موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 08, 2021 3:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الطاء

370-«طاب طاب»صلى الله عليه وآله وسلم:
بالتكرير قال «ع» : من أسمائه صلى الله عليه وسلم في التوراة، ومعناه طيّب. وقيل معناه: ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم.

371-«الطاهر» صلى الله عليه وآله وسلم:
المنزه عن الأدناس المبرّأ من الأرجاس اسم فاعل من الطهارة، وهي كما قال بعضهم: على قسمين حسية، ومعنوية. فالأولى: التنقّي من الأدناس الظاهرة، والثانية: التخلي عن الأرجاس الباطنة، كالأخلاق المذمومة والتحلّي بالأخلاق المحمودة.
قال النيسابوري: الطهارة على عشرة أوجه: الأول: طهارة الفؤاد، وهي صرفه عما دون الله تعالى.
الثاني: طهارة السرّ، وهي رؤية المشاهدة.
الثالث: طهارة الصدر، وهي الرجاء والقناعة.
الرابع: طهارة الروح، وهي الحياء والهيبة.
الخامس: طهارة البطن، وهي الأكل من الحلال والعفة.
السادس: طهارة البدن، وهي ترك الشهوات.
السابع: طهارة اليدين، وهي الورع والاجتهاد.
الثامن: طهارة المعصية، وهي الحسرة والندامة.
التاسع: طهارة اللسان، وهي الذّكر والاستغفار.
العاشر: طهارة التقصير، وهي خوف سوء الخاتمة نسأل الله تعالى السلامة.
وسمّي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه المستجمع لجميع أنواع الطهارة، لأن الله تعالى طيّب باطنه وظاهره وزكّى علانيته وسرائره. وسيأتي في الخصائص القول بطهارة فضلاته صلى الله عليه وسلّم.

372-«الطّبيب» صلى الله عليه وآله وسلم
«خا» «عا» فعيل بمعنى فاعل من الطب، وهو علاج الجسم والنفس بما يزيل السقم، أي الذي يبرئ الأسقام ويذهب ببركته الآلام.

373-«الطّراز المعلم» صلى الله عليه وآله وسلم :
أي العلم المشهور الذي يهتدى به. والطّراز في الأصل- بكسر الطاء آخره زاي: علم الثوب، فارسي معرب. وسمي به صلى الله عليه وسلم لتشريف هذه الأمة به، كما يشرّف الثوب بالطراز. والمعلم بالبناء للمفعول: المرسوم من العلامة، وهي ما يحصل به امتياز الشيء عن غيره، صفة للطراز.

374-«طس» صلى الله عليه وآله وسلم.

375-«طسم» صلى الله عليه وآله وسلم .
ذكرهما «ذ» والنسفي، من أسمائه صلى الله عليه وسلم، وذكرهما جماعة في أسماء الله تعالى، وهذه الأسماء على ضربين: أحدهما: ما لا يتأتى فيه الإعراب نحو كهيعص. والثاني:
ما يتأتّى فيه الإعراب وهو نوعان: الأول ما كان اسماً مفرداً كصاد وقاف. فهو محكى لا غير.
والثاني: أن يكون أسماء عدة مجموعها بوزن اسم مفرد كحم وطس ويس، فإنها بوزن قابيل وهابيل فيجوز فيه الإعراب والحكاية، وكذلك «طسم» يتأتى أن تفتح نونها وتصير مضمومة إليها فيجعلا اسماً واحداً مركباً ك «دارا بجرد» لأنه مركب من «دارا» اسم الملك «وبجرد» اسم بلد.

376-«طه» صلى الله عليه وآله وسلم:
ذكره خلائق في أسمائه صلى الله عليه وسلم وورد في حديث رواه ابن مردويه بسند ضعيف
عن أبي الطفيل رضي الله تعالى عنه. وقيل أراد يا طاهر من العيوب والذنوب أو يا هادي إلى كل خير. ذكره الواسطيّ.
وقيل: إنه من أسماء الله تعالى وقد أشبعت الكلام على هذه الأسماء الواقعة في أوائل السور في كتابي «القول الجامع الوجيز الخادم للقرآن العزيز» .

377-«الطّهور» صلى الله عليه وآله وسلم:
كصبور: الطاهر في نفسه المطهّر لغيره. وسمي بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم سالم من الذنوب خالص من العيوب مطهّر لأمته من الأرجاس ومزكّيها من الأنجاس.

378-«الطيّب» صلى الله عليه وآله وسلم
«ع د ح» بوزن سيّد: الطاهر أو الزكي. لأنه صلى الله عليه وسلم لا أطيب منه إذ سلم من حيث القلب حين أزيلت منه العلقة، ومن حيث القالب فهو كله طاعة.
روى الترمذي في الشمائل عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: «ما شممت مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عرقه صلى الله عليه وسلّم» ولهذا مزيد بيان في باب طيب عرقه وريحه صلى الله عليه وسلم.
وورد إطلاق الطيّب على الله تعالى في حديث: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيّبا» رواه مسلم والله تعالى أعلم


حرف الظاء المعجمة

379-«الظاهر» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» «عا» أي الجليّ الواضح أو القاهر من قولهم: ظهر فلان على فلان أي قهره. قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ والظهور: العلوّ والغلبة. وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الجليّ الموجود بالآيات الظاهرة.
والقدرة الباهرة.

380-«الظّفور» صلى الله عليه وآله وسلم
«خا» «عا» من ظفر: إذا أنشب ظفره في الشيء الغائر، فعول بمعنى فاعل صيغة مبالغة من الظفر وهو الفوز. والله تعالى أعلم.

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /485/483)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 08, 2021 4:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف العين المهملة

381-«العابد» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» اسم فاعل من عبد إذا أطاع. قال تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ومواظبته صلى الله عليه وسلم علي العبادة معروفة تواترت بها الأحاديث.

382-«العادل» صلى الله عليه وآله وسلم :
المستقيم الذي لا جور في حكمه ولا عيل، من العدل ضد الجور. قال عمه أبو طالب يمدحه صلى الله عليه وسلم:
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائش ... يوالي إلهاً ليس عنه بغافل
383-«العارف» صلى الله عليه وآله وسلم :
الصبور. قال في الصحاح: يقال أصيب فلان فوجد عارفاً أي صابراً. أو العالم، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري، قدّس الله تعالى سره: المعرفة على لسان العلماء هي العلم، فكل عارف بالله تعالى عالم، وعكسه، وعند هؤلاء يعني الصوفية المعرفة صفة من عرف الحقّ سبحانه في معاملاته ثم تنقى من أخلاقه الرّديّة وانقطع عن هواجس نفسه الأبية حتى صار من الخلق أجنبيّاً، ومن آفات نفسه برياً، فحينئذ يسمى عارفاً وحالته معرفة. ومن أماراتها حصول الهيبة، فمن زادت معرفته ازداد من الله تعالى هيبة فالهيبة من شرط المعرفة. قال الله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ كما أن الخوف من شرط الإيمان قال الله تعالى: وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ والخشية من شرط العلم. قال الله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ والمعرفة توجب السّكينة والعلم يوجب السّكون.
قال الشّبلي رحمه الله تعالى: ليس لعارف علاقة، ولا لمحبّ شكوى، ولا لراجٍ قرار، ولا من الله تعالى فرار.
وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: ركضت أرواح الأنبياء في ميدان المعرفة فسبقت روح محمد صلى الله عليه وسلم إلى روضة الوصال.
فإن قيل: أيهما أفضل: العارف بالله تعالى أم العالم بأحكام الله تعالى؟ فالجواب قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام قدّس الله تعالى سره: العارف أفضل، لأن العلم يشرف بشرف معلومه، والمعرفة: العلم بصفات الله تعالى، والعلم بها أفضل من كل معلوم سواها لتعلّقه بأشرف المعلومات.
وأما قوله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فالمراد العلماء العارفون به وبصفاته. كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، لا يجوز الحمل على من سواهم لأن الغالب عليهم عدم الخشية وخبر الله تعالى صدق فلا يحمل إلا على من عرفه وخشيه.
وقول بعضهم: العمل المتعدي خير من العمل القاصر يرده أن الإيمان أفضل الأعمال وهو قاصر، وقد قدّم عليه الصلاة والسلام التسبيح عقيب الصلوات وفضّله على التصدق بفضول الأموال مع تعدي نفعه إلى الفقراء.

384-«العاضد» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» المعين، اسم فاعل من عضده إذا أعانه، وأصله الأخذ بالعضد وهو ما بين المرفق إلى الكتف، ثم استعير للمعين، يقال: عضدته أي أخذت بعضده وقوّيته.

385-«العافي» صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» «عا» المتجاوز عن السيئات الماحي للزّلات والخطيئات.

386-«العالم» صلى الله عليه وآله وسلم.

387-«العليم» صلى الله عليه وآله وسلم :
جمع بينها «د» وأشار إليهما «يا» فالأول اسم فاعل من علم ومعناه: المدرك للحقائق الدنيوية والأخروية. والثاني: اسم فاعل للمبالغة. وهذان الاسمان من أسمائه تعالى، فالعالم معناه في حقه تعالى: المدرك لحقائق الأمور الدنيوية والأخروية والعليم بمعناه الذي له كمال العلم وثباته والعلم الكامل الثابت في نفسه ليس لغيره وسمّى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم لما حازه من علم العليم وحواه من الاطلاع على ملكوت السموات والأرض، والكشف عن الأمور المغيبات، وأوتي علوم الأولين والآخرين، وأحاط بما في التوراة والإنجيل والكتب المنزلة وحكم الحكماء وسير الأمم الماضين مع احتوائه على لغة العرب وغريب ألفاظها والإحاطة بضروب فصاحتها والحفظ لأيامها وأمثالها وأحكامها ومعاني أشعارها، مع كلامه صلى الله عليه وسلم في فنون العلوم، كما سيأتي بيان ذلك كله إن شاء الله تعالى.

388-«العامل» صلى الله عليه وآله وسلم
«ع» «ح» قال «ط» ولعله مأخوذ من قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ وروى الترمذي في الشمائل عن علقمة رحمه الله تعالى قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: «كان عمله ديمةً وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يطيق» .

389-«العائل» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» : الفقير قال الله تعالى: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى أي فقيراً فأغناك بما أفاء الله عليك من الغنائم أو أغنى قلبك. قلت: وفي تسميته صلى الله عليه وسلم بالعائل بعد الغنى نظر.

390-«العبد» صلى الله عليه وآله وسلم :
تقدم الكلام عليه في ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي لهذا مزيد بيان في بيان أبواب الإسراء.

391-«عبد الله» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال الله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ والكلام عليه كالكلام على ما قبله وقد أشبعت القول على لفظ الاسم الكريم في القول الجامع.
وروى أبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن»
.
ونقل الإمام الحسين بن محمد الدمغاني رحمه الله تعالى في كتابه «شوق العروس وأنس النفوس» عن كعب الأحبار رحمه الله تعالى قال: اسم النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العرش:
عبد الحميد وعند سائر الملائكة عبد المجيد، وعند الأنبياء عبد الوهاب، وعند الشياطين عبد القهّار وعند الجن عبد الرحيم، وفي الجبال عبد الخالق وفي البرّ عبد القادر وفي البحر عبد المهيمن، وعند الحيتان عبد القدوس، وعند الهوام عبد الغيّاث، وعند الوحوش عبد الرزاق، وعند السّباع عبد السلام، وعند البهائم عبد المؤمن، وعند الطيور عبد الغفار، وكذا نقله في القول البديع وهو غريب جداً! ثم رأيت ابن الجوزي نقله في «التبصرة» عن كعب أيضاً.

392-«العدّة» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» بضم العين: الذخيرة المعدّ لكشف الشدائد والبلايا والمرصد لإماطة المحن والرزايا.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه ذخر أمته في القيامة والمتكفّل لها بالنجاة والسلامة.

393-«العدل» صلى الله عليه وآله وسلم :
الدائن الكافي في الشهادة أو المستقيم الصدر في الأصل، وهو من أسمائه تعالى ومعناه البالغ في العدل ضد الجور أو الاستقامة، أقصى غاياته. والذي يفعل ما يريد وحكمه ماض في العبيد.

394-«العربي» صلى الله عليه وآله وسلم :
في أحاديث الإسراء أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: مرحباً بالنبي العربيّ. رواه الحسن بن عرفة في جزئه، وهو منسوب إلى العرب وهم خلاف العجم.
والعرب أقسام: عاربة وعرب وهم الخلّص، وهم تسع قبائل من ولد إرم ومن ولد سام بن نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهي: عاد وثمود وأميم وعبيد وطسم، بطاء مفتوحة فسين ساكنة مهملتين، وجديس، بجيم فدال مهملة فتحتية فسين مهملة وزن أمير، وعمليق، بعين مهملة مكسورة فميم ساكنة فلام فتحتية فقاف. وجرهم، بجيم مضمومة فراء ساكنة، ووبار بموحدة وراء مبنيّ على الكسر.
ومنهم تعلم إسماعيل صلى الله عليه وسلم العربية. قال عبد الملك بن حبيب رحمه الله تعالى: كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة عربياً إلى أن بعد وطال العهد حرّف وصار سريانياً وهو منسوب إلى أرض سورنة وهي أرض الجزيرة، وبها كان نوح صلى الله عليه وسلم وقومه قبل الغرق. قال:
وكان يشاكل اللسان العربيّ إلا أنه محرّف وقد كان لسان جميع من في السفينة إلا رجلا واحدا يقال له جرهم فكان لسانه لسان العرب الأول فلما خرجوا تزوج إرم بن نوح بعض بناته وصار اللسان في ولده عوص بن عاد وعبيد وجاثر بجيم وثاء مثلثة وثمود وجديس. وسميت عاد باسم جرهم لأنه كان جدهم من الأم: وبقي اللسان السّرياني في ولد أرفخشذ بن سام إلى أن وصل إلى قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل فتعلّم منه بنو قحطان اللسان العربيّ.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: وعلى هذا يحمل قول الصّحاح: ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية أي من أهل اللسان السّرياني.
وبنو قحطان هم القسم الثاني من العرب وهم المتعرّبة. قال في الصحاح: وهم الذين ليسوا بخلّص.
والثالث: المستعربة وهم الذين ليسوا بخلّص أيضاً. كما قال في الصّحاح.
قال ابن دحية: وهم بنو إسماعيل وهم ولد معد بن عدنان، وقال النحّاس رحمه الله تعالى: عربية إسماعيل هي التي نزل بها القرآن، وأما عربية حمير وبقايا جرهم فغير هذه العربية، وليست فصيحة، وإلى هذا مال الزّبير في كتاب النسب واحتج له ولم يعول على غيره، وكذلك أبو بكر بن أشتة في كتاب المصاحف.
وتقدم في ترجمة إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ولهذا مزيد بيان يأتي.

395-«العروة الوثقى» صلى الله عليه وآله وسلم :
العقد الوثيق المحكم في الدّين أو السبب الموصّل إلى رضا الله تعالى.
وحكى الشيخ أبو عبد الرحمن السّلمي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى أنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هي الإسلام.

396-«العزيز» صلى الله عليه وآله وسلم:
أي القوي، فعيل بمعنى فاعل من عزّ يعزّ عزّاً وعزّة وعزازة. وهي الحالة المانعة للإنسان من أن يغلب أو يقهر، من قولهم أرضٌ عزاز أي صلبة ممتنعة. أي هو الخطير الذي يقل وجوده ويكثر نفعه وجوده. أو الغالب من قولهم: «من عزّ بزّ» أي من غلب سلب. قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ أي الامتناع وجلالة القدر. وأما قوله تعالى: إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً فالمراد العزة الكاملة التي يندرج فيها عزّ الإلهية والخلق والإحياء والإماتة والبقاء الدائم، وما أشبه ذلك مما هو مختص به تعالى.
وهو ما سماه الله تعالى به من أسمائه، ومعناه في حقه تعالى: الممتنع الغالب. أو الذي لا نظير له. أو المعز لغيره. والمعاني صحيحة في حقه صلى الله عليه وسلم.

397-«العصمة» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» بكسر العين وسكون الصاد: الذي يستمسك الأولياء بحبل كرامته ويلوذ العصاة بحمى شفاعته صلّى الله عليه وسلم. فالعصمة بمعنى عاصم، كقولهم رجل عدل بمعنى عادل.
روى ابن سعد والطبراني أن أبا طالب عمه صلى الله عليه وسلم استسقى به في صغره لمّا تتابعت عليهم السّنون فأهلكتهم فخرج به صلى الله عليه وسلم إلى أبي قبيس وطلب السّقيا بوجهه فسقوا، فقال يمدحه صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ويجوز أن يكون بمعنى معصوم اسم مفعول من العصمة كاللقمة بمعنى الملقوم، وأصلها شيء يجعل في المعصم مثل السّوار وحقيقتها عندنا كما في «المواقف» في حقه صلى الله عليه وسلم وحق سائر الأنبياء: أن لا يخلق الله تعالى فيهم ذنباً.
398-«عصمه الله تعالى» صلى الله عليه وآله وسلم :
في «الفردوس» بلا سند عن أنس رضي الله تعالى عنه: «أنا عصمة الله أنا حجّة الله» .
399-«العطوف» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» الشّفوق صفة مشبّهة من العطف وهو الانثناء يقال: عطف الغصن إذا مال. وعطفا الإنسان جانباه من لدن رأسه إلى وركه ثم استعير للّين والشفقة إذا عدّي بعلى وإذا عدّي بعن كان على الضدّ من ذلك. وسمي به صلى الله عليه وسلم لكثرة شفقته بأمته ورأفته كما قال شاعره حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه يرثيه صلّى الله عليه وسلم:
عطوفٌ عليهم لا يثني جناحه ... إلى كنفٍ يحنو عليهم ويمهد

400-«العظيم» صلى الله عليه وآله وسلم :
الجليل الكبير. وقيل عظمة الشيء كون الشيء كاملاً في نفسه مستغنياً عن غيره. وتقدم الفرق بينه وبين الجليل «يا» «د» : وقع في أول سفر من التوراة: «وسيلد عظيماً لأمة عظيمة» فهو عظيم وعلى خلق عظيم وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه ومعناه في حقه:
الجليل الشأن أو الذي كل شيء دونه أو البالغ أقصى مراتب العظمة، فلا تتصوره الأفهام ولا تحيط بكنهه الأوهام: أو الذي ليس لعظمته بداية ولا لكبريائه نهاية.

401-«العفو» صلى الله عليه وآله وسلم
«يا» «د» هو مثل العافي إلا أنه أبلغ منه، يقال عفا عن الذنب فهو عاف وعفوّ.
فالأول يدل على أصل العفو فقط. والثاني يدل على تكريره وكثرته بالإضافة إلى كثرة الذنوب وتكررها حتى أن من لم يعف إلا عن نوع من الذنب فقط يسمّى بالأول دون الثاني.
والفرق بين العفو والحلم والاحتمال كما قاله القاضي: أن العفو ترك المؤاخذة، والحلم حالة توقّر وثبات عن الأسباب المحركة للمؤاخذة. والاحتمال: حبس النفس عن الآلام المؤذيات. ومثله الصّبر، ومرّ الفرق بينه وبين الصفح. وسيأتي الفرق بينه وبين الغفور.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك كما قال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:
عفوٌّ عن الزلات يقبل عذرهم ... وإن أحسنوا فالله بالخير أجود
لأنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس عفواً وتجاوزاً كما سيأتي بيان ذلك في باب عفوه صلى الله عليه وسلم.

402-«العفيف» صلى الله عليه وآله وسلم
«د» : الذي كفّ نفسه عن المكروهات، ومنعها عن اقتحام الشبهات، اسم فاعل من العفّة، وهي حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، يقال عفّ وكفّ فهو عفّ وعفيف، قال كعب رضي الله تعالى عنه يمدحه صلى الله عليه وسلم:
لنا حرمةٌ لا تستطاع يقودها ... نبيٌّ أتى بالحقّ عفٌّ مصدّق
قال ابن دحية: وهو موصوف به في الكتب المتقدمة، وقد كان صلى الله عليه وسلم أعفّ الناس، وقلّ اسك إلا وكانت له في شبابه صبوة وفي أول أمره هفوة، طبع على ذلك البشر، إلا هو صلى الله عليه وسلم كما سيأتي ذلك في باب نشأته صلى الله عليه وسلم.

403-«العلامة» صلى الله عليه وآله وسلم
«ط» «عا» بالتخفيف: الشاهد والعلم الذي يهتدى به ويستدلّ به على الطريق وسمّي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه دليل على طريق الهدى.

404-«العلم» صلى الله عليه وآله وسلم :
«ع» بفتح أوله وثانية: العلامة التي يهتدى به أو العلم المشهور أو السيد المذكور.

405-«علم الإيمان» صلى الله عليه وآله وسلم .

406«علم اليقين» صلى الله عليه وآله وسلم.

407-«العليّ» صلى الله عليه وآله وسلم
«ع» «د» الكبير المرتفع الرتبة على سائر الرّتب الذي جلّ مقداره عن الشكوك والرّيب، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي علا عن الدرك ذاته وكبرت عن التصور صفاته، أو الذي تاهت الألباب في جلاله وكلت الألسن عن وصف جماله.
408-«العماد» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ع» السيد الذي يعتمد عليه ويهرع في الشدائد إليه.

409-«العمدة» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ع» السيد الشجاع، والبطل المطاع والركن الذي يعتمد عليه ويهرع في الشدائد إليه.
410-«العين» صلى الله عليه وآله وسلم :
«ع» تطلق في الأصل بالاشتراك على معان، منها: الباصرة وحاسّة البصر، وسمّي به صلى الله عليه وسلم لأنه بصّر أمته بهدايته طرق الهدى، وجنّبهم سبل الردى، كما يستدل بحاسة البصر على ما فيه النفع والضرر. أو لشرف هذه الأمة به على سائر الأمم، كما قال تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ كما شرف الرأس بالعين على سائر الجسد، وفي هذه الآية دليل على أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء صلّى الله عليهم وسلم: آدم فمن دونه، من قبل أن خيرة أمته بحسب كمال دينه وذلك تابع لكمال نبيهم الذي يتّبعونه.
ومنها: الذهب والخيار من كل شيء وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لكونه أفضل الأنبياء وأشرفهم، ومنه: فلان عين الناس أي خيارهم. والسيّد وسمّي به لأنه صلى الله عليه وسلّم سيد الناس. والكبير في قومه وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أجلّ الخلق وأعظمهم. والإنسان. ومنه: «وما بها من عين» أي أحد وسمّي به صلى الله عليه وسلم من تسمية الخاص باسم العام. لكونه أشرفهم كما مرّ. والماء الجاري لأنه طاهر في نفسه مطهّر لغيره. والجماعة من الناس وسمي أي النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك لأنه لمهابته وشدة جلالته يحسبه الرائي في جماعة تخشى سطوتها وتهاب شوكتها، كما قال البوصيري رحمه الله تعالى: كأنه وهو فرد في جلالته ...
في عسكر حين تلقاه وفي حشم

411-«وينبوع الماء» صلى الله عليه وآله وسلم.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه منبع الحكمة ومعدن الرحمة. والشمس وسمي صلى الله عليه وسلم به كما مرّ لعلوّه وشرفه وكثرة النفع به صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم.

412-«عين العزّ» صلى الله عليه وآله وسلم .

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1/ 485-492)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 08, 2021 4:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الغين المعجمة


413-«الغالب» صلى الله عليه وآله وسلم :
أي القاهر، اسم فاعل من الغلبة وهي القهر، يقال غالبته غلباً فأنا غالب. وهو من أسمائه تعالى ومعناه في حقه البالغ مراده من خلقه أحبّوا أو كرهوا.

414-«الغطمطم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بطاءين مهملتين وزن زبرجد: الواسع الأخلاق أي الرّيّض الحسن الخلق الحليم.

415-«الغفور» صلى الله عليه وآله وسلم:
جاء في التوراة من صفاته صلى الله عليه وسلم: «ولكن يعفو ويغفر» . وهو من أسمائه تعالى وهو بمعنى الغفار أي الستّار لذنوب من أراد من عباده المؤمنين فلا يظهرها بالعتاب عليها. قال الغزالي رحمه الله تعالى: والغفور ينبئ عن نوع مبالغة ليست في الغفار فإن الغفار ينبئ عن تكرار المغفرة وكثرتها والغفور ينبئ عن وجودها وكمالها فمعناه أنه تامّ الغفران كامله حتى يبلغ أقصى درجات المغفرة. قال أبو بكر بن طلحة من النحاة: صيغ المبالغة تتفاوت، ففعول لمن كثر منه الفعل، وفعّال لمن صار له كالصناعة. ومفعال لمن صار له كالآلة، وفعيل لمن صار له كالطبيعة، وفعل لمن صار له كالعادة والغفور أخص مطلقاً من العفوّ لأن الغفور يستر مع التجاوز لأنه مأخوذ من الغفر وهو الستر ومن لازمه التجاوز في الجملة، لأن عدمه يعدّ مؤاخذة والعفو يتجاوز وقد لا يستر لأنه مأخوذ من العفو وهو المحو، وذلك يصدق بترك المؤاخذة بالذنب بعد أن لا يستره. فكل عفوّ غفور ولا عكس. ويجوز أن يكون بينهما عموم من وجه لاشتراك الوصفين في من يستر الذنب ويمحوه فلا يؤاخذ به فيقال غفور عفوّ، وانفراد أحدهما عن الآخر فالذي يمحو بعد أن لا يستر هو العفوّ أو يستر ولا يمحو بل يؤاخذ سرّاً هو الغفور.

416-«الغني» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال تعالى: وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى وهو من الغنى مقصوراً على ثلاثة أضرب: أحدها: ارتفاع الحاجات وليس ذلك إلا لله تعالى: الثاني قلّتها المشار إليه
بقوله صلى الله عليه وسلم: «الغنى غنى النفس»
. والثالث: كثرة المال وهو المعنيّ بقوله تعالى: وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه: الذي لا يحتاج إلى شيء ويحتاج إليه كل شيء. قال الغزالي: ومعناه في الخلق: الذي لا حاجة له إلا إلى الله تعالى. وكذلك كان صلى الله عليه وسلم.

417-«الغوث» صلى الله عليه وآله وسلم :
النّصير الذي يستغاث به في الشدائد والمهمات ويستعان به في النوازل والملمّات.

418-«الغياث» صلى الله عليه وآله وسلم :
الغيث: المطر الكثير. وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة وقد استسقى صلى الله عليه وسلم فأمطروا لحينه بالمطر الجود العامّ. وقال فيه عمه أبو طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وسيأتي لهذا مزيد بيان في باب مثله صلى الله عليه وسلم ومثل ما بعثه الله به. والله تعالى أعلم.

حرف الفاء

419-«الفاتح» صلى الله عليه وآله وسلم :
تقدم ذكره في حديث أبي الطفيل رضي الله تعالى عنه وسيأتي في حديث الإسراء «وجعلني فاتحاً وخاتماً» .
وروى عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما بعثت فاتحاً وخاتماً وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه» .
قال «يا» «د» وهو مما سماه الله تعالى به من أسمائه فإنه منها كما قال: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ. وقال تعالى: ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ، وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ومعناه: الحاكم بين عباده، فإن الفتح بمعنى القضاء، أو الفاتح أبواب الرزق والرحمة والمنغلق من أمورهم عليهم، أو فاتح قلوبهم وبصائرهم للحق، أو ناصرهم. وسمي النبي صلى الله عليه وسلم فاتحاً لأنه حاكم في الخلق بحكم الله حاملهم على المحجّة البيضاء مانعهم من التعدي والظلم. أو الفاتح لبصائرهم بالهداية، والدلالة على الخير والناصر لهم. وقيل لأنه يفتح خطاب الرب تبارك وتعالى. وقيل لأنه المبتدئ في هداية هذه الأمة ففتح لهم باب العلم الذي كان قد انغلق عليهم، كما قال علي رضي الله تعالى عنه: «الفاتح لما استغلق» . الأثر السابق في اسمه:
«الرافع».
«ط» ويصح أن يكون صلى الله عليه وسلم فاتحاً لأنه فتح الرّسل بمعنى أنه أولهم في الخلق. أو فاتح الشّفعاء بقرينة اقترانه باسمه الخاتم، فيكون كاسمه الأول والآخر.
قلت: وكل هذه المعاني مجتمعة فيه صلى الله عليه وسلم.

420-«الفارق» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال «ع» : هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الزبور ومعناه: يفرق بين الحق والباطل وهو صيغة مبالغة. والفارق: اسم فاعل من الفرق وهو الفضل والإبانة.

421-«الفارقليط» صلى الله عليه وآله وسلم :
تقدم في حرف الباء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه من أسمائه صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة. وضبطه ثعلب بالفاء أوله وقال: معناه الذي يفرق بين الحق والباطل. وقال محمد بن حمزة الكرماني رحمه الله تعالى في غريب التفسير: أي ليس بمذموم. وضبطه أبو عبيد البكري بالباء الموحدة غير صافية فيه فقال: البارقليط ومعناه روح الحق.

422-«الفاضل» صلى الله عليه وآله وسلم:
الحسن الكامل العالم إذ الفضل يرد بمعنى العلم، قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا أي علماً. أو الكثير الفضيلة وهي الدرجة الرفيعة في الفضل ضد النقص.

423-«الفائق» صلى الله عليه وآله وسلم :
بالهمزة كقائد وصائن فأعلّ إعلالهما، لأن أصله فاوق فقلبت الواو ألفاً كما قلبت في ماضي فعله الذي هو اسم الفاعل محمول عليه في الإعلال لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم قلبت الألف همزة لقربها منها ولم تحذف لالتقاء الساكنين حذراً من الالتباس بالماضي، وتكتب مثل هذه الهمزة بصورة الياء ويرقم عليها بالهمزة ونقطها خطأ قبيح عند علماء الرسم، ولا ينطق بها إلا بَين بين وهو الخيار من كل شيء وفي الصحاح: يقال: فاق الرجل أقرانه يفوقهم أي علاهم بالشرف والفضل. وسمّي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه خيار الخلق وخيرة الخلق. أو لأنه أفضل الخلق نسباً وأكثرهم فضلاً وأدباً.

424-«الفتّاح» صلى الله عليه وآله وسلم:
بمعنى الفاتح إلا أنه أبلغ منه. أو الناصر. ومنه قوله تعالى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ أي النّصر. وهو من أسمائه تعالى. ومعناه. الذي لا يغلق وجوه النّعم بالعصيان ولا يترك اتصال الرحمة بالنسيان، أو الذي يفتح على النفوس باب توفيقه وعلى القلوب باب تحقيقه، أو الذي يفتح بعنايته كل مقفل ويكشف بهدايته ما أشكل.

425-«الفجر» صلى الله عليه وآله وسلم :
وهو مصدر في الأصل، وهو الصبح لأن فجر الليل أي شقّه، وأصل الفجر شقّ الشيء شقّاً واسعاً، يقال فجرته فانفجر. وفجرته فتفجر، ونقل القاضي عن ابن عطاء في قوله تعالى وَالْفَجْرِ وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم لأنه منه تفجر الإيمان.

426-«الفخر» صلى الله عليه وآله وسلم :
بالخاء المعجمة: العظيم الكبير.

427-«الفخم» صلى الله عليه وآله وسلم :
بالخاء المعجمة: العظيم الجليل.

428-«الفدغم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بالدال المهملة والغين المعجمة بوزن جعفر: الحسن الجميل والعظيم الجليل.

429-«الفرد» صلى الله عليه وآله وسلم :
المنفرد بصفاته الجميلة المتوحّد في خلقته الجليلة. وهو أخصّ من الواحد، الأخص من الوتر. لأنه الذي لا يختلط به غيره وجمعه فرادى.

430-«الفرط» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الراء.
في حديث في صحيح البخاري: «أنا فرطكم وأنا شهيد عليكم»
والفرط: الذي يسبق إلى الماء يهيئ للواردة الحوض ويستقي لهم، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً لمن تقدّم أصحابه يهيئ لهم ما يحتاجون إليه، كذا فسّره أبو عبيد، ويوافقه
رواية مسلم. «أنا الفرط على الحوض»
وقيل: معناه أنا أمامكم وأنتم ورائي، وهو صلى الله عليه وسلم يتقدم أمته شافعاً لهم.

431-«الفصيح» صلى الله عليه وآله وسلم:
فعيل من الفصاحة وهي لغة: البيان واصطلاحا خلوص الكلام من ضعف التأليف وتنافر الكلمات والتعقيد، وهذا باعتبار المعنى وأما باعتبار اللفظ فهو كونه على ألسنة الفصحاء الموثوق بعربيتهم وسيأتي في باب فصاحته صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بذلك.
432-«الفضل» صلى الله عليه وآله وسلم :
الإحسان سمي به صلى الله عليه وسلم لأنه فضل الله تعالى ومنّته على هذه الأمة بل وعلى غيرها. أو الفاضل أي الشريف الكامل.

433-«فضل الله» صلى الله عليه وآله وسلم:
حكى الماوردي رحمه الله في قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا أقوالاً: أحدها: أنه هو النبي صلى الله عليه وسلم.

434-«الفطن» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بكسر الطاء المهملة: الحاذق مأخوذ من الفطنة، وهي كما قيل الفهم بطريق الفيض، أو بدون اكتساب.
435-«الفلاح» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال «ع» هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الزبور، وتفسيره يمحق الله به الباطل «ط» : وكأنه غير عربي إذ الفلاح في اللغة: الفوز والنجاح، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: ليس في كلام العرب كلمة أجمع للخير من لفظ الفلاح ولا يبعد أن يكون هو اللفظ العربي. وسمي صلى الله عليه وسلم به لما جمع فيه من خصال الخير التي لم تجمع في غيره. أو لأنه سبب الفلاح.
436-«الفهم» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» ككتف: السريع الفهم وهو علم الشيء وعرفانه بالقلب، هذا حده لغة، وأما حده في الاصطلاح فهو كما نقل عن كتاب «البصائر» لابن سهلان: جودة تهيئ الذهن الذي هو قوة للنفس معدة لاكتساب الآراء لتصوّر ما يرد عليها من غيرها، كما أن الكفر:
حركة الذهن في المبادئ لتصير منها إلى المطالب، والحدس جودة حركته إلى اقتناص الحد الأوسط من تلقاء النفس، والذكاء: شدة استعداد هذه القوة لذلك، أو الفهم المدرك لدقائق المعاني والمزيل لقناع المشكلات عن وجه المباني فواتح الفوز.

437-«فاتح الكنوز» صلى الله عليه وآله وسلم.

438-«فئة المسلمين» صلى الله عليه وآله وسلم
:
ذكره شيخنا وبيّض له. وكأنه أخذه من
حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان في سرية قال: فحاص الناس حيصة فكنت ممن حاص، فلما برزنا قلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة أقمنا وإن كان غير ذلك ذهبنا. فجلسنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فلما خرج إلينا قمنا إليه فقبّلنا يديه فقلنا: نحن الفرّارون يا رسول الله. فقال: «بل أنتم العكارون» . فقلنا: إنا قد فررنا من الزحف. فقال: «أنا فئة المسلمين» .
رواه أبو داود والترمذي وحسنه النسائي.
والعكّارون: الكرارون إلى القتال والعاطفون نحوه.
قال الخطابي رحمه الله تعالى: يمهد بذلك عذرهم، وهو تأويل قوله تعالى: أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ والله تعالى أعلم.

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /492- 496)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 09, 2021 4:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف القاف

439-«القاري» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» ، الكريم الجواد، اسم فاعل من القرى بكسر القاف مع القصر. وبالفتح مع المد، وهو البذل للأضياف.
روى الشيخان في حديث بدء الوحي: «كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف» والمعنى كما قال العلماء: إنه لا يصيبه مكروه لما جمع الله تعالى فيه من هذه الصفات الحميدة الدالة على مكارم الشّيم وحسن الشمائل.
440-«القاسم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ع د عا» الذي يقسم الأمور في جهاتها والمعطي. اسم فاعل من القسم وهو العطاء.
روى البخاري حديث: «إنما أنا قاسم والله المعطي» .

441-«القاضي» صلى الله عليه وآله وسلم:
الحاكم، اسم فاعل من القضاء وهو فصل الأمر وبتّه. وسمي صلى الله عليه وسلم به لأن من خصائصه صلى الله عليه وسلم إنه كان له أن يقضي بغير دعوى ولا بيّنة كما قال ابن دحية واستدل بحديث رواه مسلم. وكان له صلى الله عليه وسلم أن يحكم لنفسه ولولده ويقبل شهادة من شهد له كما في قصة خزيمة. ولا يكره في حقه القضاء ولا الإفتاء في حال غضبه لأنه لا يخاف عليه من الغضب كما يخاف على غيره، لعصمته من الشيطان.

442-«القانت» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» الطائع اسم فاعل من القنوت، وهو لزوم الطاعة مع الخضوع أو الخاشع أو طويل القيام في صلاته.

443-«القائد» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» بالهمز: الذي يقود الناس أي يقدمهم فيسلك بهم طريق الهدى ويعدل بهم عن سبيل الردى.
وفي الترمذي عن أنس رضي الله تعالى عنه مرفوعاً «وأنا قائدهم إذا فزعوا» .

444-«قائد الغرّ المحجّلين» صلى الله عليه وآله وسلم
«يا» «عا» الغرّ: جمع أغرّ وهو من الخيل الذي له غرّة أي بياض في جبهته. والمحجّل: الذي به التحجيل وهو بياض في القوائم والمراد بهم أمته وهو قائدهم إلى الجنة.
روى الشيخان حديث «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء»
ولهذا مزيد بسط في الخصائص.

445-«قائد الخير» صلى الله عليه وآله وسلم:
أخذه «ط» من حديث ابن ماجة السابق في «الإمام» ومعناه أنه يقود الخير ويجلبه إلى أمته أو يقودهم إليه ويدلهم عليه.

446-«القائل» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» الحاكم لأنه ينفذ قوله. أو المحب بالحاء المهملة والباء الموحدة، من قال بالشيء أي أحبه واختص به.

447-«القائم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«خا» يأتي في القيم.

448-«القتّال» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى ابن فارس عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: اسم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة: «أحمد الضّحوك القتّال» الحديث ابن فارس: وإنما سمي صلى الله عليه وسلم به لحرصه على الجهاد ومسارعته إلى القراع وقلة إحجامه.

449-«القتول» صلى الله عليه وآله وسلم
«خا» .
450-«قثم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بضم القاف وفتح المثلثة:
روي الإمام أبو إسحاق الحربي رحمه الله تعالى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني ملك فقال: أنت قُثَم وخلقك قيم ونفسك مطمئنة»
قال ابن دحية في اشتقاقه معنيان أحدهما: أنه من القثم وهو الإعطاء، يقال قثم له من العطاء إذا أعطى فسمي النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك لجوده وعطائه.
الثاني: أنه من القثم وهو الجمع يقال للرجل الجموع للخير قثوم وقثم. وقد كان صلى الله عليه وسلم جامعا لخصال الخير والفضائل كلها.

451-«قثوم» صلى الله عليه وآله وسلم
«خا» تقدم في الذي قبله.

452-«قدم صدق» صلى الله عليه وآله وسلم :
في الصحيح عن زيد بن أسلم في قوله تعالى: أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن مردويه عن علي رضي الله تعالى عنه في الآية قال: محمد صلّى الله عليه وسلم شفيع لهم. وروى أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه مثله. ونقله «يا» عن الحسن وقتادة.
وقال القشيريّ رحمه الله تعالى: سابقة رحمة لهم أودعها في محمد صلى الله عليه وسلم.
والقدم: الجارحة. يذكّر ويؤنث، والمراد بها هنا السابقة في الخير والفضل ورفعة المحل وفي إضافته إلى الصدق دلالة على زيادة الفضل والشرف وأنه من السوابق العظيمة وإنما سميت السابقة قدماً لكونها يسعى ويستبق إلى الخير بها، كما سميت النعمة يداً لأنها يعطى بها.

453-«قدمايا» صلى الله عليه وآله وسلم:
هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في التوراة. كما سبق في «أخرايا» ، ومعناه الأول السابق.

454-«القرشيّ» صلى الله عليه وآله وسلم :
«د» نسبة إلى قريش. وتقدم الكلام على ذلك في النسب الشريف.

455-«القريب» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» : الداني من الله تعالى. قال الله عز وجل: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أي دنا من ربه تبارك وتعالى حتى إنه صار في القرب منه كقرب الواحد من الآخر بقدر قاب قوسين أو أقل من ذلك، وإلا فالله سبحانه وتعالى منزّه عن المكان. وسيأتي الكلام على هذه الآية في باب المعراج.
أو القريب من الناس لتواضعه. والقرب على قسمين: أحدهما قرب العبد من ربه وهو التقرب إليه بطاعته والاتصاف في كل الأوقات بعبادته. وقيل قربه بإيمانه وتصديقه ثم بإحسانه وتحقيقه، الثاني: قرب الحق من الخلق وهو ما يخصهم به في الدنيا من العرفان وفي الآخرة ما يكرمهم به من الشهود والعيان، وسئل عبد الله بن حنيف رحمه الله تعالى عن القرب فقال:
قربك منه بملازمة الموافقات، وقربه منك بدوام التوفيق، وهو من أسمائه تعالى قال تعالى:
وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أي قريب منهم بالعلم لا يخفى عليه شيء من أحوالهم.

456-«القسم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» .
457-«القطب» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بالضم: سيد القوم وملاك أمورهم ومدار حوائجهم وجمعه أقطاب وقطوب وقطبة كعنبة.
458-«القمر» صلى الله عليه وآله وسلم:
«خا» «عا» الكوكب المعروف، وإنما يسمى بذلك إذا امتلأ ومضى عليه ثلاث ليال لأنه يقمر ضوؤه ضوء الكواكب حينئذ ويفوز.
وقبل ذلك يسمّى هلالاً. وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه جلا ظلمة الكفر بنور الهداية. وفي قصص الكسائي: أن الله تعالى قال لموسى عليه الصلاة والسلام أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو البحر الزاخر والقمر الباهر.

459-«القويّ» صلى الله عليه وآله وسلم:
من الصفات المشبهة الشديد التمكن. قال تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ قيل: النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: جبريل عليه الصلاة والسلام وهو من أسمائه تعالى. قال في أنوار التنزيل: القوة تطلق على معان مترتبة أدناها الإمكان وأقصاها القدرة التامة، والله تعالى
قادرٌ له قدرة.
460-«القيّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
بالمثناة التحتية قال «يا» :
روي في حديث «وأنا قيّم»
والقيم: الجامع الكامل.
كذا وجدته ولم أروه وأرى أن صوابه قثم بالمثلثة، وهو أشبه بالتفسير لكن في كتب الأنبياء أن داود عليه الصلاة والسلام قال: اللهم ابعث لنا محمداً يقيم السنة بعد الفترة. وقد يكون القيّم بمعناه «ط» . وذكر الآمديّ رحمه الله تعالى أن جريبة، - وهو بجيم مضمومة فراء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فباء موحدة مفتوحة مصغر-، ابن اللثيم الأسدي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال:
بدّلت ديناً غير دينٍ قد يذمّ ... كنت من الذّنب كأنّي في ظلم
يا قيّم الدّين أقمنا نستقم ... فإن أصادف مأثماً فلن أثم
والقيّم من أسمائه تعالى، كما في حديث: «أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن» «د» وهو بمعنى القائم. «عا» : والقيم أبلغ من قائم. والفرق بينه وبين القيّوم والقيّام: أنهما يختصان به تعالى لما فيهما من الأبلغية ولا يستعملان في غير المدح بخلاف القيّم والله تعالى أعلم.

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /496-499)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 13, 2021 4:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

حرف الكاف

461-«الكافّ» صلى الله عليه وآله وسلم:
بتشديد الفاء. قال ابن عساكر: قيل معناه الذي أرسل إلى الناس كافة. وهذا ليس بصحيح لأن كافة لا يتصرف منه فعل فيكون اسم فاعل. وإنما معناه الذي كفّ الناس عن المعاصي.

462-«الكافة» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» : الجامع المحيط. والهاء فيه للمبالغة وأصله اسم فاعل من الكفّ وهو المنع وقيل مصدر كالعاقبة قال تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ قال الزمخشري: يعني إلا إرسالةً عامة محيطة بهم، لأنها إذا اشتملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد ولهذا مزيد بيان في الخصائص.

463-«الكافي» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» اسم فاعل من الكفاية وهو سدّ الخلّة وبلوغ المراد في الأمر.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه سدّ خلّة أمته بالشفاعة يوم الحساب، وبلّغهم مرادهم فيما أمّلوه من النصر على الأحزاب، أو لأنه كفي شرّ أعدائه من المشركين، كما قال تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فيكون المراد بالكافي المكفي بفتح الميم وهو سائغ، لأنه قد يرد اسم فاعل بمعنى المفعول، نحو: ماء دافق وعيشة راضية. بمعنى: مدفوق ومرضية. وإن كان مؤوّلاً عند بعضهم بالحمل على النسب أي منسوبة إلى الرضا كالزارع والنابل أي يجعل إسناد الفعل لها مجازاً أي راضٍ أهلها.

464-«الكامل» صلى الله عليه وآله وسلم :
التام خلقاً وخلقاً.
465-«الكثير الصمت» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» : أي القليل الكلام فيما لا يجدي نفعاً وسيأتي في صفاته المعنوية صلى الله عليه وسلم.

466-«الكريم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«يا» : الجواد المعطي. أو الجامع لأنواع الخير والشرف. أو الذي أكرم نفسه أي طهّرها عن التدنيس بشيء من المخالفات وتقدم أن أحد القولين في قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ أنه النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام. وعلى هذا فليس في ذلك مع قوله: وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ما يقتضي تقاصر رتبته صلى الله عليه وسلم عن مرتبة جبريل خلافاً لما زعمه الزمخشري، لأن المراد بسلب تلك عنه: الرد على من زعم ثبوتها له من المعاندين لا بيان تفاوت المرتبتين.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه: المتفضل. وقيل العفوّ. وقيل العليّ. وقيل: الكثير الخير، والمعاني صحيحة في حقه صلى الله عليه وسلم.

467-«الكفيل» صلى الله عليه وآله وسلم :
السيد المتكفل بأمور قومه وإصلاح شأنهم. فعيل من الكفالة وهي الضمان، وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه متكفّل لأمته بالفوز والنجاة بما ادخره لهم من الشفاعة أو بمعنى مفعول كالجريح والكحيل.
وسمي به صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى تكفّل له بالنصر والظّفر. أو بمعنى الكفل وزن طفل. وهو الرحمة والنعمة سمي به صلى الله عليه وسلم لأنه رحمة للخلق ونعمة من الحق.

468-«كنديدة» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال «د» هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الزبور.

469-«الكنز» صلى الله عليه وآله وسلم:
في الأصل المال أو الشيء النفيس. وسمي بذلك صلى الله عليه وسلم لنفاسته، أو لأنه حصل لنا به السعادة الدنيوية والأخروية.

470-«كهيعص» صلى الله عليه وآله وسلم:
ذكره «د» . في أسمائه صلى الله عليه وسلم. وذكره غيره في أسماء الله تعالى. وقد بسطت القول على ذلك في «القول الجامع» .
471-«الكوكب» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» سيد القوم وفارسهم، أو النجم المعروف، وسمّي به صلى الله عليه وسلم لوضوح شرعته وسموّ ملته.

حرف اللام


472-«اللبيب» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» صفة مشبهة من لبب أي فطن وهو العاقل الفطن والذكي الفهم.
473-«اللسان» صلى الله عليه وآله وسلم:
«دعا» في الأصل المقول. ويطلق على الرسالة وعلى المتكلم عن القوم وهو المراد هنا، يذكّر ويؤنث، وجمعه ألسنة وألسن ولسن بضمتين، واللسن بالفتح: الفصاحة والبلاغة، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه لشدة بلاغته وفصاحته كان مجموعة لسان.
وحكى بعضهم أن المراد باللسان في قول السيد إبراهيم صلى الله عليه وسلم: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ هو محمد صلى الله عليه وسلم. والمعنى إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن يجعل من ذريته من يقوم بالحق ويدل عليه فأجيبت دعوته بمحمد صلى الله عليه وسلم.

474-«اللسن» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» بوزن كتف الفصيح البليغ المصقع.

475-«اللوذعي» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بذال معجمة فعين مهملة: الذكي الفصيح الحديد الذّهن، كأنه يلذع بالنار من توقد ذكائه. وتقدم في الحلاحل.
476-«الليث» صلى الله عليه وآله وسلم:
بالمثلثة: الشديد القوي أو السيد الشجاع أو اللسن البليغ. والله تعالى أعلم.


سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (499- 501)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 15, 2021 3:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
حرف الميم

477-«المؤتمن»صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الميم الثانية الذي يؤتمن لأمانته ويرغب في ديانته اسم مفعول من الائتمان وهو الاستحفاظ. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه حافظ للوحي مؤتمن عليه، أو على هذه الأمة أي شاهد عليها.
478-«المؤمّل»صلى الله عليه وآله وسلم :
بفتح الميم أي المرجوّ خيره..
479-«المؤمّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بالهمزة: المقصود الذي يؤمّ كل راجٍ حماه لغة في الميمّم بالياء.

480-«المؤيّد» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح التحتية: المنصور، اسم مفعول من أيّدته تأييداً إذا قويّته وأعنته قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.
481-«المؤيّد»صلى الله عليه وآله وسلم
بكسر المثناة: الناصر أو القوي أو الشديد.
482-«الماء المعين» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الميم وهو الطاهر الجاري على وجه الأرض، فعيل: بمعنى فاعل.

483-«المأمون»صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» بالهمز اسم مفعول من الائتمان وهو الاستحفاظ الذي يوثق به لأمانته في ديانته. وإنما سمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه لا يخاف منه شر.

484-«المؤمن»صلى الله عليه وآله وسلم :
بالهمز وبإبدال همزته واواً تخفيفاً بسكونها بعد ضمة، وهي لغة أهل الحجاز، وبها قرأ ورش والسّوسيّ عن أبي عمرو. والهمز لغة تميم وهو المتّصف بالإيمان، قال تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ أي يصدق، والإيمان مأخوذ من الأمن، لأن المؤمن يأمن العقاب في الدنيا والعذاب في الآخرة.
485-«الماجد»صلى الله عليه وآله وسلم :
المفضال الكثير الجود، أو الحسن الخلق السمح، أو الشريف. اسم فاعل من المجد وهو سعة الشرف وكثرة الفوائد. وأصله من قولهم مجدت الإبل: أي أصابت روضة أنقاً خصبة فأمجدها الراعي. قال إياس بن سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه:
سمح الخليقة ماجدٌ وكلامه ... حقٌّ وفيه رحمةٌ ونكال
وهو من أسمائه تعالى قال الغزالي رحمه الله تعالى: الماجد والمجيد: هو الشريف لذاته الحميد فعاله الجزيل عطاؤه، فهو جمع بين الجليل والوهاب والكريم.

486-الماحي صلى الله عليه وآله وسلم:
تقدم
في حديث جبير في الباب الثاني «وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر»
قال القاضي: أي من مكة وبلاد العرب وما زوي له من الأرض ووعد أنه يبلغه ملك أمته، ويكون المحو: بمعنى الظهور والغلبة كما قال تعالى: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وفي طريق أخرى
عن جبير رواها الحاكم والبيهقي وإسنادها حسن متصل خلافاً لابن دحية، «وأنا ماحي»
فإنه صلى الله عليه وسلم محا سيئات من اتبعه.

487-«ماذ ماذ» صلى الله عليه وآله وسلم:
هو اسمه صلّى الله عليه وسلم في الكتب السالفة، ومعناه طيّب طيب، وضبطه الإمام الشّمنيّ رحمه الله تعالى بفتح الميم وألف غير مهموزة وذال معجمة.
488-«المانح»صلى الله عليه وآله وسلم :
المعطي اسم فاعل من منح، إذا أعطى الجزيل وأولى الجميل.

489-«المانع»صلى الله عليه وآله وسلم :
الذي يمنع أهل الطاعة من الأعداء ويحوطهم وينصرهم، وهو من أسمائه تعالى، ومعناه الذي يمنع أسباب الهلاك والنقصان في الأديان والأبدان بما يلحقه من الأسباب المعدة للحفظ. أو يحرم من لا يستحق العطاء لقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم لا مانع كما أعطيت ولا معطي لما منعت» فمنعه سبحانه وتعالى حكمة، وإعطاؤه جود ورحمة.
490-«المبارك» صلى الله عليه وآله وسلم:
العظيم البركة وهي الزيادة والنمو. وقيل: البركة لفظ جامع لأنواع الخير، ومنه قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ أي جامعة لأصناف الخير. وقال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:
صلى الإله ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد
وقال عباس بن مرداس رضي الله تعالى عنه:
فآمنت بالله الذي أنا عبده ... وخالفت من أمسى يريد المهالكا
ووجهت وجهي نحو مكة قاصدا ... وبايعت بين الأخشبين المباركا
نبيٌّ أتانا بعد عيسى بناطقٍ ... من الحق فيه الفضل منه كذلكا

«ع» وإنما سمي صلى الله عليه وسلم بذلك لما جعل الله تعالى في حاله من البركة والثواب وفي أصحابه من فضائل الأعمال. وفي أمته من زيادة القدر على الأمم. وفي تفسير قوله تعالى عن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ أي نفّاعاً للناس.

491-«المبرّأ» صلى الله عليه وآله وسلم:
المنزّه المبعد عن كل وصف ذميم. ولهذا مزيد بيان في باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم.

492-«المبتهل»صلى الله عليه وآله وسلم:
المتضرع المتذلّل: اسم فاعل من الابتهال وهو التضرّع قال الله تعالى:
فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ أي نتباهل بأن نقول: بهلة الله على الكاذبين منكم، والبهلة بالفتح والضم: اللعنة، وبهله الله: لعنه، من أبهله إذا أهمله، هذا هو الأصل في كل دعاء بما يجتهد فيه وإن لم يكن التعاناً.
493-«المبشّر» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من البشارة وهي الخبر السارّ. وأما قوله تعالى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ فهو. بمعنى أنذرهم، استعيرت البشارة التي هي الإخبار بما يظهر سروراً في المخبر به للإنذار الذي هو ضدها بإدخال الإنذار في جنس البشارة على سبيل التهكّم والاستهزاء. وتقدم الكلام على ذلك في البشير.

494-«المبعوث بالحق»صلى الله عليه وآله وسلم :
أي المرسل به اسم مفعول من البعث وهو الإرسال. وأصله إثارة الشيء وتوجيهه، وبعث صلى الله عليه وسلم للخلق كافة، كما سيأتي في الخصائص أن شاء الله تعالى.
495-«المبلّغ» صلى الله عليه وآله وسلم:
الذي يؤدي الرسالة كما أمر، اسم فاعل من بلّغ الرسالة إذا أداها، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ.

496-«المبيح»صلى الله عليه وآله وسلم :
الذي أباح لأمته ما حرّم على الأمم السابقة. كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.

497-المبيّن صلى الله عليه وآله وسلم:
بتشديد التحتية: اسم فاعل من التبيين وهو الإظهار قال تعالى: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ.

498-«المتبتّل»صلى الله عليه وآله وسلم :
«ط» «عا» المخلص المنقطع إلى الله تعالى بعبادته. اسم فاعل من التبتل وهو الإخلاص والانقطاع إلى الله تعالى، قال تعالى: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا أي أخلص له العبادة. وأما
قوله صلى الله عليه وسلم: «لا رَهبانيّة ولا تبتّل في الإسلام»
فالمراد به الانقطاع والرغبة عن النكاح. ومنه قيل لمريم: البتول.

499-«المتبسّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» «عا» اسم فاعل من التبسم وهو البشاشة. وسمّي صلى الله عليه وسلم به لأنه كان يلقى الناس بالبشر، وطلاقة الوجه من حسن العشرة ولهذا مزيد بيان في باب ضحكه وتبسّمه صلى الله عليه وسلم.

500«المتَّبع»صلى الله عليه وآله وسلم
«ط» «عا» اسم مفعول من الاتباع وهو الذي يتبعه غيره أي يقتدي به في أقواله وأفعاله، قال الله تعالى: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ أمرنا الله تبارك وتعالى باتباعه صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في أقواله وأفعاله فوجب علينا إتباعه في ذلك في أقواله فإنه لا ينطق عن الهوى وأفعاله فإنه لا يصدر منه محرّم لعصمته. ولا مكروه لندرته من غيره من أهل الكمال فكيف به منه. بل قيل: لا يتصور وقوع المكروه منه أيضاً لأنه فعل ما هو مكروه في حقنا أو خلاف الأولى كوضوئه صلى الله عليه وسلم مرةً مرة فذلك لبيان الجواز.
وقد حكى الإمام النوويّ عن العلماء أن وضوءه صلى الله عليه وسلم على تلك الصفة أفضل في حقّه من التثليث.

501-«المتربّص»صلى الله عليه وآله وسلم :
ذكره الإمام شمس الدين البرماوي- رحمه الله تعالى- في رجال العمدة أخذاً من قوله تعالى، آمراً له أن يقول للكفار: تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ أي انتظروا حصول ما تتمنونه لي فإني منتظر ما وعدني ربي من النصر عليكم والظّفر بكم.
502-«المترحّم»صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من ترحم.
503-«المتضرّع في الدعاءِ»صلى الله عليه وآله وسلم :
الخاضع لله وتقدم في الضارع.

504-«المتقن»صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من الإتقان وهو إحكام الأمور أو الحاذق اللبيب والفطن الأريب، يقال أتقن الشيء فهو متقن وتقن بكسر القاف أي حاذق.
505-«المتّقي»صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من اتقى. وقد تقدم الكلام على التقوى في اسمه الأتقى.
506-«المتلُوّ»صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» اسم مفعول من التلوّ وهو المتابعة لأنه يتّبع ويقتدى به.

507-«المتلو عليه»صلى الله عليه وآله وسلم :
من التلاوة، لأن جبريل كان يتلو عليه القرآن ويدارسه به.

508-«المتمكّن»صلى الله عليه وآله وسلم:
وجد مكتوباً على حجر في البيت في الهدمة الأولى فيه: «عبدي المنتخب المتمكّن المنيب المختار» ، ومعنى المتمكن: المستمكن في الأرض الذي أطاعه الناس واتبعوه وظهر دينه واشتهر. والتمكن صفة أهل الحقائق، والتكوين صفة أرباب الأحوال، فما دام العبد في الطريق فهو صاحب تكوين لأنه يرتقي من حال إلى حال، فإذا وصل تمكّن.
قال الأستاذ أبو علي الدقاق- رحمه الله تعالى-: كان موسى عليه الصلاة والسلام صاحب تكوين فرجع من سماع الكلام وأثر فيه الحال قال تعالى: وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب تمكين فرجع بعد أن وصل ولم يؤثر فيه ما شاهد، قال تعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى.

509-«المتمّم لمكارم الأخلاق»صلى الله عليه وآله وسلم :
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه-
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق»
وهي من جملة الدين، والمكارم:
جمع مكرمة بضم الراء، والأخلاق جمع خلق بضمتين وهي السجيّة.

510-«المتمّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
مبنياً للمفعول: المكمّل خلقاً وخلقاً.
511-«المتهجّد»صلى الله عليه وآله وسلم :
قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ وسيأتي الكلام عليه في أبواب عبادته.

512-«المتوسط»صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» المتردّد في الشفاعة بين الله تعالى وبين الأمة.

513-«المتوكّل» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وهو من أسمائه في التوراة كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما-. قال الإمام الشافعي- رضي الله تعالى عنه-: نزه الله تعالى نبيّه ورفع قدره بهذه الآية لأن الناس في التوكل على أحوال: متوكّل على نفسه أو على أهله أو على جاهه أو على سلطانه أو على صناعته أو على غلّته أو على الناس. وكل منهم متوكل مستند إلى حيّ يموت وإلى ذاهب ينقطع، فنزه الله تعالى نبيه عن ذلك كله وأمره بالتوكل عليه، وقال النّخشبي- وهو بنون مفتوحة فخاء ساكنة فشين مفتوحة معجمتين فباء موحّدة فياء نسب: التوكل: طرح البدن في العبودية، وتعلّق القلب بالربوبية، والطمأنينة بالله، فإن أعطاه شكر، وإن منعه صبر. وقيل: الثقة بالله تعالى والإيقان بقضائه لكن يجوز السّعي فيما لا بد منه تأسّياً بالسّنة.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري: التوكل محلّه القلب، والحركة بالظاهر لا تنافيه بعد أن تحقّق أن الكل من الله تعالى، فإن تعسّر شيء فبتدبيره وإن تيسّر شيء فبتيسيره.
وحكي أن إبراهيم بن أدهم سأل شقيقا البلخي عن مبدأ أمره فقال: رأيت في بعض الخلوات طائرا مكسور الجناحين فأتاه طائر صحيح الجناحين بجراده في منقاره فأطعمه إياها، فتركت التكسّب واشتغلت بالعبادة، فقال إبراهيم: ولم لا تكون أنت الطائر الصحيح الذي أطعم الطائر العليل حتى تكون أفضل منه؟!
قال صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى»
.
514-«المتين»صلى الله عليه وآله وسلم :
«حا» «عا» القويّ الشديد ومنه حبل متين. وهو من أسمائه تعالى ومعناه القويّ السلطان البالغ أقصى مراتب القدرة والإمكان.
515-«المثبّت» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بفتح الموحدة مبنيا للمفعول من الثبات وهو التمكن والاستقرار. قال الله تعالى: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ وسمي بذلك لأن الله تعالى ثبّت قلبه على دينه.
516-«المثبِّت»صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» بكسر الباء مبنيّاً للفاعل المثبت لمن اتبعه على دينه المجاب «خا» المعطى سؤله.

517-«المجادل»صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» : المحكم المتقن للأمور أو المحاجج اسم فاعل من الجدال وهو المعارضة في القول على سبيل المنازعة والمغالبة لإظهار الحجة. وأصل الجدال الإحكام، ومنه جدلت الحبل والبناء إذا أحكمت صنعهما قال تعالى: وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي بأحسن أطرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف.

518-«المجاهد»صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الجهاد. قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ أي جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالاحتجاج أو بإقامة الحدود أو بإفشاء أسرارهم.

519-«المجتبى» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم مفعول من الاجتباء وهو الاصطفاء. قال في الصحاح: اجتباه:
اصطفاه.

520-«المجتهد» صلى الله عليه وآله وسلم:
المجدّ في الطاعة أو من قام به الاجتهاد. وهو بذل الوسع في طلب أمرٍ يقصد، افتعال من الجهد والطاقة.

521-«المجيب» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من أجاب.

522-«المجير» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من أجار، أي أنقذ من استجار به وأغاث من استغاث به.

523-«المجيد» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الميم وكسر الجيم: الرفيع القدر العالي البركة، أو الكريم الشريف الفعال. فعيل بمعنى فاعل من المجد ونيل الشّرف، يقال مجد كنصر وكرم مجداً ومجادةً فهو ماجدٌ ومجيد. وهو من أسمائه تعالى، ومعناه: الكريم الجميل الفعال الكثير الأفضال، أو الذي لا يشارك في أوصاف جماله ولا يضاهى في علوّ شأنه.

524-«المحجّة» صلى الله عليه وآله وسلم:
جادة الطريق، مفعلة من الحجّ وهو القصد، والميم زائدة، وجمعه المحاجّ. وسمّي بذلك صلى الله عليه وسلم لأن الناس تقصده.

525-«المحرّض»صلى الله عليه وآله وسلم :
بكسر الراء المشددة فضاد معجمة: المحض على القتال والجهاد أو العبادة، أي المحثّ على ذلك، قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ.
526-«المحرِّم للظّلم»صلى الله عليه وآله وسلم :
وهو مجاوزة الحق ولهذا مزيد بيان يأتي.

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1/ 501 -506)

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 21, 2021 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

527-«المحفوظ» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم مفعول من الحفظ. وسمّي به لأنه محفوظ من الشيطان.
روى البخاري عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقال: «إن الشيطان عرض لي فشدّ عليّ ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه» .
وفيه دليل على حفظه منه.
فإن قيل: لم سلط عليه الشيطان أولاً، وهلاّ كان إذا سلك عليه الصلاة والسلام طريقاً هرب الشيطان منه كما وقع لعمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، فقد
روى الشيخان عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: «ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجّاً إلا سلك فجا غيره»
.
الجواب: أنه لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوماً من الشيطان ومكره ومحفوظاً من كيده وغدره آمناً من وسواسه وشره كان اجتماعه به وهربه منه سيّان في حقه صلى الله عليه وسلم. ولما لم يبلغ عمر- رضي الله تعالى عنه- هذه الرتبة العليّة والمنزلة السنيّة كان هرب الشيطان منه أولى في حقه وأيقن لزيادة حفظه وأمكن لدفع شره، على أن يجوز أن يحمل الشيطان الذي كان يهرب من عمر غير قرينه أما قرينه فكان لا يهرب منه بل لا يفارقه لأنه وكّل به كغيره.

528-«المحكّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بفتح الكاف المشددة: الحاكم وهو القاضي. قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي يرضوا بحكمك لهم وعليهم.

529-«المحرم» صلى الله عليه وآله وسلم :
مبيّن الحرام وهو ما نهى الله عنه ولم يرخص فيه.
530-«المحلّل» صلى الله عليه وآله وسلم:
شارع الحلال وهو ما أذن في تناوله شرعاً.
531-«المحمود» صلى الله عليه وآله وسلم :
«يا» «د» «ع» هو المستحق لأن يحمد لكثرة خصاله الحميدة. قال حسان بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- يرثيه:
فأصبح محمودا إلى الله راجعا ... يبكيه حق المرسلات ويحمد
وهو من أسمائه تعالى قال حسان أيضاً:
وشقّ له من اسمه ليجلّه ... فذو العرش محمودٌ وهذا محمّد

532-«المحيد» صلى الله عليه وآله وسلم:
من حاد عن الشيء إذا عدل عنه، وسمّي بذلك لأنه حاد عن الباطل واتبع الحق. أو من أحاد لأنه عدل بأمته إلى جادّة الطريق المستقيم وسلك سبيل الدين القويم.

533-«المخبت» صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» تقدم في الأوّاه. وفي الصحاح: الإخبات الخشوع والتواضع.

534-«المخبر» صلى الله عليه وآله وسلم :
«د» المبلّغ عن الله ما أوحى إليه.

535-«المختار» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم مفعول من الاختيار وهو الاصطفاء كما في الصّحاح. روى الدارمي عن كعب الأحبار قال في السّفر الأول: محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة.

536-«المختص» صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم مفعول من الاختصاص بالشيء وهو الإيثار به، وسمي بذلك لأن الله تعالى اختصه لنفسه واستأثر به على خلقه، ويجوز أن يراد به اسم الفاعل، وسمي به لأنه اختص بملازمته عبادة ربه واستأثر بزيادة حبه وقربه.

537-«المختصّ بالقرآن» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» المستأثر به على غيره، يقال اختصه الله بكذا واختص نفسه بكذا فهو مختص فيهما. والقرآن في الأصل مصدر نحو كفران ورجحان سمي بذلك من بين كتب الله لكونه جامعاً لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار إليه بقوله:
وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وقوله: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وقد خصّ بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وصار له كالعلم، كما أن التوراة لما أنزل على موسى والإنجيل لما أنزل على عيسى عليهما الصلاة والسلام. والقرآن: ضم بعض الحروف والكلمات إلى بعض في الترتيل.
وليس يقال ذلك لكل جمع، لا يقال قرأت القوم إذا جمعتهم.

538-«المختص بآيٍ لا تنقطع» صلى الله عليه وآله وسلم :
الآي: جمع آية وهي العلامة والمراد بها المعجزة لأن منها القرآن، والمعنى أن آياته لا تبيد ولا تنقطع بل هي باقية إلى يوم القيامة تتجدّد ولا تضمحل لأن منها القرآن وهو باق إلى آخر الدهر بخلاف معجزات سائر الأنبياء صلّى الله عليهم وسلم فإنها انقرضت بانقراضهم، ولهذا مزيد بسط في المعجزات.

539-«المختّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم مفعول من تختّم إذا اتخذ خاتماً، وسيأتي لهذا مزيد بيان في أبواب زينته. أو الذي ختم عليه بخاتم النبوة كما سيأتي بيانه في صفات جسده الشريف.

540-«المخصوص بالعزّ» صلى الله عليه وآله وسلم .

541-«المخصوص بالمجد» صلى الله عليه وآله وسلم.
542-«المخضم» صلى الله عليه وآله وسلم
«عا» بضاد معجمة بوزن منبر: السيد الشريف العظيم المنيف.

543-«المخلص» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» الصادق في عبادته الذي ترك الرياء في طاعة الله تعالى، اسم فاعل من الإخلاص وهو الصدق وترك الرياء. قال الله تعالى: قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي قال الأستاذ أبو القاسم القشيري- رحمه الله تعالى-: الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد، أو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. والفرق بينه وبين الصدق أو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. والفرق بينه وبين الصدق أنه التنقّي عن مطالعة النفس. والإخلاص: التوقّي عن ملاحظة الخلق. والمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له.

544-«المدثّر» صلى الله عليه وآله وسلم:
قال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
روى الشيخان عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: «بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسّي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت دثروني دثروني»
. وفي لفظ:
زمّلوني زمّلوني فانزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وهو اسم مشتق من الحالة التي كان عليها حين النزول. والمدثر: المتلفّف في الدثار وهو الثياب وأصله المتدثر لأنه من تدثّر فقلبت التاء دالاً وأدغمت. قال أبو القاسم بن الورد: وإنما نزل: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ عقب قوله «زملوني» لأجل أن هذا التزمل أريد به الدثار من البرد الذي يعتري الروع لأنه كالمحموم مخاطبة بالمعنى المطلوب من تزمل أي يا أيها المزمل المدثر دع هذا الدّثار وخذ في الإنذار تأنيباً له من ذلك الروع وتنشيطاً على فعل ما أمر به. كما تقول لمن أرسلته في حاجة فتخوّف وجلس في بيته: يا أيها المتخوّف امض فيما وجّهتك. ولو قلت: يا أيها الجالس في بيته لاستقام لكن بدأه بالمعنى الذي من أجله جلس في بيته آنس له وآمن من تخوّفه وأبلغ في التنشيط له.

545-«المدنيّ» صلى الله عليه وآله وسلم :
نسبة إلى المدينة الشريفة وسيأتي الكلام عليها في أبواب فضلها.

546-«مدينة العلم» صلى الله عليه وآله وسلم:
روى الترمذي وغيره مرفوعاً: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»
والصواب الحديث حسن. كما قال الحافظان العلائي وابن حجر، وقد بسط الشيخ الكلام عليه في كتاب «تهذيب الموضوعات» . وفي «النكت» .

547-«المذكِّر» صلى الله عليه وآله وسلم:
المبلغ الواعظ، اسم فاعل من التذكرة وهي الموعظة والتبليغ. قال تعالى:
فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ أي ذكّر عبادي وعظهم بحجّتي وبلّغهم رسالاتي.
548-«المذكور» صلى الله عليه وآله وسلم:
«خا» : في الكتب السالفة.

549-«المرء» صلى الله عليه وآله وسلم :
بتثليث الميم: الرجل الكامل المروءة، وهي بالهمز وتركه: الإنسانية. قال الجوهري. وسأل رجل الأحنف عن المروءة فقال: عليك بالخلق الفسيح والكفّ عن القبيح.
وقيل: أن تصون نفسك عن الأدناس ولا تشينها عند الناس. وقال الإمام جعفر الصادق: وهي أن لا تطمع فتذلّ ولا تسأل فتثقل ولا تبخل فتشتم، ولا تجهل فتخصم. وقيل: أن لا تعمل في السرّ ما تستحي منه في العلانية. وقيل: هي اسم جامع لكلّ المحاسن. وعن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه-: المروءة مروءتان: مروءة ظاهرة وهي الرئاسة ومروءة باطنة وهي العفاف.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة مرفوعاً: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا في الحدود» ورواه الإمام الشافعي وابن حبان في صحيحه بلفظ: أقيلوا ذوي الهيئات زلاّتهم.
وقال الشافعي: وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم: الذين لا يعرفون بالشر فيزلّ أحدهم الزلّة. وقال الماوردي: في عثراتهم وجهان: أحدهما: الصغائر. والثاني أول معصية زلّ فيها مطيع.
وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه منها بمكان قال له زهير بن صرد:
آمنن على رسول الله في كرمٍ ... فإنّك المرء نرجوه وندّخر

550«المرتجى» صلى الله عليه وآله وسلم :
«ط» بفتح الجيم: اسم مفعول من الرجاء بمعنى الأمل لأنه الذي يرجوه الناس لكشف كروبهم وجلاء مصائبهم وأعظمها يوم القيامة في فصل القضاء.
«عا» : أو بكسرها: اسم فاعل، أي المؤمّل من الله تعالى قبول شفاعته في أمته.
روى الشيخان عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل نبي دعوةٌ مستجابة فتعجّل كلّ نبي دعوته وأني أختار دعوتي شفاعة لأمتي فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات لا يشرك بالله شيئاً» .
551-«المرتضى» صلى الله عليه وآله وسلم :
الذي رضيه مولاه أي أحبه واصطفاه.

552-«المرتّل» صلى الله عليه وآله وسلم:
بكسر المثناة الفوقية اسم فاعل من رتّل مضاعفاً وهو الذي يقرأ القرآن على ترسّل وتؤدة مع تبيين الحروف والحركات قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا.
روى الترمذي عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. ولهذا مزيد بيان في أبواب قراءته صلى الله عليه وسلم.
553-«المرحوم» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم مفعول من رحم. وتقدم بيان معنى الرحمة.
554-«مرحمة» صلى الله عليه وآله وسلم :
روى أبو نعيم في «الحلية»
عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- مرفوعاً: «بعثت مرحمة وملحمة ولم أبعث تاجراً ولا زارعاً»
أي بعثت رحمةً للمؤمنين وشدة على الكافرين. كما قال الله تعالى في حقه وحق أصحابه: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ.

555-«المرسَل» صلى الله عليه وآله وسلم :
«ع» «د» . قال الله تعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا. قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ وهو مفعل من الرسالة والفرق بينه وبين الرسول أن الأوّل لا يقتضي التتابع في الإرسال، بل قد يكون مرة واحدة والرسول يقتضيه.

556-«المرشد» صلى الله عليه وآله وسلم :
الهادي: اسم فاعل من أرشد أي دلّ على طريق الهدى.

557-«مرغمة» صلى الله عليه وآله وسلم
«د» وقع في الصحاح: «بعثت مرغمةً» أي مذلاً للكفر حتى يلتصق بالرّغام وهو بالفتح التراب، ثم استعمل في الذل والعجز.

558-«المرغّب» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» اسم فاعل من رغّب مضاعفاً، لأنه يحث الخلق على طاعة الحق ويرغبهم فيما عنده من الخير، وقرأ زيد بن علي: وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ أي رغّب الناس إلى طلب مغفرته ومحبة مثوبته.

559-«المزكّي» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ط» قال تعالى: وَيُزَكِّيهِمْ أي يطهرهم من الشرك ووضر الآثام.

560-«المزَّمِّل» صلى الله عليه وآله وسلم:
أصله المتزمّل قلبت التاء زاياً وأدغمت لأنه من تزمّل. قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ ولهذا مزيد بيان في أبواب بعثته.

561-«المزمزم» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» بضم الميم الأولى وفتح الزاي الثانية أي المغسول قلبه بماء زمزم كما سيأتي الكلام على ذلك في أبواب صفة جسده الشريف في باب شق صدره صلى الله عليه وسلم.

562-«مزيل الغمّة» صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من الإزالة وهي الكشف والإماطة. والغمة من الغم: الكرب والشدة. وأصله الستر ومنه الغمام لأنه يستر ضوء الشمس، وسمي بذلك لأنه جلى ظلمة الشك بنور اليقين، وأماط غمة الشّرك عن الدين المتين، ورفع حجب الغفلة عن قلوب المتقين.

563-«المسبّح» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ط» «عا» بسين مهملة فباء موحدة مهملة: المهلل الممجّد، اسم فاعل من التسبيح وهو تنزيه الحق عن أوصاف الخلق، وأصله المرّ بسرعة في الماء. قال «عا» : وفرّق بينه وبين التقديس والتنزيه بأن التقديس تبعيد الرب عما لا تليق به الربوبية، والتنزيه تبعيده عن أوصاف البشرية، والتسبيح تبعيده عن أوصاف جميع البريّة.

564-«المستجيب» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» المطيع اسم فاعل من استجاب بمعنى أجاب، وليست سينه
للطلب بل هو استفعل بمعنى أفعل قال كعب الغنويّ:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النّدا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
ومنه: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ أي فتجيبون ويجوز أن يكون المستجيب بمعنى مستجاب، فعيل بمعنى مفعول، وسمّي بذلك لأنه تجب علينا طاعته ويلزمنا إجابته إذا دعانا ولو في صلاتنا، ولا تبطل بإجابته كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.

565-«المستعيذ» صلى الله عليه وآله وسلم:
«ط» اسم فاعل من العوذ وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاستجارة به والانحياز إليه والاستعانة به، قال تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ واستعاذته صلى الله عليه وسلم عند القراءة وفي كل وقت من الشيطان وهمزه ونفثه ومن شر ما خلق وعند نزوله المنازل في السفر معلوم جاءت به الأحاديث الصحيحة وذكر بعضهم أن الاستعاذة كانت واجبة عليه صلى الله عليه وسلم وحده ثم تأسيناً به.
566«المستغفر من غير مأثم» صلى الله عليه وآله وسلم :
قال تعالى: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
روى ابن السني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كنا نعدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن يقول شيئاً «ربّ اغفر لي وتب عليّ إِنك أَنت التوابُ الرحيم»
ولهذا مزيد بيان في باب استغفاره.

567-«المستغني» صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» تقدم في الغنيّ.

568-«المستقيم» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من الاستقامة وستأتي وأصله مستقوم نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ثم قلبت ياء، وهو الذي لا عوج فيه ينقصه، أو السالك الطريق المستقيم وهي طريق الحق فلا يحول عنها، وقد مرّ عن الحسن وأبي العالية أن الصراط المستقيم في قوله تعالى:
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ أي استقم استقامةً مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادّة الحق غير عادل عنها، أي دوام على ذلك. قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها. وببلوغها حصول الخيرات ونظامها، وأول مدارجها: التقويم وهو تأديب النفس، ثم الاستقامة وهي تقرّب الأسرار.
وقيل: الاستقامة الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الحق على قدم الصّدق.
569-«المسدّد» صلى الله عليه وآله وسلم:
أخذه «ط» من قوله تعالى لشعيا صلى الله عليه وسلّم فيما رواه ابن أبي حاتم عن وهب:
أسدّده لكل جميل.

570-«المسرى به» صلى الله عليه وآله وسلم :
بضم الميم وسكون السين المهملة اسم مفعول من الإسراء كما سيأتي بيان ذلك في بابه.

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1/506- 512)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 29, 2021 4:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368

571-«المسعود» صلى الله عليه وآله وسلم:
«د» «عا» اسم مفعول من أسعده الله تعالى أي أغناه وأذهب شقاوته فهو مسعود ولا تقل مسعد.
«د» : ويجوز أن يكون بمعنى فاعل، كالمحبوب. بمعنى محبّب من سعد كعلم وعني سعادة فهو سعيد ومسعود أي حصل له اليمن والبركة.
572-«المسلّم» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بتشديد اللام المكسورة المفوّض من غير اعتراض، المتوكّل على الله تعالى في جميع الأعراض.
573-«المسيح» صلى الله عليه وآله وسلم :
المبارك باليونانية، أو الذي يمسح العاهات فيبرئها فعيل بمعنى فاعل، أو الذي لا أخمص له. وسيأتي في باب صفة قدمه الشريف أنه صلى الله عليه وسلم كان مسيح القدمين ومعناه أنه كان أمسح الرجل ليس لرجله أخمص فالأخمص: ما لا يمسّ الأرض من باطن الرجل ولذلك سمي السيد عيسى صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه أقوالٌ يناسب النبي صلى الله عليه وسلم منها عشرة: الأول: أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقد كان صلى الله عليه وسلم كذلك. كما سيأتي في المعجزات.
الثاني: سمي بذلك لحسن وجهه، والمسيح في اللغة الجميل، وقد كان صلى الله عليه وسلم من الحسن بمكان لا يدانيه فيه أحد، كما سيأتي بيان ذلك في حسنه.
الثالث: الكثير الجماع يقال مسحها إذا جامعها. قال ابن فارس. الرابع: الصّديق قاله الأصمعي. الخامس: المسيح قطعة الفضة وسمي به لأنه كان أبيض مشربا بحمرة وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في باب صفة لونه. السادس: المسيح: السيف قاله المطرّز.
ومعنى السيف في حقه صلى الله عليه وسلم واضح لأنه سيف الله كما تقدم. السابع: الذي يمسح الأرض أي يقطعها لأنه كان تارةً بالشام وتارةً بمصر وتارة بغيرهما. والنبي صلى الله عليه وسلم قطع السماوات السبع.
الثامن: لأن الله تعالى كان يمسح عنه الذنوب: التاسع: أن جبريل مسحه بالبركة ذكرهما أبو نعيم.
العاشر: أنه ولد كأنه ممسوح بالدّهن. وقد ولد صلى الله عليه وسلم مسروراً مختوناً. وقالت حاضنته أم أيمن: كان يصبح دهيناً رجلاً وغيره من الأولاد شعثاً.
قال أبو عبيد: وأظن المسيح أصله مشيح بالشين المعجمة فعرّب.
574-«المشاور» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» اسم فاعل من المشاورة وهي استخراج الآراء ليعلم ما عند أهلها.
قال تعالى: وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وروى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: «ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم» ولهذا مزيد بيان في باب مشاورته أصحابه.

575-«المشذّب» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بمعجمتين آخره باء موحّدة: الطويل المعتدل القامة.
576-«المشرّد» صلى الله عليه وآله وسلم :
«عا» اسم فاعل من التشريد بالعدوّ وهو التنكيل والتسميع بعيوبه ويجوز إعجام ذاله وبه قرأ ابن مسعود في قوله تعالى: فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ أي فرّقهم عن محاربتك بقتلهم شرّ قتلة واجعلهم نكالا لمن يتعرض لك بعد ذلك بسوء حتى لا يجسر أحد عليك اعتباراً بهم واتعاظاً بحالهم.
577-«المشفّع» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الفاء: الذي يشفع فتقبل شفاعته، وهو السؤال في طلب التجاوز عن المذنبين. ويأتي الكلام على شفاعته صلّى الله عليه وسلم في بابها.

578-«المشفوع» صلى الله عليه وآله وسلم:
ذكره «د» قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولم يظهر لي معناه لأنه لا يصح أن يكون من الشفاعة لأن اسم المفعول منها مشفّع من شفع.

579-«مشقّح» صلى الله عليه وآله وسلم:
«يا» قال الشّمنيّ: هو بضم الميم وفتح الشين المعجمة والقاف المشددة وفي آخره حاء مهملة. وقال ابن دحية هو بالفاء وزن محمّد ومعناه، فإن الشّقح في اللغة:
الحمد. وقال ابن ظفر: وقع هذا الاسم في كتاب شعيا ونصه: عبدي الذي سرّت به نفسي أنزل عليه وحيي فيظهر في الأمم عدلي ويوصيهم بالوصايا ولا يضحك ولا يسمع صوته في الأسواق، يفتح العيون العور والآذان الصّمّ والقلوب الغلف وما أعطيه لا أعطي أحداً، مشقّح بحمد الله تعالى حمداً جديداً، يأتي من أقصى الأرض يفرح البرّية وسكانها يهللون الله ويكبّرونه على كل رابية، لا يضعف ولا يغلب ولا يميل إلى الهوى ولا يذل الصالحين الذين هم كالعصبة الضعيفة بل يقوّي الصّديقين، وهو ركن المتواضعين، وهو نور الله الذي لا يطفأ أثر سلطانه على كتفه.
قلت: قد راجعت عدة نسخ من «خير البشر» لابن ظفر فلم أره قد ضبط مشقّح بالفاء «إنما فيها نقطتان فوق الحرف» . وذلك مما يؤيد ضبط الشّمنيّ رحمه الله تعالى.

580-«المشهود» صلى الله عليه وآله وسلم :
«د» اسم مفعول وهو الذي تشهد أوامره ونواهيه وتحضر.
قال تعالى: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ حكى القرطبي أن الشاهد: الأنبياء، والمشهود:
النبي صلى الله عليه وسلم قال: وبيانه: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ إلى قوله: وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ.

581-«المشيح» صلى الله عليه وآله وسلم:
بضم الميم وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية آخره مهملة. أي مشيح الصدر أي باديه من غير تقعّس ولا تطامن، بل بطنه وصدره سواء. قال القاضي: ولعله بفتح الميم بمعنى عريض الصدر، كما وقع في الرواية الأخرى.

582-«المشير» صلى الله عليه وآله وسلم :
اسم فاعل من أشار عليه إذا نصحه وبين له الصواب. وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه الناصح المخلص في نصحه.

583-«المصافح» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» اسم فاعل من المصافحة وهي الأخذ باليد. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وهي عند التلاقي سنّة مجمع عليها ويستحب معها البشاشة بالوجه والدعاء بالمغفرة ولهذا مزيد بيان في باب مصافحته صلى الله عليه وسلم.

584-«المصارع» صلى الله عليه وآله وسلم :
«خا» «عا» الذي يصرع الناس لقوّته من الصّرع وهو الطّرح. روى البيهقي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صارع أبا الأشدّ الجمحيّ واسمه كلدة فصرعه. وبلغ من شدة أبي الأشدّ أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة من تحت قدميه فيتمزّق الجلد من تحته ولا يتزحزح. ولهذا مزيد بيان في باب شجاعته صلى الله عليه وسلم وقوّته.

585-«المصباح» صلى الله عليه وآله وسلم:
السّراج، وأحد أعلام الكواكب، وسمي به صلى الله عليه وسلم لأنه أضاءت به الآفاق.

586-«مصحّح الحسنات» صلى الله عليه وآله وسلم:
لأن شرط صحتها الإيمان به صلى الله عليه وسلم.

587-«المصدّق» صلى الله عليه وآله وسلم:
«عا» بكسر الدال. اسم فاعل من صدّق مضاعفاً إذا أذعن وانقاد لما أمر به، وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه صدّق جبريل فيما أخبر به عن الله تعالى من الوحي. قال تعالى:
وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ قيل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه جاء بالصدق وآمن به، ولما كان المراد هو وأمته ساغ الإتيان بضمير الجمع وإشارته في الآية فقال تعالى: أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وقيل: الذي صفة لمحذوف بمعنى الجمع تقديره والفريق أو الفوج الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ أو لأنه صدّق ما بين يديه من الكتاب كما قال تعالى: ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ.
588-«المصدّق» صلى الله عليه وآله وسلم:
بفتح الدال مبنيا للمفعول لأن أمته صدّقته فيما أخبرهم به فهو بمعنى ما قرئ به في الآية وصدق بضم الصاد.

589-«المصدوق» صلى الله عليه وآله وسلم:
تقدم في الصادق.

590-«المصطفى» صلى الله عليه وآله وسلم :
هو من أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم وأصله «مصتفوٌ» لأنه مأخوذ من الصفوة وهو الخلوص، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً وأبدلت تاء الافتعال منه طاء لوقوعها بعد الصاد التي هي أحد حروف الإطباق، وتقدم في باب «فضل العرب» وفي باب طهارة أصله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة فيها أن الله اصطفاه على خلقه.

591-«المصلح» صلى الله عليه وآله وسلم:
اسم فاعل من أصلح إذا أزال الإفساد وأوضح سبيل الرشاد، وتقدّم وروده في حرف التاء.
وهو صلى الله عليه وسلم مصلح للدّين بإزالة الشّرك والطغيان، مصلح للخلق بالهداية.

592-«المصلّى» صلى الله عليه وآله وسلم :
بفتحها مبني للمفعول أي المصلّى عليه


سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /513-515)


_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 29, 2021 11:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7603
حليمة كتب:

[size=200][light=#00EF00]571-

سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد (1 /513-515)


عمل مأجور مشكور جزاكم الله الخير والنور :
ــــــــــــــــــــــــ
(( اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم :
يا نور رسول الله:
نور أبصارنا بضياه ,
وبصائرنا بهداه ,
وقلوبنا برضاه ,
وأرواحنا بصفاه,
وأعضاءنا بشِفاه,
وكلنا بلقاه
صلى الله عليه وآله وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما في علم الله
صلاة دائمة بدوام ملك الله ))
[/size]

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 30, 2021 2:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691

صلى الله عليه وآله وسلم

بارك الله فيكم


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 30, 2021 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
جزاكم الله خيرا مولانا الفاضل الشيخ/فراج يعقوب والاستاذ الفاضل د/حامد الديب
وبارك الله فيكم وشكرا على مروركم الكريم

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أسماؤه صلى الله عليه وسلم وشَرْحها وما يتعلق بها من الف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 16, 2022 8:09 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7603
جزاكم الله خيرا
ــــــــــــ
(( اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
باب الاستجابة ,
نبي التوبة و الإنابة ,
صاحب طيبة المستطابة ,
والرفعة المهابة ,
وعلى آله ذوي النجابة . ))

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 57 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 79 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط