موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 12, 2012 7:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

ابو دجانة

مقدمة ....
هو سماك بن خرشة بن الخزرج أسلم مبكراً مع قومه الأنصار، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عتبة بن غزوان، وشهد معركة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...


أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته.........
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت : أنا رسول الله فأعرض عني ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت : أنا يا رسول الله فأعرض عني ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال : آنا آخذه يا رسول الله بحقه فما حقه؟ قال: أن لا تقتل به مسلما و لا تفرّ به عن كافر قال : فدفعه إليه وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة...
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك فعصبها برأسه فجعل يتبختر بين الصفين - قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" -
قال: قلت: لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع قال : فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه و أفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل معهن دفوف لهن فيهن إمرأة تقول:
( نحن بنات طارق نمشي على النمارق )
( إن تقبلوا نعانق و نبسط النمارق )
( أو تدبروا نفارق فراق غير وامق )
قال فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها ثم كف عنها فلما انكشف له القتال قلت له كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة لم تضربها قالا إني و الله أكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقتل به امرأة.

من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة..............
عن قتادة بن النعمان قال : كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره حتى امتلأ ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد.

من مواقفه مع الصحابة رضي الله عنهم...........
قال زيد بن أسلم: دُخل على أبي دجانة وهو مريض - وكان وجهه يتهلل - فقيل له: ما لوجهك يتهلل فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما.

ما قيل عنه..........
عن ابن عباس قال : دخل عليٌّ بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما و هي تغسل الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: خذيه فلقد أحسنت به القتال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن كنت قد أحسنت القتال اليوم فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 08, 2012 10:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه و أرضاه *

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل سرية مكونة من عشرة من الصحابة للاستطلاع . فعلم المشركون بأمرهم فأرسلوا بدورهم مائة من الرماة المهرة فبحثوا عنهم حتى وجدوهم وحاصروهم وعرضوا عليهم الاستسلام فتشاور الصحابة هل يستسلموا أم يقاتلوا فقال سيدنا عاصم أما أنا فقد عاهدت ربى بعد إسلامي ألا أمس مشرك ولا يمسني مشرك فسوف أقاتل فاجمع الصحابة على عدم الاستسلام فقاتلوا وقتلوا حتى استشهد سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه و أرضاه . ففرح المشركون بمقتله وقالوا نأخذ جثته . أتدرون لماذا .
كان سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه قد قتل في غزوة بدر الكافر عقبة بن أبى معيط وكان عقبة اكثر مشرك قد تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم عدو الله عقبة لان قتل عاصم لآاشربن في رأسه الخمر فقال الكفار نقطع راس عاصم ونبيعها إلى سولافة أم عقبة ولكن هل تدرون بماذا دعا سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه قبل استشهاده قال اللهم إني قد قتلت في سبيل أن أحمي دينك فا حمى لي جسدي . فهل يترك الحق سبحانه وتعالى جسده ليمثل به الكفرة لا فلا يعلم جنود ربك إلا هو فأرسل الله جند من جنوده أتدرون ماذا أرسل الله
سرب نحل يا سبحانك يا الله النحل الضعيف نعم سرب نحل أحاط بالجسد الطاهر فلم يستطع الكفار أن يقتربوا منه فقالوا ننتظر حتى المساء فا رسل الله جندا آخر من جنده المطر سيول وسيول من المطر فاخذ المطر الجسد الطاهر وجرفه معه فلا يعلم أحد حتى الآن مكان الجسد الطاهر فسبحان الله
(( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 14, 2012 12:08 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

أبو موسى الأشعري

الاخلاص..

عندما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى البصرة, ليكون أميرها وواليها, جمع أهلها وقام فيهم خطيبا فقال:
" ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم, أعلمكم كتار بكم, وسنة نبيكم, وأنظف لكم طرقكم"..!!
وغشي الانس من الدهش والعجب ما غشيهم, فانهم ليفهمون كيف يكون تثقيف الناس وتفقيههم في دينهم من واجبات الحاكم والأمير, أما أن يكون من واجباته تنظيف طرقاتهم, فذاك شيء جديد عليهم بل مثير وعجيب..
فمن هذا الوالي الذي قال عنه الحسن رضي الله عنه:
" ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"..؟

**

انه عبدالله بن قيس المكنّى بـ أبي موسى الأشعري..
غادر اليمن بلده ووطنه الى مكة فور سماعه برسول ظهر هناك يهتف بالتوحيد ويدعو الى الله على بصيرة, ويأمر بمكارم الأخلاق..
وفي مكة, جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله, ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله, ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثر فراغه من فتح خيبر..
ووافق قدومه قدوم جعفر بن أبي طالب مقبلا مع أصحابه من الحبشة فأسهم الرسول لهم جميعا..
وفي هذه المرّة لم يأت أبو موسى الأشعري وحده, بل جاء معه بضعة وخمسون رجلا من أهل اليمن الذين لقنهم الاسلام, وأخوان شقيقان له, هم, أبو رهم, وأبو بردة..
وسمّى الرسول هذا الوفد.. بل سمّى قومهم جميعا بالأشعريين..
ونعتهم الرسول بأنهم أرق الناس أفئدة..
وكثيرا ما كان يضرب المثل الأعلى لأصحابه, فيقول فيهم وعنهم:
" ان الأشغريين اذا أرملوا في غزو, أو قلّ في أيديهم الطعام, جمعوا ما عندهم في ثوب واحد, ثم اقتسموا بالسويّة.
" فهم مني.. وانا منهم"..!!
ومن ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه الدائم والعالي بين المسلمين والمؤمنين, الذين قدّر لهم أن يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلامذته, وأن يكونوا حملة الاسلام الى الدنيا في كل عصورها ودهورها..

**

أبو موسى مزيج عجيب من صفات عظيمة..
فهو مقاتل جسور, ومناضل صلب اذا اضطر لقتال..
وهو مسالم طيب, وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة..!!
وهو فقيه, حصيف, ذكي يجيد تصويب فهمه الى مغاليق الأمور, ويتألق في الافتاء والقضاء, حتى قيل:
" قضاة هذه الأمة أربعة:
" عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"..!!
ثم هو مع هذا, صاحب فطرة بريئة, من خدعه في الله, انخدع له..!!
وهو عظيم الولاء والمسؤولية..
وكبير الثقة بالناس..
لو أردنا أن نختار من واقع حياته شعارا, لكانت هذه العبارة:
" الاخلاص وليكن ما يكون"..
في مواطن الجهاد, كان الأشعري يحمل مسؤولياته في استبسال مجيد مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلمي يقول عنه:
" سيّد الفوارس, أبو موسى"..!!
وانه ليرينا صورة من حياته كمقاتل فيقول:
" خرجنا مع رسول الله في غزاة, نقبت فيها أقدامنا, ونقّبت قدماي, وتساقطت أظفاري, حتى لففنا أقدامنا بالخرق"..!!
وما كانت طيبته وسلامة طويته ليغريا به عدوّا في قتال..
فهو في موطن كهذا يرى الأمور في وضوح كامل, ويحسمها في عزم أكيد..

ولقد حدث والمسلمون يفتحون بلاد فارس أن هبط الأشعري يجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم..
بيد أنهم في صلحهم ذاك لم يكونوا صادقين.. انما ارادوا أن يهيئوا لأنفسهم الاعداد لضربة غادرة..
ولكن فطنة أبي موسى التي لا تغيب في مواطن الحاجة اليها كانت تستشف أمر أولئك وما يبيّتون.. فلما همّوا بضربتهم لم يؤخذ القائد على غرّة, وهنالك بارزهم القتال فلم ينتصف النهار حتى كان قد انتصر انتصارا باهرا..!!

**

وفي المعارك التي خاضها المسلمون ضدّ امبراطورية الفرس, كان لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه, بلاؤه العظيم وجهاده الكريم..
وفي موقعة تستر بالذات, حيث انسحب الهرزمان بجيشه اليها وتحصّن بها, وجمع فيها جيوشا هائلة, كان أبو موسى بطل هذه الموقعة..
ولقد أمدّه أمير المؤمنين عمر يومئذ بأعداد هائلة من المسلمين, على رأسهم عمار بن ياسر, والبراء بن مالك, وأنس بن مالك, ومجزأة البكري وسلمة بن رجاء..
واتقى الجيشان..
جيش المسلمين بقيادة أبو موسى.. وجيش الفرس بقيادة الهرزمان في معركة من أشد المعارك ضراوة وبأسا..
وانسحب الفرس الى داخل مدينة تستر المحصنة..
وحاصرها المسلمون أياما طويلة, حتى أعمل أبو موسى عقله وحيلته..
وأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي, أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة, أمام الطليعة التي اختارها لهذه المهمة.
ولم تكد الأبواب تفتح, وجنود الطليعة يقتحمون الحصن حتى انقض أبو موسى بجيشه انقضاضا مدمدما.
واستولى على المعقل الخطير في ساعات. واستسلم قادة الفرس, حيث بعث بهم أبو موسى الى المدينة ليرى أمير المؤمنين فيهم رأيه..

**

على أن هذا المقاتل ذا المراس الشديد, لم يكن يغادر أرض المعركة حتى يتحوّل الى أوّاب, بكّاء وديع كالعصفور...
يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه.. حتى لقد قال عنه الرسول:
" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"..!
كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله.. قائلا له:
" شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى"..
كذلك لم يكن يشترك في قتال الا أن يكون ضد جيوش مشركة, جيوش تقاوم الدين وتريد أن تطفئ نور الله..
أما حين يكون القتال بين مسلم ومسلم, فانه يهرب منه ولا يكون له دور أبدا.
ولقد كان موقفه هذا واضحا في نزاع عليّ ومعاوية, وفي الحرب التي استعر بين المسلمين يومئذ أوراها.
ولعل هذه النقطة من الحديث تصلنا بأكثر مواقف حياته شهرة, وهو موقفه من التحكيم بين الامام علي ومعاوية.
هذا الموقف الذي كثيرا ما يؤخذ آية وشاهدا على افراط أبي موسى في الطيبة الى حد يسهل خداعه.
بيد أن الموقف كما سنراه, وبرغم ما عسى أن يكون فيه تسرّع أو خطأ, انما يكشف عن عطمة هذا الصحابي الجليل, عظمة نفسه, وعظمة ايمانه بالحق, وبالناس, ان راي أبي موسى في قضية التحكيم يتلخص في أنه وقد رأى المسلمين يقتل بعضهم بعضا, كل فريق يتعصب لامام وحاكم.. كما رأى الموقف بين المقاتلين قد بلغ في تأزمه واستحالة تصفيته المدى الذي يضع مصير الأمة المسلمة كلها على حافة الهاوية.
نقول: ان رأيه وقد بلغت الحال من السوء هذا المبلغ, كان يتلخص في تغيير الموقف كله والبدء من جديد.
ان الحرب الأهلية القائمة يوم ذاك انما تدور بين طائفتين من المسلمين تتنازعان حول شخص الحاكم, فليتنازل الامام علي عن الخلافة مؤقتا, وليتنازل عنها معاوية, على أن يرد الأمر كله من جديد الى المسلمين يختارون بطريق الشورى الخليفة الذي يريدون.
هكذا ناقش أبو موسى القضية, وهكذا كان حله.
صحيح أن عليّا بويع بالخلافة بيعة صحيحة.
وصحيح أن كل تمرد غير مشروع لا ينبغي أن يمكّن من غرضه في اسقاط الحق المشروع. بيد أن الأمور في النزاع بين الامام ومعاوية وبين أهل العراق وأهل الشام, في رأي أبي موسى, قد بلغت المدى الذي يفرض نوعا جديدا من التفكير والحلول.. فعصيان معاوية, لم يعد مجرّد عصيان.. وتمرّد أهل الشام لم يعد مجرد تمرد.. والخلاف كله يعود مجرد خلاف في الرأي ولا في الاختيار..
بل ان ذلك كله تطوّر الى حرب أهلية ضارية ذهب ضحيتها آلاف القتلى من الفريقين.. ولا تزال تهدد الاسلام والمسلمين بأسوأ العواقب.
فازاحة أسباب النزاع والحرب, وتنحية أطرافه, مثّلا في تفكير أبي موسى نقطة البدء في طريق الخلاص..
ولقد كان من رأي الامام علي حينما قبل مبدأ التحكيم, أن يمثل جبهته في التحكيم عبدالله بن عباس, أو غيره من الصحابة. لكن فريقا كبيرا من ذوي البأس في جماعته وجيشه فرضا عليه أبا موسى الأشعري فرضا.
وكانت حجتهم في اختيار أبا موسى أنه لم يشترك قط في النزاع بين علي ومعاوية, بل اعتزل كلا الفريقين بعد أن يئس من حملهما على التفاهم والصلح ونبذ القتال. فهو بهذه المثابة أحق الناس بالتحكيم..
ولم يكن في دين أبي موسى, ولا في اخلاصه وصدقه ما يريب الامام.. لكنه كان يدرك موايا الجانب الآخر ويعرف مدى اعتمادهم على المناورة والخدعة. وأبو موسى برغم فقهه وعلمه يكره الخداع والمناورة, ويحب أن يتعامل مع الناس بصدقه لا بذكائه. ومن ثم خشي الامام علي أن ينخدع أبو موسى للآخرين, ويتحول التحكيم الى مناورة من جانب واحد, تزيد الأمور سوءا...

**

بدأ التحيكم بين الفريقين..
أبو موسى الأشعري يمثل جبهة الامام علي..
وعمرو بن العاص, يمثل جانب معاوية.
والحق أن عمرو بن العاص اعتمد على ذكائه الحاد وحيلته الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.
ولقد بدأ الاجتماع بين الرجلين, الأشعري, وعمرو باقتراح طرحه أبو موسى وهو أن يتفق الحكمان على ترشيح عبدالله بن عمر بل وعلى اعلانه خليفة للمسلمين, وذلك لما كان ينعم به عبدالله بن عمر من اجماع رائع على حبه وتوقيره واجلاله.
ورأى عمرو بن العاص في هذا الاتجاه من أبي موسى فرصة هائلة فانتهزها..
ان مغزى اقتراح أبي موسى, أنه لم يعد مرتبطا بالطرف الذي يمثله وهو الامام علي..
ومعناه أيضا أنه مستعد لاسناد الخلافة الى آخرين من أصحاب الرسول بدليل أنه اقترح عبدالله بن عم..
وهكذا عثر عمرو بدهائه على مدخل فسيح الى غايته, فراح يقترح معاوية.. ثم اقترح ابنه عبدالله بن عمرو وكان ذا مكانة عظيمة بين أصحاب رسول الله.
ولك يغب ذكاء أبي موسى أمام دهاء عمرو.. فانه لم يكد يرى عمرا يتخذ مبدأ الترشيح قاعدة الترشيح للحديث والتحكيم حتى لوى الزمام الى وجهة أسلم, فجابه عمرا بأن اختيار الخليفة حق للمسلمين جميعا, وقد جعل الله أمرهم شورى بينهم, فيجب أن يترك الأمر لهم وحدهم وجميعهم لهم الحق في هذا الاختيار..
وسوف نرى كيف استغل عمرو هذا المبدأ الجليا لصالح معاوية..
ولكن قبل ذلك لنقرأ نص الحوار التاريخي الذي دار بين أبي موسى وعمرو بن العاص في بدء اجتماعهما:
أبو موسى: يا عمرو, هل لك في صلاح الأمة ورضا الله..؟
عمرو: وما هو..؟
أبو موسى: نولي عبدالله بن عمر, فانه لم يدخل نفسه في شيء من هذه الحرب.
عمرو: وأين أنت من معاوية..؟
أبو موسى: ما معاوية بموضع لها ولا يستحقها.
عمرو: ألست تعلم أن عثمان قتل مظلموا..؟
أبو موسى: بلى..
عمرو: فان معاوية وليّ دم عثمان, وبيته في قريش ما قد علمت. فان قال الناس لم أولي الأمر ولست سابقة؟ فان لك في ذلك عذرا. تقول: اني وجدته ولي عثمان, والله تعالى يقول: ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا).. وهو مع هذا, اخو أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم, وهو أحد أصحابه..
أبو موسى: اتق الله يا عمرو..
أمّا ما ذكرت من شرف معاوية, فلو كانت الخلافة تستحق بالشرف لكان أحق الناس بها أبرهة بن الصبّاح فانه من أبناء ملوك اليمن التباعية الذين ملكوا شرق الأرض ومغربها.. ثم أي شرف لمعاوية مع علي بن أبي طالب..؟؟
وأما قولك: ان معاوية ولي عثمان, فأولى منه عمرو بن عثمان..
ولكن ان طاوعتني أحيينا سنة عمر بن الخطاب وذكره, بتوليتنا ابنه عبدالله الحبر..
عمرو: فما يمنعك من ابني عبدالله مع فضله وصلاحه وقديم هجرته وصحبته..؟
أبو موسى: ان ابنك رجل صدق, ولكنك قد غمسته في هذه الحروب غمسا, فهلم نجعلها للطيّب بن الطيّب.. عبدالله بن عمر..
عمرو: يا أبا موسى, انه لا يصلح لهذا الأمر الا رجل له ضرسان يأكل بأحدهما, ويطعم بالآخر..!!
أبو موسى: ويحك يا عمرو.. ان المسلمين قد أسندوا الينا الأمر بعد أن تقارعوا السيوف, وتشاكوا بالرماح, فلا نردهم في فتنة.
عمرو: فماذا ترى..؟أبو موسى: أرى أن نخلع الرجلين, عليّا ومعاوية, ثم نجعلها شورى بين المسلمين, يختارون لأنفسهم من يحبوا..
عمرو: رضيت بهذا الرأي فان صلاح النفوس فيه..
ان هذا الحوار يغير تماما وجه الصورة التي تعوّدنا أن نرى بها أبا موسى الأشعري كلما ذكرنا واقعة التحكيم هذه..
ان أبا موسى كان أبعد ما يكون عن الغفلة..
بل انه في حواره هذا كان ذكاؤه أكثر حركة من ذكاء عمرو بن العاص المشهور بالذكاء والدهاء..
فعندما أراد عمرو أن يجرّع أبا موسى خلافة معاوية بحجة حسبه في قريش, وولايته لدم عثمان, جاء رد أبي موسى حاسما لامعا كحد السيف..
اذا كانت الخلافة بالشرف, فأبرهة بن الصباح سليل الملوك أولى بها من معاوية..
واذا كانت بدم عثمان والدفاع عن حقه, فابن عثمان رضي الله عنه, اولى بهذه الولاية من معاوية..

**

لقد سارت قضية التحيكم بعد هذا الحوار في طريق يتحمّل مسؤليتها عمرو بن العاص وحده..
فقد أبرأ أبو موسى ذمته بردّ الأمر الى الأمة, تقول كلمتها وتخنار خليفتها..
ووافق عمرو والتزم بهذا الرأي..
ولم يكن يخطر ببال أبي موسى أن عمرو في هذا الموقف الذي يهدد الاسلام والمسلمين بشر بكارثة, سيلجأ الى المناورة, هما يكن اقتناعه بمعاوية..
ولقد حذره ابن عباس حين رجع اليهم يخبرهم بما تم الاتفاق عليه..
حذره من مناورات عمرو وقال له:
" أخشى والله أن يكون عمرو قد خدعك, فان كنتما قد اتفقتما على شيء فقدمه قبلك ليتكلم, ثم تكلم أنت بعده"..!
لكن أبا موسى كان يرى الموقف أكبر وأجل من أن يناور فيه عمرو, ومن ثم لم يخالجه أي ريب أوشك في التزام عمرو بما اتفقنا عليه..
واجتمعا في اليوم التالي.. أبو موسى ممثلا لجبهة الامام علي, وعمرو بن العاص ممثلا لجبهة معاوية..
ودعا أبو موسى عمرا ليتحدث.. فأبى عمرو وقال له:

" ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا.. وأقدم هجرة.. وأكبر سنا"..!!
وتقد أبو موسى واستقبل الحشود الرابضة من كلا الفريقين.
وقال:
" أيها الناس.. انا قد نظنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة, ويصلح أمرها, فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين علي ومعاوية, وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها..
واني قد خلعت عليا ومعاوية..
فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم"...
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية, كما خلع أبو موسى عليا, تنفيذا للاتفاق المبرم بالأمس...
وصعد عمرو المنبر, وقال:
" أيها الناس, ان أبا موسى قد قال كما سمعتم وخلع صاحبه,
ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه, وأثبت صاحبي معاوية, فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه, وأحق الناس بمقامه.."!!
ولم يحتمل أبو موسى وقع المفاجأة, فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة..
وعاد من جديد الى عزلته, وأغذّ خطاه الى مكة.. الى جوار البيت الحرام, يقضي هناك ما بقي له من عمر وأيام..
كان أبو موسى رضي الله عنه موضع ثقة الرسول وحبه, وموضع ثقة خلفائه واصحابه وحبهم...
ففيحياته عليه الصلاة والسلام ولاه مع معاذ بن جبل أمر اليمن..
وبعد وفاة الرسول عاد الى المدينة ليجمل مسؤولياته في الجهاد الكبير الذي خاضته جيوش الاسلام ضد فارس والروم..
وفي عهد عمر ولاه أمير المؤمنين البصرة..
وولاه الخليفة عثمان الكوفة..

**

وكان من أهل القرآن, حفظا, وفقها, وعملا..
ومن كلماته المضيئة عن القرآن:
" اتبعوا القرآن..
ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن"..!!
وكان من اهل العبادة المثابرين..
وفي الأيام القائظة التي يكاد حرّها يزهق الأنفاس, كنت تجد أبا موسى يلقاها لقاء مشتاق ليصومها ويقول:
" لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة"..

**

وذات يوم رطيب جاءه أجله..
وكست محيّاه اشراقة من يرجو رحمة الله وحسن ثوابه.ز
والكلمات التي كان يرددها دائما طوال حياته المؤمنة, راح لسانه الآن وهو في لحظات الرحيل يرددها.ز
تلك هي:
" اللهم أنت السلام..ومنك السلام"...



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 06, 2012 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

سيدنا خبيب بن عدى رضى الله عنه و أرضاه *

هو آخر واحد من هؤلاء العشرة والذي أخذه المشركون أسيرا وهو الوحيد الذي بقى على قيد الحياة
أخذه المشركون معهم إلى مكة ليقتلوه أمام أهل مكة . وكانت قد دخلت الأشهر الحرم فقالوا ننتظر حتى تنتهي الأشهر الحرم وكبلوه بالحديد وحبسوه في بيت أحد المشركين و أوصوا زوجة هذا الكافر أن تراقبه .
تخيلوا كانت تقول كنت أرى في يده عنقود العنب وليس في مكة كلها أي عنب . وهذا من قدرة الله عز وجل المهم أن الأشهر الحرم قد انتهت فاخذ الكفار سيدنا خبيب ليقتلوه فخرجت قريش كلها على بكرة أبيها لترى مقتل خبيب فأخذوه وصلبوه على جزع نخلة و أمر أبو سفيان الرماة أن يضربوه بدون أن يقتلوه فانطلقت السهام من كل صوب تجاه خبيب ثم أوقفهم أبو سفيان وذهب إليه قائلا ياخبيب استحلفك بالله أتحب أن تكون في بيتك آمنا ويكون محمد مكانك فتخيلوا أحبابي ماذا قال خبيب قال رضى الله عنه و أرضاه
والله ما احب أن أكون في بيتي آمنا ويشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة في يده افاحب أن يكون مكاني
يـــــــــــــــاه كل هذا الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان ما رأيت أحد يحب أحد كحب أصحاب محمد لمحمد صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال تمن شيئا يا خبيب قال أتمن أن أصلى ركعتين فصلاهم ثم نظر إليهم ودعا الله قائلا . اللهم أحصهم عددا . واقتلهم بددا . ولا تبقى منهم أحدا. فقتلوه رضى الله عنه و أرضاه تخيلوا بعد 20 سنه من وفاته وفى عهد عمر بن الخطاب كان يوحد صحابي اسمه سعيد بن عامر كان والى الكوفة فجاء أهل الكوفة ليشتكوا إلى أمير المؤمنين عمر قائلين إن هذا الوالي به مرض الصرع يكون جالسا فيرتعش ويرتجف ثم يسقط على الأرض فناداه عمر سائلا إياه ماذا يصيبك يا سعيد فقال يا أمير المؤمنين لقد كنت واقفا يوم دعوة خبيب فأصابتني هذه الدعوة فكلما تذكرته حدث لي الذي يحدث
ترون ياأخوانى مدى صدق الخبيب رضى الله عنه و أرضاه
المهم نعود إلى خبيب قبل مقتله قال
ولست أبالي حين اقتل مسلما .............على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشا............يبارك في اوصالى شلو ممزع

اللهم إني قد بلغت رسالتك فبلغ رسولك ما أنا فيه ومات الخبيب رضى الله عنه و أرضاه
ترون مدى حرص أصحاب رسول الله على هذا الدين كلهم يعلمون انهم أصحاب رسالة حتى في موتهم هم أصحاب رسالة رضى الله عنهم جميعا و أرضاهم
نزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا إياه عن مقتل الخبيب فقال وعليك السلام يا خبيب وقال لا يترك الخبيب مصلوبا و أمر أحد الصحابة أن يذهب إلى مكة ليحضر جثته أو يدفنها فذهب أحد الصحابة وانتظر دخول الليل حتى ينام أهل مكة وعندما قام بفك وثاقه إذ بالجسد الطاهر يسقط على الأرض فخاف الصحابي أن تسمع قريش صوت ارتطام الجسد بالأرض فيقول فأسرعت واختبأت فلم أرى أحد فذهبت كي احمل الجسد فلم أجده فبحثت عنه يمنة ويسرة حتى اصبح الصباح ولم أجد الجسد فرجعت إلى رسول الله فأبلغته بالذي حدث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعليك لاعليك فقد دفنته الملائكة
فسمى دفين الملائكة رضى الله عنه و أرضاه
فصلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

* معاوية بن معاوية رضى الله عنه و أرضاه *

هو صحابي غير معروف أو مشهور ولكنه كان طائعا لله عز وحل وكان بينه وبين الله حب غالى فهو غالى على الله أيضا قبل وفاته رضى الله عنه و أرضاه بقليل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين للاستعداد لغزوة تبوك وفى هذا الوقت مرض معاوية مرضا شديدا و أصابته الحمى فأمره الرسول أن يبقى في المدينة ولا يخرج مع الجيش فبقى معاوية ولم يخرج وانتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة وعند رجوعه عسكر الجيش في مكان ما في ليلة شديدة البرودة شديدة الظلام إذ بسيدنا جبريل عليه وعلى رسولنا افضل الصلاة والتسليم ينزل مخاطبا سيدنا محمد قائلا له قم فصلى صلاة الغائب على معاوية الآن
فقال رسول الله الآن قال نعم فقال أفلا ننتظر حتى الصباح فقال يا رسول الله ينتظرك خارج هذه الخيمة صفين من الملائكة كل صف به سبعون ألف ملك لم يهبطوا إلى الأرض قط قبل ذلك عندما انتشر خبر موت معاوية في السماء استأذنوا ربهم ليصلوا خلفك على معاوية فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا فعل معاوية يااخى يا جبريل لكي يبلغ هذه المنزلة فقال جبريل .
ذلك رجل كان يحب سورة قل هو الله أحد . وكان يقول احبها لان فيها صفة الرحمن
فهل تحبونها كما كان يحبها معاوية رضى الله عنه و أرضاه
(( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ))
هي تعادل ثلث القران



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 15, 2012 9:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

أبو هريرة


الصحابى الجليل ، أكثر الصحابة حفظا


و رواية لأحاديث النبى ، كان من العابدين الأوابين و كان يتناوب مع زوجته


و ابنته قيام الليل كله ، توفى عن ثمانى و سبعين سنة فى العام التاسع


و الخمسين للهجرة .




أنس بن مالك


صحابى جليل ، ولد قبل الهجرة بحوالى عشر سنوات ، و أعطته أمه للنبى ليكون فى خدمته ،


لازم النبىى حتى وفاته ، و كان من رواة الأحاديث المشهود لهم ، توفى بالبصرة عام 89 هجريا .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 28, 2012 9:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عبد الرحمن بن عوف [رضي الله عنه]

أما عبد الرحمن بن عوف الذي كان يسمى قبل إسلامه"عبد عمرو, أو عبد الكعبة" فسماه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] "عبد الرحمن", وأمه هي الشفاء بنت عوف أسلمت وهاجرت وقد أسلم عبد الرحمن وهو من الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ثم هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة. إنه من العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أهل الشورى. ولقد آخى الرسول [صلى الله عليه وسلم] بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري بعد الهجرة إلى المدينة .

الإيثار من الأنصار وفضل المهاجرين

إن سعد بن الربيع قال لعبد الرحمن:((يا أخي إنني أكثر الأنصار مالاً فتعالى أقسم بيني وبينك هذا المال وإن لي زوجتين فانظر أيهما تعجبك فأطلقها فتتزوجها بعد انقضاء عدتها)) فقال عبد الرحمن:((بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق فأعمل فخير الكسب عمل المرء)) وتاجر حتى صار أكثر المهاجرين مالاً .

صلاة النبي عليه السلام خلفه

كان عبد الرحمن بن عوف يصلي بالناس فأقبل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الأولى فأكثر الناس التسبيح حتى ينتبه عبد الرحمن أن الرسول يصلي خلفه .

شهادة رسول الله عليه السلام له

لقد شهد له رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالجنة وهو من أهل بدر الذين قيل لهم:((اعملوا ما شئتم فإنه مغفور لكم)) وقد حفظهم الله تعالى . وهو أيضاً من الذين بايعوا النبي [صلى الله عليه وسلم] تحت الشجرة في غزوة الحديبية .

قال تعالى:((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً)) [الفتح : 18]

عبد الرحمن بن عوف والإنفاق في سبيل الله

يقول تعالى:((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) [ آل عمران : 92] . وقد قيل عنه:((إنه كان يسدد عن المدين دينه ويقرض الناس أيضاً ويصبر عليهم)). كانت هذه الآية الجليلة نصب عينيه دائماً فها هو يتصدق بنصف ماله ثم يتبع ذلك بأن يتصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة كما أنه كان يعتق العبيد ابتغاء مرضاة الله حتى قيل إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً .

زهده

روي أنه [رضي الله عنه] كان ذات يوم صائماً فلما حضر الطعام إليه بكى وقال:((قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني وكفن في بردة أن هي غطت رأسه بدت قدماه, وفتل حمزة [رضي الله عنه] وهو خير مني, ولكنا أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا وما أخشاه حقاً أن تكون حسناتنا قد عُجِّلت لنا وظل يبكي حتى ترك الطعام)) .كان زاهداً فقد أوصى عثمان [رضي الله عنه] بالعهد والخلافة له من بعده فقام في الناس وأخذ يدعو الله أن يقبضه إليه قبل أن يتم هذا الأمر له فلم تمضِ إلا ستة أشهر حتى قبضه الله إليه .

تواضعه

ورغم ثرائه إلا أنه كان متواضعاً وزاهداً فكان يمشي بين مماليكه فلا يعرف أنه بينهم من شدة تقشفه وتواضعه. قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في تواضع من كان في ثراء عبد الرحمن:((مَن ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حُلَلِ الإيمان شاء يلبسها)) "رواه الترمذي"

***رضي الله عن عبد الرحمن بن عوف وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***

[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 07, 2013 8:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

خليفة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أبو بكر الصديق [رضي الله عنه]

كان أبو بكر الصديق [رضي الله عنه] أول الخلفاء الراشدين وثاني اثنين إذ هما في الغار، وكان يسمى عبد الله بن أبى قحافة، ويسمى أيضاَ "عتيق"، لأن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بشره من العتق من النار. كما كان يسمى قبيل الإسلام "بعبد الكعبة"، وسمى بعبد الله بعد ظهور نور الله. أما اللقب الشهير"الصديق" فلأنه صدق وحى السماء إلى رسول لله [صلى الله عليه وسلم] في قصة الإسراء والمعراج. وأبو بكر يصغر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بسنتين وعدة أشهر وكان يعمل بالتجارة وكان غنيا يملك المال الكثير وهو صاحب مروءة وإحسان وتفضيل، وهو رجل من احد عشر رجالاَ من قريش كان لهم شرف وفضل وسيادة، واشتهر عنه التواضع والشجاعة.

إسلامه رضي الله عنه

وفي طفولته ذهب به والده في أحد الأيام لزيارة الأصنام التي كانوا يعبدونها، وتركه بعد أن أوصاه أن يقوم برعايتها والصلاة لها، فقال أبو بكر لواحد من الأصنام: إني جائع فأطعمني فاصنع فلم يجبه الصنم بالطلب، فقال ساخراَ: أريدك أن تكسوني ، ولم يجبه ، فأخذ صخرة وألقاها على الصنم فوقع على وجهه .

وأبو بكر أول من أسلم من الرجال، وأسلم على يديه عثمان بن عفان [رضي الله عنه] ، وعبد الرحمن بن عوف [رضي الله عنه] ، وسعد بن أبى وقاص [رضي الله عنه] ، وطلحة بن عبيد الله [رضي الله عنه] .

قريش تؤذى أبا بكر

وحين دخل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] دار الأرقم بن أبي الأرقم يستخفي فيها من قريش ويؤدى بها شعائر دينه هو والمسلمون الأوائل, وقف أبو بكر يدعو لدين الله, فقام الكفار إلى أبى بكر يضربونه حتى سقط مغشياَ عليه, فداسوه بأقدامهم ولم يستطع أحد أن يستنقذه منهم إلا بنو تيم بن مرة عشيرة أبي بكر, وحملوه إلى الدار فلما أفاق رفض أن يتناول الطعام حتى يطمئن على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وطلب من أمه أن تذهب إلى فاطمة بنت الخطاب (شقيقة عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] ) لتسألها عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وكانت فاطمة قد أسلمت هي و زوجها سعيد بن زيد, فجاءته فاطمة وخرج معهما, ولما اطمأن على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , طلب منه أن يدعو لأمه أن تسلم, فدعا لها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , فأسلمت.

جوار ابن الدغنة

أذن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة ودخل أبو بكر في جوار ابن الدغنة من أذى المشركين، ثم طلبت قريش من مجيره أن تكون عبادة أبى بكر داخل بيته، وعاد إلى بيته فبني بها مسجداَ، وراح يقرأ القرآن، فخشيت قريش أن يفتن الناس بالإسلام، فطلبوا من مجيره أن يأخذ منه الجوار أو أن يجعله يكف عن قراءة القرآن بصوت مسموع. فقال له أبو بكر: "إنني أرد عليك جوارك وأدخل في جوار الله.

إنفاق المال في عتق العبيد

يقول تعالى: (وسيجنبها الأتقى (17) الذي يؤتى ماله يتزكى) .

قبيل هجرت أبو بكر [رضي الله عنه] أعتق سبعة كانوا يعذبون لإسلامهم وكان يمتلك أربعين ألف درهم أنفقها، ولم يبق معه وقت هجرته إلا خمسة آلاف فقط.

هجرة الرسول r

يقول تعالى: ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ).

ها هو أبو بكر يخرج مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مهاجراَ معه وسارا معاَ حتى وصلا إلى جبل ثور جنوب غرب مكة. وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما بالطعام في الغار، وظل رسول الله r وأبو بكر في الغار لمدة ثلاثة أيام.

ولأبي بكر أثناء دخولهما الغار موقف جليل حيث إنه قال لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] : انتظر حتى أدخل فأنظر, حتى لا يكون هناك شيء يؤذى النبي [صلى الله عليه وسلم] , بل وقام بسد الثغور بثوبه وبجسده. وقد أخد ما بقى معه من مال وهو خمسة آلاف درهم, وتقول أسماء بنت أبى بكر: إن والد أبيها - وكان كفيفا - قد استاء من هجرة ابنه مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لأنه كان مشركاَ فقامت بوضع الحجارة في كيس النقود وقالت لجدها: ها هو المال قد تركه أبى لنا.

الغزوات

وفي المدينة كانت الغزوات وكان أبو بكر لا يترك رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وقاتل معه في غزوة بدر, وثبت معه يوم أحد ويوم حنين حين فر الناس.

روى أن علي بن أبي طالب قال حين سأله الناس: من أشجع الناس؟ فقال لهم: إنه أبو بكر, لقد كان يوم بدر حين صنعنا للرسول عريشاَ فوقف شاهراَ سيفه على رأس رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يدافع عنه ولا يهوى أحد إليه إلا هوى إليه بسيفه وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاَ أن يقول ربى الله. ومن الآيات البينات التي نزلت في أبى بكر(فأما من أعطى واتقى) حيث كان يعتق العجائز والنساء إذا أسلمن. ونزلت فيه أيضاَ (ولمن خاف مقام ربه جنتان).

وزوج أبو بكر ابنته السيدة عائشة للرسول [صلى الله عليه وسلم] ، وظل أبو بكر طيلة صحبته لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] على نهجه القويم نبراساَ للحق، حتى مرض رسول الله [صلى الله عليه وسلم] واشتد عليه المرض فطلب إلى أبى بكر أن يخرج ليصلى بالناس، ولحق رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالرفيق الأعلى ولما علم أبى بكر بوفاة النبي r دخل عليه وكشف وجهه وقبله وبكى، وخرج إلى المسجد فوجد عمر ينهر الناس الذين يقولون إن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قد مات، فقام أبو بكر إلى الناس وقال لهم: "أيها الناس إن من كان يعبد محمداَ إن محمدا َ قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

المبايعة لأبى بكر بالخلافة

ثم وقف وهو يغالب دمعه يقول للناس: "هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيهما شاتم فبايعوه". فقال عمر وأبو عبيدة: "لا والله، لا يتولى هذا الأمر غيرك فأنت أفضل المهاجرين وثاني اثنين إذ هما في الغار ابسط يدك نبايعك.

حرب الردة

ومنع بعض الناس الزكاة وبدأ من كان إيمانه ضعيفا يرتد عن دينه، وقد ثبت على الإيمان أهل المدينة ومكة والطائف ومهاجرة العرب وبعض المسلمين في بعض الأطراف، فأرسل أبو بكر الجيش بقيادة أسامة بن زيد وخرج يودى الجيش، ومن تواضعه أنه كان يسير بأسامة بن زيد في سرية كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أمره عليها قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكان أسامة يركب على فرسه.

وقال أبو بكر مقولته الشهيرة التي هي دستور المسلمين في الحروب: " لا تخونوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا بالقتلى ، ولا تقتلوا طفلا، ولا شيخا كبيراَ ولا امرأة، لا تعقروا نخلة ولا تحرقوها، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل، وإذا مررتم بالذين يتعبدون في صوامعهم فاتركوهم لشانهم، وعلى هذا فسيروا على بركة الله".

الفتوح في عهد أبى بكر

فتح أبو بكر الصديق اليمامة وقتل مسيلمة الكذاب وأيضاَ الأسود العنسي الكذاب بصنعاء في اليمن, وبث الجيوش إلى الشام والعراق.

لقد كان مسيلمة الكذاب هو الذي ادعى النبوة و أيضاَ الأسود العنسي ادعى ذلك. وكان لأبى بكر فضل محاربة أهل الردة, وقال قولته المشهورة: والله لو منعوني عناقاَ (ولد العنز الصغير) كانوا يؤدونها إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لقاتلتهم على منعها.

ولأبي بكر الصديق مواقف عظيمة منها أنه كان يقوم برعاية امرأة كفيفة البصر.



***رضي الله عن أبى بكر الصديق وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 08, 2013 10:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

أبو عبيدة بن الجراح [رضي الله عنه]

روي عن أنس [رضي الله عنه] أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال عن أبي عبيدة بن الجراح:((إنه أمين هذه الأمة)). الأمين هنا هو الثقة والأمانة صفة لكل صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وإن كان لكل صاحب من أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] سمة اختصه بها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , فقد وصف عثمان بن عفان [رضي الله عنه] بالحياء وعلياً [رضي الله عنه] بالقضاء وقال عن أبي بكر:((لو كنت متخذاً خليلاً لكان أبا بكر)). إنه أول من لقب بأمير الأمراء. يلتقي نسبه مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في فهر"اسم أحد جدوده" كان إسلام أبي عبيدة في بداية الإسلام حين دعاه أبو بكر إلى دين الله ثم هاجر إلى الحبشة واشتاق إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ,فعاد مسرعاً ليسعد بصحبته ثم هاجر إلى المدينة وآخى النبي [صلى الله عليه وسلم] بينه وبين سعد بن معاذ .

غزوة بدر

كانت بطولة أبي عبيدة بن الجراح يوم بدر حتى إن المشركين كانوا يبتعدون عنه في أرض المعركة إلا أن أحدهم وكان فارساً أصر على التصدي له فهجم عليه أبو عبيدة فقتله وكان هذا الفارس الذي قتله أبو عبيدة هو أباه .

القرآن يتلى فيه

رضي الله تعالى عن أبي عبيدة فقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه قرآناً يقول تعالى وهو أصدق القائلين:((لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) [ المجادلة : 22 ] .

موقعة أحد

يوم أحد لما عصى الرماة أمر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وهجم المشركون على المسلمين فاستشهد من المسلمين مَن استشهد وكسرت رباعية النبي [صلى الله عليه وسلم] , وشج في وجهه وكان الدم يسيل على وجهه ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته الشريفة قام أبو عبيدة ونزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجنة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , نزعهما عن النبي [صلى الله عليه وسلم] بفمه فسقطت ثنتاه .

غزوة ذات السلاسل

أرسله رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في مدد إلى عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وقال لعمرو بن العاص [رضي الله عنه] :((إن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال لي"لا تختلفا" والله إنك إن عصيتني يا عمرو فإني أطيعك حباً في رسول الله [صلى الله عليه وسلم] )) فقال عمرو:((أنا الأمير أنت مدد لي)) فقال أبو عبيدة:((لك ما شئت)) .

أمين هذه الأمة

نزل وفد نجران المدينة فقابلهم أبو عبيدة ودعاهم إلى الإسلام فأبوا ولكنهم سألوا عن عيسى عليه السلام فنزلت الآية الجليلة:((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)) [ آل عمران : 59 ] . ولكنهم قالوا لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((إنا نعطيك الجزية وابعث معنا رجلاً أميناً)) فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((قم يا أبا عبيدة بن الجراح)) فلما قام قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((هذا أمين هذه الأمة)) "رواه البخاري" .

جهاده

اشترك في كل الغزوات مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى توفي [صلى الله عليه وسلم] , أما في يوم السقيفة فقد جمع شمل المسلمين على أبي بكر ولقد كان له موقف عظيم حين ولاه عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] لواء المسلمين في حصار دمشق فكتم الخبر عن خالد بن الوليد الذي كان يقود جيش المسلمين حتى انتهت المعركة فعلم خالد فجاءه متعجبًا منه وهو يقول له:((يغفر الله لك أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلماذا لم تخبرني؟ وقد صليت خلفي وأنت القائد والأمير؟))فقال له أبو عبيدة:((لا عليك يا أخي ما كنت لأكسر عليك حربك فو الله إني ما أريد سلطان الدنيا فكل ذلك سيصير إلى زوال وإنما نحن إخوان بأمر الله عز وجل)) .

كان الفرسان من خيرة شباب المسلمين يفرحون ويسعون إلى أن يكونوا تحت قيادته في الحروب, فقد روي أن خالد بن سعيد ذهب إلى أبي بكر الصديق يطلب أن ينضم إلى جيش أبي عبيدة رافضاً أن يكون في جيش ابن عمه يزيد بن أبي سفيان .

أمير الشام

كانت أكبر جيوش الإسلام الجيش الذي تولاه أبو عبيدة بالشام عتاداً وعدداً وكان أهل الشام قد بهرتهم شخصيته وحلمه ورفقه وسعة صدره وحبه للإسلام. وحين قيادته للجيوش قام فيها خطيباً وبعد ما أثنى على الله وحمده قال لهم:((إنني مسلم من قريش والله لو أن فيكم من أحد يفضلني بتقوى إلا ووددت لو كنت في سلاخه"أي في جلده")) ولقد كان لصفاته التي أحبها أهل الشام أثر كبير في تسليم بعض مدن الشام له صلحاً بدون حرب .

فتحه اللاذقية

كانت اللاذقية بسوريا ببلاد الشام محصنة ولها باب عظيم لا يستطيع أحد اقتحامه فأمر أبو عبيدة بحفر حفائر عظيمة يستطيع الفارس المسلم المحارب أن يختفي داخلها وهو على فرسه وأظهر المسلمون أنهم عائدون إلى ديارهم وفي ظلام الليل تسلل المسلمون واستروا في تلك الحفائر وفي الصباح خرج أهالي اللاذقية وهم يظنون أن المسلمين قد انصرفوا عنهم, حين خرج أهالي اللاذقية فوجئوا بالمسلمين يصيحون بهم ويخرجون عليهم وبهذا فتحت اللاذقية .

اليرموك

قبل معركة اليرموك توجه أبو عبيدة ومعه يزيد بن أبي سفيان وبعض المسلمين إلى القائد الرومي ودعوه إلى الإسلام ودعا أيضاً الرسول الرومي الذي أرسله إليه وزير ملك الروم إلى الإسلام فأسلم .

فلسطين

وجاء دور فلسطين ـ بيت المقدس ـ وكان الحصار العظيم حتى طلب الأساقفة منه أن يصالحهم على أن يكتب الصلح أمير المؤمنين ويسلم إليه مفتاح المدينة . وحضر عمر [رضي الله عنه] , كما عرفنا في تاريخ عمر من قبل .

عمر وأبو عبيدة ومعاذ والمال

إنه كان من الفئة التي تحدث عنها القرآن فقال تعالى:((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) [ الحشر : 9 ] .

فقد ذهب عمر بن الخطاب يوماً إلى منزل أبي عبيدة فلم ير عنده إلا لبدا وصفحة وقربة ماء وهو أمير. فتعجب عمر وسأله:((أعندك طعام؟)) فأحضر أبو عبيدة له بعض كسرات من الخبز فلما عاد عمر إلى داره أخذ من بيت مال المسلمين أربعمائة دينار ووضعها في صرة وأرسلها مع غلامه إلى أبي عبيدة وطلب منه أن ينظر ماذا يفعل بها ويأتيه بالخبز . فجاءه الغلام بعد وقت قصير يخبره أنه قسَّم المبلغ وأرسله إلى عدد كبير من الناس المستحقين للمال .

ونفس هذا الموقف النبيل فعله أيضاً الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين أرسل إليه عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] أربعمائة دينار مع غلام. فقام بإنفاقها جميعاً على من يستحقها من الناس . وقالت زوجت معاذ [رضي الله عنه] له:((إنك تنفق المال الذي أرسله لك أمير المؤمنين على المساكين ونحن أهل بيتك أيضاً مساكين فلم لم تعطينا بعضه؟)) فكان ما تبقى دينارين فأعطاهما لها.

هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم وصلى الله على إمامهم وقدوتهم وأسوتهم محمد عليه الصلاة والسلام .

***رضي الله عن أبو عبيدة بن الجراح وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 09, 2013 5:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

جعفر بن أبي طالب [رضي الله عنه]

جعفر بن أبي طالب [رضي الله عنه] هو ابن عم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] و أخو على بن أبي طالب [رضي الله عنه] . اسلم على يدي أبى بكر الصديق [رضي الله عنه] هو وزوجته أسماء بنت عميس ولقد لاقى من قريش هو و زوجته أذى كثيرا .

ولقد هاجر مع من هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى, فلما استقروا هناك أرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة ليعودوا بهم بعد ما حملوا للنجاشي الهدايا هو وبطارقته, وطلبوا إلى النجاشي أن يسلمهم هؤلاء المسلمين, غير أنه رفض بعد أن استمع إلى المسلمين , فقام جعفر فتحدث عن دين الإسلام العظيم, وكيف أنه يحث على مكارم الأخلاق , ويدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد, وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع, وكان النجاشي ينصت باهتمام لما يقول جعفر, ثم طلب من جعفر أن يقرأ عليه بعض ما أنزل على محمد [صلى الله عليه وسلم] .

فقرأ جعفر بعضا من سورة مريم ــ التي تقول قول الحق في عيسى و أمه عليهما السلام ــ فبكى النجاشي والأساقفة أيضا, ثم قال النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة .

والتفت إلى عمرو بن العاص وصاحبه وقال لهما : انطلقا والله لا أسلمهم لكما أبدا, ولكن عمرو أراد أن يوقع بين النجاشي والمسلمـين, وفشلت أيضا خطة عمرو للإيقاع بالمسلمين .

وظل جعفر وأسماء زوجته في جوار النجاشي عشر سنوات, ثم عاد إلى المدينة بعد الهجرة الثانية إلى الحبشة, وكان النبي [صلى الله عليه وسلم] عائدا من فتح خيبر, فلما رآه [صلى الله عليه وسلم] قال : ((ما أدري بأيهما أسر وأفرح, بفتح خيبر أم بقدوم جعفر)) .

كان جعفر رحيما بالفقراء والمساكين .

بعثه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في سرية إلى مؤتة من أرض الروم, وقال لمن معه : يقود السرية زيد بن حارثة, فإن أصيب فجعفر بن أبى طالب, فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة .

وبدأت المعركة فقاتل زيد بن حارثة [رضي الله عنه] حتى اسـتشهد, وأخذ الراية جعفر, وتروي كتب السيرة أن جعفر لما أخذ اللواء بيمـينه فقطعت, فأخذه بشماله فقطعت, فاحتضنه بعضديه حتى قتل, وكان يبلغ من العمر ثلاثا وثلاثين سنة, فأثابه الله جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء .

ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة [رضي الله عنه] وقاتل حتى استشهد فأخذها خالد بن الوليد وانحاز بالمسلمين إلى جبل في الصـحراء التي هي درع العرب, حتى نجا هو ومن معه من المسلمين .

***رضي الله عن جعفر بن أبي طالب وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 20, 2013 10:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

زيد بن ثابت [رضي الله عنه]

كاتب الوحي وجامع القرآن

إنه كاتب الوحي وأحد من جمع القرآن الكريم. لقد أسلم زيد بن ثابت وهو طفل لم يتجاوز الحادية عشرة بعد. ولقد كان لأمه فضل كبير في دفعه للعلم والتدين والجهاد في سبيل الله. ففي غزوة بدر ذهب إلى رسول الله يرجوه أن يخرج معهم في سبيل الله في تلك الغزوة, فلما أشفق عليه الرسول الكريم لصغر سنه ورده رداً كريما حزن الفتي وحزنت أمه أكثر منه. ومن يومها بدأ الصغير في التفكير للعمل على نصرة دين الحق, وكان الله سبحانه وتعالى قد امتن عليه بنعمة الحفظ الجيد والذاكرة القوية ومحبة العلم. إنه يروى عنه كيف كانت سعادته حين أتى به بعض رجال قومه إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأخبروه أنه قد حفظ سبع عشرة سورة من القرآن الكريم. فعرض عليه النبي [صلى الله عليه وسلم] أن يتعلم كتاب اليهود "التوراة" فقد قال له الرسول [صلى الله عليه وسلم] :((يا زيد تعلَّم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهم على كتابي)). فمن تعلَّم لغة قوم أمن شرهم. ويروى أيضاً أنه تعلمه في نحو أسبوعين, وأتقنه تماماً. ثم طلب إليه الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن يتعلم "السريانية" فتعلمها في سبعة عشر يوماً.

الرسول يكلفه بكتابة الوحي

ولما رأى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] براعته وإتقانه في التعلم والحفظ وأمانته ودقته في النقل, مع فهمه لما يقرأ, كلفه [صلى الله عليه وسلم] بكتابة الوحي الذي يتنزل على الرسول الكريم, وهي مهمة عظيمة وجليلة.

يوم السقيفة

وبعد وفاة الرسول [صلى الله عليه وسلم] اجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة, اجتمع المهاجرون والأنصار لاختيار خليفة منهما, فقد قال الأنصار للمهاجرين رجل منا ورجل منكم, ولكن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال رأياً سديداً جعل الناس جميعاً ترضى بحكمه, قال [رضي الله عنه] :((إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره, وإني أرى أن يكون الإمام من المهاجرين ونحن نكون أيضا أنصاره)) .

جمع القرآن

في معركة اليمامة أثناء حرب الردة قتل عدد كبير من حفظة القرآن . . . بعث إليه خليفة المؤمنين أبو بكر [رضي الله عنه] وكان عنده عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فقال له:((يا زيد إن عمر أخبرني أن عدداً كبيراً من حفظة القرآن قد قتلوا وإنه يعرض عليَّ أن نقوم بجمع القرآن, فما رأيك يا زيد؟)). قال زيد:((كيف نفعل شيئاً لم يفعله الرسول [صلى الله عليه وسلم] ؟)). ولكن عمر [رضي الله عنه] ظل يناقش زيداً حتى شرح الله صدره لذلك, فقال مثل مقالة عمر. وهنا أمر أبو بكر بتتبع القرآن وجمعه. ويقول زيد عن ذلك:((فتتبعت القرآن من صدور الرجال)). وظل هكذا حتى جمعه وأودعه عند أبي بكر حتى توفي, فكان عند عمر, ثم عند السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها .

كتابة المصحف

وكان له دوره أيضا في كتابة المصحف الشريف في عهد عثمان [رضي الله عنه] . أرسل عثمان [رضي الله عنه] "أمير المؤمنين" إلى السيدة حفصة بنت عمر يطلب إليها الصحف لينسخها في مصحف, وأمر زيد وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ثم أعاد عثمان [رضي الله عنه] الصحف إلى السيدة حفصة رضي الله عنها .

شيخ المقرئين

زيد بن ثابت هو شيخ المقرئين, ومفتي المدينة. كان زيد أعلم الناس بعلم المواريث, وقد روي عن أنس بن مالك [رضي الله عنه] عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه قال:((أفرض أمتي زيد بن ثابت)) "رواه أحمد والنسائي". قال عنه ابن عباس [رضي الله عنهم] :((لقد علم الحفَّاظ من أصحاب محمد [صلى الله عليه وسلم] أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم)). لقد أخذ عبد الله بن عباس [رضي الله عنهم] بركات زيد - قاد له دابته - فقال له زيد:((تنح يا ابن عم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] )). فقال:((إنا كذلك نفعل بعلمائنا وكبرائنا)). وعند موته قال بن عباس [رضي الله عنهم] :((لقد دفن اليوم علم كثير)) .

***رضي الله عن زيد بن ثابت وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 28, 2013 7:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الفاروق عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]

لعمر بن الخطاب منزلة عظيمة ومكانة رفيعة أيضا في رفع صرح الإسلام . كان عمر الخليفة العادل [رضي الله عنه] يؤدي الحقوق إلى أصحابها , وكان زاهدا وعابدا ناسكا , قويا أمينا , هو بحق إمام المتقين .فعمر شخصية فريدة في نوعها فذة , عظمة في بساطة , يقين في قوة , قوة في عدل , ورحمة ورأفة بجميع المسلمين .

قوته وبطشه

كان عمر في الجاهلية تاجرا مشهورا من أشراف قريش , وكان سفيرا لقريش في الحرب والسلم , والغريب أنه كان من أشد الناس عداوة لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] , لدرجة أنه كان يعذب جارية بني مؤمل حتى اشتراها أبو بكر وأعتقها .

إسلامه رضي الله عنه

خرج عمر يسعى إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يبغي قتله , بعدما هاجر المسلمون إلى الحبشة ، فقابل صديق له ، فلما علم عمر قال له : (( ألا تذهب لقتل أختك وزوجها سعيد بن زيد فقد أسلما)) فأسرع إليهما والغضب يكاد يذهب بعقله ، فلما دخل عليها وكان عندها قوم يقرأون القرآن فاختبئوا منه رعبا وخوفا ، فضرب شقيقته وزوجها فلما رأى الدم يسيل من وجه شقيقته أخذته الرأفة بها فقال لها ((أريني الصحيفة التي كانت معك)) فرفضت فاطمة بنت الخطاب أن تعطيها له حتى يتوضأ ويغتسل ، فجعل فأعطته الصحيفة فتغير حال عمر حين قرأ القرآن .

بسم الله الرحمن الرحيم

(طـه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3)) [ طــه : ا-3]

وأشرق نور الإيمان في قلب عمر حين قرأ القرآن ، فأسلم عمر وأعلن إسلامه ، وذهب إلى أبى جهل وأخبره أنه تبع دين محمد [صلى الله عليه وسلم] ، دين الحق ، وكان إسلام عمر بعد إسلام حمزة عم الرسول [صلى الله عليه وسلم] بثلاثة أيام . كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يدعو الله أن يعز ويؤيده بإسلام عمر ، وبإسلام حمزة وعمر أصبح المسلمون يجهرون بإسلامهم وصلاتهم .

هجرة عمر رضي الله عنه إلى المدينة

حين هاجر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلى المدينة ومعه أبو بكر ، أخذت قريش تؤذي وتمنع من يخرج للهجرة من المسلمين ، ولكن عمر [رضي الله عنه] هاجر وهو متقلد سيفه ، وقد حمل قوسه وأسهمه في يده وذهب إلي الكعبة وطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ودار يحول أشراف مكة واحدا واحدا ، وهم يومئذ أهل شرك ، وقال لهم : ((من أراد أن تثكله أمه (أي تفقده) وييتم ولده ، وترمل زوجته ، فليحقني وراء هذا الوادى فما تبعه أحد فليحقني وراء هذا الوادي)) فما تبعه أحد.

شهد الفاروق عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] كل الغزوات مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . وحين حضرت أبو بكر [رضي الله عنه] الوفاة ، أوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب [رضي الله عنه] . وكان عمر قد وضع دستور للناس كله عدل وصدق وأمان ، فها هو يقول للناس ((إن الله قد ابتلاكم بي وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم)) . وأخبر الناس أن سوف يحسن إلي من أحسن ، ويعاقب من يسيء ، وطلب منهم إذا رأوا فيه اعوجاجا أن يقوموه . فقال له أحدهم: ((والله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا)) . فلم يغضب عمر قائلا ((الحمد لله الذي جعل الأمر شوري بينكم وبيني)) .

خلافة عمر العادل الزاهد

لعمر بن الخطاب موقف غاية في الإنصاف والعدل . جاء أحد المصريين إلى الخليفة العادل عمر [رضي الله عنه] يشكو عمرو بن العاص وابنه الذي كان بينهما سباق بالخيل , فسبق المصري ابن عمرو بن العاص. فلما غضب ابن عمرو بن العاص قام بضرب المصري بالسوط وهو يقول له :((خذها وأنا ابن الأكرمين)). فذهب المصري إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] لكي يشكو إليه ما فعله ابن عمرو بن العاص , فأرسل عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] إلي عمرو بن العاص وابنه ليحضرا إليه. . . فلما وصلا إليه وقدما عليه أعطى للمصري سوطا وطلب منه أن يضرب ابن عمرو بن العاص وهو يقول له : ((اضرب ابن الأكرمين, فأخذ المصري السوط وضرب ابن عمرو بن العاص)). وقال عمر قولته الشهيرة :((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)).

وجعل لكل فرد في الدولة راتباً يكفيه, كما كان يعفي من أهل الكتاب من لا يستطيع دفع الجزية, بينما كان يسير وهو في المدينة وثوبه به أكثر من عشرين رقعة.

لعمر قصة شهيرة مع أحد الرعية, وقف ذات يوم على المنبر ليخطب في الناس , فقال له أحدهم:((والله لا نستمع إليك وقد ميزت نفسك علينا يا أمير المؤمنين, فأعطيت لكل واحد منا جلباباً واحداً وأخذت لنفسك جلبابين)), فنادى عمر رضي الله عنه على ابنه عبد الله ليقول له :(( يا عبد الله, من صاحب الجلباب الثاني؟)) فيقول عبد الله:((إنه لي يا أمير المؤمنين, ولكنى تركته لك)) فأكمل عمر:((وانتم كما تعلمون أنني رجل طوال"طويل القامة" وكان الجلباب الأول قصيراً ,فأعطاني ولدي جلبابه فأطلت به جلبابي)) فيعتذر إليه الرجل وهو يقول له :((الآن نسمع لك يا أمير المؤمنين ونطيع)).

صفاته رضي الله عنه

كان عمر قوياً في الحق, رحيماً بالفقراء والمساكين, وكان ذا شخصية مهيبة, ورغم ذلك كان سريع البكاء والخشوع بين يدي ربه , وصاحب فراسة نادرة وعجيبة, فذات مرة حدث أنه كان يخطب خطبة الجمعة والناس يستمعون إليه إذ به ينادي بأعلى صوته:((يا سارية الجبل"أي الزم الجبل وأعط ظهرك إليه لكي تحذر عدوك من خلفك"ومن استرعى الذئب ظلم)).وعاد يكمل خطبته وصلى بالناس. وبعد الصلاة سأله علي [رضي الله عنه] :((سمعناك تنادي"يا سارية الجبل" ؟)). فقال عمر((أو سمعتني يا علي؟)), فقال علي بن أبي طالب ((وكل من في المسجد سمعك)),فقال عمر [رضي الله عنه] ((لقد رأيت كأن المشركين التفوا حول المسلمين وكادوا يهزمونهم, وهم يمرون بجبل, فلو اتجهوا إليه انتصروا على المشركين, وإن تركوه هلكوا وانهزموا, فصحت بهم "الجبل الجبل")). وبعد مرور شهر على تلك الخطبة جاءه البشير فقال لهم ((إنهم سمعوا في ذلك اليوم صوتاً يشبه صوت عمر بن الخطاب وهو يقول "يا سارية الجبل الجبل" واتجهنا إليه, وفتح الله علينا بالنصر)).

الزهد والتقشف والورع والنزاعة

في عام الرمادة, كان هذا العام هو عام المجاعة الشديدة, أمر عمر بذبح جزور وتوزيع لحمه على أهل المدينة, فأُبقيَ لأمير المؤمنين جزء طيب من لحمه وعند الغداء وضع أمامه, فقال:((بئس الوالي إن أكلت أنا أطيب ما فيها وتركت للناس عظامها)) وأمر فرفعت من أمامه وطلب الخبز والزيت.

في إحدى جولاته التفـتيشية التي كان يفاجئ بها الأسواق وجد أبلاً سمينة, فسأل لمن هذا؟ فقالوا:((إنها إبل عبد الله بن عمر)) فانتفض عمر بشدة وأرسل في طلب ابنه عبد الله .وسأله:((من أين لك بثمنها؟)) فقال عبد الله:((اشتريتها بمالي لأتاجر فيها)) فقال عمر:((ارجعها إلى بيت مال المسلمين, وخذ ما دفعته فيها فقط)) .

وعبد الله بن عمر [رضي الله عنهم] كان من الأتقياء الصالحين, وهو من رواة الأحاديث. وقد رفض عمر [رضي الله عنه] إلحاح أصحابه كي يوليه منصباً من مناصب الدولة, أو أن يرشحه للخلافة.

تواضعه رضي الله عنه

تذكرون حين وفد بعض التجار إلى المدينة ونصبوا خيامهم على مشارفها, فلما خرج عمر ومعه عبد الرحمن بن عوف ليتفقد أحوال القافلة وجلسا على مقربة من القافلة.وقال عمر لعبد الرحمن [رضي الله عنه] :((سنمضي هنا بقية الليل نحرس ضيوفنا)). ولكن سمع صوت بكاء طفل فقام ليتبع الصوت, وقال لأم الطفل:((اتقي الله يا هذه, وأحسني إلى طفلك)) فقالت له المرأة:((إني أفطمه, ولهذا يبكي)) فقال لها عمر:((كيف تفطمينه وهو صغير هكذا؟)) فقالت له المرأة:((لأن أمير المؤمنين لا يعطي الراتب للطفل الرضيع ويعطيه للفطيم فقط)) .

ويروى عن عبد الرحمن بن عوف أن أمير المؤمنين عمر في تلك الليلة حين صلى بالمسلمين الفجر لم يستطع الناس أن تتبين قراءته من شدة بكائه. . . وظل يردد:((كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر)). وأمر المنادي أن ينادي في الناس :((لا تعجلوا بفطام أطفالكم)) فقد أمر أمير المؤمنين لكل وليد براتب وكسوة وطعام .

عدله مع أهل الكتاب

ها هو عمر يسطر أكبر شهادة للإسلام أنه دين التسامح والإخاء والمودة والسلام والرحمة. حدث ذلك حين طلب أساقفة بيت المقدس تسليمها إلى أمير المؤمنين بنفسه, فحضر إليهم وكتب لهم أماناً على أنفسهم وأولادهم وأموالهم وجميع كنائسهم لا تهدم ولا تسكن. وحين أذن مؤذن للصلاة وكان عمر جالساً في كنيسة القيامة خرج مسرعاً ليصلي خارج الكنيسة في الأرض الفضاء أمامها, وقال للبطاركة:((لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي وقالوا "هنا صلى عمر")).

وكان العهد الذي سطره التاريخ لعمر منذ ألف وأربعمائة سنة ونيف يقول لأهل إيلياء:((هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين, أعطاهم الأمان)) .

عمر رضي الله عنه ونظام الحكم

كان عمر هو الذي أنشأ الحكومة وجعل لها الدواوين ونظم فيها الإدارة والقضاء وجعل فيها بيت المال, وهو الذي أشار بوضع علم النحو لحفظ اللغة العربية, كما أنه ألح على أبي بكر في جمع القرآن الكريم وبدأ أبو بكر بجمع القرآن الكريم, ولما توفى أكمل عمر حتى كان عهد عثمان [رضي الله عنه] , فكان المصحف الذي نعرفه الآن .

الخليفة العادل يعظ أحد الرعية

ولكن ما هي قصة الرجل الذي وعظه عمر بلطف وإنسانية ؟؟؟؟

كان هذا الرجل يشرب الخمر, ولما سأل عنه عمر فقيل له:((إنه لا يكاد يتركها)). فتألم عمر لذلك فكتب إلى الرجل يقول له((إني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير" [غافر: 3] )). فلما وصلت الرسالة إلى الرجل أخذ يردد هذه الآية حتى تاب الله عليه. فامتنع عن شرب الخمر, فلما بلغ خبره عمر قال للناس:((هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل, فسددوا وادعوا الله أن يتوب عليه ولا تعينوا الشيطان عليه)) .

مصر وعروس النيل

ذهب أهل مصر إلى عمرو بن العاص بعدما فتح مصر في شهر بؤونة فأخبروه أن النيل لا يجري بالخير إلا إذا ألقوا فيه عروساً جميلة, إنسانة حية وتكون في أبهى زينة وأجمل ثياب وتتحلى بالحلي, وظلوا يلحون على عمرو بن العاص ثلاثة أشهر كاملة, فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يسأله في أمرهم هذا؟ فأرسل عمر بن الخطاب رسالة قال فيها:((من عبد الله عمر إلى نيل مصر, أما بعد فإن كنت تجري من قِبَلك فلا تجرِ, وإن كنت تجري من قِبَل الله تعالى, فنسأل الله العظيم أن يجريك)) وبعدما ألقيت فيه ورقة عمر, أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً .

عدل عمر وحكمته

في أحد الأيام أحضروا لعمر غلماناً قد سرقوا ناقة رجل, ورآهم عمر وأجسامهم ضئيلة وهزيلة, والبؤس باد عليهم, ووجوههم صفراء, فأحضر سيدهم وقال له:((لقد كدت أعاقبهم لولا علمي أنك تجيعهم, فلما جاعوا سرقوا, ولن أعاقبهم بل أعاقبك أنت, وعليك أن تقوم بدفع ثمنها إلى الرجل)) وقال للغلمان:((اذهبوا ولا تعودوا لمثل هذا مرة ثانية)) .

وفاة عمر رضي الله عنه

وهكذا ظل عمر يحكم بالعدل والإنصاف ويعيش تقشفاً زاهداً حتى كان ذات يوم يصلي بالناس فاختبأ له غلام مـجوسي"من عبدة النار" يسمى أبا لؤلؤة وطعن عمر بخنجر, ولما قبض عليه انتحر .

***رضي الله عن عمر بن الخطاب وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء فبراير 05, 2013 8:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه]

عبد الله بن مسعود فقيه أمة الإسلام من السابقين الأولين إلى الإسلام, هاجر الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة وشهد بدراً وهو من رواة الأحاديث. عبد الله بن مسعود هو سادس من أسلموا .

إسلامه

كان من أجود الناس ثوباً وأطيبهم رائحة, وقصة إسلامه أنه كان يرعى أغنام سيد من سادات قريش, وذات يوم مر به رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأبو بكر الصديق [رضي الله عنه] فقال:((يا غلام هل من لبن؟)). فقال بن مسعود:((نعم, ولكني مؤتمن على ما معي)). فقال [صلى الله عليه وسلم] :((فهل معك شاة لا تدر لبناً؟)). قال ابن مسعود:((فأعطيته إحداها فمسح ضرعها فنزل اللبن فحلب في إناء فشرب وسقى أبا بكر)). ثم قال للضرع:((أمسك عن إنزال اللبن)). فأمسك. فأسلم لما عرف أن هذا لا يصدر إلا عن نبي, وجعل نفسه في خدمة النبي [صلى الله عليه وسلم] .

جهره بالقرآن

إن عبد الله بن مسعود أول من جهر بالقرآن الكريم بعد الرسول [صلى الله عليه وسلم] بمكة. ذلك حين اجتمع بعض أصحاب النبي وقالوا:((نريد أن نسمع قريشاً القرآن)). فقال عبد الله بن مسعود:((أنا الذي سوف يجهر بالقرآن)). فقالوا له:((أننا نخشى عليك منهم)). فقال:((إن الله سيمنعني)). فقام ابن مسعود في ضحى اليوم التالي وقريش مجتمعة في نواديها وأخذ يقرأ سورة الرحمن رافعا بها صوته, فقاموا إليه يضربونه على وجهه. وكان عبد الله بن مسعود من المقربين إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . شهد ابن مسعود المشاهد مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . ولقد أوصى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] الناس أن يتعلموا القرآن من عبد الله بن مسعود فقال:(( تعلموا القرآن من ابن أم عبد)). وهو بن مسعود. قال عبد الله بن مسعود:((والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)) "البخاري" .

الرسول يحب سماع القرآن من ابن مسعود

روى مسلم عن عبد الله بن مسعود أنه قال:((قال لي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :"اقرأ علي القرآن" قلت:"يا رسول الله, أقرأ عليك وعليك أُنزل؟" قال:"إني أشتهي أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت:"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" [ النساء: 41] فقال:"حسبك"(أي كفى) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان)). كان ابن مسعود يقتني سواكاً من الأراك, وكان صغير الساقين, فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه. فقال رسوا الله [صلى الله عليه وسلم] :((مم تضحكون؟)). فقالوا:((يا نبي الله من دقة ساقيه)). فقال: ((والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحد)) أي من جبل أحد. أي في ميزان حسناته يوم القيامة. كان ابن مسعود ملازماً للنبي [صلى الله عليه وسلم] حتى توفاه الرحمن, فحزن عليه ابن مسعود حزناً عظيماً .

الفاروق عمر وابن مسعود

بعث أمير المؤمنين عمر الفاروق عمر [رضي الله عنه] لأهل الكوفة عماراً أميراً, وابن مسعود وزيراً ومعلماً, وأنه كتب إليهم يقول لهم:((إن عمار وابن مسعود من أهل بدر, ومن خير أصحاب النبي [صلى الله عليه وسلم] فاسمعوا لهما واقتدوا بهما)), وإنه قال في آخر رسالته إلى أهل الكوفة:((والله لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي)) .

خوفه وتواضعه

والأحاديث كثيرة أيضاً في خوفه من الله جل علاه. ومن تواضعه أنه خرج ذات يوم فأتبعه ناس, فقال لهم:((ألكم حاجة؟)), فقالوا:((لا, ولكننا نريد أن نسير معك)), فقال لهم:((ارجعوا فإن ذلك ذلة للتابع وفتنة للمتبوع)) وقد روى قيس بن جبيـر عنه قال عبد الله:((حبذا"أي نِعْمَ" المكروهان الموت والفقر و أيم الله إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت إن حق الله في كل واحد منهما واجب وإن كان الغني إن فيه للعطف على المساكين وإن كان الفقر إن فيه للصبر)) .

من أقواله المأثورة

كانت تجري الحكمة على لسانه. ومن ذلك أنه قال:((ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية لله)), وقد أتاه رجل فقال له:((علمني يا ابن مسعود كلمات لكن جوامع نوافع)), فقال ابن مسعود:((لا تشرك بالله شيئا, ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً, ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيباً قريباً)) .

ابن مسعود يتحدث عن فضيلة الصمت

قال أيضا:((والله الذي لا إله سواه ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان)), وقال له رجل:((أوصني يا ابن مسعود)), فقال:((فليسعك بيتك, واكفف لسانك وابك على ذكر خطيئتك)), وعنه أيضا أنه قال:((ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس, واجتنب المحارم تكن من أورع الناس وأد ما افترض عليك تكن من أعبد الناس)). من زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع لا يسبق بطئ بحظه ولا يدرك حريص ما لم يُقَدَّر له فمن أعطى خيراً فالله أعطاه ومن وُقي شراً فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة .

وفاته

وحين مرض عبد الله مرض الموت عاده "زاره" عثمان [رضي الله عنه] . وسأله:((مم تشتكي يا عبد الله؟)) قال:((ذنوبي)) قال عثمان:((فما تشتهي؟)) قال عبد الله:((رحمة ربي)) قال:((ألا آمر لك بطبيب؟)) قال عبد الله:((الطبيب أمرضني)) قال:((ألا آمر لك بعطاء؟)) قال:((لا حاجة لي فيهم)) "من سير أعلام النبلاء" .

***رضي الله عن عبد الله بن مسعود وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 21, 2013 7:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الزبير وطلحة

يرتبط ذكرالزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين ، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه ، وتحدث عنهما الرسول قائلا :( طلحة والزبيـر جاراي في الجنة ) ، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لإختيار خليفته 000

أول سيف شهر في الإسلام

أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة ، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام ، وقد كان فارسا مقداما ، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام ، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة كالإعصار ،وفي أعلى مكة لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله ماذا به ؟000فأخبره النبأ000 فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب

إيمانه وصبره

كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ، ويناديه :( اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب )000فيجيب الفتى الغض :( لا والله ، لا أعود للكفر أبدا )000ويهاجر الزبير الى الحبشة الهجرتين ، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000

غزوة أحد

في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة ، ندب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الزبير وأبوبكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته ، فقاد أبوبكر والزبير -رضي الله عنهما- سبعين من المسلمين قيادة ذكية ، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين ، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين000

بنو قريظة

وفي يوم الخندق قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟)000فقال الزبير :( أنا )000فذهب ، ثم قالها الثانية فقال الزبير :( أنا )000فذهب ، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـر :( أنا )000فذهب ، فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- :( لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريَّ وابن عمتي )000
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أرسل الرسول الزبيـر وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان:( والله لنذوقن ماذاق حمزة ، أو لنفتحن عليهم حصنهم )000ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصـنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه000

يوم حنين

وفي يوم حنين أبصر الزبيـر ( مالك بن عوف ) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة ، أبصره واقفا وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم ، فاقتحم حشدهم وحده ، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمين العائدين من المعركة000

حبه للشهادة

كان الزبير بن العوام شديد الولع بالشهادة ، فهاهو يقول :( إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وقد علم ألا نبي بعد محمد ، وإني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون )000
وهكذا سمى ولده عبد الله تيمنا بالشهيد عبد الله بن جحش
وسمى ولـده المنـذر تيمنا بالشهيد المنـذر بن عمـرو
وسمى ولـده عـروة تيمنا بالشهيد عـروة بن عمـرو
وسمى ولـده حمـزة تيمنا بالشهيد حمزة بن عبد المطلب
وسمى ولـده جعفـراً تيمنا بالشهيد جعفر بن أبي طالب
وسمى ولـده مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عميـر
وسمى ولـده خالـدا تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد
وهكذا أسماهم راجيا أن ينالوا الشهادة في يوم ما000

وصيته

كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته ، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا :( إذا أعجزك دين ، فاستعن بمولاي )000وسأله عبد الله :( أي مولى تعني ؟)000 فأجابه :( الله ، نعم المولى ونعم النصير )000يقول عبدالله فيما بعد :( فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقضي دينه ، فيقضيه )000

موقعة الجمل

بعد استشهاد عثمان بن عفان أتم المبايعة الزبير و طلحة لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان ، وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري 000 طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة :( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟)0ثم قال للزبير :( يا زبير : نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك : يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟0فقلت : ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟000فقال لك : يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم )000 فقال الزبير :( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )000
وأقلع طلحة و الزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته 000

الشهادة

لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه ، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا :( بشر قاتل ابن صفية بالنار )000وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول :( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله )000
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا :( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم :( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )000ثم نظر الى قبريهما وقال :( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )0000



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 22, 2013 8:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

علي بن أبى طالب [رضي الله عنه]

علي بن أبى طالب [رضي الله عنه] هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو أول هاشمي من أبوين هاشميين، وبنو هاشم اشتهروا بالنبل والشجاعة والقوة والنعمة والإحسان والذكاء. وهو ابن عم الرسول [صلى الله عليه وسلم] ، وأول من أسلم من الصبيان حيث كان في العاشرة من عمره وهو أبو الحسن والحسين [رضي الله عنهم] سيدا شباب أهل الجنة وقد تزوج من السيدة فاطمة الزهراء"رضي الله عنها" بنت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، وقد تربي في بيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وقد ولد في داخل الكعبة وحين أذن الله تعالي لرسوله ومصطفاه [صلى الله عليه وسلم] بالهجرة إلى المدينة بذل نفسه فنام في فراش رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مضحيا بنفسه وروحه فحسبته قريش رسول الله [صلى الله عليه وسلم] .لقد كان هذا الموقف فدائياً فلما علمت قريش أنها خدعت قامت بإيذائه ولم يبال بهم وراح يرد الأمانات التي وكله رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بردها إلي أصحابها قبيل أن يهاجر ويلحق برسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالمدينة.

غزوتي بدر وأُحد

فى غزوة بدر صاح حامل لواء المشركين أبو سعد بن أبي طلحة قائلاً :((هل في المسلمين من مبارز؟)) فخرج له علي [رضي الله عنه] وتبارزا فضربه ضربة واحدة فسقط على الأرض ولكنه لم يقتله وبعد انتهاء القتال اقترب الرسول [صلى الله عليه وسلم] من علي [رضي الله عنه] وراح يساعد في تضميد جراحه الكثيرة.

وبعد النصر والبطولة في غزوة بدر كانت غزوة أُحد وحين سقط اللواء من يد مصعب بن عمير دعا الرسول [صلى الله عليه وسلم] علياً ليحمل اللواء وحمل علي [رضي الله عنه] اللواء بيده ويده الأخرى كانت قابضة علي السيف الذي كان يسمى "ذو الفقار".

غزوة الخندق

وفى غزوة الخندق نادي عمرو بن ود علي المسلمين:((مَن يبارزني؟)) وعمرو بن ود"فارس قريش" فقال علي [رضي الله عنه] :((أنا أخرج له يا رسول الله)) فأجلسه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فنادي عمرو بن ود مرة ثانية ساخراً :((هل من رجل يبارزني؟ أين جنتكم التي تدعون أنكم سوف تدخلونها إذا قُتلتم؟ لماذا لا تُخرجون لي رجلاً يدخل تلك الجنة المزعومة؟)). فقال علي [رضي الله عنه] :((أنا له يا رسول الله والرسول)) والرسول يقول له:((اجلس يا علي إنه عمرو بن ود)) فيرد علي واثقاً بصر الله وشجاعته في ثالث مرة:((أنا أقدر عليه)) فأذن له رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . فلما نظر إليه عمرو بن ود استصغره فقال له:((إنني أكره أن أقتلك)) ولكن علي قال له:((إنني أدعوك إلى دين الله الحق أو أن ترجع إلى بلادك)) فسخر منه عمرو بن ود وقال((أجبناً منك؟! ما تعرض علي إنني أكره أن أقتلك)) فقال له علي:((ولكني والله أحب أن أقتك)) واقترب منه علي وضربه فقتله وسمع الرسول [صلى الله عليه وسلم] والمسلمين تكبيرة علي .

علي صاحب راية فتح خيبر

إنه صاحب الراية الذي يفتح الله عليه يوم خيبر فقد فتح على يديه حصن"ناعم" الذي هو أقوى حصون خيبر .

أبو بكر وعلي

وبعد وفاة الرسول [صلى الله عليه وسلم] , كان أبو بكر يستشيره في عظائم الأمور وكان يقول له:((أفتنا أبا الحسين)). كذلك كانت مكانته عند الفاروق عمر وكان يقول له:((لولا علي لهلك عمر)). وأيضاً كان كذلك عثمان [رضي الله عنه] .

خلافته

وبايع الناس علياً بالخلافة بعد مقتل عثمان [رضي الله عنه] وهم يقولون له:((نحن لا نرى أحداً أحق بالخلافة منك)) فبايعه الأنصار والمهاجرون وتخلف عن مبايعته نفر .

تقواه وورعه

لقد أفرغ بيت المال وقسمه على المستحقين وأمر فغسل بيت المال بالماء وقام فصلى ركعتين, وكان المعنى من هذا زهده وتواضعه أراد أن يبدأ عهده بأن يعرف الناس أن الآخرة هي خير وأبقى كما رفض أن يسكن في قصر الإمارة, كان الإمام علي يمشي في أسواق الكوفة ـ وهو الخليفة ـ فيساعد الضعيف ويعين الشيخ المسن فيحمل عنه حاجته, فإذا ما قال له أصحابه:((عنك يا أمير المؤمنين)) يقول:((قال تعالى"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين")). ويشتري طعامه وحاجات أهل بيته ويرفض أن يحملها عنه أحد وكان يلبس ثوباً زهيداً ويركب حماراً وقد تدلت على جانبيه ساقاه, وقد وصفه خامس الخلفاء الراشدين"عمر بن عبد العزيز" فقال عنه:((كان الإمام علي [رضي الله عنه] أزهد الناس في الدنيا)) .

عدله وسماحته رضي الله عنه

الإمام علي [رضي الله عنه] وجد درعه عند رجل نصراني فذهب معه إلى القاضي يحتكما إليه وقال له:((إنها درعي ولم أعطها له لا هبة ولا بيعاً ولكن هذا الرجل يدعي أنها ملكه هو)) فقال القاضي شريح لأمير المؤمنين:((ولكن يا أمير الؤمنين هل عندك بينة؟)) فتبسم علي [رضي الله عنه] وقال للقاضي:((لقد أصبت فإنه ليس لدي بينة)) فحكم القاضي بالدرع للرجل النصراني فأخذها الرجل ومضى, ولكنه عاد يقول:((والله أن هذا لأحكام الأنبياء وإنها والله حقاً لأمير المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا الدرع هي درع أمير المؤمنين)). فقال له علي [رضي الله عنه] :((والدرع هبة مني إليك)) وحسن إسلام الرجل .

ثقافته وعلمه

والإمام علي [رضي الله عنه] وصف بأنه كان نابغاً في الأدب والبلاغة والفقه والشريعة بل إنه كان أقضى أهل زمانه وأعلمهم بالفقه وإخراج الأحكام من القرآن والأحاديث .

الشهيد أبو الشهداء

واستشهد البطل والخليفة والإمام خرج ينادي لصلاة الفجر فخرج عليه عبد الرحمن بن مُلجم من الخوارج وكان قد اتفق مع اثنين على قتل الإمام علي ومعاوية بالشام وعمرو بن العاص بمصر . وكان السيف مسموماً فطعنه به .وحُمل علي [رضي الله عنه] إلى داره فطلب منه حامليه أن يرجعوا إلى المسجد ليصلوا صلاة الفجر ثم يعودوا إليه وحين رأى قاتله والناس ممسكة به قال لهم:((لا تقتلوا بي سواه إن الله لا يحب المعتدين أحسنوا إليه وأكرموه فإن عشت فأنا أولى بدمه قصاصاً أو عفواً وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين)) , ثم إن الناس ألحوا عليه أن يستخلف ابنه الحسن وهم يقولون له:((ماذا تقول لربك إن لقيته دون أن تستخلف علينا؟)) فقال:((أقول له جل شأنه: لقد تركتهم كما ترك رسولك الكريم المسلمين دون أن يستخلف عليهم)) .

من أقوال الإمام علي رضي الله عنه

لقد كان الإمام [رضي الله عنه] علي يتفجر العلم من جوانبه والحكمة كما وصفه ضرار الكناني.

** ومن أقواله المأثورة**

أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه

معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم

إياك وصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك

إياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب إليك البعيد ويبعد عنك القريب

العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته

وضيعة المال تزول بزواله

العلم يحرسك وأنت تحرس المال

***رضي الله عن الإمام علي بن أبي طالب وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 27, 2013 7:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

زيد بن حارثة [رضي الله عنه]

زيد بن حارثة [رضي الله عنه] مولى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وقد جاء ذكر اسمه في القرآن الكريم تكريماً له, وقصة زيد بن حارثة تبدأ حين كان بصحبة أمه في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد"رضي الله عنها" فلما تزوجها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وهبته له وتمضي الأيام وفي موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره, وكان زيد يحظى عند النبي [صلى الله عليه وسلم] بمكانة عظيمة, لدرجة أنه كان يقال عنه:((زيد بن محمد)) .

ادعوهم لآبائهم

ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في القرآن الكريم آيات بتحريم التبني فأصبح بعدها زيد يسمى زيد بن حارثة,((ادعوهم لآبائهم)) [ الأحزاب : 5 ] ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)) [ الأحزاب : 40 ] .

وكذلك كان زيد يحب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حباً كبيراً وجاء والده وعمه إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يعرضان عليه افتداء زيد بالمال, فقال لهما [صلى الله عليه وسلم] :((ادعوه فخيراه فإن اختاركما فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني)) وقال زيد:((والله يا رسول الله أنت مني بمنزلة الأب والعم وما أختار عليك أحداً قط)) فقال له والده:((أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك يا زيد؟)) وهنا قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] :((اشهدوا أيها الجمع أن زيداً ابني يرثني وأرثه)) وكان ذلك قبل تحريم التبني ومضى والد زيد وعمه وهما في اطمئنان عليه, وزوج رسول الله [صلى الله عليه وسلم] زيد ابنة عمته زينت بنت جحش"رضي الله عنها" ثم طلقها زيد فزوجه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] من بركة الحبشية حاضنة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] "أم أيمن" وولدت له ابنه أسامة. وزينب بنت جحش هي أم المؤمنين التي نزل فيها قرآن كريم بتزويجها من النبي [صلى الله عليه وسلم] بعد أن طلقها زيد .

شهوده الغزوات

شهد زيد غزوة بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر, أسامة بن زيد بن حارثة وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بعد وفاة أمه وهي من أوائل المسلمات وقد كان [صلى الله عليه وسلم] يحبها حباً كبيراً, وهكذا كان أسامة بن زيد مسلماً منذ ولادته وتربى على أخلاق الإسلام العظيمة وأحبه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , فقد قال [صلى الله عليه وسلم] عنه:((أسامة أحب الناس إليَّ)). ولمكانة أسامة بن زيد عند رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حدث أن سرقت المرأة المخزومية فقالت قريش:((أسامة بن زيد حب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يكلمه فيها حتى لا تقطع يدها)), وحين كلم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أسامة قال له [صلى الله عليه وسلم] :((أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟)) وقام النبي [صلى الله عليه وسلم] وقال مغاضباً "على سبيل الفرض والمثال" :((وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)) "رواه البخاري" .

رسول الله يزوج أسامة

وقد اختار [صلى الله عليه وسلم] لأسامة زوجته وزوجه من فاطمة بنت قيس"رضي الله عنها" وحين دخل أسامة على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في مرضه الذي مات فيه دعا له رسول الله [صلى الله عليه وسلم] . "رواه أحمد" .

الغزوات التي حضرها

أراد أسامة أن يشارك في غزوة أُحد ولكن الرسول [صلى الله عليه وسلم] رده لصغر سنه, وفي غزوة الخندق ألح أسامة على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أن يمنحه شرف الاشتراك في الجهاد فسمح له الرسول وهو ابن خمس عشرة سنة ثم شارك في غزوة مؤتة التي استشهد فيها أبوه زيد بن حارثة ورغم استشهاد أبيه أمام ناظريه إلا أنه استمر في القتال فقاتل تحت لواء جعفر بن أبي طالب حتى استشهد جعفر ثم قاتل تحت لواء عبد الله بن رواحة حتى استشهد أيضاً فقاتل تحت لواء خالد بن الوليد وشارك أيضاً في غزوة حنين .

إمارة أسامة بن زيد

بعث رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أسامة في سرية فعاد مكللاً بالنجاح والفوز وأثناءها قال أحد المشركين:((لا إله إلا الله)) حتى يسلم من القتل فقتله أسامة فعاتبه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فقال له:((يا رسول الله لقد قتل فلان وفلان من المسلمين))وقال له:((كيف تقتل رجلاً قال"لا إله إلا الله")), روي الإمامان مسلم والبخاري أن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لما أمَّر أسامة على جيش فيه أبو بكر وعمر [رضي الله عنهم] تعجب بعضهم واستكثروا على شاب في العشرين من عمره فقال [صلى الله عليه وسلم] :((إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وايم الله لقد كان خليقاً للإمارة وإن كان أحب الناس إليَّ وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده)) .

حين خرج أسامة في مرض رسول الله [صلى الله عليه وسلم] , وقد أخرَّ مرض الرسول ووفاته خروج الجيش بعض الوقت وسار أسامة بجيشه"ثلاثة آلاف مقاتل" وحارب المرتدين وأدى المهمة التي خرج من أجلها بنجاح وعاد سالماً غانماً هو ومن معه ولما بلغ هرقل ما فعله أسامة تعجب من شجاعته وبطولته.

***رضي الله عن زيد بن حارثة وعن أسامة بن زيد وعن صحابة رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وعن التابعين***



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط