تمهيد.
أهل البيت رضي الله عنهم وعنا بهم يقصر اللسان عن إخراج وصف لهم ، وتعجز اليد كذلك عن أن تخط ما يداني قدرهم.
فحسبهم وكفى أنهم آل بيت سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي ذلك ما فيه من جميل معنى ودقيق مطلب.
وحسب الفقير أن ينقل قول الله عز وجل فيهم :
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
[أيُّها النَّاسُ، فإنَّما أنا بَشَرٌ يوشِك أنْ يأتيَ رسولُ ربي فأُجيبَ، وأنا تاركٌ فيكم ثَقلَينِ: أوَّلهما: كتابُ الله، فيه الهُدى والنُّور؛ فخُذوا بكتابِ الله، واستمسِكوا به - فحثَّ على كتاب الله، ورغَّب فيه - ثم قال: وأهل بَيتي، أُذكِّركم الله في أهْل بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهْل بيتي.]اهـ
ثم دارت عوادي الزمن وتلاطمت أمواج الفتن وتكالبت قوى الظلام جيلاً بعد جيل لتحرم جماهير الأمة من بركة الثقل الثاني ونعمة التعلق بهم ، ونجحت تلك الجهود الظلمانية إلى حد كبير بما لا يخفى.
فياخيبة من أضاع الوصية المحمدية ، وياحسرة من فاتته سفينة النجاة ، وياخسارة من ضل الطريق إليهم.
غير أن قبسات من أنوارهم سطعت رغم أنف الكارهين في شتى علوم الشريعة.
ومحاولة لتلمس آثار من قبسات نور الثقل الثاني رضي الله عنهم وأرضاهم في فقهنا معشر أهل السنة والجماعة أشرع وبالله التوفيق والسداد في عرض ما يلي في هذا الموضوع :
- مقدمة وتشمل :
- ما أورده العلماء فيمن المقصود والمتعين بأهل البيت رضي الله عنهم وعنا بهم ثم تقرير أن غرض هذا الموضوع هو تلمس آثار أهل العباءة خاصة من الآل الكرام في فقه أهل السنة والجماعة.
- تقرير أن أسانيد المذاهب الفقهية لنا معشر أهل السنة والجماعة موصولة بفضل الله بآل البيت الكرام رضي الله عنهم وعنا بهم..
- الفصل الأول ويشمل :
التفسيرات المنسوبة لأهل البيت الكرام رضي الله عنهم وعنا بهم لآيات الأحكام والأخبار الواردة فيها باعتبار أنهما قوام الشريعة الإسلامية وعليهما مدارها وأنهما المصدرين الرئيسيين للفقه.
الفصل الثاني ويشمل :
الأحاديث النبوية في كتب أهل السنة والجماعة والتي رواها ساداتنا أهل البيت رضي الله عنهم وعنا بهم إجمالاً وبشكل عام.
فاللهم يسر وأعن وتقبل هذه القربة خالصة لوجهك الكريم محبة في سيد ولد آدم أجمعين وذريته الطاهرة المطهرة على حضرته وعليهم أفضل صلوات الله وأتم تسليماته.
لعل الفقير تناله بها بركة من بركاتهم ويلحق بركابهم الذي من تعلق به نجا.
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين.
يتبع إن شاء الله.