علاء كتب:
عاشت 6 اشهر منقطعة عما سوى الله ورسوله.. فقد أصيبت بمصيبة ما أصيب بها إنسان.. مصيبة فقد الكل..
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"يا أيها الناس أي ما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري.. فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي "
فكيف بمصاب ابنته فاطمة؟
عن عبد الله بن الحارث قال : مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهي تذوب .!!
فكانت بضعته تذوب حتى خرجت روحها..
وهذا الذوبان هو لاجتماع ألم الفراق مع شوق قرب اللقاء..
ألم الفراق شديد.. هي تألمت من مجرد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم لها حين دخلت عليه فيقبلها بين عينيها..
فاطمة كانت تبكي على النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد أن ترى فيه التعب.. إن تغير لون وجهه "بكت".. إن رأت قدما في ثيابه الشريفة بكت!!
هي ليست عاطفة عادية.. عاطفة" إبنة" مشوبة بحنان" أم"
نعم هي أم ابيها.. ولنعم الأم لأبيها "فاطمة"
جاء النبي صلى الله عليه وسلم من سفر.. علمت فاطمة بمقدمه الشريف الأنور..
فكأني بنبض قلبها يخفق متسراعا مع خطوات قدميها لتستقر عند باب حجرتها تنتظر أن يهل هلال النور..
إقترب الحبيب.. طال الانتظار
ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ فاطمة ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ.. فبمجرد أن رآها أبوها صلى الله عليه وسلم حتى تبسم وروحي لبسمته فداء..
فانكبت ﻓﺎﻃﻤﺔ على وجهه الشريف حيث النور والجمال والبسمة.. وجعلت تقبل وجهه الشريف وفمه وعينيه والنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم لها.. تقبل كل ما تراه في وجهه الشريف فمن شوق لوجهه وخده الأزهر إلى شوق لكلامه وريح المسك من فمه.. وتبكي وتبكي
تقبيلها لعينيه الشريفتين..هو تقبيل من نوع "وقري عينا"
النبي لها غذاء ودواء وشفاء.. يا فاطمة هذا أبوكي فكلي واشربي وقري عينا..
ثم انتبهت.. وانتبهت.. ففناء ثم بقاء..
فرأت ما رأت من تغير لون وجه النبي صلى الله عليه وسلم وتغير ثيابه..
فجعلت تبكي وتبكي.. وتغير نوع البكاء.. كله في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ « ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻻ ﺗﺒﻚ ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺚ ﺃﺑﺎﻙ ﺑﺄﻣﺮ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﺖ ﻣَﺪَﺭ ﻭﻻ ﻭﺑﺮ ﻭﻻ ﺷَﻌَﺮ ﺇﻻ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﺰﺍً ﺃﻭ ﺫﻻً ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎَ ﺣﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻠﻴﻞ »
عجيب ونوراني هو أمر مواساة النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة في حزنها عليه.. فقد واسى بضعته بما يسرها من أمر أمته وأمر هذا الدين العظيم.. واساها بما يسر قلبه الشريف علما منه أن ما يسره ويواسيه يسرها ويواسيها..
" لا تبك يا فاطمة "
وتأمل الحنان المغموس في كلام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة فاطمة.. قال لها : " إن الله بعث أباك "
كلام مغموس بالعاطفة.. كلمها بتبعيتها "له" صلى الله عليه وسلم.. الله بعث أباكي.. فليس لك من الأمر شيء
وكأن حال الكلمة ومعناها هو نعم أنا أبوكي يا فاطمة ولكي الحق في أن تبكين.. دموعك حق.. ولكن يا بنية أبوكي أحب الرجال إلى الله وقد بعثه وكلفه.. فاصبري
ما حمل مخلوق هم الأمة المحمدية كما حملها نبي الله صلى الله عليه وسلم.. ثم بضعته فاطمة من بعده.. ثم الرجال.. ثم من كان على أقدامهم..
يتبع بمشيئة الله...
حبيبتى ياقرة العين ياستنا فاطمة عليكى السلام ورضى الله عن حضرتك وارضاكى
اللهم صل على سيدنا محمد أبو الزهراء أم الحسنين وعلى آله الاخيار الطيبين وسلم تسليما كثيرا كبيرا دائما ابدا
جزاك الله كل خير الاخ الفاضل علاء بارك الله فى حضرتك واكرمك