موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 22, 2019 5:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور) ٧

(( أنا حظُّكُم من الأنبياء ))

يا حظنا.. يا لحظنا.. أنظرنا يا حظنا..

بشر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن حظهم من الانبياء والخلق هو "نور الله الأعظم" .. ليس نبي من الأنبياء وحسب بل نور الله هو حظ وقسمة هذه الأمة..
ثم جبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم خاطرنا وطبطب ومسح على قلوبنا وقال "وانتم حظي من الأمم"..

يا رسول الله من نحن لنكون حظك؟!
أنت حضرتك حظك الله رب العالمين خالق كل شيء وإليه ينتهي كل شيء.. هو حظك..
حظ الخلق من الخالق هو بعض من أنوار خلقه..
وأما حظك يا سيدي فكل حظ المخلوق من خالقه..
يا رسول الله ما أكرمك.. ما أحنك.. ما أبرك..

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينادي في الناس أنا حظكم.. فهل تقبلون بي؟ هل ترضون بي؟
حال الكلام والنداء هو حال مغموس في أنهار الرحمة.. الحال هو :
إصحبوني وسأجعل منكم سادة العالمين وسأجعل من خياركم كأنبياء سائر الأمم.. أنتم أولادي وأنا لكم كالوالد .. وأنا اشد رحمة عليكم من الام بولدها.. أنا اشد حرصا عليكم من حرص الوالد على ولده ورحمة الام بولدها.. انا الرأفة.. أين تذهبون وتتفلتون مني؟ أعطيتكم مقام البنوة وجعلتكم لي اولاد.. أطيعوني وآمنوا بي وسأجعل لكم حظ من مقام أخوتي كما اعطيت الانبياء قبلكم مقام الأخوة معي .. بل وسأشتاق لكم اشتياق نبي لإخوته.. أنا أكثر لكم.. أنا أكبر لكم.. أنا حظكم..

يا حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
الأنبياء ما نالوا ما نالوا إلا بتربية وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولولا رسول الله لهلك الجميع.. ولهلكوا عن بينة..

فما في الكون أعظم من صحبة وخدمة الطيب الطاهر المحمد صلى الله عليه وسلم..

جاء سيدنا عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله.. جوامع من التوراة أخذتها من أخ لي..
تغير وجه رسول الله !!! فالأمر جلل

رأى سيدنا عبد الله بن زيد وجه رسول الله قد تغير عليهم وعرف وفهم أن تغير وجه رسول الله ولون وجه رسول الله يعني تغير كل الملك والملكوت عليهم .. وفهم أن تغير الوجه الذي يتقلب لله لأمر عظيم.. الملأ الاعلى بما فيه منطوي في صفحات الوجه المبارك.. فملامح وتعبيرات هذا الوجه الشريف هي الممثل الرسمي والمعبر الحق عن رضا الله عزوجل من عدمه..
ادرك سيدنا عبد الله بن زيد انهم قد يتعرضون للحرمان وللسلب..
وجه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لا يقاس به وجه ولا وجيه ..
والتعابير التي تظهر على وجهه الشريف هي الموازين القسط..
ليس غضبه كغضبنا ولا تبسمه كتبسمنا..
انت لو تبسمت في وجه اخيك.. فتلك صدقة لك..
لكن تبسمه صلى الله عليه وسلم في وجه إنسان صدقة لذلك الانسان وزكاة له وعليه ..
ولو غضب صلّى الله عليه وسلم فدر ونفر العرق الهاشمي من بين حاجبيه الشريفين فكأن صاعقة قد نفرت وضربت بين السموات السبع تبعا لعرق نفر غضبا في وجه الحبيب صلى الله عليه وسلم.. فيكاد برقها يخطف ابصارهم..

فهذا وجه حبيبه محمد..قد غشيه الجلال.. وانتهى إليه الكمال..

فهم سيدنا بن زيد أن الله لم يرض.. أن الله ليس براض

فقال عبدالله بن زيد لسيدنا عمر : أمسخ الله عقلك؟!
ألا ترى الذي بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

فقال سيدنا عمر: رضينا بالله رباً.. وبالإسلام ديناً.. وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً !
فَسُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم قال:
((والذي نفس محمد بيده !.. لو كان موسى بين أظهركم.. ثم اتبعتموه وتركتموني.. لضللتم ضلالاً بعيداً.. أنتم حظي من الأمم.. وأنا حظكم من النبيين..

( والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني )

الله أكبر.. هل تفهم يا حبيب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم؟
سيدنا موسى كليم الله بنفسه لابد له من صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. سيدنا موسى لا يسعه..
سيدنا موسى لا يسعه.. كليم الله لا يسعه!.. فكيف يسعك انت؟!

سيدنا موسى ليس أمامه إلا أن يصحب رسول الله ويتبعه في الظاهر كما صحبه في الباطن وفي كل العوالم .. وإلا فباب الحق مقفل مغلق..
فكيف بك انت إن كان هذا حال سيدنا موسى؟!
إن اتبعت نبيا من أنبياء الله وتركت سيدنا محمد فإنك ستضل ضلالا بعيدا.. ليس ضلال فقط.. بل ضلال بعيد.. بعيييييد..

سيدنا النبي يقول " أنا حظُّكُم "

حظ الأمة كلها لآخرها هو سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كاملا مكملا بكل مافيه.. حظ الأمة كلها جسده الشريف.. حظ الأمة كلها روحه الشريف.. ونفسه الشريف..

كيف ستسير إن لم تصحب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..

قسم سيدنا النبي صحبته الشريفة بين امته بالفضل كأشد ما يكون.. وأعطى الكل فوق ما يستحق الكل.

فكما قسم من جسده الشريف للناس.. كشعره واظافره.
قسم من روحه الشريفة ونوره للناس..
فالجميع مسموح له أن يصحب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بشروط وقيود.. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ليس حكرا على أحد.. حضرته قال :
( إنما أنا لكم... ) ..
أنا لكم لا عليكم.. أنا لكم جميعا..

الحبيب صلى الله عليه وسلم قال لاهل المدينة خاصة و للناس كل الناس عامة ما معناه :
أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون انتم بي ؟ أما ترضون بي؟ اما ترضون بجسدي وبروحي وبنوري؟
يذهب الناس بالدنيا وتذهبون انتم بسيد الدارين..

انا اغنيكم عن العالمين.. انا أرضيكم .. فارضوا.. اصحبكم بالجسد واصحبكم بالروح وابناءكم وابناء ابناءكم.. و.. و...

يذهب الناس بالدنيا.. وتذهبون انتم بجسدي وبروحي وبنفسي وبمبيتي بينكم.. أكون جاركم وأمانكم وملاذكم..

كلام الحبيب للانصار كلام روحي عميق.. فهو للانصار وابناءهم في عالم الأجساد خاصة.. وكل الانصار في عالم الارواح عامة لقيام الساعة.. فكلام النور المحمدي لكل عاشق محب لحضرته الشريفة هو : أما ترضى ان يذهب الناس بالدنيا .. وتذهب انت بي؟! أما ترضى؟!
كلام كله حنان واسترضاء.. كلام كله تقرب سيدنا النبي من انصاره.. كلم أحبابه بروحه وبنوره.. دنا وتدلى لهم بكلامه.. يخاطبهم أما ترضون؟!
واتنبه وتأمل بما اختتم رسول الله خطابه الروحي لكل احبابه!!

اختتم كلامه الشريف فقال :
(( فوالله لما تنقلبون به خيرُ مما ينقلبون به ))

وانتبه أن رسول الله يقول ( فوالله ) .. وتأملها وتصورها وهو ينظر لكل الخلق نظرة عميقة عبر الزمان والمكان وقد ملأهما ببحة يسيرة في صوته الشريف.. بحة صوته قد اختلطت بالكلمات التي تخرج من فمه الشريف وقد اختلطت البحة والكلمات بريح بين المسك والعنبر وليست بمسك ولا بعنبر يقول ( فوالله).. اختلط صحل صوته الشريف بلفظ الجلالة فملأ الدنيا نورا.. فوالله لبحة صوت رسول الله خير من الدنيا وما فيها..

لا حزن على من كان في صحبة روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

احباب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أتدرون من المفلس؟

المفلس روحيا هو من أنفق وبذل دينه دينا صوريا شكليا ونسي أن الدين دين قلوب واروح لا دين جوارح فقط.. فما يلبث ان يفقد كل شيء لأن دينه ميت

المفلس هو المفلس من نور سيدنا محمد..
هذا المفلس سيأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة.. ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا.. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته.. فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار...

فلماذا حصل له ذلك؟!!! لماذا صنع بنفسه ذلك؟!!
لأنه مفلس.. لماذا افلس؟!
افلس لانه ليس فيه نور من نور الله .. لأنه لو كان فيه من نور محمد ومن نور صحبة محمد لما كان الله ليعذبه وهو فيه..
لا يعذبه الله وفيه نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..فهو عاري من النور المحمدي.. فما يلبث أن يفقد كل شيء لأن دينه ميت.. ودينه ميت لأن يقينه في نبيه أنه نبي ميت.. فضلا عن أن يعتقد ان نبيه نور.. فضلا عن أن يفكر في صحبته

"المفلس روحيا" هو من لم يصحب الحبيب صلى الله عليه وسلم ولو روحيا أو هو من لم يصحب من صحبه ..
"المحروم روحيا" هو من لم يرى الحبيب صلى الله عليه وسلم أو لم ير من رآه..
أو هو من لم ير من رأى من رأى من رأى من رأى من رآه..

لا هجرة جسدية بعد الفتح.. لكن الهجرة الروحية لا تنقطع..
ولا صحبة جسدية بعد اختيار الرفيق الأعلى كصحبة الصحابة.. لكن الصحبة الروحية لا تنقطع

الهجرة الروحية والصحبة الروحية هي غذاء ونعيم اهل القرب.. بها يتلذذون وبها يتنفسون وبها يحييوون..

قديما.. وسيدنا النبي في مكة قبل الهجرة.. روحيا كان مسلمو اهل مكة هم أنصاره.. واهل المدينة هم المهاجرة..
هاجر اهل المدينة روحيا إلى قلب سيدنا النبي وهو في مكة.. فأحب اهل مكة من هاجر اليهم من الانصار في قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم..
فكان وقتها المهاجرن أنصار والأنصار مهاجرون.. هذا في عالم الصحبة والهجرة الروحية..
ثم ظهر الإذن بظهور عالم الصحبة والهجرة الجسدية.. فتبدلت الأدوار وصار الأنصار بالروح هم المهاجرون بالجسد.. والمهاجرون بالروح هم الانصار بالجسد.. والكل اخذ حظه ونصيبه من هذا الحبيب..

والاصل في الهجرة هي الهجرة الى روح الحبيب صلى الله عليه وسلم.. كما هاجر المهاجرون للمدينة الى الله ورسوله ورسول الله في مكة.. لكن الروح الشريفة والنور المحمدي استقبلهم في المدينة المنورة والجسد الشريف في مكة..

احوال الصحبة الروحية فيها من احوال صحبة الجسد الشريف وكذلك احوال المحبة.. فمن يصحب سيدنا النبي روحيا فإنه تنتقل إليه بعض من احوال سيدنا النبي الجسدية والروحية

مثلا أبو سعيد الخدري شكا إلى رسول الله حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اصبر أبا سعيد، فإن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله‏"‏‏.‏

رزق الله ابا سعيد من احوال الفقر إليه سبحانه وذلك لأنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم.. فبتلك المحبة نال نصيبا من احوال فقر سيدنا النبي الي ربه.. لما يقول سيدنا النبي" الفقر" فليس ذلك الفقر المادي المتبادل للأذهان فقط.. بل احوال الفقر التي هي من احوال التوحيد الخالص.. وليس عجيبا أن يكون انسان فقير ماديا ويكون عنده فقر لله تعالى.. لكن العجيب هو من أعطي مفاتيح الجنة وبيده مفاتيح خزائن الأرض والجبال تسير معه ذهبا ولكن عنده كل الفقر لله..

بصدق محبته للحبيب الاعظم صلى الله عليه وسلم.. أتت احوال الفقر لسيدنا ابو سعيد الخدري بأمداد عالية.. وقول سيدنا النبي ( أسرع من السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله‏) كناية وتوصيف لهذا المدد ولقوة وسرعة المدد.. هذا المدد كان غوثا لسيدنا الخدري.. لأنه لا ايمان بدون فقر لله.. ولا ايمان بلا مسكنة..
كما قال صلى الله عليه وسلم الله اجعلني مسكينا وأحشرني في زمرة المساكين.. فأي مسكنة تلك التي كان يعنيها صلى الله عليه وسلم.. بالتأكييد رتب الفقر والمسكنة التي عند أنبياء الله وعند نبي الأنبياء صلى الله عليه وسلم هي رتب يعجز عنها الفهم والادراك والوصف.. ليست مسكنة مال وارزاق.. فسيدنا سليمان كان ملكا مسكيييينا..

وان كان سيدنا موسى قال رب اني لما انزلت الي من خير فقير.. فسيدنا محمد تكلم بالعبودية المحضة.. فقال "اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك.." وقال "اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي.."
وقال "إلى من تكلني؟"
وقال "لا حول ولا قوة الا بالله.."



يتبع بمشيئة الله..



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 01, 2019 3:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

هكذا وصفت السيدة عائشة معادن الرجال الذين تشرفوا بصحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عبر الأزمنة..

قبل كل شيء.. لابد أن يحبك النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة ينعم عليك بها نعمة هي عين النعيم في الجنة.. فتكون كذلك هي عين النعيم في الدنيا.. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..
لابد ان تمسك عليك نفسك وحالك.. وتجمع نفسك على نفس الحبيب الطاهرة وتتق الله في زوجك "نفسك"..
فإذا أنعم عليك سيدنا النبي فأمسك عليك زوجك "نفسك" حتى لا تتفلت منك إلى الدنيا واتق الله ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّه)

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحب اهل التقوى.. فهم أخذوا وشربوا مما في صدره الشريف.. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يصحب اهل التقوى..
وهم يصحبوه ببركة ما ورثوا من وراثات التقوى المحمدية في الصدر الأنور..
والتقوى عندي هي الأدب.. الادب الكامل ظاهرا وباطنا مع الله ورسوله..

المؤدب الكامل مؤدب سرا وجهرا ..
كيف يتجرأ على المعصية من هو على أدب شديد؟! وكيف يجد كبرا وحسدا وعجبا من هو على ادب شديد؟!

المؤدب لا يتعد الحدود.. المؤدب لا يقرب الحدود..

الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

نعم قوانين الروح ليست كقوانين الجسد..
لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم متخلق بأخلاق الله.. وهو مرآة ظهرت فيها تجليات الاسماء والصفات .. فاذكر رسول الله يذكرك.. اذكر رسول الله تجده تجاهك..
تجده تجاهك.. فكلما ذكرته وسلمت عليه بتوجه وادب فأنت تقف أمام المواجهة الشريفة في تجاه الوجه الانور والروح المحمدية.. فهو الآن تجاهك..

وان كان مسيرك اليه بالروح بسرعة المشي.. كان مشيه وغوثه اليك بسرعة الهرولة..

وان كنت تتوجه شبرا توجه لك ذراعا.. وهو اكرم واكرم واكرم

واعلم أن الانوار كل الانوار تتنزل على قلب عبد واحد ثم تتقسم على قلوب العباد ..
لما قال سيدنا النبي لعبد الله بن مسعود إنك غلام مُعَلَّمٌ.. أي قد سبق لك العطاء من الله وسبقت لك القسمة مني بالعلم.. فصرت مُعَلَّما..
قال ابن مسعود : قلت ( يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ.. فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ..)

وإن شئت قلت.. مسح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس وفروة ابن مسعود.. فأوتي العلم بمسحة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الجواب الآن حاضرا ( إنك غلام مُعَلَّمٌ)..
أي الآن أنت غلام مُعَلَّمٌ .. وقطرت أنوار العلم من كف الحبيب النبي على رأس سيدنا عبد الله.. بمسحة من كفي على رأسك صرت غلام معلم..
فحصل لسيدنا عبد الله بن مسعود بمسحة يد النبي :
"الرحمة" و "العلم"

قال بعض اهل الله ما معناه : (( الانوار هي ذلك الوارد الإلهي النوراني المقدس المتنزل على قلب العبد الطاهر.. لا ينازعه فيه شيء ولا قبل لشك ولا شيطان فيه.. الواردات الإلهية لما تتنزل على القلب الطاهر فلا ينازعها فيه لبس ولا حيرة..))

هذه الأنوار تتنزل من اسرار ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين)..

وكما للأنبياء واردات وخطابات إلهية و (الوحي) ..
فأهل الله لهم وحيهم كذلك من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
ووحي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لهم هو مخاطبة وإلهام وإرشاد وتثبيت.. وهو خطاب واتصال على وفق مقتضى الحال والأحوال ..
فهناك تنزلات إلهية بواسطة نور سيدنا النبي لقلب العبد..
وهناك تنزلات نبوية مباشرة من سيدنا النبي للعبد الصالح..

وفي كل تلك الأحوال فإن التنزلات يقسمها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته وقسمته.. فمن كان في صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اغترف بقلبه من بين يدي سيدنا النبي شرابا طهورا..
شربة هنيئة مريئة لا يظمأ قلبه بعدها ابدا.. الشراب نور والشربة نور..
فالكوثر على الظاهر موجود في الدار الآخرة عند الجنة.. لكن على الحقيقة والباطن هو بين يدي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حيثما كان.. وحيثما سار سار معه..
وهو على الظاهر شراب.. وعلى الباطن والحقيقة نووور..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم : أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
فيا حبيبي قل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
يعني المراد أعطيني من حبك.. أغنيني من حبك.. أنعم علي بحبك..
قال صلى الله عليه وسلم للصحابي : "سل".. فاختاره الصحابي على كل شيء.. قال:
(أسألك مرافقتك في الجنة).. مرافقتك وبس.. أريدك أنت صلى الله عليك وسلم.. الصحابي طلب المرافقة قبل الجنة..

الحبيب صلى الله عليه وسلم يجود بكل موجود..
ويجود بكل ما هو غير موجود فيكون له من جوده وجود..
فكم جاد على الدنيا وعلى أصحابه بما لم يكون موجود فيها أصلا؟ كم نبع الماء؟! كم جاد بالطعام؟ كم جاد بشفاء ما ليس له في طبنا شفاء؟ كم جاد على قلوب عليها اقفالها؟ وكم جاد بالعلوم على الجهل؟! وكم جاد بالحلم على السفهاء؟ وكم جاد بوجود على عدم بأمر الله؟

الحبيب صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر

بينما كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه الشريف.. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا)

فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..
ما كان يجمع الناس بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في خير القرون هو ما يجمع الناس به اليوم.. لن يتغير شيء.. وما كان يفرقهم عن الجمع بسيدنا النبي هو بالضبط ما يفرقهم عنه الآن.. لم يتغير شيء.. ولم يتغير مزاج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم تتبدل احوال قلبه الشريف.. ما كان يحبه لم يزل يحبه.. وما كان يبغضه لم يزل يبغضه..
قال حضرته صلى الله عليه وسلم واصفا احوال الصفاء في العلاقات والشراكات والتوأمة النورانية في الله ورسوله:
"‏وما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما‏"‏‏.‏.

فإن أحدثت حدثا من نوع ما .. ليس حدثا بسيطا.. كان الفراق.. وهذا الفراق سببه أن تلك العلاقة النورانية الروحية بينك وبين اخيك لا تحتمل ذبذبات الظلام ولا تحتمل تلك التوترات والحجب.. فيحصل الفراق بسبب ما دخل من دنس يريد أن يشوب طهارة النور..

فما بالك بعلاقة المؤمن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وما يكتنفها من قدسية وطهارة؟!!!

فاحذر كل الحذر مما تدخله على نفسك وقلب وسرك وجوارك

من يجمعونك على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمونك ويؤدبون روحك تأديبا عظيما ويهذبونها بحيث تتعلم روحك ما يحبه النور الذي سيدخلونك عليه.. ويعلمونك ما يبغضه النور الذي سيدخلونك عليه.. صلى الله عليه وسلم..
وإلا كيف سيدخلونك عليه ويجمعونك به؟! ستسيء الأدب حتما وقد انتسبت إليهم!

وللعلائق القلبية اليوم اثر عظيم في الحرمان من الجمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
العلائق القلبية.. كل الأمور التي تتعلق بها قلوب الناس اليوم من قريب او من بعيد ..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..

احذر ان يتعلق قلبك بأهل الشر.. فلن يكون نصيبك إلا السلب بعد العطاء.. والحرمااااان..

فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..

جاء رجل من الصحابة حاملا غلاما له ولد .. فجاء ودخل به على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. فرأى الحبيب صلى الله عليه وسلم الغلام فأخذ بجبهة الغلام وقال هكذا بإصبعه الشريف ودعا.. فاستجابت خلقة الغلام للحبيب صلى الله عليه وسلم..فخرجت شعرة من جبهة من الغلام كأنها شعر وغرة الفرس.. مضى الزمان وكبر الغلام ولم تزل تلك الشعرة التي أنبتها له الحبيب صلى الله عليه وسلم في رأسه..

فلبث زمانا ثم تعلق قلبه بالخوارج واحبهم.. ولازم صحبتهم.. فسقطت تلك الشعرة الشريفة من جبهته !! (أسقطت الشعرة من وجهه)
فلما رأى ابوه ذلك اخذه فحبسه وقيده..
فدخل عليه سيدنا ابو الطفيل ليعظه..
فخاطبه وهزه في إيمانه وفي نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي ارتشف منه في يوم من الأيام.. قال‏ له:‏
إتق الله.. أليس ترى أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك‏؟‏.
فما زال سيدنا ابو الطفيل يعظه حتى رجع عن رأيه وأبغض الخوارج.. فنبتت تلك الشعرة الشريفة مرة اخرى!!!

سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 02, 2019 10:14 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599

الله .. الله .. الله ..

أعزكم الله يا سيد علاء

علاء كتب:


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

هكذا وصفت السيدة عائشة معادن الرجال الذين تشرفوا بصحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عبر الأزمنة..

قبل كل شيء.. لابد أن يحبك النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة ينعم عليك بها نعمة هي عين النعيم في الجنة.. فتكون كذلك هي عين النعيم في الدنيا.. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..
لابد ان تمسك عليك نفسك وحالك.. وتجمع نفسك على نفس الحبيب الطاهرة وتتق الله في زوجك "نفسك"..
فإذا أنعم عليك سيدنا النبي فأمسك عليك زوجك "نفسك" حتى لا تتفلت منك إلى الدنيا واتق الله ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّه)

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحب اهل التقوى.. فهم أخذوا وشربوا مما في صدره الشريف.. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يصحب اهل التقوى..
وهم يصحبوه ببركة ما ورثوا من وراثات التقوى المحمدية في الصدر الأنور..
والتقوى عندي هي الأدب.. الادب الكامل ظاهرا وباطنا مع الله ورسوله..

المؤدب الكامل مؤدب سرا وجهرا ..
كيف يتجرأ على المعصية من هو على أدب شديد؟! وكيف يجد كبرا وحسدا وعجبا من هو على ادب شديد؟!

المؤدب لا يتعد الحدود.. المؤدب لا يقرب الحدود..

الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

نعم قوانين الروح ليست كقوانين الجسد..
لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم متخلق بأخلاق الله.. وهو مرآة ظهرت فيها تجليات الاسماء والصفات .. فاذكر رسول الله يذكرك.. اذكر رسول الله تجده تجاهك..
تجده تجاهك.. فكلما ذكرته وسلمت عليه بتوجه وادب فأنت تقف أمام المواجهة الشريفة في تجاه الوجه الانور والروح المحمدية.. فهو الآن تجاهك..

وان كان مسيرك اليه بالروح بسرعة المشي.. كان مشيه وغوثه اليك بسرعة الهرولة..

وان كنت تتوجه شبرا توجه لك ذراعا.. وهو اكرم واكرم واكرم

واعلم أن الانوار كل الانوار تتنزل على قلب عبد واحد ثم تتقسم على قلوب العباد ..
لما قال سيدنا النبي لعبد الله بن مسعود إنك غلام مُعَلَّمٌ.. أي قد سبق لك العطاء من الله وسبقت لك القسمة مني بالعلم.. فصرت مُعَلَّما..
قال ابن مسعود : قلت ( يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ.. فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ..)

وإن شئت قلت.. مسح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس وفروة ابن مسعود.. فأوتي العلم بمسحة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الجواب الآن حاضرا ( إنك غلام مُعَلَّمٌ)..
أي الآن أنت غلام مُعَلَّمٌ .. وقطرت أنوار العلم من كف الحبيب النبي على رأس سيدنا عبد الله.. بمسحة من كفي على رأسك صرت غلام معلم..
فحصل لسيدنا عبد الله بن مسعود بمسحة يد النبي :
"الرحمة" و "العلم"

قال بعض اهل الله ما معناه : (( الانوار هي ذلك الوارد الإلهي النوراني المقدس المتنزل على قلب العبد الطاهر.. لا ينازعه فيه شيء ولا قبل لشك ولا شيطان فيه.. الواردات الإلهية لما تتنزل على القلب الطاهر فلا ينازعها فيه لبس ولا حيرة..))

هذه الأنوار تتنزل من اسرار ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين)..

وكما للأنبياء واردات وخطابات إلهية و (الوحي) ..
فأهل الله لهم وحيهم كذلك من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
ووحي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لهم هو مخاطبة وإلهام وإرشاد وتثبيت.. وهو خطاب واتصال على وفق مقتضى الحال والأحوال ..
فهناك تنزلات إلهية بواسطة نور سيدنا النبي لقلب العبد..
وهناك تنزلات نبوية مباشرة من سيدنا النبي للعبد الصالح..

وفي كل تلك الأحوال فإن التنزلات يقسمها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته وقسمته.. فمن كان في صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اغترف بقلبه من بين يدي سيدنا النبي شرابا طهورا..
شربة هنيئة مريئة لا يظمأ قلبه بعدها ابدا.. الشراب نور والشربة نور..
فالكوثر على الظاهر موجود في الدار الآخرة عند الجنة.. لكن على الحقيقة والباطن هو بين يدي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حيثما كان.. وحيثما سار سار معه..
وهو على الظاهر شراب.. وعلى الباطن والحقيقة نووور..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم : أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
فيا حبيبي قل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
يعني المراد أعطيني من حبك.. أغنيني من حبك.. أنعم علي بحبك..
قال صلى الله عليه وسلم للصحابي : "سل".. فاختاره الصحابي على كل شيء.. قال:
(أسألك مرافقتك في الجنة).. مرافقتك وبس.. أريدك أنت صلى الله عليك وسلم.. الصحابي طلب المرافقة قبل الجنة..

الحبيب صلى الله عليه وسلم يجود بكل موجود..
ويجود بكل ما هو غير موجود فيكون له من جوده وجود..
فكم جاد على الدنيا وعلى أصحابه بما لم يكون موجود فيها أصلا؟ كم نبع الماء؟! كم جاد بالطعام؟ كم جاد بشفاء ما ليس له في طبنا شفاء؟ كم جاد على قلوب عليها اقفالها؟ وكم جاد بالعلوم على الجهل؟! وكم جاد بالحلم على السفهاء؟ وكم جاد بوجود على عدم بأمر الله؟

الحبيب صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر

بينما كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه الشريف.. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا)

فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..
ما كان يجمع الناس بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في خير القرون هو ما يجمع الناس به اليوم.. لن يتغير شيء.. وما كان يفرقهم عن الجمع بسيدنا النبي هو بالضبط ما يفرقهم عنه الآن.. لم يتغير شيء.. ولم يتغير مزاج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم تتبدل احوال قلبه الشريف.. ما كان يحبه لم يزل يحبه.. وما كان يبغضه لم يزل يبغضه..
قال حضرته صلى الله عليه وسلم واصفا احوال الصفاء في العلاقات والشراكات والتوأمة النورانية في الله ورسوله:
"‏وما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما‏"‏‏.‏.

فإن أحدثت حدثا من نوع ما .. ليس حدثا بسيطا.. كان الفراق.. وهذا الفراق سببه أن تلك العلاقة النورانية الروحية بينك وبين اخيك لا تحتمل ذبذبات الظلام ولا تحتمل تلك التوترات والحجب.. فيحصل الفراق بسبب ما دخل من دنس يريد أن يشوب طهارة النور..

فما بالك بعلاقة المؤمن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وما يكتنفها من قدسية وطهارة؟!!!

فاحذر كل الحذر مما تدخله على نفسك وقلب وسرك وجوارك

من يجمعونك على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمونك ويؤدبون روحك تأديبا عظيما ويهذبونها بحيث تتعلم روحك ما يحبه النور الذي سيدخلونك عليه.. ويعلمونك ما يبغضه النور الذي سيدخلونك عليه.. صلى الله عليه وسلم..
وإلا كيف سيدخلونك عليه ويجمعونك به؟! ستسيء الأدب حتما وقد انتسبت إليهم!

وللعلائق القلبية اليوم اثر عظيم في الحرمان من الجمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
العلائق القلبية.. كل الأمور التي تتعلق بها قلوب الناس اليوم من قريب او من بعيد ..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..

احذر ان يتعلق قلبك بأهل الشر.. فلن يكون نصيبك إلا السلب بعد العطاء.. والحرمااااان..

فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..

جاء رجل من الصحابة حاملا غلاما له ولد .. فجاء ودخل به على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. فرأى الحبيب صلى الله عليه وسلم الغلام فأخذ بجبهة الغلام وقال هكذا بإصبعه الشريف ودعا.. فاستجابت خلقة الغلام للحبيب صلى الله عليه وسلم..فخرجت شعرة من جبهة من الغلام كأنها شعر وغرة الفرس.. مضى الزمان وكبر الغلام ولم تزل تلك الشعرة التي أنبتها له الحبيب صلى الله عليه وسلم في رأسه..

فلبث زمانا ثم تعلق قلبه بالخوارج واحبهم.. ولازم صحبتهم.. فسقطت تلك الشعرة الشريفة من جبهته !! (أسقطت الشعرة من وجهه)
فلما رأى ابوه ذلك اخذه فحبسه وقيده..
فدخل عليه سيدنا ابو الطفيل ليعظه..
فخاطبه وهزه في إيمانه وفي نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي ارتشف منه في يوم من الأيام.. قال‏ له:‏
إتق الله.. أليس ترى أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك‏؟‏.
فما زال سيدنا ابو الطفيل يعظه حتى رجع عن رأيه وأبغض الخوارج.. فنبتت تلك الشعرة الشريفة مرة اخرى!!!

سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....


_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 02, 2019 11:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
msobieh كتب:

الله .. الله .. الله ..

أعزكم الله يا سيد علاء

علاء كتب:


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

هكذا وصفت السيدة عائشة معادن الرجال الذين تشرفوا بصحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عبر الأزمنة..

قبل كل شيء.. لابد أن يحبك النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة ينعم عليك بها نعمة هي عين النعيم في الجنة.. فتكون كذلك هي عين النعيم في الدنيا.. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..
لابد ان تمسك عليك نفسك وحالك.. وتجمع نفسك على نفس الحبيب الطاهرة وتتق الله في زوجك "نفسك"..
فإذا أنعم عليك سيدنا النبي فأمسك عليك زوجك "نفسك" حتى لا تتفلت منك إلى الدنيا واتق الله ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّه)

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحب اهل التقوى.. فهم أخذوا وشربوا مما في صدره الشريف.. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يصحب اهل التقوى..
وهم يصحبوه ببركة ما ورثوا من وراثات التقوى المحمدية في الصدر الأنور..
والتقوى عندي هي الأدب.. الادب الكامل ظاهرا وباطنا مع الله ورسوله..

المؤدب الكامل مؤدب سرا وجهرا ..
كيف يتجرأ على المعصية من هو على أدب شديد؟! وكيف يجد كبرا وحسدا وعجبا من هو على ادب شديد؟!

المؤدب لا يتعد الحدود.. المؤدب لا يقرب الحدود..

الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

نعم قوانين الروح ليست كقوانين الجسد..
لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم متخلق بأخلاق الله.. وهو مرآة ظهرت فيها تجليات الاسماء والصفات .. فاذكر رسول الله يذكرك.. اذكر رسول الله تجده تجاهك..
تجده تجاهك.. فكلما ذكرته وسلمت عليه بتوجه وادب فأنت تقف أمام المواجهة الشريفة في تجاه الوجه الانور والروح المحمدية.. فهو الآن تجاهك..

وان كان مسيرك اليه بالروح بسرعة المشي.. كان مشيه وغوثه اليك بسرعة الهرولة..

وان كنت تتوجه شبرا توجه لك ذراعا.. وهو اكرم واكرم واكرم

واعلم أن الانوار كل الانوار تتنزل على قلب عبد واحد ثم تتقسم على قلوب العباد ..
لما قال سيدنا النبي لعبد الله بن مسعود إنك غلام مُعَلَّمٌ.. أي قد سبق لك العطاء من الله وسبقت لك القسمة مني بالعلم.. فصرت مُعَلَّما..
قال ابن مسعود : قلت ( يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ.. فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ..)

وإن شئت قلت.. مسح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس وفروة ابن مسعود.. فأوتي العلم بمسحة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الجواب الآن حاضرا ( إنك غلام مُعَلَّمٌ)..
أي الآن أنت غلام مُعَلَّمٌ .. وقطرت أنوار العلم من كف الحبيب النبي على رأس سيدنا عبد الله.. بمسحة من كفي على رأسك صرت غلام معلم..
فحصل لسيدنا عبد الله بن مسعود بمسحة يد النبي :
"الرحمة" و "العلم"

قال بعض اهل الله ما معناه : (( الانوار هي ذلك الوارد الإلهي النوراني المقدس المتنزل على قلب العبد الطاهر.. لا ينازعه فيه شيء ولا قبل لشك ولا شيطان فيه.. الواردات الإلهية لما تتنزل على القلب الطاهر فلا ينازعها فيه لبس ولا حيرة..))

هذه الأنوار تتنزل من اسرار ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين)..

وكما للأنبياء واردات وخطابات إلهية و (الوحي) ..
فأهل الله لهم وحيهم كذلك من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
ووحي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لهم هو مخاطبة وإلهام وإرشاد وتثبيت.. وهو خطاب واتصال على وفق مقتضى الحال والأحوال ..
فهناك تنزلات إلهية بواسطة نور سيدنا النبي لقلب العبد..
وهناك تنزلات نبوية مباشرة من سيدنا النبي للعبد الصالح..

وفي كل تلك الأحوال فإن التنزلات يقسمها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته وقسمته.. فمن كان في صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اغترف بقلبه من بين يدي سيدنا النبي شرابا طهورا..
شربة هنيئة مريئة لا يظمأ قلبه بعدها ابدا.. الشراب نور والشربة نور..
فالكوثر على الظاهر موجود في الدار الآخرة عند الجنة.. لكن على الحقيقة والباطن هو بين يدي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حيثما كان.. وحيثما سار سار معه..
وهو على الظاهر شراب.. وعلى الباطن والحقيقة نووور..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم : أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
فيا حبيبي قل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
يعني المراد أعطيني من حبك.. أغنيني من حبك.. أنعم علي بحبك..
قال صلى الله عليه وسلم للصحابي : "سل".. فاختاره الصحابي على كل شيء.. قال:
(أسألك مرافقتك في الجنة).. مرافقتك وبس.. أريدك أنت صلى الله عليك وسلم.. الصحابي طلب المرافقة قبل الجنة..

الحبيب صلى الله عليه وسلم يجود بكل موجود..
ويجود بكل ما هو غير موجود فيكون له من جوده وجود..
فكم جاد على الدنيا وعلى أصحابه بما لم يكون موجود فيها أصلا؟ كم نبع الماء؟! كم جاد بالطعام؟ كم جاد بشفاء ما ليس له في طبنا شفاء؟ كم جاد على قلوب عليها اقفالها؟ وكم جاد بالعلوم على الجهل؟! وكم جاد بالحلم على السفهاء؟ وكم جاد بوجود على عدم بأمر الله؟

الحبيب صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر

بينما كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه الشريف.. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا)

فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..
ما كان يجمع الناس بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في خير القرون هو ما يجمع الناس به اليوم.. لن يتغير شيء.. وما كان يفرقهم عن الجمع بسيدنا النبي هو بالضبط ما يفرقهم عنه الآن.. لم يتغير شيء.. ولم يتغير مزاج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم تتبدل احوال قلبه الشريف.. ما كان يحبه لم يزل يحبه.. وما كان يبغضه لم يزل يبغضه..
قال حضرته صلى الله عليه وسلم واصفا احوال الصفاء في العلاقات والشراكات والتوأمة النورانية في الله ورسوله:
"‏وما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما‏"‏‏.‏.

فإن أحدثت حدثا من نوع ما .. ليس حدثا بسيطا.. كان الفراق.. وهذا الفراق سببه أن تلك العلاقة النورانية الروحية بينك وبين اخيك لا تحتمل ذبذبات الظلام ولا تحتمل تلك التوترات والحجب.. فيحصل الفراق بسبب ما دخل من دنس يريد أن يشوب طهارة النور..

فما بالك بعلاقة المؤمن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وما يكتنفها من قدسية وطهارة؟!!!

فاحذر كل الحذر مما تدخله على نفسك وقلب وسرك وجوارك

من يجمعونك على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمونك ويؤدبون روحك تأديبا عظيما ويهذبونها بحيث تتعلم روحك ما يحبه النور الذي سيدخلونك عليه.. ويعلمونك ما يبغضه النور الذي سيدخلونك عليه.. صلى الله عليه وسلم..
وإلا كيف سيدخلونك عليه ويجمعونك به؟! ستسيء الأدب حتما وقد انتسبت إليهم!

وللعلائق القلبية اليوم اثر عظيم في الحرمان من الجمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
العلائق القلبية.. كل الأمور التي تتعلق بها قلوب الناس اليوم من قريب او من بعيد ..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..

احذر ان يتعلق قلبك بأهل الشر.. فلن يكون نصيبك إلا السلب بعد العطاء.. والحرمااااان..

فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..

جاء رجل من الصحابة حاملا غلاما له ولد .. فجاء ودخل به على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. فرأى الحبيب صلى الله عليه وسلم الغلام فأخذ بجبهة الغلام وقال هكذا بإصبعه الشريف ودعا.. فاستجابت خلقة الغلام للحبيب صلى الله عليه وسلم..فخرجت شعرة من جبهة من الغلام كأنها شعر وغرة الفرس.. مضى الزمان وكبر الغلام ولم تزل تلك الشعرة التي أنبتها له الحبيب صلى الله عليه وسلم في رأسه..

فلبث زمانا ثم تعلق قلبه بالخوارج واحبهم.. ولازم صحبتهم.. فسقطت تلك الشعرة الشريفة من جبهته !! (أسقطت الشعرة من وجهه)
فلما رأى ابوه ذلك اخذه فحبسه وقيده..
فدخل عليه سيدنا ابو الطفيل ليعظه..
فخاطبه وهزه في إيمانه وفي نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي ارتشف منه في يوم من الأيام.. قال‏ له:‏
إتق الله.. أليس ترى أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك‏؟‏.
فما زال سيدنا ابو الطفيل يعظه حتى رجع عن رأيه وأبغض الخوارج.. فنبتت تلك الشعرة الشريفة مرة اخرى!!!

سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....



حبيبى ياسيدنا النبى حبيبى

اللهم لاتحرمنا من سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم ابدا يارب

جزاكم الله كل خير وزادكم من فضله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 04, 2019 10:52 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 15, 2013 10:47 am
مشاركات: 856
الله الله على الاسرار والانوار
مبهر ياسيد علاء زدنا وشوقنا
اللهم رضى سيدنا النبى علينا صلى الله عليه وسلم


علاء كتب:


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

هكذا وصفت السيدة عائشة معادن الرجال الذين تشرفوا بصحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عبر الأزمنة..

قبل كل شيء.. لابد أن يحبك النبي صلى الله عليه وسلم محبة خاصة ينعم عليك بها نعمة هي عين النعيم في الجنة.. فتكون كذلك هي عين النعيم في الدنيا.. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..
لابد ان تمسك عليك نفسك وحالك.. وتجمع نفسك على نفس الحبيب الطاهرة وتتق الله في زوجك "نفسك"..
فإذا أنعم عليك سيدنا النبي فأمسك عليك زوجك "نفسك" حتى لا تتفلت منك إلى الدنيا واتق الله ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّه)

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحب اهل التقوى.. فهم أخذوا وشربوا مما في صدره الشريف.. سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يصحب اهل التقوى..
وهم يصحبوه ببركة ما ورثوا من وراثات التقوى المحمدية في الصدر الأنور..
والتقوى عندي هي الأدب.. الادب الكامل ظاهرا وباطنا مع الله ورسوله..

المؤدب الكامل مؤدب سرا وجهرا ..
كيف يتجرأ على المعصية من هو على أدب شديد؟! وكيف يجد كبرا وحسدا وعجبا من هو على ادب شديد؟!

المؤدب لا يتعد الحدود.. المؤدب لا يقرب الحدود..

الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

نعم قوانين الروح ليست كقوانين الجسد..
لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم متخلق بأخلاق الله.. وهو مرآة ظهرت فيها تجليات الاسماء والصفات .. فاذكر رسول الله يذكرك.. اذكر رسول الله تجده تجاهك..
تجده تجاهك.. فكلما ذكرته وسلمت عليه بتوجه وادب فأنت تقف أمام المواجهة الشريفة في تجاه الوجه الانور والروح المحمدية.. فهو الآن تجاهك..

وان كان مسيرك اليه بالروح بسرعة المشي.. كان مشيه وغوثه اليك بسرعة الهرولة..

وان كنت تتوجه شبرا توجه لك ذراعا.. وهو اكرم واكرم واكرم

واعلم أن الانوار كل الانوار تتنزل على قلب عبد واحد ثم تتقسم على قلوب العباد ..
لما قال سيدنا النبي لعبد الله بن مسعود إنك غلام مُعَلَّمٌ.. أي قد سبق لك العطاء من الله وسبقت لك القسمة مني بالعلم.. فصرت مُعَلَّما..
قال ابن مسعود : قلت ( يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ.. فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ..)

وإن شئت قلت.. مسح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس وفروة ابن مسعود.. فأوتي العلم بمسحة النبي صلى الله عليه وسلم فكان الجواب الآن حاضرا ( إنك غلام مُعَلَّمٌ)..
أي الآن أنت غلام مُعَلَّمٌ .. وقطرت أنوار العلم من كف الحبيب النبي على رأس سيدنا عبد الله.. بمسحة من كفي على رأسك صرت غلام معلم..
فحصل لسيدنا عبد الله بن مسعود بمسحة يد النبي :
"الرحمة" و "العلم"

قال بعض اهل الله ما معناه : (( الانوار هي ذلك الوارد الإلهي النوراني المقدس المتنزل على قلب العبد الطاهر.. لا ينازعه فيه شيء ولا قبل لشك ولا شيطان فيه.. الواردات الإلهية لما تتنزل على القلب الطاهر فلا ينازعها فيه لبس ولا حيرة..))

هذه الأنوار تتنزل من اسرار ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين)..

وكما للأنبياء واردات وخطابات إلهية و (الوحي) ..
فأهل الله لهم وحيهم كذلك من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
ووحي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لهم هو مخاطبة وإلهام وإرشاد وتثبيت.. وهو خطاب واتصال على وفق مقتضى الحال والأحوال ..
فهناك تنزلات إلهية بواسطة نور سيدنا النبي لقلب العبد..
وهناك تنزلات نبوية مباشرة من سيدنا النبي للعبد الصالح..

وفي كل تلك الأحوال فإن التنزلات يقسمها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفته وقسمته.. فمن كان في صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اغترف بقلبه من بين يدي سيدنا النبي شرابا طهورا..
شربة هنيئة مريئة لا يظمأ قلبه بعدها ابدا.. الشراب نور والشربة نور..
فالكوثر على الظاهر موجود في الدار الآخرة عند الجنة.. لكن على الحقيقة والباطن هو بين يدي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حيثما كان.. وحيثما سار سار معه..
وهو على الظاهر شراب.. وعلى الباطن والحقيقة نووور..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم : أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
فيا حبيبي قل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب الى حبك..
يعني المراد أعطيني من حبك.. أغنيني من حبك.. أنعم علي بحبك..
قال صلى الله عليه وسلم للصحابي : "سل".. فاختاره الصحابي على كل شيء.. قال:
(أسألك مرافقتك في الجنة).. مرافقتك وبس.. أريدك أنت صلى الله عليك وسلم.. الصحابي طلب المرافقة قبل الجنة..

الحبيب صلى الله عليه وسلم يجود بكل موجود..
ويجود بكل ما هو غير موجود فيكون له من جوده وجود..
فكم جاد على الدنيا وعلى أصحابه بما لم يكون موجود فيها أصلا؟ كم نبع الماء؟! كم جاد بالطعام؟ كم جاد بشفاء ما ليس له في طبنا شفاء؟ كم جاد على قلوب عليها اقفالها؟ وكم جاد بالعلوم على الجهل؟! وكم جاد بالحلم على السفهاء؟ وكم جاد بوجود على عدم بأمر الله؟

الحبيب صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر

بينما كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه الشريف.. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
( أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا)

فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..
ما كان يجمع الناس بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في خير القرون هو ما يجمع الناس به اليوم.. لن يتغير شيء.. وما كان يفرقهم عن الجمع بسيدنا النبي هو بالضبط ما يفرقهم عنه الآن.. لم يتغير شيء.. ولم يتغير مزاج سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم تتبدل احوال قلبه الشريف.. ما كان يحبه لم يزل يحبه.. وما كان يبغضه لم يزل يبغضه..
قال حضرته صلى الله عليه وسلم واصفا احوال الصفاء في العلاقات والشراكات والتوأمة النورانية في الله ورسوله:
"‏وما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما‏"‏‏.‏.

فإن أحدثت حدثا من نوع ما .. ليس حدثا بسيطا.. كان الفراق.. وهذا الفراق سببه أن تلك العلاقة النورانية الروحية بينك وبين اخيك لا تحتمل ذبذبات الظلام ولا تحتمل تلك التوترات والحجب.. فيحصل الفراق بسبب ما دخل من دنس يريد أن يشوب طهارة النور..

فما بالك بعلاقة المؤمن بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وما يكتنفها من قدسية وطهارة؟!!!

فاحذر كل الحذر مما تدخله على نفسك وقلب وسرك وجوارك

من يجمعونك على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمونك ويؤدبون روحك تأديبا عظيما ويهذبونها بحيث تتعلم روحك ما يحبه النور الذي سيدخلونك عليه.. ويعلمونك ما يبغضه النور الذي سيدخلونك عليه.. صلى الله عليه وسلم..
وإلا كيف سيدخلونك عليه ويجمعونك به؟! ستسيء الأدب حتما وقد انتسبت إليهم!

وللعلائق القلبية اليوم اثر عظيم في الحرمان من الجمع بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
العلائق القلبية.. كل الأمور التي تتعلق بها قلوب الناس اليوم من قريب او من بعيد ..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..

احذر ان يتعلق قلبك بأهل الشر.. فلن يكون نصيبك إلا السلب بعد العطاء.. والحرمااااان..

فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..

جاء رجل من الصحابة حاملا غلاما له ولد .. فجاء ودخل به على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. فرأى الحبيب صلى الله عليه وسلم الغلام فأخذ بجبهة الغلام وقال هكذا بإصبعه الشريف ودعا.. فاستجابت خلقة الغلام للحبيب صلى الله عليه وسلم..فخرجت شعرة من جبهة من الغلام كأنها شعر وغرة الفرس.. مضى الزمان وكبر الغلام ولم تزل تلك الشعرة التي أنبتها له الحبيب صلى الله عليه وسلم في رأسه..

فلبث زمانا ثم تعلق قلبه بالخوارج واحبهم.. ولازم صحبتهم.. فسقطت تلك الشعرة الشريفة من جبهته !! (أسقطت الشعرة من وجهه)
فلما رأى ابوه ذلك اخذه فحبسه وقيده..
فدخل عليه سيدنا ابو الطفيل ليعظه..
فخاطبه وهزه في إيمانه وفي نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي ارتشف منه في يوم من الأيام.. قال‏ له:‏
إتق الله.. أليس ترى أن بركة النبي صلى الله عليه وسلم قد وقعت من جبهتك‏؟‏.
فما زال سيدنا ابو الطفيل يعظه حتى رجع عن رأيه وأبغض الخوارج.. فنبتت تلك الشعرة الشريفة مرة اخرى!!!

سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....


_________________
من مثلكم لرسول الله ينتسبُ ليت الملوك لها من جدكم نسبُ صلى الله عليه وسلم
سيدى أنت أحسن الناس وجها**كن شفيعى فى هول يوم كريه
قــدروى صحـبُك الـكرام حـديــثاً**اطلبوا الخير من حسان الوجوه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 05, 2019 2:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


(قبضة النور) ٩

( وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام..)

" به "

يا قلب : لا شيء يربط عليك كالنبي صلى الله عليه وسلم..
لا شيء يربط على القلب ك"محمد" إذا كان حاضرا على ذلك القلب.. فيكون هذا القلب منزلا وحجرة من حجرات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان.. فليسعه قلبك يامؤمن..
فهو صلى الله عليه وسلم نبي من قال ( ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)
وهو صلى الله عليه وسلم المتخلق بذلك في كل زمان ومكان.. سيدنا النبي لا يسعه شيء في الكون.. يسعه قلب وريثه ووارثه المؤمن..يسعه قلب عبد الله المؤمن..
فهل يسع قلبك أن يكون منزلا من منازل روحانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
هل يسع قلبك أن يكون منزلا لنوره الشريف كما وسع دار أبو ايوب الانصاري يوما جسده الشريف منزلا ؟!
هل يجد نور النبي صلى الله عليه وسلم رَحْلِهِ في قلبك؟ فحضرته قال ( المرء مع رَحْلِهِ ).. ورحله صلى الله عليه وسلم فيه لباسه.. ولباس حضرته التقوى.. ولباس حضرته الطهر..
فإن كان فيك قبس ضياء من تقوى رسول الله.. وقبس ضياء من طهر جنابه الطاهر.. فإن حضرته مع رَحْلِهِ..

إربط على قلبك بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وإذا كان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر والحجرين على بطنه الشريف حتى لا تجوع أمته وتهلك بالجوع.. وأنت قطعا لم تربط حتى ربع حجر على بطنك.. فهل أقل من أن تربط على قلبك بنور النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

هو ربط على بطنه الحجر حتى لا تجوع أنت.. وحتى تنشغل بالنور لا بالجوع.. إختار أن لا تهلك أمته بالسنة او بالقحط والجوع.. وشمر وحفر وربط الحجارة على أقدس وعاء.. فينساه قلبك؟!!!! هذا والله بلاء

لا شيء يثبت القدم كالنبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبت قدمك.. فكما قال لأحد "إثبت".. يقول لك وعليك "إثبت"

يا محب..
لما تذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتتفكر في ذاته وسيرته واحواله بصدق.. فكأن ماء بارد اشد بردا من الثلج وأشد بياضا من اللبن قد غسل صدرك.. وتشعر ببرده بين عظمك ولحمك..
برد وسلام ينسكبان على صدرك وقلبك ويغسل قلبك ويخرج منه حظ الدنيا والنفس والهوى بذكرك وتذكرك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فالدنيا بدون سيدنا محمد صعبة.. بل تكاد تكون جحيم وسعير ولظى.. نور سيدنا محمد يخفف عنا كل ما نحن فيه من وهن وتعب وغربة وفرقة واختلاف وظلمة

نوره تخفيف ونجاة لكل الدنيا..

فنوره يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم..

يا نبي الله :

إني كالطفل في سيره.. أحبو وأقع.. ثم أبكي..

ثم أستند.. ثم أحبو وأحبو فأسقط.. فيألمني سقوطي.. ويكدر خاطري الوجع.. وادركت ضعف يدي وضعف مسيري..
وأنظر إلى البعيد فأجده قريب ولكني أنا البعيد.. أنا الطفل..

ثم أحبو وأحبو.. وأخاف أن أنكسر..
ثم أحبو وَيَقيني بأحمد جبر كسري كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ

يا نبي الله :

إني أنا الطفل..

يا نبي الله :

أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو

يا إنسان :
النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من كل الوجود.. وهو خير لك من نفسك التي بين جنبيك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير ثواب لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير أَمَل لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير مَرَد لك..
إذا كانت الباقيات الصالحات كذلك..
فكيف ب(الباق الصالح) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
كيف بمن لا تنفع بدون محبته بقية صالحة؟!
كيف بسيد الباقيات الصالحات؟!

يا إنسان.. يا إنسان إنما كان أهل الله أهله بأنهم لم يكن لهم حظ من نسيان رسوله طرفة عين يا إنسان..

يا إنس.. يا جان :
تمر أيام العمر.. نسير في كل الاتجاهات.. ثم تنقطع كل السبل.. ما أشقى الحياة بدون نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

ثم لا نجد أمامنا إلا أن نسير إلى سيدنا محمد الرؤوف الرحيم.. ونقبل يديه و قدمه الكريم..

نسير إليه..

ثم نسير فيه..

فالسير والتجول في أنوار الحبيب صلى الله عليه وسلم يربط على القلوب.. ويثبت الأقدام في دنيا وأزمنة تزل فيها الأقدام

فالزمان زمان غربة.. والناس تبدلت غير الناس.. والقلوب تنكرت.. والمسلم لا يستطيع صبرا مع الارشادات النبوية الشريفة.. أمرت الحضرة الشريفة ب ( وليسعك بيتك)
المسلمون اليوم لا يتحملون أن يغلقوا عليهم بابهم.. المسلمون اليوم لا تسعهم بيوتهم.. وكيف يسعك بيتك وليس فيه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم نور؟!
البيوت ليست من النبي صلى الله عليه وسلم في شيء..
سيدنا النبي غير موجود عندهم في البيت..
وربما في بعض بيوتهم سيدنا النبي مات أصلا منذ ١٤٠٠ عام ..
فماتت البيوت وضاقت.. فلا يسع أهلها سعة.. بل معيشة ضنكا.. وبيوتات عميا.. وآذانا صما وقلوبا غلفا.. وتوشك بحار الفتن أن تعم البيوت بعذاااب..

أما في بحار النور وفي قبضة النور فالقدم هناك قدم واحد.. وسائر الرعية تسير محمولة ببركة هذا القدم الشريف.. وما لنا من رصيد او من شفعاء إلا أن نحاول التأدب والتمكن في مقامات الأدب مع الله ورسوله.. حتى يشرح الله الصدور بالتمكين في الأدب مع الصادق الأمين..

كان عقبة بن عامر بن صاحب بغلة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يقود به في الأسفار..
قال عقبة : ( بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة"، فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به.....)

أدبهم حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن تاديبهم..
عقيدة سيدنا عقبة في الأدب مع رسول الله تقتضي أن الجلوس او الركوب في موضع جلوس او ركوب رسول الله هو (معصية).. هو يرى أن من يركب على بغلة رسول الله أو يجلس مكان مجلسه فقد عصى الله!! وياله من فهم يا سيدنا عقبة..

هكذا استقر ووقر في صدر الصحابي الجليل مما رأى وعرف من جلال رسول الله فأجله وأجل ما يمسه بجسده الشريف..
عقيدته وفهمه أن لا شيء في الوجود بطهر وقدسية رسول الله.. وأنه لا ينبغي لانسان أن يرقى على بغلة او ناقة منسوبة بأنها بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهي بلغت من الرتب الشيء العظيييم..
وتأمل قول سيدنا عقبة وكرره مرارا وتكرارا :
قوله " فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

جلال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
جلال النبوة..
جلال مافي القبضة..

ركب البراق.. فلا يركبه من بعده أحد.. كان البراق براقا.. فركبه فصار براق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُبْعَثُ الأَنْبِيَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأُبْعَثُ عَلَى الْبُرَاقِ)

وقال أبو هريرة ( أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وهو جنب.. فانسل فذهب فاغتسل.. فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما جاءه قال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.....)

عقيدة سيدنا ابو هريرة أنه لا مجالسة ولا صحبة لحضرة النبي مالم تغتسل ظاهرا وباطنا وتكون طاهرا ظاهرا وباطنا.. وكان ورده في الاستغفار ١٢ الف مرة كل يوم..
يا سيدنا ابو هريرة.. من أخبرك أن الطهارة من شروط صحة صحبة رسول الله ؟! من أي فقه أو عن أي مذهب أخذت ذلك؟!

سيدنا ابو هريرة أخذ فقهه هذا عن الله.. ولم يأخذه من فقيه من فقهاء المدينة او عن صحيفة من الصحف.. بل أخذ فقهه في الادب مع حضرة النبي من ذلك الوارد الرباني عن حضرة الله..
لمة نورانية ( إيعاد بالخير ، وتصديق بالحق فمن وجد ذلك ؛ فليعلم أنه من الله ، فيحمد الله)

وهذا أبو رافع مولاه .. كان مولاه فصار مولانا..
كان معه في سفر فباتٓا في خلاء من الارض في ليلة باردة، فأجنب أبو رافع وكان من عادة أبي رافع أن يٓشُدّٓ رٓحْلٓ النبي صلى الله عليه وسلم.. قال ابو رافع : ( فأجللتُ رسولٓ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أمٓسّٓ رٓحْلٓه وأنا جُنُب، فذهب واغتسل وجاء وشدّ له الرّٓحْل...)

فهذا جلال رٓحْلٓ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا أدب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والعجيب من لطائف الادب.. أن الله لم يختر للمسلمين أين يجب عليهم أن يسلموا على نبيهم فقط.. بل اختار لهم موضع السلام عليه من الصلاة والجلسة المناسبة عند السلام عليه في التشهد. إختار الله هيئة مخصصة في الجلوس على الارض فيها كمال الادب عند السلام على الحضرة النبوية الشريفة.

والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالآداب في حق حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تحتاج فقط لغواص حتى يستخرج الدر .. در الحقائق

والحقائق محلها الصدور لا السطور.. أما ما يكتب في السطور فدندنة حول الحقائق.. وربك أدرى بالحقيقة لا ثاني..

تعلمت من الأكابر أن الحقائق للعلم والمعرفة والادب لا للكتابة..
وليس الأمر استعراض عضلات انوار.. فيبرز كل واحد عضلاته
فرب ساكت أوعى وأقرب من متكلم وكاتب..

إن أكرمك الله بشيء من التعرف على بعض الحقائق في سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم.. فهي اكرامية للعلم والمعرفة والتأدب والتعبد والتقرب لله ورسوله على بصيرة ..

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"

السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..
وكما روى بعد الاولياء بعض الاحاديث عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بسند روحي مباشر ومتصل..
(الرواية عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فكذلك يمكن رواية السيرة النبوية الشريفة عن الروح النبوية الطاهرة.. ويمكن أن يقص سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سيرته الشريفة او بعضا منها على من يشاء ممن وسعهم نوره الشريف في قلبهم ..
فيكون حال المتلقي لقصص السيرة الشريفة عن الروح النبوية المطهرة هو إلقاء ( نحن نقص عليك احسن القصص).. على لسان الحضرة النبوية الشريفة..
"نحن" هي عين إمداد إلقاء النور والنبع الصافي ..
"عليك" هي عين استمداد التلقي..
فتكون رواية السيرة الشريفة من روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبمدده..
وإذا كانت الرواية هي رواية عن الروح الشريفة فيكون الأمر أشبه بالتنزل(وحي وإلقاء النبي لقلب وليه)
كما قد يقص الحبيب صلى الله عليه وسلم وسلم أمورا غيبية او روحية لبعض الخواص فينبأهم بما لم يكونوا يعلمون.. أو قد يشهد بعضهم معه بعض الأمور الخاصة في عالم من العوالم..

فمثلا.. في عالم من العوالم أشهد سيدنا النبي وزيريه الصديق والفاروق امورا فآمنا بها وصدقا.. وشهد لهم رسول الله بأنهما آمنا بها.. ثم في زمان متأخر من عالم الظاهر قص سيدنا النبي ذلك لأصحابه وأخبرهم بأن صاحبيه قد آمنا كذلك بهذا الأمر..

((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة!!
ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر..
وقال : وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر.
قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم))..

آمن سيدنا الصديق والفاروق مع سيدنا النبي بأن البقرة والذئب تكلموا.. فما يدري السامعين بحقيقة ذلك وبما حصل لولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لطائفة منهم..

فهنيئا لأهل هذا الفضل ما خصهم به الله ورسوله من النور المحمدي..

السير لسيدنا النبي سيرا روحيا يسير لمن يسره الله له.. فأنت تسير تجاه القبلة الرحموتية..

يتبع بمشيئة الله..



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 05, 2019 10:56 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
علاء كتب:


(قبضة النور) ٩

( وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام..)

" به "

يا قلب : لا شيء يربط عليك كالنبي صلى الله عليه وسلم..
لا شيء يربط على القلب ك"محمد" إذا كان حاضرا على ذلك القلب.. فيكون هذا القلب منزلا وحجرة من حجرات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان.. فليسعه قلبك يامؤمن..
فهو صلى الله عليه وسلم نبي من قال ( ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)
وهو صلى الله عليه وسلم المتخلق بذلك في كل زمان ومكان.. سيدنا النبي لا يسعه شيء في الكون.. يسعه قلب وريثه ووارثه المؤمن..يسعه قلب عبد الله المؤمن..
فهل يسع قلبك أن يكون منزلا من منازل روحانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
هل يسع قلبك أن يكون منزلا لنوره الشريف كما وسع دار أبو ايوب الانصاري يوما جسده الشريف منزلا ؟!
هل يجد نور النبي صلى الله عليه وسلم رَحْلِهِ في قلبك؟ فحضرته قال ( المرء مع رَحْلِهِ ).. ورحله صلى الله عليه وسلم فيه لباسه.. ولباس حضرته التقوى.. ولباس حضرته الطهر..
فإن كان فيك قبس ضياء من تقوى رسول الله.. وقبس ضياء من طهر جنابه الطاهر.. فإن حضرته مع رَحْلِهِ..

إربط على قلبك بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وإذا كان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر والحجرين على بطنه الشريف حتى لا تجوع أمته وتهلك بالجوع.. وأنت قطعا لم تربط حتى ربع حجر على بطنك.. فهل أقل من أن تربط على قلبك بنور النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

هو ربط على بطنه الحجر حتى لا تجوع أنت.. وحتى تنشغل بالنور لا بالجوع.. إختار أن لا تهلك أمته بالسنة او بالقحط والجوع.. وشمر وحفر وربط الحجارة على أقدس وعاء.. فينساه قلبك؟!!!! هذا والله بلاء

لا شيء يثبت القدم كالنبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبت قدمك.. فكما قال لأحد "إثبت".. يقول لك وعليك "إثبت"

يا محب..
لما تذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتتفكر في ذاته وسيرته واحواله بصدق.. فكأن ماء بارد اشد بردا من الثلج وأشد بياضا من اللبن قد غسل صدرك.. وتشعر ببرده بين عظمك ولحمك..
برد وسلام ينسكبان على صدرك وقلبك ويغسل قلبك ويخرج منه حظ الدنيا والنفس والهوى بذكرك وتذكرك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فالدنيا بدون سيدنا محمد صعبة.. بل تكاد تكون جحيم وسعير ولظى.. نور سيدنا محمد يخفف عنا كل ما نحن فيه من وهن وتعب وغربة وفرقة واختلاف وظلمة

نوره تخفيف ونجاة لكل الدنيا..

فنوره يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم..

يا نبي الله :

إني كالطفل في سيره.. أحبو وأقع.. ثم أبكي..

ثم أستند.. ثم أحبو وأحبو فأسقط.. فيألمني سقوطي.. ويكدر خاطري الوجع.. وادركت ضعف يدي وضعف مسيري..
وأنظر إلى البعيد فأجده قريب ولكني أنا البعيد.. أنا الطفل..

ثم أحبو وأحبو.. وأخاف أن أنكسر..
ثم أحبو وَيَقيني بأحمد جبر كسري كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ

يا نبي الله :

إني أنا الطفل..

يا نبي الله :

أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو

يا إنسان :
النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من كل الوجود.. وهو خير لك من نفسك التي بين جنبيك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير ثواب لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير أَمَل لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير مَرَد لك..
إذا كانت الباقيات الصالحات كذلك..
فكيف ب(الباق الصالح) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
كيف بمن لا تنفع بدون محبته بقية صالحة؟!
كيف بسيد الباقيات الصالحات؟!

يا إنسان.. يا إنسان إنما كان أهل الله أهله بأنهم لم يكن لهم حظ من نسيان رسوله طرفة عين يا إنسان..

يا إنس.. يا جان :
تمر أيام العمر.. نسير في كل الاتجاهات.. ثم تنقطع كل السبل.. ما أشقى الحياة بدون نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

ثم لا نجد أمامنا إلا أن نسير إلى سيدنا محمد الرؤوف الرحيم.. ونقبل يديه و قدمه الكريم..

نسير إليه..

ثم نسير فيه..

فالسير والتجول في أنوار الحبيب صلى الله عليه وسلم يربط على القلوب.. ويثبت الأقدام في دنيا وأزمنة تزل فيها الأقدام

فالزمان زمان غربة.. والناس تبدلت غير الناس.. والقلوب تنكرت.. والمسلم لا يستطيع صبرا مع الارشادات النبوية الشريفة.. أمرت الحضرة الشريفة ب ( وليسعك بيتك)
المسلمون اليوم لا يتحملون أن يغلقوا عليهم بابهم.. المسلمون اليوم لا تسعهم بيوتهم.. وكيف يسعك بيتك وليس فيه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم نور؟!
البيوت ليست من النبي صلى الله عليه وسلم في شيء..
سيدنا النبي غير موجود عندهم في البيت..
وربما في بعض بيوتهم سيدنا النبي مات أصلا منذ ١٤٠٠ عام ..
فماتت البيوت وضاقت.. فلا يسع أهلها سعة.. بل معيشة ضنكا.. وبيوتات عميا.. وآذانا صما وقلوبا غلفا.. وتوشك بحار الفتن أن تعم البيوت بعذاااب..

أما في بحار النور وفي قبضة النور فالقدم هناك قدم واحد.. وسائر الرعية تسير محمولة ببركة هذا القدم الشريف.. وما لنا من رصيد او من شفعاء إلا أن نحاول التأدب والتمكن في مقامات الأدب مع الله ورسوله.. حتى يشرح الله الصدور بالتمكين في الأدب مع الصادق الأمين..

كان عقبة بن عامر بن صاحب بغلة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يقود به في الأسفار..
قال عقبة : ( بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة"، فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به.....)

أدبهم حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن تاديبهم..
عقيدة سيدنا عقبة في الأدب مع رسول الله تقتضي أن الجلوس او الركوب في موضع جلوس او ركوب رسول الله هو (معصية).. هو يرى أن من يركب على بغلة رسول الله أو يجلس مكان مجلسه فقد عصى الله!! وياله من فهم يا سيدنا عقبة..

هكذا استقر ووقر في صدر الصحابي الجليل مما رأى وعرف من جلال رسول الله فأجله وأجل ما يمسه بجسده الشريف..
عقيدته وفهمه أن لا شيء في الوجود بطهر وقدسية رسول الله.. وأنه لا ينبغي لانسان أن يرقى على بغلة او ناقة منسوبة بأنها بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهي بلغت من الرتب الشيء العظيييم..
وتأمل قول سيدنا عقبة وكرره مرارا وتكرارا :
قوله " فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

جلال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
جلال النبوة..
جلال مافي القبضة..

ركب البراق.. فلا يركبه من بعده أحد.. كان البراق براقا.. فركبه فصار براق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُبْعَثُ الأَنْبِيَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأُبْعَثُ عَلَى الْبُرَاقِ)

وقال أبو هريرة ( أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وهو جنب.. فانسل فذهب فاغتسل.. فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما جاءه قال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.....)

عقيدة سيدنا ابو هريرة أنه لا مجالسة ولا صحبة لحضرة النبي مالم تغتسل ظاهرا وباطنا وتكون طاهرا ظاهرا وباطنا.. وكان ورده في الاستغفار ١٢ الف مرة كل يوم..
يا سيدنا ابو هريرة.. من أخبرك أن الطهارة من شروط صحة صحبة رسول الله ؟! من أي فقه أو عن أي مذهب أخذت ذلك؟!

سيدنا ابو هريرة أخذ فقهه هذا عن الله.. ولم يأخذه من فقيه من فقهاء المدينة او عن صحيفة من الصحف.. بل أخذ فقهه في الادب مع حضرة النبي من ذلك الوارد الرباني عن حضرة الله..
لمة نورانية ( إيعاد بالخير ، وتصديق بالحق فمن وجد ذلك ؛ فليعلم أنه من الله ، فيحمد الله)

وهذا أبو رافع مولاه .. كان مولاه فصار مولانا..
كان معه في سفر فباتٓا في خلاء من الارض في ليلة باردة، فأجنب أبو رافع وكان من عادة أبي رافع أن يٓشُدّٓ رٓحْلٓ النبي صلى الله عليه وسلم.. قال ابو رافع : ( فأجللتُ رسولٓ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أمٓسّٓ رٓحْلٓه وأنا جُنُب، فذهب واغتسل وجاء وشدّ له الرّٓحْل...)

فهذا جلال رٓحْلٓ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا أدب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والعجيب من لطائف الادب.. أن الله لم يختر للمسلمين أين يجب عليهم أن يسلموا على نبيهم فقط.. بل اختار لهم موضع السلام عليه من الصلاة والجلسة المناسبة عند السلام عليه في التشهد. إختار الله هيئة مخصصة في الجلوس على الارض فيها كمال الادب عند السلام على الحضرة النبوية الشريفة.

والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالآداب في حق حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تحتاج فقط لغواص حتى يستخرج الدر .. در الحقائق

والحقائق محلها الصدور لا السطور.. أما ما يكتب في السطور فدندنة حول الحقائق.. وربك أدرى بالحقيقة لا ثاني..

تعلمت من الأكابر أن الحقائق للعلم والمعرفة والادب لا للكتابة..
وليس الأمر استعراض عضلات انوار.. فيبرز كل واحد عضلاته
فرب ساكت أوعى وأقرب من متكلم وكاتب..

إن أكرمك الله بشيء من التعرف على بعض الحقائق في سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم.. فهي اكرامية للعلم والمعرفة والتأدب والتعبد والتقرب لله ورسوله على بصيرة ..

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"

السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..
وكما روى بعد الاولياء بعض الاحاديث عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بسند روحي مباشر ومتصل..
(الرواية عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فكذلك يمكن رواية السيرة النبوية الشريفة عن الروح النبوية الطاهرة.. ويمكن أن يقص سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سيرته الشريفة او بعضا منها على من يشاء ممن وسعهم نوره الشريف في قلبهم ..
فيكون حال المتلقي لقصص السيرة الشريفة عن الروح النبوية المطهرة هو إلقاء ( نحن نقص عليك احسن القصص).. على لسان الحضرة النبوية الشريفة..
"نحن" هي عين إمداد إلقاء النور والنبع الصافي ..
"عليك" هي عين استمداد التلقي..
فتكون رواية السيرة الشريفة من روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبمدده..
وإذا كانت الرواية هي رواية عن الروح الشريفة فيكون الأمر أشبه بالتنزل(وحي وإلقاء النبي لقلب وليه)
كما قد يقص الحبيب صلى الله عليه وسلم وسلم أمورا غيبية او روحية لبعض الخواص فينبأهم بما لم يكونوا يعلمون.. أو قد يشهد بعضهم معه بعض الأمور الخاصة في عالم من العوالم..

فمثلا.. في عالم من العوالم أشهد سيدنا النبي وزيريه الصديق والفاروق امورا فآمنا بها وصدقا.. وشهد لهم رسول الله بأنهما آمنا بها.. ثم في زمان متأخر من عالم الظاهر قص سيدنا النبي ذلك لأصحابه وأخبرهم بأن صاحبيه قد آمنا كذلك بهذا الأمر..

((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة!!
ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر..
وقال : وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر.
قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم))..

آمن سيدنا الصديق والفاروق مع سيدنا النبي بأن البقرة والذئب تكلموا.. فما يدري السامعين بحقيقة ذلك وبما حصل لولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لطائفة منهم..

فهنيئا لأهل هذا الفضل ما خصهم به الله ورسوله من النور المحمدي..

السير لسيدنا النبي سيرا روحيا يسير لمن يسره الله له.. فأنت تسير تجاه القبلة الرحموتية..

يتبع بمشيئة الله..




بارك الله فيك يا سيد علاء جميل جميل جميل
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 05, 2019 9:38 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599

الله .. الله .. الله ..

علاء كتب:

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"
السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..


علاء كتب:


(قبضة النور) ٩

( وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام..)

" به "

يا قلب : لا شيء يربط عليك كالنبي صلى الله عليه وسلم..
لا شيء يربط على القلب ك"محمد" إذا كان حاضرا على ذلك القلب.. فيكون هذا القلب منزلا وحجرة من حجرات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان.. فليسعه قلبك يامؤمن..
فهو صلى الله عليه وسلم نبي من قال ( ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)
وهو صلى الله عليه وسلم المتخلق بذلك في كل زمان ومكان.. سيدنا النبي لا يسعه شيء في الكون.. يسعه قلب وريثه ووارثه المؤمن..يسعه قلب عبد الله المؤمن..
فهل يسع قلبك أن يكون منزلا من منازل روحانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
هل يسع قلبك أن يكون منزلا لنوره الشريف كما وسع دار أبو ايوب الانصاري يوما جسده الشريف منزلا ؟!
هل يجد نور النبي صلى الله عليه وسلم رَحْلِهِ في قلبك؟ فحضرته قال ( المرء مع رَحْلِهِ ).. ورحله صلى الله عليه وسلم فيه لباسه.. ولباس حضرته التقوى.. ولباس حضرته الطهر..
فإن كان فيك قبس ضياء من تقوى رسول الله.. وقبس ضياء من طهر جنابه الطاهر.. فإن حضرته مع رَحْلِهِ..

إربط على قلبك بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وإذا كان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر والحجرين على بطنه الشريف حتى لا تجوع أمته وتهلك بالجوع.. وأنت قطعا لم تربط حتى ربع حجر على بطنك.. فهل أقل من أن تربط على قلبك بنور النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

هو ربط على بطنه الحجر حتى لا تجوع أنت.. وحتى تنشغل بالنور لا بالجوع.. إختار أن لا تهلك أمته بالسنة او بالقحط والجوع.. وشمر وحفر وربط الحجارة على أقدس وعاء.. فينساه قلبك؟!!!! هذا والله بلاء

لا شيء يثبت القدم كالنبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبت قدمك.. فكما قال لأحد "إثبت".. يقول لك وعليك "إثبت"

يا محب..
لما تذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتتفكر في ذاته وسيرته واحواله بصدق.. فكأن ماء بارد اشد بردا من الثلج وأشد بياضا من اللبن قد غسل صدرك.. وتشعر ببرده بين عظمك ولحمك..
برد وسلام ينسكبان على صدرك وقلبك ويغسل قلبك ويخرج منه حظ الدنيا والنفس والهوى بذكرك وتذكرك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فالدنيا بدون سيدنا محمد صعبة.. بل تكاد تكون جحيم وسعير ولظى.. نور سيدنا محمد يخفف عنا كل ما نحن فيه من وهن وتعب وغربة وفرقة واختلاف وظلمة

نوره تخفيف ونجاة لكل الدنيا..

فنوره يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم..

يا نبي الله :

إني كالطفل في سيره.. أحبو وأقع.. ثم أبكي..

ثم أستند.. ثم أحبو وأحبو فأسقط.. فيألمني سقوطي.. ويكدر خاطري الوجع.. وادركت ضعف يدي وضعف مسيري..
وأنظر إلى البعيد فأجده قريب ولكني أنا البعيد.. أنا الطفل..

ثم أحبو وأحبو.. وأخاف أن أنكسر..
ثم أحبو وَيَقيني بأحمد جبر كسري كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ

يا نبي الله :

إني أنا الطفل..

يا نبي الله :

أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو

يا إنسان :
النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من كل الوجود.. وهو خير لك من نفسك التي بين جنبيك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير ثواب لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير أَمَل لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير مَرَد لك..
إذا كانت الباقيات الصالحات كذلك..
فكيف ب(الباق الصالح) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
كيف بمن لا تنفع بدون محبته بقية صالحة؟!
كيف بسيد الباقيات الصالحات؟!

يا إنسان.. يا إنسان إنما كان أهل الله أهله بأنهم لم يكن لهم حظ من نسيان رسوله طرفة عين يا إنسان..

يا إنس.. يا جان :
تمر أيام العمر.. نسير في كل الاتجاهات.. ثم تنقطع كل السبل.. ما أشقى الحياة بدون نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

ثم لا نجد أمامنا إلا أن نسير إلى سيدنا محمد الرؤوف الرحيم.. ونقبل يديه و قدمه الكريم..

نسير إليه..

ثم نسير فيه..

فالسير والتجول في أنوار الحبيب صلى الله عليه وسلم يربط على القلوب.. ويثبت الأقدام في دنيا وأزمنة تزل فيها الأقدام

فالزمان زمان غربة.. والناس تبدلت غير الناس.. والقلوب تنكرت.. والمسلم لا يستطيع صبرا مع الارشادات النبوية الشريفة.. أمرت الحضرة الشريفة ب ( وليسعك بيتك)
المسلمون اليوم لا يتحملون أن يغلقوا عليهم بابهم.. المسلمون اليوم لا تسعهم بيوتهم.. وكيف يسعك بيتك وليس فيه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم نور؟!
البيوت ليست من النبي صلى الله عليه وسلم في شيء..
سيدنا النبي غير موجود عندهم في البيت..
وربما في بعض بيوتهم سيدنا النبي مات أصلا منذ ١٤٠٠ عام ..
فماتت البيوت وضاقت.. فلا يسع أهلها سعة.. بل معيشة ضنكا.. وبيوتات عميا.. وآذانا صما وقلوبا غلفا.. وتوشك بحار الفتن أن تعم البيوت بعذاااب..

أما في بحار النور وفي قبضة النور فالقدم هناك قدم واحد.. وسائر الرعية تسير محمولة ببركة هذا القدم الشريف.. وما لنا من رصيد او من شفعاء إلا أن نحاول التأدب والتمكن في مقامات الأدب مع الله ورسوله.. حتى يشرح الله الصدور بالتمكين في الأدب مع الصادق الأمين..

كان عقبة بن عامر بن صاحب بغلة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يقود به في الأسفار..
قال عقبة : ( بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة"، فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به.....)

أدبهم حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن تاديبهم..
عقيدة سيدنا عقبة في الأدب مع رسول الله تقتضي أن الجلوس او الركوب في موضع جلوس او ركوب رسول الله هو (معصية).. هو يرى أن من يركب على بغلة رسول الله أو يجلس مكان مجلسه فقد عصى الله!! وياله من فهم يا سيدنا عقبة..

هكذا استقر ووقر في صدر الصحابي الجليل مما رأى وعرف من جلال رسول الله فأجله وأجل ما يمسه بجسده الشريف..
عقيدته وفهمه أن لا شيء في الوجود بطهر وقدسية رسول الله.. وأنه لا ينبغي لانسان أن يرقى على بغلة او ناقة منسوبة بأنها بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهي بلغت من الرتب الشيء العظيييم..
وتأمل قول سيدنا عقبة وكرره مرارا وتكرارا :
قوله " فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

جلال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
جلال النبوة..
جلال مافي القبضة..

ركب البراق.. فلا يركبه من بعده أحد.. كان البراق براقا.. فركبه فصار براق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُبْعَثُ الأَنْبِيَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأُبْعَثُ عَلَى الْبُرَاقِ)

وقال أبو هريرة ( أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وهو جنب.. فانسل فذهب فاغتسل.. فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما جاءه قال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.....)

عقيدة سيدنا ابو هريرة أنه لا مجالسة ولا صحبة لحضرة النبي مالم تغتسل ظاهرا وباطنا وتكون طاهرا ظاهرا وباطنا.. وكان ورده في الاستغفار ١٢ الف مرة كل يوم..
يا سيدنا ابو هريرة.. من أخبرك أن الطهارة من شروط صحة صحبة رسول الله ؟! من أي فقه أو عن أي مذهب أخذت ذلك؟!

سيدنا ابو هريرة أخذ فقهه هذا عن الله.. ولم يأخذه من فقيه من فقهاء المدينة او عن صحيفة من الصحف.. بل أخذ فقهه في الادب مع حضرة النبي من ذلك الوارد الرباني عن حضرة الله..
لمة نورانية ( إيعاد بالخير ، وتصديق بالحق فمن وجد ذلك ؛ فليعلم أنه من الله ، فيحمد الله)

وهذا أبو رافع مولاه .. كان مولاه فصار مولانا..
كان معه في سفر فباتٓا في خلاء من الارض في ليلة باردة، فأجنب أبو رافع وكان من عادة أبي رافع أن يٓشُدّٓ رٓحْلٓ النبي صلى الله عليه وسلم.. قال ابو رافع : ( فأجللتُ رسولٓ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أمٓسّٓ رٓحْلٓه وأنا جُنُب، فذهب واغتسل وجاء وشدّ له الرّٓحْل...)

فهذا جلال رٓحْلٓ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا أدب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والعجيب من لطائف الادب.. أن الله لم يختر للمسلمين أين يجب عليهم أن يسلموا على نبيهم فقط.. بل اختار لهم موضع السلام عليه من الصلاة والجلسة المناسبة عند السلام عليه في التشهد. إختار الله هيئة مخصصة في الجلوس على الارض فيها كمال الادب عند السلام على الحضرة النبوية الشريفة.

والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالآداب في حق حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تحتاج فقط لغواص حتى يستخرج الدر .. در الحقائق

والحقائق محلها الصدور لا السطور.. أما ما يكتب في السطور فدندنة حول الحقائق.. وربك أدرى بالحقيقة لا ثاني..

تعلمت من الأكابر أن الحقائق للعلم والمعرفة والادب لا للكتابة..
وليس الأمر استعراض عضلات انوار.. فيبرز كل واحد عضلاته
فرب ساكت أوعى وأقرب من متكلم وكاتب..

إن أكرمك الله بشيء من التعرف على بعض الحقائق في سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم.. فهي اكرامية للعلم والمعرفة والتأدب والتعبد والتقرب لله ورسوله على بصيرة ..

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"

السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..
وكما روى بعد الاولياء بعض الاحاديث عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بسند روحي مباشر ومتصل..
(الرواية عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فكذلك يمكن رواية السيرة النبوية الشريفة عن الروح النبوية الطاهرة.. ويمكن أن يقص سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سيرته الشريفة او بعضا منها على من يشاء ممن وسعهم نوره الشريف في قلبهم ..
فيكون حال المتلقي لقصص السيرة الشريفة عن الروح النبوية المطهرة هو إلقاء ( نحن نقص عليك احسن القصص).. على لسان الحضرة النبوية الشريفة..
"نحن" هي عين إمداد إلقاء النور والنبع الصافي ..
"عليك" هي عين استمداد التلقي..
فتكون رواية السيرة الشريفة من روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبمدده..
وإذا كانت الرواية هي رواية عن الروح الشريفة فيكون الأمر أشبه بالتنزل(وحي وإلقاء النبي لقلب وليه)
كما قد يقص الحبيب صلى الله عليه وسلم وسلم أمورا غيبية او روحية لبعض الخواص فينبأهم بما لم يكونوا يعلمون.. أو قد يشهد بعضهم معه بعض الأمور الخاصة في عالم من العوالم..

فمثلا.. في عالم من العوالم أشهد سيدنا النبي وزيريه الصديق والفاروق امورا فآمنا بها وصدقا.. وشهد لهم رسول الله بأنهما آمنا بها.. ثم في زمان متأخر من عالم الظاهر قص سيدنا النبي ذلك لأصحابه وأخبرهم بأن صاحبيه قد آمنا كذلك بهذا الأمر..

((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة!!
ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر..
وقال : وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر.
قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم))..

آمن سيدنا الصديق والفاروق مع سيدنا النبي بأن البقرة والذئب تكلموا.. فما يدري السامعين بحقيقة ذلك وبما حصل لولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لطائفة منهم..

فهنيئا لأهل هذا الفضل ما خصهم به الله ورسوله من النور المحمدي..

السير لسيدنا النبي سيرا روحيا يسير لمن يسره الله له.. فأنت تسير تجاه القبلة الرحموتية..

يتبع بمشيئة الله..


_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 05, 2019 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
msobieh كتب:

الله .. الله .. الله ..

علاء كتب:

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"
السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..


علاء كتب:


(قبضة النور) ٩

( وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام..)

" به "

يا قلب : لا شيء يربط عليك كالنبي صلى الله عليه وسلم..
لا شيء يربط على القلب ك"محمد" إذا كان حاضرا على ذلك القلب.. فيكون هذا القلب منزلا وحجرة من حجرات النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الزمان.. فليسعه قلبك يامؤمن..
فهو صلى الله عليه وسلم نبي من قال ( ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)
وهو صلى الله عليه وسلم المتخلق بذلك في كل زمان ومكان.. سيدنا النبي لا يسعه شيء في الكون.. يسعه قلب وريثه ووارثه المؤمن..يسعه قلب عبد الله المؤمن..
فهل يسع قلبك أن يكون منزلا من منازل روحانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
هل يسع قلبك أن يكون منزلا لنوره الشريف كما وسع دار أبو ايوب الانصاري يوما جسده الشريف منزلا ؟!
هل يجد نور النبي صلى الله عليه وسلم رَحْلِهِ في قلبك؟ فحضرته قال ( المرء مع رَحْلِهِ ).. ورحله صلى الله عليه وسلم فيه لباسه.. ولباس حضرته التقوى.. ولباس حضرته الطهر..
فإن كان فيك قبس ضياء من تقوى رسول الله.. وقبس ضياء من طهر جنابه الطاهر.. فإن حضرته مع رَحْلِهِ..

إربط على قلبك بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وإذا كان صلى الله عليه وسلم يربط الحجر والحجرين على بطنه الشريف حتى لا تجوع أمته وتهلك بالجوع.. وأنت قطعا لم تربط حتى ربع حجر على بطنك.. فهل أقل من أن تربط على قلبك بنور النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

هو ربط على بطنه الحجر حتى لا تجوع أنت.. وحتى تنشغل بالنور لا بالجوع.. إختار أن لا تهلك أمته بالسنة او بالقحط والجوع.. وشمر وحفر وربط الحجارة على أقدس وعاء.. فينساه قلبك؟!!!! هذا والله بلاء

لا شيء يثبت القدم كالنبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبت قدمك.. فكما قال لأحد "إثبت".. يقول لك وعليك "إثبت"

يا محب..
لما تذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتتفكر في ذاته وسيرته واحواله بصدق.. فكأن ماء بارد اشد بردا من الثلج وأشد بياضا من اللبن قد غسل صدرك.. وتشعر ببرده بين عظمك ولحمك..
برد وسلام ينسكبان على صدرك وقلبك ويغسل قلبك ويخرج منه حظ الدنيا والنفس والهوى بذكرك وتذكرك لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فالدنيا بدون سيدنا محمد صعبة.. بل تكاد تكون جحيم وسعير ولظى.. نور سيدنا محمد يخفف عنا كل ما نحن فيه من وهن وتعب وغربة وفرقة واختلاف وظلمة

نوره تخفيف ونجاة لكل الدنيا..

فنوره يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم..

يا نبي الله :

إني كالطفل في سيره.. أحبو وأقع.. ثم أبكي..

ثم أستند.. ثم أحبو وأحبو فأسقط.. فيألمني سقوطي.. ويكدر خاطري الوجع.. وادركت ضعف يدي وضعف مسيري..
وأنظر إلى البعيد فأجده قريب ولكني أنا البعيد.. أنا الطفل..

ثم أحبو وأحبو.. وأخاف أن أنكسر..
ثم أحبو وَيَقيني بأحمد جبر كسري كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ

يا نبي الله :

إني أنا الطفل..

يا نبي الله :

أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو.. أحبو وتحْنُو

يا إنسان :
النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من كل الوجود.. وهو خير لك من نفسك التي بين جنبيك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير ثواب لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير أَمَل لك..
النبي صلى الله عليه وسلم خير مَرَد لك..
إذا كانت الباقيات الصالحات كذلك..
فكيف ب(الباق الصالح) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
كيف بمن لا تنفع بدون محبته بقية صالحة؟!
كيف بسيد الباقيات الصالحات؟!

يا إنسان.. يا إنسان إنما كان أهل الله أهله بأنهم لم يكن لهم حظ من نسيان رسوله طرفة عين يا إنسان..

يا إنس.. يا جان :
تمر أيام العمر.. نسير في كل الاتجاهات.. ثم تنقطع كل السبل.. ما أشقى الحياة بدون نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

ثم لا نجد أمامنا إلا أن نسير إلى سيدنا محمد الرؤوف الرحيم.. ونقبل يديه و قدمه الكريم..

نسير إليه..

ثم نسير فيه..

فالسير والتجول في أنوار الحبيب صلى الله عليه وسلم يربط على القلوب.. ويثبت الأقدام في دنيا وأزمنة تزل فيها الأقدام

فالزمان زمان غربة.. والناس تبدلت غير الناس.. والقلوب تنكرت.. والمسلم لا يستطيع صبرا مع الارشادات النبوية الشريفة.. أمرت الحضرة الشريفة ب ( وليسعك بيتك)
المسلمون اليوم لا يتحملون أن يغلقوا عليهم بابهم.. المسلمون اليوم لا تسعهم بيوتهم.. وكيف يسعك بيتك وليس فيه من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم نور؟!
البيوت ليست من النبي صلى الله عليه وسلم في شيء..
سيدنا النبي غير موجود عندهم في البيت..
وربما في بعض بيوتهم سيدنا النبي مات أصلا منذ ١٤٠٠ عام ..
فماتت البيوت وضاقت.. فلا يسع أهلها سعة.. بل معيشة ضنكا.. وبيوتات عميا.. وآذانا صما وقلوبا غلفا.. وتوشك بحار الفتن أن تعم البيوت بعذاااب..

أما في بحار النور وفي قبضة النور فالقدم هناك قدم واحد.. وسائر الرعية تسير محمولة ببركة هذا القدم الشريف.. وما لنا من رصيد او من شفعاء إلا أن نحاول التأدب والتمكن في مقامات الأدب مع الله ورسوله.. حتى يشرح الله الصدور بالتمكين في الأدب مع الصادق الأمين..

كان عقبة بن عامر بن صاحب بغلة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكان يقود به في الأسفار..
قال عقبة : ( بينما أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب إذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركب يا عقبة"، فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه ثم أشفقت أن يكون معصية قال: فركبت هنيهة ثم نزلت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم وقدت به.....)

أدبهم حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن تاديبهم..
عقيدة سيدنا عقبة في الأدب مع رسول الله تقتضي أن الجلوس او الركوب في موضع جلوس او ركوب رسول الله هو (معصية).. هو يرى أن من يركب على بغلة رسول الله أو يجلس مكان مجلسه فقد عصى الله!! وياله من فهم يا سيدنا عقبة..

هكذا استقر ووقر في صدر الصحابي الجليل مما رأى وعرف من جلال رسول الله فأجله وأجل ما يمسه بجسده الشريف..
عقيدته وفهمه أن لا شيء في الوجود بطهر وقدسية رسول الله.. وأنه لا ينبغي لانسان أن يرقى على بغلة او ناقة منسوبة بأنها بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فهي بلغت من الرتب الشيء العظيييم..
وتأمل قول سيدنا عقبة وكرره مرارا وتكرارا :
قوله " فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
" فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم"

جلال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
جلال النبوة..
جلال مافي القبضة..

ركب البراق.. فلا يركبه من بعده أحد.. كان البراق براقا.. فركبه فصار براق رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُبْعَثُ الأَنْبِيَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأُبْعَثُ عَلَى الْبُرَاقِ)

وقال أبو هريرة ( أنه لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وهو جنب.. فانسل فذهب فاغتسل.. فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما جاءه قال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: يا رسول الله لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.....)

عقيدة سيدنا ابو هريرة أنه لا مجالسة ولا صحبة لحضرة النبي مالم تغتسل ظاهرا وباطنا وتكون طاهرا ظاهرا وباطنا.. وكان ورده في الاستغفار ١٢ الف مرة كل يوم..
يا سيدنا ابو هريرة.. من أخبرك أن الطهارة من شروط صحة صحبة رسول الله ؟! من أي فقه أو عن أي مذهب أخذت ذلك؟!

سيدنا ابو هريرة أخذ فقهه هذا عن الله.. ولم يأخذه من فقيه من فقهاء المدينة او عن صحيفة من الصحف.. بل أخذ فقهه في الادب مع حضرة النبي من ذلك الوارد الرباني عن حضرة الله..
لمة نورانية ( إيعاد بالخير ، وتصديق بالحق فمن وجد ذلك ؛ فليعلم أنه من الله ، فيحمد الله)

وهذا أبو رافع مولاه .. كان مولاه فصار مولانا..
كان معه في سفر فباتٓا في خلاء من الارض في ليلة باردة، فأجنب أبو رافع وكان من عادة أبي رافع أن يٓشُدّٓ رٓحْلٓ النبي صلى الله عليه وسلم.. قال ابو رافع : ( فأجللتُ رسولٓ الله صلى الله عليه وسلم أنْ أمٓسّٓ رٓحْلٓه وأنا جُنُب، فذهب واغتسل وجاء وشدّ له الرّٓحْل...)

فهذا جلال رٓحْلٓ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا أدب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والعجيب من لطائف الادب.. أن الله لم يختر للمسلمين أين يجب عليهم أن يسلموا على نبيهم فقط.. بل اختار لهم موضع السلام عليه من الصلاة والجلسة المناسبة عند السلام عليه في التشهد. إختار الله هيئة مخصصة في الجلوس على الارض فيها كمال الادب عند السلام على الحضرة النبوية الشريفة.

والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالآداب في حق حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تحتاج فقط لغواص حتى يستخرج الدر .. در الحقائق

والحقائق محلها الصدور لا السطور.. أما ما يكتب في السطور فدندنة حول الحقائق.. وربك أدرى بالحقيقة لا ثاني..

تعلمت من الأكابر أن الحقائق للعلم والمعرفة والادب لا للكتابة..
وليس الأمر استعراض عضلات انوار.. فيبرز كل واحد عضلاته
فرب ساكت أوعى وأقرب من متكلم وكاتب..

إن أكرمك الله بشيء من التعرف على بعض الحقائق في سيرة الأمين صلى الله عليه وسلم.. فهي اكرامية للعلم والمعرفة والتأدب والتعبد والتقرب لله ورسوله على بصيرة ..

ما يكتبه الكتاب في السيرة الشريفة رقائق لا حقائق..
السيرة النبوية الشريفة كلها حقائق..
لكن لو كان الكلام في السيرة النبوية هو كلام بكل الحقائق فليس هنالك من شيء ليكتبه كاتب او عارف.. لأن الحقيقة في السيرة الشريفة واحدة.. وهي :
(منه وإليه صلى الله عليه وسلم)..
وبالتبصر في حقائق السيرة الشريفة تجد أن الأمر برمته بين الله ورسوله.. لذلك فالكلام والكتابة في السيرة الشريفة يكون ممتزجا بين شيء من الحقائق والاشراقات والرقائق والاذواق وكثيييير من سرد الأحداث وذكر الاسباب والمسببات..
في حقائق وبواطن السيرة الشريفة تجد الخلعة المحمدية الأحمدية.. وتبصر نور محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي..
السيرة هي ظهور افضل الخلق من عند خالقه لكل الخلق ظهورا عم كل ذرات الوجود بالنور والهدى.. بعد أن كان البروز الأول للإيجاد..
السيرة النبوية الشريفة هي تجول روحي حول نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. "وإنما ندندن حولها"

السيرة النبوية الشريفة هي سير روحي إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهو سير على مراتب..
فهناك من يسير بالسيرة النبوية إلى الجسد المحمدي وهناك من يسير إلى الروح المحمدية وهناك من يسير إلى النور المحمدي المقدس (القبضة)..
(قبضت قبضة من نوري).. تلك هي اولى حقائق السيرة النبوية المطهرة
السيرة النبوية الشريفة بكل ما فيها هي معجزة من معجزات النور المحمدي..
وكما روى بعد الاولياء بعض الاحاديث عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بسند روحي مباشر ومتصل..
(الرواية عن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فكذلك يمكن رواية السيرة النبوية الشريفة عن الروح النبوية الطاهرة.. ويمكن أن يقص سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سيرته الشريفة او بعضا منها على من يشاء ممن وسعهم نوره الشريف في قلبهم ..
فيكون حال المتلقي لقصص السيرة الشريفة عن الروح النبوية المطهرة هو إلقاء ( نحن نقص عليك احسن القصص).. على لسان الحضرة النبوية الشريفة..
"نحن" هي عين إمداد إلقاء النور والنبع الصافي ..
"عليك" هي عين استمداد التلقي..
فتكون رواية السيرة الشريفة من روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وبمدده..
وإذا كانت الرواية هي رواية عن الروح الشريفة فيكون الأمر أشبه بالتنزل(وحي وإلقاء النبي لقلب وليه)
كما قد يقص الحبيب صلى الله عليه وسلم وسلم أمورا غيبية او روحية لبعض الخواص فينبأهم بما لم يكونوا يعلمون.. أو قد يشهد بعضهم معه بعض الأمور الخاصة في عالم من العوالم..

فمثلا.. في عالم من العوالم أشهد سيدنا النبي وزيريه الصديق والفاروق امورا فآمنا بها وصدقا.. وشهد لهم رسول الله بأنهما آمنا بها.. ثم في زمان متأخر من عالم الظاهر قص سيدنا النبي ذلك لأصحابه وأخبرهم بأن صاحبيه قد آمنا كذلك بهذا الأمر..

((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة!!
ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر..
وقال : وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ثم قال نبي الله :
آمنت به أنا وأبو بكر وعمر.
قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم))..

آمن سيدنا الصديق والفاروق مع سيدنا النبي بأن البقرة والذئب تكلموا.. فما يدري السامعين بحقيقة ذلك وبما حصل لولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لطائفة منهم..

فهنيئا لأهل هذا الفضل ما خصهم به الله ورسوله من النور المحمدي..

السير لسيدنا النبي سيرا روحيا يسير لمن يسره الله له.. فأنت تسير تجاه القبلة الرحموتية..

يتبع بمشيئة الله..


_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 06, 2019 7:16 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7603
msobieh كتب:
[size=200]
الله .. الله .. الله ..

أعزكم الله يا سيد علاء

علاء كتب:


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا


الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أ
فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..
فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..
سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....


كل الشكر لمولانا رسول الله الذي جمعنا بصفوة أحبابه وعترته في هذا العصر :
مولانا الامام الصبيح بقية العترة النبوية
والسيد العلاء علاء نور الطالعة الأحمدية
دمتم في مدد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله[/size]

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 06, 2019 4:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691

اللهم صل وسلم وبارك على كامل النور والطلعه البهيه سيدنا ومولانا رسول الله

صل الله عليه وعلى اّله وصحبه وسلم

بارك الله فيكم وسلمت يمينكم


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 07, 2019 1:56 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7603
فراج يعقوب كتب:
[font=Arial][size=200]
msobieh كتب:
[size=200]
الله .. الله .. الله ..

أعزكم الله يا سيد علاء

علاء كتب:


( قبضة النور) ٨

( ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذا تقى‏)

. فليس نعيم في الجنة أعظم من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم.. في الجنة الجار قبل الدار.. والحبيب جد الأطهار قبل القصور والانهار.. المعشوق قبل كل شيء.. "أسألك مرافقتك في الجنة"..
فإن لم أحظى بجوارك ومرافقتك ..
فما جنة؟! وما نعيم؟! وما استبرق وما سندس؟!
وفي الدنيا كذلك.. ليس هناك نعيم في الدنيا كالتمتع بصحبة انفاس وروح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

حتى يمن عليك النبي صلى الله عليه وسلم وينعم عليك بصحبته الشريفة لابد أن يحبك لتقواك .. فما أحب إلا ذا تقى..
ثم لابد لك أن تحافظ على هذا الحال وهذه التقوى وهذا النور الساري وتحفظه من أن يتسرب منك شيئا فشيئا..

التقوى كل التقوى في صدره الشريف.. يوما ما أشار صلى الله عليه وسلم لصدره وقلبه الشريف وقال ٣ مرات :
التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا.. التقوى ها هنا


الصحبة الروحية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم تتطلب أدبا شديدا مع الله ورسوله ومع كل من أسلم وجهه لله..

صحبة سيدنا النبي الروحية حق حق حق.. فلا تكن من الذين اذا أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون..

ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله..
وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون..

ومن أبجديات طريق صحبة سيدنا النبي الروحية هي أن لا تمدن عينيك للدنيا ولأحوال البشر .. وتمد حبال عينك وحبال قلبك وحبال روحك وكل توجهاتك الى حضرة النبي فلا ترى غيره في الوجود..

وهو كريييم صلى الله عليه وسلم.. يجود دون أن تسأل.. وإن قال لك "سل" فهو يلاطفك ويربيك.. وما قال لك "سل" إلا وقد أعطاك قبلها..
فلو قال لك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم "سل".. فهل ستختار شيئا عليه؟ أم ستجيب بكل ادب " أسألك أنت يا رسول الله" !
هل ستجيبه ب"أسألك حبك"؟
كما أجاب هو صلى الله عليه وسلم ربه حينما قال له الله :
"سل"..
أ
فكيف بعطاء روحه صلى الله عليه وسلم؟!
وكيف بعطاء صحبته الروحية صلى الله عليه وسلم؟!

صحبة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هي صحبة كاملة بالجسد وبالروح.. لم تكن للصحابة احوال إنقطاع عن الحضرة النبوية.. فكانوا يكونون معه يحدثونه وينظرون إليه ثم يتفرقون إلى بيوتهم.. فيرتبط به أحدهم وهو في بيته..
ويصحبونه من وسط أهليهم روحيا فلا ينقطعون عنه وقد كانوا للتو في صحبة الروح والجسد معا .. ثم لما تفرقوا لبيوتهم صحبوا الروح الشريف في خلواتهم.. فيجلسون ويصلون ويسلمون عليه حتى كان بعضهم يراه صلى الله عليه وسلم في خلواتهم رؤيا اليقظة.. حتى يطلع الفجر فيرونه من جديد رؤيا العين..
لكنهم كانوا أهل سر.. وكانوا يكتمون.. ولا والله ما كانوا يبوحون بكل ما وهبهم الله وحباهم من بركات النور المحمدي..

واليوم للصحبة الروحية بقية في الأمة..
أن تسلم عليه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (هذا لا يقدر بثمن)
أن تجلس فتصلي عليه بكلك.. تصلي عليه بقدرك ويصلي عليك بقدره فيحملك لصحبته الروحية متى شاء.. وهو والله موجود بيننا وفينا ما غادرنا وما تركنا يعرف احوالنا وخفايانا ويومياتنا وبيوتنا وما لنا وما علينا.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود.. رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر.. رسول الله ليس ماضي.. ولا والله ما انقطعت عنه الوفود.. ولا انقطع عنه المقبلون.. وما تزال الوفود تقبل عليه جسديا وروحيا غير خزايا ولا ندامى..

‏أيها المحب..

فإن كان قلبك متعلق بأهل الله.. فالحمد لله.. انت مع من احببت.. وإن رضيت بالغربة والرباط في هذا الزمان.. وهاجرت بقلبك وروحك لله ورسوله.. فهجرتك الى الله ورسوله ..

فاحذر أن يكون قلبك على علاقة حب بصاحب فتنة او بدعة او بمن حاد الله ورسوله.. (ولو كانوا كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)..
فالروح تريد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.. والجسد يريد نصيبه من الدنيا..
سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

إن أعطاك فلا عطاء كعطاء هذا الحبيب الأول..
عطاء النبي هو عطاء في كل النواحي والذرات .. عطاء سيد الوجود في الوجود.. عطاء في القلب وعطاء في الذات وعطاء في الجبين وعطاء في الأقدار.. والي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.. فنيئا لمن كان متكوب على جبينه محمد..
عطاء سيدنا النبي هو عطاء بلا حدود.. هو العطاء.. عطاء لا يحده حد ولا يعده عد..
فهو رسول من قال ( هذا عطاؤنا)..
من ارسله سبحانه أشار إليه وقال ( هذا عطاؤنا)..

فمن عطاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمسك غمسة في نهر نوره "ماء الحياة الحق" ..
نهر نوره هو نهر (إذا دعاكم لما يحييكم)
نهر نوره هو نهر (فلنحيينه حياة طيبة)

وكل القسمة عنده صلى الله عليه وسلم..

وكما قسم من جسده الشريف للناس كشعره واظافره فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم. ..
كذلك قسم من روحه ونوره الشريف للناس فهم يتوارثون تلك القسمة حتى اليوم..
آثار من جسده الشريف موجودة اليوم.. وكذلك آثار من روحه الشريفة موجودة.. فابحث عنها.. فقد تكون ممن سبقت له القسمة وله نصيب من روح الحبيب صلى الله عليه وسلم..

يتبع بمشيئة الله....


الحمد لله
و الشكر لمولانا رسول الله الذي جمعنا بصفوة أحبابه وعترته في هذا العصر :
مولانا الامام الصبيح بقية العترة النبوية
والسيد العلاء علاء نور الطلعة الأحمدية
وبقية أعضاء هذا المنتدى المنفوح بالنفحات المحمدية .
دمتم في مدد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله[/size]

الحمد لله
و الشكر لمولانا رسول الله الذي جمعنا بصفوة أحبابه وعترته في هذا العصر :
مولانا الامام الصبيح بقية العترة النبوية
والسيد العلاء علاء نور الطلعة الأحمدية
والسادة بقية أعضاء هذا المنتدى المنفوح بالنفحات المحمدية .
دمتم في مدد الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْكَوْثَر* صلاةً لاتُعَدُّ وَلاتُكَيَّفُ وَلاتُحْصَر* نَنَالُ بِهَا الْحَظَّ الأَوْفَرَ وَالرِّضْوَانَ الأَكْبَر* وَنَفُوزُ بِهَا بِشَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْمَحْشَر* وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ[/font][/size]

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 07, 2019 9:53 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 17, 2015 8:25 pm
مشاركات: 2991
حامد الديب كتب:

اللهم صل وسلم وبارك على كامل النور والطلعه البهيه سيدنا ومولانا رسول الله

صل الله عليه وعلى اّله وصحبه وسلم

بارك الله فيكم وسلمت يمينكم



فما زال سيدنا ابو الطفيل يعظه حتى رجع عن رأيه وأبغض الخوارج.. فنبتت تلك الشعرة الشريفة مرة اخرى!!!

سبحان الله سبحان الله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير الامور ظاهرا وباطنا.. فإن اقبلت أقبل عليك.. وإن ذهبت بعيدا ناداك.. فإن عدت عاد.. عاد إليك.. وجاد عليك.. بنور من خلفك ومن بين يديك..

إن عدت عاد كما عادت الشعرة من حيث زرعها صلى الله عليه وسلم وأنبتها ..

الله الله الله ياسيدي يامحمد يا احمد ياطه ياحبيبي يامولاي ياطبيبي ياشفيعي ياغياثي هل نظرتك ورحمتك ومددك تخص لكل واصل فإن أكن منقطع أنت تواصل ومن للآبق يا مولى الموالي...
صل الله عليك وسلم عدد ماصلى عليك المصلين والمحبين وملائكة الله اجمعين وعدد من لم يصلي عليك في كل زمان ومكان الى يوم الدين وآل بيتك الطيبين الطاهرين المطهرين مثل ذلك ..

_________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 08, 2019 11:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 31, 2015 3:06 pm
مشاركات: 306


( قبضة النور ) ١٠

"وأَسَرُّواْ النجوى"

احباب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كثر.. لكنهم ليسوا سواء.. فمنهم مُخْلَصِينَ .. الذين تربوا في حجر روح الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هم أهل العناية والرعاية.. هم المصطفين الأخيار.. هم أحباب سيدنا النبي الْمُخْلَصِينَ..
هم السادة المقربين.. أهل النجوى.. أهل اللا حجاب.. اهل نجوى النبي صلى الله عليه وسلم.. ..

في أغلب حالات النجوى العامة بين البشر تكون العاقبة فيها إلى الشرور.. لا خير في كثير من نجواهم..

وأما النجوى الطيبة مع ندرتها فهي على درجات وانواع..
كنجوى الأمر بالصدقة..
ونجوى الامر بالمعروف..
ونجوى الاصلاح بين الناس..

فأهلها ينالون مرضاة الله وأجرا عظيما..

لكن نجوى الصديقين او نجوى الابرار او نجوى المقربين فهي النجوى النورانية الروحية.. وهي النجوى مع روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الأرواح.. بل في كل الملك و الملكوت..
سيدنا جبريل له نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم.. الكرسي والعرش لهم نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم.. الأنبياء لهم نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم..

والنجوى هي "إِسرارُ الحديث"

هي السر الذي بينك وبين روح رسول الله صلى الله عليه وسلم

نجواك وقرباك الخاصة مع باب الله الأعظم الاوحد..
تُسِرُّ إليه ويسِرُّ إليك..

اهل النجوى هؤلاء أخفوا انفسهم عن كل الخلق.. ولا يطلبون إلا نجوى عبد واحد سميع وبصير..
هؤلاء أَسَرُّواْ النجوى..

سيماهم في أرواحهم من أثر التناجي..
إشراقهم في انوراهم من أثر المناجاة..

لم يسبقوا العباد بكثير صلاة ولا صيام وإنما سبقوا العباد بنجوى أَسَرُّوها في صدورهم.. سبقوهم بنجواهم مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. لا يفرحون بملئ الارض انوار وروحانيات واسرار وعلوم.. همهم فقط مناجاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. فيه يفرحون وفيه يبكون..

يا اهل (ليس بينك وبين الله واسطة) :
إعلم أنه لن يناج مخلوق ربه مناجاة على قلب النبوة حتى يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم اولا..
اهل حضرة الاقتراب هؤلاء هم اهل السر والأسرار والإِسْرَار..

حاضرة قلوبهم وأَسَرُّواْ النجوى..

يسرون النجوى إلى حبيبهم صلى الله عليه وسلم.. لا تكتوي قلوبهم بنار النفس والهوا والشيطان.. وليس لهم من الناس والعلماء فتوى.. ولا لقلوبهم إستفتاء مع حضورها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هم عنده كالحلس البالي .. وهو عندهم نور الله المتعالي.. يذوبون خجلا يقطرون وجدا.. بكاءهم كثير دمع لا كثير صوت.. يهتزون كأزيز المرجل..
يعلو بكاء ارواحهم بكاء أجسادهم " بكاء الروح"..ذلك تعلموه من بكاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
كان بكاء سيدنا النبي بكاء عجيب..كان كل امره وشأنه عجب..
لما كان يبكي فإن من حوله يكون في صمت طويل مطرقين الرؤوس والقلوب حتى كأنهم تحت العرش.. فالنبي صلى الله عليه وسلم يبكي..
بكاءه كأزيز المرجل كأن قدرا من نحاس يغلي في صدره الشريف.. والعينان الشريفة بالدمع تهملان..
العين هطالة.. وفي الصدر أزيز.. لكن مع كل ذلك لم يكن في بكاءه شهيق ورفع صوت..
حتى في بكاءه نور.. حتى في اتباع سنة بكاءه ثواب وجنة.. إن بكيت على مثل هيئة بكاءه احبك الله..

فهؤلاء هم اهل النجوى.. اللهم ألحقنا بهم وعرفنا إياهم معرفة صدق عند حبيب بالصدق مشتهر ..

والحياة فرص.. فإياك أن يكون نصيبك من النجوى النبوية قد حان وقته وقلبك لاه!!
ينظر لقلبك ليناجيك فيجدك عنه بعيييد.. وقلبك يغط بنوم شديد.. قد حانت فرصتك.. جاءت ساعتك.. فتحت ابواب ليلة قدرك.. كان من المفترض أن يكون قلبك حاضر..

ولكن يا للحسرات لو كنت وقتها من أهل ( لاهية قلوبهم)
فماذا يكون التصرف المناسب معك من اهل الحضرة؟!!!
وقد وقعت على قلبك الحجة.. وأعذر إليك..
فيكون الحال ( ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارا )!!!!

الغفلة حجاب المحبين عن نصيبهم من النجوى النبوية..

يا من سعدت بالمناجاة :
بعد النجوى معراج.. وبعد المعراج كشف الحجب..
المعراج أصالة هو معراج حبيب الله صلى الله عليه وسلم
والمعراج أصالة هو الذهاب إلى الله.. فهذا نصيب عبد واحد اسمه أحمد..
والمعراج بالتبعية هو الذهاب إلى نور الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا نصيب أهل القرب..

والمعراج هو سفر مقدس ورحلة قدسية للقاء المحبوب.. سواء بالروح او بالجسد او بالروح والجسد.. لكنه ليس سفر مقدس الي أي محبوب.. بل إلى أقدس وأرفع محبوب لك مأذون لك بالوصول اليه والتمكين في حضرة الالتقاء به..
مثلا أرفع واقدس محبوب لسيدنا جبريل يمكنه الالتقاء به هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فوصول ولقاء سيدنا جبريل بسيدنا محمد هو معراج سيدنا جبريل عليه السلام ..
سيدنا جبريل كان معراجه ليلة عرج الى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء.. سافر سيدنا جبريل من مقامه فوق السماء السابعة الى غار حراء في مكة قاصدا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
كانت تلك رحلة المعراج الجبرائيلية الى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ليقرأ هو في انوار كتاب الله المنظور.. وليتصفح في صفحات اول الخلق.. كتاب الله الأول..
وكأن الحال أن سيدنا جبريل نزل ب( إقرأ باسم ربك الذي خلق)
ولما وصل وجلس في حضرة رسول الله ليلقي إليه (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فإذا به يتفاجأ بأن نور رسول الله يجيبه نعم أقرأ باسم ربي الذي خلق فهل تعلم انت ما هو اول ما خلق؟!

وإذا بسيدنا جبريل يجد الإجابات في قلب انوار رسول الله وهي تجيب ( نعم وأنا أول ما خلق )

قال له جبريل : إقرأ باسم ربك الذي خلق...
فكأنه قد قيل : نعم وأنا أول ما خلق.. نور نبيك يا جبريل

عرج جبريل لمحبوبه رسول الله.. واحتضنه واحتضنه واحتضنه بعد شوق شديييد.. شوق الأضلع للأضلع ..
احتضان جبريل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه شكر عميق لله..
كانت ضمته ضمة الشكر التي توازي سجدة الشكر.. اي غط جبريل نبي الله غطة شكر لله..
فشكر جبريل لله يطووول على لقاء طه الأمين..
ولسان حال جبريل يقول : والله لا أدري يا رسول الله أأنا الذي أضمك أم تراك أنت الذي تضمني؟!

وأما نجوى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فهي مع الله.. ناجاه وكلمه في كل زمان وفي كل مكان.. .. وقبل الزمان وقبل المكان..
سيدنا محمد هو العبد الذي خَلَص له نَجِيًّا.. خلص ل(هو) نَجِيًّا
.. خالص لله عز وجل...

بل وفي الملأ كمله الله وخاطبه أمام كل الأمم عيانا بيانا..

وقد يظن البعض أن الله لم يخاطب سيدنا محمد ويكلمه على الملأ من الخلق إلا يوم حراء ( إقرأ باسم ربك الذي خلق)!

لا والله.. بل خاطبه حتى في أشد الأمم بلاء على الانبياء في بني اسرائيل.. خاطبه في التوراة..
قال الله لسيدنا محمد مخاطبا له في التوراة :
( يا أيها النبيُّ.. إنا أرسلناك شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا.. وحِرْزًا للأميين.. أنت عبدي ورسولي.. سمَّيتُك المتوكل)
لمن يتوجه الخطاب الالهي في يا ايها النبي في التوراة؟!
هذا الخطاب كان قبل ظهور الجسد الشريف بأكثر من ٢٠٠٠ عام!
الخطاب ظاهر وواضح ومثبت.. هذا الخطاب الالهي لسيدنا محمد في التوراة هو خطاب متاح للجميع للاطلاع عليه حتى في ذلك الزمان وتلك الأمم..
حتى الأجساد مأذون لها بأن تتطلع على هذا الخطاب وليس في عالم الروح فقط..
أراد الله أن يظهر لكل الدنيا أنه سبحانه يخاطب حبيبه وقت شاء وأينما شاء..
قبل اكثر من ٢٠٠٠ عام من بروز الجسد المحمدي..

وهل يوجه الله كلامه وخطابه في ذلك الوقت لغائب؟!

الله لم يخاطب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة فقط.. بل ناداه فيها.. وقال سبحانه "يا"
قال : ياااا أيها النبي.. يكلمه الله ويخاطبه في كل الأمم متى شاء وكيف شاء.. يقول له يا ايها النبي..
وكأن التوراة أنزلت أصالة على سيدنا محمد.. وبالتبعية والنيابة على سيدنا موسى..
بل وكأن كل الكتب السماوية ( صحف زبور توراة انجيل قرآن) أنزلت في الأصل على سيدنا محمد.. وهذا من عطاء الله له..
ثم قسم سيدنا محمد هذه الكتب المقدسة على الأنبياء.. وهذه من قسمة نوره الاول عليهم..
( انما أنا قاسم والله يعطي )

ذلك في شأن الخطاب المباشر لسيدنا محمد في عالم الظاهر.. أما شؤون الخطاب الالهي المباشر لسيدنا محمد في عالم السر والباطن فالأمر عظيم لا يمكن إدراكه فهو سر بينه وبين ربه..

وجل ما يمكن فهمه هو أن أول خطاب إلهي مباشر لمخلوق كان لسيدنا محمد..حين قال له ربه مكلما له ومخاطبا ( كن محمد )
فتلك كانت أول مرة يكلم الله فيها حبيبه ومصطفاه من خلقه
( لما أردت أن أخلق الخلق قبضت قبضة من نوري فقلت لها : كوني محمدا )

كلم الله محمدا في نوره وقال له كن محمد

فنفهم أن الله جل جلاله لم يكلم أحدا قبل أن يكلم نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لذلك هو ( رسول الله).. لأنه كان اول رسول حقا وحقيقة..

يتبع بمشيئة الله...



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بين قوسين.. ( قبضة النور )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 08, 2019 11:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
علاء كتب:


( قبضة النور ) ١٠

"وأَسَرُّواْ النجوى"

احباب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كثر.. لكنهم ليسوا سواء.. فمنهم مُخْلَصِينَ .. الذين تربوا في حجر روح الحبيب صلى الله عليه وسلم.. هم أهل العناية والرعاية.. هم المصطفين الأخيار.. هم أحباب سيدنا النبي الْمُخْلَصِينَ..
هم السادة المقربين.. أهل النجوى.. أهل اللا حجاب.. اهل نجوى النبي صلى الله عليه وسلم.. ..

في أغلب حالات النجوى العامة بين البشر تكون العاقبة فيها إلى الشرور.. لا خير في كثير من نجواهم..

وأما النجوى الطيبة مع ندرتها فهي على درجات وانواع..
كنجوى الأمر بالصدقة..
ونجوى الامر بالمعروف..
ونجوى الاصلاح بين الناس..

فأهلها ينالون مرضاة الله وأجرا عظيما..

لكن نجوى الصديقين او نجوى الابرار او نجوى المقربين فهي النجوى النورانية الروحية.. وهي النجوى مع روح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في الأرواح.. بل في كل الملك و الملكوت..
سيدنا جبريل له نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم.. الكرسي والعرش لهم نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم.. الأنبياء لهم نجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم..

والنجوى هي "إِسرارُ الحديث"

هي السر الذي بينك وبين روح رسول الله صلى الله عليه وسلم

نجواك وقرباك الخاصة مع باب الله الأعظم الاوحد..
تُسِرُّ إليه ويسِرُّ إليك..

اهل النجوى هؤلاء أخفوا انفسهم عن كل الخلق.. ولا يطلبون إلا نجوى عبد واحد سميع وبصير..
هؤلاء أَسَرُّواْ النجوى..

سيماهم في أرواحهم من أثر التناجي..
إشراقهم في انوراهم من أثر المناجاة..

لم يسبقوا العباد بكثير صلاة ولا صيام وإنما سبقوا العباد بنجوى أَسَرُّوها في صدورهم.. سبقوهم بنجواهم مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.. لا يفرحون بملئ الارض انوار وروحانيات واسرار وعلوم.. همهم فقط مناجاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.. فيه يفرحون وفيه يبكون..

يا اهل (ليس بينك وبين الله واسطة) :
إعلم أنه لن يناج مخلوق ربه مناجاة على قلب النبوة حتى يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم اولا..
اهل حضرة الاقتراب هؤلاء هم اهل السر والأسرار والإِسْرَار..

حاضرة قلوبهم وأَسَرُّواْ النجوى..

يسرون النجوى إلى حبيبهم صلى الله عليه وسلم.. لا تكتوي قلوبهم بنار النفس والهوا والشيطان.. وليس لهم من الناس والعلماء فتوى.. ولا لقلوبهم إستفتاء مع حضورها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هم عنده كالحلس البالي .. وهو عندهم نور الله المتعالي.. يذوبون خجلا يقطرون وجدا.. بكاءهم كثير دمع لا كثير صوت.. يهتزون كأزيز المرجل..
يعلو بكاء ارواحهم بكاء أجسادهم " بكاء الروح"..ذلك تعلموه من بكاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم..
كان بكاء سيدنا النبي بكاء عجيب..كان كل امره وشأنه عجب..
لما كان يبكي فإن من حوله يكون في صمت طويل مطرقين الرؤوس والقلوب حتى كأنهم تحت العرش.. فالنبي صلى الله عليه وسلم يبكي..
بكاءه كأزيز المرجل كأن قدرا من نحاس يغلي في صدره الشريف.. والعينان الشريفة بالدمع تهملان..
العين هطالة.. وفي الصدر أزيز.. لكن مع كل ذلك لم يكن في بكاءه شهيق ورفع صوت..
حتى في بكاءه نور.. حتى في اتباع سنة بكاءه ثواب وجنة.. إن بكيت على مثل هيئة بكاءه احبك الله..

فهؤلاء هم اهل النجوى.. اللهم ألحقنا بهم وعرفنا إياهم معرفة صدق عند حبيب بالصدق مشتهر ..

والحياة فرص.. فإياك أن يكون نصيبك من النجوى النبوية قد حان وقته وقلبك لاه!!
ينظر لقلبك ليناجيك فيجدك عنه بعيييد.. وقلبك يغط بنوم شديد.. قد حانت فرصتك.. جاءت ساعتك.. فتحت ابواب ليلة قدرك.. كان من المفترض أن يكون قلبك حاضر..

ولكن يا للحسرات لو كنت وقتها من أهل ( لاهية قلوبهم)
فماذا يكون التصرف المناسب معك من اهل الحضرة؟!!!
وقد وقعت على قلبك الحجة.. وأعذر إليك..
فيكون الحال ( ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارا )!!!!

الغفلة حجاب المحبين عن نصيبهم من النجوى النبوية..

يا من سعدت بالمناجاة :
بعد النجوى معراج.. وبعد المعراج كشف الحجب..
المعراج أصالة هو معراج حبيب الله صلى الله عليه وسلم
والمعراج أصالة هو الذهاب إلى الله.. فهذا نصيب عبد واحد اسمه أحمد..
والمعراج بالتبعية هو الذهاب إلى نور الله صلى الله عليه وسلم.. وهذا نصيب أهل القرب..

والمعراج هو سفر مقدس ورحلة قدسية للقاء المحبوب.. سواء بالروح او بالجسد او بالروح والجسد.. لكنه ليس سفر مقدس الي أي محبوب.. بل إلى أقدس وأرفع محبوب لك مأذون لك بالوصول اليه والتمكين في حضرة الالتقاء به..
مثلا أرفع واقدس محبوب لسيدنا جبريل يمكنه الالتقاء به هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فوصول ولقاء سيدنا جبريل بسيدنا محمد هو معراج سيدنا جبريل عليه السلام ..
سيدنا جبريل كان معراجه ليلة عرج الى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء.. سافر سيدنا جبريل من مقامه فوق السماء السابعة الى غار حراء في مكة قاصدا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
كانت تلك رحلة المعراج الجبرائيلية الى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ليقرأ هو في انوار كتاب الله المنظور.. وليتصفح في صفحات اول الخلق.. كتاب الله الأول..
وكأن الحال أن سيدنا جبريل نزل ب( إقرأ باسم ربك الذي خلق)
ولما وصل وجلس في حضرة رسول الله ليلقي إليه (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فإذا به يتفاجأ بأن نور رسول الله يجيبه نعم أقرأ باسم ربي الذي خلق فهل تعلم انت ما هو اول ما خلق؟!

وإذا بسيدنا جبريل يجد الإجابات في قلب انوار رسول الله وهي تجيب ( نعم وأنا أول ما خلق )

قال له جبريل : إقرأ باسم ربك الذي خلق...
فكأنه قد قيل : نعم وأنا أول ما خلق.. نور نبيك يا جبريل

عرج جبريل لمحبوبه رسول الله.. واحتضنه واحتضنه واحتضنه بعد شوق شديييد.. شوق الأضلع للأضلع ..
احتضان جبريل لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه شكر عميق لله..
كانت ضمته ضمة الشكر التي توازي سجدة الشكر.. اي غط جبريل نبي الله غطة شكر لله..
فشكر جبريل لله يطووول على لقاء طه الأمين..
ولسان حال جبريل يقول : والله لا أدري يا رسول الله أأنا الذي أضمك أم تراك أنت الذي تضمني؟!

وأما نجوى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فهي مع الله.. ناجاه وكلمه في كل زمان وفي كل مكان.. .. وقبل الزمان وقبل المكان..
سيدنا محمد هو العبد الذي خَلَص له نَجِيًّا.. خلص ل(هو) نَجِيًّا
.. خالص لله عز وجل...

بل وفي الملأ كمله الله وخاطبه أمام كل الأمم عيانا بيانا..

وقد يظن البعض أن الله لم يخاطب سيدنا محمد ويكلمه على الملأ من الخلق إلا يوم حراء ( إقرأ باسم ربك الذي خلق)!

لا والله.. بل خاطبه حتى في أشد الأمم بلاء على الانبياء في بني اسرائيل.. خاطبه في التوراة..
قال الله لسيدنا محمد مخاطبا له في التوراة :
( يا أيها النبيُّ.. إنا أرسلناك شاهدًا ومبشِّرًا ونذيرًا.. وحِرْزًا للأميين.. أنت عبدي ورسولي.. سمَّيتُك المتوكل)
لمن يتوجه الخطاب الالهي في يا ايها النبي في التوراة؟!
هذا الخطاب كان قبل ظهور الجسد الشريف بأكثر من ٢٠٠٠ عام!
الخطاب ظاهر وواضح ومثبت.. هذا الخطاب الالهي لسيدنا محمد في التوراة هو خطاب متاح للجميع للاطلاع عليه حتى في ذلك الزمان وتلك الأمم..
حتى الأجساد مأذون لها بأن تتطلع على هذا الخطاب وليس في عالم الروح فقط..
أراد الله أن يظهر لكل الدنيا أنه سبحانه يخاطب حبيبه وقت شاء وأينما شاء..
قبل اكثر من ٢٠٠٠ عام من بروز الجسد المحمدي..

وهل يوجه الله كلامه وخطابه في ذلك الوقت لغائب؟!

الله لم يخاطب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة فقط.. بل ناداه فيها.. وقال سبحانه "يا"
قال : ياااا أيها النبي.. يكلمه الله ويخاطبه في كل الأمم متى شاء وكيف شاء.. يقول له يا ايها النبي..
وكأن التوراة أنزلت أصالة على سيدنا محمد.. وبالتبعية والنيابة على سيدنا موسى..
بل وكأن كل الكتب السماوية ( صحف زبور توراة انجيل قرآن) أنزلت في الأصل على سيدنا محمد.. وهذا من عطاء الله له..
ثم قسم سيدنا محمد هذه الكتب المقدسة على الأنبياء.. وهذه من قسمة نوره الاول عليهم..
( انما أنا قاسم والله يعطي )

ذلك في شأن الخطاب المباشر لسيدنا محمد في عالم الظاهر.. أما شؤون الخطاب الالهي المباشر لسيدنا محمد في عالم السر والباطن فالأمر عظيم لا يمكن إدراكه فهو سر بينه وبين ربه..

وجل ما يمكن فهمه هو أن أول خطاب إلهي مباشر لمخلوق كان لسيدنا محمد..حين قال له ربه مكلما له ومخاطبا ( كن محمد )
فتلك كانت أول مرة يكلم الله فيها حبيبه ومصطفاه من خلقه
( لما أردت أن أخلق الخلق قبضت قبضة من نوري فقلت لها : كوني محمدا )

كلم الله محمدا في نوره وقال له كن محمد

فنفهم أن الله جل جلاله لم يكلم أحدا قبل أن يكلم نور رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لذلك هو ( رسول الله).. لأنه كان اول رسول حقا وحقيقة..

يتبع بمشيئة الله...



بارك الله فى حضرتك الاخ الفاضل علاء وزادك الله من فضله

وجزاك الله كل خير


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 80 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط