نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.
مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.
أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.
تقارب معهم يعني خراب ودمار لا قدر الله ونسأله العفو والعافية ، كما فعلوا ذات يوم وبالأمس القريب بإيران.
فهل تعلم أخي القارئ أن بلاد فارس أو إيران القديمة أو إيران الكبرى - سمها أخي القارئ ما تشاء - كانت تضم العراق وأفغانستان.
وكذلك أيضاً السُغد وخوارزم وجزء كبير من جرجان التي تكونت منها فيما بعد دولتان هما أوزبكستان - بها بخارى موطن الإمام البخاري - وتركمانستان.
وكذلك كانت تضم أذربيجان وأرمينيا وشرقي جورجيا والقوقاز؟!!!!!!!
هل تعلم أخي القارئ أن وراء ضياع واضمحلال تلك الحدود السياسية الشاسعة - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر - هو نشر المذهب الشيعي الإثنى عشري وتشييع أهل إيران رغماً عنهم ؟!!!!!
هل تعلم أخي القارئ أنه وحتى عام 880 هـ 1501 م كانت إيران ذات أغلبية سنية وأن أهلها غالبهم كانوا شافعية وأحناف مع قلة زيدية ولا أثر يذكر للشيعة الإثنى عشرية - إلا ثلة منهم في مدينتي قم وكاشان وضف لهم شيعة العراق ؟!!!!!!!!!!
وهذا باعتراف مؤرخي الشيعة الصفوية من أن عموم أهل إيران كانوا من أهل السنة والجماعة كما سيأتي بيانه فيما بعد.
هل تعلم أخي القارئ أن هذه البلاد كانت موطناً وأصلاً لأمثال الأئمة والعارفين والعلماء والمؤرخين كـ أبي حنيفة النعمان والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي والبيضاوي والإيجي والسرخسي وأبو القاسم القشيري والكازروني والجامي وشمس الدين التبريزي ومولانا جلال الدين الرومي والتقتازاني والدواني والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري وابن قتيبة الدينوري والطبري والماوردي والباقلاني والجويني والغزالي والفخر الرازي والخوارزمي.
وغير هؤلاء الكثير والكثير من أساطين العلم وكبار العارفين وأئمة الدين من أهل السنة والجماعة.
وبين عشية وضحاها وبمخطط باطني خبيث وبمساعدات أوروبية - كما سيأتي بيانه - انسخلت إيران عن أصلها وتبدلت الحال إلى ما هي عليه الآن.
ومع هذا الانسلاخ والتبدل لنا وقفات.
فهل ياترى كيف تم ؟
وبماذا تم ؟
وما هي الوسائل والطرق والأساليب التي انتهجها أصحاب تلك الدعوة الخبيثة ؟
والإجابة عن هذه السؤالات على قدر ما تحمل من المآسي المبكيات على قدر ما بها من المستبشعات.
فما بين أكل الناس أحياءاً وأمواتاً وشيهم كالخراف ، وما بين فتح دور لتعليم اللواط والزنا ، وإكراه الناس على شرب الخمر ، ومابين القتل بأساليب إجرامية من تشريح لأجساد الضحايا ودهنها بمادة سكرية وإطلاق النمل عليها ، وما بين اغتصاب للفتيان والفتيات والنساء ، ونهب الأموال ، وحرق البلاد والمكتبات وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها ، وبيع تراث البلاد للأوروبيين ، ونبش القبور ، وتخريب المساجد تمت عمليات تشيع إيران.
نعم أخي القارئ لا تعتريك الدهشة هو ما قرأته في الأسطر السابقة بتمامه.
فهذا بعض ما كان وبعض ما وقع وبعض ما جرى وليس الكل.
وعذراً أحبتي في الله فمن أزعجته الأسطر السابقة أنصحه بألا يتابع بقية حلقات الموضوع فالتفصيلات أصعب والوقائع أفظع وأشنع آلاف المرات.
مع إنني إن شاء الله سأراعي أن أنقل من الحوادث أهونها ومن الجرائم أبسطها.
على أن الغرض قطعاً من هذا الموضوع ليس إزعاج القراء وإيذاء مشاعرهم.
بل أسأل الله تعالى أن تعلو الفائدة على ما قد يسببه هذا الموضوع من إيذاء لمشاعر المتابعين.
فلعل أهون فوائده أن نعرف صورة من الأصول التاريخية للمخطط الموجه نحو ديننا وتراثنا.
وأن نوقن أن ضربات القابعين في الظلام لا تأتي إلا إلى منابع القوة لإيقاف عجلة التقدم العلمي وتأخير الأمة عمداً عن مسايرة بقية العالم.
وأن ثأرهم مع العلماء وأئمة المسلمين وجماهيرهم لا يسقط بالتقادم.
ولعل مثل هذا الموضوع وغيره يخرس الكذبة المتخرصين الذين ملأوا الدنيا صراخاً وعويلاً ونواحاً على ما فعله السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع الروافض العبيديين في مصر من جرائم زعموها في حقه كذباً وزوراً أو جهلاً وترديداً كالببغاء خلف الناعقين الكاذبين.
كما ولعل بعض الحياء يعتري دعاة التشيع فلا يزعمون أن مذهبهم ينتشر بالحق وأنه يملك من الحجج والبراهين الدالة على صحته ، وأنه انتشر بالدعوة والصبر وتحمل البلاء ..... الخ تلك الأباطيل.
ولعل في حلقات الموضوع ما يظهر حقيقة ما يكنه الإثنى عشرية نحو أهل السنة والجماعة وما سيفعلوه لو واتتهم الفرصة - كما واتتهم في إيران - فينتبه المغفلين والمستغفَلين المخدوعين بتقية الروافض والغارقين في أوهام التقارب والتقريب.
كما يظهر مدى إجرام أمثال "حسن البنا" لفتحه داراً للتقريب مع هؤلاء واستقباله لمراجعهم في مقر جماعته ومكتب إرشاده.
ويظهر أيضاً إجرام جماعته الذين كانوا يسوقون شيعة إيران بين جماهير أهل السنة والجماعة ، مثل المدعو "مهدي عاكف" القائل بأنه لا فرق بين أهل السنة والإثنى عشرية والقائل بوجود ذلك الفرق جاهل جهل مطبق.
أفلا يعلم هذا الكذاب أن جملته تلك تنسحب على جماهير أئمة أهل السنة والجماعة ؟!!!!.
أم أن الدعم المادي واللوجستي والسياسي له ولجماعته من الإثنى عشرية فوق كل اعتبار؟!!!!!!!!!!!!
وأؤكد ثانية : نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.
مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.
أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.
يتبع إن شاء الله.