موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الشفا بتعريف حقوق المصطفى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 12, 2008 1:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]القاضي عياض رحمه الله [/fot]
1* نسبه

هو أبو الفضل: عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض اليَحْصُبي الإمام العلامة يكنى أبا الفضل سبتي الدار والميلاد أندلسي الأصل.
-قال ولده محمد: كان أجدادنا في القديم بالأندلس ثم انتقلوا إلى مدينة فاس وكان لهم استقرار بالقيروان لا أدري قبل حلولهم بالأندلس أو بعد ذلك وانتقل عمرون إلى سبتة بعد سكنى فاس.

2* مكانته-كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه عالماً بالتفسير وجميع علومه فقيهاً أصولياً عالماً بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم بصيراً بالأحكام عاقداً للشروط حافظاً لمذهب مالك رحمه الله تعالى شاعراً مجيداً رباناً من الأدب خطيباً بليغاً صبوراً حليماً جميل العِشرة جواداً سمحاً كثيرَ الصدقة دءوباً على العمل صلباً في الحق.

3* رحلته في طلب العلم وشيوخه-رحل إلى الأندلس - سنة سبع وخمسمائة - طالباً للعلم فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله: محمد بن علي بن حمدين وأبي الحسين بن سراج وعن أبي محمد بن عتاب وغيرهم وأجاز له أبو علي الغساني وأخذ بالمشرق عن القاضي أبي علي: حسين بن محمد الصدفي وغيره وعني بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم وأخذ عن أبي عبد الله المازري كتب إليه يستجيزه وأجاز له الشيخ أبو بكر الطرطوشي.
-ومن شيوخه: القاضي أبو الوليد بن رشد
-قال صاحب الصلة البشكوالية: وأظنه سمع من ابن رشد وقد اجتمع له من الشيوخ - بين من سمع منه وبين من أجاز له: مائة شيخ.
-وذكر ولده محمد منهم: أحمد بن بقي وأحمد بن محمد بن مكحول وأبو الطاهر: أحمد بن محمد السلفي والحسن بن محمد بن سكرة والقاضي أبو بكر بن العربي والحسن بن علي بن طريف وخلف بن إبراهيم بن النحاس ومحمد بن أحمد بن الحاج القرطبي وعبد الله بن محمد الخشني وعبد الله بن محمد البطليوسي وعبد الرحمن بن بقي بن مخلد وعبد الرحمن بن العجوز وغيرهم ممن يطول ذكرهم.

4* ما قام به من مهام-قال صاحب الصلة: وجمع من الحديث كثيراً وله عناية كبيرة به واهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل التفنن في العلم واليقظة والفهم وبعد عوده من الأندلس أجلسه أهل سبتة للمناظرة عليه في المدونة وهو ابن ثلاثين سنة أو ينيف عنها ثم أجلس للشورى ثم ولي قضاء بلده مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل إلى قضاء غرناطة في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ولم يطل أمره بها ثم ولي قضاء سبتة ثانياً.
قال صاحب الصلة: وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده. قال بن الخطيب: وبنى الزيادة الغربية في الجامع الأعظم وبنى في جبل المينا الراتبة الشهيرة وعظم صيته.

5* نفيه إلى مراكش
ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا فأجزل صلته وأوجب بره - إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاثة وأربعين وخمسمائة فتلاشت حاله ولحق بمراكش مشرداً به عن وطنه فكانت بها وفاته.

6* تصانيفه
وله التصانيف المفيدة البديعة منها:
1 - إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم –
2- كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم أبدع فيه كل الإبداع وسلم له اكفاؤه كفايته فيه ولم ينازعه أحد من الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس عنه وطارت نسخه شرقاً وغرباً
3- وكتاب مشارق الأنوار في تفسير غريب حديث الموطأ والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات وضبط أسماء الرجال وهو كتاب لو كتب بالذهب أو وزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه وفيه أنشد بعضهم:
مشارق أنوار تـبـدت بـسـبـتة ومن عجب كون المشارق بالغرب؟
4- وكتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة جمع فيه غرائب من ضبط الألفاظ وتحرير المسائل
5- وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك
6- وكتاب الإعلام بحدود قواعد الإسلام
7- وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع وكتاب: بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد 8- وكتاب الغنية في شيوخه وكتاب المعجم في شيوخ بن سكرة
9- وكتاب نظم البرهان على حجة جزم الأذان -
10- وكتاب مسألة الأهل المشروط بينهم التزاور.


ومما لم يكمله:
1- المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان
2-وكتاب العيون الستة في أخبار سبتة
3-وكتاب غنية الكاتب وبغية الطالب في الصدور والترسل
4-وكتاب الأجوبة المحبرة على الأسئلة المتخيرة
5-وكتاب أجوبة القرطبيين
6-وكتاب أجوبته عما نزل في أيام قضائه من نوازل الأحكام في سفر
7-وكتاب: سر السراة في أدب القضاة
-وكتاب خطبه وكان لا يخطب إلا بإنشائه.

7-شعره
وله شعر كثير حسن رائق
فمنه قوله:

يا من تحمل عني غير مكـتـرث لكنه للضنا والسقم أوصـى بـي
تركتني مستهام القلـب ذا حـرق أخا جوى وتـبـاريح وأوصـاب
أراقب النجم في جنح الدجا سحراً كأنني راصد للنجـم أوصـابـي
وما وجدت لذيذ النـوم بـعـدكـم إلا جنى حنظل في الطعم أوصاب

وله رحمه الله تعالى:

الله يعلم أني منـذ لـم أركـم كطائر خانه ريش الجناحـين
فلو قدرت ركبت الريح نحوكم فإن بعدكم عني جنى حينـي

وله من أبيات:

إن البخيل بلحظه أو لفظه أو عطفه أو رفقه لبخيلوله في خامات الزرع بينها شقائق النعمان هبت عليها رياح:

انظر إلى الزرع وخامـاتـه تحكي وقد ماست أمام الرياح
كتيبة خضـراء مـهـزومة شقائق النعمان فيها جـراح

وله غير ذلك كثير.

8-تاريخ مولده ووفاته
كان مولد القاضي عياض بسبتة في شهر شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة ( 496هـ)
وتوفي بمراكش في شهر جمادى الأخيرة وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة (544هـ)
وقيل: إنه مات مسموماً سمه يهودي
ودفن رحمه الله تعالى بباب إيلان داخل المدينة. الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

+ ـ ذكره السيوطي في طبقات الحفاظ، قال :
القاضي عِيَاض رحمه الله بن موسى بن عياض بن عمر بن موسى بن عياض العلامة عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي السبتي الحافظ...
ولد سنة ست وسبعين وأربعمائة(476 هـ)أجاز له أبو علي الغساني.
وتفقه وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان كالشفاء وطبقات المالكية وشرح مسلم والمشارق في الغريب وشرح حديث أم زرع والتاريخ وغير ذلك.
وبعُد صيته وكان إمام أهل الحديث في وقته وأعلم الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم.
وولي قضاء سبتة ثم غرناطة. مات ليلة الجمعة سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمراكش ( 544.هـ)

+ وقال ابن كثير في البداية والنهاية
ثم دخلت سنة أربع وأربعين وخمسمائة
وفيها كانت وفاة القاضي عِيَاض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي قاضيها أحد مشايخ العلماء المالكية وصاحب المصنفات الكثيرة المفيدة منها الشفا وشرح مسلم ومشارق الأنوار وغير ذلك وله شعر حسن وكان إماما في علوم كثيرة كالفقه واللغة والحديث والأدب وايام الناس ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة ومات يوم الجمعة في جمادى الآخرة وقيل في رمضان من هذه السنة بمدينة سبتة رحمه الله


+وقال ابن خلكان
القاضي عياض القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض ابن محمد بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي كان إمام وقته في الحديث وعلومه والنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم وصنف التصانيف المفيدة منها الإكمال في شرح كتاب مسلم كمل به المعلم في شرح مسلم للمازري ومنها مشارق الأنوار وهو كتاب مفيد جدا في تفسير غريب الحديث المختص بالصحاح الثلاثة وهي الموطأ والبخاري ومسلم وشرح حديث أم زرع شرحا مستوفى وله كتاب سماه التنبيهات جمع فيه غرائب وفوائد وبالجملة فكل تواليفه بديعة ذكره أبو القاسم بن بشكوال في كتاب الصلة فقال دخل الأندلس طالبا للعلم فأخذ بقرطبة عن جماعة وجمع من الحديث كثيرا وكان له عناية كبيرة به والاهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل التفنن في العلم والذكاء واليقظة والفهم واستقضى ببلده يعني مدينة سبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطل أمده فيها انتهى كلامه وللقاضي عياض شعر حسن فمنه ما رواه عنه ولده أبو عبد الله محمد قاضي دانية قال أنشدني أبي لنفسه في خامات زرع بينها شقائق النعمان هبت عليه ريح :

انظر إلى الزرع وخاماتـه تحكي وقد ماست أمام الرياح
كتيبة حمــراء مهزومة شقائق النعمان فيها جــراح

الخامة القصبة الرطبة من الزرع ؛ وأنشد أيضا لأبيه :

الله يعلم أني منذ لم أركـــم كطائر خانه ريش الجناحين
فلو قدرت ركبت البحر نحوكم لأن بعدكـم عني جنى حيني
ورأيت لابن العريف رسالة كتبها إليه
فأحببت ذكرها ثم أضربت عنها لطولها وذكره العماد في الخريدة فقال كبير الشان غزير البيان وذكر له البيتين في الزرع الذي بينه شقائق النعمان ثم قال بعد ذلك وله في لزوم ما لا يلزم
إذا ما نشرت بساط انبساط فعنه فديتك فاطْــوِ المزاحا
فإن المزاح على مـا حكاه أولو العلم قبلي عن العلم زاحا

ومدحه أبو الحسن ابن هارون المالقي الفقيه المشاور بقوله:
ظلموا عياضا وهو يحلم عنهـم والظلم بين العالمين قديــم
جعلوا مكان الراء عينا في اسمه كي يكتموه فإنــه مـعلوم
لولا ما ناحـت أبــاطح سبتة والروض حول فنائها معدوم


وذكره ابن الأبار في تسمية أصحاب أبي علي الغساني فقال
من أهل سبتة وأصله من بسطة يكنى أبا الفضل أحد الأئمة الحفاظ الفقهاء المحدثين الأدباء
وتواليفه وأشعاره شاهدة بذلك كتب إليه أبو علي في جماعة جلة ولقي أيضا آخرين مثلهم وشيوخه يقاربون المائة وكان مولد القاضي عياض بمدينة سبتة في النصف من شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة وتوفي بمراكش يوم الجمعة سابع جمادى الآخرة وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة رحمه الله تعالى ودفن بباب إيلان داخل المدينة وتولى القضاء بغرناطة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي ولده المذكور سنة خمس وسبعين وخمسمائة رحمه الله تعالى وعياض بكسر العين المهملة وفتح الياء المثناةمن تحتها وبعد الألف ضاد معجمة واليحصبي بفتح الياء المثناة من تحتها وسكون الحاء المهملة وضم الصاد المهملة وفتحها وكسرها وبعدها باء موحدة هذه النسبة إلى يحصب بن مالك قبيلة من حمير وسبتة مدينة مشهورة بالمغرب وكذلك غرناطة بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح النون وبعد الألف طاء مهملة ثم هاء وهي بالأندلس
.

+ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء
القاضي عِيَاض رحمه الله
الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي... تفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي والقاضي محمد بن عبد الله المسيلي واستبحر من العلوم وجمع وألف وسارت بتصانيفه الركبان واشتهر اسمه في الآفاق
-قال خلف بن بشكوال : هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم استقضي بسبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم يطول بها وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه.
-وقال الفقيه محمد بن حماده السبتي جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة كان هينا من غير ضعف صليبا في الحق تفقه على أبي عبد الله التميمي وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف من تواليفه له كتاب الشفا في شرف المصطفى مجلد وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك في مجلدات وكتاب العقيدة وكتاب شرح حديث أم زرع وكتاب جامع التاريخ الذي أربى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب واستوعب فيه أخبار سبتة وعلماءها وله كتاب مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار الموطأ والصحيحين إلى أن قال وحاز من الرئاسة في بلده والرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده وما زاده ذلك إلا تواضعا وخشية لله تعالى وله من المؤلفات الصغار أشياء لم نذكرها قال القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان هو إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم قال ومن تصانيفه كتاب الإكمال في شرح صحيح مسلم كمل به كتاب المعلم للمازري وكتاب مشارق الأنوار في تفسير غريب الحديث وكتاب التنبيهات فيه فوائد وغرائب وكل تواليفه بديعة وله شعر حس
-قلت تواليفه نفيسة وأجلها وأشرفها كتاب الشفا لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق والله يثيبه على حسن قصده وينفع بــشفــائه وقد فعل وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الأحاديث وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد وبالاحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد ولكن من لا يعلم معذور فعليك يا أخي بكتاب دلائل النبوة للبيهقي فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور ...
+وقال الإمام محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله ،في الرسالة المستطرفة وكتاب الشفا بالتعريف بحقوق المصطفى لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي نسبا نسبة الى يحصب بن مالك قبيلة من حمير السبتي دارا وبلدا نسبة الى سبته مدينة مشهورة بالمغرب الأندلسي أصلا المالكي مذهبا المتوفى بمراكش سنة أربع وأربعين وخمسمائة ودفن بباب ايلان داخل المدينة وفيه أحاديث ضعيفة وأخرى قيل فيها انها موضوعة تبع فيها شفاء الصدور للخطيب أبي الربيع سليمان بن سبع السبتي ولم ينصف الذهبي في قوله انهم حشو بالأحاديث الموضوعة والتأويلات الواهية الدالة على قلة نقده مما لا يحتاج قدر النبوة له اه فإنه تحامل منه لا ينبغي كما قاله غير واحد بل هو كتاب عظيم النفع وكثير الفائدة لم يؤلف مثله في الإسلام وقد جربت قراءته لشفاء الأمراض المزمنة وتفريج الكروب ودفع الخطوب شكر الله سعي مؤلفه وجازاه عليه بأتم جزاء واعظمه امين وقد افرد بعضهم الأحاديث المسندة فيه وهي ستون حديثا في جزء....+[fot] قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي عن كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى : [/fot]حسب المتأمل أن يحقق أن كتابنا هذا لم نجمعه لمنكِر نبوة نبينا  ، ولا لطاعنٍ في معجزاته ، فنحتاج إلى نصْب البراهين عليها ، وتحصين حوزتها ، حتى لا يتوصل المطاعن إليها ، ونذكر شروط المعجز والتحدي وحده ، وفساد قول من أبطل نسخ الشرائع ، ورده ؛ بل ألفناه لأهل مِلـََّّتِـه ، المُلبِّين لدعوته ، المصدقين لـنبوَّته ، ليكون تأكيداً في محبتهم له ، ومنماةً لأعمالهم ، وليزدادوا إيماناً مع إيمانهم...
....[/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 24, 2008 4:32 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma]
اَلْمُصَفَّى مِنْ كِتَابِ
الشفا بتعريف حقوق المصطفى
صلى الله عليه وسلم
للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي
رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
اللهم صل على سيدنا محمد و آله و سلم .
قال الفقيه القاضي الإمام الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي رضي الله عنه : الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى ، المختص بالملك الأعز الأحمى ، الذي ليس دونه منتهى ، و لا وراءه مرمى ، الظاهر لا تخيلا و وهما ، الباطن تقدسا لا عدماً ، وسع كل شيء رحمةً و علماً ، و أسبغ على أوليائه نعما عماً ، و بعث فيهم رسولاً من أنفسهم عرباً و عجماً ، و أزكاهم محتداً و منمى ، و أرجحهم عقلاً و حلماً ، و أوفرهم علماً و فهماً ، و أقواهم يقيناً و عزماً ، و أشدهم بهم رأفة و رحمى ، و زكاه روحاً و جسماً ، وحاشاه عيباً و وصماً ، و آتاه حكمة و حكماً ، و فتح به أعيناً عمياً ، و قلوباً غلفاً ، و آذاناً صماً ، فآمن به و عزره ، و نصره من جعل اللهُ له في مغنم السعادة قسماً ، و كذب به و صدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتماً ، ((وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : 72 )) . صلى الله عليه وسلم صلاةً تنمو و تنمى ، و على آله و سلم تسليماً كثيراً .
أما بعد أشرق الله قلبي و قلبك بأنوار اليقين ، و لطف لي و لك بما لطف لأوليائه المتقين ، الذين شرفه م الله بنزل قدسه ، و أوحشهم من الخليقة بأنسه ، و خصهم من معرفته و مشاهدة عجائب ملكوته و آثار قدرته بما ملأ قلوبهم حبرة ، و وله عقولهم في عظمته حيرة ، فجعلوا همهم به واحداً ، و لم يروا في الدارين غيره مشاهدا ، فهم بمشاهدة جماله و جلاله يتنعمون ، و بين آثار قدرته و عجائب عظمته يترددون ، و بالإنقطاع إليه و التوكل عليه يتعززون ، لهجين بصادق قوله : (قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ))- سورة الأنعام - آية 91-
فإنك كررت علي السؤال في مجموع يتضمن التعريف بقدر المصطفى عليه الصلاة والسلام ، و ما يجب له من توقير و إكرام ، و ما حكم من لم يُوَفِّ واجب عظيم ذلك القدر ، أو قصَّر في حق منصبه الجليل قلامة ظفر ، و أن أجمع لك ما لأسلافنا وأئمتنا في ذلك من مقال ، و أبينه بتنزيل صور و أمثال .
فاعلم _ أكرمك الله _ أنك حمَّلتني من ذلك أمراً إمراً ، و أرهقتني فيما ندبتني إليه عسراً ، و أرقيتني بما كلفتني مرتقى صعباً ، ملأ قلبي رعباً ، فإن الكلام في ذلك يستدعي تقرير أصول و تحرير فصول ، و الكشف عن غوامض ودقائق من علم الحقائق ، مما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم ويضاف إليه ، أو يمتنع أو يجوز عليه ، ومعرفة النبي والرسول ، والرسالة والنبوة ، والمحبة والخلة ، و خصائص هذه الدرجة العلية ، و ها هنا مهامِهُ فِيَح تحار فيها القطا ، و تقصر بها الخطا ، و مجاهل تضل فيها الأحلام إن لم تهتد بعَلم عِلم و نظر سديد ، و مداحض تزل بها الأقدام ،إن لم تعتمد على توفيق من الله وتأييد .
لكني لما رجوته لي و لك في هذا السؤال و الجواب من نوال و ثواب ، بتعريف قدره الجسيم ، و خلُقه العظيم وبيان خصائصه التي لم تجتمع قبل في مخلوق ، و ما يدان الله تعالى به من حقه الذي هو أرفع الحقوق ، (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً (المدثر -31)، و لما أخذ الله تعالى على الذين أوتوا الكتاب (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَه) (آل عمران 187 ).
و لما حدثنا به أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه بقراءتي عليه ، قال : حدثنا الحسين ابن محمد ، حدثنا أبو عمر النمري حدثنا أبو محمد بن عبد المؤمن ، حدثنا أبو بكر محمد ابن بكر ، حدثنا سليمان بن الأشعث ، حدثنا موسى بن اسماعيل ، حدثنا حماد ، حدثنا علي بن الحكم ، عن عطاء ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله  : من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة .
فبادرت إلى نكت مسفرة عن وجه الغرض ، مؤدياً من ذلك الحق المفترض ، اختلسها على استعجال ، لما المرء بصدده من شغل البدن و البال ، بما طوقه من مقاليد المحنة التي ابتلي بها ، فكادت تشغل عن كل فرض و نفل ، و ترد بعد حسن التقويم إلى أسفل سفل ، و لو أراد الله بالإنسان خيراً لجعل شغله وهمَّه كله فيما يحمد غداً أو يذم محله ، فليس ثم سوى حضرة النعيم ، أو عذاب الجحيم ، و لكان عليه بخويصته ، و استنفاذ مهجته و عمل صالح يستزيده ، و علم نافع يفيده أو يستفيده .
جبر الله صدع قلوبنا ، و غفر عظيم ذنوبنا ، و جعل جميع استعدادنا لمعادنا ، و توفر دواعينا فيما ينجينا و يقربنا إليه زلفى، و يُحظينا بمنه و كرمه و رحمته .
و لما نويت تقريبه ، و درجت تبويبه ، و مهدت تأصيله ، و خلصت تفصيله ، و انتحيت حصره و تحصيله ، ترجمته ب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ، و حصرت الكلام فيه في أقسام أربعة :
القسم الأول : في تعظيم العلي الأعلى لقدر هذا النبي قولاً و فعلاً ، و توجه الكلام فيه في أربعة أبواب : الباب الأول : في ثنائه تعالى عليه ، و اظهاره عظيم قدره لديه ، و فيه عشرة فصول .
الباب الثاني : في تكميله تعالى له المحاسن خلقاً و خلقاً ، قرانه جميع الفضائل الدينية و الدنيوية فيه نسقاً ، و فيه سبعة و عشرون فصلاً .
الباب الثالث : فيما ورد من صحيح الأخبار و مشهورها بعظيم قدره عند ربه و منزلته ، و ما خصَّه به في الدارين من كرامته ، و فيه اثنا عشر فصلاً .
الباب الرابع : فيما أظهره الله تعالى على يديه من الآيات و المعجزات ، و شرفه به من الخصائص و الكرامات ، و فيه ثلاثون فصـل .

القسم الثاني : فيما يجب على الأنام من حقوقه عليه السلام ، و يترتب القول فيه في أربعة أبواب :
البـــــاب الأول: في فرض الإيمان به و وجوب طاعته و اتباع سنته ، و فيه خمسة فصول .
الباب التاني: في لزوم محبته و منا صحته ، و فيه ستة فصول .
الباب الثـالث : في تعظيم أمره و لزوم توقيره و بره ، و فيه سبعة فصول .
الباب الرابــــع : في حكم الصلاة عليه و التسليم و فرض ذلك و فضيلته ، و فيه عشرة فصول .

القسم الثالث : فيما يستحيل في حقه ، و ما يجوز عليه شرعاً ، و ما يمتنع و يصح من الأمور البشرية أن يضاف إليه .
و هذا القسم ـ أكرمك الله ـ هو سر الكتاب ، و لباب ثمرة هذه الأبواب ، و ما قبله له كالقواعد و التمهيدات و الدلائل على ما ن ورده فيه من النكت البينات ، و هو الحاكم على ما بعده ، و المنجز من غرض هذا التأليف و عده ، و عند التقصي لموعدته ، و التفصي عن عهدته ، يشرق صدر العدو اللعين ، و يشرق قلب المؤمن باليقين ، و تملأ أنواره جوانح صدره و يقدر العاقل النبي حق قدره . و يتحرر الكلام فيه في بابين
الباب الأول : فيما يختص بالأمور الدينية ، و يتشبث به القول في العصمة و فيه ستة عشر فصلاً .
الباب الثاني : في أحواله الدنيوية ، و ما يجوز طروءه عليه من الأعراض البشرية،و فيه تسعة فصول.

القسم الرابع : في تصرف وجوه الأحكام على من تنقصه أو سبه صلى الله عليه و سلم و ينقسم الكلام فيه في بابين :
الباب الأول : في بيان ما هو في حقه سب و نقص ، من تعريض ، أو نص ، و فيه عشرة فصول .
الباب الثاني : في حكم شانئه و مؤذيه و متنقصه و عقوبته ، و ذكر استتابته ، و الصلاة عليه و وراثته ، و فهي عشرة فصول .
و ختمناه بباب ثالث جعلناه تكملة لهذه المسألة ، و وصلة للبابين اللذين قبله في حكم من سبَّ اللهَ تعالى و رسلَه و ملائكتَه و كتبَه ، و آلَ النبي رسول الله  و صحبَه .
و اختصر الكلام فيه في خمسة فصول ، و بتمامها ينتجز الكتاب ، و تتم الأقسام و الأبواب ، و تلوح في غرة الإيمان لمعة منيرة ، و في تاج التراجم درة خطيرة ، تزيح كل لبس ، و توضح كل تخمين و حدس ، و تشفي صدور قوم مؤمنين ، و تصدع بالحق ، و تعرض عن الجاهلين ، و با لله تعالى ـ لا إله سواه ـ أستعين .[/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 25, 2008 9:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]القسم الأول
في تعظيم العلي الأعلى لقدر هذا النبي قولاً وفعلاً [/fot]

مقدمة القسم الأول
قال [ الفقيه ] القاضي الإمام أبو الفضل رضي الله عنه :
لا خفاء على من مارس شيئاً من العلم ، أو خُص بأدنى لمحة من فهم ، بتعظيم الله تعالى قدر نبينا  ، و خصوصه إياه بفضائل و محاسن و مناقب لا تنضبط لزمام ، و تنويهه من عظيم قدره بما تكلُّ عنه الألسنة و الأقلام . فمنها ما صرح به الله تعالى في كتابه ، و نبه به على جليل نصابه ، و أثنى عليه من أخلاقه و آدابه ، و حض العباد على التزامه ، و تقلد إيجابه ، فكان جل جلاله هو الذي تفضل وأولى ، ثم طهر و زكى ، ثم مدح بذلك و أثنى ، ثم أثاب عليه الجزاء الأوفى ، فله الفضل بدءاً وعودا ً ، و الحمد أولى وأخرى .
ومنها ما أبرزه للعيان من خلُقه على أتم وجوه الكمال و الجلال ، و تخصيصه بالمحاسن الجميلة و الأخلاق الحميدة ، و المذاهب الكريمة ، و الفضائل العديدة ، و تأييده بالمعجزات الباهرة ، و البراهين الواضحة ، و الكرامات البينة التي شاهدها من عاصره ورآها من أدركه ، و علمها علمَ يقين من جاء بعده ، حتى انتهى علم ذلك إلينا ، و فاضت أنواره علينا ،  كثيراً .
*حدثنا القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الحافظ ، رحمه الله قراءة منى عليه ، قال : أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، و أبو الفضل أحمد بن خيرون ، قالا : حدثنا أبو يعلى البغدادي ، قال : حدثنا أبو علي السنجي ، قال : محمد بن أحمد ابن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى بن سورة الحافظ ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي  أُتي بالبراق ليلةَ أُسرِي به ملجماً مسرجاً، فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : أبمحمد تفعل هذا ؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه . قال : فارفض عرقاً .
الباب الأول : في ثناء الله تعالى عليه و إظهاره عظيم قدره لديه
وفيه 10 فصول :
1- فيما جاء من ذلك مجيء المدح
2- في وصفه تعالى له بالشهادة
3- فيما ورد من خطابه إياه مورد الملاطفة والمبرة
4- في قسمه تعالى بعظيم قدره
5- في قسمه تعالى جده له ليحقق مكانته عنده
6- فيما ورد من قوله تعالىفي جهته مورد الشفعة والإكرام
7- فيما أخبر الله تعالى به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشريف منزلته على الأنبياء وخطوة رقبته
8- في إعلام الله تعالى خلقَه بصلواته عليه وولايته له ورفع العذاب بسببه
9- فيما تضمنته سورة الفتح من كرامته 
10- فيما أظهره الله تعالى في كتابه العزيز من كرماته عليه ومكانته عنده

اعلم أن في كتاب الله العزيز آيات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى ، و عد محاسنه ، و تعظيم أمره ، و تنويه قدره ، اعتمدنا منها على ما ظهر معناه ، و بان فحواه ، و جمعنا ذلك في عشرة فصول : [/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 28, 2008 7:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]الفصل الأول[/fot]
فيما جاء من ذلك مجيء المدح و الثناء و تعداد المحاسن ، كقوله تعالى : ((لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 128 ))
-[B]قال السمرقندي
[/B] : و قرأ بعضهم : من أنفَسكم ـ بفتح الفاء . و قراءة الجمهور بالضم .
-قال القاضي الإمام أبو الفضل ـ [ وفقه الله ] أعلم الله تعالى المؤمنين ، أو العرب ، أو أهل مكة ، أو جميع الناس ، على اختلاف المفسرين : من المواجه بهذا الخطاب أنه بعث فيهم رسولاً من أنفَُسهم يعرفونه ، و يتحققون مكانه ، و يعلمون صدقه و أمانته ، فلا يتّهِمونه بالكذب و ترك النصيحة لهم ، لكونه منهم ، و أنه لم تكن في العرب قبيلة إلا ولها على رسول الله  ولادة أو قرابة ، و هو عند ابن عباس و غيره معنىقوله تعالى :( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى : 23 ) و كونه
من أشرفهم ،
و أرفعهم ،
و أفضلهم ،
على قراءة الفتح ، و هذه نهاية المدح
ثم وصفه بعد بأوصاف حميدة ، و أثنى عليه بمحامد كثيرة ، من حرصه على هدايتهم و رشدهم و إسلامهم ، و شدة ما يعنتهم و يضر بهم في دنياهم و أخراهم ، و عزته و رأفته و رحمته بمؤمنهم .
قال بعضهم : أعطاه اسمين من أسمائه : رؤوف ، رحيم .
ومثله في الآية الأخرى : قوله تعالى : ((لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) (آل عمران : 164 ))
و في الأية الأخرى : ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة : 2 ) و قوله تعالى (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 151 )
*وروي عن علي بن أبي طالب ، عنه  في قوله تعالى :
(مِّنْ أَنفُسِكُمْ) التوبة 129- قال : نسباً و صهراً و حسباً ، ليس فى آبائي من لدن آدم سفاح ، كلنا نكاح .
- قال ابن الكلبي : كتبت للنبي صلى الله عليه و سلم خمسمائة أم ، فما وجدت فيهن سفاحاً و لا شيئاً مما كان عليه الجاهلية .
*وعن ابن عباس رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : ((وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (الشعراء : 219 ))ـ قال : من نبي إلى نبي ، حتى أخرجك نبياً .
-وقال جعفر ابن محمد : علم الله عجز خلقه عن طاعته ، فعرفهم ذلك ، لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته ، فأقام بينهم و بينه مخلوقاً من جنسهم في الصورة ، و ألبسه من نعمته الرأفة و الرحمة ، و أخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً ، و جعل طاعته طاعته ، و موافقته موافقته ، فقال تعالى (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء : 80 ) و قال الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء : 107 )
-قال أبو بكر بن طاهر : زين الله تعالى محمداً  بزينة الرحمة ، فكان كونه رحمة ، و جميع شمائله و صفاته رحمة على الخلق ، فمن أصابه شيء من رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه ، و الواصل فيهما إلى كل محبوب ،
ألا ترى أن الله يقول : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ، فكانت حياته رحمة ، و مماته رحمة ، كما قال  : حياتي خير لكم وموتي خير لكم و كما قال  : إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطاً و سلفاً .
-وقال السمر قندي : (رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) : يعني للجن و الإنس .
و قيل : لجميع الخلق ، للمؤمن رحمة بالهداية ، و ر حمة للمنافق بالأمان من القتل ، و رحمة للكافر بتأخير العذاب .
-قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو رحمة للمؤمنين و للكافرين ، إذ عوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة .
-وحكى أن النبى  قال لجبريل عليه السلام : هل أصابك من هذه الرحمة شىء ؟ قال : نعم ، كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله عز وجل علي بقوله : (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ( التكوير 20+21 ))
-وروي عن جعفر بن محمد الصادق ـ فى قوله تعالى :( (فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) (الواقعة : 91 )) . أي بك ، إنما وقعت سلامتهم من أجل كرامة محمد  .
*وقال الله تعالى :( (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور : 35 )
- قال كعب ، و ابن جبير: المراد بالنور الثاني هنا محمد  . و قوله تعالى (مَثَلُ نُورِهِ )*أي نور محمد
-وقال سهل بن عبد الله : المعنى : الله هادي أهل السموات و الأرض ، ثم قال : مثل نور محمد إذ كان مستودعاً في الأصلاب كمشكاة صفتها كذا ، و أراد بالمصباح قلبه ، و بالزجاجة صدره ، أي كأنه كوكب دري لما فيه من الإيمان و الحكمة يوقد من شجرة مباركة أي من نور إبراهيم . و ضرب المثل بالشجرة المباركة .
و قوله :( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ) أي تكاد نبوة محمد  تبين للناس قبل كلامه كهذا الزيت .
و قيل في هذه الآية غير هذا . و الله أعلم .
*وقد سماه الله تعالى في القرآن في غير هذا الموضع نوراً و سراجاً منيراً ، فقال تعالى ( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) (المائدة : 15 )
-وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) (الأحزاب : 45 +46 ))
و من هذا قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ( 1 ) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ( 2 ) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ( 3 ) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ( 4 ) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ( 5 ) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ( 6 ) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ( 7 ) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ( 8 )) [ سورة الشرح
شرح : وسع . والمراد بالصدر هنا : القلب . قال ابن عباس : شرحه بالإسلام .
و قال سهل : بنور الرسالة .
و قال الحسن : ملأه حكماً و علماً .
و قيل : معناه ألم نطهر قلبك حتى لا يؤذيك الوسواس . و وضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك :
قيل : ما سلف من ذنبك ـ يعني قبل النبوة .
و قيل : أراد ثقل أيام الجاهلية .
و قيل : أراد ما أثقل ظهره من الرسالة حتى بلغها . حكاه الماوردي و السلمي .
و قيل : عصمناك ، و لولا ذلك لأثقلت الذنوب ظهرك ، حكاه السمرقندي .
(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال يحيى بن آدم : بالنبوة . و قيل : إذا ذكرت ذكرت معي قول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . و قيل : في الأذان .
-قال القاضي أبو الفضل : هذا تقرير من الله جل اسمه لنبيه  على عظيم نعمه لديه ، و شريف منزلته عنده ، و كرامته عليه ، بأن شرح قلبه للإيمان و الهداية ، ووسعه لوعي العلم ، و حمل الحكمة ، و رفع عنه ثقل أمور الجاهلية عليه ، و بغضه لسيرها ، و ما كانت عليه بظهور دينه على الدين كله ، و حط عنه عهدة أعباء الرسالة و النبوة لتبليغه للناس ما نزل إليهم ، و تنويهه بعظيم مكانه ، و جليل رتبته ، و رفعه و ذكره ، و قِرانه مع اسمه اسمه .
قال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب و لا متشهد و لا صاحب صلاة إلا يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله .
-وروى أبو سعيد الخدري أن النبي  قال : أتاني جبريل عليه السلام ، فقال : إن ربي و ربك يقول : تدري كيف رفعت ذكرك ؟ قلت : الله و رسوله أعلم . قال : إذا ذكرتُ ذكرتَ معي .
-قال ابن عطاء : جعلت تمام الإيمان بذكري معك . و قال أيضاً : جعلتك ذكراً من ذكرى ، فمن ذكرك ذكرني .
-وقال جعفر بن محمد الصادق : لا يذكرك أحد بالرسالة إلا ذكرني بالربوبية .
و أشار بعضهم في ذلك إلى الشفاعة .
و من ذكره معه تعالى أن قرن طاعته بطاعته و اسمه باسمه ، فقال تعالى : ((قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران : 32 )) . (((آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد : 7 )، فجمع بينهما بواو العطف المشركة .
و لا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه عليه السلام .
-حدثنا الشيخ أبو علي الحسين بن محمد الجياني الحافظ فيما أجازنيه ، و قرأته على الثقة عنه ، قال : حدثنا أبو عمر النمري ، قال : حدثنا أبو محمد بن عبد المؤمن ، حدثنا أبو بكر بن داسة : حدثنا أبو داود السجزي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن عبد الله بن يسار ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي ، قال : لا يقولن أحدكم ما شاء الله و شاء فلان ، و لكن ما شاء الله ثم شاء فلان .
-قال الخطابي : أرشدهم  إلى الأدب في تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه ، و اختارها بثم التي هي للنسق و التراخي ، بخلاف الواو التي هي للإشتراك .
-ومثله الحديث الآخر : إن خطيباً خطب عند ، فقال : من يطع الله و رسوله فقد رشد ، و من يعصهما . فقال له النبي : بئس خطيب القوم أنت ! قم . أو قال : اذهب . قال أبو سليمان : كره منه الجمع بين الاسمين بحرف الكناية لما فيه من التسوية .
-وذهب غيره إلى أنه كره له الوقوف على يعصهما .
-وقول أبي سليمان أصح ، لما روي في الحديث الصحيح أنه قال : و من يعصهما فقد غوى ، و لم يذكر الوقوف على يعصهما .
-وقد اختلف المفسرون و أصحاب المعاني في قوله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب : 56 ))، هل (يُصَلُّونَ) راجعة على الله تعالى و الملائكة أم لا ؟ فأجازه بعضهم ، و منعه آخرون ، لعلة التشريك ، و خصوا الضميربالملائكة ، و قدروا الآية : إن الله يصلي ، و ملائكته يصلون .
-وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : من فضيلتك عند الله أن جعل طاعتك طاعته ، فقال تعالى :( (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء : 80 )
و قد قال تعالى : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 31 ) قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ( 32 )آل عمران-
-روي أنه لما نزلت هذه الآية قالوا : إن محمداً يريد أن نتخذه حناناً كما اتخذت النصارى عيسى ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ) فقرن طاعته بطاعته رغماً لهم . و قد اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى في أم الكتاب :( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ( 6 ) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) الفاتحة- ، فقال أبو العالية ، والحسن البصري : الصراط المستقيم هو رسول الله و خيار أهل بيته وأصحابه ، حكاه عنهما أبو الحسن المارودي و حكى مكي عنهما نحوه ، و قال : هو رسول الله و صاحباه : أبو بكر و عمر رضي الله عنهما .
-وحكى أبو الليث السمرقندي مثله عن أبي العالية ، في قوله تعالى : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ)، قال : فبلغ ذلك الحسن ، فقال : صدق والله و نصح .
-وحكى الماوردي ذلك في تفسير (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ )عن عبد الرحمن بن زيد .
-وحكى أبو عبد الرحمن السلمي ، عن بعضهم ، في تفسير قوله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة : 256 )) ـ أنه محمد  و قيل : الإسلام .
و قيل : شهادة التوحيد .
-وقال سهل في قوله تعالى :
(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) (إبراهيم : 34 ) ـ قال : نعمته 
*وقال تعالى :( (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ( 33 )
(لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ34) الزمر -
أكثر المفسرين على أن الذي جاء بالصدق هو محمد
-وقا ل بعضهم : وهو الذي صدق به .-وقرىء : صدق بالتخفيف . -وقال غيرهم : الذي صدق به المؤمنون -وقيل أبو بكر . و قيل علي . وقيل غير هذا من الأقوال .
-وعن مجاهد ـ في قوله تعالى :( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد : 28 ) ـ قال : بمحمد  و أصحابه
. [/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 14, 2008 11:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma][fot]الفصل الثانى[/fot]
[size=24][font=Tahoma]
في وصفه تعالى له بالشهادة و ما يتعلق بها من الثناء و الكرامة
*قال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ( 46 )الأحزاب .
-جمع الله تعالى في هذه الآية ضروباً من رتب الأثرة ،
و جملة أوصاف من المدحة فجعله شاهداً على أمته لنفسه بإبلاغهم الرسالة ،
و هي من خصائصه صلى الله عليه و سلم ، و مبشراً لأهل طاعته ،
و نذيراً لأهل معصيته ،
و داعياً إلى توحيده و عبادته ،
و سراجاً منيراً يهتدى به للحق .
-حدثنا الشيخ أبو محمد بن عتاب رحمه الله ، حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد ، حدثنا أبو الحسن القابسي ، حدثنا أبو زيد المروزي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن سنان ، حدثنا فليح ، حدثنا هلال ، عن عطاء ابن يسار ، قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ، قلت : أخبرني عن صفة رسول الله قال : أجل ، و الله ، إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) ، و حرزاً للأميين ، أنت عبدي و رسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ، و لكن يعفو ويغفر ، و لن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لاإله إلا الله ، و يفتح به أعينا عمياً، و آذاناً صماً ، و قلوباً غلفاً. -
[light=#FFFF66]وذكر مثله عن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ، وفي بعض طرقه ، عن ابن إسحاق : [/light]
ولا صخِب في الأسواق ،
ولا متزين بالفحش ،
ولا قوال للخنا ،
أسدده لكل جميل ،
و أهب له كل خلق كريم ،
و أجعل السكينة لباسه ،
والبر شعاره ،
و التقوى ضميره ،
والحكمة معقوله ،
والصدق والوفاء طبيعته ،
والعفو والمعروف خلقه ،
والعدل سيرته ،
والحق شريعته ،
والهدى إمامه ،
والإسلا م ملته ،
وأحمد اسمه
، أهدي به بعد الضلالة ،
وأعلم به بعد الجهالة ،
وأرفع به بعد الخمالة ،
وأسمي به بعد النكرة
، وأكثر به بعد القلة ،
وأغني به بعد العلة،
وأجمع به بعد الفرقة ،
وأولف به بين قلوب مختلفة وأهواء متشتتة وأمم متفرقة ،
وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس .


-وفي حديث آخر : أخبرنا رسول الله  عن صفته في التوراة :
عبدي أحمد المختار ،
مولده بمكة ،
و مهاجره بالمدينة ،
أو قال : طيبة .
أمته الحمادون لله على كل حال .
-وقال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )الأعراف 157-158 --
وقد قال تعالى : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران : 159) -
قال السمرقندي :
ذكَّرهم الله مِنته أنه جعل رسولَه رحيماً بالمؤمنين ،
رؤوفاً ليِّن الجانب ،
و لو كان فظاً خشناً في القول لتفرقوا من حوله ،
و لكن جعله الله تعالى سمحاً ، سهلاً طلقاً براً لطيفاً .
هكذا قاله الضحاك .
-وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة : 143 )-قال أبوالحسن القابسي : أبان الله تعالى فضل نبينا  ، و فضل أمته بهذه الآية ،
-وفي قوله في الآية الأخرى
: (وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ) سورة الحج 78 -
-وكذلك قوله تعالى : ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً) (النساء : 41 )
قوله تعالى :
وسطاً : أي عدلاً خياراً .
ومعنى هذه الآية : و كما هديناكم فكذلك خصصناكم و فضلناكم بأن جعلناكم أمة خياراً عدولاً ،
لتشهدوا للأنبياء عليهم السلام على أممهم ، و يشهد لكم الرسول بالصدق .

-وقيل : إن الله جل جلاله إذا سأل الأنبياء
هل بلغتم؟ فيقولون : نعم . فتقول أممهم : ما جاءنا من بشير ولا نذير ،
فتشهد أمة محمد  للأنبياء ، و يزكيهم النبي  .

-وقيل : معنى الآية : إنكم حجة على كل من خالفكم ، و الرسول حجة عليكم .
[light=#FFFF99] حكاه السمرقندي [/light].
-وقال الله تعالى : (َبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ )-يونس : 2
[light=#FFFFCC]-قال قتادة ، و الحسن ، و زيد بن أسلم :[/light]
قدم صدق : هو محمد  ، يشفع لهم .
-[light=#FFFF66]وعن الحسن أيضاً [/light]: هي مصيبتهم بنبيهم .
[light=#FFFFCC]-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : [/light]هي شفاعة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ،
هو شفيع صدق عند ربهم .
-وقال[light=#FFFF66] سهل بن عبد الله التستري [/light]:
هي سابقة رحمة أودعها الله في محمد  .
-وق[light=#FFFFCC]ال محمد بن علي الترمذي[/light] : هو إمام الصادقين و الصديقين ، الشفيع المطاع ، و السائل المجاب محمد صلى الله عليه وسلم ، حكاه عنه السلمي . [/font]

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 17, 2009 10:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد يونيو 19, 2005 3:33 pm
مشاركات: 2280
مكان: الحسين
[font=Tahoma]متشكرين يا سهم النور
كنت حكتبه كله
وده الموقع اللى سهم النور نزله
شكرا سهم النور [/font]


اضغط هنا
http://www.4shared.com/file/69391530/1c ... &signout=1

_________________
انا فى جاه رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط