معجزة إيجاد المعدوم : من عجائب معجزات الحضرة المحمدية : ـــــــــــــــــــــــ ( روى الإمام البخاري عَنْ السيدة عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا». وفي رواية الإمام مسلم عَنْ السيدة عَائِشَةَ أيضاً، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا: «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا». ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يضع إصبعه السبابة في فمه الشريف, ويبلها بريقه الطيب المبارك ثم يضعها على التراب, فيعلق بسبابته الشريفة شيء من التراب فيضعه على المريض ويقول تلك الكلمات فيشفى بإذن الله. فعالج سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الإنسان بشيئين من أصل وجود الإنسان: التراب والماء, والسر ليس في التراب ولكنه في ريقه الشريف هذا ما نسميه بإصلاح الهيكل الجسماني؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يشفي بإذن الله بإصلاح الهيكل الروحاني وإصلاح الهيكل الجسماني, فهذا من هذا القبيل. ولأنه أصل المخلوقات كان من اليسير عليه صلى الله عليه وآله وسلّم إيجاد معدوم كما سبق في أبواب الموازاة وحديث ناولني الذراع ونبع الماء من أصابعه الشريفة, وكذلك إصلاح الهيكلين الروحي والجسماني, أكثر مما وصل إليه العلماء من العلاج بالحقن برائق النخاع (البلازما النخاعية) أو بنسيج المشيمة والتي أمكن تخليق أجزاء منها كالكبد والرئة والطحال. كَشْفُ الحجاب للمخلوقات ليس بالأمر الهين, ولكن كشف حجاب يختلف عن كشف حجاب! كشف حجاب المقصود في كلامنا السابق كرامة, فحجاب عدم المعرفة بالحقيقة المحمدية كان مضروباً بين العوالم والمخلوقات وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بطريقة ما لحفظه صلى الله عليه وآله وسلّم من كيد الشياطين, كما جاء في حادثة لقاء الجن بمكة حيث آذنت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم شجرة أخبرته بوفد الجن, فإذا شاء النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بعد ذلك كَشْفَ الحجاب كَشَفَه, وإن لم يشأ كان على المخلوقات الحجاب, فرأينا كيف لاذت به المخلوقات وتَحاكمت عنده مع الإنس الذئاب, وكيف نقز العذق, وكيف خدت الشجرة الأرض خداً, وكيف سجد البعير, وكيف حن الجذع وأنَّ وصاح كصياح الأطفال, كُشف عنهم الحجاب الخاص بمعرفة أثر من أثر من أثر قاب قوسين أو أدنى. برفع الحجاب ظهر للمخلوقات معنى كونه صلى الله عليه وآله وسلّم رحمة للعالمين، ومعنى نبوته لكل شيء, وطبيعة هذه النبوة, ومعنى أنه أصل الموجودات, وكيف أنه الرحمة التى افتتح الله بها المخلوقات كما قال: بسم الله الرحمن الرحيم, فكان رفع الحجاب عن العوالم غير المكلفة هو حظها من البركة في هذه الليلة والحمد لله رب العالمين. ) ـــــــــــــــــــــــــ على أعتاب الحضرة المحمدية / صبيح ــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|