موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: متى يصل المحب الولهان , لدرجة الذوبان ؟ وماذا بعد الذوبان ؟
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 24, 2021 7:49 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
[font=Arial]متى يصل المحب الولهان , لدرجة الذوبان ؟ وماذا بعد الذوبان ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وهنا نرجع مرة أخرى للحب, وسيرة الحب,
حتى تصل إلى من تقول له: أنت الحب.
وتكون من العشاق, أو تدري ما العاشق؟
تحدث أحد المحبين في كلام له عن أقدام العاشقين!
فقلت له: أللعاشقين أقدام؟
وقلت ما معناه تقريباً بالعامية: "ببساطة هناك عاشق وهناك معشوق
كـ " التروس"
ترسان
إذا تحرك الترس الأساسى (المعشوق)
تحرك لتعشقه الترس الآخر (العاشق)
فأصبحت حركاته وسكونه حسب المعشوق
كيف يسير وهو محمول حملاً!
ومقسور قسراً!
لا قدم
لا رأس
لا إرادة
وجود بلا فناء
وشتان بين ما هو موجود وترك إرادته طوعاً أو كرهاً
وبين مالا إرادة له أصلاً".
وقلت أيضاً في كلام آخر بالعامية: المحب لا يستطيع البعد عن اللحظ والنظر وتحسس المحب، يريد الاستحواذ على المحبوب, لو استطاع أن يبتلعه لابتلعه،
العطش يزيد ويزيد, يفاجأ المحب بضعفه الشديد وأن المحبوب كالبحر, فكيف يستحوذ على المحبوب. المحب يذبل, المحبوب يُظهر له لوناً آخر من المحبة, وشراباً لم يتذوقه المحب من قبل, المحبوب يتوه ويتوه.
البحر يبتلع المحب, فيسلم للبحر نفسه, فيذوب ويذوب, فلا يدري كيف أمسى ولا كيف أصبح, موجود أم غير موجود.
ذائب تماماً كذوبان قطعة من السكر في الماء, كلما زاد ذوبانها كلما زادت حلاوتها
هذا هو أبسط أنواع الذوبان.
يعني أول أنواع الفناء
إني أحبك زينبُ…
حب الحبيب لروحه…
وبدون حبك زينبُ…
فقد الحبيب لروحه…
بعد الذوبان والطعم الحلو للسكر
يبدأ السكر في الاختفاء .... الطعم هو الآخر يذوب
فيصبح لا صباح له ولا مساء, ولا طعم ولا لون, فيدخل مرة أخرى في درجة من الفناء".
قالوا في الهوى:
متى يا عُريب الحي عيني تراكم ...
وأسمع من تلك الديار نداكمُ…
ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا.
ويحظى بكم قلبي وعيني
تراكمُ…
أمُرُّ على الأبواب من غير حاجةٍ ...
لعلي أراكم أو أرى من يراكمُ…
سقاني الهوى كأساً من الحب صافيا ...
فياليته لمّا سقاني سقاكمُ…
فياليت قاضي الحب يحكم بيننا ....
وداعي الهوى لمّا دعاني دعاكمُ…
أنا عبدكم بل عبد عبدٍ لعبدكم ...
ومملوككم من بيعكم وشراكمُ…
كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي ...
وإن قَلَّتِ الأموال روحي فداكمُ…
لساني بمجدكم وقلبي بحبكم…
وما نظرت عيني مليحاً سواكمُ…
وما شرَّفَ الأكوان إلاّ جمالكم وما يقصدُ العُشَّاقُ إلاَّ سناكمُ…
وإن قيل لي ماذا على الله تشتهي ...
أقول رضى الرحمن ثم رضاكمُ…
ولي مُقلةٌ بالدمع تجري صبيبةً
حرام عليها النوم حتى تراكمُ…
خذوني عظاماً محملاً أين سرتم
وحيث حللتم فادفنوني حذاكمُ…
ودوروا على قبري بطرف نعالكم
)فتحيا عظامي حيث أصغي نداكمُ
وقولوا رعاك الله يا ميت الهوى
وأسكنك الفردوس قرب حماكمُ

أما عن الغرام فقالوا:
جاءت معذبتي من غيهب الغسق ...
كأنها الكوكب الدري في الأفق…
فقلت نوّرتِ يا خير زائرة…
أما خشيت من الحراس في الطرقِ…
قالت ودمعُ العينِ يسبقها…
من يركبِ البحرَ لا يخشى من الغرقِ.
فقلت هذي أحاديثُ ملفقة…
موضوعة قد أتت من قول مختلق…
فقالت وحق عيوني أعزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق…
إني أحبك حباً لا نفاذ له ما دام
في مهجتي شيء من الرمق…
فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها.
زحتُ اللثام رأيتُ البدر معتنقِ.
ومعذبته هي الحقيقة, وسر الذات.
عوداً على بدء, نقول:
المؤمن في تقلبه في مقامات الإيمان لا راحة له, تتنازعه أمور وأمور, فيبتليه الله ليطهره, وذلك على قدر إيمانه, المؤمن في سجن, المؤمن في نار.
هذه النار لتصفيته من شوائب الدنيا, هذه النار لتجعله كقطعة من الذهب الخالص, فعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ قِطْعَةِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ أُدْخِلَتِ النَّارَ فَنُفِخَ عَلَيْهَا فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَوُزِنَتْ فَلَمْ تَنْقُصْ».
بقى المؤمن مؤمناً, ولم ينقص إيمانه, لكنه تغير من درجة نقاء, لدرجة نقاء أعلى كالذهب عيار 14, مع التنقية يصل إلى عيار 24, فيكون سبيكة من الذهب الخالص بنسبة كبيرة جداً.
نار المؤمن هي نار الفتن والاختبارات, مع نيران النفس, حتى تطوع نفسه من نفس لوامة إلى نفس ملهمة أو مطمئنة إذا ما دخل في مقامات الإحسان.
في مقامات الإحسان التربية أشد, كما أوضحنا من قبل.
الإحسان قائم على محاولة المشاهدة أو بلفظ أدق قائم على حال: " كأنك تراه" أي استدعاء المشاهدة.
هذه المشاهدة واستدعاؤها في هذه المرحلة عسير, فكانت درجتين:
أ ـ كأنك تراه
ب ـ فإن لم تكن تراه فإنه يراك
" كأنك تراه " تورثك حال الرهبة وتدكدك الجبل .... حال الرؤية شديد.
" فإنه يراك " تورث حال الوجل والخوف والمراقبة.
يشاهد ماذا؟ يشاهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فالإحسان إذاً مشاهدة جديدة للشهادتين, إلا أن المشاهدة لا تكون لنصف الشهادة الأولى (لا إله إلا الله) ولا للنصف الثاني (محمد رسول الله) فكانت الرحمة: كأنك ...
«فإن لم تكن تراه .. فإنه يراك» جملة مكونة من شطرين: شطر: فإن لم تكن تراه.
وشطر: فإنه يراك.
كما سبق وبينا في أحد كتبنا أن بعض الناس اعتبروا الشطر الأول:
«فإن لم تكن تراه .. » جملة تامة خبرية عبارة عن مبتدأ وخبر مكون من:
فإن لم تكن ... جملة شرطية معناها فإن لم يبق لك كينونة مع نفسك ..
تراه .... جملة خبرية مكونة من ترى والهاء عائدة على الله.
هذا ما يسميه البعض الفناء فإن لم تكن ...
أما جملة «فإنه يراك» .. فهي جملة خبرية تقع كلها كاملة تامة خبرية وتعتبر خبراً لجملة: «فإن لم تكن تراه» ما معنى هذا؟
يعني فإنه يراك, وقد استغنيت بتدبيره عن تدبيرك, وتركت إرادتك لإرادته وتصريفك لتصريفه, ووجد صدقك في حالك الأول: «فإن لم تكن»
فأثابك ما يشبه الرؤية على الشرحين الأول والثاني كلاهما باعتبار.
إلا أن الرؤية ممتنعة عن الخلق في الدنيا ولا تكون إلا بعد الموت, وجزء منها قد يكون في المنام! ففي حديث التحذير من الدجال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «وَإِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا» في كل الأحوال النوم هو الموتة الصغرى, وفيها انطلاق الروح إلى موطنها الأول والحوم حوله في الملكوت,
الإحسان نوع من الموت ثم البعث حتى تتحقق بـ «كأنك تراه» ... أو «فإن لم تكن». موت يعقبه حياة فيها نوع جديد من العبودية, عبودية على الرؤية والمشاهدة المتخيلة, فقد شاهدت أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نوع شهادة.
الإحسان فيه: موت أوصاف البشرية مع بقائك حياً, موت صفات النفس السيئة وحياة الروح وعمار النفس, موت نظرتك للأمور وحياة بنظرة جديدة لنظرة جديدة, هذا النوع من الموت والحياة يسمونه الفناء والبقاء, والفناء ليس بنهاية المطاف ولا البقاء, إلا من قيل له: مقامك حيث أقامك.
المدخل الأعظم عند أناس موت النفس أو قهرها, وعند آخرين الحب الجارف المتخلل للعروق, وتتعدد الفهوم بقدر ما أعطى الله لخلقه, وفتح لهم.
قال العلماء:
الفناء ترك حظوظ النفس بالكلية (تماماً)، وقالوا: هو فناء إرادة العبد في إرادة الله, وقالوا: هو سقوط الأوصاف المذمومة وبقاء الأوصاف المحمودة, وقالوا: هو الفناء عن المعاصي, وقالوا: هو إسقاط رؤية الخلق, وقالوا: هو أن تقبل على الله بكلك, وقالوا: هو أن يصبح فؤادك فارغاً كما كان فؤاد أم سيدنا موسى عليه السلام, وسئل الحافظ أبو سعيد بن الأعرابي عن الفناء فقال: " هو أن تبدو العظمة والأجلال على العبد فتنسيه الدنيا والآخرة والأحوال والدرجات والمقامات والأذكار, تفنيه عن كل شيء, وعن عقله, وعن نفسه, وفنائه عن الأشياء, وعن فنائه عن الفناء لأنه يغرق في التعظيم". انتهى )
ـــــــــــــــــــــ
من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية
للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين
[/font]

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: متى يصل المحب الولهان , لدرجة الذوبان ؟ وماذا بعد الذوبا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 24, 2021 7:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45808
بارك الله نقلكم واستجاب الله دعاؤكم

ونؤمن ....اللهم اّمين بجاه الحبيب

صل الله عليه وسلم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: متى يصل المحب الولهان , لدرجة الذوبان ؟ وماذا بعد الذوبا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 25, 2021 12:25 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
حامد الديب كتب:
بارك الله نقلكم واستجاب الله دعاؤكم

ونؤمن ....اللهم اّمين بجاه الحبيب

صل الله عليه وسلم

جمعا آمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 131 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط