موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=28945 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | mohamed nour [ الأربعاء إبريل 19, 2017 8:17 pm ] |
عنوان المشاركة: | مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
بسم االله الرحمن الرحيم عونك اللهم قال أبو عبد االله الحارث بن أسد بن عبد االله المحاسبي البصري رحمة االله عليه سألت عن العقل ما هو وإني أرجع إليك في اللغة والمعقول من الكتاب والسنة وتراجع العلماء فيما بينهم بالتسمية ثلاثة معاني أحدها هو معناه لا معنى له غيره في الحقيقة والآخران اسمان جوزتهما العرب إذ كانا عنه فعلا لا يكونان إلا به ومنه وقد سماها االله تعالى في كتابه وسمتها العلماء عقلا فأما ما هو في المعنى في الحقيقة لا غيره فهو غريزة وضعها فهو غريزة لا يعرف إلا بفعاله في القلب والجوارح لا يقدر أحد أن يصفه في نفسه ولا في غيره بغير أفعاله لا يقدر أن يصفه بجسمية ولا بطول ولا بعرض ولا طعم ولا شم ولا مجسة ولا لون ولا يعرف إلا بأفعاله وقال قوم من المتكلمين هو صفوة الروح أي خالص الروح واحتجوا باللغة فقالوا لب كل شيء خالصه فمن أجل ذلك سمي العقل لبا وقال االله عز وجل إنما يتذكر أولوا الألباب يعني أولي العقول ولا نقول ذلك إذا لم نجد فيه كتابا مسطورا ولا حديثا مأثورا وقال قوم هو نور وضعه االله طبعا وغريزة يبصر به ويعبر به نور في القلب كالنور في العين وهو البصر فالعقل نور في القلب والبصر نور في العين فالعقل غريزة يولد العبد بها ثم يزيد فيه معنى بعد معنى بالمعرفة بالأسباب الدالة على المعقول وقد زعم قوم أن العقل معرفة نظمها االله ووضعها في عباده يزيد ويتسع بالعلم المكتسب الدال على المنافع والمضار والذي هو عندنا أنه غريزة والمعرفة عنه تكون وكذلك الجنون والحمق لا يسمى نكرة لأنه لو كان المعرفة هو العقل سمي الجنون نكرة والحمق نكرة لأن النكرة ضد المعرفة والجهل ضد العلم فلما امتنع أهل العلم أن يسموا المجنون منكرا جاهلا ولا يسمون المنكر مجنونا والجاهل مجنونا وقالوا بأنه مجنون صح ما قلناه ومما يدل على أن العقل هو الغريزة التي بها عرف فأقر وعرف فأنكر أو ظن فأنكر لأن الإنكار فعل فكذلك ضد المعرفة فعل فمنه فعل عن طبع يوجبه الطبع كالضرة كمعرفة وفي الصمت ستر العي يوما وإنما ... صحيفة لب المرء أن يتكلما... وأما الاثنتان اللتان جوزتهما اللغة في الكتاب والسنة وتراجع أهل المعرفة فيما بينهم بالتسمية فجوزتهما اللغة على حقيقة المعنى بأن سمتهما عقلا إذ كانا عن العقل لا عن غيره فإحداهما الفهم لإصابة المعنى وهو البيان لكل ما سمع من الدنيا والدين أو مس أو ذاق أو شم فسماه الخلق عقلا وسموا فاعله عاقلا وقد روي في التفسير لما قال االله تعالى لموسى عليه السلام فاستمع لما يوحى قيل اعقل ما أقول لك وهذه خصلة يشترك فيها أهل غريزة العقل التي خلفها االله فيهم من أهل الهدى وأهل الضلالة من بعض أهل الكتاب لما تقدم عندهم من أهل الدين ويجتمع عليها أهل كل إيمان وضلال في أمور الدنيا خاصة والمطيع والعاصي وهو فهم البيان وقال االله عز وجل في ما يعيب به أهل الكتاب فقال يسمعون كلام االله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وقال عز وجل يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وقال يعلمون أنه الحق من ربهم وقال يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فالفهم والبيان يسمى عقلا لأنه عن العقل كان فيقول الرجل للرجل أعقلت ما رأيت أو سمعت فيقول نعم يعني أني قد فهمت وتبينت والعرب إنما سمت الفهم عقلا لأن ما فهمته فقد قيدته بعقلك وضبطته كما البعير قد عقل أي أنك قد قيدت ساقه إلى فخذيه وقالوا اعتقل لسان فلان أي استمسك |
الكاتب: | msobieh [ الأربعاء إبريل 19, 2017 10:11 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
جزاكم الله خيرا وصل اللهم على العقل الأول والنور المبين صلى الله عليه وآله وسلم . |
الكاتب: | molhma [ الأربعاء إبريل 19, 2017 10:13 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
msobieh كتب: جزاكم الله خيرا وصل اللهم على العقل الأول والنور المبين صلى الله عليه وآله وسلم . اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا اللهم آمين اللهم آمين جزاكم الله خيرا كثيرا |
الكاتب: | المهاجرة [ الأربعاء إبريل 19, 2017 11:00 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
molhma كتب: msobieh كتب: جزاكم الله خيرا وصل اللهم على العقل الأول والنور المبين صلى الله عليه وآله وسلم . اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا اللهم آمين اللهم آمين جزاكم الله خيرا كثيرا |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 2:06 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
المهاجرة كتب: molhma كتب: msobieh كتب: جزاكم الله خيرا وصل اللهم على العقل الأول والنور المبين صلى الله عليه وآله وسلم . اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما كثيرا طيبا مباركا اللهم آمين اللهم آمين جزاكم الله خيرا كثيرا اللهم صل على العقل الأول اول العابدين سيدنا محمد سيد العاقلين آمين... لاحرمنا الله منك سيدنا الغالى الشريف ولامن مروركم العطر الزكى المطهر الكريم.. وجزاكم الله عنك كل خير |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:05 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
ويقال اعقل شاتك إذا حبستها وهو أن يضع رجله بين نوفها وفخذها ويقال اعتقل رجل فلان إذا صارعه والمعنى الثالث هو البصيرة والمعرفة بتعظيم قدر الأشياء النافعة والضارة في الدنيا والآخرة ومنه العقل عن االله تعالى فمن ذلك أن تعظم معرفته وبصيرته بعظيم قدر االله تعالى وبقدر نعمه وإحسانه وبعظيم قدر ثوابه وعقابه لينال به النجاة من العقاب والظفر بالثواب فإذا كان الله معظما كان الله مجلا هايبا وإذا كان الله مجلا هايبا كان منه مستحيا وإلى االله طاعته مسارعا ولمساخطه مجانبا وإذا كان معظما لما ينال به النجاة من العقاب والظفر بالثواب عني بطلب العلم ورغب في الفهم والعقل عن االله عز وجل أكثر همته وإذا عني بطلب العلم بذلك استدل به على عظم قدر المولى وقدر ثوابه وعقابه وإذا استدل على ذلك أبصر وفهم حقائق معاني البيان فإذا فهم عقل عظيم قدر االله تعالى وعرضه على االله سبحانه وعقابه وثوابه وإذا عظم قدر ذلك هاب االله وفرق ورجا ورغب واشتاق فكأنما يعاين ذلك كرأي العين فكان عن االله تعالى عاقلا وسمي ذلك منه عقلا إذ كان بالعقل طلب ذلك وبالعقل فهم ذلك وبالعقل لزم ذلك وبالعقل جانب ما يزيله عن ذلك فهذا الذي عقل عن ربه ألم تسمعه عز وجل يقول وتعيها أذن واعية قال أذن عقلت عن االله تعالى يعني عقل عن االله ما سمعت أذناه مما قال وأخبر فهذا هو العقل ومن زال عن ذلك ومعه غريزة العقل التي فرق االله تعالى بها بين العقلاء والمجانين فهو غير عاقل عن االله عز وجل وهو عاقل للبيان الذي لزمته من أجله الحجة وقد وصف االله عز وجل هذا في كتابه عن رجال وسما لهم عقلا فقال تعالى لهم قلوب لا يعقلون بها يعني عنه وقال االله عز وجل وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة يعني عقولا فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات االله ثم سمى بعض الكفار من أهل الكتاب عاقلا للبيان الذي لزمتهم به الحجة يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون فأخبر أنهم لا يعقلون يعني عنه وعن ما قال من عظيم قدره المبين عنه ثم قال يحرفونه من بعد ما عقلوه يعني عقل البيان وآخرون لهم عقول الغرايز لا يعقلون البيان ولا المبين عنه بالفهم له إلا أنهم يسمعون بلغة يعرفونها كلاما لا يعقلون معانيه بالفهم له كمشركي العرب فقال إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا فلم يعقلوا ما قال عز وجل لإعجابهم برأيهم ولتقليدهم آباءهم وكبراءهم وقد كانت لهم عقول غرايز يعقلون بها أمر دنياهم ولو تركوا الإعجاب بالرأي وتقليد الكبراء ثم تدبروا لعقلوا ما قال االله ولكن أعجبوا بآرائهم وقلدوا كبراءهم فقال عز وجل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا وقال جل ثناؤه أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا وقال ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون فلم يعقلوا ما قيل لهم كما عقله المحرفون للسان بعدما عقلوه |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:08 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
فهم يعلمون أمر دنياهم ودقايق معايشهم أدق في الغموض من أعلام الدين فقال االله جل وعز يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون قال حدثني عفان قال حدثنا صخر بن جويرية عن الحسن في قوله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال لا جرم واالله لقد بلغ من علم أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره ويخبرك بوزنه وما يحسن يصلي قال حدثني عفان قال حدثنا شعبة عن شرقي في قوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فذكر الخراز والخياط ونحوهما فأخبر االله تعالى أنهم يعقلون أمر دنياهم ولو تدبروا وتركوا التقليد والإعجاب بالآراء لعقلوا أمر آخرتهم كما عقلوا أمر دنياهم حين عنوا بطلب منافعها في العواقب ودفع مضارها في العواقب فهذه أربع فرق فرقة عقلت عن االله تعالى عظم قدره وقدرته وما وعد وتوعد فأطاعت وخشعت وفرقة عقلت البيان ثم جحدت كبرا وعنادا لطلب الدنيا كما وصف عن إبليس أنه تكبر وعاند كبرا وهو مع ذلك يقول فبعزتك لأغوينهم أجمعين ووصف اليهود فقال ليكتمون الحق وهم يعلمون وقال وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا وقال يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وقال اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون وفرقة طغت وأعجبت وقلدت فعميت عن الحق أن تتبينه ثم تقر به ثم تجحده كبرا وطلبت دنيا بعد عقلها للبيان فظنت أنها على حق ودين وهي على باطل وشر وضلال وفرقة رعة عقلت قدر االله عز وجل في تدبيره وتفرده بالصنع وعرفت قدر الإيمان في النجاة بالتمسك به وقدر العقاب في ضرره في مجانبة الإيمان فلم يجحدوا كبرا ولا أنفة ولا طلب دنيا لعقلها أن عاجل الدنيا يفنى وعذاب الآخرة لا يفنى فأقرت وآمنت ولم تعقل عظيم قدر االله في هيبته وجلاله وعظيم قدر ثوابه وعقابه في إتيان معاصيه والقيام بفرايضه فعصت وضيعت وغفلت ونسيت إلا أنها علمت عظيم قدر الإيمان في النجاة وعظيم ضرر الكفر قد عقلته عن االله تعالى فهي قائمة به دائمة عليه ثم بعد عقله قدر الإيمان يزداد معرفة بقدر الغضب والوعيد والوعد فإن ازداد طائفة قام بطائفة من الفروض وترك بعض المعاصي وإلا ضيع بعض الفروض وركب بعض المعاصي من أجل الهوى ومعه عقل البيان والإقرار فعقل أنه مسيء ولم يرجع عن إساءته لغلبة الهوى ولو ازداد عقلا بعظيم قدر الغضب والرضى والثواب والعقاب لاستعمل ما عقل من البيان وأقر به بأنه حق فتاب وأناب وجميع الممتحنين المأمورين من العقلاء البالعين كلهم لهم عقول يميزون بها أمور الدنيا كلها الجليل والدقيق وأكثرهم للآخرة لا يعقلون ألم تسمعه عز وجل يقول وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون وقال جل ثناؤه لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها وهم بالدنيا أهل بصر وسمع وعقل ولم يعن أنهم صم خرس مجانين وإنما عذبهم لأنهم يعقلون لو تدبروا ما يرون |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:11 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
ويسمعون من الدلائل عليه من آيات الكتاب وآثار الصنعة واتصال التدبير الذي يدل عليه أنه واحد لا شريك له وحكى تعالى قول أهل النار فقال وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وقد كانت لهم عقول وأسماع لزمتهم بها الحجة الله عز وجل وإنما عنى عز وجل أنها لم تعقل عن االله فهما لما قال من عظيم قدر عذابه فندمت ونادت بالويل والندم لا أنها لم تكن تسمع ولا تعقل ولا كانوا بمجانين ولكن يعقلون أمر الدنيا ولا يعقلون عن االله ما أخبر عنه ووعد وتوعد قلت فمتى يسمى الرجل عاقلا عن االله تعالى قال إذا كان مؤمنا خائفا من االله عز وجل والدليل على ذلك أن يكون قائما بأمر االله الذي أوجب عليه القيام به مجانبا لما كره ونهاه عنه فإذا كان كذلك استحق أن يسمى عاقلا عن االله بل لأنه لا يسمى عاقلا عن االله من يعزم على القيام بسخطه فأقام على ذلك مصرا غير تايب قلت فمتى يسمى العاقل عن االله كامل العقل عن االله تعالى قال إن العقل عن االله تعالى لا غاية له لأنه لا غاية الله عز وجل عند العاقل بالتحديد بالإحاطة بالعلم بحقائق صفاته ولا بعظيم قدر ثوابه ولا عقابه إذ لم يعاينها ولو عاين االله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه بصفاته لما أحاط به علما ولكن وقد يقع اسم الكمال على الأغلب في الأسماء في العقل عن االله تعالى لا العقل بالكمال الذي لا يحتمل الزيادة ألا تراه عز وجل يقول لرسوله صلى االله عليه وسلم وقل رب زدني علما وقال ولا يحيطون به علما وروي عن الملائكة أنها تقول يوم القيامة رب ما عبدناك حق عبادتك فلا أحد يساوي االله عز وجل في العلم بنفسه فيعرف عن عظمته تعالى كمال صفاته كما يعلم االله عز وجل عن نفسه فأعظم العاقلين عنده العارفين عقلا عنه ومعرفة به الذين أقروا بالعجز أنهم لا يبلغون في العقل والمعرفة كنه معرفته ولكن قد يسمى كاملا في العقل عن االله في ما غلب عليه من الأفعال التي كانت عن العاقل كاملا من كانت فيه ثلاث خلال الخوف منه والقيام بأمره وقوة اليقين به وبما قال ووعد وتوعد وحسن البصر بدينه بالفقه عنه فيما أحب وكره من علم ما أمر به وندب إليه والوقوف عند الشبهات التي سمى االله الوقوف عنها رسوخا في العلم به فإذا اجتمع الخوف منه وقوة اليقين به وبما قال ووعد وتوعد وحسن البصر بدين االله والفقه في الدين فقد كمل قوة عقله وإن كان الخوف من االله هو من قوة اليقين بالوعيد فإنه قد يكون خائفا ولا يكون معه اليقين القوي الذي ينال به الرضى والتوكل والمحبة والزهد |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:13 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
فمن ثم قلنا الخوف من االله وقوة اليقين والبصر بالدين لأنه قد يكون قوي اليقين وليس يحسن البصر بالدين ويكون بصيرا بالدين لا خائفا ولا قوي اليقين وجماع هذه الثلاث الخصال قوة اليقين وحسن البصر بالدين وإنما زدنا ذكر الخوف وإن كان من اليقين لأنه قد يكون خائفا وليس بالقوي اليقين في كمال ما قال االله عز وجل مما وصف به نفسه من قدره وجلاله وعظمته وما وعد وتوعد وحذر ورجا وأنعم وابتلى به ثم هذه الثلاث الخلال حقائق من الفعل بالقلب والجوارح لأنه إذا تم عقل المؤمن عن ربه أفرده عز وجل بالتوحيد له في كل المعاني فعلم أنه مالك له لا غيره وأنه عتيق ممن سواه فتواضع لعظمته واستعبد وخضع لجلاله ولم يذل لمن سواه وعقل عنه أنه الكامل بأحسن الصفات المتنزه من كل الآفات المنعم بكل الأيادي والإحسان فاشتد حبه له لما يستأهل لعظيم قدره وكريم فعاله وحسن أياديه وعقل عنه أنه لا يملك نفعه وضره في دنياه وآخرته إلا هو فأفرده بالخوف والرجاء وعده وآمن به وأيس من جميع خلقه فهو الموحد له إذا عقل وحدانيته وتفرده بكل معنى كريم ووصف جميل وجلال عظمته ونفاذ قدرته ومضي إرادته وإحاطة علمه وقديم أزليته وأوليته فإذا كان كذلك زايل الكبر على العباد لخضوعه لجلال االله مولاه فتواضع للحق ولم يحقر مسلما لشدة معرفته بصغر قدر نفسه ولما جنى من الذنوب على نفسه ولعلمه بأن خواتم الأجل بسوء العواقب وحسن الخاتمة من الشقاء والسعادة قد سبق بهما العلم ونفذت فيهما المشيئة فقد أمن من عرفه كبره وبغيه وقد عقل عن االله جل وعز حججه على خلقه واعتذاره إلى خلقه بأنه ليس لهم بظالم وأنه قد بدأهم بالرحمة قبل العقوبة وقد سبقت منه الأيادي قبل الشكر طويل الحلم دائم التأني جميل الستر مقيل العثرات محسن إلى من تبغض إليه متقرب إلى من تباعد منه وعقل عنه أمره وآدابه وأحكامه وعقل داء النفوس ودواءها فمن عرفه أمل الرشد منه وأن يحيا بمنطقه ويعقل عن االله جل ذكره بتأديبه له وعقل عن االله عز وجل ما عظم من قدر ثوابه في جنته بدوامه وطيب العيش فيه وزوال الآفات والتكدير والتنغيص عنه وأنه فوق ما تحب النفوس لا يحسن أحد أن يخطر بباله ذكر كثير مما أعد فيها وقد قال رسول االله صلى االله عليه وسلم أعد االله عز وجل في جنته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكفاك باالله تعالى واصفا عما أعد لأوليائه إذ يقول عز من قائل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين فقد أخبرنا أنه جاز في الكمال والنعيم وقرة العيون وصف الواصفين ومعرفة العارفين وذكر الذاكرين لجميع النعيم فعظم في قلبه جوار مولاه و ما أعد فيه لمن أناب إليه وأطاعه فشخص إليه بعقله فاتصل ما استودع قلبه من العلم بذلك لمشاهدته بعقله حتى أنه رأي عينه عما قاله حارثة فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وإلى أهل الجنة يتزاورون وكما قال الحسن وذكر أولياء االله في الدنيا فقال صدقوا به فكأنما يرون ما وعدوا رأي العين فلما اتصل عقله بمشاهدة ذلك حن واشتاق فلما حن واشتاق تعلق قلبه واشتغل فلما اشتغل بالشوق إلى جوار ربه سلا عن الدنيا فلها عنها 110 فمن تفكر في دار الدنيا أين هي من جوار ربه إذ يقول عز وجل لعلكم تفكرون في الدنيا والآخرة قيل في التفسير تفكروا فيهما فعلموا أن الدنيا دار فناء وأن الآخرة دار جزاء وبقاء فعقل نعت ربه لزوال الدنيا وفنائها وأن كل ما أخذ منها لغير القربة إلى ربه في جواره ناقص من درجات القرب وكمال النعيم في جوار ربه وأن فيه الحساب والسؤال عن نعيمها بالحبس عن السبق في أوائل الزمر إلى جوار ربه ومولاه وأنها مشغلة له عن الاشتغال بربه ما دام فيها حتى ما يعدله من الأنس بربه وحلاوة مناجاة سيده |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:19 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
فارتفع قلبه عنها وتمنى أن لو استغنى أن يتناول منها شيئا فلم يجد بدا من الأخذ منها ما يقويه على طاعة ربه خوفا أن يمسك عن القوت فينقطع عن عبادة ربه فكان نصيبه منها القوت من الغذاء ولم يتكلف ما جاز بلغة القوت من غذائه وستر عورته وان تكلف طلبه لم يتكلف إلا للقربة إلى ربه فإن ابتلي منها بما فوق غذائه وستر عورته من مثل ميراث أو غيره فمبذول كله لربه يفرح بإخراجه ويغتم أن يمكث عنده أقل من طرفه عين وعقل عن االله تعالى آياته في تدبيره وحكمته في آثار صنعته ودلائل حسن وتقديره فعلم أنه بقدرة نافذة قدرها وبحكمة كاملة أتقنها وبعلم محيط اخترعها وبسمع نافذ سمع حركاتها وببصر مدرك لها دبر لطائف خلقها وغوامض كوامنها وما وارته حجبها وسواترها فاستدل بذلك أنه الإله العظيم الذي لا إله غيره ولا رب سواه فكأن جميع الأشياء عين يعتبر بها ويجل ويعظم لما يرى ويسمع من مولاه وسيده فدام ذكره وزالت عن االله عز وجل غفلته وعقل عن االله تعالى أنه ما يبلغه غاية العلم به ولا بلطائف محابه والقرب إليه والفهم لما كلمه به فكان مع سيده اجتهاده ودوام اشتغاله بربه غير تارك ولا منقطع عن طلب الازدياد من العلم بربه والتزيد في الفقه عنه أعلى في قلبه وأعظم عنده قدرا من الازدياد من كثير أعمال النوافل إذ عقل عن ربه أن أقل قليل المعرفة يورث التعظيم والهيبة ويبعث على الاجتهاد ويورث الطاعات والشغل عن جميع العباد وعقل عن االله تعالى أنه ابتدأ عباده بالرحمة والتفضل والإحسان بعد تقديم العلم منه لهم أنهم سيعصونه ويخالفون أمره فلم يمنعه ذلك عن ابتدائهم بالنعم والتحنن والرحمة والإحسان وجعل أفضل أوليائه عنده الرحماء بخلقه المتحننين على عباده الناصحين لبريته وهم رسله الداعون العباد إلى نجاتهم والمحذرون لهم من هلكتهم المتحملون منهم الأذى والمتحننون عليهم بالرحمة والنصح والإشفاق مع أذاهم لهم وتكذيبهم إياهم واستهزائهم بهم لا يكافئونهم بمثل ما نالوا منهم ولا ينصرفون عن الإشفاق عليهم إذ سمعوا االله جل ثناؤه يصفهم إذ قالوا لنوح إنا لنراك في ضلال مبين وقالوا لهود إنا لنراك في سفاهة ثم وصف جوابهما فقال نوح ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين إلى قوله ولعلكم ترحمون ووصف رد هود عليهم فقال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين إلى قوله لعلكم تفلحون أي تظفرون بثواب االله إن قبلتم مني فأخبرهم بعد تسفيههم له أنه لم ينصرف من أجل ذلك عن النصيحة لهم لعلهم يفلحون وقال إبراهيم عليه السلام فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وقال النبي صلى االله عليه وسلم ووصف نبيا من الأنبياء شجه قومه فهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وروي أن نوحا عليه السلام كان يخنقه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال رب اغفر لقومي إنهم لا يعلمون وفضل النبي صلى االله عليه وسلم صديق هذه الأمة عليها بالرحمة لها فقال أرحم أمتي بها أبو بكر فلما عقل عن االله عز وجل ما ابتدأ العباد به من الرحمة وأنه خص أعظم خلقه عنده قدرا وفضله بها على جميع العباد ألزم قلبه رحمة الأمة فأحب محسنهم وأشفق على مسيئهم ودعا إلى االله سبحانه إذا أمكنه مدبرهم ولم يدخر مالا عن فقيرهم ففضل ماله عليهم مبذول والمواساة في قوته منهم المجهود من سأله منهم ما يقدر عليه لم يتبرم بطلبه ولم يضجر بإعطائه للرحمة التي لهم في قلبه ومن آذاه وأساء إليه لم يجد في نفسه كراهية للعفو والصفح عنه يعدهم جميعا كأقرب الخلق منه كبيرهم مثل أبيه وصغيرهم كولده وقرنه كأخيه فكل هؤلاء يحب الإحسان إليهم وأن لا يفارق قلبه الشفقة عليهم وعقل عن االله تعالى عظيم قدره وقدر ما يطلب من ثوابه وما يخاف من عقابه وعظيم الأيادي وكثرة النعيم عنده وأن جميع خلقه من أهل سمواته وأرضه لو دأبوا جميعا واجتهدوا عمر الدنيا كلها وأبدا ما أدوا شكر نعمه ولا أدوا ما يحق في عظمته فكيف بالحلول في جواره والنجاة من عذابه |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:20 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
فقد عقل أي رب يعبد وأي ثواب يطلب ومن أي عقاب وعذاب يهرب وأي نعيم يشكر والشكر أيضا ممن هو ومن من به فلما عقل ذلك كله عن ربه استقل واستصغر جميع دؤوبه واجتهاده لعظيم ما عقل من جميع ذلك وعقل عن االله تعالى ما وصف به نفسه أنها بالسوء أمارة وللذنوب مسولة وأنها هي التي جنت عليه ما قد أحصاه ربه عليه ولم يأمن أن يكون قد حل به غضبه وأنه لا يكاد يعدل في بعض أحواله أن يتعرض لبعض مساخطه وأنه قد لزمته عظيم حجة ما خص به من العلم وما من عليه به من المعرفة دون أكثر العوام فاستكثر قليل طاعتهم واستعظمها مع استصغار كثير الطاعات من نفسه لأنه أعلم بنفسه وبذنوبه من ذنوبهم وأن الحجة عليه أعظم منها عليهم وعقل قدر من عصاه وخالفه فيما أمره به فعقل قدر عظمة من عصاه وشدة غضبه وشدة عذابه وهول المكث في عقابه إن لم يعف عنه فعقل كثرة ذنوبه وسوء رغبة نفسه ودناءة همته وعجيب جهله إذ كان قد آثر على رضاه من العبيد ما لا معنى لهم في دنيا ولا آخرة بملك ولا نفع ولا ضر وإيثاره من الدنيا المكدر المنغص الفاني منه والفاني هو عنه والباقي عليه بعد فنائه شدة الحساب وعظيم السؤال عنه ثم لا يأمن من سخط االله في الآخرة على ذلك أن يحل به فلما عقل عن االله عز وجل جميع ذلك من نفسه وتستر عنه عامة ذنوب الخلق وحقت عليهم الحجة بدون ما وجبت من االله عز وجل من أجل العلم الذي استودعه والستر عليه لذنوبه وما حببه إلى عباده لم يأمن أن يكون استدراجا له وأنه وكل بالخوف على نفسه قبل غيره وأنه لا يأمن لسالف ذنوبه وتضييع شكر نعم ربه وعظيم ما لزمه من الحجة وأن يختم له بغير دين الإسلام أو بعظيم الذنوب مع الإيمان فلم تقع عينه على أحد ولم يستمع به من المسلمين إلا خاف أن ينجوا ويهلك هو دونه يكسر قلبه من يرى من أهل الطاعات ويقطع عليه أنه خير منه ويتمنى أن يكون مثله ويهيج عليه الخوف من قلبه من رآه دونه في الدين يخاف أن يهلك هو دونه أو يختم له بأشر الأعمال لعظيم حجة العلم وجميل الستر عليه ولما أمر به من خوف سوء الخواتم التي مات عليها الأشقياء فهو متواضع للعباد كلهم لشدة ذلة الخوف على نفسه وعقل عن االله عز وجل ما بين من قدر الدنيا والآخرة فعقل صفة الآخرة بنعيمها وملكها وشرفها وعزها وعظيم قدر سكانها أنها في جوار المولى وما وصف به سوء عيش الدنيا وضعة رفعتها عنده يوم يحاسب عباده وذل العزيز بها عنده في يوم يبعث خلقه وحقارة المتكبرين في عينه وصنعه بهم يوم النشور حتى أنهم ليحشرون في صور الذر دون جميع العباد وعقل عن االله تعالى ما أمره به وأخبر أن الفقير من استغنى بالدنيا عنها ومن يجازي بما حرمه من خفة الحساب والتصاعد في معالي درجاته فلما عقل ذلك كله عن ربه كان الفقر في الدنيا أحب إليه من الغنى بها وكان التواضع أحب إليه من الشرف فيها وكان الذل أحب إليه من العز بها |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:26 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
مسألة في العقل الحجة حجتان عيان ظاهر أو خبر قاهر والعقل مضمن بالدليل والدليل مضمن بالعقل والعقل هو المستدل والعيان والخبر هما علة الاستدلال وأصله ومحال كون الفرع مع عدم الأصل وكون الاستدلال مع عدم الدليل فالعيان شاهد يدل على غيب والخبر يدل على صدق فمن تناول الفرع قبل إحكام الأصل سفه ورب حق أحق من حق كمن عفا ومن اقتص وكاقتضاء الدين ساعة محله أو تركه قليلا إحسانا إليه فقد أحسن في الطلب فكم من حسن أحسن من حسن غيره وقبيح أقبح من قبيح وفرض أوجب من آخر وفضل أفضل من فضل آخر والحب والبغض إذا أفرطا انقصا الاعتدال وأفسدا العقل وصورا الباطل في صورة الحق فأهل الشر لا يفرقون بين أئمتهم كما لا يفرقون بين إمامهم وإن الحق في كل أمر بين والباطل في كل حال داحض إلا أن كثيرا من الناس لا يعرف وجه مطلبه وبعضهم يعرف بعضه ويجهل بعضه ومنهم من عرف ثم نسي ومنهم من يعرف أكثره ولا يعرف أسهل طرقه وأقرب وجهه فجميع الحق في فنون الطاعات وتحذير الباطل في مذاهبه إذا جمع وألف وكان أنشط لحفظه ويفهمه من كان لا ينشط لأن يطلب عمله حتى يجمعه والعالم به يريد جمعه في بصيرته وجمع كل مذهب إلا خبر الواحد لمن كان لا يعرف إلا بعضه ويذكر الناس بما قد علمه فنسيه وينبه المتهاون لما كان قد اشتغل عن العناية بالقيام به ويبين للزائغ عن طريق الرشد أنه قد تركه ولعل من نظر فيه بالإعجاب برأيه أن ينقض مذاهبه إذا فهم حسن العبارة عنه وإيضاح حججه ونور بيانه يتنبه من رقدته ويفيق من سكرته لأن الحق عزيز أين كان والباطل ذليل في كل أوان والحجة ظاهرة بنورها على الشبهة وليس من تفرد بكتاب يقرؤه وحده متثبتا فيه لا يشغله عنه سبب يقطعه كمن نازع غيره لأنه يعترض في المناظرة آفات كثيرة من العجب بالرأي والذي والذي يمنع من الفهم الأنفة التي تمنع من الخضوع للحق وحب الغلبة الذي يبعث على الجدل والجزع من التخطئة التي تمنع من الإذعان بالإقرار بالصواب فلما كثرت آفات المناظرة وكان التفرد بقراءة الكتاب المجموع فيه والمؤلف فيه حدود الحق رأيت أن أصنفه مبينا وأستشهد عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة أو استنباطا بينا أو قياسا إذا عدم البيان بالنص فيما يجوز فيه القياس وإلا فالتسليم والأصون الكف عن تكلف ما نهي عنه مما يسع جهله ولا يؤدي علمه إلى القربى بل ترك البحث عنه هو القربى والوسيلة إلى رضى االله عز وجل ولا غناء بالعبد عن التفكير والنظر والذكر ليكثر اعتباره ويزيد في علمه ويعلو في الفضل فمن قل تفكره قل اعتباره ومن قل اعتباره قل علمه ومن قل علمه كثر جهله وبان نقصه ولم يجد طعم البر ولا برد اليقين ولا روح الحكمة وما بلغ علم من درس العلم بلسانه وحفظ حروفه بقلبه وأضرب عن النظر والتذكر والتدبر لمعانيه وطلب بيان حدوده ما أقربه في حياته من حياة البهائم التي لا تعرف إلا ما باشرته بجوارحها لكن المتذكر الناظر فيما يسمع المتدبر لما علم المتفهم لما به أمر الطالب لنهاية حدود العلم الغائص على غامض الإصابة المحكم للأصول الراد عليها الفروع هو المفرق بين ما له وما عليه والمبصر لما يصلحه وما يفسده القوي على عصيان طبائعه المنازعة إلى ما يهلكه والمخالف لشهواته التي ترديه عارف بعواقب الأمور وبما يحدث في غابر الدهور مما حدث منه وهاب ربه المؤثر لذة عقله على لذة هواه لذة الحكماء العلماء في عقولهم ولذة الجهال والبهائم في شهواتهم وأي سرور يعدل سرور العلم وروح اليقين وعظيم المعرفة وكثرة الصواب والظفر الذي لا يثبت ولا ينال إلا بحسن النظر وطول التذكر وتكرار الفكر والتقديم في التكبير فبذلك ظفر بالعلم باالله والتعرض لولايته وطلب الجاه عنده والتسليم لأمره والتوكل على كفايته وبذل القليل من الدنيا للثواب الجزيل لأنه الرب الكريم من طلبه وجده ومن استكفاه كفاه ومن اتقاه وقاه |
الكاتب: | mohamed nour [ الخميس إبريل 20, 2017 6:29 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
ومن تقرب إليه أسرع إليه بالإجابة يدعوك إن أدبرت ويقبلك إن رجعت ويحمدك على حظك ويثني عليك بما وهب لك ويحضك على النظر لنفسك إنما يمرضك ليصحك إن عقلت ويفقرك ليغنيك ويمنعك ليعطيك يمنعك القليل الفاني لترضى فيعطيك الجزيل الباقي ويميتك ليحييك ويفنيك ليبقيك ويداويك بالأمراض لتبرأ من سقم الذنوب ويغمك بالأوجاع ليغسلك من درن الخطايا ويعركك بالبلاء ليلين قلبك لطلب الفوز ابتدأك بالنعم قبل أن تسأله وثناها بعدما ضيعت شكره وأدامها بإحسانه مع دوام الإعراض منك عنه فكيف تعرف إحسانه وتتبين إساءتك وتبصر نجاتك وتتضح لك أسباب عيشك إلا بالنظر بعقلك فيما قال والتذكر والمجاهدة لنفسك إلا لتعرف ما يرضيه وتجانب ما يسخطه ويباعد منه لأنه قد جعل فيك غريزة العقل ومن عليك بالمعرفة وابتلاك بما في طباعك مما يهيج الغضب والرضى والبخل بالسكوت لأن الصمت أعجمي وفاعله كالأخرس لا يعرف معناه إلا صاحبه والقول فصيح مبين يعرفه سامعه ومن بلغه إلى يوم القيامة لم يعرف القول الحق بالصمت ولا جميع الأعمال بالحق إلا بالقول بل لم يعرف الصمت عن الباطل إلا بالقول لما عرفه من الكتاب وإنما أمر النبي صلى االله عليه وسلم بالصمت لتارك القول بالخير فقال من كان يؤمن باالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ولم يعرف الأداء والبيان عن جميع الإحسان إلا بالقول آخر كتاب مائية العقل ومعناه للحارث بن أسد المحاسبي والحمد الله حق حمده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلامه. وصلى الله على سيدنا محمد اول مخلوق واول العابدين وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا |
الكاتب: | حامد الديب [ الخميس إبريل 20, 2017 7:07 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
بارك الله فيك |
الكاتب: | مداح القمر [ الاثنين إبريل 24, 2017 12:20 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه. |
msobieh كتب: جزاكم الله خيرا وصل اللهم على العقل الأول والنور المبين صلى الله عليه وآله وسلم . |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |