الحكم الفصل في قضية الغرانيق , بأوثق تحقيق وتدقيق وتوفيق : ــــــــــــــــــــــــــــ ( واعلم أن لكل جواد كبوة, فعالم لا يقع في براثن القول بـ .... شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , ولكنه يقع في قول شديد مخيف, كما حدث من الحافظين ابن حجر والسيوطي من موافقة بعض السابقين على ما جاء في موضوع الغرانيق! الشيطان يرضى من كل عالم بزلة, ثم ينسج نسيجاً كاملاً من شبكة عنكبوتية لا يخرج منها أحد سليماً أبداً, إلا ما شاء الله وهم نادر النادر, فما هو موضوع الغرانيق؟ 6 ـ موضوع الغرانيق الغرانيق هي طيور الماء، وقيلَ: هُوَ طائر الكُرْكَيُّ، وقيل: طيور الماء طويلة القوائم طويلة العنق (كطائر البجع) موضوع الغرانيق يعكس كيف تم اختراق الأمة بأيدٍ خفية لا يهتدي إليها أحد, تجد أثرها لكن لا تجد الفاعل أبداً, إلا أن يشاء الله, الغرانيق قصة تدعي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يقرأ سورة النجم, فنطق الشيطان على لسانه, أو قلد الشيطان صوته الشريف صلى الله عليه وآله وسلّم , أو نام النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فنطق الشيطان بهذا, أو كان الشيطان يتكلم أثناء سكوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بين الآية والآية الآخرى, فلنسرد بعض ما جاء من الروايات ونكتفي بأربع روايات, وذلك لتصحيح ابن حجر والسيوطي لبعض طرقها. 1 ـ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (النجم 19) قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى". فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ آلِهَتَكُمْ قَبْلَ الْيَوْمِ بِخَيْرٍ فَسَجَدَ الْمُشْرِكُونَ مَعَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج 52). إِلَى قَوْلِهِ: (عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) (الحج 55)». 2 ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: «لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَوَلِّيَ قَوْمِهِ عَنْهُ، وَشَقَّ عَلَيْهِ مَا يَرَى مِنْ مُبَاعَدَتِهِمْ مَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، تَمَنَّى فِي نَفْسِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ مَا يُقَارِبُ بِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ. وَكَانَ يَسُرُّهُ، مَعَ حُبِّهِ وَحِرْصِهِ عَلَيْهِمْ، أَنْ يَلِينَ لَهُ بَعْضُ مَا غَلُظَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِهِمْ، حِينَ حَدَّثَ بِذَلِكَ نَفْسَهُ وَتَمَنَّى وَأَحَبَّهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) (النجم 1 - 2) فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِ اللَّهِ: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) (النجم 19 - 20) , أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ، لَمَّا كَانَ يُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَهُ وَيَتَمَنَّى أَنْ يَأْتِيَ بِهِ قَوْمَهُ: "تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ تُرْتَضَى". فَلَمَّا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ فَرِحُوا وَسَرَّهُمْ، وَأَعْجَبَهُمْ مَا ذَكَرَ بِهِ آلِهَتَهُمْ، فَأَصَاخُوا لَهُ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُصَدَّقُونَ نَبِيَّهُمْ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ عَنْ رَبِّهِمْ، وَلاَ يَتَّهِمُونَهُ عَلَى خَطَإٍ, وَلاَ وَهْمٍ وَلاَ زَلَلٍ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى السَّجْدَةِ مِنْهَا وَخَتَمَ السُّورَةَ، سَجَدَ فِيهَا. فَسَجَدَ الْمُسْلِمُونَ بِسُجُودِ نَبِيِّهِمْ، تَصْدِيقًا لِمَا جَاءَ بِهِ وَاتِّبَاعًا لأَمْرِهِ، وَسَجَدَ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ لِمَا سَمِعُوا مِنْ ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ مُؤْمِنٌ وَلاَ كَافِرٌ إِلاَّ سَجَدَ إِلاَّ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ فَسَجَدَ عَلَيْهَا. ثُمَّ تَفَرَّقَ النَّاسُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ وَقَدْ سَرَّهُمْ مَا سَمِعُوا مِنْ ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ، يَقُولُونَ: قَدْ ذَكَرَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنَا بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، وَقَدْ زَعَمَ فِيمَا يَتْلُو أَنَّهَا الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَأَنَّ شَفَاعَتَهُنَّ تُرْتَضَى وَبَلَغَتِ السَّجْدَةُ مَنْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: أَسْلَمَتْ قُرَيْشٌ. فَنَهَضَتْ مِنْهُمْ رِجَالٌ، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ. وَأَتَى جبْرَائِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, مَاذَا صَنَعْتَ؟ لَقَدْ تَلَوْتَ عَلَىالنَّاسِ مَا لَمْ آتِكَ بِهِ عَنِ اللَّهِ، وَقُلْتَ مَا لَمْ يُقَلْ لَكَ فَحَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَخَافَ مِنَ اللَّهِ خَوْفًا كَثيرًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ وَكَانَ بِهِ رَحِيمًا يُعَزِّيهِ وَيُخَفِّضُ عَلَيْهِ الأَمْرَ, وَيُخْبِرُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ رَسُولٌ وَلاَ نَبِيُّ تَمَنَّى كَمَا تَمَنَّى وَلاَ أَحَبَّ كَمَا أَحَبَّ إِلاَّ وَالشَّيْطَانُ قَدْ أَلْقَى فِي أُمْنِيَّتِهِ كَمَا أَلْقَى عَلَى لِسَانِهِ صلى الله عليه وآله وسلّم، فَنَسَخَ اللَّهُ مَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ, وَأَحْكَمَ آيَاتِهِ، أَيْ: فَأَنْتَ كَبَعْضِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج 52). الآيَةَ. فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ الْحُزْنَ، وَأَمَّنَهُ مِنَ الَّذِي كَانَ يَخَافُ، وَنَسَخَ مَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ مِنْ ذِكْرِ آلِهَتِهِمْ أَنَّهَا الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَأَنَّ شَفَاعَتَهُنَّ تُرْتَضَى. يَقُولُ اللَّهُ حِينَ ذَكَرَ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى، إِلَى قَوْلِهِ: (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى) (النجم 26) أَيْ: فَكَيْفَ تُمْنَعُ شَفَاعَةُ آلِهَتِكُمْ عِنْدَهُ. فَلَمَّا جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ مَا نَسَخَ مَا كَانَ الشَّيْطَانُ أَلْقَى عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ قَالَتْ قُرَيْشٌ: نَدِمَ مُحَمَّدٌ عَلَى مَا كَانَ مِنْ مَنْزِلَةِ آلِهَتِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، فَغَيَّرَ ذَلِكَ وَجَاءَ بِغَيْرِهِ. وَكَانَ ذَانِكَ الْحَرْفَانِ اللَّذَانِ أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ قَدْ وَقَعَا فِي فَمِ كُلِّ مُشْرِكٍ، فَازْدَادُوا شَرًّا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ». 3 ـ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا جُلَسَاؤُكَ عَبْدُ بَنِي فُلاَنٍ, وَمَوْلَى بَنِي فُلاَنٍ، فَلَوْ ذَكَرْتَ آلِهَتَنَا بِشَيْءٍ جَالَسْنَاكَ، فَإِنَّهُ يَأْتِيكَ أَشْرَافُ الْعَرَبِ, فَإِذَا رَأَوْا جُلَسَاءَكَ أَشْرَافَ قَوْمِكَ كَانَ أَرْغَبَ لَهُمْ فِيكَ قَالَ: فَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (النجم 19 - 20) , قَالَ: فَأَجْرَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ: "تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، َشَفَاعَتُهُنَّ تُرْجَى مِثْلُهُنَّ لاَ يُنْسَى". قَالَ: فَسَجَدَ النَّبِيُّ حِينَ قَرَأَهَا، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ. فَلَمَّا عَلِمَ الَّذِي أُجْرِيَ عَلَى لِسَانِهِ، كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج 52) إِلَى قَوْلِهِ: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج 52)». 4 ـ عن ابن شهاب الزهري قال: «لما أنزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكن لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَدِ اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنته ضلالتهم، فكان يتمنى كف أذاهم، فلما أنزل الله سورة النجم قال: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (النجم 19 - 20) , ألقى الشيطان عندها كلمات، وحين ذكر الطواغيت فقال: "وإنهن لهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجي"، فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة، وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا: إن محمدًا قد رجع إلى دينه الأول وترك دين قومه، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم آخر النجم سجد، وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك، ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) (الحج 52) فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين، واشتدوا عليه». قلت: اختلفت الروايات كما ترى, وقد اكتفينا منها بما سبق, وملخصها: 1 ـ أن الشيطان ألقى في قراءة سيدنا النبي سورة النجم، فقال جملة: "تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى". 2 ـ أن الشيطان ألقى في قراءة سيدنا النبي فسبق لسانه سهوًا الجملة السابقة. 3 ـ أن الشيطان تكلم بصوت ونغمة تشبه صوت سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونطق بجملة: "تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى". 4 ـ أن الشيطان تكلم على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بتلك الغرانيق ... إلى آخره. 5 ـ أن رسول الله نام نومة فجرى على لسانه تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. 6 ـ أن أثناء سكوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بين الآية والآية تكلم الشيطان وقال: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى, فظن الناس أنها من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. 7 ـ وقال بعضهم: إن الغرانيق مقصود بها الملائكة التي كانت أحياناً تأتي على صورة الطيور. 8 ـ وَأَتَى جبْرَائِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ, مَاذَا صَنَعْتَ؟ لَقَدْ تَلَوْتَ عَلَى النَّاسِ مَا لَمْ آتِكَ بِهِ عَنِ اللَّهِ، وَقُلْتَ مَا لَمْ يُقَلْ لَكَ فَحَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ!! قلت: وكل هذا باطل يقدح في أصل الشريعة, والثقة فيها, وقد رد جمهور العلماء على هذا الحديث وقالوا إنه كذب من حيث السند ومن حيث المعنى, حتى قال ابن خزيمة إنها من وضع الزنادقة. ورد عليه الإمام البيهقي والقاضي عياض والإمام الرازي وخلائق لا يحصون, كيف لا وقصة الغرانيق تخالف قوله تعالى: (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت 42) كيف وقد قال تعالى في أول سورة النجم التي قالوا فيها بحدوث حادثة الغرانيق: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 1 - 4) كيف وقد قال تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (التكوير 25). وقال الإمام الرازي في تفسيره: "أما أهل التحقيق فقد قالوا: هذه الرواية باطلة موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والمعقول. أما القرآن فوجوه: أحدها: قوله تعالى: (وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذنَا مِنهُ بِاليَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعنَا مِنهُ الوَتِينَ) (الحاقة 44 - 46)، وثانيها: قوله: (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ) (يونس 15) وثالثها: قوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3 - 4) فلو أنه قرأ عقيب هذه الآية تلك الغرانيق العلى لكان قد ظهر كذب الله تعالى في الحال وذلك لا يقوله مسلم، ورابعها: قوله تعالى: (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا) (الإسراء 73) وكلمة "كاد" عند بعضهم معناه: قرب أن يكون الأمر كذلك مع أنه لم يحصل، وخامسها: قوله: (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) (الإسراء 74) وكلمة "لولا" تفيد انتفاء الشيء لانتفاء غيره؛ فدل على أن ذلك الركون القليل لم يحصل، وسادسها: قوله: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) (الفرقان 32). وسابعها: قوله: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى) (الأعلى 6). وأما السنة: فهي ما روي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه سئل عن هذه القصة فقال: هذا وضع من الزنادقة، وصنف فيه كتاباً. وقال الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعون فيهم. وأما المعقول فمن وجوه: أحدها: أن من جوز على الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم تعظيم الأوثان فقد كفر؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه كان في نفي الأوثان. وثانيها: أنه عليه السلام ما كان يمكنه في أول الأمر أن يصلي ويقرأ القرآن عند الكعبة آمناً أذى المشركين له حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه، وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلاً أو في أوقات خلوة وذلك يبطل قولهم. وثالثها: أن معاداتهم للرسول كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا على حقيقة الأمر، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى خروا سجداً مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم. ورابعها: قوله: (فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ) (الحج 52) وذلك لأن إحكام الآيات بإزالة ما يلقيه الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تبقى الشبهة معها، فإذا أراد الله إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآناً، فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلاً أولى. وخامسها: وهو أقوى الوجوه: أنا لو جوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه وجوزنا في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك ويبطل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة 67) فإنه لا فرق في العقل بين النقصان عن الوحي وبين الزيادة فيه. فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة، أكثر ما في الباب أن جمعاً من المفسرين ذكروها لكنهم ما بلغوا حد التواتر، وخبر الواحد لا يعارض الدلائل النقلية والعقلية المتواترة". وقال العلامة الطيبي: "وأما ما يروى من أنهم سجدوا لما مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أباطيلهم بقوله: ((تلك الغرانيق العلي وإن شفاعتهن لترتجى)) فقول باطل، وأنى يتصور ذلك؟ كيف يدخل هذا بين قوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3 - 4) وبين قوله: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ) (النجم 23) فكيف وقد أدخل همزة الإنكار علي الاستخبار بعد الفاء في قوله: (أَفَرَأَيْتُمُ) (النجم 19) المستدعية لإنكار فعل الشرك؛ والمعنى: أتجعلون هؤلاء شركاء الله؟ فأخبروني بأسماء هؤلاء إن كانت آلهة؟ وما هي إلا أسماء سميتموها بمجرد متابعة الهوى، لا عن حجة أنزلها الله تعالى بها". أما ما قاله العارفون، فنذكر ما قاله العارف بالله عبد العزيز الدباغ قال: "الصواب في القصة مع ابن العربي وعياض ومن وافقهما لا مع ابن حجر، وقط ما وقع للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم شيء من مسألة الغرانيق. وإني لأعجب أحياناً من كلام بعض العلماء، كهذا الكلام الصادر من ابن حجر ومن وافقه، فإنه لو وقع شيء من ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم لارتفعت الثقة بالشريعة، وبطل حكم العصمة، وصار الرسول كغيره من آحاد الناس حيث كان للشيطان سلاطة عليه وعلى كلامه، حتى يزيد فيه ما لا يريده الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يحبه ولا يرضاه، فأي ثقة تبقى في الرسالة مع هذا الأمر العظيم؟ ولا يغني في الجواب أن الله ينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته لاحتمال أن يكون هذا الكلام من الشيطان أيضاً؛ لأنه كما جاز أن يتسلط على الوحي في مسألة الغرانيق بالزيادة، كذلك يجوز أن يتسلط على الوحي بزيادة هذه الآية برمتها فيه، وحينئذ فيتطرق الشك إلى جميع آيات القرآن. والواجب على المؤمن الإعراض عن مثل هذه الأحاديث الموجبة لمثل هذا الريب في الدين، وأن يضربوا بوجهها عرض الحائط، وأن يعتقدوا في الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ما يجب له من كمال العصمة وارتفاع درجته عليه الصلاة والسلام إلى غاية ليس فوقها غاية. ثم على ما ذكروه في تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ) (الحج 52) الآية، يقتضي أن يكون للشيطان تسلط على وحي كل رسول رسول، وكل نبي نبي، زيادة على تسليطه على القرآن العزيز لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج 52)، فاقتضت الآية على تفسيرهم أن هذه عادة الشيطان مع أنبياء الله وصفوته من خلقه ولا ريب في بطلان ذلك". انتهى. وقال في تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّاإِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج 52)، وما هو نور الآية الذي تشير إليه؟ نورها الذي تشير إليه هو أن الله تعالى ما أرسل من رسول ولا بعث نبياً من الأنبياء إلى أمة من الأمم إلا وذلك الرسول يتمنى الإيمان لأمته ويحبه لهم، ويرغب فيه ويحرص عليه غاية الحرص، ويعالجهم عليه أشد المعالجة، ومن جملتهم في ذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم الذي قال له الرب سبحانه وتعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) (الكهف 6)، وقال تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف 103)، وقال تعالى: (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس 99)، إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لهذا المعنى. ثم الأمة تختلف كما قال تعالى: (وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ) (البقرة 253). فأما من كفر فقد ألقى إليه الشيطان الوساوس القادحة له في الرسالة الموجبة لكفره، وكذا المؤمن أيضاً لا يخلو من وساويس لأنها لازمة للإيمان بالغيب في الغالب، وإن كانت تختلف في الناس بالقلة والكثرة، وبحسب المتعلقات. إذا تقرر هذا فمعنى (تَمَنَّى) (أنه يتمنى الإيمان لأمته، ويحب لهم الخير والرشد والصلاح والنجاح، فهذه أمنية كل رسول ونبي، وإلقاء الشيطان فيها يكون بما يلقيه في قلوب أمة الدعوى من الوساويس الموجبة لكفر بعضهم، ويرحم الله المؤمنين فينسخ ذلك من قلوبهم ويحكم فيها الآيات الدالة على الوحدانية والرسالة، ويبقي ذلك عز وجل في قلوب المنافقين والكافرين ليفتتنوا به. فخرج من هذا أن الوساويس تلقى أولاً في قلوب الفريقين معاً، غير أنها لا تدوم على المؤمنين وتدوم على الكافرين". انتهى. فانظر هدانا الله وإياكم إلى كلام أهل الله الشافي دون فلسفة, ودون قالوا وقلنا, ونصب الأدلة والرد عليها, وإن كان الرد على الأدلة مهم جداً. ما خطورة موضوع الغرانيق؟ 1 ـ موضوع الغرانيق ليس فيه التعظيم والتوقير المناسب لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وفيه ظلمة كأنها حية تسعى, لا تلدغ إلا من كان بداخله ظلمة تجعله يصدق هذا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. 2 ـ موضوع الغرانيق كما قلنا يعكس حالة من حالات عدم فهم الأمة للمؤامرات, ومن اندس فيها. 3 ـ موضوع الغرانيق فتنة لبعض الناس, خرجت من رحم فتنة خرجت من رحم فتنة!! كيف؟! قال ابن تيمية: إن من يسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يرد عليه السلام فإنما سمع صوت شيطان، كما في المسألة رقم (74) من كتابنا أخطاء ابن تيمية، وهي بعنوان: ابن تيمية يدعى أن من سلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عند قبره فسمع رد السلام فإن الشيطان هو الذى يرد عليه، وليس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم. كلام ابن تيمية فتنة, ضع بجانبها فتنة أن من العلماء من قال إن حادثة الغرانيق إن حدثت فإنما حدثت بمحاكاة الشيطان صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ونغمته!! وبالتالي صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عندهم غير معصوم, ثم فتنة أن يقول بعض الناس إنه حتى في المنام فصوت سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم غير معصوم!! وهذا كله مخالفة للفقه الصحيح, والذوق الصريح, فمن قال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال كذا وكذا, نقول له: نعم, من الممكن أن ما رأيته وسمعته حق, ومن الممكن حدوث خلل في سمعك, فلا نجعل العيب في أن الله لم يعصم صوت رسوله, ولا نقول إن الله أعطى الشيطان قدرة على تقليد ومحاكاة صوت ونغمة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. فمن قال ذلك فقد فرق بين أجزاء الجسد النبوي, فجعل الوجه الشريف شيئاً وصوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم شيئاً آخر, وحصر الحفظ في الصورة, فمثل هذا كمن فرق بين روح النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وعقله صلى الله عليه وآله وسلّم ونفسه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلّم والجسد الشريف, وادعى أن لكل واحد منهم حكماً, ولا يعصم كل ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وهذا لا يستقيم مع منع الشيطان أن يتمثل أو يتصور أو يتكون أو يتخيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , فالمقصود ليس الصورة من وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقط بل كل ما يتعلق بالكينونة: «بي» , ولن تجد أحداً من أهل الله أبداً يقول إن الله حفظ الصورة المحمدية, ولم يحفظ صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم!. فتنة ابن تيمية جرت واستدرجت فتنة من يقولون بأن الشيطان ممكن أن يقلد صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم؛ بسبب قصة مكذوبة مختلقة رجح حدوثها ابن حجر ومن اتبعه, ثم فتنة من يقولون بعدم عصمة الصوت النبوي الشريف لا في المنام ولا في اليقظة ولا في وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بذاته الشريفة قبل الانتقال للرفيق الأعلى ولا بعد انتقاله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى!! وهو أغرب ما يكون, فيضيع الدين على فترات, مخطط شيطاني حتى لا تتحقق الآية: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (الفتح 9). وانظروا أحد أصول الفتنة وهو ترك هشام بن محمد السائب الكلبي يقول ما قدمناه من قوله: وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا يَوْمًا فَقَالَ: لَقَدْ أَهْدَيْتُ لِلْعُزَّى شَاةً عَفْرَاءَ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي. وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَتَقُولُ: ... وَاللاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الأُخْرَى ... فَإِنَّهُنَّ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَإِنَّ شفاعتهن لَتُرْتَجَى ... كَانُوا يَقُولُونَ بَنَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ وَهُنَّ يَشْفَعْنَ إِلَيْهِ, فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) (النجم 19 - 23) ". وهشام بن الكلبي كان أبوه يحكي عن نفسه أنه من أتباع عبد الله بن سبأ الذي أضل الشيعة.) ـــــــــــــــــــــ من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين)
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|