البر والاثم أشياء أخرى ...!!!
حديث شريف لسيدنا النبى صلى الله عليه وسلم به من المعانى والاعتبارات الكثير
عَنْ نُوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : أَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَنَةً مَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْهِجْرَةِ إِلا الْمَسْأَلَةُ ، فَإِنَّ أَحَدَنَا إِذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ ، قَالَ : فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسَ " . كلمات مختصرات رد بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنها تمثل لنا الأّن علما بذاته وهو "علم النفس" أو لنقل "علم سمات الشخصيه" البر حسن الخلق وهو فعل عفوى يصدر من الشخصيه السويه نلقائيا ولاتحتاج الى تحضيرات أو تفكير أو حسابات هو فعل ارادى تلقائى من الانفس الطيبه التى أكرمها الله بهذه المزيّه. ولقد ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بين البر وحسن الخلق وهو ما خلص اليه العلم الحديث بعد 14 قرن من الزمان حين وصف الاشخاص ذووا الصفات النفسيه السليمه وذات الطريق المستقيم من ناحيه تعاملهم مع الناس ومع أنفسهم فحسن الخلق مع الجار هو بر له وحسن الخلق مع الزملاء هو بر لهم وكذلك مع الاسره والزوجه والرؤساء فى العمل أما عن الاثم اعاذنا الله من الشرور والاّثام فقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ماحاك فى الصدر وألحقه ب"خفت أن يطّلع عليه الناس" فليس كل ما حاك فى الصدر هو من قبيل الشر وانما شرط الاثم هنا هو الخوف من اطلاع الناس عما يجيش ويعتمل فى الصدور
جاء فى معنى حاك في معجم المعاني الجامع حاك: ( اسم ) الجمع : حُكُك الحاك : الملح في الطلب الحاك : النزاع إلى الشر
حاكَ الإِثْمُ في صَدْرِهِ : رَسَخَ فِيهِ ، الإِثْمُ ما حاكَ في صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ حاك مؤامرةً ونحوَها : دبّرها وخطّط لها كانت الدسائسُ تُحاك حوله
حَكَّ الأَمْرُ فِي صَدْرِهِ : أَثَّرَ فِيهِ حَكَّ جلدَه : فركه بأظفاره ، ما حكَّ في صدري منه شيءٌ : ما تخالج
اذن ماحاك فى الصدر ليس عملا عفويا بالمره وانما هى اشتغالات وانفعالات وتفكير واعتمالات تحدث فى النفس وتتدخل النفس والضمير وتحدث اشتباكات نفسيه تعتمل فى صدر الشخصيه المركبه غير السويه التى بينها وبين البر أمدجا بعيدا والناجى من هذا هو من يتغلب ضميره على ماحاك فى صدره من اثم
الفعل العفوى ينسب اذن للبر وللشخصيه السويه أما الاثم فينسب الى الشخصيه المركبه وغير السويه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
_________________ أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
|