خطة الدجال لإسقاط الدين , بحجة إعمال العقل . فما هو العقل ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ( العقل: يتميز أهل الله بعقلية راقية وطبيعة فهم سلسة بسيطة حاضرة في الحال حين تستنفر بوقوع نظر, أو سؤال أو ما شابه, تحير عظماء وأذكياء العالم, لا عن فكر ولا عن تدبر, وإن كان لهم من التفكر والتدبر أعظم نصيب, فما هو العقل وقد تعاظم الكلام عليه في الأزمنة الأخيرة, وهذا فيه خير كثير, إلا من طوائف أرادت أن تحكم على الشريعة وعلى الدين بعقلها, وخاصة من تأثر منهم بفكر الدجال وهو لا يعلم, فسار في خطوات إسقاط الدين تدريجياً, بحيث كل خطوة في هذا المخطط لا يظهر بسهولة للعيان مدى خطورتها, فإذا ما صففت هذه الخطوات رأيت أنها خطة محكمة عميقة لإسقاط الدين. وقد ظهرت خطورة هؤلاء في عصرنا هذا بعد الفوضى الخلاقة التى حدثت بدءاً من أحداث يناير 2011 حتى كفى الله شرها, إلا أنه من نتائجها المدمرة ظهور طوائف مستميتة في المطالبة بإقصاء الدين تماماً عن الدولة, والتخلص منه كما حدث في أوروبا, واستبدال مادة الدين بمادة الأخلاق حيث يدرسها رجال الدين الإسلامي والمسيحي سوياً في كتاب واحد!! وهذه إحدى خطوات الدين العالمي الموحد الجديد, حيث يتم تذويب كل طوائف المسلمين التي على حق وعلى باطل في كينونة واحدة, لا يتبين منها حق أو ضلال ثم يدمج هذا مع الديانة اليهودية والنصرانية في دين واحد بدعوى أنها كلها أديان سماوية إبراهيمية, وبدعوى أننا كلنا أهل كتاب, وبدعوى أنه ليس من المهم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم لدخول الجنة, وبدعوى أن التوراة والإنجيل لم يحرفا اعتماداً على فتوى ابن تيمية وابن القيم, وبدعوى أن المغضوب عليهم والضآلين ليسوا هم اليهود والنصارى, وبدعوى أننا نحب المجوس والبوذيين واليهود لأنهم من خلق الله (وشتان بين الحب وبين حسن المعاملة) , وبدعوى أن كتب التراث مشحونة بما يشين دين الإسلام فيجب التخلص منها حتى لا يتبقى إلا القرآن, وبدعوى التيسير فخذ ما شئت من أقوال العلماء طالما هذه الدعوى موجودة, فأحلوا البيرة وكثيراً من الموبقات!! تدمير ممنهج للدين بدعوى التجديد, وبدعوى إعمال العقل المجمد منذ قرون؟ كل هذا يخدم على إظهار الدجال بأنه المصلح الذي سيجمع العالم كله على السلام العالمي والدين الموحد. فما من فترة بسيطة وإلا وفاجأنا أحد من يشار إليهم من الدعاة أو الأزاهرة أو المشهورين أو للأسف ممن يعرف عنهم انتسابهم للتصوف بخطوات خطيرة للغاية تهد الدين هداً, لا ريب أن زمان "يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً " قد دخل علينا بعد أن كان يظلنا منذ فترة, ولنا في كتاب جديد بإذن الله وقفة مع مناهج الداعين لدين الدجال الجديد وخدامه وإن تسموا بأسماء المسلمين وتستروا بعباءة العلماء والصالحين, والله المستعان. ومما ينبغي أن نقوله أنه لا شك في أن للعقل دوراً كبيراً جداً في العلوم الدنيوية, أما في إدراك مغزى الشريعة أو الحكم عليها, ناهيك بإدراك ذات الخالق وما ينبغي له فهو قاصر عاجز. عقل ابن آدم منه ما هو: أ ـ عقل غريزي فطري. ب ـ عقل مكتسب: ناتج من التعلم والتأديب والتجارب والخبرات. هذا العقل سواء الغريزي أو المكتسب جعله الله لتدبير أمور الدنيا, وعليه مدار التكليف بالشرائع, لذا المجنون لا تكليف عليه. قال الإمام علي رضي الله تعالى عنه: رَأيتُ العقلَ عقلين… فمطبوعٌ ومسموع ولا ينفعُ مسموعٌ… إذا لم يك مطبوع كما لا تنفعُ الشمسُ… وَضَوءُ العَينِ ممنوع والمطبوع هو الغريزي الذي يفرق بين العاقل والمجنون, قال أَبَو جَعْفَر الْكَرْخِيُّ النَّحْوِيُّ: "الْعَقْلُ عَقْلانِ: عَقْلٌ تَفَرَّدَ اللَّهُ بِصَنْعِهِ دُونَ خَلْقِهِ, وَعَقْلٌ يَسْتَفِيدُهُ الْمَرْءُ بِأَدَبِهِ وَتَجْرِبَتِهِ، وَلا سَبِيلَ إِلَى الْعَقْلِ الْمُسْتَفَادِ إِلا بِصِحَّةِ الْعَقْلِ الْمُرَكَّبِ، فَإِذَا اجْتَمَعَا قَوَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَقْوِيَةَ النَّارِ فِي الظُّلْمَةِ نُورَ الْبَصَرِ". أي أنه إذا اجتمع العقلان بنوعيهما قوى كل واحد منهما الآخر, كمثل النار كلما كانت شديدة ساعدت البصر في الرؤية وإدراك الأمور. ) ) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|