موقع د. محمود صبيح

مشاركة قديمة من فيسبوك للدكتور أحمد كمال الجزار رحمت الله عليه ورضوانه:
لا تأخذ علمك في أي مجال إلا عن صاحب تجربة وخبرة ومشاهدة. فالمعرفة النظرية أقرب إلي الخيال والوهم منها إلي الحقيقة. فطالب الطب يعرف معلومات عن التشريح والكيمياء الحيوية وعلم الأدوية وطب الباطنة والجراحة ونحو ذلك، ما لا يعرفه الطبيب الماهر الذي يعالج المرضي، ويقف الطالب مع كثرة معلوماته حائرا جاهلا مرتبكا أمام المريض.
كذلك رجل الدين الذي يرشد الناس، قد يعرف تاريخ الأديان وقصص الأنبياء والأحاديث النبوية وقراءات وتفسير القرآن، ويحفظ ذلك عن ظهر قلب، ويتحدث في هذه الأمور بلسان بليغ. فإذا سألته: " أنا أريد أن أكون زاهدا أو شاكرا أو صابرا!"، أدار معلوماته في رأسه وقال لك أن "الصحابة كانوا زاهدين، وأيوب عليه السلام كان صابرا، وسليمان عليه السلام كان شاكرا".... و هذا الكلام لن يفيدك شيئا. و هو لا يعرف غير هذا لأنه لم يجرب الزهد أو الصبر. و هو مثل طبيب جاهل تقول له: "أنا ضعيف ونحيف!" فيقول لك: "ألا تنظر إلي أبطال كمال الأجسام؟! لماذا لا تكون مثلهم؟!"... وهذه نصيحة مضحكة، قالها رجل غبي أحمق، لا يهمه أمرك..
فدقق في هذا الكلام. ولا تأخذ علمك ودينك إلا من عالم، صاحب خبرة في العلم والدين. ولا تغتر بفصاحة البعض وشهرتهم، فإن جثث الموتي تطفو علي الماء ولا تستطيع السباحة. وقد يقول لك قائل أن هذه الجثة طفت علي ماء النهر من أسوان إلي الأسكندرية، فهي أدري بأحوال النهر!!
فهل تنتظر أن تتعلم السباحة من جثة؟! إن فكرت هكذا فأنت في حاجة لعلاج عقلك أولا قبل أن تتعلم الزهد والصبر والشكر.
انتهى كلام الدكتور أحمد رحمه الله..
وأنشر هذا الموضوع بمناسبة توجيه الدكتور محمود صبيح رضي الله عنه للفقير البارحة: لا يؤخذ الدين من النت أو من العامي.

_________________
اللهم صل صلاة كاملةً وسلم سلامًا تامًا، على سيدنا محمدٍ الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتُنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك يا ألله الحي القيوم العلي العظيم.