موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: والقصص والآثار في رؤية العوالم والبرازخ عياناً كثيرة, لكن أن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 02, 2021 1:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7635
والقصص والآثار في رؤية العوالم والبرازخ عياناً كثيرة, لكن أنتقى منها أربعاً
ــــــــــــــــــــــــــ
( ما قدمناه من رؤية بالعين لعالم الملكوت, وأيضاً لبعض المعذبين من عالم البرزخ قد تناقله السلف الصالح ومن بعدهم دون نكير.
وتناقلوا أيضاً أحوال المنعمين ورؤيتهم عياناً بياناً, وليس في النوم.
والقصص والآثار في رؤية العوالم والبرازخ عياناً كثيرة, لكن أنتقى منها أربعاً:
القصة الأولى:
رؤية من حضر جنازة سيدنا عبد الله بن عباس لشيء من عالم الملكوت حيث المعاني والصور والمثال الذي يسميه البعض عالم الملكوت السفلي.
روى الإمام أحمد بسند رجاله رجال البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ، فَجَاءَ طَائِرٌ لَمْ يُرَ عَلَى خِلْقَتِهِ، فَدَخَلَ نَعْشَهُ، ثُمَّ لَمْ يُرَ خَارِجًا مِنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا دُفِنَ، تُلِيَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، لَا يُرَى مَنْ تَلَاهَا: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر 27 - 30)»
وقد وردت هذه القصة عَنْ أبي الزبير ولفظه: «لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ»، وعن غَيْلَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُوَيْدٍ ولفظه: «لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَدْرَجْنَاهُ فِي أَكْفَانِهِ، فَجَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ، فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ»، وعَنْ بَحِيرٍ أَبِي عُبَيْدٍ: «أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مَاتَ بِالطَّائِفِ فَلَمَّا دُلِّيَ فِي لَحْدِهِ، جَاءَ طَائِرٌ عَظِيمٌ أَبْيَضُ مِنْ قِبَلِ وَجٍّ حَتَّى خَالَطَ أَكْفَانَهُ»، وعن ميمون بن مهران وفيه: «قال عكرمة: فلما قبض ابن عباس، ووضع على سريره، جاء طائر شديد الوهج، فدخل في أكفانه»، وعن عبد الله بن يامين عن أبيه بنفس المعاني السابقة وقال: إن الطائر يقال له: الغرنوق, وعَنْ شُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: «جَاءَ طَيْرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي كَفَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَ أُدْرِجَ, ثُمَّ مَا رُئِيَ بَعْدُ»، وقال أبو غسان النهدي: «سئل شريك وأنا أسمع: أذكرت أن ابن عباس دخل طائر أبيض في أكفانه؟ فقال: حدثني نصر الأعمى أنه سمع عطاء يقول ذلك. جاء طائر أبيض حتى خالط أكفانه ثم كان آخر العهد منه فدفنوه معه»، وقال عبد الله بن المؤمل: قلت لعطاء: «شهدت ابن عباس يوم مات؟ قال: لا، توفي بالطائف وأنا بمكة. قلت: فإنه قد بلغني أنه رؤي طائر دخل في أكفانه. قال عطاء: قد بلغني».
قلت:
وهذا مصداق قوله تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا) (الإسراء 13)
فما رأوه هو عمل عبد الله بن العباس رضي الله عنهما.
وأما: فَلَمَّا دُفِنَ، تُلِيَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، لَا يُرَى مَنْ تَلَاهَا: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) فمن عالم الجبروت.
القصة الثانية:
وهي من جنس كثير مما ورد في سماع كلام الأحياء للأموات في قبورهم يقرأون القرآن أو يصلون كما جاء في كرامات ثابت البناني الذي كان يقول لسيدنا أنس بن مالك: «يَا أَنَسُ مَسِسْتَ يَدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم بِيَدِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلْهَا». وكان يَقُولُ: «قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أُحِبُّ أَنْ أُقَبِّلَ مَا رَأَيْتَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَأَمْكَنَهُ مِنْ عَيْنَيْهِ»., وعَنْ جَمِيلَةَ أُمِّ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَتْ: «كَانَ إِذَا قيل: قد جاء ثابت البناني, يقول أنس: يَا جَمِيلَةُ, هَاتِي لِي طِيبًا أَمْسَحُ بِهِ يَدِي فَإِنَّ ابْنَ أُمِّ ثَابِتٍ إذا جاء لم يرض حَتَّى يُقَبِّلَ يَدِي، قالَ: يقول: مَسَّتْ يَدَ رَسُولِ صلى الله عليه وآله وسلّم». , ثابت هذا كان قد دعا بدعاء عظيم فعَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَنْ يُصَلِّيَ لَكَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي ذَلِكَ». فأعطاه الله ذلك على ما رواه أبو نعيم عن شيبان بن جسر عن أبيه قال: «أَنَا وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَدْخَلْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ لَحْدَهُ وَمَعِيَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ شَكَّ مُحَمَّدٌ قَالَ: فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ اللَّبِنَ سَقَطَتْ لَبِنَةٌ فَإِذَا أَنَا بِهِ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعَهُ: أَلَا تَرَى؟ قَالَ: اسْكُتْ، فَلَمَّا سَوَّيْنَا عَلَيْهِ وَفَرَغْنَا أَتَيْنَا ابْنَتَهُ فَقُلْنَا لَهَا: مَا كَانَ عَمَلُ أَبِيكَ ثَابِتٍ؟ فَقَالَتْ: وَمَا رَأَيْتُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهَا فَقَالَتْ: كَانَ يقُومُ اللَّيْلَ خَمْسِينَ سَنَةً فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ قَالَ فِي دُعَائِهِ:
اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ الصَّلَاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيهَا"، فَمَا كَانَ اللهُ لِيَرُدَّ ذَلِكَ الدُّعَاءَ». وروى الإمام الطبري وغيره عن إبراهيم بن الصمة قال: حَدَّثَنِي الَّذِينَ كَانُوا يَمُرُّونَ بِالْجِصِّ بِالْأَسْحَارِ: «كُنَّا إِذَا مَرَرْنَا بِجَنَبَاتِ قَبْرِ ثَابِتٍ سَمِعْنَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ».
فثابت البناني رضي الله عنه يقرأ القرآن, ويصلي في قبره, ومن الناس من يسمع قراءته للقرآن, فمن رآه يصلي أو سمعه يتلو قرآناً فقد أطلعه الله على البرزخ دون نوم أو نعاس.
القصة الثالثة:
قصة خالة الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قال: حَدَّثَتْنِي خَالَتِي، قَالَتْ: «رَكِبْتُ يَوْمًا إِلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ وَكَانَتْ لَا تَزَالُ تَأْتِيهِمْ قَالَتْ: فَنَزَلْتُ عِنْدَ قَبْرِ حَمْزَةَ، فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُصَلِّيَ، وَمَا فِي الْوَادِي دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ يَتَحَرَّكُ إِلَّا غُلَامٌ قَائِمٌ آخِذٌ بِرَأْسِ دَابَّتِي، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي قُلْتُ هَكَذَا بِيَدِي: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَسَمِعْتُ رَدَّ السَّلَامِ عَلَيَّ يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الْأَرْضِ أَعْرِفُهُ كَمَا أَعْرِفُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي وَكَمَا أَعْرِفُ اللَّيْلَ مِنَ النَّهَارِ فَاقْشَعَرَّتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنِّي»
قَالَ الْعَطَّافُ بن خالد: وَحَدَّثَتْنِي خَالَتِي، أَنَّهَا زَارَتْ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ، قَالَتْ: «وَلَيْسَ مَعِي إِلَّا غُلَامَانِ يَحْفَظَانِ عَلَيَّ الدَّابَّةَ، قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَسَمِعْتُ رَدَّ السَّلَامِ، قَالُوا: وَاللَّهِ إِنَّا نَعْرِفُكُمْ كَمَا يَعْرِفُ بَعْضُنَا بَعْضًا، قَالَتْ: فَاقْشَعْرَرْتُ، فَقُلْتُ: يَا غُلَامُ ادْنُ بَغْلَتِي فَرَكِبْتُ».
والرواية صحيحة عن العطاف، فالراوي عنه عند ابن أبي الدنيا أبو اليمان الحكم بن نافع (138 ـ 221 هـ) وهو ثقة ثبت نبيل, كما أن عبد الرحمن بن علقمة الراوي عنه عند الحاكم صدوق, وقد قدمنا في ترجمة العطاف أن ابن عدي قال: "ولم أر بحديثه بأساً إذا حدث عنه ثقة", وقد قدمنا أن الجهور على توثيق العطاف بن خالد, وفي هذه الرواية لا وجه لمن قد يقول إن العطاف يرسل ويدلس, فروايته عن خالته مباشرة وقد قال: حدثتني خالتي. وقد حدثت هذه القصة في خير القرون قال العطاف: ولدت سنة إحدى وتسعين، وبالطبع أو في معظم الأحوال خالته أكبر منه. واعلم أن الأئمة تداولوا هذه القصص بلا نكير ولا تكذيب ولا تبديع ولا تشريك كما يفعل متنطعة هذا الزمان, ومن القطعي تأفف المتمسلفة وفرق التكفير من قول خالة العطاف: «فَنَزَلْتُ عِنْدَ قَبْرِ حَمْزَةَ، فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُصَلِّيَ» .. فهذا يصيبهم بنوع جنون وصرع, وهستيريا, وهم يسمون من يصلي في القبور أو عندها: عابدي الأصنام المشركين.
فها هي تصلي عند قبور شهداء أحد, وقبر سيدنا حمزة بالذات, وقد قال أحد أفراخ الخوارج في زمننا هذا: إن قبر حمزة غير معروف؟ فانظر إلى مدى إجرامهم وبغضهم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وتكذيبهم لملايين من المسلمين الذين يعرفون قبر سيدنا حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
وهاهم الشهداء يردون عليها ويقسمون لها, ويخبرونها أنهم يعرفون كل من يزورهم, وهي تسمع وليست بنائمة, ولا ناعسة, ولا فيها علة ولا مس, رحمة الله عليها.
القصة الرابعة:
وهي في حديث شريف عن حدث حدث في بني إسرائيل, أحببت أنهى به هذه الجزئية, ولتصحيح معلومة عن البرزخ, فالملاحظ أن كثيراً من المعلومات عند كثير جداً من الناس في الأزمنة المتأخرة مغلوطة من أساسها, فقد تلاعب المتمسلفة بعقول كثير من الناس, عكس ما كان عصر الآباء والجدود.
ومن المعلومات المغلوطة الفهم الخطأ لقوله تعالى:
(وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون 100) فالآية لم تتعد الإخبار عن أن من مات لا يستطيع الرجوع مرة أخرى إلى الحياة, فلا يستطيع التعبد بعبادات معينة, أو تكون له معاملات من زواج وطلاق وما شابه.
الآية لم تتكلم عن حدود البرزخ, وهل يتصل من فيه بمن سبقهم من الأموات, أو يتصل بأحد من الأحياء, ولم تتكلم عن حكم الحي ولم يمت بعد هل من الممكن أن يتصل بأهل البرزخ أو يراهم أم لا.
رجوع الروح إلى الجسد هو الممنوع على أهل هذا البرزخ, ليس إلا, وبالتالي سقوط التكاليف الشرعية التي كلفها الله للآدمي الذي هو روح وجسد ونفس وعقل, فلا يطالبه الله في قبره بزكاة ولا صيام ولا صلاة ولا حج, ولا شيء من أحكام الشريعة, هذا هو معنى أنه دخل في برزخ, فإنه لا عودة ولا رجوع للروح والنفس إلى الجسد مرة أخرى حتى يحين البعث, فإن أكرم الله إنساناً ما بالصلاة في القبر وقراءة القرآن فهي من باب الكرامة, أما التكليف نفسه فقد رفعه الله عنه.
مع إثبات أن هناك حالات رجع فيها أناس من الموت إلى الحياة, وهذا ثابت بالقرآن والسنة, كما في الآيات الخاصة بإحياء سيدنا عيسى للموتى بإذن الله, والأربعة من الطير في قصة سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلّم , وقتيل بني إسرائيل الذي رجع من الموت إلى الحياة لما ضرب بجزء من البقرة, وقصة عزير, وما كان من ذي القرنين فإن حاله أعجب وأعجب, فإن من أحياهم سيدنا عيسى بإذن الله لا يعيشون يوماً, وقيل أسبوعاً, أما ذو القرنين فله شأن لا يعلمه كثير من الناس, قال ابن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ فَقَالَ: «لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا، وَلاَ مَلِكًا, وَلَكِنَّهُ كَانَ عَابِدًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ، فَدَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ».
والغريب والعجيب أنه لو قال أحد الناس: إن الله أحيا والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فآمنا به, (وهما مؤمنان) لقالت طوائف من مدعي السلفية:
(وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
في نفس الوقت الذي يقرون بصحة هذا الحديث وهو القصة الرابعة وهي حكاية إخبارية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ؛ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ, ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ صلى الله عليه وآله وسلّم؛ قَالَ: «خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَتَوْا مَقْبَرَةً لَهُمْ مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا رَجُلاً مِمَّنْ قَدْ مَاتَ؛ نَسَأَلُهُ عَنِ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَفَعَلُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ مِنْ قَبْرٍ مِنْ تِلْكَ الْمَقَابِرِ، خِلاَسِيٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ؟ فَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الآنَ، فَادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي يُعِيدُنِي كَمَا كُنْتُ».
منهج بعض الناس ونحن على أعتاب المطالبة بدين عالمي موحد جديد, يشمل كل الأديان (بدعوى أننا كلنا أهل الكتاب, وأنه لا يلزم في دخول الجنة الإيمان بنبي الإسلام) إذا كان الخبر والميزة والكرامة والخير والحدث في بني إسرائيل فأهلاً وسهلاً, أما في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم فلا!!
يقولون لك: لا يجوز ... بدعة ... كفر .... شرك .... تخاريف ...
حسناً,
فنحن نقر بهذا الحديث, وهو فعلاً صحيح, وصححه الألباني الذي كان يفتي بجواز وقوع أمهات المؤمنين في الزنا, وكان يقول إن موعد أذان الفجر الحقيقي يصل إلى نصف ساعة بعد أذان المؤذنين!!!
وله أقوال في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم تقشعر لها الأبدان, واسألوا أصحابه المقربين, هل كان يصلي في المسجد النبوي كثيراً, أم يعتبره مسجداً تكره الصلاة فيه لأنه مبني على قبر؟؟
الألباني يقر أن أناساً من بني إسرائيل عندها القدرة على إحياء الموتى بطريقة ما, سواء بالدعاء أو غيره المهم أحيا الله لهم ميتاً.
وأقر أن الرجل خرج من قبره, أليس كذلك؟!
فهل يقر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ممكن أن يخرج من قبره بجسده الشريف أم لا؟
بالقطع يرفض ذلك تماماً هو وكل طوائف أتباع ابن تيمية.
هل يقر واحد منهم بقصة السيد أحمد الرفاعي الكبير لما زار النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال:
فِي حَالَةِ الْبُعْدِ رُوحِي كُنْتُ أُرْسِلُهَا ... تُقَبِّلُ الْأَرْضَ عَنِّي فَهْيَ نَائِبَتِي
وَهَذِهِ دَوْلةُ الْأَشْبَاحِ قَدْ حَضَرَتْ ... فَامْدُدْ يَمِينَكَ كَيْ تَحْظَى بِهَا شَفَتِي.
فَخَرَجَتِ الْيَدُ الشَّرِيفَةُ مِنَ الْقَبْرِ الشَّرِيفِ فَقَبَّلَهَا.
وممن أثبت هذه الحادثة الإمام السيوطي رحمة الله عليه. في الحاوي للفتاوي (2/ 248)
ما عليك إلا أن تنظر في فتاويهم (حتى فتاوي لجنة الفتوى بإحدى الدول الشقيقة) لا تجد غير كلمة باطل, شرك, قبوريون, استحالة, كذب ....
وقد قال أحد الجهلاء بمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ممن هم عقولهم كالعصافير وأجسادهم كالبغال: إن هذه القصة مكذوبة لأن معنى ذلك أن الرفاعي يصبح أحسن من كل المسلمين حتى من الخلفاء الأربعة ... إلى آخر ما قال.
فانظر إلى عداوة أعمتهم عن مجرد الفكر البسيط, وهل معنى حديث جابر السابق يدل على أن تلك الطائفة من بني إسرائيل أفضل من أنبياء كثيرين لم يحي الله لهم الموتى!
مع فارق القياس والتشبيه,
فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حي في قبره, لا يحجبه عالم ولا برزخ, وأنصحك نصيحة: إنه مما ينجيك من العداوة والبغضاء والجفاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عدم تفكيرك بعقلك المحدود في قدرة الجسد المحمدي, أو مقارنة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بأي بشر آخر ولو نبي, انظر إلى قدرة من أسرى به وعرج, وانظر إلى الوحيد الأوحد صلى الله عليه وآله وسلّم الذي عبد الله على المشاهدة, فما من خلق من خلق الله حتى الملائكة العظام إلا عبد الله بالغيب, وليس على المشاهدة إلا هو صلى الله عليه وآله وسلّم.
عوداً على بدء,
الألباني يقر بصحة الحديث, أما لو كان في الأمة المحمدية لنفى ذلك, كما نفى الحديث الآتي:
عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ وَعَلِّمْهُ وَلا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ، فَإِنْ أَتَاكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ حَجَّتِ الْمَلائِكَةُ إِلَى قَبْرِكَ كَمَا يَحُجُّ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تُوقَفَ عَلَى الصِّرَاطِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَلا تُحْدِثْ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ».
قال الألباني في سلسلته الضعيفة (1/ 430 ـ 434): "موضوع" وأعله بمحمد بن عبد الرحيم بن شبيب وقال: "وأنا أتهم به ابن شبيب هذا، فإن رجال إسناده كلهم ثقات غيره".انتهى
يعني الحديث كله ثقات ما عدا واحد, اسمه محمد بن عبد الرحيم بن شبيب فاتهمه الألباني بأنه كذاب.
قلت: ومحمد بن عبد الرحيم بن شبيب وثقه الحافظ أبو العلاء الهمذاني وقال: "صاحب رواية ورش عند العراقيين, إمام ضابط مشهور ثقة نزل بغداد". (انظر: غاية النهاية (2/ 169).
قلت: ولم يذكره أحد بسوء وقد انفرد برواية ورش عن نافع عند العراقيين, عده إسماعيل الأصبهاني من السلف الصالحين في كتابه سير السلف الصالحين (ص:1312). قال الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 1034): "محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب أبو بكر الأصبهانيّ المقرئ. سَمِعَ: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رُشَيْد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا هَمَّام السَّكُونيّ، وعبد الله بن عمر مُشْكدانة. وقرأ لِوَرْش على: عامر الجرشي، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، وجماعة. وتصدَّر للإقراء مدّةً، فقرأ عليه جماعة. وسمع القراءة منه آخرون. ولقد بالغ في تعظيمه أبو عَمْرو الدّانيّ فَقَالَ: هو إمام عصره في رواية وَرْش، لَم ينازعه في ذلك أحدٌ من نظرائه. وحدثني فارس بن أحمد، قال: سمعت عبد الباقي بن أبي الحسن يقول: قَالَ محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين خَتْمَةٍ. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى. قَالَ الدّانيّ: رَوَى عَنْهُ القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخي، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطَرْقانيّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد المطرِّز. قَالَ: ومات ببغداد. قلت: وممّن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحَمّاميّ. وكان من أئمّة القرّاء بأصبهان. روى عَنْه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيْخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب المقرئ. تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين ومائتين. وقد تقدَّم ذِكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهانيّ، وكان عَمّهُ". انتهى
قلت: فمثله لا يُتهم, كما فعل الألباني.
وقد ورد عن أبي هريرة من طريق آخر بلفظ: "زارت الملائكة قبرك".
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (5/ 144): "أخبرنا أبو الحسين بن إسحاق، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، أخبرنا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ القاضي، حدّثنا أبو السكين الطّائيّ، حدّثني عبد الله بن صالح اليماني، حَدَّثَنِي أَبُو هَمَّامٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، عَلِّمِ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ وَأَنْتَ كَذَلِكَ زَارَتِ الْمَلَائِكَةُ قَبْرَكَ كَمَا يُزَارُ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ، وَعَلِّمِ النَّاسَ سُنَّتِي وَإِنْ كَرِهُوا ذَلِكَ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لا تُوقَفَ عَلَى الصِّرَاطِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلَا تُحْدِثْ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ».
وأخرجه أيضاً أبو طاهر السلفي في الأربعين البلدانية (ص: 156).
وأعله الألباني بأبي همام القرشي وعبد الله بن صالح اليماني، فأما أبو همام القرشي فهو محمد بن محبب الدلال ثقة قال الحافظ في التقريب (ص:505): "محمد بن محبب وزن محمد القرشي أبو همام الدلال البصري ثقة من العاشرة", وقال في التهذيب (9/ 379): "وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق ثقة في الحديث، وقال الآجري عن أبي داود ثقة (قال: سمعت أبا داود يثني عليه وفي موضع آخر ورفع من شأنه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم: أبو همام محمد بن محبب شيخ ثقة من البصريين ..... قال مسلمة بن قاسم: ثقة معروف) اهـ باختصار شديد غير مخل.
وأما اليماني فلم أجد له ترجمة والمجهول الحال لا يحكم بسببه على الحديث بوضعه, بل بضعفه.
فالحديث جيد, حسن لذاته على الأقل من الطريق الأول وهذا يكفي.
قلت: وقد رواه الأئمة وما نقضه أحد بأن فيه شركاً أو كفراً أو خللاً في عقيدة وإلا ما رووه.
فانظر إلى صنيع الألباني بسهولة جداً يتهم إماماً كبيراً من أئمة قراءات القرآن انفرد برواية ورش عن نافع في العراق, يتهمه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولفظة: "حجت الملائكة", وزيارة الملائكة للقبور, أمور يكذبها فريق ابن تيمية، فقد نسوا أن الله أمر الملائكة بالسجود (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (الحجر 30)
وكل الملائكة سجدت لسيدنا آدم, فما لها لا تذهب إلى رجل كان صدره وعاء لحديث سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , فإذا حافظ على حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأضاف إليه في صدره القرآن تعلماً وتعليماً كان محلاً لنزول الملائكة لمشاهدة أنوار القرآن والحديث.
فلتعرف كيف يفكر ابن تيمية وأتباعه والألباني منهم بالقطع, فهو على منهجهم تماماً إلا في بضع مسائل.
نقر بحديث نبي اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ؛ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ, ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ صلى الله عليه وآله وسلّم؛ قَالَ: خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَتَوْا مَقْبَرَةً لَهُمْ مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا: لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا رَجُلاً مِمَّنْ قَدْ مَاتَ؛ نَسَأَلُهُ عَنِ الْمَوْتِ؟ قَالَ: فَفَعَلُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ مِنْ قَبْرٍ مِنْ تِلْكَ الْمَقَابِرِ، خِلاَسِيٌّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ: يَا هَؤُلاَءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ؟ فَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الآنَ، فَادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي يُعِيدُنِي كَمَا كُنْتُ».
ونقر بما فيه:
1 ـ أنهم صلوا ركعتين في المقبرة, (وضع تحتها مائة خط) , واستجاب الله لهم, وجعل لهم كرامة عالية, ولم يقل لهم أحد لهم: أشركتم, يا مبتدعة, يا كفرة.
فإن قال لك أحد: إن شرع من كان قبلنا ليس شرعاً لنا. فقل له: لم يحدث أن ديانة سماوية شرعت للناس أن يشركوا أو يكفروا فلو كانت الصلاة في المقابر كفراً وشركاً ما كان ذلك في دين من قبلنا, وقد صلى سيدنا علي بن أبي طالب في المقابر كما في الصحيح, فراجع كتابنا أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته في هذه الجزئية,
وراجع صلاة عديد من الصحابة في القبور منهم السيدة عائشة أم المؤمنين, وأسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
ولا أدري لماذا يصلي الأنبياء في قبورهم؟
أوليست الصلاة في المقابر شركاً وكفراً عند ابن تيمية وأتباعه؟
لا ريب أن هذه الطوائف لا تحب الاستدلال بحديث: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".
2 ـ ونقر أن الله أحيا أحد الموتى, وأن أحياء كلموا من في القبور, وفقهوا كلامهم.
3 ـ ونقر بأن هذا المتوفى طلب منهم أن يدعو الله حتى يعود لحالة الموت.
فهل يقرون بهذه النقاط،
وهل يقرون بأنه من الممكن حدوث هذه الكرامة لأحد من أمة خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلّم؟؟!!. )
ـــــــــــــــــــــ
من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية
للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين)

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 75 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط