|
من تنبيهات العارف النبهاني في كتابه :شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم :
ـــــــــــــــــــــــ
( التنبيه الثامن :
اعلم أنه لو كان الحكم في السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : التحريم
ـ كما زعمه ابن تيمية ـ
لامتنع الناس لذلك من زيارته صلى الله عليه وآله وسلم ,
ولصارت المدينة المنورة من أحقر المدن
بل من أحقر القرى
وكادت تكون خرباً بلقعاً ,
فإن عمارتها :
إنما هي لوجود قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم فيها
فإن زيارة المؤمنين لها , وإتيابهم إياها ,
وترددهم إليها , ومجاورتهم فيها :
كل ذلك إما هو لأجله صلى الله عليه وآله وسلم .
ليكون وسيلتهم إلى الله تعالى في سعادتهم
لأنه ثبت عندهم ثبوتاً أوضح من الشمس
ـ وان جحده العميان ـ
أنه صلى الله عليه وآله وسلم أقرب الوسائل وأ جلها وأنجحها إلى الله تعالى .
فان قيل :
هذا مسجده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم
يشرع السفر إليه بالاتفاق
لأنه احد المساجد الثلاثة التي قال فيها صلى الله عليه وآله وسلم :
" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد :
المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى " :
يقال له في الجواب :
هذا المسجد الأقصى هو من جملة الثلاثة
ولا نرى زواره إلا قليلاً جداً
وقد سكنت في القدس الشريف مده من الزمان
في وظيفة رئاسة محكمة الأمور الجزائية
فشاهدت ذلك من قلة الزوار من الجهات البعيدة
وهم من الجهات القريبة أقل .
وأعجب من ذلك :
أن صلاة الجماعة في مسجدها لا يحضرها إلا القليل من أهل البلدة
ومنازلهم في جوار المسجد يصلون فيها غالباً إلا القليل منهم ،
وإذا كان هذا شان أهلها ومن جاورها من أهل البلاد القريبة
فما بالك بأهل البلاد البعيدة ؟ ! ،
ولولا زيارات النصارى واليهود لمعابدهم في بيت المقدس
لكان بيت المقدس يعد من جملة القرى الحقيرة
لعدم من ينتابه من الناس , وقلة أسباب المعيشة فيه ،
هذا شانه
مع أن موقعه في وسط المعمور في بلاد الشام
وزيارته في غاية السهولة متيسرة لكل من شاءها ،
ومع هذا لا يزوره إلا القليل من المسلمين
وأكثرهم في موسم عيد النصارى
ليزوروا سيدنا موسى عليه السلام , وينظروا جماعات الناس في ذلك الموسم من سائر الطوائف .
ومن ينوى بسفره الصلاة في مسجد الأقصى خاصة: أندر من النادر إن وجد
وإنما ينوون غالباً زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام في بيت المقدس وما جاوره ،
إذا علمت ذلك :
تعلم أن المسلمين لو اتبعوا ابن تيمية على زلته
في تحريم السفر لزيارة قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم لأصبحت مدينته صلى الله عليه وسلم قفراً بلقعاً .
وظاهر أن ذلك شيء لا يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وجماعة المسلمين ,
ولا يستحسنه كل من كان في قلبه رعاية لجنابه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم ،
نعم :
الوهابية ومن كان على شاكلتهم من أتباع ابن تيمية في هذه المسائل البدعية لا يبالون بذلك
لأن محبته صلى الله عليه وآله وسلم ليس لها في قلوبهم هذه الدرجة
التي تحملهم على المبالاة بخراب بلده , وهجر الأمة لقبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم
جملةً واحدة ،
ولِما رسخ في قلوبهم
من الظلام
الذى جعل حاجزاً عظيماً بينهم وبين محبته صلى الله عليه وآله وسلم ،
اخبرتى رجل من أهل نجد من بلادهم
التي استفحل فيها أمرهم وقويت فيها بدعتهم
أن كثير من أهلها يحضرون إلى المدينة المنورة
للتجارة وغيرها من الأسباب الدنيوية
فيقضون حاجاتهم
ويرجعون إلى بلادهم من دون أن يزوروا قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم
فهذا بعض ما ترتب على بدعة ابن تيمية عن الفساد
ومجانبته طريق السداد .)
ــــــ
مع خالص الشكر للازهري اللبيب والابن الحبيب الشيخ احمد نوبي (ناجح رسلان ) مدرس العلوم الشرعية بمعاهد الازهر الشريف
ـــــــ
اللهم ارزقنا زيارة روضته صلى اله عليه وآله وسلم
_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
