هو أشرف الأرواح , ومنه هبت أطايب الارواح صلى الله عليه وآله وسلم ـــــــــــــــــــــــ ( " إِلَهي .............. " وَبِرُوحِ سَيَّدِنَا مُحَمًّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم " أي : وأتوسل إليك بروح سيدنا محمد المحمود صلى الله عليه و آله وسلم والكلام على هذا الاسم الذي كل العالم تستنشق أريجه ، ـ سيمر بك في شرح المنبهجة صلى الله عليه وآله وسلم ـ الذي هو أشرف الأرواح , ومنه هبت أطايب الارواح , وعنه ظهرت الدقائق , وبرزت الرقائق , وبه اتصلت الأسباب , وفاضت كرامته على الكون فيضاً , فأخلع على ورثته خلع الكمال , مع تردي ترد الجمال والجلال أيضا , فهو أشرف موجود , أشرف على سر الوجود , والنور الأول , والبرزخ الكلي والسر الجامع الإلهي الذي عليه المعول , الإنسان الأكمل , والإحسان الأشمل , المخلوقة من أجله الأفلاك , والمرتقِية به سائر الأملاك . ولما كان صلى الله عليه وآله وسلم روج العالم , كان السائر على الحقيقة والمسامر والمحادث والمكالَم . والروح به الحياة ، ولذا كان العالم قبل ظهور شأنه صلى الله عليه وآله وسلم جسماً محسوساً معدلاً كالجنين , وبعد ظهور شأنه فيه حيي الحياة التامة ، وبعد انتقاله للبرزخ كان العالم بمنزلة النائم , وحاله بالبعث يوم القيامة بمنزلة الانتباه واليقظة بعد النوم . " خَلِّصْ مَعَارفَنَا" أي اجعلها مخلَصة من كل شائبة , فإن المعارف قد توقع في المتالف , ولها وكلات تؤدي الى المخاوف كل مخاوف ، ولكن الروح المحمدية , عليها ألف صلاة وسلام وتحية , صاحبها بالإمداد الخاص , بلغ به العبد منازل الاختصاص . ولما توسل بالروح المحمدي الممد للأرواح، ناسب أن يتوسل برسوله الشريف ، لينال التعريف والتشريف , فقال : " إِلَهي بِالنُورِ المُحَمَّدِىِّ" اي : المنسوب الى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , " الَّذِي رَفَعْتَ" الرفع ضد الوضع " عَلَى كُلِّ رَفِيعٍ" من الجن والإنس والملك " مَقَامَهُ" أي منزلته ومكانته " وضَرَبْتَ" أي نصبت ونشرت " فَوقَ" الفوق ضد التحت ظرف مكان " خِزَانَةِ" بكسر الخاء : واحدة الخزائن . يقال : خزن المال واختزنه : إذا جعله في الخزانة " أَسْرَارِ الُوهِيِّتِكَ" التي عرّف وأرشد بها وإليها العباد , وخص على مشاهدة غظمتها للعُباد " أَعْلاَمَهُ" جمع علم وهو العلامة ويصدق على الراية كانها علامة تدعو إلى الإقرار بها واتباعها على بصيرة وأوضح لهم من هاتيك الأسرار ما احتملته العقول القصيرة " افْتَحْ" حواب الدعاء " لَنَا" يامولانا " فَتْحَاً" منصوب على أنه مفعول مطلق " صَمَدَانِياً" أي منسوبا إلى الصفة الصمدانية " وَعِلمَاً رَبَّانِياً" أي: وافتح لنا فتحاً نمنح به علماً ربانياً " وَتَجَلِياً رَحْمَانِياً" أي: وافتح لنا فتحاً ندرك به تجلياً منسوباً للرحمن " وَفَيْضاً إِحْسَانِياً" أي: وافتح لنا فتحاُ نشهد به فيضاً إحسانياً, أو المعنى: افتح لنا فتحا صمدانيا وعلما من لدنك ربانيا ,وتجل علينا تجليا رحمانيا , وأفض علينا من خزائن جودك فيضا إحسانيا . أي منسوبا للإحسان المشار إليه بحديث : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ). ــــــــــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / الضياء الشمسي على الفتح القدسي شرح ورد السحر البكري تأليف شيخ الاسلام مصطفى بن كمال الدين البكري رضى الله عنه .[ ت ١١٦٢ هجري ] ـــــــــــــــــــ قام بنسخها / الشيخ ناجح رسلان مدرس العلوم الشرعية بالمعاهد الأزهرية وفقه الله ـــــــــــــــــــ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|