[font=Tahoma][align=justify] قال الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه [ الفتاوى الحديثية صـ 408 - 409 ) ] :
وسئل نفع الله به عن حقيقة الفرق بين الشريعة والحقيقة .
فأجاب بقوله : فُرق بينهما بفروق منها :
أن الحقيقة هي مشاهدة أسرار الربوبية ولها طريقة هي عزائم الشريعة ونهاية الشيء غير مخالفة له على ما يأتي .
فالشريعة هي الأصل ومن ثم شبهت بالبحر والمعدن واللبن والشجرة .
والحقيقة هي الفرع المستخرج من الشريعة ومن ثم شبهت بالدر والتبر والزبد والثمرة .
ومعنى سلب المخالفة لهما المذكور أنه ليس بينهما اختلاف في مجاري أحكام العبودية وإنما يختلفان في مشاهدة أسرار الربوبية ولا شك أن أهلهما متفاوتون في الاعتناء والاهتمام بعلم صفات القلب والأخذ بعزائم الأحكام وليس ذلك اختلافا بينهما .
وبيّن ذلك اليافعي رحمه الله تعالى بأن الشريعة علم وعمل ، والعلم ظاهر وباطن ، والظاهر شرعي وغيره ، والشرعي فرض ومندوب ، والفرض عين وكفاية ، والعين علم صفات القلب وعلم أصل وعلم فرع ، والعمل عزائم ورخص .
والحقيقة مشتملة أيضا على قسمين علم وعمل ، والعلم وهبي وكسبي ، فالوهبي علم المكاشفة والكسبي فرض عين وفرض كفاية ، وفرض العين علم قلب وعلم أصل وعلم فرع
فالكسبي الذي هو أحد علم نوعي قسمي الحقيقة هو علم الشريعة والعمل الذي هو العزائم مشتمل على سلوك طريق الحقيقة .
والطريقة مشتملة على منازل السالكين وتسمى مقامات اليقين والحقيقة موافقة للشريعة في جميع علمها وعملها أصولها وفروعها وفرضها ومندوبها ليس بينهما مخالفة أصلا .
نعم هنا شيئان :
أحدهما : علم صفات القلب فأهل الحقيقة لهم به اعتناء واهتمام جدا وسلوك طريقتهم موقوف على معرفته وتبديل صفاته الذميمة وأكثر أهل الشريعة يهملون ذلك ويتهاونون به مع كونه فرض عين في الشريعة والحقيقة بلا خلاف .
والثاني : الرخص فأهل الحقيقة من حيث العلم والاعتقاد لا يشكون في حقيقتها وإنها من رحمة الله بعباده ، وأما من حيث عملهم فإنما يسلكون شوامخ عزائم الشريعة الغراء إلى الله بتوفيقه وعنايته وجميل لطفه وصيانته فمنهم من لا يقطعها إلا في سبعين سنة ومنهم من يقطعها في ساعة واحدة بحسب معونة الله وتسهيله .]اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|