بسم الله الرحمن الرحيم السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها أم أبيها _ بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم _ سيدة نساء أهل الجنة _ سيدة نساء العالمين _ أم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة مهما تحدثنا عن السيدة فاطمة فلن نوفيها حقها رضى الله عنها وأرضاها وسوف أتحدث عن سيرتها فى حلقات متتابعة بعون الله ومدد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وستتناول الحلقات مايلى : أولا: طفولتها _ ثانيا: فضائلها _ ثالثا: زواجها _ رابعا: وفاتها
اولا : طفولتها - هى فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها اليسدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها - سميت فاطمة لان الله فطمها وذريتها عن النار - ولدت السيدة فاطمة رضى الله عنها وقريش تبنى الكعبة قبل النبوة بخمس سنين . - وهى أصغر بنات النبى صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه ولقد شاء الله أن يقترن مولدها فى السنة الخامسة قبل المبعث بالحادث الجليل الذى أرتضت فيه قريش بالنبى صلى الله عليه وسلم حكما فيما أشتجر بينها من خلاف على وضع الحجر الاسود بعد تجديد بناء الكعبة المكرمة فاستبشر أبواها بمولدها واحتفلا بها احتفالا لم تألفه مكة فى مولد أنثى سبقتها ثلاث أخوات ليس بينهن ولد فلقد كانت لها النصيب الأكبر من أخواتها رضى الله عنهم جميعا بمواجهة الصدمات والصعاب فها هى قد هجرت ملاعب الصبا وإنتبذت من صواحبها مكانا قريبا من أبيها وأستقبلت الحياة الجديدة وهى تدرك معنى بنوتها للنبى الذى أصطفاه الله رسولا على صغر سنها. فهى تعى شدة العيأ الذى يجب عليها ان تحمله لتكون جديرة بمكانها. فلقد ربط الاسلام بينها وبين أبيها المصطفى ووالدتها أم المؤمنين واخواتها المسلمات ونسى كل فرد فى البيت المحمدى شواغله الخاصة وكان للسيدة فاطمة رضى الله عنها الحظ الاوفر فى القرب من أبيها النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى قلب الميدان وهو يواجه قريش ويبشر بدعوته ويلقى فى سبيلها ما يلقى من كيد الطغاة و أذى السفهاء نذكر من هذه المواقف :
عندما كانت تقف بجوار أبيها وتحوم بعينها وقلبها حوله وهو ساجد فى الحرم وحوله ناس من مشركى قريش فجاء عقبه ابن أبى معيط بسلى جزور ( أمعاء الجمل ) فقذفه على ظهره فلم يرفع صلى الله عليه وسلم رأسه حتى تقدمت أبنته فاطمة فأخذت السلي ودعت على من صنع ذلك و إذ ذاك رفع صلى الله عليه وسلم رأسه وقال ( اللهم عليك بالملء من قريش .. اللهم عليك أبا جهل ابن هشام وعتبة ابن ربيعة , وعقبة ابن أبى معيط , وأبي بن خلف ) فخشع المشركين لدعاه وغضوا بأبصارهم حتى أنتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته وأنصرف إلى بيته تصحبه أبنته فاطمة رضى الله عنها , ولم تمضى غير أعوام معدودات لترى فاطمة هؤلاء الملء الذين دعت ودعى عليهم أبوها صلوات الله عليه وسلام صرعى مجندلين حول ماء بدر ..
فلقد تحملت مع أبيها الكثير من الصعاب وكان تعلفها بأبيها يجعلها تتعذب لما يلقى من فادح الأذى وترى ما يكابده أتباعه من اضطهاد مرير وها هى تصحب أبويها إلى شعب أبى طالب حيث عاشت هنالك بين أسوار الحصار المنهك سنين عددا
ثم عادت الى مكة بعد إنهيار الحصار لتشهد بعينها موت أمها السيدة خديجة ثم هجرة أبيها الى يثرب بعد أن لم يبق له فى مكة مكان
وأغلقت دار أبيها هناك ,وهاجرت مع أختها أم كلثوم ولم تمر رحلتهما بسلام فما كادتا تودعان أم القرى وينفصل بهما الركب مستقبلا طريق الشمال حتى طاردهما اللئام من مشركى قريش وباء ( الحويرث بن نقيذ بن عبد بن قصى ) بإثم اللحاق بهما حتى نخس بعيرهما فرما بهما إلى الارض وكان ممن يؤذى النبى صلى الله عليه وسلم بمكة
وكانت السيدة فاطمة نحيلة الجسم قد أنهكها الأحداث الجسام التى لقيتها , وآثر الحصار المنهك فى صحتها وإن زاد معنويتها قوة على قوة فلما نخس بها ( الحويرث القرشى ) فرما بها وأختها على أديم الصحراء صارت بقية الطريق متعبه إلى أن بلغت المدينة وما تكاد ساقاها تنهضان بها فلم يبق هناك من لم يلعن الحويرث
وتمر السنين وأبوها الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينسى الفعلة الآثمة بل سنراه فى العام الثامن للهجرة يذكر الحويرث يوم الفتح الاكبر ويسميه مع النفر الذين عاهد النبى إلى أمرائه أن يقتلوهم وأن وجدوه تحت أستار الكعبة ..
وكان على بن أبى طالب أحق هؤلاء الأمراء بقتل الحويرث , وقد فعلها رضى الله عنه
وجاءت السيدة فاطمة مهاجرة من مكة لترى أباها صلى الله عليه وسلم فى أعز موضع بين المهاجرين والانصار وقد آخى بينهم وذهب كل مهاجر بأخ , وذهب على بن أبى طالب بسيد البشر صلى الله عليه وسلم أخا ..
أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا شديدا وكانت لها مكانة خاصة عند أبيها فهى الابنة الوحيدة التى بقيت له بعد موت أخواتها وأنقطاع ذريته إلا من هذه الابنة الغالية ويكون منها النسل الشريف .. من هذه البضعة الشريفة كان يقبلها النبى صلى الله عليه وسلم ويقول لها( يا أمى )رضى الله عنها .
وللحديث بقية إن شاء الله فى الحلقة القادمة . وصلى الله على أبى الزهراء وسلم تسليما كثيرا كبيرا . [color=darkred][/color]
|