. ‏قوله: ( والخير كله في يديك والشر ليس إليك )، ‏قال الخطابي وغيره: فيه الإرشاد إلى الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على جهة الأدب. وأما قوله: ( والشر ليس إليك ) فمما يجب تأويله؛ لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه، سواء خيرها وشرها، وحينئذ يجب تأويله، وفيه خمسة أقوال: أحدها: معناه: لا يتقرب به إليك، قاله الخليل بن أحمد والنضر بن شميل، وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين، وأبو بكر بن خزيمة والأزهري وغيرهم. والثاني - حكاه الشيخ أبو حامد عن المزني، وقاله غيره أيضا - معناه: لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنازير، ويا رب الشر، ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء ورب كل شيء، وحينئذ يدخل الشر في العموم والثالث: معناه: والشر لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. والرابع: معناه: والشر ليس شرا بالنسبة إليك؛ فإنك خلقته بحكمة بالغة، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين. والخامس - حكاه الخطابي -: أنه كقولك: فلان إلى بني فلان، إذا كان عداده فيهم، أو صفوه إليهم. ‏قوله: ( أنا بك وإليك ) ‏أي: التجائي وانتمائي إليك وتوفيقي بك. ‏قوله: ( تباركت ) ‏أي: استحققت الثناء، وقيل: ثبت الخير عندك، وقال ابن الأنباري: تبارك العباد بتوحيدك، والله أعلم. ‏قوله: ( ملء السماوات وملء الأرض ) ‏هو بكسر الميم وبنصب الهمزة بعد اللام ورفعها، واختلف في الراجح منهما، والأشهر النصب، وقد أوضحته في تهذيب الأسماء واللغات بدلائله مضافا إلى قائليه، ومعناه: حمدا لو كان أجساما لملأ السماوات والأرض لعظمه. ‏قوله: ( سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه ) ‏فيه دليل لمذهب الزهري؛ أن الأذنين من الوجه، وقال جماعة من العلماء: هما من الرأس، وآخرون: أعلاهما من الرأس وأسفلهما من الوجه، وقال آخرون: ما أقبل على الوجه فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس، وقال الشافعي والجمهور: هما عضوان مستقلان لا من الرأس ولا من الوجه، بل يطهران بماء مستقل، ومسحهما سنة خلافا للشيعة، وأجاب الجمهور عن احتجاج الزهري بجوابين: أحدهما: أن المراد بالوجه جملة الذات، كقوله تعالى: { كل شيء هالك إلا وجهه }، ويؤيد هذا أن السجود يقع بأعضاء أخر مع الوجه. والثاني: أن الشيء يضاف إلى ما يجاوره، كما يقال: بساتين البلد، والله أعلم. ‏قوله: ( أحسن الخالقين ) ‏أي: المقدرين والمصورين. ‏قوله: ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) ‏معناه: تقدم من شئت بطاعتك وغيرها، وتؤخر من شئت عن ذلك كما تقتضيه حكمتك، وتعز من تشاء وتذل من تشاء. وفي هذا الحديث استحباب دعاء الافتتاح بما في هذا الحديث إلا أن يكون إماما لقوم لا يؤثرون التطويل، وفيه استحباب الذكر في الركوع والسجود والاعتدال والدعاء قبل السلام. ‏قوله: ( وأنا أول المسلمين ) ‏أي: من هذه الأمة، وفي الرواية الأولى: " وأنا من المسلمين "."النووي"
---
سنن النسائي
حديث رقم (897)
حديث رقم (1050)
حديث رقم (1126)
سنن ابن ماجه
حديث رقم (1054)
سنن الترمذي
حديث رقم (266)
حديث رقم (3421)
حديث رقم (3422)
حديث رقم (3423)
سنن أبي داود
حديث رقم (760)
حديث رقم (1509)
سنن الدارمي
حديث رقم (1274)
حديث رقم (1353)
مسند أحمد
حديث رقم (729)
حديث رقم (803)
حديث رقم (960)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2023 12:27 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
جزاكم الله خيرا كثيرا أخي الكريم الفاضل أحمد ماهرالبدوى أعزكم الله

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2023 11:48 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358
molhma كتب:
جزاكم الله خيرا كثيرا أخي الكريم الفاضل أحمد ماهرالبدوى أعزكم الله

رضي الله عنكم ستنا الفاضلة الملهمة وطهرك ونورك بنور حضرته صلى الله عليه وسلم

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2023 1:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ : يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْفَ يُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا ؛ إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ ؟ إِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ. فَأَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّا وَاللَّهِ، لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
----
الحديث الثاني عشر: قوله: ( حدثني إسحاق ) هو ابن راهويه، وبه جزم أبو نعيم في " المستخرج ". قوله: ( أخبرني عبد الله بن كعب ) هذا يؤيد ما تقدم في غزوة تبوك أن الزهري سمع من عبد الله وهو من أخويه عبد الرحمن وعبيد الله ومن عبد الرحمن بن عبد الله، ولا معنى لتوقف الدمياطي فيه فإن الإسناد صحيح وسماع الزهري من عبد الله بن كعب ثابت ولم ينفرد به شعيب، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق صالح عن ابن شهاب فصرح أيضا به، وقد رواه معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك ولم يسمه، أخرجه عبد الرزاق، وفي الإسناد لطيفة وهي رواية تابعي عن تابعي وصحابي عن صحابي. قوله: ( بارئا ) اسم فاعل من برأ بمعنى أفاق من المرض. قوله: ( أنت والله بعد ثلاث عبد العصا ) هو كناية عمن يصير تابعا لغيره، والمعنى أنه يموت بعد ثلاث وتصير أنت مأمورا عليك، وهذا من قوة فراسة العباس رضي الله عنه. قوله: ( لأرى ) بفتح الهمزة من الاعتقاد وبضمها بمعنى الظن، وهذا قاله العباس مستندا إلى التجربة، لقوله بعد ذلك: " إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت " وذكر ابن إسحاق عن الزهري أن ذلك كان يوم قبض النبي صلى الله عليه وسلم . قوله: ( هذا الأمر ) أي الخلافة. وفي مرسل الشعبي عند ابن سعد " فنسأله من يستخلف، فإن استخلف منا فذاك ". قوله: ( فأوصى بنا ) في مرسل الشعبي " وإلا أوصى بنا فحفظنا من بعده " وله من طريق أخرى " فقال علي: وهل يطمع في هذا الأمر غيرنا. قال: أظن والله سيكون ". قوله: ( لا يعطيناها الناس بعده ) أي يحتجون عليهم بمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم، وصرح بذلك في رواية لابن سعد. قوله: ( لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي لا أطلبها منه، وزاد ابن سعد في مرسل الشعبي في آخره " فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال العباس لعلي: ابسط يدك أبايعك تبايعك الناس، فلم يفعل " وزاد عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: " قال الشعبي: لو أن عليا سأله عنها كان خيرا له من ماله وولده " ورويناه في " فوائد أبي الطاهر الذهلي " بسند جيد عن ابن أبي ليلى قال: " سمعت عليا يقول: لقيني العباس - فذكر نحو القصة التي في هذا الحديث باختصار وفي آخرها - قال: سمعت عليا يقول بعد ذلك: يا ليتني أطعت عباسا، يا ليتني أطعت عباسا ". وقال عبد الرزاق: " كان معمر يقول لنا: أيهما كان أصوب رأيا ؟ فنقول العباس. فيأبى ويقول: لو كان أعطاها عليا فمنعه الناس لكفروا "."فتح الباري"
---
صحيح البخاري
حديث رقم (6266)
مسند أحمد
حديث رقم (2374)

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2023 1:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ قَالَ : أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغْنَمٍ يَوْمَ بَدْرٍ. قَالَ : وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَارِفًا أُخْرَى، فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ، وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ مَعَهُ قَيْنَةٌ، فَقَالَتْ : أَلَا يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ، فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا - قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ : وَمِنَ السَّنَامِ. قَالَ : قَدْ جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا فَذَهَبَ بِهَا - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ حَمْزَةُ بَصَرَهُ وَقَالَ : هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِآبَائِي ؟ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ.
---
‏قوله : ( أصبت شارفا ) ‏‏هي بالشين المعجمة وبالفاء ، وهي الناقة المسنة ، وجمعها : شرف بضم الراء وإسكانها . ‏قوله : ( أريد أن أحمل عليها إذخرا لأبيعه ، ومعي صائغ من بني قينقاع ، فأستعين به على وليمة فاطمة ) ‏‏أما " قينقاع " فبضم النون وكسرها وفتحها ، وهم طائفة من يهود المدينة ، فيجوز صرفه على إرادة الحي ، وترك صرفه على إرادة القبيلة أو الطائفة ، وفيه اتخاذ الوليمة للعرس ، سواء في ذلك من له مال كثير ومن دونه ، وقد سبقت المسألة في كتاب النكاح ، وفيه جواز الاستعانة في الأعمال والاكتساب باليهودي ، وفيه جواز الاحتشاش للتكسب وبيعه ، وأنه لا ينقص المروءة ، وفيه جواز بيع الوقود للصواغين ومعاملتهم . ‏قوله : ( معه قينة تغنيه ) ‏‏القينة - بفتح القاف - : الجارية المغنية . ‏قوله : ( ألا يا حمز للشرف النواء ) " ‏‏الشرف " بضم الشين والراء وتسكين الراء أيضا كما سبق ، جمع شارف ، و " النواء " بكسر النون وتخفيف الواو وبالمد ، أي : السمان ، جمع ناوية بالتخفيف ، وهي السمينة ، وقد نوت الناقة تنوي كـ " رمت ترمي " ، يقال لها ذلك إذا سمنت ، هذا الذي ذكرناه في النواء أنها بكسر النون وبالمد هو الصواب المشهور في الروايات في الصحيحين وغيرهما ، ويقع في بعض النسخ النوى بالياء ، وهو تحريف ، وقال الخطابي : رواه ابن جرير : " ذا الشرف النوى " بفتح الشين والراء ، وبفتح النون مقصورا ، قال : وفسره بالبعد ، قال الخطابي : وكذا رواه أكثر المحققين ، قال : وهو غلط في الرواية والتفسير ، وقد جاء في غير مسلم تمام هذا الشعر : ‏ألا يا حمز للشرف النواء ‏ ‏وهن معقلات بالفناء ‏ضع السكين في اللبات منها ‏ ‏وضرجهن حمزة بالدماء ‏وعجل من أطايبها لشرب ‏ ‏قديدا من طبيخ أو شواء ‏ ‏قوله : ( فجب أسنمتهما ) ، وفي الرواية الأخرى : " اجتب " ، وفي رواية للبخاري : " أجب " وهذه غريبة في اللغة ، والمعنى : قطع . ‏قوله : ( وبقر خواصرهما ) ‏‏أي : شقها ، وهذا الفعل الذي جرى من حمزة رضي الله عنه من شربه الخمر وقطع أسنمة الناقتين ، وبقر خواصرهما ، وأكل لحمهما ، وغير ذلك لا إثم عليه في شيء منه ، أما أصل الشرب والسكر فكان مباحا ؛ لأنه قبل تحريم الخمر ، وأما ما قد يقوله بعض من لا تحصيل له : إن السكر لم يزل محرما فباطل لا أصل له ، ولا يعرف أصلا ، وأما باقي الأمور فجرت منه في حال عدم التكليف فلا إثم عليه فيها ، كمن شرب دواء لحاجة فزال به عقله أو شرب شيئا يظنه خلا فكان خمرا أو أكره على شرب الخمر فشربها وسكر فهو في حال السكر غير مكلف ، ولا إثم عليه فيما يقع منه في تلك الحال بلا خلاف ، وأما غرامة ما أتلفه فيجب في ماله ، فلعل عليا رضي الله تعالى عنه أبرأه من ذلك بعد معرفته بقيمة ما أتلفه ، أو أنه أداه إليه حمزة بعد ذلك ، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أداه عنه لحرمته عنده ، وكمال حقه ومحبته إياه وقرابته ، وقد جاء في كتاب عمر بن شيبة من رواية أبي بكر بن عياش أن النبي صلى الله عليه وسلم غرم حمزة الناقتين ، وقد أجمع العلماء أن ما أتلفه السكران من الأموال يلزمه ضمانه كالمجنون ؛ فإن الضمان لا يشترط فيه التكليف ، ولهذا أوجب الله تعالى في كتابه في قتل الخطأ الدية والكفارة ، وأما هذا السنام المقطوع فإن لم يكن تقدم نحرهما فهو حرام بإجماع المسلمين ؛ لأن ما أبين من حي فهو ميت ، وفيه حديث مشهور في كتب السنن ، ويحتمل أنه ذكاهما ، ويدل عليه الشعر الذي قدمناه ، فإن كان ذكاهما فلحمهما حلال باتفاق العلماء إلا ما حكي عن عكرمة وإسحاق وداود : أنه لا يحل ما ذبحه سارق أو غاصب أو متعد ، والصواب الذي عليه الجمهور : حله ، وإن لم يكن ذكاهما وثبت أنه أكل منهما فهو أكل في حالة السكر المباح ولا إثم فيه كما سبق ، والله أعلم . ‏قوله : ( فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقهقر ) ‏‏، وفي الرواية الأخرى : " فنكص على عقبيه القهقرى " ، قال جمهور أهل اللغة وغيرهم : القهقرى : الرجوع إلى وراء ووجهه إليك إذا ذهب عنك ، وقال أبو عمرو : وهو الإخصار في الرجوع ، أي : الإسراع ، فعلى هذا معناه : خرج مسرعا ، والأول هو المشهور والمعروف ، وإنما رجع القهقرى خوفا من أن يبدو من حمزة رضي الله تعالى عنه أمر يكرهه لو ولاه ظهره لكونه مغلوبا بالسكر ."النووي"
---
صحيح البخاري
حديث رقم (2089)
حديث رقم (2375)
مسند أحمد
حديث رقم (1201)



_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من مرويات أهل البيت عليهم السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 31, 2023 2:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2358


وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا، عَنِ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيَّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ فِي شَأْنِ الْجَنَائِزِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ، ثُمَّ قَعَدَ، وَإِنَّمَا حَدَّثَ بِذَلِكَ ؛ لِأَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ رَأَى وَاقِدَ بْنَ عَمْرٍو قَامَ حَتَّى وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ.
962 (... ) : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
---
فقد ثبتت الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالقيام لمن مرت به جنازة حتى تخلفه أو توضع وأمر من تبعها أن لا يقعد عند القبر حتى توضع، ثم اختلف العلماء في نسخه, فقال الشافعي وجمهور أصحابنا: هذان القيامان منسوخان فلا يؤمر أحد بالقيام اليوم, سواء مرت به أم تبعها إلى القبر،،،إلى أن: قال قال المحاملي: القيام للجنازة مكروه عندنا وعند الفقهاء كلهم قال: وحكي عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أنه كان يقوم لها , وخالف صاحب التتمة الجماعة فقال : يستحب لمن مرت به جنازة أن يقوم لها, وإذا كان معها لا يقعد حتى توضع, وهذا الذي قاله صاحب التتمة هو المختار, فقد صحت الأحاديث بالأمر بالقيام, ولم يثبت في القعود شيء إلا حديث علي رضي الله عنه وهو ليس صريحا في النسخ, بل ليس فيه نسخ لأنه محتمل القعود لبيان الجواز والله أعلم . ثم ذكر النووي مذاهب العلماء في القيام للجنازة فقال . قد ذكرنا مذهبنا في ذلك وبه قال مالك وأحمد ."النووي"
---صحيح مسلم
حديث رقم (962)باب نسخ القيام للجنازة
حديث رقم (962)
سنن النسائي
حديث رقم (1923)
حديث رقم (1999)
حديث رقم (2000)
سنن ابن ماجه
حديث رقم (1544)
سنن الترمذي
حديث رقم (1044)
سنن أبي داود
حديث رقم (3175)
موطأ مالك
حديث رقم (626)
مسند أحمد
حديث رقم (623)
حديث رقم (631
حديث رقم (1094)
حديث رقم (1167)
حديث رقم (1200)


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 55 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 59 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط