موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
كيف أُعلّم أسرتي حبَّ رسولِ اللهِ " صلى الله عليه وسلم" ؟ https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=22029 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | حامد الديب [ الخميس إبريل 16, 2015 3:05 am ] |
عنوان المشاركة: | كيف أُعلّم أسرتي حبَّ رسولِ اللهِ " صلى الله عليه وسلم" ؟ |
كيف أُعلّم أسرتي حبَّ رسولِ اللهِ " صلى الله عليه وسلم" ؟ تواضعه وزهده سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن تواضع رسول الله " صلى الله عليه وسلم" مع أهل بيته: ماذا كان يعمل رسول الله في بيته؟ فقالت: «كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه» (رواه الترمذي). وحينما سُئلت رضي الله عنها عن فراش رسول الله قالت: «إنما كان فراش رسول الله " صلى الله عليه وسلم" الذي ينام عليه من أدَمٍ حشوهُ ليفٌ» (رواه الجماعة). وروى عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" : «قال " صلى الله عليه وسلم" : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» (رواه البخاري وأحمد). مع أن الله تعالى اصطفاه بالنبوة وعصمه من الخطأ وفضّله على بني البشر! وروى الترمذي وابن ماجه: «أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" كان يعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد». وعن أنس بن مالك "رضي الله عنه" : «أن امرأة جاءت إلى النبي " صلى الله عليه وسلم" فقالت له: إنّ لي إليك حاجة. فقال: اجلسي في أي طرق المدينة شئت أجلسْ إليك» (رواه مسلم). فما هذه الرحمة بالنساء وما هذا التواضع! وعن أنس قال: «كان النبي " صلى الله عليه وسلم" يُدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب» (أخرجه النسائي وابن ماجه). معاملته الخدم والضعاف وتعرّف كيف كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم" يعامل خدمه وأهل بيته في قمة الرقي والرحمة، فعن عائشة أنها قالت: «ما ضرب رسول الله " صلى الله عليه وسلم" بيده شيئًا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادمًا ولا امرأة». (رواه مسلم وابن ماجه). «وما سئل رسول الله شيئًا قط فقال لا». فما كان يرد سائلًا قط، فإما أن يعطيه أو يقول له قولًا طيبًا. ويروي أبومسعود الأنصاري "رضي الله عنه" فيقول: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: «اعلمْ أَبَا مسعود، لَلهُ أَقْدَرُ عليكَ منكَ عليه». فالتفَتُّ فَإِذَا هو رسول اللَّهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: «أَمَا لو لم تَفْعَلْ، لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ» (رواه البخاري). واسمع كيف أوصى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" المسلمين بالنساء: «استوصوا بالنساء خيرًا، إنّما النساء شقائق الرجال» (رواه أبوداود). فكان أن رفع من قدر المرأة والتي كانت بلا حقوق قبل مجيء الإسلام فجعل لها نصيبًا من الميراث وحقًّا في التملك والتصرف بمالها واختيار زوجها، فما أعظم هدي رسول الله " صلى الله عليه وسلم" في معاملة النساء والذي نحن أحوج ما نكون إليه في واقعنا الحالي. مداعبته الصحابة كان النبي " صلى الله عليه وسلم" يحب رجلًا من أهل البادية اسمه زاهرًا، وكان رجلًا دميمًا (قبيحًا)، فأتاه النبي " صلى الله عليه وسلم" يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يُبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالْتفتَ فعرَف أنّه النبي " صلى الله عليه وسلم" ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي عليه السلام حين عرفه، وجعل النبي يقول: «من يشتري العبد؟». فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال " صلى الله عليه وسلم" : «لكنّك عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بكاسِدٍ»، أو قال: «لَكِنْك عِنْدَ اللهِ غَالٍ» (رواه أحمد). تقويم أخطاء الأطفال ورحمته بهم وتعلّم من رسول الله " صلى الله عليه وسلم" كيف كان يتعامل مع الأطفال عند الخطأ فقد روى البخاري ومسلم أن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ، وكانت يدي تطيش في الصحْفَة، فقال لي رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : «يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ ممّا يليك». ولما أراد الحسين أن يأكل تمرة من تمر الصدقة قال له الرسول " صلى الله عليه وسلم" : «كخٍ كخ، أما علمت أنّا لا تحل لنا الصدقة؟». ومن رحمته بالأطفال ما رواه البخاري في صحيحه عَنِ النَّبِىِّ " صلى الله عليه وسلم" قَالَ: «إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ». وفي قصة الأقرع بن حابس الفائدة في حسن معاملة الأطفال، فقد جاء الأقرع إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" فرآه يقبّل الحسن بن علي، فقال الأقرع: أتقبّلون صبيانكم؟! فقال رسول الله: نعم، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط، فقال له رسول الله: «من لا يرحم لا يُرحم»، وفي رواية: «وما أملك إن كان اللهُ قد نزع الرحمةَ من قلبك» (متفق عليه). تسامحه وعفوه روتِ السيدة عائشة رضي الله عنها: «لم يكن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخّابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيّئة، ولكن يعفو ويصفح» (رواه الترمذي). وأورد عبدالله بن عبيد عن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" : لما كُسرت رباعية رسول الله يومَ أُحد، وشُجَّت جبهته، وجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم. فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْنِي طَعَّانًا وَلا لَعَّانًا، وَلَكِن بَعَثَنَي دَاعِية وَرَحْمَة، اللهُمَّ اغْفِر لِقَومِي فَإنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ» (رواه البخاري). وعندما فتح رسول الله " صلى الله عليه وسلم" مكة جمع قريشًا فقال لهم: «يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟» قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» (سيرة ابن هشام). محبته في جمعة فائتة حضَرتُ وعائلتي خطبة وصلاة الجمعة.. وما أجملها من خطبة! فقد كانت عن محبة رسول الله وكيف أحبّه الصحابة حبًّا شديدًا وكذلك الجنُّ والحجرُ والشجر، فذكَرَ الخطيبُ قصصًا كثيرة في محبته كقصة سيدنا أبي بكر الصديق في رحلة الهجرة كيف كان يمشي مرةً عن يمين رسول الله ومرةً عن شماله ومرةً من أمامه ومرةً من خلفه خوفًا عليه.. وذكر قصة ثوبان مولى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" الذي كان يحب رسول الله حبا شديدًا ولا يفارقه، ومن شده حبه له وخوفه أن لا يكون مع رسول الله في الجنة مرض واصفر لونه، حتى بشّره رسول الله " صلى الله عليه وسلم" بأن الذين آمنوا مع النبيين والصدّيقين والشهداء في الجنة... واستمر الخطيبُ في القصص حتى ذكر حبّ الجمادات له فكيف كان حجرٌ في المدينة يُسلِّم على رسول الله كلما مر من جانبه.. وكيف حـنّ جذع النخلة الذي كان يخطب عليه رسول الله " صلى الله عليه وسلم" حين تركه وبدأ يخطب على المنبر الجديد حتى بكى الجذع، فنزل رسول الله " صلى الله عليه وسلم" عن منبره واحتضن الجذع في مشهد مثير وقال: «والله لو لم أحتضنه لَحَنّ إلى يوم القيامة». وفي قصةٍ أوردها غاية في الروعة حيث كان جَملٌ قد غضب وهاج ولم يستطع أحد من الصحابة تهدئته حتى جاء رسول الله " صلى الله عليه وسلم" وعلِم بالقصة، ثم أقبل الجمل إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ووضع رأسه على صدره الشريف وبكى الجَمل وأسرّ رسول الله " صلى الله عليه وسلم" له بكلامٍ بأذنيه، ثم سأل عليه الصلاة والسلام: من صاحب هذا الجمل؟ فقال أحد فتيان الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله: «لقد اشتكى إليّ هذا الجمل وأخبرني أنك تحمله ما لا يطيق ولا تطعمه ما يكفيه». فيا سبحان الله! من عرّف هذا الجمل بأن هذا رسول الله؟ وإن كانت الكائنات أحبته فكيف ببني البشر ومن تعامل معه؟ ومن درس سيرته؟ فهو أعظم البشر وأرفعهم خُلقًا ومكانة عند الله تعالى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين». منقول واعجبنى وصل الله على سيدنا محمد وعلى اّل بيته وصحابته سلم تسليما كثيرا |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |