موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

وصفة نبوية في علاج الغضب
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=26670
صفحة 1 من 1

الكاتب:  هارون [ الجمعة يونيو 24, 2016 11:52 pm ]
عنوان المشاركة:  وصفة نبوية في علاج الغضب

[font=Traditional Arabic]وصفة نبوية في علاج الغضب

ينقسم الغضب إلى نوعين: غضب محمود وآخر مذموم، ولكل منهما آثاره على النفس والمجتمع، من سعادة أو شقاء، وثواب أو عقاب.

فالغضب المذموم هو ما كان لأمر من أمور الدنيا، وكان دافعه الانتصار للنفس، أو العصبية والحميّة للآخرين.. وهذا الغضب تترتب عليه نتائج خطيرة على صاحبه وعلى مجتمعه، ومن ثم حذرنا منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأوصانا بعدم الغضب في أحاديث كثيرة، ومناسبات عِدَّة..

ولم يغضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه أبدا، يبين ذلك أنس ـ رضي الله عنه ـ فيقول: "خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته". رواه أحمد.

مواقف أغضبت النبي صلى الله عليه وسلم

-عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أي في العفو عنها)، فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكلمه أسامة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أتشفع في حد من حدود الله ؟!، ثم قام فاختطب فقال: أيها الناس إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". رواه مسلم.

ومن مواقفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي ظهر غضبه فيها، حين بعث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة، وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغضب غضباً شديداً، وقال له: "أقال: لا إله إلا الله وقتلته ؟!، قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!، فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ". رواه مسلم.

-وشكا إليه رجل إطالة الإمام في صلاته، ومشقة ذلك على المصلّين، فغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى قال أبو مسعود: " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا أيها الناس، إن منكم لمنفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة". رواه أحمد.

بل كان يغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمجرّد تباطؤ الناس عن الخير، فعن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: "خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رؤى في وجهه الغضب". رواه أحمد.

كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم الغضب؟

لقد عالج المصطفى الكريم هذا الداء بعلاجات نفسية وبدنية، ومنها:

-الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فالشيطان الذي أخرج آدم ـ عليه السلام ـ من الجنة، ودفع قابيل لقتل هابيل، هو نفسه الذي يثير الغضب، فلا يترك الإنسان حتى ينساق له ويتمثل لأمره، لذا أرشدنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الغضب، لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم.

عن سليمان بن صرد قال: "استبّ رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه (العروق المحيطة بعنقه)، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله، سكن غضبه".

-ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للغاضب: أن يغير مكانه، فإذا كان واقفًا فليجلس أو يضطجع، فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" رواه أبو داود.

وفي ذلك علاج لتهدئة النفس، وإخماد نار غضبها، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيّئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع، لذا جاء الوصف النبوي بهذه الوصفة الدقيقة، التي أكدتها الدراسات النفسية المعاصرة.

-السكوت وضبط اللسان هدي ودواء نبوي لعلاج الغضب، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "علِّموا، ويسِّروا ولا تعسّروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، قالها ثلاثًا". رواه أحمد.

فإطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات يندم عليها بعدها، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغاضب بالسكوت، وأوصى المسلم بوجه عام بقول الخير أو الصمت، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت". رواه مسلم.

-ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الغضب كظمه بالحلم والعفو، ولا شك أن ذلك يفتح أبواب المحبة والتسامح بين الناس، ويسد أبواب الشيطان التي يمكن من خلالها أن يدخل بين المسلمين، فيثير العداوات والبغضاء في صفوفهم، بل ويرتقي بالغاضب إلى الإحسان إلى من أساء إليه.

هكذا كان هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهو أَمْلَكُ الناس لنفسه في مواطن الغضب، إلا أن تُنتهك حرمات الله تعالى، فعندها يغضب، فما أحوجنا للامتثال بهديه صلى الله عليه وسلم، في الرضا والغضب، بل في حياته كلها.

http://www.numidianews.com/ar/article~19059.html
[/font]

الكاتب:  molhma [ الجمعة يونيو 24, 2016 11:59 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: وصفة نبوية في علاج الغضب

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام الطيبين جزاكم الله خيرا كثيرا

الكاتب:  المهاجرة [ السبت يونيو 25, 2016 12:34 am ]
عنوان المشاركة:  Re: وصفة نبوية في علاج الغضب

molhma كتب:
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام الطيبين جزاكم الله خيرا كثيرا

الكاتب:  محمد محمود [ السبت يونيو 25, 2016 12:55 am ]
عنوان المشاركة:  Re: وصفة نبوية في علاج الغضب

هارون كتب:
[font=Traditional Arabic]وصفة نبوية في علاج الغضب

ينقسم الغضب إلى نوعين: غضب محمود وآخر مذموم، ولكل منهما آثاره على النفس والمجتمع، من سعادة أو شقاء، وثواب أو عقاب.

فالغضب المذموم هو ما كان لأمر من أمور الدنيا، وكان دافعه الانتصار للنفس، أو العصبية والحميّة للآخرين.. وهذا الغضب تترتب عليه نتائج خطيرة على صاحبه وعلى مجتمعه، ومن ثم حذرنا منه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأوصانا بعدم الغضب في أحاديث كثيرة، ومناسبات عِدَّة..

ولم يغضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه أبدا، يبين ذلك أنس ـ رضي الله عنه ـ فيقول: "خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته". رواه أحمد.

مواقف أغضبت النبي صلى الله عليه وسلم

-عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أي في العفو عنها)، فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكلمه أسامة، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أتشفع في حد من حدود الله ؟!، ثم قام فاختطب فقال: أيها الناس إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". رواه مسلم.

ومن مواقفه ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي ظهر غضبه فيها، حين بعث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة، وكان يظنّ أنه إنما قالها خوفاً من القتل، فبلغ ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فغضب غضباً شديداً، وقال له: "أقال: لا إله إلا الله وقتلته ؟!، قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟!، فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ". رواه مسلم.

-وشكا إليه رجل إطالة الإمام في صلاته، ومشقة ذلك على المصلّين، فغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى قال أبو مسعود: " ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ "، ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا أيها الناس، إن منكم لمنفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة". رواه أحمد.

بل كان يغضب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمجرّد تباطؤ الناس عن الخير، فعن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال: "خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحثنا على الصدقة، فأبطأ الناس، حتى رؤى في وجهه الغضب". رواه أحمد.

كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم الغضب؟

لقد عالج المصطفى الكريم هذا الداء بعلاجات نفسية وبدنية، ومنها:

-الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فالشيطان الذي أخرج آدم ـ عليه السلام ـ من الجنة، ودفع قابيل لقتل هابيل، هو نفسه الذي يثير الغضب، فلا يترك الإنسان حتى ينساق له ويتمثل لأمره، لذا أرشدنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الغضب، لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم.

عن سليمان بن صرد قال: "استبّ رجلان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه (العروق المحيطة بعنقه)، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله، سكن غضبه".

-ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للغاضب: أن يغير مكانه، فإذا كان واقفًا فليجلس أو يضطجع، فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" رواه أبو داود.

وفي ذلك علاج لتهدئة النفس، وإخماد نار غضبها، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيّئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع، لذا جاء الوصف النبوي بهذه الوصفة الدقيقة، التي أكدتها الدراسات النفسية المعاصرة.

-السكوت وضبط اللسان هدي ودواء نبوي لعلاج الغضب، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "علِّموا، ويسِّروا ولا تعسّروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، قالها ثلاثًا". رواه أحمد.

فإطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات يندم عليها بعدها، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغاضب بالسكوت، وأوصى المسلم بوجه عام بقول الخير أو الصمت، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت". رواه مسلم.

-ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الغضب كظمه بالحلم والعفو، ولا شك أن ذلك يفتح أبواب المحبة والتسامح بين الناس، ويسد أبواب الشيطان التي يمكن من خلالها أن يدخل بين المسلمين، فيثير العداوات والبغضاء في صفوفهم، بل ويرتقي بالغاضب إلى الإحسان إلى من أساء إليه.

هكذا كان هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهو أَمْلَكُ الناس لنفسه في مواطن الغضب، إلا أن تُنتهك حرمات الله تعالى، فعندها يغضب، فما أحوجنا للامتثال بهديه صلى الله عليه وسلم، في الرضا والغضب، بل في حياته كلها.

http://www.numidianews.com/ar/article~19059.html
[/font]

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/