تنقسم طبقات العلماء والمفتين في المذهب الشافعي إلى خمسة أقسام كما قال الإمام عمرو بن الصلاح في كتابه أدب المفتي وصفة المستفتي وتبعه الإمام النووي في المجموع وهي :
1- المجتهد المطلق : وهو من بلغ رتبة الاجتهاد بمعرفة الكتاب والسنة واللغة العربية ، وله أصول خاصة يستنبط بها الأحكام من الكتاب والسنة ، وهي طبقة أئمة المذاهب كالشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله تعالى.
2- المجتهد المنتسب : وهو الذي بلغ رتبة الاجتهاد المطلق بالأخذ من الكتاب والسنة ، إلا أنه لم يصل لدرجة الاستقلال الكامل في تأصيل الأصول ، فهو متابع أحد الأئمة في أصوله وإن خالفه في كثير من الأحكام.
من هذه الطبقة الإمام المزني وأبي ثور وأبي بكر بن المنذر وابن جرير الطبري.
فهؤلاء ينسبون إلى المذهب الشافعي وإن كانوا من أهل الاجتهاد المطلق.
3- مجتهد المذهب : وهو من لم يبلغ الحد السابق ، إلا أن له أهلية النظر في الوقائع وتخريجها على أصول الإمام.
وذلك بأن يقيس ما سكت عنه الإمام على ما نص عليه ، أو يدخله في عمومه ، أو يدرجه تحت قاعدة من قواعده.
وتسمى أقوال هذه الطبقة الوجوه في المذهب ويعبر عنهم بأصحاب الوجوه ، وهم كثر ومنهم الإمام أبو حامد الإسفراييني وأبو العباس بن القاص وأبو علي بن أبي هريرة والقاضي حسين ، ووجوههم واختياراتهم مبثوثة في كتب المذهب.
4- مجتهد الفتوى والترجيح : وهو من قصر عن طبقة أصحاب الوجوه ، لكنه فقيه النفس حافظ للمذهب عارف بأدلته ، إلا أنه دون من فوقه في معرفة المذهب ودراية أصوله.
قال ابن الصلاح : وهذه صفة كثير من المتأخرين إلى أواخر المئة الرابعة من المصنفين ، الذين رتبوا المذهب وحرروه.
ومن هذه الطبقة الإمام الشيرازي والروياني وإمام الحرمين والغزالي ومحررا المذهب الإمام الرافعي والإمام النووي رحم الله الجميع.
5- حفاظ المذهب ونقلته : وهو من حفظ المذهب وفهمه ، لكنه أقل قدرة في تقرير الأدلة وتحرير الأقيسة ، وهذا يعتمد نقله وفتواه فيما يحكيه عن مذهبه من نصوص الإمام أو وجوه الأصحاب أو ترجيح المرجحين.
من هذه الطبقة الإمام الشربيني والإمام الرملي والإمام ابن حجر الهيتمي.