موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الرجال قوامون على النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 18, 2020 6:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
تعريف و معنى قوامون على النساء

والقيم : السيد ، وسائس الأمر .
وقيم المرأة : زوجها
وقام الرجل على المرأة : صانها
وإنه لقوام عليها : مائن لها ، وفي التنزيل : ) الرجال قوامون على النساء ( وليس يراد هاهنا ، والله اعلم ، : القيام الذي هو المثول والتنصب ، وضد القعود ، إنما هو من قولهم : قمت بأمرك وكأنه ، والله اعلم ، الرجال قوامون على النساء معنيون بشئونهن . )
المحكم والمحيط الأعظم (6/ 592)

وكان ثعلب يقول العرب تقول : امرُؤٌ وامرأانِ وقوم وامرأةٌ وامرأتان ونِسوة لا يقال للنساء قوم وإنما سمِّي الرجال دون النساء قوماً لأنهم يقومون في الأمور كما قال عزَّ ذكره : " الرِّجال قوَّامونَ على النساءِ " يقال : قائم وقوم كما يقال زائر وَزَور وصائم وصوم ومما يدل على أنَّ القوم رجال دون النساء قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسَى أن يَكونوا خَيراً مِنْهُم ولا نِساءٌ مَن نِساءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيراً مِنْهُنَّ " . وقول زهير :
وما أدري وسَوف إخالُ أدري ... أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِساءُ
فقه اللغة (ص: 1260)

وقَوْمُ الرجل: أقاربه. والعيد القومي (محدثة) والقومية العربية (محدثة) ويحفظون قول الله تعالى: { الرَّجَالُ قَوَّامُونَ على النساءِ } ويوم القيامة والقيمة. والقيُّوم من أسماء الله الحسنى. والقَيِّم من يتولى أمر المحجور عليه.
مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ـ الأعداد (81 - 102) (206/ 22)

وقد يَجِيءُ *!القِيامُ بمَعْنَى المُحَافَظَةِ والإِصْلاحِ ،
تاج العروس من جواهر القاموس - ث (33/ 317)

القوامة في السنة

عن على قال : أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - رجل من الأنصار بامرأة له فقالت يا رسول الله إن زوجها فلان بن فلان الأنصارى وإنه ضربها فأثر فى وجهها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس له ذلك فأنزل الله {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} [ النساء : 34 ] أى قوامون على النساء فى الأدب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردت أمرا وأراد الله غيره ) جامع الأحاديث (29/ 248)

أف للحَمَّامِ حجابٌ لا يستر وماء لا يُطَهّر بنيان أوشاب للمشركين ومرج الكفار ومرج الشيطان لا يحل لرجل أن يدخله إلا بمنديل مروا المسلمين لا يفتنون نساءهم الرجال قوامون على النساء علموهن القرآن ومروهن بالتسبيح (البيهقى فى شعب الإيمان عن عائشة)
جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي (ص: 4207)

وبإسناده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا امرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك قال وتلا هذه الآية { الرجال قوامون على النساء } الى آخر الآية
مسند الطيالسي (ص: 306)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرجال قوامون على النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 18, 2020 6:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
تفسير قوله تعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} [ النساء : 34 ]
التحرير والتنوير (4/ 112)
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيرا} .
استئناف ابتدائي لذكر تشريع في حقوق الرجال وحقوق النساء والمجتمع العائلي. وقد ذكر عقب ما قبله لمناسبة الأحكام الراجعة إلى نظام العائلة، لا سيما أحكام النساء، فقوله {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أصل تشريعي كلي تتفرع عنه الأحكام التي في الآيات بعده، فهو كالمقدمة.
وقوله {فالصالحات} تفريع عنه مع مناسبته لما ذكر من سبب نزول {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:32] فيما تقدم.
والحكم الذي في هذه الآية حكم جيء به لتعليل شرع خاص.
فلذلك فالتعريف في {الرجال} و {النساء} للاستغراق. وهو استغراق عرفي مبني
على النظر إلى الحقيقة، كالتعريف في قول الناس الرجل خير من المرأة، يؤول إلى الاستغراق العرفي، الأحكام المستقرة للحقائق أحكام أغلبية، فإذا بنى عليها استغراق فهو استغراق عرفي. والكلام خبر مستعمل في الأمر كشأن الكثير من الأخبار الشرعية.
والقوام: الذي يقوم على شأن شيء ويليه ويصلحه، يقال: قوام وقيام وقيوم، لأن شأن الذي يهتم بالأمر ويعتني به أن يقف ليدير أمره، فأطلق على الاهتمام القيام بعلاقة اللزوم، أو شبه المهتم بالقائم للأمر على طريقة التمثيل. فالمراد من الرجال من كان من أفراد حقيقة الرجل، أي الصنف المعروف من النوع الإنساني، وهو صنف الذكور، وكذلك المراد من النساء صنف الإناث من النوع الإنساني، وليس المراد الرجال جمع الرجل بمعنى رجل المرأة، أي زوجها، لعدم استعماله في هذا المعنى، بخلاف قولهم: امرأة فلان، ولا المراد من النساء الجمع الذي يطلق على الأزواج الإناث وإن كان ذلك قد استعمل في بعض المواضع مثل قوله تعالى {مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} ، بل المراد ما يدل عليه اللفظ بأصل الوضع كما في قوله تعالى {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء:32]، وقول النابغة:
ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا
يريد أزواجه وبناته وولاياه.
فموقع {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} موقع المقدمة للحكم بتقديم دليله للاهتمام بالدليل، إذ قد يقع سوء تأويل، أو قد وقع بالفعل، فقد روي أن سبب نزول الآية قول النساء ليتنا استوينا مع الرجال في الميراث وشركناهم في الغزو.
وقيام الرجال على النساء هو قيام الحفظ والدفاع، وقيام الاكتساب والإنتاج المالي، ولذلك قال {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: بتفضيل الله بعضهم على بعض وبإنفاقهم من أموالهم، إن كانت ما في الجملتين مصدرية، أو بالذي فضل الله به بعضهم، وبالذي أنفقوه من أموالهم، إن كانت ما فيها موصولة، فالعائدان من الصلتين محذوفان: أما المجرور فلأن اسم الموصول مجرور بحرف مثل الذي جر به الضمير المحذوف، وأما العائد المنصوب من صلة {وبما أنفقوا} فلأن العائد المنصوب يكثر حذفه من لصلة. والمراد بالبعض في قوله تعالى {فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ} هو فريق الرجال كما هو ظاهر من العطف في قوله {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} فإن الضميرين
للرجال.
فالتفضيل هو المزايا الجبلية التي تقتضي حاجة المرأة إلى الرجل في الذب عنها وحراستها لبقاء ذاتها، كما قال عمرو بن كلثوم.
يقتن جيادنا ويقلن لستم
...
بعولتنا إذا لم تمنعونا
فهذا التفضيل ظهرت آثاره على مر العصور والأجيال، فصار حقا مكتسبا للرجال، وهذه حجة برهانية على كون الرجال قوامين على النساء فإن حاجة النساء إلى الرجال من هذه الناحية مستمرة وإن كانت تقوى وتضعف.
وقوله {وبما أنفقوا} جيء بصيغة الماضي للإيماء إلى أمر قد تقرر في المجتمعات الإنسانية منذ القدم، فالرجال هم العائدون لنساء العائلة من أزواج وبنات، وأضيفتا لأموال إلى ضمير الرجال لأن الاكتساب من شأن الرجال، فقد كان في عصور البداوة بالصيد وبالغارة وبالغنائم والحرث، وذلك من عمل الرجال، وزاد اكتساب الرجال في عصور الحضارة بالغرس والتجارة والإجارة والأبنية، ونحو ذلك، وهذه حجة خطابية لأنها ترجع إلى مصطلح غالب البشر، لا سيما العرب. ويندر أن تتولى النساء مساعي من الاكتساب، لكن ذلك نادر بالنسبة إلى عمل الرجل مثل استئجار الظئر نفسها وتنمية المرأة مالا ورثته من قرابتها.
ومن بديع الإعجاز صوغ قوله {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} في قالب صالح للمصدرية والموصولية، فالمصدرية مشعرة بأن القيامة سببها تفضيل من الله وإنفاق، والموصولية مشعرة بأن سببها ما يعلمه الناس من فضل الرجال ومن إنفاقهم ليصلح الخطاب للفريقين: عالمهم وجاهلهم، كقول السموأل أو الحارثي:
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم
...
فليس سواء عالم وجهول
ولأن في الإتيان بما مع الفعل على تقدير احتمال المصدرية جزالة لا توجد في قولنا: بتفضيل الله وبالإنفاق، لأن العرب يرجحون الأفعال على الأسماء في طرق التعبير.

الدر المنثور
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)

وأخرج عن السدي { الرجال قوَّامون على النساء } يأخذون على أيديهن ويؤدبونهن .
وأخرج عن سفيان { بما فضل الله بعضهم على بعض } قال : بتفضيل الله الرجال على النساء { وبما أنفقوا من أموالهم } بما ساقوا من المهر .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي { وبما أنفقوا من أموالهم } قال : الصداق الذي أعطاها ، ألا ترى أنه لو قذفها لاعنها ، ولو قذفته جُلِدَتْ .

الكشف والبيان (3/ 302)
الرجال قوّامون على النساء ( الآية قال مقاتل : نزلت هذه الآية في سعيد بن الربيع بن عمرو وكان من النقباء وفي امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير وهما من الأنصار وذلك أنها نشزت فلطمها ، فانطلق أبوها معها إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : أفرشته كريمتي ولطمها ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( لتقتصَّ من زوجها ) ، فانصرفت مع أبيها لتقتصّ منه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( ليرجعوا ، هذا جبرئيل ) ، وأُنزلت هذه الآية ، وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( أردنا أمراً وأراد الله أمراً ، فالذي أراد الله خير ) ، ورُفع القصاص .
وقال الكلبي : نزلت في أسعد بن الربيع وامرأته بنت محمد بن مسلم ، وذكر نحوها أبو روق : نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أُبي ، وفي زوجها ثابت بن قيس بن شماس ، وذلك أنّها نشزت عليه فلطمها ، فأتت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) تستعدي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ) الرجال قوّامون على النساء ( أي مسلّطون على تأديب النساء ) بما فضّل الله بعضهم على بعض ( فليس بين الرجل وامرأته قصاص فيما دون النفس ، فلو شجّ رجل امرأته ، أو جرحها لم يكن عليه قود ، وكان عليه العقل إلاّ التي يقتلها فيُقتل بها ، قاله الزهري وجماعة من العلماء ، وقال بعضهم : ليس بين الزوج والمرأة قصاص إلاّ في النفس والجرح .
والقوّامون : البالغون في القيام عليهن بتعليمهنّ وتأديبهنّ وإصلاح أمرهنّ ) بما فضّل الله بعضهم على بعض ( قيل : بزيادة العقل ، وقيل : بزيادة الدّين واليقين ، وقيل : بقوة العبادة ، وقيل : بالشهادة ، قال الله : ) فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ( ، قال القرظي : بالتصرّف والتجارات ، وقيل : بالجهاد ، قال الله : ) انفروا خفافاً وثقالا ( ، وقال للنساء : ) وقرْن في بيوتكن ( ، الربيع : الجمعة والجماعات ، قال الحسن : بالإنفاق عليهنّ ، قال الله تعالى : ) وبما أنفقوا من أموالهم ( .
وقال بعضهم : يمكن للرجل أن ينكح أربع نسوة ، ولا يحلّ للمرأة غير زوج واحد ، وقيل : هو إنّ الطلاق إلى الرجال وليس إليهنّ منه شيء ، وقيل : بالدّية ، وقيل : بالنبوّة ، وقيل : الخلافة والإمارة ، إسماعيل بن عياش ( . . . . . . . . . ) عن بعض أشياخه رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( المرأة مسكينة ما لم يكن لها زوج ) .
فقيل : يا رسول الله ، وإن كان لها مال ؟ قال : ( وإن كان لها مال ، الرجال قوّامون على النساء ) .


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرجال قوامون على النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 18, 2020 6:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
تفسير الشعراوي (ص: 1495)
{ الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء . . . } . أول ما نلتفت إليه أن بعضهم لم يفسروا الآية إلاّ على الرجل وزوجته على الرغم من أنَّ الآية تكلمت عن مطلق رجال ومطلق نساء ، فليست الآية مقصورة على الرجل وزوجه ، فالأب قوام على البنات ، والأخ على أخواته . ولنفهم أولاً { الرجال قَوَّامُونَ } وماذا تعني؟ وننظر أهذه تعطي النساء التفوق والمركز أم تعطيهن التعب . والحق سبحانه وتعالى يطلب منا أن نحترم قضية كونية ، فهو الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه وأوضح القضية الإيمانية { الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء } والذي يخالف فيها عليه أن يوضح - إن وجد - ما يؤدي إلى المخالفة ، والمرأة التي تخاف من هذه الآية ، نجد أنها لو لم ترزق بولد ذكر لغضبت ، وإذا سألناها : لماذا إذن؟ تقول : أريد ابناً ليحمينا . كيف وأنت تعارضين في هذا الأمر؟
ولنفهم ما معنى « قوَّام » ، القوَّام هو المبالغ في القيام . وجاء الحق هنا بالقيام الذي فيه تعب ، وعندما تقول : فلان يقوم على القوم؛ أي لا يرتاح أبدا . إذن فلماذا تأخذ { قَوَّامُونَ عَلَى النسآء } على أنه كتم أنفاس؟ لماذا لا تأخذها على أنه سعى في مصالحهن؟ فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء ، أي أن يقوم بأداء ما يصلح الأمر . ونجد أن الحق جاء بكلمة « الرجال » على عمومها ، وكلمة « النساء » على عمومها ، وشيء } فما وجه التفضيل؟
إن وجه التفضيل أن الرجل له الكدح وله الضرب في الأرض وله السعي على المعاش ، و ذلك حتى يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها . وفي قصة آدم عليه السلام لنا المثل ، حين حذر الحق سبحانه آدم وزوجته من الشيطان ، إبليس الذي دُعي إلى السجود مع الملائكة لآدم فأبى ، وبذلك عرفنا العداوة المسبقة من إبليس لآدم ، وحيثيتها : { قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [ الإسراء : 61 ] .
وأوضح الحق لآدم : إذا هبطت إلى الأرض فاذكر هذه العداوة . وأعلم أنه لن يتركك ، وسيظل يغويك ويغريك؛ لأنه لا يريد أن يكون عاصياً بمفرده ، بل يريد أن يضم إليه آخرين من الجنس الذي أبى أن يسجد هو لأبيهم آدم يريد أن يغويهم ، كما حاول إغواء آدم : { إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجنة } [ طه : 117 ] .
وهل قال الحق بعدها : فتشقيا أو فتشقى؟ قال سبحانه : { فتشقى } [ طه : 117 ] .
فساعة جاء الشقاء في الأرض والكفاح ستر المرأةوكان الخطاب للرجل . وهذا يدل على أن القوامة تحتاج إلى تعب ، وإلى جهد ، وإلى سعي ، وهذه المهمة تكون للرجل .
ونلحظ أنه ساعة التفضيل قال : { الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ } لقد جاء ب « بعضهم » لأنه ساعة فضل الرجل لأنه قوّام فضل المرأة أيضاً لشيء آخر وهو كونها السكن حين يستريح عندها الرجل وتقوم بمهمتها
ثم تأتي حيثية القوامة : { وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } . والمال يأتي نتيجة الحركة ونتيجة التعب ، فالذي يتعب نقول له : أنت قوّام ، إذن فالمرأة يجب أن تفرح بذلك؛ لأنه سبحانه أعطى المشقة وأعطى التعب للجنس المؤهل لذلك . ولكن مهمتها وإن كانت مهمة عظيمة إلا أنها تتناسب والخصلة المطلوبة أولاً فيها : الرقة والحنان والعطف والوداعة . فلم يأت بمثل هذا ناحية الرجل؛ لأن الكسب لا يريد هذه الأمور ، بل يحتاج إلى القوة والعزم والشدة ، فقول الله : « قوامون » يعني مبالغين في القيام على أمور النساء .
ويوضح للنساء : لا تذكرن فقط أنها حكاية زوج وزوجة . قدرن أن القيام يكون على أمر البنات والأخوات والأمهات . فلا يصح أن تأخذ « قوام » على أنها السيطرة؛ لأن مهمة القيام جاءت للرجل بمشقة ، وهي مهمة صعبة عليه أن يبالغ في القيام على أمر من يتولى شئونهن .
{ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } فإذا كان الزواج متعة للأنثى وللذكر . والاثنان يستمتعان ويريدان استبقاء النوع في الذرية ، فما دامت المتعة مشتركة وطلب الذرية أيضا مشتركا فالتبعات التي تترتب على ذلك لم تقع على كل منهما ، ولكنها جاءت على الرجل فقط . . . صداقاً ونفقة حتى ولو كانت المرأة غنية لا يفرض عليها الشرع حتى أن تقرض زوجها .
إذا فقوامه الرجال جاءت للنساء براحة ومنعت عنهن المتاعب . فلماذا تحزن المرأة منها؟ ف { الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء } أي قائمون إقامة دائمة؛ لأنه لا يقال قوّام لمطلق قائم ، فالقائم يؤدي مهمة لمرة واحدة ، لكن « قوّام » تعين أنه مستمر في القوامة .
{ الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } وما دمنا نكدح ونتعب للمرأة فلا بد أن تكون للمرأة مهمة توازي ذلك وهي أن تكون سكناً له ، وهذه فيها تفضيل أيضاً .
لقد قدم الحق سبحانه وتعالى في صدر الآية مقدمة بحكم يجب أن يُلتزم به؛ لأنه حكم الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه ، فأوضح القضية الإيمانية : { الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء } ثم جاء بالحيثيات فقال : { بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }

عمدة القاري شرح صحيح البخاري
( باب قول الله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض إلى قوله إن الله كان عليا كبيرا ( النساء 34 ))
أي هذا باب في ذكر قول الله عز وجل الرجال قوامون على النساء إلى آخره وفي رواية أبي ذر الرجال قواموان على النساء فحسب وفي رواية غيره إلى قوله عليا كبيرا قوله قوامون أي يقومون عليهن آمرين ناهين كما تقوم الولاة على الرعايا والضمير في بعضهم يرجع إلى الرجال والنساء جميعا كذا قاله الزمخشري ثم قال يعني إنما كانوا مسيطرين عليهن بسبب تفضيل الله بعضهم وهم الرجال على بعض وهم النساء قوله وبما أنفقوا أي وبسبب ما أخرجوا في نكاحهن من أموالهم في المهور والنفقات


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرجال قوامون على النساء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 18, 2020 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
الدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/ 512)

أخرج ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق أَشْعَث بن عبد الْملك عَن الْحسن قَالَ: جَاءَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستعدي على زَوجهَا أَنه لطمها
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْقصاص

فَأنْزل الله {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء} الْآيَة
فَرَجَعت بِغَيْر قصاص

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير من طَرِيق قَتَادَة عَن الْحسن أَن رجلا لطم امْرَأَته فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَرَادَ أَن يقصها مِنْهُ
فَنزلت {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء} فَدَعَاهُ فَتَلَاهَا عَلَيْهِ وَقَالَ أردْت أمرا وَأَرَادَ الله غَيره

وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق جرير بن حَازِم عَن الْحسن أَن رجلا من الْأَنْصَار لطم امْرَأَته فَجَاءَت تلتمس الْقصاص فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهمَا الْقصاص
فَنزلت (وَلَا تعجل بِالْقُرْآنِ من قبل أَن يقْضى إِلَيْك وحيه) (طه الْآيَة 114) فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل الْقُرْآن {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء} إِلَى آخر الْآيَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أردنَا أمرا وَأَرَادَ الله غَيره

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَليّ قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل من الْأَنْصَار بِامْرَأَة لَهُ فَقَالَت: يَا رَسُول الله إِن زَوجهَا فلَان بن فلَان الْأنْصَارِيّ وَأَنه ضربهَا فأثر فِي وَجههَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ ذَلِك لَهُ
فَأنْزل الله {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء بِمَا فضل الله بَعضهم على بعض} أَي قوامون على النِّسَاء فِي الْأَدَب
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أردْت أمرا وَأَرَادَ الله غَيره

وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن جريج قَالَ: لطم رجل امْرَأَته فَأَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقصاص فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك نزلت الْآيَة
وَأخرج ابْن جرير عَن السّديّ
نَحوه
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {الرِّجَال قوّامون على النِّسَاء} قَالَ: بالتأديب والتعليم {وَبِمَا أَنْفقُوا من أَمْوَالهم} قَالَ: بِالْمهْرِ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: لَا تقص الْمَرْأَة من زَوجهَا إِلَّا فِي النَّفس
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن سُفْيَان قَالَ: نَحن نقص مِنْهُ إِلَّا فِي الْأَدَب

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس {الرِّجَال قوّامون على النِّسَاء} يَعْنِي أُمَرَاء عَلَيْهِنَّ أَن تُطِيعهُ فِيمَا أمرهَا الله بِهِ من طَاعَته وطاعته أَن تكون محسنة إِلَى أَهله حافظة لمَاله {بِمَا فضل الله} وفضله عَلَيْهَا بِنَفَقَتِهِ وسعيه {فالصالحات قانتات} قَالَ: مطعيات {حافظات للغيب} يَعْنِي إِذا كن كَذَا فَأحْسنُوا إلَيْهِنَّ

وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك فِي الْآيَة قَالَ: الرجل قَائِم على الْمَرْأَة يأمرها بِطَاعَة الله فَإِن أَبَت فَلهُ أَن يضْربهَا ضربا غير مبرح وَله عَلَيْهَا الْفضل بِنَفَقَتِهِ وسعيه
وَأخرج عَن السّديّ {الرِّجَال قوَّامون على النِّسَاء} يَأْخُذُونَ على أَيْدِيهنَّ ويؤدبونهن
وَأخرج عَن سُفْيَان {بِمَا فضل الله بَعضهم على بعض} قَالَ: بتفضيل الله الرِّجَال على النِّسَاء {وَبِمَا أَنْفقُوا من أَمْوَالهم} بِمَا ساقوا من الْمهْر
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الشّعبِيّ {وَبِمَا أَنْفقُوا من أَمْوَالهم} قَالَ: الصَدَاق الَّذِي أَعْطَاهَا أَلا ترى أَنه لَو قَذفهَا لاعنها وَلَو قَذَفته جُلِدَتْ) انتهى

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 65 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط