موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: القراءة في الصلاة: كتاب الحديث من موطأ الإمام مالك بشرح الزر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 01, 2021 9:24 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
القراءة في الصلاة: كتاب الحديث من موطأ الإمام مالك بشرح الزرقاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمر الله عز وجل بقراءة ما تيسر من القرآن في الصلاة، وقد تعددت الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم والآثار المنقولة عن الصحابة والتابعين، في القدر الذي كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن في الصلاة، وبالرجوع إلى هذه الأحاديث والآثار، نجد أن قدر قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة، يختلف من صلاة إلى أخرى.
فما هو القدر الذي كان يقرأ به صلى الله عليه وسلم في صلاته ؟ وما سبب اختلافه من صلاة إلى أخرى ؟
الأحاديث
مَالِك، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبَّاد بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الصُّنَابِحِيِّ، أنه قَالَ: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَصَلَّيْتُ وَرَاءَهُ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَسُورَةٍ سُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَامَ فِي الثَّالِثَةِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنَّ ثِيَابِي لَتَكَادُ أَنْ تَمَسَّ ثِيَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَبِهَذِهِ الْآيَةِ:
{ ربتا لا تزغ قلوبنا ,,,,,,} الآية

مَالِك، عَنْ نَافِعٍ، «أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ يَقْرَأُ فِي الْأَرْبَعِ جَمِيعًا، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَسُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ، وَكَانَ يَقْرَأُ أَحْيَانًا بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ، فِي الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِنْ الْمَغْرِبِ، كَذَلِكَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ سُورَةٍ».
مَالِك، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّهُ قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ فَقَرَأَ فِيهَا بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ»
مَالِك، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا» الموطأ رقم: 220.
مَالِك، عَنْ نَافِعٍ، «أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ فِي السَّفَرِ بِالْعَشْرِ السُّوَرِ الْأُوَلِ مِنْ الْمُفَصَّلِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ»
ـــــــــــــــــــــ
الشَّرْحُ:
قصار المفصل: المفصّل هو سور القرآن القصيرة التي كثر الفصل بينها بالبسملة، وطواله عند المالكية من الحجرات إلى النازعات، وأوساطه من عبس إلى الليل، وقصاره من الضحى إلى آخر القرآن.
أم القرآن: أم الشيء أصله، وسميت الفاتحة بذلك لأنها أصل القرآن، وأول ما يقرأ في الصلاة، وقيل لأنها متقدمة كأنها تؤمه.
في الأربع جميعا : في الأربع ركعات.
وسورة سورة أي في كل ركعة سورة.
أولا: قدر القراءة في المغرب
اختلفت الروايات فيما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب، فروي عنه:

أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها بقصار المفصل: لحديث سليمان بن يسار عن أبي هريرة: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فُلَانٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَكَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ وَفِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ» أخرجه ابن ماجه في سننه. وهو ما كان يفعله أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في خلافته.
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها بسورة الطور، يدل على ذلك حديث جبير بن مطعم حينما قدم الدمنة في أسرى بدر وهو يومئذ على شركه، قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بِالطُّورِ فِي الْمَغْرِبِ» الموطأ رقم 209. وقال ابن الجوزي: يحتمل أن الباء بمعنى مِن، كقوله تعالى:
{ يشرب بها } سورة الإنسان: الآية 6

وفي روايات أخرى ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قرأ السورة كلها، فعند البخاري في التفسير: «فلما بلغ هذه الآية:
{ أم خلقوا من غير شيء ,,,,,}
سورة الطور الآية 33 35
كاد قلبي يطير».
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها بالمرسلات،
يدل على ذلك حديث أم الفضل بنت الحارث، حينما سمعت ابنها عبد الله بن عباس يقرأ
قالت له: «يَا بُنَيَّ لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ» الموطأ رقم 210.
ولا تعارض بين قولها وما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مرض موته كانت الظهر؛ لأن التي حكتها عائشة، كانت في المسجد، والتي حكتها أم الفضل، كانت في بيته، كما رواه النسائي. وما ورد في بعض الروايات من قولها «خرج إلينا» فمحمول على أنه خرج من مكانه الذي كان راقدا فيه، إلى من في البيت، فصلى بهم.


أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها بِطُولَى الطُّولَيَيْن : أي بأطول السورتين الطويلتين؛ لما رواه البخاري، عن مروان بن الحكم قال: «قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ؟»، واتفقت الروايات على تفسير الطولى بالأعراف، واختلف في تفسير الأخرى، فقيل: المائدة، وقيل: الأنعام، وقيل: يونس.
وطريق الجمع بين هذه الأحاديث، أنه صلى الله عليه وسلم كان أحيانا يطيل القراءة في المغرب، إما لبيان الجواز، وإما للعلم بعدم المشقة على المأمومين، وليس في أحاديث التطويل ما يدل على أن ذلك تكرر منه صلى الله عيه وسلم، قال ابن خزيمة: هذا من الاختلاف المباح، فجائز للمصلي أن يقرأ في المغرب وفي الصلوات كلها بما أحب، إلا أنه إذا كان إماما استحب له تخفيف القراءة.


ثانيا: قدر القراءة في العشاء
صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بسورة الانشقاق، وهي من أواسط المفصل، كما صلى فيها أيضا بسورة التين، وهي من قصار المفصل؛ فعن البراء بن عازب أنه قال: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ فَقَرَأَ فِيهَا بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ» أي قرأ في ركعة واحدة بسورة تبتدئ بالتين والزيتون، وإنما قرأ فيها بقصار المفصل لكونه مسافرا، كما تدل عليه رواية البخاري «كان في سفر...» والسفر يطلب فيه التخفيف.
وأما ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين: أنه قرأ فيها:
سورة الانشقاق
. فمحمول على الحضر، فلذا قرأ فيها بأواسط المفصل.
ثالثا: قدر القراءة في الصبح
اختلفت الآثار عن الصحابة في ذلك، فروي عن أبي بكر أنه قرأ فيها بسورة البقرة في الركعتين، وقرأ فيها عمر بن الخطاب بسورة يوسف وسورة الحج؛ لما راه الإمام مالك، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَقُولُ: «صَلَّيْنَا وَرَاءَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ يُوسُفَ، وَسُورَةِ الْحَجِّ، قِرَاءَةً بَطِيئَةً، فَقُلْتُ: وَالله إِذًا لَقَدْ كَانَ يَقُومُ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، قَالَ: أَجَلْ» الموطأ رقم: 221.
وقرأ فيها عثمان مرارا بسورة يوسف؛ لما رواه الإمام مالك بسنده، أَنَّ الْفُرَافِصَةَ بْنَ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيَّ قَالَ: «مَا أَخَذْتُ سُورَةَ يُوسُفَ إِلَّا مِنْ قِرَاءَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِيَّاهَا فِي الصُّبْحِ، مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يُرَدِّدُهَا» الموطأ رقم: 222.
وقرأ فيها عبد الله بن عمر في السفر بالعشر السور الأول من المفصل، ولم يذكر الإمام مالك في هذه المسألة حديثا مرفوعا؛ وقد ثبت في صحيح البخاري عن أم سلمة: «أَنَّهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِيهَا بِالطُّورِ» وفي صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة: «أَنَّهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ بِقَافٍ».

وهذا الاختلاف بحسب اختلاف الأحوال،
قال ابن عبد البر: لا أشك أن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يعرفون من حرص مَنْ خَلْفَهُمْ ما يحملهم على التطويل أحيانا.
وفي ذلك استحباب طول القراءة في الصبح، وقد استحبه مالك وجماعة، وذلك في الشتاء أكثر منه في الصيف،
وأما اليوم فواجب التخفيف لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» أخرجه البخاري في صحيحه. وقال لمعاذ: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ، فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الحَاجَةِ» أخرجه البخاري في صحيحه.
رابعا: القراءة في الظهر والعصر
ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ فِي الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَتَيْنِ، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَيُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مَا لَا يُطَوِّلُ فِي الثَّانِيَةِ وَهَكَذَا فِي الْعَصْرِ»
وأما ما رواه الإمام مالك عن نافع «أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ يَقْرَأُ فِي الْأَرْبَعِ جَمِيعًا، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ» فهذا لم يوافقه عليه مالك ولا الجمهور، بل كرهوا قراءة شيء بعد الفاتحة في الأخريين، وثالثة المغرب.
ــــــــــــ
قال الزرقاني:
قال ابن عبد البر: «قِرَاءَةُ النَّبِيِّ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ وَالْمُرْسَلَاتِ وَفِي الْعِشَاءِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَقِرَاءَةُ أَبِي بَكْرٍ بِمَا ذُكِرَ، كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْمُبَاحِ يَقْرَأُ بِمَا شَاءَ مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ مَا لَمْ يَكُنْ إِمَامًا فَلَا يُطَوِّلُ عَلَى مَنْ خَلْفَهُ، وَتَخْفِيفُهُ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّةً وَرُبَّمَا طَوَّلَ يَدُلُّ عَلَى أَنْ لَا تَوْقِيتَ فِي الْقِرَاءَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ وَهَذَا إِجْمَاعٌ، وَقَدْ قَالَ: «مَنْ أَمَّ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ»
وَلَمْ يَحُدَّ شَيْئًا،
وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ»
شرح الزرقاني على الموطأ 1 /306. )
ــــــــــــــــــــــــ
من النت
ــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 176 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط