علم الفرائض ( علم الميراث )
أولا: تعريفه :
التعريف اللغوي: • الفرائض جمع فريضة، وهي في اللغة مشتقة من الفرض والفرض يأتي لمعانٍ عدة منها التقدير والقطع والحز.
التعريف الاصطلاحي: • هو علم يعرف به من يرث ومن لايرث ومقدار ما لكل وارث. • وقيل: القواعد التي تعرف بها السهام المقدرة شرعا لكل وارث .
ويسمى علم الفرائض أيضا علم الميراث، والميراث لغة: انتقال الشيئ من قوم لآخرين. • واصطلاحا: قواعد يعرف بها نصيب كل مستحق في التركة. • وقيل: حق قابل للتجزئة يثبت لمستحقيه بعد موت من كان له ذلك، لقرابة أو زوجية أو ولاء .
ثانيا: موضوعه : وموضوعه: تركة الميت من حيث تقسيمها وبيان نصيب كل وارث.
ثالثا: فضله : هو من أرفع العلوم قدرا، وأجلها أثرا، وحسبك تنويها بشأنه، واستنهاضا للهمم في مدارسته قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:
1- عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها، فإنه نصف العلم وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي» رواه ابن ماجه في سننه 2/908 واللفظ له ، والطبراني في المعجم الأوسط 5/272 ، والحاكم في المستدرك 4/369 ، والدارقطني في سننه 5/117 ، والبيهقي في السنن الكبرى 6/343 ، وابن عساكر في معجمه 1/504 ، وقاضي المارستان في مشيخته 2/700 .
2- و عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض حتى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان أحدا يفصل بينهما». رواه الحاكم في المستدرك 4/369 واللفظ له، والدرامي في سننه 1/298 ولفظه: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ، تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ، وَعَلِّمُوهُا النَّاسَ، تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ، فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ، وَالْعِلْمُ سَيَنْقُصُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، حَتَّى يَخْتَلِفَ اثْنَانِ فِي فَرِيضَةٍ لَا يَجِدَانِ أَحَدًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا»اهـ .
رابعا: حكمة مشروعيته: جعل الله – تعالى – للميراث نظاما قويما، وقانونا حكيما، يفيض رحمة وعدلا، وسدادا ورشدا، وتجد النفوس فيه مثلا رائعا للهدى القيم، والعظة النافذة، والحكمة البالغة، ونجمل ذلك فيما يأتي:
1- حكم الإسلام بجعل تركة الميت ملكا لأفراد ورثته، وفي ذلك احترام لملكية الأفراد.
2- فرض الميراث لأمس الناس قرابة للميت، لأنه انتصر بهم في حياته، وكثيرا ما يكون لهم دخل في تكوين ثروته، فكان الغنم بالغرم.
3- حدد لكل وارث نصيبا معيناً، فحسم بهذا مادة النزاع التي تزرع الأحقاد، وتقطع الأرحام .
4- كان نصيب الأنثى نصف نصيب الرجل، لأنه الكافل لأسرته، وعليه وحده يقع عبء الإنفاق .
5- ألحقت الزوجية بالقرابة تقديسا للصلة بين الزوجين، وإبرازا لمظهر الوفاء .
6- وألحق الولاء أيضا بالقرابة اعترافا بالجميل، وشكرا على المعروف .
خامسا: حكم تعلمه: وحكم تعلمه فرض كفاية، إذا فعله البعض سقط الإثم عن الباقين .
يتبع إن شاء الله
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|