موقع د. محمود صبيح
http://msobieh.com/akhtaa/

كيف تشيعت إيران ؟
http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=33756
صفحة 1 من 1

الكاتب:  سهم النور [ الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:15 pm ]
عنوان المشاركة:  كيف تشيعت إيران ؟

نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من ‏الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

تقارب معهم يعني خراب ودمار لا قدر الله ونسأله ‏العفو والعافية ، كما فعلوا ذات يوم وبالأمس القريب ‏بإيران.‏

فهل تعلم أخي القارئ أن بلاد فارس أو إيران القديمة ‏أو إيران الكبرى - سمها أخي القارئ ما تشاء - ‏كانت تضم العراق وأفغانستان. ‏

وكذلك أيضاً السُغد وخوارزم وجزء كبير من ‏جرجان التي تكونت منها فيما بعد دولتان هما ‏أوزبكستان - بها بخارى موطن الإمام البخاري - ‏وتركمانستان.‏

وكذلك كانت تضم أذربيجان وأرمينيا وشرقي ‏جورجيا والقوقاز؟!!!!!!!‏

هل تعلم أخي القارئ أن وراء ضياع واضمحلال ‏تلك الحدود السياسية الشاسعة - سواء بشكل مباشر ‏أو غير مباشر - هو نشر المذهب الشيعي الإثنى ‏عشري وتشييع أهل إيران رغماً عنهم ؟!!!!!‏

هل تعلم أخي القارئ أنه وحتى عام 880 هـ ‏‏1501 م كانت إيران ذات أغلبية سنية وأن أهلها ‏غالبهم كانوا شافعية وأحناف مع قلة زيدية ولا أثر ‏يذكر للشيعة الإثنى عشرية - إلا ثلة منهم في مدينتي ‏قم وكاشان وضف لهم شيعة العراق ؟!!!!!!!!!!‏

وهذا باعتراف مؤرخي الشيعة الصفوية من أن عموم ‏أهل إيران كانوا من أهل السنة والجماعة كما سيأتي ‏بيانه فيما بعد.‏

هل تعلم أخي القارئ أن هذه البلاد كانت موطناً ‏وأصلاً لأمثال الأئمة والعارفين والعلماء والمؤرخين ‏كـ أبي حنيفة النعمان والبخاري ومسلم والترمذي ‏والنسائي والبيهقي والبيضاوي والإيجي والسرخسي ‏وأبو القاسم القشيري والكازروني والجامي وشمس ‏الدين التبريزي ومولانا جلال الدين الرومي ‏والتقتازاني والدواني والبلاذري وأبو حنيفة الدينوري ‏وابن قتيبة الدينوري والطبري والماوردي والباقلاني ‏والجويني والغزالي والفخر الرازي والخوارزمي.‏

وغير هؤلاء الكثير والكثير من أساطين العلم وكبار ‏العارفين وأئمة الدين من أهل السنة والجماعة.‏

وبين عشية وضحاها وبمخطط باطني خبيث ‏وبمساعدات أوروبية - كما سيأتي بيانه - انسخلت ‏إيران عن أصلها وتبدلت الحال إلى ما هي عليه الآن.‏

ومع هذا الانسلاخ والتبدل لنا وقفات.‏

فهل ياترى كيف تم ؟

وبماذا تم ؟

وما هي الوسائل والطرق والأساليب التي انتهجها ‏أصحاب تلك الدعوة الخبيثة ؟

والإجابة عن هذه السؤالات على قدر ما تحمل من ‏المآسي المبكيات على قدر ما بها من المستبشعات.‏

فما بين أكل الناس أحياءاً وأمواتاً وشيهم كالخراف ، ‏وما بين فتح دور لتعليم اللواط والزنا ، وإكراه الناس ‏على شرب الخمر ، ومابين القتل بأساليب إجرامية من ‏تشريح لأجساد الضحايا ودهنها بمادة سكرية وإطلاق ‏النمل عليها ، وما بين اغتصاب للفتيان والفتيات ‏والنساء ، ونهب الأموال ، وحرق البلاد والمكتبات ‏وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها ، وبيع تراث البلاد ‏للأوروبيين ، ونبش القبور ، وتخريب المساجد تمت ‏عمليات تشيع إيران.‏

نعم أخي القارئ لا تعتريك الدهشة هو ما قرأته في ‏الأسطر السابقة بتمامه. ‏

فهذا بعض ما كان وبعض ما وقع وبعض ما جرى ‏وليس الكل.‏

وعذراً أحبتي في الله فمن أزعجته الأسطر السابقة ‏أنصحه بألا يتابع بقية حلقات الموضوع فالتفصيلات ‏أصعب والوقائع أفظع وأشنع آلاف المرات. ‏

مع إنني إن شاء الله سأراعي أن أنقل من الحوادث ‏أهونها ومن الجرائم أبسطها.‏

على أن الغرض قطعاً من هذا الموضوع ليس إزعاج ‏القراء وإيذاء مشاعرهم.‏

بل أسأل الله تعالى أن تعلو الفائدة على ما قد يسببه ‏هذا الموضوع من إيذاء لمشاعر المتابعين.‏

فلعل أهون فوائده أن نعرف صورة من الأصول ‏التاريخية للمخطط الموجه نحو ديننا وتراثنا.‏

وأن نوقن أن ضربات القابعين في الظلام لا تأتي إلا إلى ‏منابع القوة لإيقاف عجلة التقدم العلمي وتأخير الأمة ‏عمداً عن مسايرة بقية العالم.‏

وأن ثأرهم مع العلماء وأئمة المسلمين وجماهيرهم لا ‏يسقط بالتقادم.‏

ولعل مثل هذا الموضوع وغيره يخرس الكذبة ‏المتخرصين الذين ملأوا الدنيا صراخاً وعويلاً ونواحاً ‏على ما فعله السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ‏رحمه الله مع الروافض العبيديين في مصر من جرائم ‏زعموها في حقه كذباً وزوراً أو جهلاً وترديداً ‏كالببغاء خلف الناعقين الكاذبين.‏

كما ولعل بعض الحياء يعتري دعاة التشيع فلا ‏يزعمون أن مذهبهم ينتشر بالحق وأنه يملك من ‏الحجج والبراهين الدالة على صحته ، وأنه انتشر ‏بالدعوة والصبر وتحمل البلاء ..... الخ تلك الأباطيل.‏

ولعل في حلقات الموضوع ما يظهر حقيقة ما يكنه ‏الإثنى عشرية نحو أهل السنة والجماعة وما سيفعلوه ‏لو واتتهم الفرصة - كما واتتهم في إيران - فينتبه ‏المغفلين والمستغفَلين المخدوعين بتقية الروافض ‏والغارقين في أوهام التقارب والتقريب.‏

كما يظهر مدى إجرام أمثال "حسن البنا" لفتحه داراً ‏للتقريب مع هؤلاء واستقباله لمراجعهم في مقر جماعته ‏ومكتب إرشاده. ‏

ويظهر أيضاً إجرام جماعته الذين كانوا يسوقون شيعة ‏إيران بين جماهير أهل السنة والجماعة ، مثل المدعو ‏‏"مهدي عاكف" القائل بأنه لا فرق بين أهل السنة ‏والإثنى عشرية والقائل بوجود ذلك الفرق جاهل ‏جهل مطبق.‏

أفلا يعلم هذا الكذاب أن جملته تلك تنسحب على ‏جماهير أئمة أهل السنة والجماعة ؟!!!!.‏

أم أن الدعم المادي واللوجستي والسياسي له ‏ولجماعته من الإثنى عشرية فوق كل ‏اعتبار؟!!!!!!!!!!!!‏

وأؤكد ثانية : نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش ‏مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو ‏الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  سهم النور [ الجمعة أكتوبر 02, 2020 8:35 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

أتابع أحبتي في الله القول على سبيل الاختصار ‏والإجمال فأقول وبالله التوفيق :‏

عصفت بأراضي إيران التاريخية العديد من التقلبات ‏السياسية فقد تقلصت واضمحلت الإمبراطورية ‏السلجوقية الشاسعة نتيجة الصراعات الداخلية ‏والصدامات مع الحملات الصليبية ، ثم بعد موجة ‏الاجتياح المغولي. ‏

وتعاقب بعد ذلك على الحكم الإيلخانيين ثم ‏التيموريين بعد حملات تيمور لنك المدمرة.‏

وكان من نتيجة ذلك تدفق العديد من القبائل التركية ‏عبر هضبة الأناضول إلى داخل الأراضي الإيرانية.‏

ثم دخلت البلاد بعد ذلك في سلسلة من الانقسامات ‏الداخلية وتفتت الوحدة السياسية للبلاد ، وأصبح ‏كل قسم منها يخضع لحكم حاكم مختلف عن البقية.‏

فمثلاً كان حكم الأراضي الإيرانية شمال نهر أرَس ‏حتى أردبيل في يد قبيلة قره قوينلو التركية. ‏

وكانت خراسان في يد بقايا التيموريين.‏

وكانت آمد وأراضي أرزنجان في شمال بحيرة وان في يد ‏الأمراء البايندريين.‏

وهكذا كانت الوحدة السياسية لأرض إيران موزعة ‏بين أمثال هؤلاء وعلى هذه الشاكلة وتختلف تلك ‏الحدود ضيقاً أو اتساعاً على حسب إدارة الصراع ‏بين هؤلاء الفرقاء.‏

إذ كان كل منهم يلقب نفسه بـ "شاه إيران"ويرى ‏نفسه أحق من الآخرين بالملك.‏

طبعاً في ظل حلقات الصراع هذه وعندما يشتد ‏أوارها وينتج عن ذلك فراغ سياسي في قمة السلطة ‏وضعف قوى الدولة العسكرية تكون تلك هي ‏الظروف المثالية المهيئة لأي عصابات منظمة على ‏أساس عقدي سواء ديني أو لاديني في الوثوب على ‏السلطة والتهام الدولة.‏

وده إلي حصل وقتها في إيران من العصابات التي ‏تكونت على أساس عقائدي رافضي وقامت بعد ذلك ‏بإبادة أهل السنة والجماعة حرفياً وبما تحمله كلمة ‏الإبادة من معنى وكذا إبادة معتقدهم ، وإحلال معتقد ‏رافضي باطني خبيث.‏

وزي ما حصل في مصر بعد أحداث يناير 2011م ‏بعد الفراغ السياسي الناتج عن تلك الأحداث ‏حاولت عصابات الخوارج من الإخوان وغيرهم ‏الوثوب على السلطة والتهام الدولة.‏

ولكن رحمة الله كانت قريبة بأهل مصر ونجى الله ‏البلاد والعباد من شرورهم.‏

والملاحط مما سبق ومن مثل تلك الوقائع أن التاريخ ‏دائماً بيعيد نفسه في مثل تلك الأحداث ، وأعتقد ‏والله وأعلى وأعلم أن السبب في ذلك هو كون مَنْ ‏وراء تلك الخطط في هد وهدم وتدمير وتفتيت قوى ‏الأمة عبر مختلف العصور قوى خفية واحدة من ‏القابعين في الظلام ، والكلام بفضل الله في تحيق هذا ‏الاستنتاج على الموقع المبارك يشد بعضه بعضاً.‏

ولتكتمل حلقات الأمر هنلائي اليد الأوروبية حاضرة ‏سواء في دماء من قاموا بتلك الجرائم الشنعاء أو ‏بالمساندة والدعم السياسي والعسكري لهؤلاء القتلة ‏المجرمين.‏

ودا بيسير في خط واحد مع بذر بذرة الاعتقاد ‏الرافضي الخبيث فيمن سيضطلع بتلك المهام.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  msobieh [ الجمعة أكتوبر 02, 2020 9:18 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟


تسجيل حضور ومتابعة

أكرمكم الله الفاضل سهم النور ..

سهم النور كتب:

نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من ‏الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

تقارب معهم يعني خراب ودمار لا قدر الله ونسأله ‏العفو والعافية ، كما فعلوا ذات يوم وبالأمس القريب ‏بإيران.‏

....................

وأؤكد ثانية : نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش ‏مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو ‏الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  حليمة [ الجمعة أكتوبر 02, 2020 9:20 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

msobieh كتب:

تسجيل حضور ومتابعة

أكرمكم الله الفاضل سهم النور ..

سهم النور كتب:

نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من ‏الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

تقارب معهم يعني خراب ودمار لا قدر الله ونسأله ‏العفو والعافية ، كما فعلوا ذات يوم وبالأمس القريب ‏بإيران.‏

....................

وأؤكد ثانية : نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش ‏مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو ‏الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  سهم النور [ السبت أكتوبر 03, 2020 9:40 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

أعزكم الله يامولانا فضيلة الدكتور محمود وبارك فيكم وجزاكم الله عنا كل الخير.

وحول ما فهمته من معينكم ياسيدي الشريف أدندن : المحافظة على الثوابت - حقن الدماء - الاجتماع على الحق لا شيء غيره.

فإن كان من صواب فمن فضل الله ثم بركة علمكم ، وإن كان من خطأ فمن سوء فهمي ومن كدورات النفس أو الهوى.

أعزكم الله ياسيدي فضيلة الدكتور محمود ويسعدني ويشرفني دائماً متابعتكم وكذا مروركم الكريم العطر.

الأخت الفاضلة (حليمة) :

أكرمكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خيراً ،ويسعدني دائماً مروركم الكريم.


الكاتب:  حامد الديب [ الأحد أكتوبر 04, 2020 12:32 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

تسجيل حضور ومتابعة

جزاكم الله خيرا الفاضل سهم النور

الكاتب:  سهم النور [ الاثنين أكتوبر 05, 2020 3:08 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

وتسعدني دائماً متابعتكم وكذا مروركم الكريم يا د/ حامد.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.


الكاتب:  النيل الخالد [ الثلاثاء أكتوبر 13, 2020 8:39 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

msobieh كتب:

تسجيل حضور ومتابعة

أكرمكم الله الفاضل سهم النور ..

سهم النور كتب:

نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش مع غيرهم من ‏الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

تقارب معهم يعني خراب ودمار لا قدر الله ونسأله ‏العفو والعافية ، كما فعلوا ذات يوم وبالأمس القريب ‏بإيران.‏

....................

وأؤكد ثانية : نتعايش مع الإثنى عشرية كما نتعايش ‏مع غيرهم من الدول التي تختلف عنا دينياً فهذا هو ‏الممكن الوحيد.‏

مع كامل الحيطة والحذر والتيقظ التام.‏

أما التقارب وما شابه ذلك فهذا هو المستحيل بعينه.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  سهم النور [ الأربعاء أكتوبر 21, 2020 7:25 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

أعزكم الله الأخت الفاضلة الكريمة (النيل الخالد) وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.

ويسعدني دائماً مروركم الكريم.


الكاتب:  سهم النور [ الخميس ديسمبر 09, 2021 1:46 am ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

الشيخ صفي الدين الأردبيلي.‏

جاء لقب الصفوية من اسم "صفي الدين ‏الأردبيلي" الذي ولد في عام 631هـ ‏في أسرة تتمتع بالرفاهية إلى حد ما ‏وكانت من أشراف القرويين في قرية ‏‏"كلوخوران" التابعة لأردبيل.‏

وهناك خلاف بين أصحاب الآراء في ‏التاريخ الصفوي في تحديد أصل الشيخ ‏‏"صفي الدين" ونسبه.‏

فمن الأشخاص من اعتبره من أصول ‏إيرانية لأن أحد أجداده كان يوصف ‏بـ"زرين كلاه" أي صاحب القلنسوة ‏الذهبية.‏

وغفل هؤلاء عن أن هذه الصفة نفسها ‏علامة على الأرستقراطية الدينية.‏

ولا تتفق هذه المساعي في إثبات الأصل ‏الإيراني له مع المعطيات التاريخية.‏

فقد وجدت جماعات كبيرة من العرب ‏الناطقين بالفارسية في آذربيجان في عهد ‏المغول.‏

ويعود تاريخ إسكان العرب في ‏آذربيجان إلى أواخر خلافة سيدنا عثمان ‏بن عفان رضي الله عنه وفترة خلافة ‏سيدنا الإمام عليّ كرم الله وجهه.‏

وكان عرب آذربيجان عموماً من القبائل ‏اليمنية الأصل ومن عشائر كندة بشكل ‏خاص.‏

وصار عرب آذربيجان كلهم ناطقين ‏بالفارسية وإيرانيين بحلول القرن الثالث ‏الهجري.‏

لقد كان المذهب التقليدي لسكان ‏آذربيجان هو المذهب الشافعي ، وورث ‏الشيخ "صفي الدين" المذهب الشافعي ‏عن والده وأجداده.‏

ولم يكن للمذهب الشيعي الإثنا عشري ‏وجود في آذربيجان.‏

وكانت جماعات من الديالمة الشيعة ‏الزيديين يعيشون في أذربيجان أيضاً ، ‏وكانوا قد ذهبوا إلى تلك المنطقة في نهاية ‏القرن الثالث وأوائل القرن الرابع ‏الهجري ، وصاروا آذربيجانيين فيما ‏بعد.‏

بدأ الشيخ "صفي الدين" دراسته في ‏مرحلة الطفولة بالقرآن والسنة ‏ومقدمات العلوم الدينية.‏

ثم صار مريداً لواحد من أصحاب الزوايا ‏الصوفية يسمى الشيخ "فرج ‏الأردبيلي".‏

لقد تعلم الشيخ "صفي الدين" مقدمات ‏رعاية المريدين وتربيتهم ، ثم اعتكف ‏بعض الوقت في جبل "سبلان" ، ثم سافر ‏إلى شيراز وأقام في زاوية الشيخ "عبد الله ‏الخفيف".‏

ولحق بخدمة صوفي آخر شهير يسمى ‏‏"مير عبد الله فارسي" لمدة في شيراز.‏

وعاد بعد ذلك إلى أردبيل ، ثم ذهب في ‏عام 655هـ إلى جيلان واعتكف في ‏زاوية الشيخ زاهد الجيلاني في قرية "هليه ‏كران" التابعة لجيلان.‏

وكان الشيخ زاهد له مريدون كثيرون ‏بين الأتراك والقرويين الإيرانيين في ‏جيلان ومازندران وآذربيجان.‏

لقد جذب الشيخ "صفي الدين" اهتمام ‏الشيخ زاهد إليه بسرعة واستطاع ‏الوصول إلى مقام المريد الأول والممثل ‏الخاص للشيخ.‏

وزوج الشيخ زاهد ابنته لصفي الدين ‏وجعله خليفة له.‏

يتبع إن شاء الله.


الكاتب:  سهم النور [ الجمعة ديسمبر 10, 2021 6:36 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: كيف تشيعت إيران ؟

توفي الشيخ زاهد في عام 679هـ ‏وذهب الشبخ صفي الدين إلى أردبيل ‏على الفور ، وأقام زاوية لنفسه كشيخ ‏للطريقة وجمع حوله مريدي الشيخ ‏زاهد.‏

وانشغل وهو الذي كان شيخاً شافعي ‏المذهب بالدعوة للأحكام الشرعية ‏وتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن ‏المنكر على غرار الشيخ عبد الله الخفيف ‏والشيخ زاهد وقصر جهده على نشر ‏الزهد والعبادة.‏

لم تكن خلافة الشيخ "صفي الدين" ‏للشيخ زاهد في رئاسة هذه الطريقة أمراً ‏يسيراً أو هيناً ، فقد كانت هذه الطريقة ‏منتشرة بين عدد كبير من الناس ، وكان ‏لها الكثير من الأتباع والمريدبين في ‏جيلان وآذربيجان ، وكان هؤلاء ‏الأتباع يقدرون بمائة ألف مريد في قول ‏لبعض المؤرخين ، وكان منهم اثنا عشر ‏ألفا في حضرة الشيخ ، وكان له ‏أربعمائة خليفة يقومون بإرشاد هذا ‏العدد الكبير من المريدين والإشراف ‏على شئون هذه الفرقة الكبيرة.‏

وظل الشيخ صفي الدين زعيماً للصوفية ‏في أردبيل طوال خمسة وثلاثين عاماً.‏

صادفت وفاة الشيخ صفي الدين في عام ‏‏713هـ وفاة أبي سعيد - آخر ملوك ‏المغول - وبداية عهد الممالك المعروف ‏بعهد ملوك الطوائف أو ذلك الشكل ‏الذي كان الأتراك يسمونه "إيلخاني".‏

حصل صدر الدين ابن الشيخ صفي ‏الدين على رئاسة زاوية أردبيل من بعده ‏بناء على وصيته.‏

وكانت لخواجه علي سياهبوش ابن ‏الشيخ صدر الدين رئاسة زواية أردبيل ‏مكان والده ، في الحملة الثانية لتيمور ‏لنك على إيران في عام 778هـ تلك ‏الحملة التي خلفت خراباً كبيراً.‏

ثم عاد تيمور لنك إلى آذربيجان بعد ‏عامين ، وكان الأمير تيمور يعتقد في ‏الشيخ عليّ بن صدر الدين ، وقد طلب ‏الشيخ عليّ منه عندما مر بأردبيل بعد ‏انتصاره على السلطان العثماني بايزيد ‏العثماني أن يطلق سراح الأسرى ‏العثمانيين الذين أسرهم في حربه مع ‏العثمانيين وأحضرهم معه ، واستجاب ‏تيمور للشيخ.‏

كان حكم الأراضي الإيرانية شمال نهر ‏أرَس حتى أردبيل في يد قره يوسف القره ‏قويونلو - رئيس قبيلة قره قويونلو ‏التركية التي كانت قد اعتقنت الإسلام ‏‏- في عام 806هـ الذي وصل فيه ‏إبراهيم ابن خواجه عليّ إلى رئاسة ‏زاوية أردبيل بعد والده.‏

وكان قره يوسف يظهر إخلاصه ومحبته ‏أيضاً لإبراهيم وزاوية الشيخ صفي ‏الدين مثل أسلافه الأتراك.‏

وتوفي الشيخ إبراهيم في عام 826هـ ، ‏وبرحيله اندلعت الحرب على رئاسة ‏الزاوية بين أولاد الشيخ صفي.‏

كان جعفر أخو إبراهيم يدعي رئاسة ‏الزاوية من ناحية ، وكان الجنيد بن ‏إبراهيم يدعي وراثة أبيه في رئاسة ‏الزاوية من الناحية الأخرى.‏

وكان النزاع بين العم وابن أخيه.‏

وكان جهانشاه قره قويونلو (ابن قره ‏يوسف) الذي جعل من تبريز عاصمة له ‏قد أدخل جزءاً كبيراً من إيران ضمن ‏حدوده في ذلك الوقت ، وكان يسمي ‏نفسه ملك إيران.‏

أخذ جهانشاه جانب جعفر الذي كان ‏هو الأكبر ، وانهزم الجنيد من جعفر ، ‏وفر إلى الأناضول أو نُفي إليها مع جمع ‏من مريدي الزاوية ممن كانوا يرغبون في ‏زعامته.‏

كانت هذه الحادثة بداية تحول كبير في ‏عقيدة الشيخ الجنيد ، وكان في هذا ‏السفر أن وضعت اللبنة الأولى في بناء ‏التنظيم الذي سيعرف بالقزلباش - ‏الرأس الأحمر - الذي سيكون على يديه ‏سلخ إيران عن جذورها.‏

يتبع إن شاء الله.


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/