موقع د. محمود صبيح
http://msobieh.com/akhtaa/

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=34149
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حليمة [ السبت نوفمبر 21, 2020 7:47 pm ]
عنوان المشاركة:  محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد العزيز السيد موسى


{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح: 29]
(تذكرت هذه الآية، وما توحي به من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، مع جماعة المؤمنين بأنهم أشداء أقوياء على عدوهم، لا يعرفون في مغالبتهم هوادة، ولا يتسرب إلى قلوبهم من جراء ذلك رأفة ولا رحمة لان ذلك هو الحق، ولا تأخذهم في الحق لومة لائم، وأنهم فيما بينهم لا يعرفون غير الرحمة بأكمل معناها وأجلى مظهر لها، وهي ضالتهم المنشودة وغايتهم المرجوة، وأنهم لا يعرفون فتورا في طاعة الله، وتنفيذ أوامر ربهم الكريم وخالقهم العظيم؛ يتمثل لك ذلك في ركوعهم وسجودهم لله وحده، وأنهم لا يقصدون من وراء ذلك غير الفضل والرضوان والرحمة والغفران، وأنك تعرفهم من غير عناء ولا تعب، وتعرفهم بما وضع الله في وجوههم من نور حباهم الله به من أثر السجود الذي كان لله خالصا. وفيهم يقول الله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [الحديد: 12]
{لقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
فهذه الآية الكريمة تصور لنا أنه منة من الله كريمة، وعطية منه عظيمة، وأشعرتنا بأنه من المؤمنين، وأن المؤمنين منه وأنه جاء لهدايتهم وإرشادهم وإنقاذهم مما هم فيه من الشرك والوثنية.
{ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16]
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [التوبة: 128، 129]
وهذه الآية تحدثنا بأنه مصدر الرأفة والرحمة لجماعة المؤمنين، وأنه شديد الحرص على ما يهمهم، وما يعنيهم وما يعود عليهم بالنفع العام، ويعز عليه أن ينال أحدا من المؤمنين شيء من العنت وما يشق عليهم من العمل.
{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب: 45 - 48]
وأن هذه الآية تعطيك صورة عن مقدار قربه من الله العلي القدير، وأن الله يناديه بلقب يدل على سموه وعلو منزلته، ويبين له مهمته التي أرسل لأجلها من الدعوة إلى الله والبشارة السارة التي يحملها لجماعة المؤمنين، وأن يتجه في مهمته اتجاها حقا، ولا يسمح لأعدائها قولا، ولا يحفل بما يكيدون له من الأذى، وعلى أن يترك الأمر لمولاه الذي أحاطه بعنايته الربانية. والله نعم الوكيل.
{ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]
وبهذه الآية تذكرت رسالته العامة ودعوته الشاملة، وأنه أرسل إلى الناس كافة- صلوات الله وسلامه عليه-، وأن الله اختصه بذلك عن جميع الرسل، فإن الرسول كان يرسل إلى قومه خاصة، وذلك فضل عظيم وامتياز خاص لم ينله أحد سواه وحسبه قول الله له: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]
وكان صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب: 40]
فلا رسالة بعد رسالته، ولا نبوة بعد نبوته، ولا هداية بعد هدايته صلى الله عليه وسلم.)
انتهى
(مقال-نشر في مجلة الأزهر سنة1369هـ المجلد رقم 21، ص 271).

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/