molhma كتب:
مشاركة وجدتها تتكلم عن ما كتب على جدران الحجرة المطهرة
بين الرغبة والرهبة أخذت ورقة وقلماً وتوجهت للحجرة النبوية في المسجد النبوي الشريف على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم ودونت ما كتب على جدران الحجرة المطهرة ، محاولة في جمع تلك الكلمات والعبارات التي تشرفت في الجوار بالمكان والمكين .
أما الجدار الأول وهو الموازي للروضة الشريفة والذي يعد في غرب القبلة اتجاهاً ففيه أبيات من الشعر مكتوبة بصورة أفقية ممتدة واحد منها هو :
يا من يقوم مقام الحمد منفرداً للواحد الفرد لم يولد ولم يلد
والآخر هو :
يا من تفجرت النهار نابعة من إصبعيه فأروى الجيش بالمدد
وبيت ثالث ورابع مطموس لم أستطع أن أقرأ منهما شيئاُ .
وفي الركن المعاكس للقبلة أبيات أخرى بالطريقة نفسها ولم أستطع أن أقرأ سوى بيتين أيضاً وهما :
رب الجمال تعالى الله خــــــالقه فمثله في جميــــــع الخلق لم أجد
والآخر :-
خير الخلائق أعلى المرسلين ذُرى ذُخر الأنــــام وهاديهم إلى الرشد
وبعد التحقيق في هذين البيتين وجدتهما أنهما من قصيدة يتيمة عصماء واحدة هي للسلطان عبد الحميد خان بن السلطان احمد خان عام 1191هـ واستحقت بإخلاص ناظمها وحبه الصادق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تنقش على الحجرة النبوية الشريفة
وفي ركن الحجرة الشرقي أبيات أخرى مطموسة وأغلب الظن أنها من القصيدة نفسها ، وفي الجزء الأخير من هذا الجدار كتبت الدعاء الآتي : (( اللهم ارض عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين )) ، وهؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة .
وأما الواجهة المواجهة للقبلة وواجهة الحجرة التي يقف عندها الزوار مغطاة بشبك من النحاس الأصفر المتين عليها سلك ومن خارجها شبابيك ثانية من النحاس ومكتوب عليها "لا إله إلا الله الملك الحق المبين، سيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين"، ولهذه الشبابيك حلقات من فضة وفيها باب صغير، وأعلاه مصنوع من الفضة المموهة بالذهب ، ومما نقش عليها هذا البيت من الشعر :
بنيٌ عظيمٌ خُلقه الخُلق الذي له عظّم الرحمن في سيد الكتب
ومكتوب في أعلاها قوله تعالى في سورة [ الأحزاب / 40 ] : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ، وقوله تعالى في سورة [ الحجرات / 3 ] : ( إنَّ الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) ، وقوله تعالى في سورة [ الحجرات / 2 ] : ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيّ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ، وقوله تعالى في سورة [ الأحزاب / 56 ] : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .
وفي الواجهة أيضاً ثلاث طاقات ، الأولى : موازية لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والثانية : لقبر أبي بكر الصديق ، والثالثة : لقبر عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ويوجد في المواجهة اسطوانتان مميزتان ومزخرفتان ومرخمتان بالرخام الأبيض والملون الجميل ، ومكتوب على إحداها:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والاكم
وعلى الأخرى:
نفسي الفداء لقبر أنت ســــــــــــــاكنه فيه العفــــــــاف وفيه الجود والكـرم
وقصة هذين البيتين حكيت أنها مأخوذة عن حكاية عن أعرابي أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزاره ثم قال : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوك فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) ، وَقَدْ جِئْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْ ذَنْبِي مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ هذين البيتين ، وتلقى هذه الحكاية العلماء بالقبول .
وفي هذه الشبابيك نفسها خطت الشهادتان بالعبارة الآتية :
(( لا إله إلا الله الملك الحق المبين محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين ))
وكان في النقش عبارة : (( يا الله يا محمد )) فأجري عليها تصحيح شرعي وفني فصارت : (( يا الله يا مجيد )) .
هذا بعض مما جمعته وحققته والله الموفق لكل خير.
د.أحمد الجنابي
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=4011 أكرمك الله بكرمه الذى لايعدولايحصى