موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: آداب الصحبة .
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 07, 2013 1:02 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2910
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلم

اعلم أَنَّ صاحبك الذي لا تفارقُهُ في حَضَرِكَ وسَفَرِكَ ، ونَوْمِكَ ويَقَظَتِكَ ، بل في حياتك ، وموتك هو رَبُّك ، ومولاك ، وسَيِّدُك ، وخالقك

، ومهما ذكرتَهُ فهو جَلِيسُكَ؛ إذ قال تعالى : " أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي " ، ومهما انكسر قلبُكَ حُزْناً على تَقْصِيرِكَ في حق دِينِكَ ، فهو

صَاحِبُكَ ومُلاَزِمُكَ؛ إذْ قال : «أَنَا عِنْدَ الْمُنْكَسِرَةِ قُلُوبهمْ مِنْ أَجْلِي» فلو عرفته يا أخي حَقَّ معرفتِهِ لاَتَّخذْتَهُ صَاحِباً ، وتركْتَ الناَّسَ

جانباً ، فإنْ لم تَقْدِرْ على ذلك في جميع أوقاتك ، فَإيَّاكَ أنْ تُخْلِيَ ليلَكَ ونهارَكَ عَنْ وَقْتٍ تخلُو فيه بموْلاَكَ ، وتَلذَّذُ بمناجاتِهِ ، وعند

ذلك فعليكَ بآدَابِ الصُّحْبَةِ مع اللَّه تعالى ، وآدابُهَا : إطراقُ الطَّرْفِ ، وجَمْعُ الهَمِّ ، ودَوَامُ الصَّمْتِ ، وسُكُونُ الجَوَارِحِ ، ومُبَادَرَةُ الأَمْرِ ،

واجتنابُ النَّهْي ، وقِلَّةُ الاِعتراضِ عَلَى الْقَدَرِ ، ودَوَامُ الذِّكْرِ باللسان ، ومُلاَزَمَةُ الفِكْر ، وإيثارُ الحَقِّ ، واليَأْسُ من الخَلْقِ ، والخضوعُ

تحْتَ الهيبَةِ ، والانْكِسَارُ تحت الحياء ، والسُّكُونُ عن حِيَلِ الكَسْب ثِقَةً بالضَّمَان ، والتَوَكُّلُ على فَضْل اللَّه معرفةً بحسن اختياره؛

وهذا كله ينبغي أنْ يكون شعارَكَ ، في جميع لَيْلِكَ ونَهَارِك ، فإنَّهُ آداب الصحبة مع صاحب لا يفارقك ، والخلق كُلُّهم يفارقُونَكَ في بَعْضِ أوقاتك .

عن أبى هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ ، ولا
تَحَسَّسُوا ، ولا تَجسَّسُوا ، ولا تَنَافسُوا ، ولا تحاسَدُوا ، ولا تَبَاغضُوا ، ولا تَدَابَروا ، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخواناً كما أمرَكُم ، المسلم أخو
المسلم ، لا يظلِمُهُ ، ولا يَخْذُلُهُ ، ولا يَحْقِرُهُ. التقوى هاهنا ، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من
الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام : دمُهُ ، وعِرْضُهُ ، ومَالُهُ. إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم ، ولا إِلى صُوَرِكم ، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم» .

وفي رواية : إِلى قوله : «إِخواناً» .


عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تَقَاطَعُوا ، ولا تَدَابَرُوا ، ولا تَباغَضُوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عبادَ الله إخواناً ، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يَهْجُرَ أخاه فوق ثلاث» .

عن أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قال: «حقُّ المسلمِ على المسلم خمس : ردُّ السلام ، وعِيادةُ المريض ، واتِّباعُ الجنازة ، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ ، وتشميتُ العاطس» . أخرجه البخاري ومسلم

عن عمر قال: "إنما يصفي لك ود أخيك ثلاثا أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه، وأن توسع له في المجلس".

عن أبي عتبة قال: "سمع عمر ابن الخطاب رجلا يثني على رجل فقال: أسافرت معه؟ قال: لا، قال: أخالطته؟ قال: لا، قال والذي لا
إله غيره ما تعرفه".

عن عمر قال: "الصفح عن الإخوان مكرمة، ومكافأتهم على الذنوب إساءة".

عن عمر قال: "أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي".(2)

روى ابن حبان والحاكم من حديث أنس قال ( ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه )

قال حجة الإسلام : فيندب إكرام الصاحب والجليس ندبا مؤكدا ، وفيه

إشارة إلى وصية آداب الصحبة ، فمنها كتمان السر وستر العيوب والسكوت عن تبليغ ما يسوءه من مذمة الناس إياه وإبلاغ ما

يسره من ثناء الناس عليه وحسن الإصغاء عند الحديث وترك المراء فيه ، وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه ، وأن يثني عليه بما يعرف

من محاسنه ويشكره على صنيعه في حقه ، ويذب عنه في غيبته وينهض معه في حوائجه من غير إحواج إلى التماس وينصحه باللطف والتعريض إن احتيج.

ويعفو عن زلته وهفوته ولا يعيبه ويدعو له في الخلوة في حياته ومماته ويؤثر التحقيق عنه وينظر إلى حاجاته ويروح قلبه في

مهماته ويظهر الفرح بما يسره ، والحزن بما يضره ويضمر مثل ما يظهره فيه ليكون صادقا في وده سرا وعلنا ويبدأه بالسلام عند

إقباله ويوسع له في المجلس ، ويخرج له من مكانه ، ويشيعه عند قيامه ، ويصمت عند كلامه حتى يفرغ من خطابه.

وبالجملة يعامله بما يحب أن يعامل به اه.( 1 )


يتبع أن شاء الله – تعالى -
ـــــــــــــــــــ
1- احياء علوم الدين .
2- كنز العمال .

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: آداب الصحبة .
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 21, 2024 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:22 pm
مشاركات: 2910
إحياء علوم الدين (2/ 161)
قال الفضيل : نَظَرُ الرَّجُلِ إِلَى وَجْهِ أَخِيهِ عَلَى الْمَوَدَّةِ والرحمة عبادة .

_________________
يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم

بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 72 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط