كيف تقف على الأبواب والأعتاب وأنت لا تدري قيمة مَن تدخل عليه, ولا كيفية الوقوف بين يديه, ولا تدري مَن هو, وما ينبغي له.؟!: ـــــــــــــــــــــــــــ ( الإسلام والإيمان والإحسان بعد أن تحدثنا عن النور المحمدي وأولية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم خَلقا وإيجادا وفضلا, وما يتعلق بالبحث عن أم الموجودات والخلية الأم, وما يكون من نصيب المرء وقسمته من نور, نفتح بوابة أخرى في المعرفة, فقد عرّفناك أعظم بوابة وهي بوابة النور المحمدي, فكيف تقف على الأبواب والأعتاب وأنت لا تدري قيمة مَن تدخل عليه, ولا كيفية الوقوف بين يديه, ولا تدري مَن هو, وما ينبغي له.؟! فإذا عرفت ذلك كان بداية الطَرْق, وكل خلق الله ولابد على أبواب الحضرة المحمدية طارقا إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة, فأول ما تطرق الباب وتتمسح على الأعتاب تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. فيقال لك: يقال كيف شهدت, وكيف شاهدت ..... بما شهدت ... ؟ بإسلامك؟ فما هو؟ بإيمانك؟ أو تدريه؟ أبحسانك؟ أفتراه؟ هل شهدت وشاهد بكيانك ... بسرّك ... بروحك ... بعقلك ... بفؤادك ... ببصيرتك ... بقلبك ... بنفسك ... بعينك ... ببصرك ... بلسانك. أو تدري أن كل من كان عنده خلل في هذه الشهادة كان عنده خلل في القدوم والحظ والنصيب؟! أو تدري أن كل فعل تفعله, وكل رأي تتبناه يعكس حقيقة شهادتك؟! أو تدري ما المرآة؟؟ اعلم عبد الله أن غاية المسلم تحري الصحة, صحة دينه, وغاية المؤمن التمام والتطلع, وغاية درجات الإحسان: استشعار الوجود في الحضرة وبداية درجات الكمال ... !! الأعتاب المحمدية على حسب اجتيازك لعتبة وهمك وخيالك وعقلك ونفسك وهواك ونظرتك وعلومك وكسبك, طارحا كل ذلك واقفا بالأدب اللائق طالبا الأخذ باليد, ثم سماح الحضرة بما تشاء. على حسب إشراق ما فيك من نور, وعلى إزالة الموانع التي تمنع دخول وانتشار النور يكن وقوفك على الأعتاب المحمدية منتظرا السماح بالدخول. وقوفك على الأعتاب على حسب شهادتك للشهادتين, على حسب كونك مسلم أم مؤمن أَم محسن أَم من الأبرار أَم من الصادقين أَم من الصّدّيقين. وكل درجة أو مرحلة أو مقام بدءا من الإسلام حتى النبوة والرسالة فيه آلاف الآف من المقامات والأحوال والمنازل بعدد خلق الله, بعدد أنفاس الخلائق, بعدد نظرات الله للخلق. ولا يرتقي من مرحلة إلى مرحلة, ولا من درجة إلى درجة, كل مَن كان عنده خلل, أو نوع من الخلل, في رؤيته أو قُل في شهادته لـ" أ ـ أشهد أن لا إله إلا الله. ب ـ وأشهد أن محمدا رسول الله. فلننظر: ما هو الإسلام والإيمان والإحسان في الشريعة وفي الحقيقة ونصيب كل منهم في الأعتاب, وطول الوقوف على الأبواب, ونصيبهم من الحضرة الشريفة, وما يُكتب لهم من وراثات وأمانات؟؟) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|