موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه وآله https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=35248 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الأربعاء نوفمبر 03, 2021 12:37 pm ] |
عنوان المشاركة: | على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه وآله |
على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم غند الاحتضار والسؤال : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (يعني سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ينتظر أناساً من أمته, ويُصلي عليهم. فاللهم اجعلنا ممن يستقبلهم سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالفرح والسرور وشوق الأب الحنون لأولاده, اللهم آمين. ومن القصص التي حكاها عبد الملك بن حبيب (ت:238 هـ) نستأنس بها, ولا نستدل بها, قال: «وبلغني عن مكحول، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنه قال: شهدت وفاة معاذ بن جبل يوم طاعون، فحسن عزاؤه عليه، فأغمي على معاذ فسمعته يهمس، فدنوت منه، فإذا هو يقول: يا بني قد علمت أن الله سيبدلك بأهلك خيراً منهم، فناديته ففتح بصره، فقلت له: هل ترى شيئاً؟ قال: نعم قد لحق ابني مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وشكر لي ربي بحسن عزائي عليه، ثم جاءني روحه آنفاً، فأخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في مائة ألف من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، ومائة ألف من الملائكة المقربين يلقوني اليوم، ويصلون علي، ويسعون بي إلى الجنة، ثم أغمي عليه، فرفع يديه كأنه يصافح قوماً، ويقول: مرحباً مرحباً نعم نعم إن شاء الله إن شاء الله الآن الآن آتيكم آتيكم جئتكم جئتكم، ثم يضحك، ثم يقول مثلها ثم يضحك، ثم قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ثم مات. قال ابن غنم: فتعجلنا والله جهازته فلما فرغنا من دفنه رأيته بعد ثلاث ليال في منامي على فرس أبلق، وخلق كزحام أهل منى رجال بيض عليهم ثياب خضر على خيل بلق، وهو قدامهم يقول: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (يس 26 - 27) ثم التفت على يمينه، وعلى شماله، ويقول: يا عبد الله بن رواحة، ويا ابن مظعون: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر 74) قال ابن غنم: ثم صافحني، وسلم علي، ثم انتبهت وأهلي يقولون: الصلاة فشق علي ألا يكونوا كفوا عني قليلاً فأنعم وأسر برؤيتهم أكثر من ذلك». فإن قلت: قد يحضر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من باب الإكرام, وليس هناك ما يدل على وجوب الحضور عند سؤال الملكين! قلت: لا نجادل في دين الله, لكن ما نعلمه من معنى الاختبار والفتنة الوارد في حديث السيدة عائشة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ» , ومعنى حديث السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ، مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»، ومعنى حديث: «لأنا أعلم بما في يدي الدجال منه»، وما عاينوه من نظرهم في البرازخ دال على حضور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حين السؤال وليس باحتمال, وحكم البرزخ واسع, فكما يصله سلامنا عليه في التحيات بقولنا "السلام عليك أيها النبي", وتصله الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلّم , وتعرض عليه أعمال أمته؛ كذلك يكون حضوره صلى الله عليه وآله وسلّم عند السؤال, للمؤمنين تثبيتاً, وللأبرار كرامة, وللمنافقين وضعيفي الإيمان كما قال: «تفتنون بي». أما حديث: «فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ»: فعَنْ السيدة عَائِشَةَ، قَالَتْ: «جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ: أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَتْ: فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ؟ قَالَ: وَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: تَقُولُ: أَعَاذَكُمُ اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ... » إلى آخره. وأما حديث: «أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»: فعَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: «أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللهِ، قُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَيْ نَعَمْ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلاَّنِي الغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي المَاءَ، فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلاَّ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي، حَتَّى الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: "أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ، لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا المُؤْمِنُ أَوِ المُوقِنُ ـ لاَ أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ ـ فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، هُوَ مُحَمَّدٌ، ثَلاَثًا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا، قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ، وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ، لاَ أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ، فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ». والحديثان دالان على أن هناك ثلاث فتن: الأولى: فتنة في عدم معرفة ذاته الشريفة «فَبِي تُفْتَنُونَ». الثانية: فتنة معلوماتك عنه «وَعَنِّي تُسْأَلُونَ». الثالثة: فتنة قريبة من فتنة الدجال. ولاحظ الفرق بين: "فَبِي" وبين: "وَعَنِّي" لو علمت معنى "لأنا أعلم بما في يدي الدجال منه", ومعنى حديث السيدة عائشة أم المؤمنين وأختها أسماء، لجزمت بإثبات حضور سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لمن يشاء. هذه الفتن هي فتن الباطن وهي التي تخرج معدنك ومدى إيمانك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم كمسلم وكمؤمن وكمحسن, تبتلى في معرفتك بذات النبي الشريفة صلى الله عليه وآله وسلّم. يقول بعض أهل الله أنه ما من ميت يموت من الأمة إلا ويحضره النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في حضرة البرزخ عند سؤال الملكين, كما يحضر نبي الله روح الله عيسى عليه السلام لأهل الكتاب عند مماتهم كما في قوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) (النساء 159) (إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) يؤمنن بعيسى عليه السلام, وهو قول الجمهور, وقول عكرمة الإيمان بسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. (قَبْلَ مَوْتِهِ) أي قبل موت الميت من أهل الكتاب, وهو قول الجمهور, ومروي بأسانيد صحيحة لابن عباس, ومجاهد والحسن وغيرهم. عن ابْنِ عَبَّاسٍ, قَوْلُهُ: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (النساء 159) قَالَ: «لَا يَمُوتُ يَهُودِيٌّ حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى, وقَالَ: «لَا يَمُوتُ الْيَهُودِيُّ, حَتَّى يَشْهَدَ أَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ, وَلَوْ عُجِلَ عَلَيْهِ بِالسِّلَاحِ». وعنه أيضاً قال: «هِيَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: «قَبْلَ مَوْتِهِمْ» لَيْسَ يَهُودِيٌّ يَمُوتُ أَبَدًا حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى؛ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ خَرَّ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ؟ قَالَ: يَتَكَلَّمُ بِهِ فِي الْهَوِيّ. فقِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ ضُرِبَتْ عُنُقُ أَحَدٍ مِنْهُمْ؟ قَالَ: يَتَلَجْلَجُ بِهَا لِسَانُهُ". وعَنه أيضاً قَالَ: "لَا يَمُوتُ يَهُودِيٌّ حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ, قِيلَ: وَإِنْ ضُرِبَ بِالسَّيْفِ؟ قَالَ: يَتَكَلَّمُ بِهِ, قِيلَ: وَإِنْ هَوَى؟ قَالَ: يَتَكَلَّمُ بِهِ وَهُوَ يَهْوِي". وعَنه أيضاً قَالَ: "لَوْ أَنَّ يَهُودِيًّا وَقَعَ مِنْ فَوْقِ هَذَا الْبَيْتِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ؛ يَعْنِي: بِعِيسَى». وعَنْ مُجَاهِدٍ: ((وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (النساء 159) قَالَ: «لَا تَخْرُجُ نَفْسُهُ, حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى, وَإِنْ غَرِقَ, أَوْ تَرَدَّى مِنْ حَائِطٍ, أَوْ أَيَّ مِيتَةٍ كَانَتْ». وَقالَ: «وَإِنْ وَقَعَ مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ» , وقال مُجَاهِد أيضاً: (لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) كُلُّ صَاحِبِ كِتَابٍ يُؤْمِنُ بِعِيسَى (قَبْلَ مَوْتِهِ) قَبْلَ مَوْتِ صَاحِبِ الْكِتَابِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ, لَمْ تَخْرُجْ نَفْسُهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى". وعَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (النساء 159) قَالَ: "لَا يَمُوتُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى يُؤْمِنَ بِعِيسَى, يَعْنِي: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى". وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (النساء 159) قَالَ: «مَوْتُ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ». وهذا شرح لقول الجمهور, من التفسير الوسيط: "وحاصل المعنى على هذا: أَن كل يهودي ونصراني - وهو يحتضر - يؤمن بعيسى قبل أَن تزهق روحُهُ، فيعتقد أَنه - أَي عيسى - عبدُ الله ورسوله، لأَن حقائق الحق تنكشف للمحتضر؛ ولكن هذا الإِيمان لا ينفعه، لأَنه حدث في وقت انقطع فيه عنه التكليف؛ لأَن وقت الغرغرة من عالم الآخرة. ويؤيد هذا الرأْي قراءة أُبَيّ: (لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِمْ) بضم النون". انتهى. وكيفية الإيمان من أهل الكتاب بسيدنا عيسى تقتضي أن يكشف الله للمحتضر روحانية سيدنا عيسى عليه السلام, فحضور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لأمته نظير ما أوتي سيدنا عيسى, إلا أن حضور سيدنا النبي صلى الله صلى الله عليه وآله وسلّم يكون: 1 ـ لابتلاء المتوفى بصدق الشهادتين, حضور كأحد مهام النبوة. 2 ـ إكراماً ورحمة, وفرحاً وسروراً, وانتظاراً لمن يحبهم، وتثبيتاً, ونوعاً من أنواع الكرامة للمتوفى. رؤية سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عند سؤال الملكين على حسب الرائي، على حسب مرآتك, قلبك وفؤادك, روحك, سرك .... هم مرآتك. لو رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأنت مؤمن به تتعرف عليه، لو عندك مشاكل معه فلن تعرفه بسهولة, وهذا هو الابتلاء في كلمة: «فبي تفتنون». «قريباً من فتنة الدجال» .. فما فتنة الدجال؟ الدجال يقول: أنا ربكم، والمطلوب ألا تؤمن به؛ فإنه لا يرى أحد ربه حتى يموت. الدجال أمامك من عالم الشهادة, تراه, ولكن لا تؤمن به أنه رب العالمين على العكس: يجب أن تؤمن بي ولم ترني, يجب أن تؤمنوا بي؛ لأني الصورة الحقيقية وأنتم ضعاف النظر فإنه أنا من ترون. فتنة الدجال أنه لما يخرج يقول أنا ربكم .. لا تؤمنوا به أما حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لن يقول شيئاً لكن تؤمنوا به وستعرفونه على حسب إيمانكم (مسلم، مؤمن، محسن) والله أسرع الحاسبين. يشير الملكان إلى حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: «ما تقول في هذا الرجل؟» فلا يقولان ألفاظاً فيها تعظيم لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , أو وصفه بالنبوة أو الرسالة؛ لأنه لو كان ذلك لكان نوعاً من التلقين. الإنسان العادي يرى في الواقفين أناساً ممن شيعوه, فلما يقول له الملكان: "ما تقول في هذا الرجل؟ " تحدث له فتنة, فهو يرى أناساً, هل يسعفه نوره لرؤية نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم؟ أم يتلجلج؟ أم يقول: "لا أدري"؟ لا يوجد أحد عنده الجرأة أن يقول للملك كما نقول بالعامية: "وأنت مالك", وكيف يقول ذلك وهناك قوة رهيبة مسيطرة هي قوة الملك. المسلم العادي قد يُؤيد فيعرف حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بنور البصيرة التي توضع له. السرعة التي يُجيب بها والملائكة على رأسه مع شكلهم المرعب المخيف، فلأول مرة ينظر الإنسان إلى ملكين، تكون على حسب نوره, كمثل السير على الصراط, فمن الناس من يمر على الصراط أسرع من البرق, ومنهم من يمر كالبرق الخاطف, ومنهم من يمر مثل الفرس السريع, حتى يكون من يمشي على رجليه, ومن يمشي فيقع ويتكفأ, فيقوم أو تتخطفه كلاليب جهنم, نسأل الله العفو والعافية, نسأل الله أن نكون من الذين يمرون على الصراط أسرع من البرق الخاطف وما هو أسرع مثال التعرف والسرعة في زمننا هذا نضربه بمثل سرعة أجهزة الكمبيوتر, فهناك فرق بين قوة الأجهزة وسرعتها وجيلها, وسعة تخزينها, وسرعة إجراء العمليات الحسابية, لكن لا بد من وضع تعريفات لهذه الحواسب حتى تقوم بعملها, كما يتم عمل تعريفات البرامج. كما في البرامج نسخة ويندوز, كذلك أنت عندك نوع من أنواع الويندوز: إسلامك, إيمانك, درجات إحسانك. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عنده نورانية قاهرة تجعل المسلم يتعرف عليه .. نسختك النورانية الإيمانية (الويندوز) ترى حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فتعمل مسحاً لما فيها من معلومات من السعة التخزينية حول من هذا الحاضر, حتى تقول: محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. نور المؤمن أقوى من نور المسلم، ونور المحسن أكثر من نور المؤمن فيرى أسرع وأوضح, دون توقف الجهاز (بما يسميه الناس: تهنيج) ما بك من نور ترى به نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , وتصديقك وإيمانك في قلبك يقوي رؤية القلب إن لم ترَ العين. هذا المثال يقرب المراد كثيراً, فللأسف كثير من الناس يثقون فيما صنعه ابن آدم, وكأنهم خلقوا ما صنعوه, ولا يثقون فيما خلقه الله, فلو قلت لأحدهم: الدولة الفلانية صنعت كمبيوتر يقوم بإجراء تريليونات العمليات الحسابية في الثانية الواحدة. يقول لك بالعامية: "وماله" ثم يقول لك: (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق 5) , فإذا قلت له: سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يسمع سلامك عليه في الصلاة وأنت تقول: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" ويسمع صلاتك عليه, ويحضر عند السؤال في القبر, قال لك: معقول, استحالة أن يسمع كل هؤلاء!! ونسي ما كان يقوله عن قدرات كمبيوتر يحمل في حقيبة صغيرة, لا يتعدى وزنه بضعة كيلوجرامات, وثمنه ليس بما يثقل ظهر من يشتريه. أما المؤمنون بربهم حقاً وأصحاب اليقين من المحسنين والأبرار والصادقين والصديقين فلا يَشُكُّون في سماع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ذلك ولا يخطر ببالهم, ويؤمنون بما هو أكثر من ذلك. «تفتنون بي في قبوركم»؛ لأن كثيراً من الناس لم يروه, ومعرفتهم به صلى الله عليه وآله وسلّم سطحية, والمطلوب التعرف عليه في القبر, وتحت ضغط رهيب, مع حالة نفسية شديدة لمفارقة الأهل والملك والسلطان! هذه فتنة شديدة, مع الخوف من أن تتفوه بكلام غير صحيح (وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد 31) , ما بداخلك تبتلى به فيخرج, بعكس فتنة الدجال, قريباً من فتنة الدجال, فهو ليس بربنا المعبود, فيخرج ويقول أنا ربكم .. فالمطلوب منك أن تكذبه, وأنت ترى شكله وصورته وأكاذيبه. أما النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فلا تعرف صورته ويجب أن تتعرف عليه صلى الله عليه وآله وسلّم. هذا هو المعنى في: «بي تفتنون» وهي متجهة لذات موجودة، "وعني تسألون" وهي تتجه للمعرفة سواء بالذات, أو بالإخبار ومجرد المعرفة, وإن لم تصاحبها رؤية. كلا الأمرين ستُسأل فيهما: «فبي تفتنون وعني تسألون» وهذا هو المعني في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ، مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ» وأما حديث: «لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ» فهو جزء من حديث رواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «لَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ، أَحَدُهُمَا رَأْيَ الْعَيْنِ، مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالْآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ، نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ، فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ، ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِنَّ الدَّجَّالَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ». وعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ». الدجال عنده من علم البرازخ, ومن علم البرازخ: علم الخيال, ونصيب عالم الظلمة منه علم التخييل, فكان سحر سحرة فرعون نصيبهم من علم التخييل, وهو علم حقيقي, لكن مع احتفاظ الشيء المسحور بحقيقته, وعدم تغير حقيقته. ومن علم البرازخ أيضاً: كيف أن الدجال يؤمن به أناس في قبورهم, فعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: «لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لآمَنَ بِهِ قَوْمٌ فِي قُبُورِهِمْ». الدجال يعلم علوماً من علوم البرازخ, إلا أن علم سيدنا الخضر أشد منه بكثير, كما وضحناه في كتابنا حياة الخضر وإلياس والمجيء الثاني للسيد المسيح. من قوة الدجال أنه معه نهران, نهران يجريان حقيقيان, وليس مجرد ماء في إناء أو ماء في بئر, ولكنه معه نهران. فأما الذي يظنه المسلم أنه نار فهو ماء بارد, وما يظنه أنه نهر من ماء أبيض فهو نار, وما يظنه جنة فهو نار, وما يظنه ناراً فهو جنة! ما هو العلم الذي مع الدجال يجعل المؤمن مهما كانت درجته يرى النار جنة, والجنة ناراً؟؟ . ) يتبع ـــــــــــــــــــــ من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين) |
الكاتب: | حامد الديب [ الأربعاء نوفمبر 03, 2021 6:23 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
|
الكاتب: | أحمد ماهرالبدوى [ الأربعاء نوفمبر 03, 2021 6:43 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
رضى الله عنكم وجزاكم الله خيرا وزادكم الله علما وفهما ونورا وحفظنا وإياكم من مضلات الفتن ***** (( اللَّهم ربَّ سيدنا محمد صل على سيدنا محمد وآله وسلم و اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن )) |
الكاتب: | المهاجرة [ الأربعاء نوفمبر 03, 2021 10:35 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
اللهم صل على سيدنا محمد النور وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا بارك الله فى حضرتك شيخنا الطيب وجزاكم الله كل خير |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الخميس نوفمبر 04, 2021 1:12 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
حامد الديب كتب:
جمعا آمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين) |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الخميس نوفمبر 04, 2021 1:14 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
أحمد ماهرالبدوى كتب: رضى الله عنكم وجزاكم الله خيرا وزادكم الله علما وفهما ونورا وحفظنا وإياكم من مضلات الفتن ***** (( اللَّهم ربَّ سيدنا محمد صل على سيدنا محمد وآله وسلم و اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن )) [quote="حامد الديب"][align=center][b][size=150] جمعا آمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين) |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الخميس نوفمبر 04, 2021 1:15 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: على قدر ما بك من نور : تَرى به نور النبي صلى الله عليه و |
المهاجرة كتب: اللهم صل على سيدنا محمد النور وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا بارك الله فى حضرتك شيخنا الطيب وجزاكم الله كل خير جمعا آمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين) |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |