موقع د. محمود صبيح
http://msobieh.com/akhtaa/

فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان
http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=34540
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حليمة [ السبت فبراير 13, 2021 4:46 pm ]
عنوان المشاركة:  فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

كتاب تحفة الإخوان في قراءة الميعاد في رجب وشعبان ورمضان
تأليف الشيخ الأمام العالم الهمام شهاب الدين احمد بن حجازي الفشني* تغمده الله برحمته آمين آمين آمين

(المجلس الثاني في شهر رجب الفرد الحرام)

الحمدلله الذي جعل السنة اثنى عشر شهرا في العدة منها أربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي أفرد وحده جعله موسما للخيرات ومغنما للسعادات وغنيمة للصادقين وعده.
فسبحانه من اله تفرد بالواحدنية في ذاته وصفاته فليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
احمده على فضله الغزير واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المولى القدير واشهد أن محمد عبده ورسوله نبي بين لأمته رشادها واسس قواعد الدين وشادها فهو الشفيع فيمن يصلي عليه ومن اكثر من الصلاة عليه فاز بدار السلام
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الكرام
وبعد
فقد قال الله تعالى وهو اصدق القائلين بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا الآية اعلموا إخواني وفقني الله وإياكم لطاعته أن الله جل ذكره وتقدست اسماؤه فضل الأوقات بعضها على بعض لحكم كثيرة منها أن سائر الأمم كان لهم عمر طويل وعمل كثير فأراد الله تعالى أن تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم سابقة عليهم فأعطاها الأوقات الفاضلة لتسبق سائر الأمم وقد قال جل وعلا أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا الآية ومعناه والله اعلم أن حساب الشهور التي وجبت فيها الزكاة اثنا عشر شهرا في كتاب الله وهو اللوح المحفوظ الذي هو من عند الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض كتبه يوم خلق السموات السبع والأرضين السبع بقوله عز وجل كن، منها أربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب لا يحل فيهن القتل والغارة ذلك الدين القيم ذلك العدو والحساب الصواب لوجوب الزكاة والصدقات فلا تظلموا فيهن انفسكم بالغارة والقتل في هذه الاشهر الأربعة الحرم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة اي حاربوا جماعة الكفارعامة في الاشهر الثمانية كما يقاتلونكم كافة اي كما يحاربونكم جميعا واعلموا معاشر المجاهدين ان الله مع المتقين اي ناصر المتقين الذين اتقوا الجهاد في الأربعة الأشهر الحرم وهذا كان في ابتداءالإسلام ثم نسخ تحريم القتال في الاشهر الحرم بقوله تعالى فاقتلوهم حيث وجدتموهم وقد قال تعالى يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير الآية سبب ذلك أن الجاهلية كانت تعظم حرمة رجب ويكفون عن القتال فيه ويستجاب لهم فيه الدعاء على من ظلمهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية إلى بطن نخل قبيل وقعة بدر بشهرين واخبرهم أنهم يجدون بها قافلة لقريش وامرهم باخذها وكان ذلك في آخر جمادى الثاني فاستهل عليهم رجب ولم يعلموا فقاتلوا المشركين في أول يوم من رجب وقاتلوا بعضهم وغنموا ما شاء الله ورجعوا إلى المدينة فبعث المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعيرون المسلمين بذلك ويقولون إنكم قد استحللتم للقتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى يسؤلونك عن الشهر الحرام قتال فيه اي يسئلونك عن القتال في رجب قل قتال فيه كبير يعني القتال فيه محرم ثم قال وصد عن سبيل الله معناه قل للمشركين صدكم الناس عن سبيل الله واخراجكم اهل الحرام منه بكثرة الأذى اكبر اثما عند الله من القتال في رجب ثم نسخ تحريم القتال فيه بقوله تعالى اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وبقيت حرمة الأشهر الحرم في تضعيف الأجر على الطاعة وتعظيم الوزر على المعصية فإذا كانت الجاهلية ينصلون الأسنة ويكفون عن القتال في شهر رجب فكيف لا يحفظ المسلمون فيه الالسنة ويكفون عن الاعراض فان اللسان في بعض المواضع اضر من سيف قاطع وسنان مجرد ولهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه لأن ترمى انسانا بسهم اهون من أن ترميه بلسانك فإن السهم قد يخطئه واللسان لا يخطئه وقد قيل
احفظ لسانك واستعذ من شره*** إن اللسان هو العدو الذابح
وزن الكلام إذا نطقت بمجلس*** وزنا يلوح به الصواب اللاح
فالصمت من سعدا لسعود بمطلع*** يحمى الفتى والنطق سعد ذابح

وهنا لطيفة
قال الحكماء الأشهر الحرم أربعة كما أن خيار الملائكة أربعة جبريل ومكائيل واسرافيل وعزرائيل
وافضل الكتب أربعة التوارة والإنجيل والزبور والفرقان واعضاء الوضوء اربعة الوجه واليدان والرأس والرجلان وكلمات التسبيح اربعة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
والحساب اربعة آحاد وعشرات ومئين والوف
والاوقات اربعة الساعة واليوم والشهر والسنة
وفصول السنة اربعة ربيع وصيف وخريف وشتاء
والطبائع اربعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة
وسلطان البدن اربعة صفراء وسوداء وبلغم ودم
والخلفاء الراشدون اربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
وزين الله الانبياء بأربعة الخليل والكليم والروح والحبيب صلى الله عليه وسلم
وزين السماء باربعة العرش والكرسي والجنة والملائكة
وزين الأرض باربعة الأنبياء والعلماء والشهداء والأولياء
وزين النفوس باربعة الوضوء والصلاة والصوم والحج
وزين القلب باربعة المعرفة والعلم والعقل والتوحيد
وزين الاعضاء باربعة العين والأذن واليد والرجل ويرسل الله عز وجل عند موت الانسان وقت حمل الجنازة أربعة يقدمون على رأس قبره ينادي احدهم ويقول انقضت الآجال وانقطعت الآمال وينادي الثاني ويقول ذهبت الأموال وبقيت الاعمال وينادي الثالث ويقول زال الاشتغال وبقى الوبال وينادي الرابع ويقول طوبى لك ان كان مطعمك من الحلال وكنت مشغولا بخدمة ذي الجلال
وزين الله الشهور باربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب فذلك قوله تعالى منها اربعة حرم فالأشهر الحرم ثلاثة سرد وواحد فرد وهو شهر رجب قال اهل الإشارات أن الله تعالى فرد وشهره فرد فينبغي أن يكون محبة فردا حتى يصلح لخدمة الفرد في الدنيا ولرؤية الفرد في العقبى وقد قيل في المعنى
الطرق شتى وطرق الله مفردة *** والسالكون طريق الحق افراد

يتبع بمشيئة الله تعالى


الكاتب:  حليمة [ الأحد فبراير 14, 2021 4:28 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

وحكي أن امرأة في بيت المقدس كانت تقرأ كل يوم من رجب اثنى عشر الف مرة قل هو الله احد وكانت تلبس الصوف في شهر رجب كله قال فمرضت وأوصت ابنها أن يدفن معها صوفها فلما ماتت كفنها في ثياب مرتفعة فرآها في منامه فقالت يا بني إني عنك غير راضية لأنك لم تعمل بوصيتي فانتبه من نومه فزعا ورفع صوفها وذهب فنبش قبرها فلم يجدها فيه فزاد همه وتحير فسمع قائلا يقول أما سمعت أن من أطاعنا في رجب لا يترك في القبر فريدا وحيدا فيا اخواننا هذا شهر رجب شهر الله الأصب تصب فيه الرحمة على التائبين وتفبض انوار القبول على العاملين وهو الفرد من الأشهر الحرم وكانوا يسمونه الأصم لأنه لم يسمع فيه حس قتال ويسمونه منصل الألسنة لذلك وهو مشتق من الترجيب وهو التعظيم وقيل سمى بذلك لأن الأعضاء تثمر فيه بالطاعة يقال أرجبت الشجرة إذا أثمرت فتثمر أعضاء المؤمن فيه العين بالبكاء والأذن بسماع الخير واليد بالصدقة والرجل بالمشي إلى المحراب والمجالس واللسان بالذكر
وقيل رجب اسم نهر في الجنة ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وابرد من الثلج لا يشرب منه إلا من صام شهر رجب ويقال له رجم بالميم ومعناه أنه يرجم فيه الأعداء والشياطين حتى لا يؤذوا فيه الأولياء والصالحين
قال النبي صلى الله عليه وسلم شهر رجب شهر الله وشهر شعبان شهري وشهر رمضان شهر أمتي والحكمة في قوله صلى الله عليه وسلم شهر رجب شهر الله أي ان رجعت إلى بابي في رجب اغفر لك بلا شفيع وإن رجعت في شعبان احتجت إلى شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإن رجعت في رمضان احتجت إلى شفاعة المؤمنين
وقال النيسابوري رحمه الله تعالى ويقال اغفر لك في رجب بلا شفيع واغفر لك في شعبان وارضي عنك رسولي واغفر لك في رمضان واشفعك في المؤمنين وجعلت هذه الثلاثة اشهر كحمام فيه ثلاث بيوت فيدخل العبد اولها فيجلس ساعة ثم يعتاد ثم يدخل البيت الثاني ثم يدخل البيت الثالث فيطهر نفسه
فشهر رجب شهر الاستغفار وشعبان شهر الصلاة ورمضان شهر القرآن ويقال رجب لترك الجفا وشعبان للعمل والوفا ورمضان للصدق والصفا رجب شهرالحرث وشعبان شهر الزرع ورمضان شهر الحصاد ويقال رجب كالوضوء وشعبان كلبس الثياب ورمضان كالصلاة فمن لم يتوضأ في رجب بماء الندا ولم يلبس في شعبان ثوب الوفا كيف يصلي في رمضان
وقال أهل الإشارات رجب ثلاثة أحرف راء وجيم وباء فالراء من رحمة الله والجيم جرم العبد وجناياته والباء بر الله كأن الله تعالى يقول أجعل جرمك وجنايتك بين رحمتي وبري
ويقال شهر رجب كالأشجار وشهر شعبان كالأزهار وشهر رمضان كالأثمار فإذا لم يكن للشجرة زهر لم يكن لها ثمر وكذلك من لم يكن له حرمة رجب لم يكن له حرمة شعبان ومن لم يكن له حرمة شعبان لم يكن له حرمة رمضان فاجتهدوا رحمكم الله في رجب فإنه موسم التجارة واعمروا أوقاتكم فيه فهو أوان العمارة فمن كان من التجار فهذه المواسم قد دخلت ومن كان مريضا بالأوزار فهذه الأدوية قد حملت


الكاتب:  حليمة [ الاثنين فبراير 15, 2021 3:59 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

قال وهب بن منبه رضي الله عنه جميع أنهارالدنيا تزور زمزم في شهر رجب تعظيما لهذا الشهر قال وقرأت في بعض كتب الله المنزلة أن من اشتغفر الله في رجب بالغداة والعشي يرفع يديه ويقول اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي سبعين مرة لم تمس النار له جلدا
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام ثلاثة ايام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة قال انس رضي الله عنه صمت أذناي إن لم أكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاكثروا من الاستغفار في رجب فإن لله تعالى في شهر رجب عتقاء من النار وفي الجنة مدائن مبنية من الذهب والفضة لمن صام يوما من رجب
وقال مقاتل رحمه الله تعالى إن من وراء جبل قاف ارضا مثل الدنيا سبع مرات مملوءة من الملائكة بيد كل ملك منهم لواء مكتوب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله يجتمعون كل ليلة جمعة من شهر رجب حول جبل قاف يتضرعون إلى الله عز وجل ويدعون بالسلامة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون ياربنا ارحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا تعذبهم ويتضرعون ويبكون فيقول لهم الرب جل جلاله ماتريدون فيقولون نريد أن تغفر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي إني قد غفرت لهم
ورأيت منقولا في بعض الكتب والعهدة في صحة ذلك وعدمها راجعة إلى ناقله الأول أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرف علينا رجل حسر الهيئة لم نر مثله في هيئته ولا عرضه فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلم نعرف نحن لغته فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بمثل لغته ثم قال له من اين أنت وما جئت فيه قال يا نبي الله إني رجل من قوم عيسى عليه الصلاة والسلام خدمت مريم حتى بلغت مبلغ النساء ثم خدمت عيسى حتى بلغ مبلغ الرجال ثم قرأت عنده التوراة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغك هذ العمر فإن بيني وبين اخي عيسى ستمائة سنة ثم قال إني تمنيت على ربي عز وجل أن ألحق بك وبأمتك لما رأيت من كرامتك في كتب الله المنزلة وفضلك وفضل أمتك وسألت عيسى عليه السلام في الدعاء أن يشفع لي إلى ربي عز وجل في أن يبلغني هذه الأمة فعلم الله عز وجل ذلك من قلبي فدعا لي عيسى عليه السلام بذلك حتى بلغت ما بلغت
ثم جعل الرجل يحدث النبي صلى الله عليه وسلم بالعجائب فمن ذلك قال يا نبي الله كان عيسى عليه الصلاة والسلام ذات يوم يمشي وأنا معه إذا نحن بجبل شامخ في السماء يتلألأ نوره من كثرة الجواهر فدعى عيسى عليه الصلاة والسلام وقال يارب قوّني حتى اصعد هذا الجبل لأنظر ما فيه فأخرج الكلام من فمه حتى رأينا أنفسنا على الجبل
ثم سأل الله عز وجل أن يأذن للجبل حتى يكلمه فأذن الله عز وجل له بالكلام فقال يا روح الله ما تريد مني فقال عيسى عليه السلام اخبرني بخبرك قال يا روح الله إن في جوفي رجلا من قوم موسى عليه السلام كان يحب محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته فمن اجل ذلك بلغت من الشرف كما ترى فدعا عيسى عليه السلام ربه عز وجل وقال يارب أخرج هذا الرجل فانفلق الجبل وخرج منه شيخ كبير حسن الوجه طويل القامة فقال عيسى عليه الصلاة والسلام من أي قوم أنت وما بلغ بك من العمر قال أنا رجل من قوم موسى عليه السلام وكلما ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وأمته دعوت الله عز وجل أن يرزقني ملاقاته فقلت يوما يارب إن كان بيني وبين محمد صلى الله عليه وسلم أمد بعيد فادخلني في هذا الجبل حتى القاه فقال عيسى عليه الصلاة والسلام منذ كم تعبد الله في هذا الجبل قال ستمائة سنة
فقال عيسى عليه الصلاة والسلام يارب ليس على وجه الأرض عبدا أكرم على الله من هذا الرجل قال الله عز وجل يا عيسى من صام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوما واحدا من رجب كان اكرم من هذا .

يتبع بمشيئة الله تعالى


الكاتب:  molhma [ الأربعاء فبراير 17, 2021 2:26 am ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

جزاكي الله خيرا كثيرا أختي الفاضلة حليمة سلمت يداكي حبيبتي وكل عام وانتي بألف خير وصحة وسعادة ويعيد عليكي الأيام الطيبة باليمن والبركات

الكاتب:  حليمة [ الخميس فبراير 18, 2021 4:07 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

molhma كتب:
جزاكي الله خيرا كثيرا أختي الفاضلة حليمة سلمت يداكي حبيبتي وكل عام وانتي بألف خير وصحة وسعادة ويعيد عليكي الأيام الطيبة باليمن والبركات

جزاك الله كل خير أختي الكريمة ملهمة
وكل عام وانتي بخير وبركة وكل الأسرة الكريمة بخير وصحة وسلامة وعافية وستر من الله
وأسعدني مرورك العطر الكريم

الكاتب:  حليمة [ الأحد فبراير 21, 2021 5:16 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

ورأيت أيضا في بعض كتب الوعظ عن ثوبان رضي الله عنه قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بمقبرة فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم بكى بكاء شديدا ثم قال يا ثوبان هؤلاء يعذبون في قبورهم ودعوت الله تعالى فخفف عنهم ثم قال صلى الله عليه وسلم يا ثوبان لو صام هؤلاء يوما من رجب وقاموا ليلة واحدة ماعذبوا في قبورهم فقلت يا رسول الله بصوم يوم واحد وقيام ليلة واحدة يمنع عنهم عذاب القبر قال نعم يا ثوبان والذي بعثني بالحق نبيا ما من مسلم ولا مسلمة يصوم يوما من رجب ويقوم ليلة منه يريد بها وجه الله عز وجل إلا كتب له عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها فيا اخواننا عذاب القبرحق كما ثبت في الأخبار فهل فيكم من يخاف عذاب القبر وظلمة اللحد وضيقه وسؤال منكر ونكير
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها اعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال نعم عذاب القبر حق قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رسول الله صلى عليه وسلم بعد صلاة إلا تعوذ بالله من عذاب القبر
وروى أن من صام من رجب سبعة ايام اغلقت عنه ابواب جهنم ومن صام منه عشرة ايام لم يسأل الله شيئا
إلا اعطاه وان في الجنة قصرا الدنيا فيه كمفحص القطاة لا يدخله إلا صوام رجب واعلموا أن الدعاء في اول ليلة من رجب وفي أول ليلة جمعة منه مستجاب فيستحب وفي ليلة السابع والعشرين منه اسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال من صام السابع والعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا وهو اول يوم نزل فيه جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة
قال ابن عادل يروى ان جبريل عليه السلام نزل على آدم اثنتى عشر مرة وعلى ادريس اربع مرات وعلى إبراهيم ثنتين واربعين مرة وعلى نوح خمسين مرة وعلى موسى اربعمائة مرة وعلى عيسى عشر مرات وعلى محمد صلى الله عليه وسلم اربعا وعشرين الف مرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرف رجب ويعظمه وكان ابو قلابة كثيرا ما يقول إن في الجنة قصرالصوّام رجب وكان صلى الله عليه وسلم يقول لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم
وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان رجب شهر الله الاصم فمن صام من رجب يوما إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر ومن صام يومين لم يصف الواصفون من اهل السماء والأرض ما له عند الله عز وجل من الكرامة ومن صام ثلاثة ايام جعل الله بينه وبين النار حجابا طوله مسيرة سبعين عاما قال ومن صام اربعة ايام عوفي من البلايا ومن الجنون والجذام والبرص وذات الجنب ومن فتنة المسيخ الدجال
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال رجب من الأشهر الحرم وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة فإذا صام الرجل منه يوما وجرد صومه بتقوى الله تعالى نطق الباب ونطق اليوم وقالا يارب اغفر له فإذا لم يتم صومه بتقوي الله لم يستغفرا له وهنا إشارة وهي لكل مؤمن بشارة وهي أن الله عز وجل وضع في حق الزنا أربعة شهود حتى يجب الرجم او الجلد وإذا شهد ثلاثة فلا يجب ولا تقبل شهادتهم فعلى هذا إذا شهد عليك ثلاثة من الأشهر الحرم بالفسق ولم يشهد عليك رجب لا تقبل شهادتهم
كما قيل إن رجب بعد ما مضى صعد إلى السماء فيقول الله عز وجل يا رجب ما فعل عبادي بجلوك وعظموك فيسكت رجب ولا يتكلم حتى يسأله ثانيا وثالثا فيقول رجب إلهي إنك ستار وامرت جميع خلقك ان يستروا عيوب بعضهم وسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم اصم وانا اصم سمعت طاعتهم ولم اسمع معصيتهم
فيا اخواننا إن أردتم الراحة عند الموت والموت على الإيمان والنجاة من الشيطان الفتان فاحترموا هذا الشهر كله بكثرة الصيام والندم على ما سلف من الآثام وانزجروا عن المعاصي في الشهر الحرام واذكروا خالق الأنام تدخلوا الجنة بسلام وقد وضع الله تعالى الجمعة والجماعات فإن قصرتم ففي الأشهر الحرم وإن قصرتم ففي شهر رجب وإن قصرتم ففي شعبان وإن قصرتم ففي رمضان وإن قصرتم ففي ليلة القدر والعيدين وعاشوراء وإنما وضعها الله عز وجل لكم رحمة فكأن الله تعالى يقول امرتكم بالتوبة فلم تتوبوا فخلقت هذه الأوقات وفضلتها على غيرها حتى إذا مرت بكم تطهر ثم لمولاكم وإن كنتم على ذنوبكم فيا خيبة المسيء.

يتبع بمشيئة الله تعالى


الكاتب:  حليمة [ الأربعاء فبراير 24, 2021 4:35 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

حكي أن بعض الزهاد اشترى جارية وكانت عارفة ولم يعرفها مولاها وكان اول ليلة من رجب فقال لأهله تهيؤا غدا للصوم فإنه غرة رجب فقالت يا مولاي بعني غدا قال ولم فقالت إني لا أريد صاحبا يعبد الله عز وجل بالوقت فيعبده في رجب ولا يعبد في سواه وهو رب جميع الأيام والأوقات
ويروى أن صائمي رجب وشعبان ورمضان لا جوع عليهم ولا عطش يوم القيامة
ويروى أن اربعة اشياء تخفف عذاب القبر قراءة القرآن في كل حين وزمان واكرام اليتيم في كل مكان وصوم ايام البيض في رجب وشعبان والصلاة في جوف الليل تنور القلب وتورث رضاء الرحمن والايام البيض الثالث عشر وتالياه
وفي الحديث إذا صام احدكم من الشهر ثلاثا فليصم ثالث عشره واربع عشره وخامس عشره من جاء بالحسنة فله عشر امثالها واليوم بعشرة ايام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس ويقول ان الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس فأحب ان يعرض عملي وانا صائم وكان صلى الله عليه وسلم يقول يغفر الله عز وجل في كل اثنين وخميس لكل مسلم ومسلمة إلا مهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا فيا اخواننا كم من انسان ادرك رجب ولم يدرك شعبان وكم من انسان ادركهما ولم يدرك رمضان من عبث من عمره ضيع ايام حرثه ومن ضيع ايام حرثه ضيع ايام حصاده ولا يعرف قدر الشباب إلا الشيوخ ولا قدر الصحة إلا المرضى ولا قدر الغنا إلا الفقرا ولا قدر الحياة إلا الموتى فعليكم يا اخواني في شهر رجب بالصوم وكثرة البكاء على ما سلف من السيئات لعلكم أن تنجو من الدركات وتفوزوا بالدرجات

يحكى أن ملكا في الزمن الأول كان كلما ولد له ولد ذكر وكبر لبس ذلك الولد الصوف وساح على وجه الأرض وتزهد فولد له ولد ذكر وكبر فدعى جميع الوزراء والروؤساء من اهل زمانه وقال لهم عرفتم عادة اولادي فالآن إذا مت من غير خلف لعل يمتلك عليكم ملك جائر وإن كان من اولادي امير عليكم يحفظ سيرتي فيكم واني مغتم لأجلكم فاتشيرون علي فاجتمع رأيهم على أن قالوا أيها الملك الحيلة في ذلك أن تبني قصرا عظيما خلفه بستان وقدامه حائط ثم إذا كبر هذا الولد واكل وحده وشرب وحده انزلته مع والدته واصحابه في ذلك القصر وضمت إليه من اصحاب الملاهي واصحاب الدنيا اناسا يزينون في قلبه حب الدنيا حتى يميل إليها ولا يهرب عنها فاستحسن ذلك وفعل ما قالوا ونصب حفاظا يحفظونه لئلا يخرج من القصر وكان ذلك حتى كبر الولد وبلغ مبلغ الرجال فقال يوما لحفاظه ما وراء هذا الحائط قالوا اناس قال دعوني ابصرهم قالوا لا إلا أن يأذن لك ابوك فاستأذنوه فأذن لهم فلما خرج مع خدمه راى شيخا كبيرا يسيل لعابه على صدره قد ضعف وكل بصره وتقوس ظهره قد اجتمع عليه الذباب فقال الفتى لخدمه ما اصاب هذا قالوا قد ادركه الكبر وصار كما ترى قال الفتى هذا حاله خاصة ام للناس عامة قالوا بل للناس عامة قال لا عيش لمن آخره هذا فأخبروا اباه بما قال فقال لخدامه واصحابه واصحاب الملاهي اخرجوا هذا من قلبه فاحتالو حتى اخرجوه من قلبه وشرحوا صدره فلما كان في العام القابل استأذن في الخروج فأذن له في الخروج فخرج فإذا هو بشاب مراهق وعليه جراحات وقروح سائلة وقد اصفر وجهه ونحف بدنه فقال الفتى ما شأن هذا قالوا قد اصابه المرض والحمى فقال هذا له خاصة ام للناس عامة قالوا بل للناس عامة قال لاعيش لمن آخره هذا فاخبروا اباه بما قال فاحتالوا مثل الأول حتى اخرجوه من قلبه قال فلما كان العام الثالث اذن له في الخروج فخرج فإذا هو بجنازة عليها ميت وحولها من يبكي فقال الفتى ما هذا فقالوا جنازة قال فما فوقها قالوا ميت قال الى اين يحمله هؤلاء الأربع قالوا إلى القبر قال وما القبر قالوا بيت تحت الأرض قال ومتى يخرج من ذلك قالوا يوم القيامة فقال الفتى لحملة نعشه ضعوا هذه الجنازة حتى ارى الميت واكلمه فوضعوها وكشف عن وجهه فإذا هو شاب طري قد فارق الدنيا فقال يا شاب ما اصابك فلم يرد عليه شيأ فقال ما له لا يكلمني قالوا إن الميت لايقدر على الكلام فقال فإين قبره فاحملوني حتى اراه فحملوه إلى قبره فرأى القبر قال هذا قبره إلى يوم القيامة قالوا نعم قال هذا له خاصة ام للناس عامة قالوا بل للناس عامة جميع الخلائق يموتون فقال الفتى لا عيش لمن يكون آخره الموت وبيته هذا القبر إلى يوم القيامة ثم نزل عن دابته وولى هاربا وترك الدنيا ورجع إلى الله عز وجل والدار الآخرة رحمة الله تعالى عليه وعلى المسلمين اللهم يا ذا الجلالا والإكرام وفقنا لما يرضيك قبل نزول الحمام أمين)انتهى

تم بحمد الله تعالى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .....


الكاتب:  حامد الديب [ الجمعة فبراير 04, 2022 10:38 am ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

جزاكم الله خيرا كثيرا / الفاضلة حليمة

وكل عام وانتي بألف خير وصحة وسعادة


الكاتب:  حامد الديب [ الأحد يناير 22, 2023 9:35 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

يرفع وكل عام وانتم بخير

الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء يناير 31, 2023 8:04 am ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

وكل عام وحضرتك والمنتدى الكريم بخير دائما أبدا

الكاتب:  حامد الديب [ الخميس يناير 11, 2024 4:24 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: فضل شهر رجب من كتاب تحفة الإخوان

يرفع وكل عام و حضراتكم بكل خير وصحه وسعاده

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/