موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=35054
صفحة 1 من 1

الكاتب:  فراج يعقوب [ الأربعاء أكتوبر 06, 2021 2:12 pm ]
عنوان المشاركة:  وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي

وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 4 ـ وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي:
روى الإمام أبو سعد النيسابوري في شرف المصطفى عن سعيد بن عمرو الأنصاري، عن أبيه قال:
«صحبت كعب الأحبار وهو يريد الإسلام أو قال: يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال: فلم أر رجلاً لم ير رسول الله كان أوصف له من كعب الأحبار، وقد وصف لنا حالاته وأخلاقه.
قال: فجعلت أصف ما ذكر لي كعب، فقالوا: إن كعباً لساحر.
فلما سمع مقالتهم، قال: الله أكبر، ما أنا بساحر. ثم أخرج من مزودة سفطاً صغيراً من الدّرّ الأبيض عليه قفل مختوم بختم، ففضّ الخاتم، وفتح القفل، فأخرج منه حريرة خضراء مطوية طيّاً شديداً، فقال: هل تدرون ما هذه؟ فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم،
إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم أمر جبريل عليه السّلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي هي نور الأرض، فهبط جبريل مع الملائكة فقبض قبضة من موضع قبره وهي يومئذ بيضاء نقية، فعجنت حتى جعلت كالدرة البيضاء، ثم غمست في كل أنهار الجنة, وطيف بها في السماوات والأرضين والبحار، فعرفت الملائكة محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم وفضله قبل أن تعرف آدم عليه السّلام، فلما خلق الله تعالى آدم عليه السّلام سمع في تخطيط جبهته كنشيش الذّرّ، فقال: ما هذا؟ قال الله تعالى: هذا تسبيح سيد ولدك، فخذه بعهدي وميثاقي ولا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرين. وكان نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم يرى في دائرة غرة جبين آدم عليه السّلام كالشمس في دوران فلكها، أو كالقمر في ديجور ليلة ظلماء، فلم يزل حتى وضعه وبشرت حواء بشيث أبي الأنبياء ورأس المرسلين،
فحملت بشيث، فأصبح آدم عليه السّلام والنور مفقود من جبهته، وحواء تزداد كل يوم غناجة وحسناً، وكل الطير والسباع يشيرون إلى حسنها حتى وضعت فلما وضعته ضرب بينها وبين إبليس لعنه الله حجاب من النور في غلظ خمسمائة عام، فلم يزل إبليس محبوساً حتى بلغ شيث سبع سنين، وعمود من نور بين السماء والأرض للملائكة فيه مسلك ومنادي البُشرى ينادي في كل يوم: أيتها الخضرة اهتزي وأبشري لعظم نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. قال: فانطلق آدم عليه السّلام آخذاً بيد شيث وقال: يا بني إن الله جل جلاله أمرني أن آخذ عليك عهداً، وقال: يا رب إنك أمرتني أن آخذ على شيث عهداً فأسألك أن تبعث إليّ ملائكة يكونوا شهوداً عليه،
فما أتم آدم عليه السّلام الدعوة حتى نزل جبريل عليه السّلام في سبعين ألفاً من الملائكة معهم حريرة بيضاء وقلم من أقلام الجنة وكتب بغير مداد بل بنور من أنوار الجنة وشهدت الملائكة وطوى الحرير طيّاً، وكسي شيث في ذلك المكان حلتين حمراوين في نور الشمس ورقة الماء ... إلى أن بلغ الأمر إلى أخنوخ وهو إدريس النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فلما أن ولد نظر أبوه إلى النور فقال: أوصيك بهذا النور فقبل وصيته، حتى بلغ إلى نوح عليه السّلام ثم من نوح إلى سام فلما نظر نوح إلى النور في وجه سام سلّم إليه التابوت، وكان التابوت من درة بيضاء لها بابان مغلقان بسلسلة من الذهب الأحمر وعروتان من الزمرد الأخضر وفيه العهد والديباجة إلى أن بلغ الأمر إلى هود، فلما وضع هود سمع نداء أصوات من كل مكان: هذا من يكسر الله به كل صنم، ويقتل به كل من طغى وكفر، إلى أن بلغ الأمر إلى إبراهيم عليه السّلام،
فلما ولد إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه ضرب علم من نور في شرقها، وعلم من نور في غربها، وصارت الدنيا كلها نوراً، فضرب له عمودان من نور وسط الدنيا حتى لحقا بأعنان السماء بإشراق وحسن، تهتز الملائكة من حسن ذلك العمود، فقالت: ربنا ما هذا؟ فنودي: هذا نور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم».
وروى ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْوَفَاءِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ:
«لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل أَنْ يَخْلُقَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم , أَمَرَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَتَاهُ بِالْقَبْضَةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي هِيَ مَوْضِعُ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ , فَعُجِنَتْ بِمَاءِ التَّسْنِيمِ, فَغُمِسَتْ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ وَطَيَّفَهَا فِي السَّمَاوَاتِ، فَعَرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلّم قَبْلَ أَنْ يُعْرَفَ آدَمُ، ثُمَّ كَانَ نُورُ مُحَمَّدٍ يُرَى فِي غُرَّةِ جَبْهَةِ آدَمَ، وَقِيلَ لَهُ: يَا آدَمُ هَذَا سَيِّدُ وَلَدِكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَلَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ بِشِيثَ انْتَقَلَ النُّورُ مِنْ آدَمَ إِلَى حَوَّاءَ، وَكَانَتْ تَلِدُ فِي كُلِّ بَطْنٍ وَلَدَيْنِ إِلَّا شَيْثًا، فَإِنَّهُ وَلَدَتْهُ وَحْدَهُ كَرَامَةً لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلّم ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنْتَقِلُ مِنْ طَاهِرٍ إِلَى طَاهِرٍ إِلَى أَنْ وَلَدَتْهُ آمِنَةُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» اهـ
وما رواه الحافظان أبو سعد النيسابوري وابن الجوزي تناقله علماء الأمة وأئمتها دون نكير, بل على سبيل ذكر خصائص الحضرة المحمدية الشريفة, ومن هؤلاء العلماء على سبيل المثال لا الحصر الإمام الطيبي والمقريزي وابن ناصر الدين والصالحي الشامي وملا علي القاري.

5 ـ أقوال علماء الأمة في تنقل نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم منذ خلق آدم:
وهم خلق لا يحصون, فكل من روى في الخصائص أو استدل في الفقه أو في معاني اللغة بشعر العباس فهو مستدل بتنقل النور المحمدي من آدم وحتى أبي النبي صلى الله عليه وىله وسلم ذكرنا بعضهم في الهوامش السابقة وذكرنا الإمام الطيبي والمقريزي وابن ناصر الدين والصالحي الشامي وملا علي القاري ونضيف الآتي:
الحافظ: أبو زكريا يحيى بن مالك بن عائذ (375 هـ) له كتاب في السيرة سماه "المولد وانتقال النور".
تعليقاً على ما كان من المرأة الخثعمية مع سيدنا عبد الله بن عبد المطلب قال الحافظ أبو نعيم رحمه الله (430 هـ): "ففي ابتغاء اليهود واليهودية وضع هذا النور الذي انتقل إلى آمنة بنت وهب فيها، وذكرهم بني زهرة، وأن هذا الأمر لا يكون فيهم، دلالة واضحة على تقديم الْخُبْرِ والبشارة بذلك في الكتب السالفة، وما يكون من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، وبعثته كل ذلك آيات واضحة، وبراهين صحيحة لائحة على نبوته وبعثته صلى الله عليه وآله وسلّم ".

قال القاضي الماوردي (450 هـ)
" ..... وَأَنَّ اللَّهَ اسْتَخْلَصَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله وسلّم مِنْ أَطْيَبِ الْمَنَاكِحِ، وَحَمَاهُ مِنْ دَنَسِ الْفَوَاحِشِ، وَنَقَلَهُ مِنْ أَصْلَابٍ طَاهِرَةٍ إِلَى أَرْحَامٍ مُنَزَّهَةٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ اللَّهِ (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (الشعراء 219) أَيْ: تَقَلُّبُكَ مِنْ أَصْلَابٍ طَاهِرَةٍ مِنْ أَبٍ بَعْدَ أَبٍ إِلَى أَنْ جَعَلَكَ نَبِيًّا، فَكَانَ نُورُ النُّبُوَّةِ ظَاهِرًا فِي آبَائِهِ، ثُمَّ لَمْ يُشْرِكْهُ فِي وِلَادَتِهِ مِنْ أَبَوَيْهِ أَخٌ وَلَا أُخْتٌ لِانْتِهَاءِ صَفْوَتِهِمَا إِلَيْهِ، وَقُصُورِ نَسَبِهِمَا عَلَيْهِ، لِيَكُونَ مُخْتَصًّا بِنَسَبٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنُّبُوَّةِ غَايَةً وَلِتَفَرُّدِهِ نِهَايَةً، فَيَزُولُ عَنْهُ أَنْ يُشَارَكَ فِيهِ وَيُمَاثَلَ فِيهِ، فَلِذَلِكَ مَاتَ عَنْهُ أَبَوَاهُ فِي صِغَرِهِ، فَأَمَّا أَبُوهُ فَمَاتَ وَهُوَ حَمْلٌ، وَأَمَّا أُمُّهُ فَمَاتَتْ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ، وَإِذَا خَبَرْتَ حَالَ نَسَبِهِ وَعَرَفْتَ طَهَارَةَ مَوْلِدِهِ عَلِمْتَ أَنَّهُ سُلَالَةُ آبَاءٍ كِرَامٍ، لَيْسَ فِي آبَائِهِ مُسْتَرْذَلٌ وَلَا مَغْمُوزٌ مُسْتَبْذَلٌ، بَلْ كُلُّهُمْ سَادَةٌ قَادَةٌ، وَشَرَفُ النَّسَبِ وَطَهَارَةُ الْمَوْلِدِ مِنْ شُرُوطِ النُّبُوَّةِ،
انْتَهَى كَلَامُ الْمَاوَرْدِيِّ بِحُرُوفِهِ".)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله
ـــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم

الكاتب:  حامد الديب [ الأربعاء أكتوبر 06, 2021 8:55 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي

حفكم الله مولانا الصبيح وحفظ احبابكم وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اّله الكرام الطيبين

جوزيتم خيرا يامن نقلتم رقاق الكلمات وجميل الشروحات

الحمد لله رب العالمين


الكاتب:  المهاجرة [ الأربعاء أكتوبر 06, 2021 10:49 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي

حامد الديب كتب:

حفكم الله مولانا الصبيح وحفظ احبابكم وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اّله الكرام الطيبين

جوزيتم خيرا يامن نقلتم رقاق الكلمات وجميل الشروحات

الحمد لله رب العالمين


الكاتب:  فراج يعقوب [ الخميس أكتوبر 07, 2021 3:22 am ]
عنوان المشاركة:  Re: وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي

المهاجرة كتب:
حامد الديب كتب:

حفكم الله مولانا الصبيح وحفظ احبابكم وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اّله الكرام الطيبين

جوزيتم خيرا يامن نقلتم رقاق الكلمات وجميل الشروحات

الحمد لله رب العالمين


جمعا آمين بجاه الضمين صلى الله عليه وآله وسلم

الكاتب:  فراج يعقوب [ الخميس أكتوبر 07, 2021 3:24 am ]
عنوان المشاركة:  Re: وصف كعب الأحبار لتنقل النور المحمدي

حامد الديب كتب:

حفكم الله مولانا الصبيح وحفظ احبابكم وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اّله الكرام الطيبين

جوزيتم خيرا يامن نقلتم رقاق الكلمات وجميل الشروحات

الحمد لله رب العالمين


جمعا آمين بجاه الضمين صلى الله عليه وآله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/