أولية الوجود المحمدي : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( أولية الوجود المحمدي وللعلماء في أولية الوجود المحمدي تفصيل, فمنهم من قال: 1 ـ بأولية الوجود المحمدي قبل آدم, ومن ثم تنقل نور النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من الأصلاب المباركة إلى الأرحام الطاهرة, حتى تزوج سيدنا عبد الله من السيدة آمنة. 2 ـ ومنهم من قال بالأولية المطلقة يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هو أول خلق الله.
أولية وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قبل خلق آدم عليه السلام أولا: الأحاديث الدالة على سبق خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم على سيدنا آدم وأقوال العلماء. 1 ـ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ صلى الله عليه وآله وسلّم: "وَآدَمُ عليه السلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ». هذا الحديث صحيح لا جدال في صحته, وجاء في بعض الروايات الأخرى «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم سئُل مَتَى بُعِثْتَ نَبِيًّا؟» , و: «مَتَى كُتِبَتَ نَبِيًّا؟» , و: «مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟» , و: «متى جُعِلت نبياً»؟ , و: «متى استُنبئت؟». هذا الحديث رواه أيضاً: ابن أبي الجدعاء، و رجل من الصحابة، وأبو هريرة، وابن عباس، وأُبي بن كعب، و عمر بن الخطاب (مرسل)، ومطرف بن عبد الله بن الشخير (مرسل)، وعامر الشعبي (مرسل). 2 ـ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَأَبِي مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي آمِنَةَ الَّتِي رَأَتْ» وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَأَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ لَهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا قُصُورُ الشَّامِ، ثُمَّ تَلَا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (الأحزاب 45 - 46)» 3 - عَنْ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: «أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم وَهُوَ قَاعِدٌ عِنْدَهُ خَلْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَلا تُعْطِنِي شَيْئًا أَتَعَلَّمُهُ وَأَحْمِلُهُ وَيَنْفَعُنِي وَلا يَضُرُّكَ؟ فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مه اجْلِسْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم: «دَعُوهُ فَإِنَّمَا سَأَلَ الرَّجُلُ لِيُعَلِّمَ» , قَالَ: فَأَفْرَجُوا لَهُ حَتَّى جَلَسَ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ أَوَّلُ مِنْ أَمْرِ نُبُوَّتِكَ؟ قَالَ: «أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي الْمِيثَاقَ كَمَا أَخَذَ مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (الأحزاب 7)، وَرَأَتْ أُمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم فِي مَنَامِهَا أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهَا سِرَاجٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ»، فَقَالَ هَاهْ وَأَدْنَى مِنْهُ رَأْسَهُ وَكَأَنَّ فِي سَمْعِهِ شَيْءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم: «وَوَرَاءَ ذَلِكَ» وفي رواية الطبراني: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَوَرَاءَ ذَلِكَ وَوَرَاءَ ذَلِكَ» , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا». ووراء ذلك: يعني وأكثر من ذلك, وفوق ما سمعت. 4 ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فى قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ) (الأحزاب 7) الآية قال: «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ». وروى ابن سعد وغيره بإسناد مرسل صحيح عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ» وروى الطبري عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ) (الأحزاب 7) قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «كُنْتُ أَوَّلَ الأَنْبِيَاءِ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ» , وكان قتادة إذا تلا الآية السابقة قال: «كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْق» وقد أعل بعض الناس حديث أبي هريرة بسعيد بن بشير, مع أنه في مكان آخر أثبت أنه وسط حسن الحديث لذاته، أو لغيره على الأقل ..... " نعلق على ما قيل في جزئية تناول المحب والكاره إن شاء الله.5 ـ قلت: ويستأنس لحديث «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ» ويقوى بما جاء في حديث الإسراء والمعراج، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال لله عز وجل: «اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا عَظِيمًا، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا، وَأَعْطَيْتَ دَاوُدَ مُلْكًا عَظِيمًا وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَدِيدَ وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبَالَ, وَأَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا عَظِيمًا، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالشَّيَاطِينَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الرِّيَاحَ، وَأَعْطَيْتَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَعَلَّمْتَ عِيسَى التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ، وَجَعَلْتَهُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، وَأَعَذْتَهُ وَأُمَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِمَا سَبِيلٌ ". فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: قَدِ اتَّخَذْتُكَ حَبِيبًا وَخَلِيلاً، وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: حَبِيبُ الرحمن، وَأَرْسَلْتُكَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ، فَلاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ أُمَّةً وَسَطًا، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ هُمُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، وَجَعَلْتُ أُمَّتَكَ لاَ تَجُوزُ لَهُمْ خُطْبَةٌ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي، وَجَعَلْتُ مِنْ أُمَّتِكَ أَقْوَامًا قُلُوبُهُمْ أَنَاجِيلُهُمْ، وَجَعَلْتُكَ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ خَلْقًا، وَآخِرَهُمْ بَعْثًا، وَأَوَّلَهُمْ يُقْضَى لَهُ، وَأَعْطَيْتُكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيُّ قَبْلَكَ، وَأَعْطَيْتُكَ الْكَوْثَرَ ... » إلى آخر الحديث. وفي عقيدة الإمام أحمد بن حنبل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هو أول الأنبياء في الخلق , فقد قال الخلال بعدما ساق حديث «كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ»: "قَالَ الْفَضْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: أَوَّلُ النَّبِيِّينَ يَعْنِي خَلْقًا, (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ) (الأحزاب 7) فَبَدَأَ بِهِ. ثم قال الخلال: أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ , قَالَ: قُلْتُ لإِسْحَاقَ يَعْنِي ابْنَ رَاهَوَيْهِ: حَدِيثُ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ , مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ, مَا مَعْنَاهُ؟ قَالَ: قَبْلَ أَنْ تُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ, وَقَدْ خُلِقَ». وعلى ذلك الحنابلة, قال ابن بطة العكبري الحنبلي (المتوفى: 387 هـ): "ابْتِدَاءُ خَلَقِ النَّبِيِّ وَأَنْوَارُ وِلَادَتِهِ: وَأَنَّ نَبِيَّنَا أَوَّلُ الأَنْبِيَاءِ خَلْقًا وَآخِرُهُمْ بَعْثًا"انتهى وابن بطة يعتبر من علماء الحديث وهو حنبلي المذهب وكان مما قاله في مقدمة كتابه " ... ثم على أثر ذلك شرح السنة من إجماع الأئمة واتفاق الأمة وتطابق أهل الملة فجمعت من ذلك ما لا يسع المسلمين جهله ولا يعذر الله تبارك اسمه من أضاعه ولا ينظر إلى من خالفه وطعن عليه ... إلى آخره. فجعل اعتقاد أن كون النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أَوَّلَ الأَنْبِيَاءِ خَلْقًا, معروفاً لا يسع المسلمين جهله, ولا يعذر الله تبارك اسمه من أضاعه, ولا ينظر إلى من خالفه وطعن عليه . ) ــــــــــــــــــــــــــ من كتاب / على أعتاب الحضرة المحمدية / للأستاذ الدكتور السيد الشريف محمود صبيح حفظه الله ـــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|