موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
الحياء والاستحياء في مفهوم الصوفية https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=24713 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | محمد محمود [ الخميس ديسمبر 03, 2015 9:57 pm ] |
عنوان المشاركة: | الحياء والاستحياء في مفهوم الصوفية |
[color=#9F0000]الحياء لغة : « هو الاحتشام »(1) . يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « الحياء : نور جوهره رصد الإيمان ، وتفسيره : التثبت عند كل شيء »(2) . ويقول الشيخ ذو النون المصري : « الحياء : هو وجود الهيبة في القلب مع حشمة ما سبق منك إلى ربك »(3) . ويقول الشيخ السري السقطي قدس الله سره : « الحياء : إطراق الروح إجلالاً لعظيم الجلال »(4) . ويقول الشيخ أبو علي الدقاق : « الحياء : هو ترك الدعوى بين يدي الله عز و جل »(5) . ويقول الشيخ أحمد بن محمد بن مسكويه : « الحياء : هو انحصار النفس خوف إتيان القبيح ، والحذر من الذم »(6) . ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني قدس الله سره : « الحياء : أن يستحيي العبد أن يقول الله ما لم يقم بحقه ، وأن يتوجه إلى الله بالمحارم ، وأن يتمنى على الله ما لا يستحقه عليه ، وأن يترك المعاصي حياءً لا خوفاً ، وأن يقضي الطاعات ، وأن يرى الحق مطلعاً عليه فيستحي منه »(7) . أنواع الحياء يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج : « حياء الرب أزال عن قلوب أوليائه سرور المنة ، بل حياء الطاعة أزال عن قلوب أوليائه شهود سرور الطاعة »(8) . ويقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « الحياء خمسة أنواع : حياء ذنب ، وحياء تقصير ، وحياء كرامة ، وحياء حب ، وحياء هيبة ، لكل واحد من ذلك أهل ولأهله مرتبة على حدة »(9) . ويقول الشيخ نجم الدين داية الرازي : « الحياء حياءان : حياء روحاني : منشؤه إنسانية الإنسان مما استفاد الروح عن حياء الرب تعالى بخصوصية الخلافة ، فإن الله تعالى حي كريم ... وحياء رباني : منشؤه نور الإيمان ، كما قال النبي قدس الله سره : الحياء من الإيمان (10) ، وهو برهان الرحمن ، كما كان ليوسف عليه السلام في قوله تعالى : وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ (11) ، قيل : البرهان حياؤه من الله تعالى »( 12) . أقسام الحياء وأسبابه يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي : « الحياء على ثلاثة أقسام هي : حياء العام : وهو من التقصير . حياء الخاص : وهو من الإسراف . وحياء الأخص : وهو من الجلال »( 13) . ويقول الشيخ عمر السهروردي : « الحياء على الوصف العام والوصف الخاص . فأما الوصف العام : فما أمر به رسول الله قدس الله سره في قوله : استحيوا من الله حق الحياء (14 ) ... وهذا الحياء من المقامات . وأما الحياء الخاص فمن الأحوال : وهو ما نقل عن عثمان رضي الله عنه أنه قال : إني لأغتسل في البيت المظلم فأنطوي حياء من الله »(15 ) . وجوه الحياء يقول القشيري : « الحياء على وجوه : حياء الجناية : كآدم عليه السلام لما قيل له : أفراراً منا (16 ) . فقال : لا بل حياء منك . وحياء التقصير : كالملائكة يقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك . وحياء الإجلال : كإسرافيل عليه السلام تسربل بجناحه حياء من الله عز و جل . وحياء الكرم : كالنبي قدس الله سره كان يستحي من أمته أن يقول اخرجوا ، فقال عز و جل : وَلا مُسْتَأْنِسينَ لِحَديثٍ (17 ) . وحياء الاستحقار : كموسى عليه السلام قال : ( إني لتعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحي أن أسألك يا رب ) . فقال الله عز و جل : سلني حتى ملح عجينك وعطف شاتك ( 18) . وحياء الإنعام وحياء الرب سبحانه ، يدفع إلى العبد كتاباً مختوماً بعدما عبر الصراط ، وإذا فيه ما فعلت ، ولقد استحييت أن أظهر عليك ، فاذهب فإني غفرت لك »( 19) . مرتبة الحياء يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري : « الحياء : أدنى مقام من مقامات القرب »(20 ) . ترك الحياء يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره : « ترك الحياء في موطنه : نعت إلهي ، قال الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما (21 ) ، وسبب ذلك من وجهين : أما أن يكون ما في الوجود إلا الله ، فالوجود كله عظيم ، فلا يترك منه شيء ، لأن الحياء ترك ، فهو نعت سلبي ، وترك الترك تحصيل فهو نعت ثبوتي ، فلا إله : نعت سلبي ، وإلا الله : نعت ثبوتي ، فما جئنا بالسلب إلا من أجل الإثبات ، فما جئنا بالحياء إلا من أجل تركه . فإن الحياء للتفرقة ، وترك الحياء لأحدية الجمع لا للجمع هذا هو الوجه الواحد . وإما أن يكون في الوجود أعيان الممكنات التي لا قيام لها إلا بالله ، فينبغي أن لا يترك شيء منها لارتباط كل شيء منها بحقيقة إلهية هي تحفظه . وقد ثبت أن الممكنات لا تتناهى ، فالحقائق والنسب الإلهية لا نهاية لها ولا يصح أن يكون في الإلهيات تفاضل ، لأن الشيء لا يفضل نفسه ولا مفاضلة في هذه الأعيان إلا بما تنتسب إليه ... فما ثم تافه ولا حقير ... وإذا كان الأمر كما ذكرنا ، فلا يستحي فلا حياء ولا حكم له ... وعلمك في هذه الآية أن لا تترك شيئاً إلا وتنسبه إلى الله ، ولا يمنعك حقارة ذلك الشيء ، ولا ما تعلق به من الذم عرفا وشرعا في عقدك ، ثم تقف عند الإطلاق ، فلا تطلق ما في العقد على كل شيء ، ولا في كل حال . وقف عندما قال لك الشارع قف عنده ، فإن ذلك هو الأدب الإلهي الذي جاء به الشرع . والأدب جماع الخير ، وفي إيراد الألفاظ يستعمل الحياء ، لأنك تترك بعضها كما أمرت ، وفي العقد لا تترك شيئاً لا تنسبه إلى الله ، وهو مقام ترك الحياء ، فعامل الله تعالى بحسب المواطن كما رسم لك » . الحياء الذي لا يعول عليه يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره : « كل حياء لا يعم التروك لا يعول عليه »( 22) . ويقول : « الحياء إذا لم يقبل صاحبه معذرة الكاذب لا يعول عليه »(23 ) . حياء العارف يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : « ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه لاكتفائه بمشيئته ، فكيف لا يستحيي أن يرفعها إلى خليقته »( 24) . علاقة الحياء بالرحمة يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين : « ما تنـزلت الرحمة على عبد إلا قام به روح الحياء »(25 ) . من أين يتولد الحياء ؟ يقول الشيخ الجنيد البغدادي قدس الله سره : « الحياء : هو حالة تتولد من رؤية النعم والتقصير في شكرها »(26 ) . حد الحياء يقول الإمام أبو حامد الغزالي : « قيل في حد الحياء : أنه ألم يعرض للنفس عند الفزع من النقيصة » ( 27) . سبب نشوء حال الحياء يقول الشيخ عز الدين بن عبد السلام : « حال الحياء : هو الحال الناشئ عن معرفة نظره إلينا وإطلاعه علينا ، فمن حضرته هذه المعرفة استحيى من نظره إليه ، وإطلاعه عليه ، فلم يأت إلا بما يقربه إليه ويزلفه لديه » ( 28) . حقيقة الحياء يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره : « من حقيقة الحياء : وجود العلم بما يجب لله تعالى ، وأنت القائم به والمطلوب عقلاً وشرعاً ، ومحال أن يقدر مخلوق على الوفاء بما يجب لله تعالى من عليه تعظيمه ، عقلاً وشرعاً ، ولابد له من لقاء ربه وشهوده ومقامه هذا ، فالحياء يصحبه في الدنيا والآخرة ، لأنه لا يزال ذاكراً لما يجب عليه ، وذاكراً لعدم قيامه في حق الله بما يجب له ، وقد ورد في الخبر ما يؤيد هذا : أن الحق إذا تجلى لعباده يوم الزور الأعظم ، ويرفع الحجب عن عباده ، فإذا نظروا إليه جل جلاله قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، فهذا الاعتراف أوجبه الحياء من الله عز و جل فالحياء أنطقهم بذلك »(29 ) . الفرق بين الحياء الإيماني والحياء النفساني يقول الدكتور عبد المنعم الحفني : « الحياء الإيماني يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفاً من الله تعالى ، وهو بخلاف الحياء النفساني الذي خلقه في النفوس كلها ، كالحياء من كشف العورة »( 30) . أما الاستحياء من الله الاستحياء لغة : « استحياه : خجل منه »( 31) . ووردت لفظة ( الاستحياء والحياء ) في القرآن الكريم عشر مرات بصيغ مختلفة ، منها قوله تعالى : فَجَاءتْهُ إِحْداهُما تَمْشي عَلى اسْتِحْياءٍ ( 32) . وفي الاصطلاح الصوفي قال القشيري : « الاستحياء من الله تعالى بمعنى : الترك . فإذا وصف نفسه بأنه يستحي من شيء فمعناه أن لا يفعل ذلك ، وإذا قيل لا يستحي فمعناه لا يبالي بفعل ذلك »(33) . ويقول الشيخ يحيى بن معاذ الرازي : « من استحيا الله مطيعاً ، استحيا الله تعالى منه وهو مذنب »(34 ) . المصدر : موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان – الشيخ محمد الكسنزان الحسيني - ج6ص418-432.[/color] وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الجمعة ديسمبر 04, 2015 12:28 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: الحياء والاستحياء في مفهوم الصوفية |
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم جزاكم الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم |
الكاتب: | محمد محمود [ الجمعة ديسمبر 04, 2015 12:37 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: الحياء والاستحياء في مفهوم الصوفية |
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه الفاضل الشيخ فراج يعقوب جزاك الله عنا كل خير بارك الله فيك |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |