موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

حضرة ملكية
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=34943
صفحة 1 من 1

الكاتب:  سهم النور [ الخميس أغسطس 19, 2021 1:13 am ]
عنوان المشاركة:  حضرة ملكية

إطعام الطعام فضيلة حض الشرع ‏الشريف عليها وزكى فاعلها ، وجعلها ‏من سبل الأمن في اليوم الآخر ، ومن ‏الطرق الموصلة لرضوان ربنا وجنته.‏

قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ‏في معرض المدح لعباده المؤمنين : ‏‏{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا ‏وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا‎ (‎‏8‏‎) ‎إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ‏اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا‎ (‎‏9‏‎) ‎إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا‎ ‎فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ ‏نَضْرَةً وَسُرُورًا‎ (‎‏11‏‎) ‎وَجَزَاهُم بِمَا ‏صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا‎ (‎‏12‏‎) ‎‏}. [سورة ‏الإنسان].‏

وقال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله ‏عليه وعلى آله وسلم فيما رواه الإمام ‏أحمد والترمذي والحاكم عن الصحابي ‏الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه : ‏‏[لَمَّا قدِم النبي صلى الله عليه وآله ‏وسلم المدينة، انجفل الناس قِبَله، وقيل: ‏قد قدِم رسول الله، قد قدِم رسول الله، ‏قد قدِم رسول الله، فجئتُ في الناس ‏لأنظر، فلما تبيَّنت وجهه، عرَفت أنه ‏ليس بوجه كاذب، فكان أول شيء ‏سمعته تكلَّم به أن قال: (يا أيها الناس، ‏أفشُوا السلام وأطعِموا الطعام، وصِلُوا ‏الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، ‏تدخلوا الجنة بسلام.]اهـ

وعلى هذا الطريق القويم صارت الأمة ‏خلفاً عن سلف.‏

وتبارت مختلف الطبقات الاجتماعية ‏للأمة في إبراز تلك الفضيلة كل وفق ‏طاقته وإمكانياته المادية.‏

وكان من بينهم طبقات الملوك والأمراء ‏، سيما من خالط منهم السادة الصوفية ‏وتأدب بآدابهم - وهم الكثرة الكاثرة ‏عبر تاريخ الأمة - .‏

فيحدثنا ابن شاكر الكتبي في كتابه عيون ‏التواريخ (1/ 364) في حوادث السنة ‏الثانية والستون والست مئة في توضيح ‏هذه الفضيلة لدى الملوك والأمراء قائلاً ‏‏:‏

وفيها توفي الأمير حسام الدين لاجين ‏الجُوكِندار العزيزي.‏

كان من أكابر الأمراء وأعظمهم مكانة ‏في وقته ، وأعلاهم قدراً وأسعهم صدراً ‏وأكثرهم تجملاً ، وكان شجاعاً بطلاً ‏حازماً جواداً ، وله في الحروب المواقف ‏المشهورة والآثار الجميلة.‏

وكان له في الفقراء والصالحين عقيدة ‏حسنة ، ويكثر من الإحسان إليهم والبر ‏بهم ، وافتقادهم بالنفقة والكسوة وغير ‏ذلك ، وكان يعمل السماعات ويُحضر ‏فيها من المأكل والمشرب والشموع ما ‏يبهر العقل.‏

قال الشيخ قطب الدين اليونيني رحمه الله ‏تعالى : طلبني ليلة في سماع عمله ‏فحضرت عنده ، فلما دخلت إلى داره ‏التي بالعُقَبية رأيت من الشموع ‏الكافوري الكبار في أتوار [1] الفضة ‏والمطعم ما يقصر عنه الوصف.‏

ثم مد بعد المغرب سماطاً عظيماً يشتمل ‏على قريب مئة زبدية [2] عادلية كبار ‏في كل زبدية منها خروف صحيح ، ‏وقريب ثلاث مئة زبدية دون تلك ، في ‏كل زبدية ثلاث طيور دجاج ، وغير ‏ذلك من أنواع الأطعمة.‏

فلما فرغ الناس من الأكل صلوا العشاء ‏الآخر ، وشرع المغاني في الغناء ورقص ‏هو بنفسه بين الفقراء ، فلما فرغ المغاني ‏من النوبة الأولى ، مَد سماطاً عظيماً ‏يشتمل على عدة أطباق وصحون ‏خزافية حلوى سكب وقطائف رطبة ‏ومقلوة ومشبك ، وغير ذلك مما جميعه ‏بالسكر المكرر والفستق والمسك ، فأكل ‏الناس من ذلك ما أمكنهم وحملوا بحيث ‏شيل جميع ذلك في خرق الحاضرين.‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] جمع تور ، وهي مشكاة أو ثريا ، وقيل شمعدان متوسط الحجم.
[2] إناء من الخزف الصيني بلون الزبد.

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  سهم النور [ الاثنين أغسطس 23, 2021 8:04 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

فلما فرغوا من ذلك شرع المغاني في الغناء نوبة ثانية ، فرقص هو وغلمانه ومن حضر من الفقراء والمشايخ وغيرهم.

فلما فرغت النبوة الثانية ، مد سماطا عظيماً من الفواكه النادرة من : السفرجل ، والتفاح الفتحي ، والكمثرى الرحبي ، والرمان الحلو ، والعنب النادر ، والبطيخ الأخضر ، وكانت هذه الفاكهة التي حضرت معدومة في مثل ذلك الوقت ؛ لأن ذلك كان في أواخر فصل الشتاء ، وإنما كان يُذخَرُ ذلك له بالقصد ، لأن كَفَرْ بَطْنا وزبدين وعقربا وعدة قرى في الغوطة كانت جارية في إقطاعه وبها الفواكه النادرة ، فأكل الناس من ذلك ما أمكنهم ، وغنى المغاني النوبة الثالثة ورقص الجميع.

فلما فرغوا ، مد لهم سماطاً من المكسرات على اختلاف أنواعها : من القصب العراقي ، والفستق ، والبندق ، والزبيب الجوزاني ، والفستق المملح ، والخُشْكَنان والكعك المحشو ، والبقسماط المعمول بالسكر والسمن ، وغير ذلك.

فأكل الناس من ذلك وحملوا ، وما يُمد على كثرته لا يرفع منه بقية ، بل يؤكل منه ما يمكن ويحمل الحاضرون ما بقي.

وجميع ما شرب تلك الليلة من أولها إلى آخرها من الماء مصنوع بالثلج والسكر المكرر وماء الخلاَّف وماء الورد والمسك.

والسقاة يملئون الكيزان من ذلك على الدوام ويسقون الناس ، والمباخر تعمل بالنَّد والعنبر والعود الهندي من أول الليل إلى آخره.

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  المهاجرة [ الثلاثاء أغسطس 24, 2021 9:43 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

الله الله جميل

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يارب يارب

جزاكم الله كل خير الاخ الفاضل سهم النور وبارك الله قى حضرتك

الكاتب:  سهم النور [ الأربعاء أغسطس 25, 2021 7:19 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين.

أكرمكم الله أختي الفاضلة (المهاجرة) وبارك فيكم وجزاكم الله خيراً ، ويسعدني دائماً مروركم الكريم.


الكاتب:  سهم النور [ الجمعة أغسطس 27, 2021 3:18 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

فلما كان وقت السحر أخلى حمام ابن السَّرْهنك المجاور لداره ودخل إليها ومعه معظم الجمع ولم أدخل أنا.

فحكى لي الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ محمد اليونيني – رحمه الله – وكان حاضراً قال : بعد خروجك دخلنا الحمام ، فجعل الأمير يخدم الفقراء بنفسه وغلمانه ، فلما خرجوا كان منهم جماعة خلعوا دلوقهم وقمصانهم ، فأحضر لهم قمصاً جدداً وثياباً جدداً في نهاية الحسن والمناسبة لما يليق بهم ، ثم خرج واستدعى بهم إلى داره وسقاهم من الأشربة ما يناسب الحمام ويلائمه ، ومد لهم سماطاً عظيماً من الططماج وأحضر لهم حلوى سخنة فأكلوا وانصرفوا.

وأما هو ، فإنه خلع على المغاني من ملبوسه عدة بغالطيق تساوي جملة كثيرة وكذلك غلمانه خلعوا.

وكان هذا السماع في آخر سنة تسع وخمسين ، والغرارة القمح بدمشق ثمنها فوق الثلاث مئة درهم ، والرطل اللحم بسبعة ، وجميع الأشياء غالية جداً.

وكانت وفاته – رحمه الله – في عشر المحرم ، ودفن بسفح قاسيون مجاوراً لقبر الشيخ عبد الله البطائحي – رحمه الله تعالى – وقد جاوز الخمسين سنة من العمر ، وخلف تركة جليلة المقدار من الخيول والعدة والأموال – رحمه الله تعالى وإيانا وجميع المسلمين.


الكاتب:  أحمد ماهرالبدوى [ السبت أغسطس 28, 2021 1:28 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

جزاك الله خيرا وزادك علما وفهما ونورا

الكاتب:  سهم النور [ السبت أغسطس 28, 2021 7:00 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: حضرة ملكية

اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين ، وجمعاً إن شاء الله.

الأخ الفاضل (أحمد ماهر بدوي) :

أكرمكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خيراً ويسعدني دائماً مروركم الكريم ودعواتكم المباركات.


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/