بسم الله الرحمن الرحيم
{ عَرْضُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ الشريفة عَلَى الْقَبَائِل }
سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود حفظه الله كتب:
وبدأت مرحلة العرض على القبائل, والسير في الأرض, فكم قلنا في كتابنا يس:
" خير خلق الله يعرض نفسه على القبائل، بأبى وأمى أنت يا رسول الله، أنت من عُرِضَ عليك أن تصير البطحاء ذهباً، تعرض نفسك وأنت حبيب الله وخير خلق الله المؤيد المنصور !!، كان الدين هو شخص وذات النبى، لم يبوب فى كتب السيرة باب عرض الدعوة على القبائل .. إنما عرض النبى صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، فالأمر من أوله إلى آخره: "من يشترى النبى صلى الله عليه وآله وسلم نفسه"....
.... يقول لهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بلسان الحال اشترونى كإنسان وليس كدين فقط فالدين بداخلى، النظر إلى عبادة وأفعالى عبادة افعلوها اعملوها فإنها سُنَّة تَعَبَّدوُا بها.. إن اشتريتمونى كرسول من عند الله يكن خيراً كثيراً. أبو لهب - وإن كان كافراً- يخفف عنه فى النار لمجرد فرحه بولادتى ... لا تكونوا كإخوة يوسف الذين باعوه بثمن بخس {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } [يوسف: 20] إبليس لا يرضى، وشياطين الإنس والجن يوحون إلى أوليائهم: إن محمداً مثله مثلك ... إذن من يشترينى بالحال الذى أنا فيه .." انتهى
ذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الطائف, وفيها العتاة, إلا أن فيها شيئاً من الأمانات بيد عداس, لا بد من أن تكون في يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ما كان من إيذاء أهل الطائف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان ما كان من دعاء عظيم دعا به النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم دعاء كالسلسبيل يفيض جمالاً وحناناً وتحنناً وعبودية: «اللَّهمّ إلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سُخْطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ».
فلما قال صلى الله عليه وآله وسلم «أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ» ما لبث إلا قليلاً حتى أباح الله له النظر إلى وجهه الكريم فقال: رأيته نوراً .. أنى أراه.... "